رواية كشف سر ( كاملة جميع الفصول )بقلم خديجة السيد


 رواية كشف سر الفصل الاول  بقلم خديجة السيد



نبــذه مختصره عن القصـه:-كل شخص منا بداخله سر كبير و خطير إذا انكشف سوف تدمر حياته بالكامل ولكن ماذا يحدث اذا صاحب السر من كشفه بنفسه ...")√ 


بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ

بالمخفر، وبمكتب من مكاتبه كان يجلس على مقعد مكتبه، ظهره مستريح على متأكه، قدماه مفرودتان على سطح المكتب، وعيناه مفتوحة بتركيز على الأوراق التي أمامه قضية جديدة يحاول حل لغزها، فهو يحب عمله بشدة، ذلك الحين صدح صوت رنين هاتفه، امتعض وجهه فهو لا يحب أن يقطع أحد تركيزه، مد يده يمسك بهاتفه الموضوع على المكتب ووضعه على أذنه بعدما فتح الخط دون أن ينظر للمتصل فتحدث :
= ألو مين معايا ..؟! 

يرد الطرف الآخر بحزن مصطنع : طب ومالك بتقولها كده؟، مكنتش عاوزني اتصل ولا إيه؟

إستمع لصوت معشوقته هاتفة بحزن هامسا : آيات

آيات بابتسامة : ايوه آيات آمال كنت مستني حد غيري ولا ايه

يدق قلبه بشغف وقد بدأ الأعتدال بجلسته : لا يا حبيبتي طبعاً ده أنا كنت لسه من شوية هاتصل بيكي وحشتيني 

لتقهقه آيات عندما استمعت لصوت الشغف بنبره صوته: وحشتك إيه ده احنا كنا لسه مع بعض النهارده 

مسح وجهه عدم راحة كفه بضيق هاتفًا بها : أنتِ على طول وحشاني بس أعمل إيه حكم القوي ورايا شغل كثير قوي، تعرفي نفسي أروح البيت أخدك في حضني 

تتورد خدودها باللون الأحمر من الخجل : زياد عيب كده، حد يسمعك من عندك في الشغل يقول إيه 

زياد وقد عقد أحد حاجيبه : هيقول إيه يعني واحد ومراته وحشاه المهم أنتِ فين دلوقتي

آيات وقد حاولت جمع شأنها : أنا فوق عند أختي سارة

زياد وقد خطرت في باله فكرة : طب اسمعي نصف ساعة كده وتطلعي يا حبيبتي ماشي سلام

ولم يمهل ذاته للاستماع لها حتى لا تطرح سؤالا حيث أغلق الهاتف ، يليه وضع هاتفه على المكتب 

****
زياد السن 30 سنة شاب يعمل ضابط و يحب عمله جدا وسيم لحد كبير يتميز بعيون رصاصي وطويل القامة وشعر أسود ناعم ويعشق زوجته آيات 

*

بإحدى الأحياء الراقية ، والبنايات ذات الطراز الحديث ، بداخل أحد المنازل البسيطة 

كانت تجلس "آيات" على الأريكة الخشبية تحتسي القهوة بتلذذ ، فهي أصبحت تعشق إحتساء القوة بعد منتصف الليل بعد أن علمها زوجها "الحبيب" ، فكم تعشق قهوته معا، تطالعت " آيات " لأختها التي تجلس بجانبها باستغراب فمنذ أن أتت إليها وهي صامتة 

فتقول بتساؤل : جري إيه يا سارة من ساعه لما جيت وأنتِ قاعدة جانبي ساكتة؟

لترد دون النظر إليها بصوت خافت : مفيش 

تتنهد أختها بيأس فقد أصبح وضعها في الفترة الأخيرة هكذا 

لتضع فنجان القهوة على الطاولة قائلة: لا بقي أنا مش هسيبك المرة دي غير لما أعرف فيكِ إيه؟

نظرت لها سارة بانكسار وعيون ممتلئة بالعبرات المُتألمة قائلة بصوت واهن متألم : تعبت يا  آيات من معاذ مش عارفة أنا عملتاه إيه عشان يكرهني كده

ترد بصدمة: يكرهك؟، إيه بس اللي بتقولي ده يا سارة و معاذ جوزك هيكرهك لي بس؟ ده أنتِ مراته وأم أولاده 

هزت رأسها بألم وهى تضيف بغصة في حلقها : لا يا آيات معاذ متجوزني غصب، أنا متأكدة من كده وإن مكمل معايا حياته لحد دلوقتي فعشان البنات وبس دي وصلت إنه يمد إيده عليا

تنظر لها آيات بإشفاق : طب إهدي يا حبيبتي 

لترد بنبر مليئة باليأس : أنا حاسه أني ربنا بيعاقبني عشان أنا مش قريبة منه ذيك يا آيات يعني شوفي أنتِ محجبة و قريبة منه ازاي وبتصلي على طول عشان كده معوضك بزوج كويس زي زياد 

صمتت لبرهة وتمد يدها لتمسح دموعها من على صدغي أختها بظهر كفها وهي تتنهد : بس معنديش أولاد زيك يا سارة

سارة بارتباك فقد أحست أنها أخطأت : أنا مش قصدي يا آيات 

لتأوما برأسها بهدوء : أنا فهمت قصدك، بس ربنا مش بيعاقبك زي ما أنتِ فاكرة يا سارة ولا عشان زمان وأنتِ صغيرة مكنتيش بتصلي ولا محجبة فبيعاقبك دلوقتي وأكبر غلط لو هتفكري فيها كده وإن شاء الله ربنا هيعوضك

تجهم وجه "سارة" بمرارة وقالت بسخرية : يعوضني خير؟، لا يا آيات أنا خلاص حالي هيفضل كده، أنا مفيش حاجه اتمنيتها وحصلت حتى الإنسان اللي حبيته .." لتصمت وتكمل حديثها" 

نظرت لها باستغراب : مالك ساكتة ليه؟، كملي

أخفت رأسها أسفل تتهرب بارتباك : مفيش، أنا بس قصدي إن كل حاجة وحشة عملتها في حياتي بتترد لي دلوقتي وحياتي هتفضل كده على طول 

هزت رأسها بيأس تصمت وتفكر في شيء: على فكرة يا سارة أنا مش على طول قريبة من ربنا كده أنا مش ملاك وبغلط زيك وأكثر كمان 

هزت رأسها دليل رفض: بس لا مش زيي ياريتني كنت زيك قريبة من ربنا ومحجبة كان زماني رزقني بزوج كويس

امتعضت آيات من حديث أختها ذلك، فهي دائمًا متشائمة، لا تتفائل أبدًا، لوت شفتيها تعنف سارة: كفاية بقى يا سارة أنا كمان غلطت غلط كبير وكنت هضيع نفسي كمان وكان زماني مفضوحة مش متجوزة كمان

أنهت جملتها موجهة وهي تتنفس بقوة فقد طال من الزمن أيام و شهور و ليال ولم يعرف أحد هذا السر

تجحظت أعين سارة وهى تحدق بها بدهشة ثم قالت مستنكرة : كلام إيه اللي بتقوليه ده يا آيات غلطت إيه دي

صمتت لبرهة تمسح دموعها التي نزلت بغزارة عندما تذكرت ما حدث في الماضي وتحسن أمرها، تتحدث عن ما أخفت الأيام 

أومأت آيات موافقة ومازالت ملامح الحزن تقسم وتحتل وجهها لتكمل: هحكيلك بس توعديني هيفضل سر بينا و مش هتتكلمي في مع حد و تستري عليا زي ما ربنا ساترني

سحبت سارة يدها من كف آيات ووضعتها بجانبها وهي لا تفهم شيئا لتقول: أوعدك ياحبيبتي بس مش لما أفهم الأول في إيه 

أومأت برأسها بنعم قائلة: حاضر هحيكلك، اسمعي يمكن تستفيدي زي ما أنا فهمت التجربة اللي عديت بيها بس متأخر 

حركت سارة عيناها بنفاذ صبر، ثم نظرت لها قائلة: حاضر بس قولي 

لتشرد قليلا آيات ثم تتحدث: زمان وأنا صغيرة كان عندي 15 سنة كنت زيك وأكثر مش بعرف ربنا ولا قريبة منه زي دلوقتي، ولا كمان محجبة ولا كنت بصلي، وفي يوم اتعرفت على شاب أكبر مني بعشر سنين وقال لي أنه بيحبني وهيجي يتقدم لي، دخل علي من السكه دي، حب وهدايا وفسح وأنا كنت زي الحمارة وصدقت لحد ما في مره طلب مني نزور أهله عشان يعرفهم عليا وأنا صدقت ورحت معاه

لتنظر سارة لها باستغراب وتعجبت بشدة هل هذه أختها الخلوقة التي الجميع يتحدث عن أدبها وأخلاقها؟

لتكمل آيات و مازالت شاردة في ما حدث ودموع الندم تتساقط منها: كان عايش في فيلا وكان في بواب سلم عليه وعرفه كمان عليا وقاله دي مراتي المستقبلية وأنا زي العبيطة ضحكت وفرحت وقال الكلمتين دول وبعد كده دخلنا جوه بس ما كانش في حد جوه و...

سارة بقلق: وإيه.. إيه اللي حصل؟

آيات ببكاء حار وندم: ما كانش في حد وحاول يتهجم علي وأنا ضربته وطلعت أجري والحمدلله هربت منه، ولا حتى البواب مش لقيته وأنا خارجة الظاهر كان متفق معاه، من ساعتها وأنا بحمد ربنا أنه نجاني من الموقف ده و عدى على خير وبقيت قريبة من ربنا وأدعي كل يوم وأحمده وأطلب منه يسامحني وإني عديت منها علي خير

شهقت سارة بصدمة وذهول مما سمعته: انتِ بتقولي إيه يا آيات أنا أول مرة أسمع الكلام ده حصل ازاي .. وازاي ما تقوليش لحد فينا سواء ماما أو أنا 

تجفف دموعها قائلة: ربنا سترها معايا و مفضحنيش أفضح أنا نفسي ليه، وبعدين أنا اعتبرتها درس واتعلمت منه وكانت بداية ليا المهم أنتِ أوعي تقولي لحد

أومأت سارة برأسها بنعم 

آيات: متزعليش ياحبيبتي، بكره تبقى حياتك أحسن مني كمان 

ابتسمت سارة ابتسامة باهتة: إن شاء الله

بادلتها آيات بابتسامة أكثر إتساعاً وهي تردف: أنا عايزة أمشي عشان اتأخرت قوي 

لتنهض آيات وتلتفت لترحل لتقف مصدومة: معاذ؟، أنت هنا من امتا

ليصمت معاذ وهو ينظر لها مطولا ثم يتحدث: إزيك يا آيات عاملة إيه؟

ترد بتوتر شديد خوفا أن يكون سمع شيء: أنت هنا من إمتا؟

معاذ بهدوء: لسه جاي، في حاجة؟، أنتِ قومتي ليه؟

آيات تبلع ريقها بصعوبة: ها، أصلا اتاخرت قوي ولازم أمشي، سلام " لترحل سريعة أو هاربة"

تعقد سارة حاجبيها: أنت دخلت إمتا صحيح محسناش بيك؟

تهجم وجه معاذ بضيق وقال بسخرية: وأنتِ من إمتا بتحسي؟

ترد بمرارة على سخرية: الله يسامحك، تحب أحضر الأكل 

معاذ: لا يا أختي تشكري أنا نازل

***
تتميز " آيات" بالجسد الرشيق الممتلئ فى بعض المناطق ، بيضاء ، ذات الشعر الناعم البني الفاتح يصل لما بعد خصرها، عيونها زرقاء وثغرها المتوسط الممتلئ وأنفها الصغير والسن 27 سنة "محجبة"

أما " سارة " تتميز بجمال من نوع آخر بالجسد النحيف، بشرة قمحاوية بسيطة، ذات شعر أسود يصل لخصرها، ناعم و العيون عسلي غامقة والسن 25 سنة وليست محجبة

***
بعد عدة ساعات، بمنزل بسيط يقبع بإحدى البنايات المطلة على حي بسيط، دخلت آيات منزلها وكان عقلها مشتت بالماضي لكنها تتشبث بأمل أنه استطاع النجاة وهو زوجها فقد أخذت وعد على نفسها بأن تنسى الماضي لتستمر بالحياة معه بما يرضي الله كما وعدت نفسها

ثم اتجهت للداخل لتقف بصدمة مما تراه، كان زياد زوجها يقف بجانب طاولة الطعام والابتسامة تشق ثغره وكانت السفرة مليئة بأفخم الأطعمه ومزينة باللون الأحمر

نظرت له " آيات" بعينان لامعة تقول بخفوت: إيه ده؟ وبعدين أنت رجعت إمتا؟ انا مش لسه مكلماك من ساعة

يقترب منها هامسًا: أفضل هناك بس ازاي والنهاردة أعظم وقت واليوم ولازم احتفل بيه معاكِ "يقف بجانبها " 

نظرت له باستفسار وعدم فهم: نحتفل بإيه؟ أنا مش فاهمة حاجة

ضم زياد وجهها بين راحتيه مقربًا وجهه منها يغمغم أمامه بصوت ناعم: النهاردة عيد ميلادك ياحبيبتي معقول أنسى اليوم اللي جت أحلى بنوتة في الدنيا زي النهارده بالضبط فيه و بقت مراتي وحبيبتي و...

"وبس ما هو مفيش أم ولادك" لتختم آيات اللحظة بألم بقولها هذا 

أبتعد عنها قليلاً و هو يتنهد بيأس: ليه كده بس يا آيات مش اتفقنا مش هنتكلم في الموضوع ده ثاني لحد ما ربنا يكرمنا إن شاء الله 

نظرت بعينه باحثة عن الألم بداخلها وهي تهتف: يعني عاوز تفهمني إنك مش زعلان  ومنفسكش في ولد

زياد بجدية: أكيد نفسي يا حبيبتي بس لما ربنا يريد بإذن الله

زفرت آيات بضيق قائلة: بس ربنا مش رايد إنك تخلف مني، ممكن تتجوز وتخلف عادي وكمان..

قاطعها بحزم وغضب : آيات، ما تكمليش أنا مش ممكن هتجوز غيرك ولا أتخيل حتى إني هكون مع واحدة غيرك تكون مراتي وأم عيالي فاهمة

لم تتحدث آيات واكتفت بصمتها، فعاد يقترب منها بشغف واشتياق باد: ليه يا آيات كده كل ما تلاقينا فرحانين تنكدي علينا بالموضوع ده هي ماما اتكلمت معاكي في الموضوع ثاني

هزت رأسها بلا قائلة: لا ولله ما تكلمتش معايا ثاني خالص من ساعة لما أنت اتخنقت معاها وقلت لها لو اتكلمت في الموضوع ده ثاني تنسي إني ابنك ولا أعرفك

زفر براحة وقبل أن تتحدث مره ثانية قبلها على صدغها بالقرب من شفتيها بحرارة وإحدى كفيه يتسلل لحجابها ينزعه عنها، أغلقت آيات جفنيها تستشعر لمساته الرقيقة التي تمنتها منذ دخولها المنزل، قبل صدغها الآخر وكفه ينغرس بين خصلاتها يستشعر نعومتها بأنامله، أنزلقت شفتاه لشفتيها يقبلهما برقة تخالف ما بداخله، فارتفع كفاها تضعهما حول رقبته تبادله قبلته ببطئ خجول، إبتعد عنها قليلاً يبتسم لاستسلامها يهمس: أنا بحبك أوي يا آيات وكل يوم في صلاتي بحمد ربنا إنك موجودة في حياتي أوعي في مرة تفكري غير كده

لم تتحدث آيات واكتفت بصمتها، فعاد زياد ليقبلها بشغف واشتياق مرة ثانية وهو يرفعها على ذراعيه و يذهب للداخل

**

في الصباح

جلس " زياد " بجانب زوجته " آيات" على طاولة الطعام يتناول الفطور، و معهم المشروب الرئيسي "القهوة" فهما يعشقان احتساء القهوة دائما، وكانت تلك أكثر نقطة مشتركة بينهما جعلت التجاذب بينهما سريعا، وكانت آيات تحتسي القهوة بتلذذ، فكم تعشق قهوته، فزياد يصنع القهوة أروع منها، ابتسم " زياد " مستمعًا لتلذذها قائلاً بعبث : للدرجه دي عجبتك القهوة 

رفعت رأسها لتتقابل عيناهما فتقول هي ببراءة: لا عجبني اللي عمل القهوة

طالعها بشغف كبير ، فبرائتها تلك تجعل من قلبه كتلة من النار، يحتاج إخمادها وهي فقط من تستطيع ذلك، أخفض رأسه لها واقترب منها طابعًا على أنفها قبلة شغوفة هامسًا:

- لا ده أنتِ بقيتي خطر عليا، الله يرحمه زمان أول ما اتجوزنا وكسوفك زمان 

رفعت آيات حاجبيها تومأ برأسها مؤيدة كلامه ببرائة قائلة:  بعض مما عندكم يا حبيبي

فضحك عليها زياد قائلا بخبث: كده طب انا بقي عايز اشوف اللي عندك كمان؟

لتهدئة جرأتها ويتبدل وجهها للخجل : أنت مش وراك شغل ولا إيه؟

ليحاول أن يكتم ضحكته بشدة، فهو إعتاد على تناقض أفعالها بذات الوقت لكنه لا يستطيع منع ذاته عن الضحك 

ليهتف بمكر أكبر: لا يا روحي بفكر أخذ إجازة النهارده إيه رأيك؟

لتقول بتلعثم: لا مش هينفع تاخد إجازة أفرض حد جي يشتكي حد ولا عاوز مساعدة.. وأنت مش موجود يعمل ايه؟

وصله هنا لعدم قدرته على منع نفسه من الضحك: وهو مفيش ضابط غيري ولا إيه؟

لعنت نفسها بداخلها على هذا الجرأة 
آيات تحاول أن تتحاشى النظر له : أنا عارفة بقي

ليقطع لحظتهما صوت الحارس "الشرطة" بداخل البناية، فاعتدلت بجلستها بسرعة ونهضت تتهرب للداخل بداخلها تحمد ربها علي وصول الحراسة في هذا الوقت ونهض "زياد" من مجلسه متجهًا للباب للحارس ومازالت الابتسامه علي وجهه : أنا ماشي يا حبيبتي عشان الشغل، اطلعي متخافيش بس لما ارجع هنكمل كلامنا

ليختم كلامه بخبث و يذهب .. لتخرج " آيات " تزف براحة ثم تبتسم على نفسها مازالت تخجل حتى بعد زواج دام أكثر من سبع سنوات

لتقترب من طاولة الطعام حتى تضع الأطباق داخل في المطبخ لكن قبل أن تقترب تستمع لصوت هاتفها يدق على طاولة الطعام لتذهب بإتجاه الهاتف و تنظر له دون أخذه من على الطاولة لتجد رقما دون إسم لتنظر ثواني تفكر قبل أن ترد فهي عادة لا ترد على أرقام لا تعرفها لكن تحسم أمرها لترد عسى أن يكون حدث شيء سيء لا قدره الله

بعد أن ضغطت على الهاتف لترد: ألو، مين معايا؟

كان صوت رجل أجش: ألو، مش حضرتك آيات برضه؟

لتعقد حاجبيها باستغراب فهي لم تتعرف على الصوت حتى الآن: أيوه أنا، حضرتك مين؟ وعايز إيه ؟

رد بجدية: عاوزك

آيات بصدمة وبضيق: نعم ؟ بتقول إيه؟

يكمل ببساطة كأنه يقول شيئا بسيطا: إيه متفهميش غلط أنا عاوز أتكلم معاكِ وندردش سوى فيها حاجة دي؟

ترد آيات بعصبية خفيفة بعد أن عرفت مبتغاه: ما تحترم نفسك يا أستاذ أنت أنا ست متجوزة،  وجوزي ظابط كمان وممكن أخليه يعرف مكانك من نمرة التلفون اللي ظاهرة عندي و يربيك

= آه جوزك، اللي روحتي مع واحد غريب بيته من وراه مش كده

" ولنا لقاء آخر، في انتظار آرائكم."

تعليقات