رواية كنت شاكك إن مراتي بتخوني الفصل الثالث 3 والاخير بقلم الكاتبه المجهوله



رواية كنت شاكك إن مراتي بتخوني الفصل الثالث 3 بقلم الكاتبه المجهوله 





 الجزء الثالث..

كان واقِف في رُكن الدولاب، الدولاب بتاعنا كان من النوع الواسِع، مُمكِن بني آدم يُقف جواه مرتاح، بس دا... اللي قدامي... مكانش بني آدم!
كان واقِف باصص في رُكن الدولاب الضلمة، هدومه مقطَّـ.ـعة، شعره متَّاكِـ.ـل، جسمه وارِم، مزرِق، وصوت نفسه تقيل... خدت خطوة لورا، كُنت خايِف، مرعوب، حسيت إني عايز أهرَب من هنا، بس قبل ما أوصَل لباب الأوضة سمعته بيقول بهمس غريب، كأنه بيتكلِّم من تحت مية: "رايِح... فين؟".
وقفت مكاني، غصب عني! أنا كُنت عايز أهرَب من هنا! 
من الأوضة دي! من البيت دا كُله! بس مقدرتش أتحرَّك! الخوف شـ.ـل حركتي تمامًا!
جسمي كُله كان بيترعـ.ـش، لفيت بالراحة وأنا ببلع ريقي بصعوبة، بصيت على المكان اللي كان فيه... على رُكن الدولاب الضلمة...
بس هو... مكانش هناك!
الدولاب كان فاضي!
سمعت صوته من ورايا بيقول: "هتهرَب... مني؟".
وقبل ما أرد عليه، حسيت بيه بيحُط إيده التقيلة على كتفي، إيد مبلولة غرقـ.ـانة ميَّة، تقيلة... قد تُقل الخوف في قلبي!
بصيت ورايا بسُرعة... بس مكانش له أثر!
بس أنا مش بيتهيألي... المكان المبلول اللي على كتفي يشهَد إنه كان موجود مش بيتهيألي!
جسمي كُله بدأ يترعش... دوَّرت عليه في الأوضة كُلها... 
بس مكانش له أي أثر! كأنه مكانش هنا أبدًا... فجأة... حسيت بنقط مية بتنزل عليَّا من السقف... قلبي وقـ.ـف من الخوف، بصيت لفوق ببطء... كان مستنيني، وشه وارِم ومزرق... جسمه كُله وارِم... شعره مبلول وبينقّط عليَّا وهو واقِف مقلوب على السقف، ابتسامته كانِت مُرعِـ.ـبة، واسعة، واصلة من الودن دي للودن دي وهو بيقول: "ن!".
نقطة مية وقعت في عيني، غمضت عينيا غصب عني ولمَّا فتَّحتها كان واقِف أدامي، كُنت شامم ريحته الغريبة، الريحة اللي سبق وشميتها لمَّا لقيت حتة الجلـ.ـد، لمحت جلده المقشَّـ.ـر وفهمت سبب وجود حتة الجلد دي. ابتسامته كانت أوسع وهو بيقول: "د!".
الريحة كانِت صعبة، عشان كدا غمضت عيني، حسيت بالدنيا بتلف بيَّا، فتحت عيني وملقيتوش، الأوضة كُلها كانِت بتلف بيَّا، سندت على السرير، نمت جنبها، غمضت عيني تاني وحسيت بيه، بتُقله... كان قاعِد على صدري، زي الجاثـ.ـوم، قرَّب مني وهمس بالحرف التالت: "و!".
ساعتها خدت بالي من شعره... أسود خشن وقصيَّر... وبيُقع!
تُقله زاد على صدري، وطى عليَّا، وبدأ يخربشـ.ـني وهو بيهمس في ودني، صوته كان تقيل أوي، ونفسه سُخن أوي، وبدأ يهمس لي بالحاجة اللي كُنت نسيتها من زمان... الحاجة اللي كُنت فاكِر إني هربت منها...
الحاجة اللي ليها علاقة بالتلت حروف (ن، د، و)!
 
***
 
كُنا راجعين بالعربية من إسكندرية، العربية اللي نمرها كانت (ن د و)، في وقت متأخَّر من الليل، كعادتنا كُنا بنتخانِق، مش فاكِر السبب، بس فاكِر إني بصيت لها وكُنت بزعَّق، هي كمان كانت باصَّة لي وهي بتصرَّخ، عشان كدا لا أنا ولا هي شُفنا الراجِل اللي كان بيعدي الشارِع، بس أنا وهي حسينا بالعربية وهي بتشيله من مكانه، اترمى لأدام قبل ما العربية تعدي عليه، لمَّا قدرت أوقّف العربية وأنزل أتطمّن عليه... كان فات الأوان!
من حُسن حظنا إننا كُنا في وقت متأخَّر من الليل، عشان كدا الطريق كان فاضي، شلناه قُصاد بعض وحطيناه في شنطة العربية، وقفنا نفكَّر هنعمل إيه، فكَّرنا نبلَّغ البوليس بس كُنا عارفين إن دا معناه إني هدخُل السجـ.ـن، واحتمال مخرُجش منه تاني، عشان كدا مكانش قدامنا غير حل واحِد...
ربطناه بسلسلة تقيلة، وملينا جيوبه طوب كبير، ورميناه في المية!
وكُنا فاكرين الموضوع انتهى... وكُل حاجة تمام!
ونسينا الموضوع فعلًا... لحَد ما رجع بعدها... وقرَّر ينتقم مننا!
في نفس اليوم اللي قتلـ.ـناه فيه! بعد عشـ.ـر سنين بالتمام والكمال!
 
***
 
همست: "أنا آسف... مكانش قصدي!".
ابتسامته اختفت... قرَّب مني وقال: "الجزاء... من... جنس... العمل"!
سألته بصعوبة: "يعني إيه؟".
قام من فوق صدري وبدأ يرجَع بضهره لورا، دخل الدولاب ووقف في ركن الدولاب ووشه للركُن الضلمة، بصيت لمراتي، كانِت باصة ناحيتي، عينيها مليانة دموع، همست بصوت بيترعش من الخوف: "عرفت كُنت مخبيّة عليك إيه؟".
سألتها: "هنعمل إيه دلوقتي؟".
بدأت تعيَّط وهي بتقول: "الجزاء من جنس العمل".
ساعتها... فهمت!
 
***
 
وقفنا في نفس المكان اللي رميـ.ـنا فيه جُثـ.ـته في المية، بصينا لبعض، حركتنا كانِت تقيلة بسبب السلاسِل اللي لفيناها حوالين جسمنا، والطوب اللي مالي جيوبنا، ابتسمنا لبعض، قبل ما ننُط، بمُجرَّد ما المية ملت صدري، حاوِلت أقاوِم بس السلاسِل والطوب شدوني لتحت...
لتحت أوي...
وقبل ما أغمض عينيا... شُفته، كان مُبتسِم، بس المرّة دي مكانِتش ابتسامة مُرعِبة، كانت ابتسامة رضا، لأنه خد حقه، ومن تحت المية حرَّك شفايفه وهو بيهمس: "الجزاء من جنس العمل!".
تمت...

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا 


غير معرف
غير معرف
تعليقات