رواية درة القاضي الفصل الثانى و العشرون22 بقلم سارة حسن


 

رواية درةالقاضي الفصل الثانى و العشرون بقلم سارة حسن



الثاني والعشرون 
و هل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا.. و ما همني إن خرجت من الحب حيآ و ما همني أن خرجت قتيلاً.
مقتبسه 
،،،،،،،،،

صرخت بأستغاثه و رعب و هو يحاول تقبيلها محاولا وئد حركتها و رفضها المستمر اليه، و يداه تمتد علي جسدها يستبيح من جسدها مايشاء بغير حق بقذاره امام حركاتها العنيفه في الحفاظ علي نفسها منه..
انسابت عبراتها بقهر من مرارة اللحظات و هي تتمني من ينتشلها الآن قبل ان تضعف مقاومتها امام قوته كا رجل و عنفه الذي بدء يستخدمه في لطم وجهها و جذب شعرها بعنف حتي شعرت انه يقتلعه من جذوره.... 

و قف حسن امام شقه طارق وهو يدعوا الله ان يكون استنتاجه صحيح، سحب مسدسه من خلف ظهره و شد اجزاءه وجهزه للاستعمال و خلفه سيف يدعو الله مرور الموقف بسلام 
و قف امام شقه طارق استمع صراخها، فانتفض قلبه بين اضلعه و دق سيف الباب بعنف هادرآ باسمه.... 
هدر به حسن بأنفعال شديد:
-انت لسه هاتخبط ابعد كده 
ابتعد سيف خطوتين للخلف و امامه حسن الذي و وجه فوهه سلاحه اتجاه الباب مباشرة و انفتح اثر طلقه من فوهه مسدسه ....
دفع الباب بقدمه و هرول للداخل يفتح كل الغرف لمعرفه مصدر الصوت حتي فتح الغرفه المتواجده فيها، اتسعت عينيها وتجمدت الدماء بعروقه. 
طارق فوق دره يحاول تقبيلها وملابسها ممزقه وبحاله رثه وهو عاري الصدر فقط ببنطاله. 
شعر بغليان الدم بعروقه و لم ييدرك بنفسه الا هو يسحب طارق ويلكمه عده لكمات متتاليه دون توقف، تفاجئ علي اثرها طارق ولم يستطع امام قوته ان يصدر اي مقاومه...
ابتعدت دره للخلف بتعب تضم يديها لصدرها وتلملم ثيابها المتقطعه لجسدها بأنهيار..... 
مسك حسن طارق الغير متزن من شعره وضربه بالحائط عده ضربات ليقع علي الارض تسيل من راسه الدماء ،مع سباب لاذع لعنه و لعن اسلافه و لم يكتفي و لكنه جذبه مره اخري يركله بقدمه عده ضربات، وضرب راسه برأس الاخر حتي وقع مغشي عليه كاد ان يهجم عليه مره اخري و لكن 
وقف سيف امامه يهدئه و قال:
-حسن خلاص خلاص شوف دره 
وبعدها خرج سيف باحراج من الموقف الصعب لكليهما 
اقترب منها حسن و جثي علي ركبتيه امامها ، ارتمت بين احضانه بارتجاف ضمها بقوه وضعف في ان واحد
لم يستطع منع نفسه من سؤالها بقلب محترق و كرامه رجل شرقي تناثرت هنا وهناك 
فقال بصوتآ مهزوز:
-عملك حاجه؟حصل حاجه ردي ابوس ايدك أنا هاتتجنن
هزت راسها برفض وصوت مبحوح:
-محصلش ..هو حا...
لم تستطع نطقها الكلمه ثقيله علي روحها قبل لسانها 
اغمض عينيه باطمئنان وألم،لم يشعر بثقل جسدها وغيباها عن الوعي و عقله بعيدآ كليا عن هنا يفكر بمدي الاذي الذي تعرضت له و ماكان مصيرها اذا لم يأتي في الوقت المناسب،و مادخلها بكل هذا و ماذنبها اذا وقعت في حب رجل له ماضي تركه بعيدا خلف ظهره و يوم ما يطرق حاضره يكون من خلالها هي! 
فاق من شروده علي نحنحت سيف وهو يخفض عينيه ارضا قائلا:
-يالا حسن ماينفعش نستني اكتر من كده 
اومأ له بشرود و نزع عنه الجاكت الخاص به والبسها اياه و اغلقه جيدا وحملها لاسفل
قال سيف:
-حسن نوديها المستشفى نطمن عليها احسن 
هز حسن راسه بالايجاب وهو ضامم راسها اليه بصمت...
لم يعقب سيف و لكنه توجه لمشفي اخر غير الذي تعمل به دره حتي لا يثير التساؤلات من حولهم
........ 
بعد مرور و قت ليس بقليل في المشفي و حضور كريمه و شهد التي اوهمت و الدتها انها حادثه و ليس اختطاف لمراعات حالتها الصحيه و الاطمئنان علي دره انها عده كدمات فقط وارهاق 
اقترب سيف من حسن الجالس علي مقعد الاستقبال و ربت علي قدميه بمؤازه:
-حسن احنا من ساعه ماجينا و انت ساكت
لم يرد حسن وهو ينظر للفراغ بشرود 
هتف سيف مره اخري برفق:
-حسن اتكلم قول اي حاجه انا عارف ان الموقف صعب بس قول اي حاجه ما تفضلش ساكت كده 
التفت اليه و نظر اليه حسن بضياع و قال:
-كنت هاخسرها زي ابويا،ابويا راح بسبب جري ورا ماضي وسخ و هي كانت هاتضيع بسببي،بسبب ماضي ملازمني،درة كانت هاتضيع ....انا لعنه ياسيف
اعتدل سيف و قال:
-حسن فوق كده و ماتبقاش ضعيف هي محتجالك ،انت مالكش ذنب انت بقيت كويس واتصلح حالك مش ذنبك انهم ولاد### انت رميتهم ورا ضهرك من سنين... لازم تفوق و تجمد ياصاحبي
اجابه حسن بضعف و كأنه يهزي:
-قلبي بيوجعني اوي ياسيف صورتها مابتروحش من بالي و هي منهاره بين ايديا 
اقتربت منهم شهد بعينين باكيه و قالت :
-الدكتور اداها حقنه ونامت 
اخفض حسن رأسه لاسفه بخجل ،فا تنهدت شهد و جلست قبالته و تحدثت قائله:
-رغم زعلي علي اختي و اللي حصلها و اللي المفروض انه بسببك... 
صمتت قليلا و اكملت قائله:
-بس انا عارفه انك مالكش ذنب،حكايتك كنا عارفين جزء منها بس الاصعب كان مداري،انت قوي ياحسن، ودرة محتجالك لما تفوق تلاقيك جمبها لاني عارفه انك بقيت من اهم الناس في حياتها
قال حسن بخفوت متردد:
-تفتكري هاترضي تبص في وشي اصلا 
أومات شهد برأسها و قالت:
-اه هاترضي تبص في وشك و هاتسال  عليك اول حد اول ما تفتح عينيها كمان 
اخذ نفس عميق واغمض عينيه لثواني ثم فتحها و تحدث قائلا:
-عايز اشوفها 
اشارت شهد بيديها اتجاه غرفتها وقالت:
-قدامك اهي 
تحرك من امامهم بخطوات بطيئه بينما نظر سيف الي شهد فا رمشت بعينيها عدة مرات متسائله:
-مالك بتبصلي كده ليه 
احابها موضحآ و مبتسما:
-بصراحه اول مره اشوفك بتتكلمي بعقل كده ده انا كنت خائف منك و قولت دي هاتطلع تفرج عليه المستشفي
ذمت شفتيها و قالت:
-هو انا كنت ناويه اعمل كده بصراحه 
ضرب سيف كفه علي جبينه في خيبه،فا ابتسمت و قالت:
- اسمع بس،لما شوفت حالته و شكله بصراحه صعب عليا باين عليه الحب ياسيف باين اوي ودره كمان بتحبه وهايفرق معاها انها تشوفه اول ماتصحي 
نظر لها سيف بتقدير و حب لتقديرها للموقف و لحسن انه ليس له اي دخل بما حدث رغم انه يحمل نفسه كامل المسؤليه و يلومها مرارا وتكرارا
قال سيف بعينين لامعه و تقدير:
-شكرا يا شهد انك مقدره و مبسوط انك شايفه حب حسن ل دره 
وفجأه تحرك من مقعده و جلس بجانبها بحركه سريعه قائلا بحالميه:
-يارب بقي تكوني شايفه حبك اللي في قلبي ازاي و كل يوم بيكبر بيكبر 
رفعت حاجبيها وقالت بتهكم:
-بذمتك ده وقتك 
شهق بطريقه مضحكه قائلا باستنكار:
-وقت ايه ياختي ماانتي عملالي فيها اسامه منير من بدري حد كلمك ولا هي تيجي عندي ومش وقته ياسيف 
والتفت براسه للجانب الاخر،فالم تستطع كتم ابتسامه غالبت علي الظهور علي شفتيها وحركت رأسها بلا فائده منه ومن طفوليته التي تعشقها بكل تفاصيلها... 
مالت عليه وهمست له:
-مع انه مش وقته ابدا وأختي حالتها كده،بس انا.... بحبك 
و استقامت  واقفه تاركه اياه يعيد الكلمه علي مسامعه،مرضي بها ومكتفي بها جدا مؤقتآ في ظل هذه الظروف التي يمرون بها،تحركت عيناه معها حتى اختفت ونظر اتجاه الغرفه التي دخلها حسن منذ دقائق بأشفاق علي حاله ولكنه يعلم ان ابن عمه حسن القاضي لا ينكسر بسهوله ابدا . 
............. 
تثاقلت خطواته عند دخوله لغرفتها و هي غائبه عن الواقع ،و جهها جميل و ملائكي رغم ارهاقه  و شحوبه.... 
جثي علي ركبتيه بجانب فراشها،و احتضن يديها بكفيه و سند براسه عليهما، عدة تنهيدات حارقه اخرجها و لاول مره من بعد وفاة والده يريد البكاء و يشعر بنفس احساس الضعف و الندم وجلد ذاته... 
رفع رأسه و حرك يده و اقترب من وجهها و يداه ترسم وجهها بحب متأملها في غفوتها... 
تحدث حسن بخفوت  هامسآ:
-عرفتي كنت ببعدك عني ليه 
ثم دمعت عيناه لصورتها شبه عاريه و انهيارها و ما حدث لها بسببه مكملآ حديثه باختناق:
-كنت خايف عليكي و اللي خوفت منه  اهو حصل  و ابشع مما كنت اتخيل،لو كنت بعدت ماكنش حصلك كده،انا ماقدرش استحمل المك وحزنك و اللي واجع قلبي اني السبب،اني اكون انا السبب في ده.. 
كنت قررت افضل لوحدي لحد ما ظهرتي انتي ،انتي فاكره اني كنت مش فاهم تقربك مني ولا اعترافك ليا و لا شعورك من نظراتك اللي بشوفهم زي المرايا ،بالعكس كان جوايا نفس اللي جواكي و اكتر بكتيير،بس كنت خايف اقرب تتأذي،كنت بقاوم وبقاوم سحرك بس ماقدرتش في الآخر و استسلمت لمشاعر عمري ماحسيت بيها الا معاكي.
استسلمت لمشاعر خلتني احس اني لسه عايش و عندي قلب كنت فاكره مات من الآلم.. 
اخذ نفس عميق قبل يداها بأسف قائلا:
-انا اسف اسف،انتي غاليه اوي و ما تستاهليش  يحصلك كده ..
هاخدلك حقك مش هاسيبهم و هابعد عنك خالص و عن حياتك 
صمت صمت عم الغرفه ودمعه وحيده نزلت من عينيه و اكمل مره اخري بخوف:
-لا لا مش هاقدر ،انا بحبك... بحبك اوي والله
رمشت بعينيها و اتجهت برأسها اليه و همست باسمه:
-حسن
رفع رأسه ليقابل عينيها بندم، ربتت علي وجنتيه بحنان ثم مسك يداها و قبلها باسف ...
لاول مره تراه بهذا الضعف ،لاول مره تشعر بشفافيته امامها ،لاول مره يقولها صريحه بحبك كلمه من اربع حروف رممت روحها و انتشتها ...
-انتي كويسه؟ 
قالها لها بتساؤل ليطمئن قلبه 
ردت  هي عليه بشبح ابتسامه قائله:
-يعني بعد كلامك ده كله المفروض أكون ايه
قال حسن:
-انتي سمعاني من بدري 
تنهدت وردت بصراحه:
-انا حاسه بيك من بدري 
ذم شفتيه و قال:
-مع ان الممرضه قالتلي انك نايمه 
ابتسمت له و قالت:
-ماحبتش اخد منوم،قولت اكيد هايجي يشوفني،و اهو انت قدامي. 
تسائل مره اخري و هو يمسح علي كفها: -حاسه بيا من بدري
اجابته و قالت:
-اول مادخلت كنت فاكره نفسي بحلم،بس اتاكدت انه مش حلم في آخر كلمتين
ابتسم لها و نظر ليداها بصمت
فهتفت دره بتساؤل مزيف:
-كنت بتقول ايه بقي
رفع عينيه  و لم تري بريقها ، الان تري لمحات من خوف و عشق و رهبه و عدة اشياء جعلتها كالطلاسم لكن ليس لها ،فعيناه كتاب مفتوح أمامها قراءته و تعشق تفاصيله
قال حسن بحنان لها:
-بحبك.. بحبك اوي بس 
و ضعت يداها علي فمه تمنعه من الحديث و تحدثت هي:
-من غير بس من غير بس يا حسن انا لا زعلانه منك و لا هاسيبك انت مالكش ذنب ،انت هاتحميني مش كده
اندفع لعناقها بشده قائلا بصوت مختنق متلهف:
-بدمي يادره و بروحي مش هاسمح لحد ياذيكي ابدا 
ارتاحت بين احضانه و همست له:
-وانا عارفه ده يا حسن 
انقضى الوقت و هو بجانبها يدللها و يسعي لراحتها و استقبلت هي حنانه بترحاب و شوق 
حتى غفت و هو يديه بيديها... 
دثرها بالغطاء جيدا  وطبع قبله طويله علي جبينها و نظر اليها لثواني ثم خرج من الغرفه . 
يمشي بخطوات شامخه قويه  تليق ب هيبه حسن القاضي ...
اقترب منه سيف الذي هتف 
عليه بتساؤل:
-انت رايح فين
نظر حسن اليه بجانبه و قال بنبرة غامضه:
-مضطر ارجع لشقاوه زمان 
و اكمل دون النظر لسيف المدهوش بنظراته اليه و تبدل حاله من حال الي آخر ،لا يعرف انه استمد قوته من ثقتها و عشقها ، يريد الثأر الان يريد اخذ روحه و لكن حتي هذه غير كافيه لانتقامه...
اجري عده مكالمات هاتفيه بثقه
و خرج للبدء بالتنفيذ لينتهي منهم للابد والظفر بمحبوبته بأمان . 
يتبع
#سارة_حسن
تعليقات