رواية مصاص دماء الفصل الواحدو الثلاثون31 بقلم غزلان


 

رواية مصاص دماء الفصل الواحد و الثلاثون بقلم غزلان


تجاهلو الأخطاء الإملائية

إستند الغرابي بذراعيه على ظهر الكرسي الذي تجلس عليه الصغيرة
كان وجهه مقابلاً لجانب رأسها بينما يحدق في إنعكاس كلاهما في المرآة

"حاولِي قصه، وسأريكِ"

إرتجف جسدها بخفوت بسبب صوته اللي كان هادئاً و بأنفاسه التي تصطدم بجانب رقبتها

مهما بلغ ضُعف جسدها أمامه فستظل إميليا صاحبة الشخصية القوية 

"ليسَ من شأنك! هو شعري!"

أمالت الصغيرة برأسها ليصبح خدها ملتصقاً بجانب فكّ الغرابي الذي إبتسم بهدوء لجرأة التي أمامه

رغم حجمها الصغير، لسانها و شخصيتها ليست بالشيء الهين

هو يحب نوع الفتيات القويات و الغير مدللات..

"حاولي فقط"

ألقى كلماته قبل أن يبتعد ببطء مُبعثراً خصلات شعر الصغيرة القاتم
غادر غرفتها بهدوء و الأخرى وضعت يدها الرقيقة على صدرها، تشعر بنبضات قلبها السريعة ..

_بعد فترة..

سمِعت صوتاً جمهورياً في الخارج كما لو أنه صوت رجالٍ كثيرين 

نهضت بثوب نومها الأبيض تتقدم نحو شرفة نافذتها 
كانت السماء بدأت تتلون بالأزرق الداكن، منذرة على حلول الظلام كما أنها كانت غائمة 

رأت في ساحة القصر الرملية الكبيرة مُساعدي جيون الرجال يقومون بحركات غريبة جماعةً 

تبدو مثل تدريبات يومية، حولت الصغيرة نظرها سريعاً للذي يقف أمام الرجال بشموخ بينما يشابك يداه خلف ظهره 

تحركَ رأسه للجانب قليلاً يحدق بها بطرف عيناه التي تحجبها خصلات شعره الغرابية

شعر بنظراتها نحوه من كل تلك المسافة و العلو !!

عادت لداخل الغرفة بينما تغلق زجاج الشرفة و الستائر، تشعر بتوتر شديد حينما يحدق بها 

إرتمت على سريرها الذي قد تم تغيير أغطيته لأخرى سوداء قاتمة

ليس عليها التفكير في الغرابي ..
وليس عليها نسيان بكونها مختطفة هنا من قِبله، عليها البحث أكثر عن طريقة للهرب من هنا دون الوقوع في مخاطر أي مصاص دماء آخر

شعرت بملل شديد للغاية و موعد العشاء لا يزال أمامه وقت طويل 

قررت الخروج قليلاً و إستكشاف القصر، فهي لا تعرف سوى رُبعه 
وربما تجد شيئاً يساعدها في خططها المستقبلية للعودة لعالمها و حياتها الطبيعية 

حملت حبل صغير قُماشي أبيض
ربطت به شعرها الطويل حتى لايعيق تحركاتها كثيراً

خرجت تسلكُ ممرات أخرى لم يسبق لها أن مرت من خلالها، كانت أكثر شهوقاً وذات نوافذ طويلة و ضخمة للغاية مع ستائر بيضاء شفافة

كانت تسير بخطوات حذرة وتلتفت خلفها كل حين، لا تنكر أنها خائفة

فقد علمت من أليس أن القصر يحتوي على مصاصي دماء و سحرة كُثر ويعيشون في المنطقة السفلية من القصر بعيداً عن أنظار الآخرين

وجدت نفسها أمام درجٍ ضيق و مظلم للغاية، كانت مترددة جداً من نزوله
أخذت نفساً عميقاً و نزلت أول درجة ثم الباقي ببطء شديد وهي تتمسك بالجدار الحجري 

شعرت بالدوار حقاً، فكان الدرج طويلاً للغاية و ملتوياً على شكلٍ حلزونِي

خطت آخر درجة لترفع عيناها أخيراً عن الأرض نحو الأرجاء
إنتفض جسدها بقوة حينما وجدت فتاة صغيرة تتعلق فوق الجدار رأساً على عقب و وجهها مقابل لخاصة إميليا 

سقطت إميليا بقوة للخلف، ماسبب لها ألماً شديداً في ظهرها بسبب الدرج

قفزت الطفلة الصغيرة لتقف بشكلٍ مستقيم ثم تمد يدها الصغيرة السمراء نحو إميليا التي لازالت في حالة صدمة 

كانت الصغيرة نحيفة الجسد وذات بشرة سمراء قاتمة و شعر بُني كذلك عيون واسعة وعسلية 

إستوعب إميليا نفسها أخيراً ونهضت بنفسها بينما تصافح يد الطفلة حتى لا تتركَ يدها معلقة 

شعرت إميليا بالإرتياح للصغيرة رغم وضعية تعلقها في الجدار قبل قليل، كانت مثل الخفاش تماماً..

"م..ما الذي تفعلينه يا صغيرة هنا؟"

سألت إميليا بتردد وهي تتفقد المكان من حولهما، والذي كان مظلماً بعض الشيء

"أقطن هنا"

"او..اوه"

"أنتِ بشرية صحيح ؟"

"أجل أنا كذلك"

"ليس مسموح بوجود البشر هنا، هي منطقة خاصة بالسحرة"

ألقت الطفلة حديثها بينما تدور حول إميليا المتوترة، فقد كانت ملامح الطفلة جدية، عكس الأطفال في عالمها

"كم عمركِ يا طفلة؟"

"همم سبع سنوات"

"وما إسمك؟"

"ينادونني بِيلِي"

"بيلي، إسم جميل"

"أنتِ الجميلة"

إبتسمت إميليا بوسع على تغزل الصغيرة بها، رغم غرابتها لكنها لطيفة حقاً
تشبثت الصغيرة بيلي بفستان إميليا الأبيض بينما تقوم بسحبها معها نحو ممر جانبي تشع منه بعض أضواء الشموع

"تعالي معي، إن رآكِ أحد هنا سيغضب"

"من الذي يغضب صغيرتي؟"

"السحرة و العم جون"

"من العم جون؟؟"

"الملك"

قالت الصغيرة بينما تستمر بسحب إميليا من طرف فستانها و الأخرى مستغربة من مناداة هذه الطفلة الملك بالعم جون 

أبعدت أنظارها عن الطفلة ونظرت لذاك الممر الطويل الذي يسيران فيه

كان منيراً بسبب النوافذ التي تسمح لضوء القمر بالدخول، كذلك تلك الشموع في السقف، أرضية حمراء و الكثير من رفف الكتب على جداره الأيسر و بعض التماثيل الحجرية الصغيرة 

شعرت كما لو أنها في عالم آخر، لم تتخيل أن القصر بهاذا الكبر و الغموض 

شعرت بقبضة الطفلة حول فستانها ترتخي، نظرت نحو الطفلة الواقفة والمحدقة نحوها ثم نحو الباب المزخرف أمامهما 

"لمَ نحن هنا؟"

"غرفة جدتي، هي لطيفة"

طرقت الطفلة السمراء الباب بخفة ثم تعلقت حول مقبض الباب الكبير وفتحته لتتضح تلك الغرفة الكبيرة و الفاخرة

كانت غرفة واسعة ويطغى عليها اللون الأحمر القاتم و الأسود 
يمكنها رؤية تلك المرأة العجوز بفستان النوم الأبيض جالسة على كرسي خشبي وبين يداها كتاب

إميليا للآن ليست مستوعبة لكل ماتراه من أمور تعتقد أنها خيالية فقط

ركضت الصغيرة نحو حضن العجوز التي ربتت على شعرها بخفوت 

تحركت إميليا ببطء تحاول الهرب من هنا لكن صوت العجوز المبحوح أوقفها 

"تعالي يا صغيرة"

نظرت إميليا نحوها ببعض الخوف قبل أن تتقدم بتردد كبير 

حالما دخلت الغرفة حتى شعرت بذاك العطر المألوف جداً 
نظرت سريعاً نحو الغرابي ذو الهيئة المظلم والذي يربعُ قدماه في أحد زوايا الغرفة 

وبين يداه كأس زجاجي خاص بمشروبه الأحمر 

هل هي تحاول الهرب منه ثم تجده في كل مرة أمامها !

هي هذه المرة قد تنهدت بضيق وصرخت بصوتٍ غاضب

"أينما أذهب أجدك!! أترك لي مجالاً قليلاً!!"

صرخت للتو على الملك جيون!
لكنه لم يهتم فقط يستمر في إرتشاف مشروبه الأحمر و عيناه معلقة على العجوز أمامه
تنهدت للمرة الثانية ثم إستدارت تحاول سلكَ طريق آخر وبعيد عن هنا لكن صوت جيون قد أوقفها 

إستدارت نحوه لترى ملامحه المظلمة وعيناه الحمراء المشعة!

"أعدُّ حدّ ثلاثة، إن رأيتكِ هنا سأفصلُ أطرافكِ عن مكانها"

إميليا؟
لم يعد لها أثر هناك فقد رفعت طرف فستانها وركضت بأقصى ما لديها حيث أتت، نبرة صوته وملامحه التهديدية لم تكن تمزح !

..
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1