رواية ليتك كنت صالحا الفصل الرابع4 بقلم فريدة الحلواني


 

 رواية ليتك كنت صالحا الفصل الرابع بقلم فريدة الحلواني

الفصل الرابع 

امل حياااتي ...يا حب غالي مينتهيش....يا احلي غنوه سمعها قلبي و لا تتنسيش....خد عمري كله بس انهارده خليني اعيش....خليني جنبك خليني في حضن قلبك ..خليني..و سيبني احلم سبني ...ياريت زماني يا ريت زماني ميصحنيش.....

ياريت ....يا ريت ميصحنيش

ام كلثوم : امل حياتي

_____________

وقفت امام احدي الاماكن الخاصه بالدروس الخصوصيه مع احدي صديقتها بعد ان اوصلها السائق الذي خصصه لها اخيها ليكون معها اينما ذهبت

رميساء : امتي بقي الواحد يخلص من القرف ده

جني صديقتها : هانت كلها كام شهر و نخلص منها و ندخل الجامعه و نصيع براحتنا بقي هههههه

نظرت لها رميساء باستغراب و قالت : انتي عايزه تروحي الجامعه عشان بس تصيعي الله يحرقك الي يسمعك بتقولي كده يقول انك مقطعه نفسك مذاكره اومال لو مكنتيش كل يوم بتخرجي تتفسحي كنتي عملتي ايه

جني بخبث : امال عيزاني احبس نفسي زيك و الواد ماذن هيموت عشان تخرجي معاه مره

ردت عليها و قد ظهر التردد بين حروفها حينما قالت : ااا انتي عارفه اني مش بحب كده و كمان مقدرش اخون ثقه صالح فيا 

جني : هتخوني ثقته في ايه بس احنا هنخرج كلنا جروب مع بعض الواد هيتجنن عليكي و اكيد اخده بالك انو بيحبك و نفسو تكلميه

رميساء : بيحبني ازاي وهو كل يوم مع واحده شكل عيزاني انضم للقايمه بتاعته يعني

جني : بس انتي الي فالقلب و اكيد لو شاف منك قبول هيسيبهم كلهم عشانك فكري و حاولي تخرجي معاه مره مش هتخسري حاجه

شردت تلك البريئه في حديث من تعدها صديقتها المقربه....

و لكن كيف لصديق حقيقي ان يغوينا علي فعل الخطأ ....الصديق الحقيقي هو من يأخذ بأيدينا لكي لا نقع في شىء خاطىء لا من يشجعنا عليه.....و لكن رميساء مثل الكثير من الفتيات المراهقات ليس ليدها خبره في اي شىء الا مما تتلقاه من ثرثره مثيلتها و تلك هي المشكله ...فهي تراهم يرتبطون في علاقات مع شباب منهن من يظن انها ستستمر و منهن من تعلم تمام العلم انها علاقه للهو و التسليه و لكنها مرحبه بذلك

و كلا منهن يدلي بدلوه ليظهر خبرته و رجاحه عقله التي ليس لها وجود من الاساس

و طفلتنا بريئه و قلبها الصغير معلق بحب تظنه مستحيل فهل ستنجرف لتلك الاغراءات ظنا منها انها ستنسيها حبيبها ام ستتمسك بمعتقداتها و ترفض ان تنصاع لشياطين الانس من حولها ....سنري

بعد مرور اسبوعا لم يحدث به جديد ها قد نجد بطلنا يجلس مع الشيخ امام المسؤول عن الحاره التي تقطن بها ليلته وهو في انتظار اتصال هذا الامام بليلي لياخذ منها الاذن بالصعود عندها

و بعد ان انهى اتصاله بها نظر الي الماكث امامه بتحفز و قال : يلا يا بيه الست ام ليله مستنيانه فوق

صالح : انا مش قولتلك بلاش بيه و باشا دي انت هتفضحنا من اولها و لا ايه

رد عليه بخوف : لالالا ربنا ميجبش فضايح احنا بس عشان لوحدنا مقدرتش ارفع التكليف بس متقلقش كل الي اتفقنا عليه هيتنفز بالحرف بامر الله يلا بينا بقي عشان منتاخرش عليها

قام معه و هو يشعر بقلبه سيقفز من داخله فهو لا يصدق انه بعد لحظات سيكون جالس داخل بيت صغيرته ...في بيتها التي تربت فيه...سيجلس علي مقعد حتما جلست هي عليه كثيرا قبله....سيرتشف ماءا من كوبا قد لامسته شفتيها الورديه....اخيرااا سيتنفس عبيرها عن قرب و يملأ رئتيه برائحه الياسمين خاصتها

فاق من تخيلاته حينما سمع صوت الشيخ امام يتنحنح بقوه و يقول وهو يصفق بيده : يااااارب يااااا سااااتر

خرجت له ليلي وهي ترتدي عبائه سوداء محتشمه و فوقها حجاب طويل و اول ما لاحظه الشبه الكبير بينها و بين صغيرته 

مثل الادب الذي لا يمت له بصله و دلف الي الداخل وهو يضع عينه ارضا بعد ان رحبت بهم و دعتهم للدلوف

بعد ان جلسو جميعا و قد كانت تجاورها صديقتها فوزيه بدأ الشيخ امام الحديث قائلا :  ده المهندس صالح الي كلمتك عنه يا ست ام ليله هياجر الاوضتين الي فوق السطوح 

ليلي بتردد : بس ده شاب عازب و متأخذنيش يعني فالكلمه احنا هنا كلنا ستات

كاد ان يرد عليها الا انها قاطعته قائله : اصبر بس تاخدو واجبكم و بعدها نتكلم ...اعقبت قولها بالنداء علي ابنتها و حينما اتت لها و كل خطوه تخطوها نحوهم تدعس علي قلب هذا العاشق الذي يجلس علي جمرا ملتهب و يعلم الله كم يحارب جيوش شوقه لها و التي تطالبه باعتصارها بين زراعاه في الحال 

وقفت قبالت امها و قالت بصوتها الشجي : نعم يا ماما

ليلي :  اعملي شاي للضيوف 

ليله : حاضر يا ماما ثم وجهت حديثها لامام اولا و قالت : سكرك ايه يا عمو

رد عليها بابتسامه بريئه جعلت الجالس بجانبه يتوعده باسقاط صف اسنانه الذي اظهره بشده : معلقه واحده يا ست البنات 

نظرت لذلك الذي علي وشك الانقضاض عليها و قبل ان تسأله تاهت في نظرته التي قرأت بداخلها الكثير فهي بارعه في قراءه العيون و لكنها نهرت نفسها سريعا و قالت : و حضرتك

رد برزانه تنافي ثورته الداخليه و قال : اتنين بس يكون تقيل لو سمحتي

تركتهم متجهه الي الداخل لتصنع لهم ما طلبو وهي في حاله من التيه و الاستغراب فدلفت لها مروه التي كانت تنتظرها داخل الغرفه و قالت : مين دول يا ليله 

نظرت لها بتيه و قالت بشرود لا تعلم سببه : ده الشيخ امام و معاه واحد جاي ياجر الشقه الي فوق

الشيخ امام : زي ما قولتلك يا حاجه الباش مهندس صالح ابوه الله يرحمو كان بلدياتي و كان و نعمه الناس الصراحه هو كان مسافر بلاد بره بقالو كام سنه بس ولاد الحرام نصبو عليه في شقي عمره و انتي عارفه الغريب هناك بيتاكل حقه رجع مصر بالقرشين الي اتبقو معاه و جالي قاصدني اشوفلو سكن و دكان صغير يفتح فيه ورشه ميكانيكا ياكل منها عيش

فوزيه : يا عيني يابني دانت شكلك ابن ناس و مش وش بهدله منهم لله

ليلي : طب انت ملكش حد خالص يابني

رد عليها بطيبه و ادب جم : لا يا حاجه ابويا و امي الله يرحمهم و ليا اخت واحده متجوزه و عايشه مع جوزها في السعوديه و انا جيت هنا لعم الشيخ امام عشان كان بينا تواصل متقطعش و انا مسافر وهو الي اقترح عليا ان اسكن هنا 

ليلي : بس يابني

صالح : انا مش هضغط عليكي بس احب اقولك اطمني انا واحد حافظ كتاب الله و مقدرش اغضبه و حضرتك مش هتحسي بيا ابدا و الله

فوزيه : باين عليك يابني وشك منور و الله و ارتحتلك من اول ما دخلت اجرهالو يا ليلي يعني هو الشيخ امام هيجبلك حد وحش

ليلي : خلاص توكلنا علي الله بس هي فاضيه مافيهاش عفش و لا حاجه

صالح : لو ممكن اشوفها و بعدها هنزل اشتري الي هحتاجه 

جائت صغيرته بصينيه موضوع فوقها اربع اكواب من الشاي بدات توزعهم علي الجالسين و حينما جاء دوره رفعت عيناها له لتتاكد مما قرأته سابقا و لكن هالها ما راته تلك المره حتي انها توترت و كادت ان تسقط فوقه الشاي الساخن و لكنه كان الاسرع حينما شعر بها و قام بامساك يدها ليثبتها وهو يقول لانقاذها من ذلك الموقف الغريب : اسف يا انسه كنت سرحان مخدتش بالي منك

امام : الحمد لله انه موقعش عليك يا باا....ااا يا باش مهندس

لحق حاله بعدما نظر اليه صالح نظره ارعبته

صعدو جميعا للاعلي حتي يري تلك الشقه الصغيره التي ترك قصره المهيب و جاء ليسكنها فقط ليكون جوارها

تفحصها وهو يحاول ان يخفي اشمأذاذه منها و لكن ليلي لاحظت ذلك فقالت : معلش يابني الناس الي كانو فيها قبلك بهدلوها

رد عليها بتواضع : و لا يهمك يا حاجه انا هديلها وش دهان هتبقي زي الفل

فوزيه : و هتعرف يابني

ابتسم لها و قال : مفيش حاجه مبعرفش اعملها الحمد لله

اما عند ليلتنا الشارده فقد انتفضت بعدما قالت مروه بصراخ : لييييييله

نظرت لها بغضب بعدما افاقت من شرودها : الله يخربيتك خضتيني في ايه يا زفته

مروه : انتي الي في ايه عماله اكلمك و انتي مش معايه خالص

ليله : معلش سرحت شويه كنتي بتقولي ايه

مروه : بقولك شوفتي المز الي امك هتسكنه معانه عشان يتغرغر بينا الواحد يقاومه ازاي ده ههههههه

ابتسمت ليله و لم ترد

فقالت لها مروه بجديه و قلق : مالك يا لولو انتي مش طبيعيه من ساعه ما شوفتي الجدع ده لو مكنتش عارفه عنك كل حاجه كنت قولت انك تعرفيه

ردت عليها بحيره : مش عارفه يا مروه انا حاسه اني اعرفه او شوفته قبل كده والي محيرني الي قريته جوه عينيه فيها كلام خايفه افسره 

مروه : برغم اني عارفه انك شطره في قرايه العيون بس يمكن بيتهيئلك 

ردت عليها بشرود : مش عارفه بس احساسي بيقولي ان الجدع ده مش مجرد حد جاي يسكن عندنا و خلاص

استغربت مروه مما سمعت و لكنها قالت لتشتتها عما هي فيه : كبري دماغك يعني هيكون ايه الواد شكله ابن ناس و محترم و انتي كده و لا كده مش هيبقي ليكي اي علاقه بيه

اراد ان ينهي كل شىء بسرعه حتي لا يفوت لحظه بعيدا عنها بعد ان قام بتوقيع عقد الايجار بهويه مزيفه قد قام باحضارها حتي لا تتعرف ليلي علي هويته الحقيقيه 

ذهب الي معرض لبيع الاثاث المتواضع نوعا ما بالنسبه له و انتقي منه فراشا صغيرا بجميع مستلزماته و اختار معه اريكه مريحه و معها مقعدان و اشتري ايضا مبرد صغير مع بوتجاز صغير ايضا مع بعض الاكواب و الاطباق و ما سيحتاجه لطهي الاطعمه الخفيفه

بعدها اشتري علبتان من الدهان الابيض و الازرق ثم عاد سريعا الي هناك و صعد الي السطح دون ان يمر عليهم 

خلع عنه قميصه القطني و بنطاله الجينس و الذي تعمد ارتدائهم حتي يظهر امامهم بهيئه عاديه و لكن للاسف ملامحه الوسيمه و جسده المعضل جعلت منه ايقونه من الرجوله 

وقف وسط الغرفه البسيطه بعد ان ارتدي شورت واسع يصل لركبتيه و من فوقه فانله رياضيه بحمالتان عريضتان ثم وضع يده فوق خسره وهو ينظر حوله بنزق و لا يعرف من اين سيبدأ سب سبه نابيه و قال : هشتغل بوهيجي و هسكن في عشه فوق السطوح و كل ده عشان خاطر حتته عيله ....قطع حديثه لحاله رنين هاتفه و ما ان نظر اليه وجد عمه فقام بالرد عليه و سمعه يقول بلهفه : ها يا صالح عملت ايه طمني ...شوفتها ..وافقت تسكنك عندها...مشكتش فيك

تركه يخرج ما في جعبته و لم يرد حتي استغرب شريف من صمته فقال : انت معايه 

صالح : مستني تخلص الموشح بتاعك عشان ارد مره واحده

شريف بغيظ : ياخي ملعون ابو الي رباك

اطلق ضحكه رجوليه صاخبه و قال : اعملك ايه انت قاعد في التكييف و سايبني واقف اتسلق فالحر لا و كمان هدهن اللي مفروض انها شقه و انا حمام جناحي اكبر منها

شريف : كل ده علي قلبك زي العسل يابن اخويا ادام هتبقي جنب حبيبه القلب ..بعد ان تذكر انها ابنته اكمل بتحزير غاضب : بس عارف يا واد انت لو دايقتها و لا لمست شعره منها هقطع خبرك

ابتسم بحب و كأنه يراه ثم قال : حد يأذي روحه يا عمي عالعموم اطمن كل حاجه مشيت زي ما خططنا ليها بالظبط و انا حاليا بدهن الشقه قبل ما العفش الي اشتريته يوصل علي بالليل ..لسه فاضل حكايه الورشه 

شريف : عارف برغم اننا اتفقنا سوي علي كل حاجه بس لحد دلوقت مش قادر اتخيل انك هتعيش فوق السطوح و هتشتغل ميكانيكي كل ده عشان خاطرها

رد عليه بجديه : و عشان خاطرك انت يا عمي قبلها عشان ارجعلك حياتك الي اتسرقت منك و احاول ارد جزء من جمايلك عليا لولاك انا مكنتش وصلت لاي حاجه مالي انا فيها

رد عليه بحب : انتي ابني انا مش ابن اخويا و ربي يعلم غلاوتك عندي و كنت اتمني ان ابني الي من صلبي يبقي زيك بس اعمل ايه منها لله 

جلست رمزيه مع هناء في حديقه القصر يحتسون بعضا من القهوه و كانت الاخيره شارده للغايه فاستغربت رمزيه منها و قالت بعد ان نبهتها لها : مالك حالك متشقلب بقالك كام يوم

هناء بحيره : مش عارفه اخوكي متغير بقالو فتره

رمزيه : هيكون مالو يعني انا شيفاه بيتعامل عادي

هناء : لا بتهيألك سرحانه و غيابه بره البيت بيفكرني بايام الزفته الي غارت في داهيه خايفه يكون شافلو شوفه تانيه 

رمزيه : و لا تانيه و لا تالته هو بس عشان متخانق مع ابنك

نظرت لها بانتباه و قالت : امتي الكلام ده حصل و مين قالك

ردت عليها بتفاخر : حكيم الي قالي انتي عارفه انه مش بيخبي عليا حاجه ابدا

ردت عليها هناء باستهزاء : اااااه عارفاه طول عمره ابن امه

غضبت رمزيه و قالت : و مالو لما يكون ابن امه مش انا الي ربيته و تعبت فيه بعد ما ابوه الواطي رماني و راح للزباله الي شبهه

هناء : و انتي بدل ما تعاقبي رافت جوزك عاقبتي ابنه لما خلتيه ملوش شخصيه و ماشي وراكي زي ضلك كل ده عشان تبعديه عن ابوه

رمزيه بقوه : ميهمنيش راي حد ادام انا واثقه ان ابني راجل و ميعبهوش ابدا انه متعلق بيه خليكي في ابنك الي متعرفيش عنه حاجه

تمددت بجانب جدتها الحبيبه بعد ان وضعت راسها فوق ساقها لتداعب شعرها كما تحب و هي شارده فيما قالته لها تلك الخبيثه  و التي تعتقد انها صديقه مخلصه لها

شعرت بها جدتها فسالتها بحنان : مالك يا ريمو 

تنهدت بهم و قالت : مش عارفه يا تيته حاسه اني مخنوقه و مش لاقيه بر ارسي عليه

اخذت تغرس اصابعها داخل شعرها الحريري و هي تقول بحكمه : لسه بدري عليكي يا حبيبه تيتا عالحيره الي انتي فيها دي احكيلي ايه الي محيرك و انا اقولك عالصح مش احنا صحاب

ردت عليها بطيبه : طبعا يا تيتا انا بحب اتكلم معاكي اوي بس حاسه اني مش هعرف اوصفلك الي جوايه

شعرت بها تلك العجوز بحكم خبرتها الكبيره و علمت ان ما يؤرق مضجع حفيدتها هو قلبها الاخضر  و الذي  من الواضح ان احدهم قد القي به بزور الحب و لكنه لم يرويها بحنانه و لم يعتني بها باهتمامه

الجده : قلبك دق يا رميساء

انتفضت الصغيره و نظرت لجدتها بخوف ثم قالت : ااا. ااايه الي بتقوليه ده يا تيتا

قرصتها من وجنتها الحمراء برفق و قالت : بقول الي شيفاه جوه عينك يا قلب تيتا 

رفضت الافصاح و قررت الهروب فقالت بمزاح زائف : انتي بس عشان بتحبي جدو فاكره كل الناس شبهك يا خلبوصه ..يلا انا هروح اذاكر شويه بقي ..اعقبت قولها بوضع قبله رقيقه فوق وجنت جدتها و ذهبت سريعا حتي لا تكشف تلك العجوز الماكره امرها

ابتسمت الجده بحنان و قالت و هي تنظر لصوره ابنها الراحل : بنتك كبرت يا فؤاد اخر العنقود بقت عروسه حلوه و قلبها دق بس يا تري راح للي يستاهلو و لا مش هتاخد من الحب غير عذابه

في غضون بضع ساعات قد انهي دهان تلك الشقه الصغيره بعد ان جعلها مزيج من اللون الابيض و الازرق فاصبح شكلها مبهر حقا و قد اشتري اغلي انواع الدهان و الذي يجف بعد مرور ساعه من وضعه علي الحائط و ها هو يقف خلف السور يدخن سيجاره العادي بعد ان تخلي عن النوع الفاخر الذي كان يفضله

سمع صوت اقدام تصعد فوق الدرجات المؤديه اليه و حينما التفت وجد ليلي تتجه له و هي تحمل صينيه كبيره مليئه بالاطعمه وضعتها فوق منضده موضوعه في احد الجوانب و قالت : دي لوقمه كده علي ما قوسم 

نظر صالح للطعام بجوع ثم مد يده و التقط بعضا من اصابع ورق العنب المحشي و بعد ان ابتلعها قال : تسلم ايدك يا ست ليلي انا فعلا كنت جعان بس مقدرتش انزل اجيب اكل عشان الناس الي جايبه العفش جايين في السكه بس انا كده تعبتك معايه مكنش له لزوم

ردت عليه بابتسامه بشوشه : مفيش تعب و لا حاجه ده واجب علينا و الله كان نفسي اعملك اكل مخصوص عشان ارحب بيك بس بنتي الله يسامحها بقي بتعشق ورق العنب كل يومين تخليني اعملو لحد ما زهقت فاتعلمتو هي و بقت كل شويه تعمله هي

نظر له بعين تلمع بالعشق و قال : معقول هي الي عملاه دي علي كده ست بيت شاطره و الله طعمه يجنن

ضحكت باحتشام و قالت : لا متخودش قلم فيها ده هو محشي ورق العنب و البانيه و البشاميل عشان بتحبهم اتعلمتهم غير كده ايدك منها و الارض 

ابتسم لها بعشقا خالص وهو يقول : ربنا يخليهالك...ثم اكمل بداخله : و يخليهالي ياااارب

تفحصت الشقه بانبهار و قالت : ما شاء الله دانت خليت الاوضتين تحفه و طلعت شاطر كمان و عرفت تبيضهم حلو

ضحك و قال بصدق : انا من صغري شقيان يا طنط و جايبها من تحت الصفر و لما كنت شغال في شركه مكنتش بحب قاعده المكاتب تلاقيني ديما في وسط العمال 

شردت في ملامحه الشبيهه بحبيبها و ايضا له نفس صفاته و قالت باشتياق : نفس طبع جوزي 

سالها بمكر ؛ هو حضرتك متجوزه اصل مشفتوش و انتي كنتي رافضه وجودي عشان كلكم ستات طب ازاي

غالبتها دموع الحنين و لكنها تمالكت حالها و هي تقول قبل ان تغادر : مسافر جوزي مسافر و ان شاء الله هيرجع قريب ...اعقبت قولها بالهبوط سريعا الي شقتها حتي لا تفضحها دموع اشتياقها امام ذلك الغريب شبيه حبيبها

وقف صالح وهو ينظر بحزن تجاه اختفائها و قال : واضح انك مش لوحدك الي اتعذبت يا عمي دي شكلها بتموت في بعدها عنك....انطلقت شراره التصميم من عينه وهو يقول : هعرف مين السبب في بعدها عنك ووقتها ورحمه ابوياااااا ما هرحمه

ماذا سيحدث يا تري

سنري

انتظروووووووووني

بقلمي.  /  فريده

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-