رواية عروستى ميكانيكي الفصل التاسع والاربعون49 والاخير بقلم سما نور


 

  رواية عروستى ميكانيكي الفصل التاسع والاربعون والاخير بقلم سما نور


الفصل التاسع والاربعون والاخيره

..قبلها بقوة فوق جبهتها وقال ..
.."..انا همشي حبيبتي ..لو احتاجتي حاجة كلميني .."..
..تمسكت بطرف سترته بأصابعها وهمست وعينيها مغمضتين ..
.."..ابراهيم خليك ..متروحش الشغل انهاردة انا حاسة اني هولد كمان شوية .."..
..عاود تقبيلها بجانب شفتيها وهمس ..
.."..ياحبيبتي الدكتورة قالت لسة قدامك تلات ايام ..استريحي انتي بس في السرير وبلاش قعدة الجراج .."..
..رفع راسه وقال بقوة ..
.."..هتخليني اقفل الجراج دا خالص او اقلبه مخزن .."..
..حاوطت عنقه بكلتا ذراعيها وقالت بصوت باكي ..
.."..خليك ياابراهيم ..انا مش عارفة مالي انهاردة .."..
..كاد ان يختنق فازاح ذراعيها برفق وهو يقول بحنو لتهدئتها..
.."..خلاص ياحبيبتي هقعد معاكي انهاردة ...هكلم مراد وارجعلك .."..
..وبملامح طفولية ارتسمت بوجهها هزت راسها بالايجاب..دغدغت قلبه بضعفها أمامه وبشفتيها الممطوطة ..فلثمها بقوة ليسمعها تقول بنزق بعد نزعه لشفتيها..
.."..وقته قلة ادب دلوقتي..وقته دا .."..
..ضحك بصوت عال واخذ يعبث بشعرها وهو يقول ..
.."..انتي يابت انتي مش لسة قايلالي .."..
..وبدأ بتقليد صوتها الضعيف وحركاتها المائعة وهو يقول..
.."..خليك ياابراهيم ..متسبنيش ياهيما ..خليك جمبي ..محتاجالك اوي .."..
..ضربت صدره بقبضتها وهي تردد ياعتراض ..
.."..انا مقلتش كدة.. انت هتمثل ....اقولك ..امشي روح الشركة ..خلاص مش عايزاك.."..
..رفع حاجبه وقال وهو يشير لجانب رأسه بحركة دائرية..
.."..طب فكري ..انا فرصة متتعوضش 
.."..
..ظهر بملامح وجهها اثار شعور بالم فوضعت يدها فوق بطنها المنتفخة ..لينتقل ابراهيم بعينيه بين بطنها ووجهها وقال وهو يشعر ببعض القلق ..
..".. حبيبتي مالك .."..
..هزت راسها بالنفي وهي تقول بصوت ضعيف ..
.."..مافيش ياابراهيم ..انا كويسة ..دا الوجع العادي ..بس المرادي كانت جامدة شوية .."..
..استقام ابراهيم وخلع سترته وقال وهو يتجه للباب ..
.."..هروح اقول لمراد اني مش رايح الشغل انهاردة ..واشوف اسيا موجودة ولا نزلت المستشفي تيجي تشوفك 
."..
..لم تستطع الرد عليه سوى بايماءة من راسها ..فاسرع ابراهيم بالتوجه لجناح مراد الموجود بنهاية رواق الطابق ..امسك هاتفه ووضعه فوق اذنه وقال ..ايوة يامراد انا قدام باب الجناح بتاعك ..اسيا عندك..ايمان شكلها تعبان.."..
..فتح مراد الباب واسرع بقوله وهو يقف بقبالة ابراهيم ..
.."..اسيا سافرت شرم الشيخ عندها مؤتمر هناك وهترجع بكرة ..بس هي قالت ان معاد الولادة بعد تلات ايام .."..
..استدار ابراهيم ورجع باتجاه غرفته وهو يقول بصوت عال ..
.."..انا هكلم الدكتورة بتاعتها دلوقتي ..روح انت الشركة ولو في حاجة ضروري ابقى كلمني.."..
..تذكر ابراهيم ضرورة ابلاغ عمته ..فنزل درجات السلم واسرع لغرفة عمته التي فور ان خرجت من غرفتها اسرع بقوله ..
.."..عمتي لو سمحتي اطلعي لايمان ..هي بتقول شكلها هتولد والدكتورة قالت بعد تلات ايام ..اوديها المستشفى ولا اعمل ايه .."..
..ابتسمت زهرة واخذت تربت فوق وجنته وهي تقول..
.."..حبيبي اهدا ..متقلقش ..انا هطلع اشوفها .."..
وبعد مرور نصف ساعة ..كانت ايمان تجلس ارضا بجانب الفراش تقبض باصابع يدها الملاءة حتى تجعدت تماما .. كان ابراهيم يغدو الغرفة جيئة وذهابا يضرب جانبي ارجله من الغيظ هاتفا..
.."..يارب ارحمني.."..
ثم اقترب منها ومال بجذعه وهو يهتف من الغيظ..
.."..ياحبيبتي الله يهديكي قومي معايا نروح المستشفى.."..
..رفعت عينيها اليه تنظر اليه شزرا وتقول من بين اسنانها بالم وغضب ..
.."..قلت مش هولد ..عليا النعمة مانا والدة ...ااااه...."..
..صرخت بالم عندما انتباتها نوبة ثالثة  بمايسمى  (بالطلق )..اسرعت اليها عمتها ودادة فاطمة ليميلا بجذعيهما يحثاها على الوقوف ولكن باءت محاولتهما بالفشل عندما صرخت بوجهيهما ..
.."..محدش فيكم يقرب ..انا عايزة خالتي تهاني .."..
..وبدات تبكي بحرقة وهي تعاود قولها بإصرار باحتياجها لخالتها تهاني...
..بدأ ابراهيم بشد شعره فنظرت اليه عمته وهمست له بان يصبر عليها ...قالت العمة ..
.."..بقى كدة ياموني ..يعني انا ماليش لازمة خلاص وعايزة خالتك تهاني ..."..
..ومن بين شهقات بكائها هتفت ايمان ..
.."..خالتي هي اللي هتولدني ..هي بتعرف ..شوفتها وهي بتولد كام ست في الحارة.."....
..اخذ ابراهيم نفسا عميقا لتهدئة نوبة عصبيته ثم جلس بجانبها ارضا فوق ركبتيه..وقال بصوت حاول ان يكون هادئا...
.."..حبيبتي ..المستشفى فيها رعاية وتجهيزات احسن وافضل من الولادة في البيت ...يالا حبيبتي قومي معايا .."..
..التفتت اليه واشارت اليه لكي يقترب..فعل ماتريده فقالت بجانب اذنه ..
.."..افهم يابني ادم ..انا شوفت ع النت ..الدكتور بيدي حقنة كبيرة في ضهر الست اللي هيولدها ..وبعدين يفتحلها بطنها عشان يطلع العيل ..انت بقى عايزهم يعملوا كدة في مراتك ام عيالك اللي في بطني .."..
..ذم شفتيه وكظم غيظه وحاوط وجهها بكفيه وقال ..
.."..حبيبتي ..الدكتورة لسة محددتش اذا كنتي هتولدي طبيعي او قيصري ..احنا نروح الاول وبعدين نعرف ..ولو عرفت انها هتولدك قيصري ..هرجعك ياستي وهجبلك خالتك تهاني ..ايه رايك.."..
..كانت انفاسها تزداد وتيرتها بدليل هبوط وانخفاض صدرها فامسكت باحدى كفيه واطبقت بأسنانها عليه ..ليصدر ابراهيم سبة وهو يأن ألما من حدة اسنانها بلحم كفه حتى هدر بصوت عال ..
.."..عمممتي .."..
..حاولت عمته ودادة فاطمة فك اثر كفه من براثن اسنانها حتى نجحا بذلك لتصرخ ايمان بعدها ..
.."..بتضحك عليا ياابراهيم ..فاكرني هبلة..قال نروح المستشفى ولو قالوا قيصرية هترجعني ...انت اول واحد هتسلمني تسليم اهااااالي ..ااااااه.."..
..استقام ابراهيم وقال بصوت جاد وهو يميل بجذعه لحمل زوجته العنيدة ..
.."..افتحي الباب ياعمتي ..وحصليني بالشنطة ع العربية ..البت دي ماينفعش معاها التفاهم .."..
..حملها ابراهيم ليزداد صراخها وتضربه  بقبضتها فوق صدره وهي تصيح ..
.."..نزلني ...مش عاااايزة اووولد ..ياجدددددي ..الحقني ياجدددي .."..
..نزل ابراهيم السلم بحرص حاملا زوجته ليجد الجد بانتظاره وعلى وجهه ملامح القلق ظاهرة بوضوح وقال متلهفا ..
.."..في ايه ياولاد .."..
..تخطاه ابراهيم وهو يقول من بين لهاثه ..
.."..معلش ياجدي لازم نروح المستشفى حالا بالمجنونة دي .."..
..مالت فوق كتفه بفمها لكي تقوم بعضه ولكنها لم تفلح لعضلاته القوية فقال ابراهيم بغيظ ..
.."..اصبري عليا ياايمان ..انا هربيكي من اول وجديد بس بعد ماتولدي .."..
..عاودت البكاء بصوت عال وهو يضعها داخل سيارته اغلق الباب ..لتجلس عمتها بالمقعد الخلفي وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة عن جنونهما..
..جلس ابراهيم بمقعده وتنهد باستسلام وهو يسمع بكاء زوجته واهاتها المؤلمة التي قطعت نياط قلبه العاشق لها ..فاستدار بجذعه وامسك براسها مقبلا جبهتها برفق وقال بصوت هادئ ..
.."..حبيبتي لو بتحبيني بلاش عياط ..وخليكي جامدة كدة ..واستحملي عشان خاطري وخاطر ولادنا ومتخافيش حبيبتي ..متخافيش .."..
..هدات نوبة بكائها بعض الشئ وهزت راسها بالايجاب ليعاود تقبيل شفتيها ووجنتيها وهو يقول ..
.."..حبيبتي يامنيتي .. بتحبيني يأم العيال .."..
..فمنذ عرفت بانها حامل بتوأم ولد وبنت وهي تلقب زوجها بأبو العيال واصبحت هي بالتبعية أم العيال ..
..حاولت رسم ابتسامة فوق وجهها الذي اكتسى باحمرار الالم وقالت بصوت ضعيف ..
.."..بحبك اوي يابو العيال.."..
..وبرواق المشفى كان ابراهيم يغدو جيئة وذهابا واضعا يديه فوق اذنه لكي لا يسمع صراخها الذي ارغم عقله على فكرة اقتحام غرفة الولادة لكي يكون بجانبها ..ولكنه توقف فجأة بمكانه عندما رأي بوجوه من حوله مثل صلاح وعمته زهرة وعزة ابتسامة عريضة تفترش وجوههم ورفع حاجبه عندما شاهد مراد يقفز بمكانه رافعا يده لاعلى وهو يصيح بكلمة ..
.."..yes.."..
..ربتت زهرة فوق كتف ابراهيم الذي انزل يديه عن اذنه ليسمعها وهو تقول بصوت يشوبه الكثير من الفرح والسعادة..
.."..مبروك ياحبيبي مبروك .."..
..نظر لها بعينين التمعت فجاة بغلالة رقيقة من الدموع وهو يقول ..
.."..ولدت خلاص ..طب هي كويسة .."..
..اجابته زهرة ودمعات الفرح تتسابق فوق وجنتيها ..
.."..لسة حالا سامعين صرخة اول مولود ........."..
..وقبل ان تكمل كلماتها سمع صوت صراخ المولود الثاني لتعلو تهليلات الجميع مرة اخرى ..لتتسع عيني ابراهيم وينتقل بهما بين وجه عمته وباب غرفة الولادة وببلاهة قال ..
.."..التاني وصل ..ادخلها ولا اعمل ايه ياعمتي .."..
..وجد من يحضنه ضاربا بقوة فوق ظهره ومن غيره ليفعل ذلك غير صلاح الذي هتف بصوت عال ..
.."..مبروووك ..الف مبروووك .."..
..وبعد برهة من الوقت كانت غرفة ايمان تكتظ بكل محبيها ..الا ابراهيم الذي كان يقف بعيدا عند الباب مكتفا ذراعيه وعينيه لا تحيد عن تلك الراقدة بفراشها وعلامات الاجهاد الشديد مرتسمة بملامحها فقد كانت ولادتها طبيعية فعانت الكثير .. كل ماكان يجول بخاطره هو ان تلك الفتاة العجيبة التي وقع بحبها بدون حساب وجد انه يعشقها بجنون وقد اكتشف ذلك خلال لحظات احتجازها بغرفة الولادة وصوت صراخها يعلو بإسمه .. رفع راسه ناظرا للسقف وهو يتمتم بكلمة واحدة هي ..
.."..الحمد لله.."..
..اعتدل بوقفته عند سماع طرقات فوق الباب الذي فتحه لتدخل اول ممرضة حاملة بين يديها كائن صغير ملفوف برداء لونه وردي ..وتبعتها الممرضة الثانية ومن بين يديها رضيع ملفوف برداء باللون السماوي ..تفاجأ بالممرضة الاولى تضع بين يديه وهي تقول ..
.."..مبروك يابيه ..اتفضل ربنا يخليهالك .."..
..انشده بقوة واختلج صدره بمشاعر لاول مرة يشعر بها وهو ينظر لهذا الوجه الاحمر الصغير جدا باعين مغمضة وشفتين تتحركان ببطء ..سمع صوت زوجته وهي تقول بضعف ..
.."..هاتها ياابراهيم عايزة اشوفها .."..
..وقفت الممرضة الثانية وقالت وهي تمد له رضيعه الثاني ..
.."..مبروك يابيه ..ربنا يحميه ويحفظهولك .."..
..وقف مشدوها حائرا خائفا من حمل الاثنين معا فاسرعت عمته بحمل الولد وهي تقول ..
.."..يالا حبيبي ..لحسن مراتك تتجنن وتقوم علينا .."..
..اقترب من فراش زوجته المتلهفة والرافعة ذراعيها لاستقبال ابنائها ..فنظر اليها وقال ..
.."..هاتخديهم الاتنين في حضنك بس اصبري ااذن في ودانهم الاول .."..
..نظر ابراهيم لصلاح وقال ..
.."..تسمح تيجي تأذن في ودن الولد وانا هأذن للبنت .."..
..تهللت اسارير صلاح الذي تعجب من طلب ابراهيم ..فاتجه اليه وعلى وجهه ترتسم ملامح الامتنان والسعادة ..
..لم يمر الا وقت قليل واصبحت الغرفة فارغة الا من تلك الاسرة الصغيرة ..كانت ايمان تتفحص وجه ابنتها بتمعن شديد ثم رفعت وجهها لابراهيم الذي لم تحد عينيه عن وجه ابنه وقالت ..
.."..هنسميهم ايه ياابراهيم .."..
..ابتسم وهو ينظر لها وقال ..
.."..هو مش احنا اتفقنا انتي اللي هتسمي البنت وانا هسمي الولد ..ومش هنقول اخترنا ايه الا في وقتها ..ها ...يالا قولي اخترتي اسم ايه للبنت .."..
..التمعت عيني ايمان وقالت ..
.."..هسميها منى ..على اسم امي الله يرحمها ..وانت هتسمي الولد ايه.."..
..هز راسه بالقبول وهو يردد بين شفتيه اسم منى ..وقال ..
.."..منى ..اسم حلو ..انا هسمي ابني ........."..
..صمت دون ان يقول الاسم فقالت ايمان بتساؤل ..
.."..ايه ياابراهيم ماتقول .."..
..ابتسم لها وقال ..
.."..هسميه احمد على اسم عمي الله يرحمه ..عشان خاطرك وخاطر جدي .."..
..التمعت عينيها بدمعاتها ورفعت ذراعها لكي تحضنه فاستجاب لها على الفور ليسمع همستها الباكية بجانب اذنه ..
.."..انا بحبك اوي اوي يابن عمي.."..
.. قبل وجنتها وهو يردد ..
.."..وانا بموت فيكي ياسطى ايمان .."..
..ضحكت وهي تمسح دمعاتها واخذت تنتقل بعينيها مشدوهة بين زوجها وابنائها وبداخلها يصرخ بالشكر والحمد لرب العالمين على تلك النعم ..... 
...وبعد مرور خمس سنوات حدث فيها الكثير كزواج صلاح وعزة واصبح لديهما ولد صغير اسمه مازن ..وكذلك مراد واسيا واصبح لديهم بنت جميلة بعيون زرقاء تسمى شيرين ...وبيوم ما استيقظ ابراهيم من نومه واخذ بيده يبحث فوق الفراش عن زوجته فلم يجدها ..رفع راسه وصاح بإسمها وعندما لم يجد ردا تعجب لانها ابلغته بالامس بانها متعبة لكونها تفاجئت بانها  حامل ففرح كثيرا واخذ يدور بها حتى انتهيا هما الاثنان من صخب الاحتفال بذلك الخبر بقضاء ليلة حميمية مشتعلة ..همس لنفسه ..
.."..راحت فين الصبح بدري كدة.."..
..ارتدى ملابسه ونزل درجات السلم متجها لغرفة الجد الذي اصبح لا يبرح فراشه ..القى عليه بتحية الصباح وقبل جبهته وهو يشد عليه القول ..
.."..اؤمرني ياحبيبي ..مش عايز اي حاجة .."..
..ابتسم الجد بوهن وضعف وقال ..
.."..عايز سلامتك ياحبيبي....لو احمد ابنك صحي خليه ييجي يقعد معايا .."..
..ابتسم ابراهيم وهز راسه بالايجاب وهو يقول ...
.."..حاضر ياحبيبي هبعتهولك .. "..
..خرج ابراهيم من غرفة الجد ليجد احمد ابنه جالسا يشاهد الكرتون بالصالة وبحجره طبق مملوء بقطع التفاح الذي يعشقه ..اقترب منه وجلس بجانبه وقال ..
.."..صباح الخير يا استاذ احمد ..صحيت بدري يعني ..اومال فين امك واختك .."..
..لم ينظر له الولد وظل مشدوها بما يحدث بالفيلم الكارتوني وقال ..
..".. بابا انا دايما بصحى بدري ...وماما ومنى في الجراج ...بس ماما قالتلي مقولكش .."..
..اغمض ابراهيم عينيه من الغيظ ثم قال ..
..".. طب قولتلي ليه .."..
..قطم الولد قطعة صغيرة من قطع التفاح وردد بكل اريحية ..
.."..عشان سألتني ..لو مكنتش سالتني مكنتش هقول .."..
..ضرب ابراهيم بخفة راس احمد وقال..
.."..طب اتفضل روح اوضة جدك عشان عايزك واتفرج ع الكرتون معاه .."..
..امسك احمد بطبق التفاح وهب واقفا متجها لغرفة الجد وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة...
..نفض ابراهيم طرفي سترته للأمام واتجه للجراج ليجد خديجة ابنة السائق إمام وعائشة واقفة وبين يديها حقيبة صغيرة ممتلئة بمفاتيح تصليح السيارات وصوت ابنته من تحت السيارة يقول بنزق ..
.."..مفتاح 17 ياديجا .."..
..وبنظرة حائرة نظرت خديجة لتلك المفاتيح وصاحت بصوت باكي ..
.."..مش عارفة ..مش عارفة انهي واحد .."..
..لتصيح ايمان بأعتراض من تحت السيارة ..
.."..اطلعي انتي يامنى وهاتي المفتاح ..البت خديجة مش عارفة ..وقال ابوها سواق قال وبيفهم في العربيات .."..
..مال ابراهيم بجذعه ليمسك الحقيبة وقال بصوت هادئ ..
.."..روحي ياحبيبتي انتي العبي .."..
..فرحت البنت كثيرا لفك اسرها وجرت مسرعة لتخرج من الجراج ..ليجد ابنته تنظر اليه شزرا متخصرة بوجهها الملطخ بالسواد والشحم ..فضاقت عيني ابراهيم وهو ينظر اليها ويقول ..
.."..انتي مين .."..
..اتجهت اليه وامسكت بالمفتاح المطلوب وهي تقول بنزق ..
.."..انا بنتك منى يابابا ..سيبت خديجة تمشي ليه ..دي مديرة العمليات بتاعتي.."..
..وضع الحقيبة فوق سطح السيارة وحمل ابنته واتجه بها ناحية باب الجراج وهو يقول بامتعاض ..
.."..هو مش انا قلت مافيش نزول تحت العربيات تاني .."..
..تأففت وهي تقول ..
.."..يعني نسيب الشمكان بايظ منصلحهوش.."..
..انزلها ارضا واشار لباب الجراج وقال بصوت قوي ..
.."..اولا اسمه الشكمان ..ثانيا ع الفيلا وخلي دادة فاطمة تنضف القرف اللي على وشك دا ..ويكون في معلوم حضرتك مافيش مصروف لمدة يومين ولا شكولاتة وحاجات حلوة .."..
.. نظرت له شزرا كنظرة زوجته ثم وضعت بيده المفتاح واستدارت واخذت تلوح بيدها وهي تقول بغضب ..
.."..هو يقول مافيش مصروف ..وهي تقول لازم تتعلمي صنعة تنفعك ..ايه العيلة دي .."..
..وصل لأذنه صوت ايمان وهي تهتف ..
.."..بت يامننننى ..انتي فلسعتي يابت ..ماشي يابنت ابراهيم.."..
..خرجت من تحت السيارة لتستقم بوقفتها لتجد زوجها ينظر اليها من اسفلها لاعلاها وهي ملطخة بالشحم الاسود.. مرتدية ذاك الزي الذي اصرت على صنعه خصيصا لكي تعمل بالجراج اثناء وجود ابراهيم بالشركة ..
..ضحكت كالبلهاء وهي تقترب منه وتقول ..
.."..ابراهيم حبيبي ..صحيت امتى .."..
..وقفت بجانبه وحاوطت كتفه بذراعها تحثه على السير معها وهي تستطرد قولها ..
..".. تعال تعال نروح نفطر ..انا وصيت الست فاطمة على فطار ملوكي ..فول وطعمية وجرجير وعيش مفقع .."..
..حاولت ان تحركه معها ولكنه كان متسمرا بمكانه فتلعثمت بكلماتها عندما رات نواجذه ترتعش وصوت اصطكاك اسنانه تصل لاذنيها..
.."..ايه ..يابو ..العيال ..مالك ..."..
..اجفلت عندما هتف بها ..
.."..طب والله كويس انك فاكرة ان عندنا عيال ..هو مش انتي امبارح بلغتيني انك حامل ..ولا دا حمل كاذب .."..
..وضعت يدها فوق بطنها وصاحت بقوة ..
.."..والله حامل مانا قولتلك اني روحت انا وعمتي المعمل وعملت تحليل حمل ..وطلع الراجل وقالي مبروك ياهانم انتي حامل .."..
..ضرب جانبي ارجله وهو يلف حولها ويهدر بقوله ..
.."..ولما هو كدة ..في واحدة حامل زوجة راجل محترم وعندها اتنين قرود تنام تحت عربية.. لو مش خايفة على نفسك خافي ع اللي ببطنك .."..
..صاحت هي الاخرى بنزق ..
.."..يعني اسيب العربية عطلانة ......"..
..وبنظرته النارية توقفت عن الكلام واقترب منها وهو يقول ..
.."..انا هستنى لغاية ماتولدي واخذ عيالي كلهم واطفش منك ...وخليكي بقى صلحي في العربيات.."..
..مطت شفتيها للامام فتركها وخرج من الجراج بخطوات غاضبة تدب الارض من تحته ..لتطاطا هي راسها بحزن واضعة كفيها داخل جيبي ردائها الازرق واتجهت للفيلا ...وصعدت لجناحها دون ان تجيب سؤال دادة فاطمة ..
.."..مش هتيجي تفطري يابنتي .."..
..واثناء استحمامها ورزاذ المياه يضرب راسها طرات لها فكرة ماكرة لعل بها تسترضي زوجها الغاضب..
..وعندما حل الظلام وكعادته معها يتاخر عندما يكونا متخاصمان ..دلف للغرفة الخافتة الاضواء ليجد زوجته واقفة تفرك كلتا كفيها ببعض من الخجل الذي لم تستطع التخلص منه حتى بعد مرور تلك السنوات بينهما ..ذبذبات تنعش قلبه وهو يراها بتلك الهيئة المهلكة لاعصابه فكانت ترتدي قميص نوم قصير شفاف ضيق من عند الصدر والباقي ينساب فوق جسدها بنعومة ليصل بحافته اول فخذيها يظهر الكثير بحمالة واحدة ..
..ابتلع ريقه وهو يقترب منها لتقول له بصوت خافت ناعم ..
.."..حمدالله ع السلامة ياابراهيم.."..
..وقف بقبالتها ووضع كفيه بجيبي بنطاله ليمنع نفسه من احتضانها بقوة وقال ..
.."..الله يسلمك..ايه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي ..وايه اللي لابساه دا .."..
..رفعت سبابتها وقالت له بحزم زائف..
.."..اوعى تفهمني صح يابو العيال...اوعى تكون فاكر اني لابسة كدة واني ناوية ادلع واتمايص عليك عشان اصالحك ...لا....اسبلوتبي ...انا بس صاحية مستنياك عشان اقولك انك لما تيجي تطفش ..ابقى خدني معاكم بالله عليك...اصلي.. اصلي مقدرش اعيش من غيركم .."..
..وقفت على اطراف اصابعها وهي تحاوط عنقه وتتدلل قايلة بنعومة ..
.."..حقك عليا ...من هنا لغاية مااولد مش هصلح عربيات ..خلاويص.."..
..حاوط خصرها الطري وهزها بهوادة وهو يقول ..
.."..ولو بعد ماتولدي ..مافيش تصليح عربيات تاني .."..
..مطت شفتيها للامام وهزت راسها بالايجاب فحطمت حصون عنادهه وغضبه وقال بجانب اذنها ..
.."..طب خلاص ..هي عربيتي بس اللي مسمحولك تصلحيها لو عطلت ...امين .."...
..قبلت جانب شفتيه  بقوة وهي تهتف بفرح ..
.."..يسلملي ابو القلب الحنين .."..
..نظر لها بحب وقال بمكر ..
.."..قولتيلي بقى انك هتدلعي وتتمايصي عليا ازاي عشان تصالحيني .."..
..صدحت ضحكاتها عاليا ثم همست امام شفتيه ..
.."..ركز معايا وانت تعرف ..."..
..لثم شفتيها بقوة وهو يدور بها لتنتهي ليلتهما كعادة تلك الليالي السابقة التي تتسم بحب وعشق كبير ..حب لم يخضع لحسابات العقل بل رضخ راضيا سعيدا لنبضات القلب ...

    تمت بحمد الله


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1