رواية الكاتبة والفتوة الفصل الثانى و الثلاثون بقلم الهام عبد الرحمن
🌹الفصل32والأخير🌹
صلوا على رسول الله ♥
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
هدى بفزع:«استر يا رب أبيه مصطفى هيوصل دلوقتي معلش بقا يا بلبل أنا ههرب بسرعة قبل ما أتقفش سلام يا ملاكي.»
هرولت هدى خارج حجرة الرعاية ولكن لسوء حظها العاثر تصطدم بإحدى السيدات فتقع أرضا فتحاول هدى مساعدتها ولكن تلك السيدة ثارت عليها بشدة، في ذلك الوقت حضر مصطفى ورأى هدى فذهب باتجاهها وناداها بحزم فالتفت له ونظرت بفزع.
مصطفى بحزم:«بتعملي ايه هنا يا هدى؟!»
هدى بصوت متقطع:« أنا.... أصل..... يعني.... والله يا أبيه..»
مصطفى من بين أسنانه:« انتي بتعملي إيه هنا يا هدى انطقي.»
في تلك اللحظة حضرت غادة ورأته وهو يتحدث معها بقسوة فاندفعت نحوهما ثم جذبت هدى من يدها وأشارت له بإصبعها وتحدثت بغضب.
غادة:« انت مفكر نفسك مين عشان تمنعها عن خطيبها يا شيخ اتقي الله أومال لو ما كانش أخوك هو اللي مختارها بنفسه.»
نظر لها مصطفى بدهشة وأغمضت هدى عيناها وقالت في نفسها.
هدى في نفسها:«الله يصلح حالك يا شيخة هو دا كان وقتك يعني وديتيني في داهية.»
فهم مصطفى الموقف بعد أن رأى ملامح هدى فقال بحزم.
مصطفى:«اتحركي قدامي حالاً على العربية.»
فأومات هدى برأسها وربتت على يد غادة التي وقفت غير مستوعبة ما يحدث وذهبت مع مصطفى وركبت السيارة بجواره وهي ناكسة رأسها وبدأ مصطفى بالتحرك بالسيارة، ولم يتفوه بكلمة طوال الطريق حتى وصل إلى شقته فنزل من السيارة وأمرها بالنزول وصعدا سويًا إلى الشقة وما أن دلفا إلى الداخل حتى ثار مصطفى بشدة، وتعجبت ميادة من ثورته الغريبة على أختها.
ميادة:« في إيه يا مصطفى مالك؟»
لم يجاوبها مصطفى بل وجه كلامه لهدى.
مصطفى بغضب:« إيه اللي موديكي عند بلال يا هدى وبتروحيله من إمتى؟ يعني كنتى بتكدبي عليا وبتقوليلي إن مش هو، مفهماهم هناك إنك خطيبته عشان تقدري تشوفيه، بتعملي كدا ليه؟! انتى أكيد اتجننتي.»
هدى ببكاء:«لا يا أبيه ما اتجننتش ودا بالظبط اللي خلاني كدبت عليه عشان ما تقولش عليا مجنونة بس بلال هو اللي شوفته في الحلم وما أعرفش ازاي طلع هو.»
مصطفى بغضب:«ودا ما يدكيش الحق إنك تقعدي كل يوم مع واحد ملكيش بيه أي علاقة ودا يدل على إنك فعلاً اتجننتي ولازم دكتور يشوفك.»
هدى ببكاء:« أرجوك بلاش تتعامل معايا بالطريقة دي يا أبيه أنا آسفة إنى كدبت عليك بس والله كنت خايفة ما تصدقنيش.»
كان مصطفى سيكمل ثورته لولا رنين هاتفه الذي صدح فجأة فأمسك الهاتف ورد بعصبية.
مصطفى:« أيوا مين؟!»
المتصل:«معاك هنا مستشفى(.....) حضرتك الرائد بلال فاق من الغيبوبة وطالب يشوف حضرتك.»
مصطفى بفرحة:« فاق أخيراً أنا جاي حالًا.»
هدى:«بلال فاق يا أبيه أرجوك خليني آجي معاك أشوفه والله هو كلمني وأنا معاه بس أنا افتكرت إنه بيتهيألي يعني هو كان فايق بس أنا اللي استعجلت ومشيت.»
مصطفى بحزم:« مفيش خروج من هنا.»
هدى:«ميادة والنبي خليه ياخدني معاه.»
مصطفى:«وأنا قولت مفيش مرواح لأي مكان.»
هدى:« آسفة يا أبيه أنا هروح المستشفى سواء أخدتني معاك أو لا.»
كاد مصطفى أن يرد عليها ولكن قاطعته ميادة برجاء.
ميادة:«مصطفى معلش بلاش تضغط عليها كدا أنا كمان هاجي معاكم أرجوك عشان خاطري.»
مصطفى:« ماشي يا ميادة بس افتكري إن أنا منعتك يا هدى عشان مصلحتك مش عند معاكي وخلاص.»
ذهبوا جميعا إلى المشفى وحينما دخلوا إلى حجرة الرعاية وجدوا بلال كان مسطحا بإعياء وعندما لمح مصطفى ابتسم وتحدث بوهن.
بلال بوهن:« ازيك يا صاحبي يظهر إن عمر الشقي بقي.»
مصطفى:« حمد لله على السلامة يا بطل قلقتنا عليك دي حتى ميادة مراتي أصرت تيجي تطمن عليك.»
ميادة:« حمد لله على السلامة يا كابتن.»
أومأ لها برأسه ورد السلام بإعياء ثم نظر في اتجاه هدى.
مصطفى:« إيه يا بلال مش عارف مين دي؟!»
بلال:«لا مش عارف هي مين دي؟!»
تحدث مصطفى وهو ينظر لهدى:«دى هدى أخت مراتي.»
بلال:«أهلاً آنسة هدى.»
هدى ببكاء مكتوم:«حمد لله على سلامتك يا بلال أقصد يا كابتن.»
شعر بلال بشيء غريب يحدث له عندما استمع لصوتها وهي تنادي بإسمه ولكنه لم يكترث فحالته الصحية لا تسمح له بالتفكير في أي شيء. اطمئن مصطفى على بلال وأخذ هدى وميادة وذهبوا إلى منزل هدى وقاد مصطفى السيارة وذهب إلى منزله هو وزوجته وبعد أن صعدا إلى شقتهم جلس مصطفى واضعا يديه على وجهه يحاول كبت غضبه.
ميادة إهدى يا مصطفى الستات مش زي الرجالة ما بيمشوش بالأوامر إحنا بنتعامل بالعواطف فعشان خاطري أعذر هدى وبلاش تزعل منها.»
مصطفى:« هدى لازم تروح لدكتور نفساني يا ميادة اللي هي فيه دا مش حالة طبيعية افهمي أنا خايف عليها مش عاوزها تعيش في وهم بلال ممكن ما يرتبطش بيها ساعتها هتعمل إيه هتجبره على إنه يتجوزها.»
ميادة بقلق:«طب والعمل إيه دلوقتي هدى استحالة ترضى تروح لدكتور ولا عمرها هتعترف إنها تعبانة.»
مصطفى بعد تفكير:«خلاص أنا هتكلم مع دكتور زميلي في الشغل بس مش هقوله هي مين وربنا يستر.»
مرت عدة أيام استعاد فيها بلال عافيته ولكنه كان يشعر أنه يفتقد شيئا ولا يستطيع معرفته كما تحدث مصطفى مع الطبيب والذي أكد له أن هدى ليست بمريضة وأن عقلها الباطن اختزن معلومات عن بلال من حديثه عنه أمامها أما أنها استطاعت تمييز شكله فقد افترض الطبيب أنها قابلته مصادفة في موقف يخص مصطفى فسأل الطبيب مصطفى ما اذا كان حدثت مناسبة حضر بها بلال وقت تواجد هدى فحاول مصطفى التذكر ولكنه قال أن بلال لم يحضر أي مناسبات تخصه غير مناسبة زواجه وفي ذلك الوقت كان بلال منقول حديثاً إلى هذه المدينة وقد حضر الزفاف كغيره من الضباط فقال الطبيب أنه من الممكن أن تكون هدى رأته في ذلك الوقت أو حدث بينهم موقف لا تتذكره الآن ولكن اختزنه عقلها الباطن ثم استخدم معرفتها بهذا الشبه وهيأ لها هذا الحلم الذي رأته، صدم مصطفى من تحليل الطبيب لما حدث مع هدى وتعجب من حكمة الله في ربط قدر بلال بهدى.
كانت هدى تشعر بالحزن لعدم استطاعتها رؤية بلال فقد كانت تعرف أخباره عن طريق أختها ميادة وعلمت مؤخراً أنه خرج من المشفى وبدا في مباشرة عمله.
في مقر الداخلية جلس بلال مع مصطفى داخل مكتبه ينهيان بعض الأعمال إلى أن بدأ مصطفى الحديث.
مصطفى:«مالك يا بلال حاسس إنك متغير ما بقتش زي الأول أحياناً بكلمك وألاقيك فجأة سرحت مني.»
بلال:« والله أنا نفسي مش عارف مالي حاسس إن في حاجة ناقصاني بس مش عارف إيه هي ببقى نايم وبسمع صوت واحدة بتتكلم معايا وكأنها بتحكيلي عن حاجة.»
مصطفى بضحك:« لا يا معلم انت كدا يتخاف عليك لا تكون جنية عاشقاك؟»
بلال بضحك:«يا عم أنا مش بفوت فرض وبقرأ قرآن على طول يعني الحمد لله مفيش حاجة من دي تقدر تقربلي.»
مصطفى:«ربنا يحفظك ويحفظنا يا سيدي بقولك إيه عيد ميلاد الأولاد بعد بكرا اعمل حسابك بقا ومش هقبل أي أعذار وماتخافش يا سيدي كدا كدا هتدبس في هدية.»
بلال:« بس كدا عينيا لحسن باشا وفرح هانم.»
حل يوم الإحتفال فكان الكل في منزل مصطفى على قدم وساق فقد حضرت هدى منذ الصباح الباكر وقاموا بترتيب المنزل وإعداد الحلوى والعصائر، ثم بدأوا في تعليق الزينة.
ميادة:« هي البت سلوى ما وصلتش ليه إحنا كدا هنتأخر يا ريتني جبت ديزاينر وخلاص كانت عملت ديكور الحفلة.»
هدى:«يا بنتي ما تقلقيش هى زمانها على وصول وبعدين انتى كارهة فلوسك ما هي البت بتعمل أحلى ديكور وقالتلك إنها هتعملك ديزاين حلو.»
بعد لحظات دق جرس الباب فقالت هدى:« أهي وصلت أهي يا ستي إهدي بقا. فتحت هدى الباب ورحبت بسلوى: ادخلي يا أختي أصل ميادة هتاكلك إيه اللي أخرك كدا؟»
سلوى:« معلش عقبال ما جهزت الأكل للسبع بتاعي عشان يرضى يسيبني آجي.»
هدى بضحك:«ماجمع إلا لما وفق انتم الاتنين كل همكم الأكل يلا يا أختي انجزي خلينا نخلص الديكور والزينة.»
بعد مدة أصبح كل شيء جاهزاً ودخلت هدى حجرة الأولاد لترتدي ملابسها واستعدوا جميعاً وجلست سلوى بجوار هدى في انتظار حضور الجميع.
سلوى:«إيه يا هدى مفيش أخبار جديدة عن بلال؟!»
هدى بحزن:«لا ما بقتش حتى أسأل بحاول أقنع نفسي إن الفترة اللي فاتت كانت مجرد وهم وحلم جميل عشته ولازم غصب عني يفضل زي ما هو حلو مش عاوزة أتعب قلبي أكتر من كدا»
سلوى:« طيب عملتي إيه في روايتك؟»
هدى:«قربت أخلصها خلاص فاضل فصلين بس.»
سلوى:« حددتى نهايتها ولا لسة؟»
هدى:«لا هسيبها نهاية مفتوحة للقارئ.»
بدأ المدعوين في الحضور وبعد مدة حضر بلال ورحب به مصطفى، ثم قدم الهدايا للأولاد وجلس هو ومصطفى يتبادلان أطراف الحديث، كانت هدى في ذلك الوقت تملأ أكواب العصير فلم ترى بلال ولكن سلوى هي من رأته.»
سلوى:« بت يا هدى مين المز اللي قاعد مع جوز أختك دا مش عارفة ليه حاسة إني شوفته قبل كدا.»
التفتت هدى لترى من هذا الشخص ولكنها شهقت.
هدى:« بلال!»
سلوى بدهشة:« إيه دا هو دا بلال؟!»
هدى وهي تحاول كتم بكائها:«اه هو ليه أبيه مصطفى عزمه هكمل الحفلة ازاي دلوقتي؟»
سلوى:« اهدي يا حبيبتي واتماسكي شوية بس بردو حاسة إني شوفته قبل كدا !»
هدى:» يعني هتكوني شوفتيه فين يا سلوى؟!»
سلوى:« هفتكر إن شاء الله.»
ميادة:« ما شفتوش فرح يا بنات؟»
سلوى:«بتهيألي دخلت أوضتها استني هشوفهالك.»
ميادة:« معلش يا سلوى أصل إيدي مش فاضية.»
دخلت سلوى الحجرة ووجدت فرح جالسة ومعها ألبوم به صور زفاف ميادة ومصطفى.
سلوى:« بتعملي إيه يا عفريتة؟»
فرح:«بتفرج على بابي ومامي يا طنط.»
سلوى:« وريني كدا الله مامتك كانت زي القمر والنبي يا فروحة كانت ليلتها زي العسل.»
وأخذت تقلب في الألبوم وهي تبتسم حتى رأت إحدى الصور والتي يظهر بها بلال أطالت سلوى النظر في تلك الصورة، ثم وقفت فجأة وقالت.
سلوى:«افتكرت.»
ثم خرجت مسرعة وجذبت هدى من يدها وأدخلتها الحجرة وأرتها تلك الصورة وقالت.
سلوى:«بلال كان في فرح أختك يا هدى عرفتي بقا إني كنت صح لما قولتلك إني شوفته قبل كدا.»
هدى:« هو طبيعي إنه يبقى في الفرح ما هو صاحب أبيه مصطفى وزميله.»
سلوى:« يا بت انتى مش فاكرة كان إيه اللي حصل يوم فرح أختك؟!»
هدى:« لا مش فاكرة قصدك على إيه؟!»
سلوى:«يا بت مش كان في واحد بيضايقك هناك وما كناش عارفين نخلص منه لحد ما أنا قولتله والله لأقول لخطيبها ييجي يعلمك الأدب بس هو ما صدقش إنك مخطوبة فشاورتله على بلال ولما فضل متنح اضطريت أروح أقوله إنه ييجي يساعدك وهو جه وهدده ومشاه من الفرح خالص»
هدى:«يخرب بيت ذاكرتك يا بنتي دا أنا نفسي نسيت الحوار ده.»
سلوى:«يبقى هو دا السبب اللي خلاكى تحلمي ببلال بالذات بسبب الموقف اللي عمله وخلاه بطل في عينيكى.»
هدى:«قصدك إن الموقف دا فضل في عقلي من كلام أبيه مصطفى عنه كذا مرة فعرفت معلومات وبكدا عقلي هيأ إنه يعمله خطيبي في الحلم؟!»
سلوى:«بالظبط كدا يا ست هدى الله عليا والنبي أنا كنت اشتغلت دكتورة نفسية أحسن والله كنت بقيت أغنى من نجيب ساويرس»
هدى:«طيب يلا بينا نخرج للناس عشان ما نسيبش ميادة لوحدها.»
حاولت هدى قدر المستطاع إلهاء نفسها في الإحتفال حتى لا تتأثر بوجود بلال ولكن كيف والعشق قد تملك من قلبها كانت تدعو بأن ينتهي الحفل سريعا فقد خارت قواها ولم تعد تتحمل مقاومة اشتياقها له فقررت الهروب إلى الشرفة حتى لا تضعف أمام رغبتها بالنظر إليه ولكن كما يقال لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، فبينما هي واقفة في الشرفة تستنشق بعض نسمات الهواء العليلة حتى تهدأ من جموح مشاعرها، فيدخل بلال هو الآخر هاربا من ضوضاء الاحتفال.
نظرت له هدى بصدمة وكأنها تقول:« أحقا أيها القدر أتريد أن تلعب معي تلك اللعبة أرجوك إرأف بحال قلبى المسكين فأنا لا أقوى على المقاومة أكثر من ذلك.»
بلال وهو يتنحنح:« أنا آسف ما كنتش أعرف إن حضرتك هنا.»
هدى بخجل يغلفها الاشتياق:« لا أبداً ولا يهمك اتفضل حضرتك وأنا هدخل جوا»
بلال مسرعا:«لا لو سمحتى خليكى أنا اللي هخرج معلش أصل أنا مش متعود على الدوشة دي فقولت أخرج أشم شوية هوا وماكنتش أعرف إنك هنا.»
هدى:« أنا كمان قولت أخرج أشم هوا على العموم تقدر تتفضل تقعد براحتك شكلك تعبان هو حضرتك فيك حاجة؟!»
بلال:« لا أنا بس لسة خارج من المستشفى من فترة بسيطة بس ما قدرتش أرفض دعوة مصطفى لأنه غالي علي أوي هو حضرتك تبقي أخت المدام بتاعته مش كده؟!»
هدى:«أيوا أنا ألف سلامة عليك.»
بلال:« الله يسلمك هو حضرتك بتشتغلي إيه؟! اه صحيح مصطفى كان قالي مدرسة تقريبا؟!»
هدى:« اه بدى للصفوف الأولى.»
بلال:« بس أكيد الأطفال بيحبوكي ومتعلقين بيكي؟»
نظرت له هدى باستغراب:«اشمعنا يعني؟»
بلال:«يعني انتي ما شاء الله وشك بشوش وصوتك فيه حنان الأم اللي يخلي الأطفال يتعلقوا بيكي»
شعرت هدى بالخجل الشديد واحمرت وجنتاها وقالت بصوت متحشرج:«شكرا على المجاملة دي بس هو طبيعي الأطفال في السن دا بيتعلقوا بالمدرسين بتوعهم وبعدين يعني أنا مش كيوت كدا طول الوقت أنا أحيانا ببقى عاملة زي الوحش لما الأولاد بيخرجوني عن شعوري.»
بلال بضحك:« ما أعتقدش إن الرقة دي تبقى وحش»
شعرت هدى بدقات قلبها التي أصبحت كقرع الطبول وتملك منها الخجل، ثم تنحنحت واعتذرت منه وخرجت مسرعا قبل أن تنهار قواها أمام سحر كلماته وعمق صوته الدفين.
بلال في نفسه وهو ينظر في إثرها:«في إيه يا بلال ماتعقل إيه شغل المراهقين اللي بتعمله دا بس أنا مش عارف أنا مشدود ليها كدا ليه وصوتها دا كأني سمعته قبل كدا فيها حاجة غريبة بتجذبني ليها لدرجة إنى فضلت أراقبها طول الحفلة وأول ما دخلت البلكونة دخلت وراها عشان أتكلم معاها بس يا رب ما يكونش حد أخد باله عشان مصطفى ما يزعلش مني بس غصب عني والله الاحساس اللي جوايا ده غريب أوي أول مرة أعيش إحساس أنا مش فاهمة يمكن عشان كنت طلبت من مصطفى إني أتجوزها قبل ما أتعب، ثم صمت قليلا يفكر وأكمل: طيب وأنا عامل في نفسي كدا ليه ما أنا أجدد طلبي من مصطفى تاني وأخطبها ما هو كدا كدا كنت ناوي أتجوزها بس الأول عشان إنها زوجة مناسبة لكن دلوقتي عشان في حاجة قوية بتشدني ليها ولازم أعرف إيه سر انجذابي ليه ومفيش غير حل واحد بس.»
كانت سلوى تقف مع ميادة تساعدها في تقديم الضيافة حينما لاحظت هدى وهي تخرج من الشرفة ووجهها يكاد ينفجر من شدة احمراره فذهبت باتجاهها.
سلوى:«مالك يا هدى وشك أحمر كدا ليه؟»
ثم لمحت بلال يخرج هو الآخر من الشرفة فسألتها متوجسة.
سلوى:« هو انتى كنتى مع بلال في البلكونة؟!»
هدى ببكاء مكتوم:«اه شوفتى حظي بحاول أبعد وما علقش نفسي بيه أكتر من كدا يقوم القدر يبعته ليا لحد عندي.»
سلوى بحنان:«مش يمكن يا حبيبتي ربنا رايد إنكم تتجمعوا مع بعض أكيد له حكمة في إنه ييجي ويقف يتكلم معاكي.»
هدى بيأس:«مش عاوزة أعلق نفسي بأمل وبعدين ما يحصلش ساعتها أنا اللي قلبي هيتكسر.»
سلوى بابتسامة أمل:« سيبيها لله يا قلبي وإن شاء الله ربنا مش هيكسر بخاطرك وهيجعله من نصيبك.»
هدى:«تفتكرى يا سلوى؟!»
سلوى:«قولي يا رب.»
انتهى الاحتفال وذهب الجميع إلى منازلهم ما عدا هدى التي ظلت حتى تساعد أختها في ترتيب المنزل.
مصطفى:« هدى تعالي عاوز أتكلم معاكي شوية.»
هدى بقلق:« خير يا أبيه في حاجة؟»
مصطفى:« انتى كنتى بتعملي إيه مع بلال في البلكونة؟!»
هدى وقد هربت الدماء من وجهها:«والله يا أبيه أنا كنت ة بشم هوا عشان كنت مخنوقة شوية وبعدين فجأة لاقيته هو كمان داخل يشم هوا وما كانش يعرف إني موجودة وكلمني كلمتين عاديين وبعدين أنا خرجت وما وقفتش والله أنا آسفة يا أبيه لو كنت ضايقتك بس انا بجد بعدت عنه وما بحاولش حتى أشوفه والغلطة بتاعت المستشفى مش هتتكرر تاني وأنا اعتذرتلك بس والنبي عشان خاطرى ما تزعلش مني.
أشفق مصطفى على حالها وعلم أنها تجاهد نفسها حتى ترضيه ولا يغضب منها ولكنها تؤذي نفسها بكبت مشاعرها بداخلها وكأنها شيء محرم تريد التخلص منه.
مصطفى بحنان:« اهدي يا هدى أنا مش زعلان منك ولا حاجة يا حبيبتي أنا بس كنت عاوز اقولك إن بلال قبل ما يمشي دلوقتي فاتحني في موضوع جوازه منك تاني.»
هدى بصدمة:« مين؟!»
مصطفى:« بلال يا هدى.»
هدى ببلاهة:« ايوا يتجوز مين؟!»
مصطفى بضحك:« يتجوزك انتى يا بنتي.»
هدى بعدم تصديق:« يعني انت عاوز تفهمني إن بلال كلمك دلوقتي وطلب منك إنك تفاتحني في موضوع الجواز؟!»
مصطفى بابتسامة:« أيوا يا عروسة ها.. أرد أقوله إيه شكلك مش موافقة خلاص أنا هكلمه وأقوله إنها مش عاوزاك.»
هدى بلهفة:« مين دي اللي مش موافقة والله هصور لكم قتيل هنا هو هيجيب المأذون إمتى؟ كلمه.... كلمه خليه ييجي ويجيبه دلوقتي.»
مصطفى بضحك:«ما تهمدي يا بت كدا واعقلي الواد يقول عليكى إيه مدلوقة عليه دا لازم يحفي ويسف التراب عشان ياخدك.»
هدى بوجه عابس:« هو انت لسة هتخليه يحفي ورايا والنبي يا أبيه خير البر عاجله ولا أروح أتجوزه من وراكم وأجيبلكم العار؟!»
أمسكها مصطفى من ياقة ملابسها وتحدث من بين أسنانه:«بت انتى اتظبطي أصل والله ما يبقى في جواز إن شاء الله تعنسي فيها ولا يهمني.»
هدى:«وأهون عليك يا أبيه خلاص اللي يرضيك اعمله المهم إني أتجوزه.»
مصطفى بنفاذ صبر:«يا رب صبرني.»
ثم تركها ودخل حجرته أتت ميادة من المطبخ مسرعة وسألت هدى.
ميادة:« في إيه يا بت يا هدى مصطفى كان عاوزك في إيه أوعي تكوني زعلتيه؟»
هدى بابتسامة حالمة:«يا شيخة اتوكسي هو أنا بعرف أعمل حاجة ولا أزعل حد كل الحكاية إن بلال طلب إيدي من أبيه مصطفى.»
ميادة بصدمة:« بتهزري!»
هدى:« تؤ.. تؤ مش بهزر، ثم ظلت تقفز بفرحة أنا مش مصدقة أخيراً ربنا حققلي حلمي وبلال هيتجوزني أنا حاسة إن قلبي هيقف من الفرحة.»
ميادة بفرحة:« مبروك يا حبيبة قلبي والله أنا اللي فرحنالك أوي ربنا يسعد قلبك وأشوفك دايما فرحانة هتبقي اجمل عروسة يا هدهد.»
بعد عدة أيام ذهب بلال مع مصطفى وتقدم لطلب يد هدى وتمت الخطبة وأصر بلال على كتب الكتاب لكي يستطيع الجلوس معها بحرية، شعرت هدى بشيء غريب فقد تملكتها مشاعر لا تعرف كيف تصفها فكل شيء يعاد كما رأته بالحلم الخطبة واصراره على كتب الكتاب كما أنها أصبحت كاتبة ولها قراء فبدأت تتوجس خيفة من أن تحدث باقي تفاصيل الحلم وأن يتم خطفها ويتركها بلال ولكنها ظلت تقنع نفسها بأن هذا لن يحدث فليس معنى أن بعض الأحداث تحققت فبالضرورة أن تتحقق باقي الأحداث كما أنها أقنعت نفسها بأنها تعلمت من أخطائها في الحلم ولن تعيد تلك الأخطاء مرة أخرى وأنها لن تتحدث مع القراء إلا في إطار الكومنتات ولن تسمح لأي شخص مهما كان أن يتحدث معها على الخاص تجنبا لحدوث أي شيء في المستقبل.
بدأ بلال في زيارة هدى كأي خطيب يريد أن يتعرف على خطيبته جذبته رقتها وخفة دمها وروحها الطيبة كان يشعر بالألفة معها وكأنه يعرفها منذ سنوات صوتها كان مألوفا لديه وطريقة حديثها المرحة كان يحاول إقناع نفسه بأن هذا شيء عاديا بسبب ارتياحه لها ولعائلتها ولكن عقله لم يقتنع بذلك وأصر على أن هناك شيء خفي يسبب ذلك الشعور.
في أحد الأيام كانت هدى تجلس مع بلال يتناولون طعام الغداء في أحد المطاعم وبلال ينظر لها بشرود وهو يستمع لحديثها.
هدى:« بلال.... بلال... مالك سرحان في إيه؟!»
بلال:« ها... لا أبداً مفيش حاجة كنت بتقولي إيه؟»
هدى:« لاااا دا يظهر الموضوع كبير أوي في إيه احكيلي؟»
بلال بحيرة:« صوتك!»
هدى باستغراب:« صوتى! ماله صوتي؟! إيه أوعي يكون وحش وناوي تفسخ الخطوبة أنا مش بعرف أغني والله يا بلال يعني مش هضايقك بيه ولو هو عالي هحاول أسمع كلامي اللي ما تتسمى ياسمين عز وأعمله صوت شتوي عشان ما تزهقش خلاص مرضي يا عمنا؟!»
بلال بضحك:« هههههه صوت شتوي ودي هتعمليها ازاي يا قطتي؟!»
هدى:« أهو هتصرف المهم ما يبقاش صوتي مشكلة بالنسبالك ونسيب بعض بسببه.»
بلال بضحك:« يا بنتي انتي ليه معتقدة إن إحنا هنسيب بعض بسبب صوتك هو انتي عمرك سمعتي عن واحد فسخ خطوبته عشان صوت خطيبته مش عاجبه؟!»
هدى:« لا.»
بلال وهو يضغط على أسنانه:«أومال بتفترضى كدا ليه اصبري الأول واسمعي بقيت كلامي وبعدين ابقي ردي.»
هدى:«طيب قول ماله صوتي؟»
بلال بتردد:«هتجنن بسببه.»
هدى بفرحة:« إيه دا هو جميل للدرجة دي يبقا كدا اشترك في ستار أكاديمي ولا أقولك أنا هسجلك شريط عشان تفضل تسمعه ليل ونهار لحد ما نتجوز وأبقى معاك على طول.»
مسح بلال على وجهه بقلة حيلة، ثم تحدث من بين أسنانه.
بلال:«يا بنتي اهمدي واسمعيني خليني أكمل كلامي وبعدين ردي.»
وضعت هدى يدها على فمها وأشارت له بأنها سوف تصمت وأن يكمل حديثه.
بلال:«كل لما أسمع صوتك أحس إن دي مش أول مرة أسمعه من بعد ما خرجت من المستشفى وشوفتك في الحفلة وانا مشدودلك بطريقة عجيبة الأول لما طلبت إيدك من مصطفى كان طلبي عشان انتي زوجة مناسبة لكن المرة التانية لما جددت طلبي كان عشان عاوز أعرف سبب انجذابي ليكي ولحد دلوقتي مش قادر اعرفه دايما بسمع صوت بيكلمني وأنا نايم لكن لما بصحى بنسى إيه الكلام اللي اتقال حاولت إني ما أركزش في الموضوع ده لكن كل لما أسمعك ألاقي نفسي بفكر يمكن صوتك انتي اللي بيجيلي في الحلم بردو مش عارف!!»
في تلك ة رن هاتف هدى وكانت سلوى هي المتصلة.
بلال:« لو حابة تردي على التليفون براحتك.»
هدى بتوتر:«لا دي سلوى صاحبتي هبقى أكلمها بعدين.»
انتبه بلال للاسم ثم ردد:« سلوى هو انتي ليكي أصحاب تانيين غير سلوى؟!»
هدى:« أيوا ليا صاحبة كمان اسمها دينا دول أعز أصحابي يعتبر ماليش غيرهم أصلاً.»
فجأة شعر بلال بدوار وظل يتردد في أذنه ذلك الصوت الملازم له وفي تلك اللحظة استمع لحديثه بوضوح فكانت صاحبة الصوت تحكي له عن سلوى ودينا وحب سلوى للطعام، وضع بلال يده حول أذنه يحاول اسكات ذلك الصوت وشعرت هدى بالخوف عليه فاقتربت منه مسرعة.
هدى بخوف:«مالك يا بلال فيك إيه طمني بلاش تخوفني عليك كدا؟!»
نظر لها بلال، ثم سألها:« سلوى بتحب الأكل الكتير؟!»
هدى باستغراب:« انتى عرفت ازاي دي فعلاً بتحب الأكل جداً.»
صعق بلال من جوابها ونظر لها وهو جاحظ العينين وظل يتمتم بهمس.
بلال بهمس:« مستحيل أنا كدا هتجنن!»
هدى بخوف:« مالك يا بلال انت كدا خوفتني أوي هو في إيه؟!»
بلال:« يلا بينا نمشي.»
ثم وضع بعض المال على الطاولة وجذب هدى من يدها واستقلا السيارة وقادها بسرعة وذلك الصوت يتردد في اذنه وهدى تحاول التحدث معه وإقناعه بتخفيف السرعة ولكنه لم يجذب عليها حتى توقف فجأة، ففزعت هدى وصرخت بشدة ووضعت يدها حول وجهها وكأنها تحاول بتلك الحركة اللاإرادية حماية نفسها نظر لها بلال مصدوما وقد استطاع تمييز الصوت الذي يتردد في أذنه.
بلال بهمس:« صوتك انتى... انتى اللي بتكلميني كل يوم.»
هدى بعد ما أزاحت يديها من أمام وجهها:«قصدك إيه مش فاهمة؟»
بلال:« الصوت اللي بسمعه كل يوم طلع صوتك انتى بتحكيلي كل حاجة عنك وعن أصحابك وأهلك.»
نظرت له هدى بصدمة ولم تستطع الرد عليه فأيقن أن السر يكمن عندها.
بلال:« هدى أرجوكى فهميني ليه صوتك بيطاردني من ساعة ما خرجت من المستشفى يمكن لو بعد ما عرفتك كنت هقول إن حبك مسيطر عليا لدرجة إني بسمعك طول الوقت لكن الصوت دا من قبل ما أعرفك حتى.»
ابتلعت هدى ريقها بصعوبة وتمتمت بهمس:« أنا هقولك على كل حاجة بس أتمنى إنك تصدقني في كل كلمة هقولها.»
وبدأت تقص عليه الحلم الذي راودها بكل تفاصيله كما انها قصت عليه زياراتها له المستمرة وهو في الغيبوبة وأنها كانت تحكي له كل ما يسمعه الآن كان بلال ينظر لها بدهشة عارمة يشعر كأن الدنيا ضاقت عليه بما رحبت فكان يتنفس بصعوبة.
بلال:«يعني انت شوفتيني في الحلم عشان كدا وافقتى تتجوزيني؟!»
هدى بخجل:« لا مش عشان شوفتك في الحلم عشان حبيتك.»
بلال:«بس انتي ما كنتيش تعرفيني يبقى حبتيني ازاي؟!»
هدى:«الحلم كان مأثر على مشاعري أوي اتعاملت في البداية إنه حلم جميل وصحيت منه لكن لما عرفت بوجودك وإنك كنت عاوز تتقدملي وعرفت إنك في المستشفى طلبت من أبيه مصطفى أزورك وكانت الصدمة إني لاقيتك نفس الشخص اللي حلمت بيه اتجددت مشاعري غصب عني بقيت أزورك من غير ما حد يعرف وبقا حبك يزيد في قلبي ما قدرتش أمنع نفسي عن حبك بس لما أبيه مصطفى اكتشف زياراتي ليك من وراه زعل مني وانا حبيت أراضيه فبطلت أزورك ولما شوفتك في الحفلة كنت هتجنن وأكلمك لكن حاولت أسيطر على نفسي عشان كدا هربت ودخلت البلكونة لكن القدر ما حبش يسيبني في حالي وخلاك جيت ورايا وكلمتني واتفاجئت إنك طلبت إيدي وصدقني كانت فرحة الدنيا مش سيعاني انت عارف إنك رديت عليا وانت في الغيبوبة وندهتلي باسمي لدرجة إني فكرت نفسي اتجننت وبتخيل.»
بلال:«يبقى زيارتك ليا في المستشفى هي السبب في إني أسمع صوتك دلوقتي الكلام اللي كنت بتحكيهولي هو اللي بسمعه دلوقتي طيب ليه ما حكيتليش من الأول ليه فضلت مخبية عليا كل المدة دي؟!»
هدى بدموع:«عشان كنت خايفة تقول عليا مجنونة وما تصدقنيش خوفت تسيبني وتتخلي عني فقررت إني أخبي وأحتفظ باللي حصل لنفسي.»
بلال بحنان:« ومين قالك إني أقدر استغنى عنك انتي بقيتي بتجري في دمي قلبي بينبض بسبب حبك اللي ملا كل خلية فيه أنا عمري ما اقدر أبعد عنك يا حب عمري وعوضي في الدنيا، ثم أمسك يديها وقبلها واقترب منها ليقبلها ولكنها ابتعدت ونظرت في اتجاه آخر وهي تكاد تنفجر خجلًا.
بلال بابتسامة:« على فكرة انتى مراتي ومش حرام إني أعمل كدا.»
هدى بخجل:« عارفة إنه مش حرام بس لما أبقى في بيتك تقدر تعمل اللي انت عاوزه لكن دلوقتي ما أقدرش.»
بلال:« وانا بصراحة ما أقدرش أستنى أكتر من كدا أنا لازم أتكلم مع عمي ومصطفى وأحدد الفرح بسرعة.»
بعد عدة سنوات في منزل بلال كانت تجلس هدى في الشرفة تقوم بالرد على تعليقات القراء حينما قاطعها بكاء طفلتها رقية فذهبت مسرعة إليها فوجدتها تجلس أرضا وتبكي وتشير إلى أختها الكبرى رؤى والتي كانت تقف وتحمل لعبة بيدها.
هدى وهي تحملها وتربت عليها:«مالك يا قلب ماما بتعيطي ليه يا روحي في إيه يا رؤى رقية بتعيط كدا ليه؟!»
رؤى:« يا مامي كنت بلعب معاها بالعروسة بتاعتي وبعدين هي بتشدها من إيدي ومش عاوزاني ألعب بيها معاها فأخدتها منها عشان هي بتاعتي.»
جلست هدى على احد المقاعد وجذبت رؤى من يدها وضمتها باحد ذراعيها وأسندت رقية بالذراع الأخرى بعدما اجلستها على قدمها.
هدى بحنان:«يا رؤى يا حبيبتي المفروض إنك تلعبي مع اختك ومفيش حاجة اسمها بتاعتك وبتاعتها ولو هي أخدت اللعبة ممكن تقومى تجيبي لعبة تانية وتلعبوا مع بعض هي لسة صغيرة مش فاهمة حاجة المفروض انتى بقا ما تبعديش عنها وتغضبي منها لأنها أخدت اللعبة هي عملت كدا لانها لعبة واحدة بس وهي طفلة حابة تمسكها في إيديها لكن لو في لعبة كمان هي هتلعب وهي ساكتة وانتم الاتنين هتنبسطوا يا حبيبتي أوعي تبعدي عن أختك انتم ملكوش إلا بعض.»
بلال بابتسامة:« الله على حبيبتي العاقلة اللي بتقدر تحل المشاكل بالحب وتخلي القلوب صافية على طول.»
ذهبت هدى في اتجاه بلال واحتضنته بشدة.
هدى بابتسامة حب:«حبيبي وحشتني حمد لله على السلامة كل دي غيبة.»
بلال بحب وحنان:«معلش يا روحي انتي عارفة شغلي دي حاجة مش بإيدي ها بقا قوليلي أخبار روايتك الجديدة إيه؟ أنا شايف الفصول مكسرة الدنيا والتعليقات عليها جبارة بحس بفخر وأنا بقرأها.»
هدى:« كله بفضل تشجيعك ليا يا حبيبي وعمري ما هنسى إنك سبب إني اتعلمت الكتابة والتأليف.»
بلال:«بس انتى موهوبة أصلاً ولولا كدا ما كانش بقالك كل القراء دول ولا إيه؟»
هدى:« طيب يلا ادخل خد شاور وغير هدومك وأنا هخلص اللي في إيدي وأقوم أجهز الغدا على طول.»
بلال:«ماشي يا قلبي أنا أصلاً جاي هلكان وهموت من الجوع بس الأول هقعد مع القطتين الحلوين بتوعي دول عشان وحشوني أوي.»
ثم جلس بين بناته وظل يلاعبهم ويقبلهم ويضحك معهم وكانت هدى تنظر لهم بسعادة بالغة وتدعو الله أن يديم تلك الفرحة، ذهب بلال ليأخذ شاور وذهبت هدى لتكمل ردودها على القراء ثم شردت للحظة وتذكرت ذلك الحلم فقامت بنشر بوست يتحدث عن عشق الفتيات للروايات ورغبة في أن يخطفهم بطل من أبطال تلك الروايات فتعيش أجمل قصة حب ولكن بعد نشرها للبوست بلحظات صدمت وجحظت عينها وهي تقرأ أول تعليق وصل إليها فقد كان أول صدمة لها هو اسم الأكونت الذي كان اسمه« الفهد الأسمر» وثانى صدمة هو محتوى الكومنت فقد كتب فيه« أتمنى أن أخطفك بعيداً فأنال شرف قراءة رواياتك بمفردي دون شريك فحقا كم انتى مبدعة» صرخت هدى صرخة مدوية وألقت هاتفها بعيدًا ثم هرولت وهي تصرخ باسم زوجها وحبيبها بلال.
تمت بحمد الله.
انتهت احداث الرواية نتمنى ان تكون نالت اعجابكم وبأنتظار اراؤكم فى التعليقات وشكر
لزيارة عالم روايات سكير هوم
لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
