رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الخامس عشر 15 والفصل السادس عشر 16 بقلم نوران شعبان



رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الخامس عشر 15 والفصل السادس عشر 16 بقلم نوران شعبان 








❤️تزوجت مدمناً❤️

👇البارت الــ15ــ16👇

كريم بجمود وهو يحدق بوجهها -: مراتي بس ، يعني الي بيجمعني بيكي سرير وبس.! 

رعشة أصابت جسدها كزلزال اصاب الأرض ، نظرت حولها مشتتة، تحاول استجماع كلماتها او التفكير في رد فعل صائب .. إقتربت خطوة تجاهه تحدقه بنظرات الغرور و التكبر ، شامخة الرأس مرفوعة الجبين 

" اولا و اخيرا مراتك، يعني اي تصرف قذر منك ممكن يضر بسمعتي و مركز بابا .. ابقى روح اي مزبلة تلمك انت و نسوان قضايا الآداب و الدعارة بتوعك .. مش هستنى الي يسوى و الي ميسواش يوجهلي كلمة بسببك.! " 

لم تمهله فرصة للحديث، لقد جهل من الأساس لهجة الكلام بعد جلسة الدفاع تلك .. ولته ظهرها لترتطم انامل شعرها بوجهه، و رحلت تاركة إياه منصدما.. 

~~ 

جلست في سيارتها متئكة عليها بألم.. 

تلوم نفسها على كل شئ .. 

" غلطانة،، غبية.! كل حاجة عملتها غلط، علاجته غلط، رخصت من جسمي.. انا الي كنت بعارض و بثور ضد اي كائن بيقول ان الستات لتقضية الشهوات و بس، و ان مهما حصل المفروض كرامتي في الحفاظ على جسمي حتى لو قدام جوزي.! بقيت سلعة، رديئة، رخيصة.! 

كلو كان في سبيل علاجه، و اهو اتعالج و اتمرد.! " 

دمعة ساخنة فرت من مقلتيها الدامعتين، و هى تتذكر براحها في الحديث، حثه على القضاء معها وقت لطيف ليتخلص من همومه، و صب شحنة غضبه فيها .. 

تنهدت بألم وهى تلوم نفسها ثانية 

" و كمان كان المفروض اسمعه، اسيبله فرصة يدافع عن نفسه .. مكنش المفروض ابدا اتكلم و انا متعصبة.! 

انا الي غلطانة علشان مسمعتلهوش من الأول .! عمري كله اتسخر في دراسات علم نفس و فلسفة عشان اجي في موقف تافه مقدرش اتحكم في نفسي فيه .!! " 

ضربت بيدها على المقود عقب جملتها الأخيرة ، لتهتف بإنهزام و انسكار بعدها 

" بس غيرت.! مكنتش متخيلة لمسته لحد غيري .! " 

~~ 

على الجانب الآخر ،، 

جلس محتويا رأسه بين كفيه بتعب .. داخله محتوي ادرينالين عال يكفي لتدمير ذلك المبنى فورا، يريد ذلك و بشدة.. يريد ان يهدم المبنى كاملا و لكن فوقه هو فقط ..! 

كان يحدث نفسه لائما أيضا .. 

يتذكر وقفتها دائما جواره، ملسها على وجنتيه كالصغير، تقويته بالكلمات الحنونة و الجمل الشاعرية الفائقة .. 

هو أيضا يحبها، بل يعشقها.! 

لا يعلم سبب تفوهه بتلك الحماقات و لكن دوما يكره ان يظلم، دوما يكره ان يتحكم به أحد.! 

انتبه لصوت الاهتزاز تحت مرفقيه المتأكين على المكتب .. نظر بإهمال صوب الشاشة ليجد المتصل والده " أحمد " 

زفر بإختناق وهو يضغط زر الاستجابة .. 

" من غير ولا كلمة، تعالى على البيت فورا .!! دلوقتي حالا سيب الي في ايدك، سامع .؟! " 

أغلق الهاتف دون ان يفه كريم بحرف.. 

احتلت معالم الدهشة وجهه وهو يتخيل السبب 

" معقول حياه راحت اشتكتله.؟! " 

~~ 

مازالت على وضعها، تجز على أسنانها بغيظ، لوم، عتاب، ندم.! 

شعرت بالاختناق، ترجلت من السيارة لاستنشاق هواء الشتاء البديع.. 

لاحظت بعد قليل صوت قهقهات و ضحكات رقيعة تدوي في الشارع.. 

صوبت بصرها نحو مصدر الصوت لتجد ما غير تفكيرها تماما.! 

" محسن " يسير مترنحا، على يمينه فتاه، و يساره فتاة 

و كلتاهما ذوات ملابس فاضحة.! 

لم تعبأ كثيرا بالوضع و لكن ما شغل تفكيرها حقا.. 

" هل اخبر أحد بشأن إدمان كريم.؟ ام تناسى الموضوع.؟! " 

لم تفكر كثيرا، قادت سيارتها متوجهة لمنزل " أحمد.! " 

~~ 

وصلت بعد دقائق امام البوابة .. 

كادت ان تضغط على الجرز و لكن استوقفها أصوات شبيهة بالعراك و الالتحام العنيف.! 

استطاعت إدراك ان محسن اخبر أحمد بالفعل بشأن إدمان كريم.!! 

" إطلع برا بيتي،، ما شوفش وشك تاني ولو بالصدفة..! انت فاهم.!! أنسى إنك ليك أب، غور، غور برا غور بعيد عني هتجيبلي العار و الكلام.! واحد ***..!! " 

وقفت تتصنت من بعيد على الحديث، لم تريد الدخول فيزداد الوضع أزمة.. 

" ولا لأ.. امثالك دول لعنة، لازم تنتهى.! هقتلك و اخلص من جنانك الي عيشتني فيه طول عمري.!! " 

كانت هذه آخر جملة استطاعت سماعها.. و بعدها أصوات صاخبة كثيرة .. انتهت بصوت زناد المسدس يدوي في ارجاء المكان ، تليه صوت طلقة نارية..!!! 

شهقت برعب، أصابتها حالة من فقدان السيطرة .. 

سقطت على الأرض متسعة المقلتان، فاغرة الثغر .. 

شعلة الأمل انبعث من جديد، استطاعت عودة التنفس طبيعيا عندما وجدته يخرج مندفعا متصوب نحو سيارته.. 

لم يراها، فقد سار كالطائش .. 

لحقته هى أيضا بسيارتها، و سارتت تتبعه.. 

~~ 

" ذلك المكان .. اول مقابلة على انفراد بينهما كانت في ذلك المكان..! تلك المقابلة الملعونة أجل.. تلك المركب اتتها من قبل معه.! " 

ترجلت من السيارة و ركضت تجاهه.. 

" كريم.. كريم استنى.!! " 

كان يسير أشبه للركض على ذلك السطح الخشبي .. 

إلتف فجأة عند سماع صوتها، و بكل قوة دفعها من كتفها دفعة اسقطتها أيضا متألمة 

" قولتيله.؟ خدتي بتارك و انتقمتي.؟! 

عرفتيه اني كنت مدمن خلاص و ارتاحتي.؟ غوري بقى و سيبيني عايزة مني ايه تاني.؟! انتي اذتيني اكتر ما نفعتيني غوري .!! " 

ظلت تتأوه و تإن على الأرض بألم بسبب تلك الدفعة ، رأته يلتف مرة أخرى و يعاود مسيرته، تحاملت على نفسها و على آلامها و نهضت تركض خلفه 

" كريم اسمعني بس .! انا مقولتش حاجة والله مقولتش حاجة.! " 

لم يعبأ بها، قفز دفعة واحدة على سطح المركب و اسقط الحبال في البحار معلنا عن رحلة صغيرة في وسط البحر.! 

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
👇البارت الــ16👇 

بلغت المسافة بين المركب و السطح الخشبي بضع أمتار ، بلعت حياه ريقها خائفة وهى ترجع للخلف بضع خطوات، ركضت سريعا قافذة على سطح المركب بسلام .! 

إقترب و الشرر يتطاير من عينه، قبض على عنقها بقسوة 

" جية ورايا ليه.؟ شكلك وحشك ترقعة الحزام على جسمك مش كدة.؟! " 

حاولت التملص من قبضته، و ظلت تلتوي بين كفه تحاول الفرار، او تلتقط حتى أنفاسها التي أصبحت شبه معدومة .. 

دفعها بقبضته ثانية مسقطها على الأرض ، جلست تلتقط أنفاسها ثوان قبل ان تنهض متحدثة 

" مش انا الي قولت لأحمد على ادمانك، ده محسن والله العظيم محسن.!! " 

كريم رافعا حاجباه -: مين محسن.؟! 

حياه -: الي كان في باريس الي جابلنا الشقة، لما تعبت انا مكنتش عارفة اتصرف ، ولا عارفة مكان مستشفى او اي حاجة جه في بالي محسن عشان هو الوحيد الي اعرفه هناك .. اتصلت بيه وهو وداك المستشفى و هناك عرف من الدكتور لكن و حياة ربنا انا مقولتلهوش حاجة..!!! 

ضغط على فكه السفلى بشراسة، مقتربا منها 

" و انتي ليه مقولتليشش. ؟! " 

حياه وهى تتراجع للخلف بنظراتها المتوجسة -: كنت عايزة اعالجك و ده كان هيأثر عليك .! 

صرخ بوجهها منفعلا.. 

" يوووووووه،، علاج علاج علاج..!!! 

اديني اتعالجت من الزفت المخدرات و حياتي اتخربت من فوق رأسك، عالجتي جسمي بالنسبة للنفسية و الحياه الي خربتيها مش هتعالجيها.؟! " 

حياه مستنكرة -: خربت حياتك..؟؟ انت دلوقتي مفيش حاجة تقدر تثبت انك مدمن مخدرات و تقدر تروح تقوله في وشه كدة لو انا معلجتكش كانت هتبقى مصيبتك مصيبتين..!! هتبقى كنت مدمن و لسا مدمن زي ما انت،، بدل ما تشكرني على وقفتي جنبك و استحمالي ليك رغم كل الاهاانات الي اتعرضتلها منك.؟!! 

عاد يحدق بها صائحا -: انا استحملت في حياتي كتير، كتير اوي.! 

و مش مستعد استحمل تاني .. انا اتخلقت عشان اتعذب و اتذل و بس .. 

رفع يداه في الهواء صارخا -: اشمعنا انا، اشمعنا انا بيحصل فيا كدة..!! 

حياه -: من ضمن 100 مليون مصري بس .. و 4000 مليون آسيوي ، و 8 مليار في العالم .. فاكر نفسك الوحيد الي بيمر بأزمات و ظروف صعبة.؟ 

كريم -: طبعا حقكك تقولي كدة ما انتي موصلتيش لنص الي انا فيه..!! 

قهقهت حياه ساخرة على جملته الأخيرة 

" محدش وصل لنص الي انت وصلتله..؟؟ انا اتعرضت لأزمات اد محنتك دي 100 مرة.! " 

كريم ساخرا -: أزمات..؟؟ و يا ترا ايه الأزمات الي اتعرضتي ليها على كدة.؟ 

شفتي حبيبكك القديم في حضن واحدة تانية ..؟ ما انتو نسوان تافهة و مشاكلكوا اتفه ..! 

حياه -: نسوان تافهة.؟ لولا النسوان التافهة دول انت كان زمانك مستخبي ورا باب اوضتك بتشم بودرة.! لولا النسوان دول مكنتش اتولد اصلا.! 

كريم -: ياريتني ما اتولدت.! ياريتني ما اتولدت .. كان هيقتلني، ابويا كان هيقتلني.! ياريته قتلني فعلا.! 

حياه -: اكذب الكلام الي بيطلع في لحظات غضب، او فرح.! 

كان متضايق.. أنت كنت سنده، كنت ابنه الوحيد و اتخدع فيك.! متخيل ان يبقى ملكش حد في الدنيا غير واحد بس و الواحد ده يخيب املك.؟! 

نظر كريم حوله بحزن -: مسبليش فرصة أقوله اني اتعالجت و هرفع رأسه من هنا ورايح.! 

حياه وهى ترمقه بنظرات التساؤل الاستنكاري 

-: و انت جاي هنا ليه.؟ فاكر لما تستخبى و تهرب هتسيبله فرصه انه يصدقك.؟! 

وقف يحدق بالبحر أمامه، يفكر شاردا في ثمة شئ .. قال بصوت مبحوح 

" مش عايز .. مش عايزه يصدقني، مش عايز أشوفه تاني .. ولا أشوفك.! 

انا عايز اموت.. و ابعد عن الدنيا الو*** دي.!! " 

عقدت ساعداها تحت صدرها ترمقه نظرات مسلية 

" البحر قدامك، رجعني بس للبر و اعمل الي نفسك فيه.!! " 

زفر بضيق وهو يستسلم على سطح المركب، جالس منكمشا محتويا رأسه بين كفيه .. 

وقفت تحدق به، تشعر بزلزلة في كيانها، براكين تحتل مشاعرها، أمور كثيرة تجتاح تفكيرها .. دوما تعتقد انها أكثر الناس خبثا و ذكائا و حيلة، و لكن ذلك ال" كريم " دوما يقلب موازينها رأس على عقب .. 

يلخمها بعسل عينيه المنطفئ دوما .. 

يكبل آفاق عقلها بضحكته التي تذيبها عشقا .. 

امتد ثغرها بإبتسامة صغيرة حنونة، و قدميها تسير مصوبة نحوه .. 

جلست على مقربه منه متربعة، حدقته بهدوء -: " الحمدلله " .. كلمة بسيطة جدا، بس نتيجتها عظيمة.! 

كلمة انا لغاية دلوقتي عايشها عليها .. كلمة لولاها كان زمان حالي متغير 180 درجة.! 

عمرك ما تشكره و يخذلك ابدا..!! 

- مفيش أب يقدر يرمي ابنه في البحر، ما بالك الرب بعبده .!! 

كريم بحدة -: لأ فيه، فيه أب يرمي ابنه في البحر فيه.!! و في أب كان هيقتل ابنه من شوية.!! 

حياه -: كان، لكن مقتلش.! كان بيهددك، بيعاقبك عشان ترجع من الي انت فيه و تتأسف.!! 

انت متخيل ان أب تعب في تربيتك حوالي 30 سنة بيطحن في شغله علشان يصرف عليكي و يعيشك احسن حياه و متحسش انك مختلف عن غيرك هيفرط فيك بسهولة كدة.؟ هيرميك كأنك مش من لحمه ولا دمه.؟ 

لا فوق.! ده شيطانك بيهيئ لك كدة مش اكتر.!! 

ظل ينظر للأسفل بخذلان و حزن .. 

تنهد حياه وهى تربت على كتفه 

" ليه فاكر الي بيحصل معاك عذاب او انتقام.؟ ليه مش ممكن يكون أزمة عشان تستغفر ربنا و تحمده على كل شئ، ووقتها هيبهرك بعطاءه.؟! " 

رفس كفها ، رمقها بنظراته المندفعة 

" عملالي فيها شيخة و بتديني محاضرة.؟ روحي استري شعرك الأول علشان تمثيلك يبقى مقبول.! " 

نهضت حياه مندفعة ترمقه نظراتها الحادة الغاضبة 

" انا مش بمثل ولا بعمل فيها شيخة.! و مهما كان فيا فعلى الأقل مش بنكر.! 

انا عيشت طفولة انت مش هتفهم مأساتها لإنك معصرتهاش، أقصى حاجة حصلتلك ايه.؟ امك ماتت صح.؟! 

انا بقى امي ماتت، و أبويا كان في السجن و كنت متشردة في الشوارع و أعداء أبويا بيطاردوني في كل حتة.! 

مكنش ليا و لا ليا مكان استخبى فيه.. كنت ببات ليالية في الشارع مش بلاقي لقمة واحدة احطها في بوئي و رغم كدة عمري ما مديت أيدي لحد، اتعرضت للخطف و كنت هغتصب و انا لسا طفلة مكملتش العشر سنين.! كنت هتعرض لتجارة الاعضاء كانوا هيقتلوني حية..!! لبسوني لبس مبهدل و سرحوني في الشوارع علشان اجيب فلوس ، عملوني شحااتة..!! 

فاهم انا بقولكك ايه.؟ فاهم المعاناة الي كنت بعيشها فاهم يعني ايه طفلة مكملتش العشر سنين تتعرض لكل ده.؟!!! 

و في لحظة واحدة دخلت استخبى في اكتر مكان آمان،، مسجد.! 

في وقت المغرب كنت بجري، بهرب منهم .. مكنتش عارفة هما مين من كتر ما قبلت ناس زبالة.!! مش عارفة أعداء بابا ولا العالم المعفنة الي سرحوني في الشارع ولا شوية الشباب السكرانة المسطولة الي كانوا هيغتصبوني !! 

دخلت استخبى في ركن من اركان المسجد و لحسن قدري مكنش في حد مركز معايا، كانو ملفوفين حوالين شيخ بيديهم درس إسلامي .. 

قعدت مذلولة، مستخبية، مكنتش في وعى اني اعيط حتى.! " 

وقفت و تلألأت مقلتاها بالعبرات، و لكن أبت ان تسمح لعبرة واحدة بالسقوط .. 

ضغطت على شفتها السفلى بألم،، وهى تتذكر ما حدث معها 

~~ سابقا ~~ 

ركضت، ركضت بأقصى سرعة تمتلكها .. 

جاهلة الطريق، جاهلة ايه تذهب و ماذا تفعل في تلك المحنة و لكن واصلت الركض .. 

وقفت خلف باب بناية قديمة، منها تختبئ و منها تلتقط أنفاسها .. 

ظلت تلهث وتلهث، حتى النفس غير قادرة على امتلاكه .. 

سقطت على ركبتيها يائسة، فاقدة الأمل حتى في أنفاسها ..! 

لمحت من باب البناية المواري ذاك المكعب الحديدي اللامع، كانت الصورة مشوشة لم تضح لها كاملة، بدأت الصورة بالاقتراب رويدا رويدا، وفورا اتضحت لها الصورة.! 

" مبرد مياه " يتسرب منه خيط ماء بدا في أعينها كالإلماس حينها .. 

زحفت، وواصلت زحفها للخارج غير عابئة بعدو او غيره، فقط تتراقص صورة الماء العذب أمام عينيها .. 

أمسكت ذلك الكوب الحديدي بين يديها المرتجفتين، و إرتشفت بضع قطرات صغيرة تروي ظمأها.. 

لمحت ذلك البناء المتوسط بتزيينه باللون الأخضر الجذاب، و الزخارف الإسلامية البسيطة المحاطة به.. 

أيقنت انه المكان المناسب لأن تتواجد فيه، ليس استغلال و لكن على الأرجح ستشعر بالراحة و جدار المسجد تحتويها و تحاطها، ستشعر بالراحة و صوت القرآن العذب يتسلل لمسامعها و فورا يمكث في فؤادها فيبعث و يبث شعور الاطمئنان بها .. 

راقبت الطريق يمينا و يسارا، و دخلت المسجد بخوف من ان يراها أحد .. 

استغلت تجمع غير بكثير امام رجل مسن يبدو انه يلقى درس ديني و ذهبت تختبئ في ركن بعيدا عنهم.. 

تذكرت وفاة امها، تليها سجن أبيها بكيد من أعدائه .. توالت بعد ذلك التشرد بين القرى و الفرار من هؤلاء البشر الأشرار .. 

احتلت مسامعها صوت ذلك الشيخ 

" ربنا سبحانه وتعالى قال ¤ و لسوف يعطيك ربك فترضى ¤ .. 

- الرضا يا إخواني الرضا ،، كل واحد لو رضا بحياته الله سبحانه وتعالى هيرزقه من حيث لا يحتسب .. 

لو كل واحد حمد ربه ورضا بقسمته ربنا هيرضى عنه و يدهشه بعجائب قدرته و كرمه .. 

لو كل واحد إصابته مصيبة و قال " لا حول ولا قوة إلا بالله " او " الحمدلله " ربنا قادر يغير المصيبة دي لشئ حلو ده غير جبل الحسنات الي بيتحوشلك في الجنة .. 

خليكم متأكدين من ان الي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته، اوعاكوا تفتكروا انكم بس الي بتعانوا في حياتكم، كل واحد فاكر نفسه عنده هموم ففيه الي همومه أكبر منه .. 

ده واحد زعلان علشان ابوه شديد معاه و بيعمل معاه مشاكل ، أحمد ربك في غيرك ملوش اب .. ده واحد واحد زعلان علشان مالوش اب، أحمد ربك غيرك مالوش لا أب ولا أم .. 

ده واحد زعلان علشان مالوش لا أب ولا أم، أحمد ربك ده انت عايش بصحة كويسة و بتاكل و بتشرب .. 

ده واحد زعلان علشان ظروفه المادية على ادها، أحمد ربك انك بصحة كويسة تقدر تروح تشتغل و تعمل لنفسك مركز .. 

طب ده واحد صحته على ادها، أحمد ربك بردو و أدعيه يقومك بالسلامة 

كل ما تيأس بص حواليك.. بص للسماء المرفوعة من غير عمدان، بس للأرض الي بتلف حوالين نفسها و مدها بالجاذبية علشان نثبت، بص للهواء و للمياه، بص لشكلك، بص للجبال.! 

شوف معجزاته و اوعى تفكر تيأس ابدا..!! " 

~~ الآن ~~ 

كانت تتحدث بصوت مبحوح متقطع .. 

شاردة في البحر أمامها .. 

هزت رأسها يمينا و يسارا تطرد الذكريات الآن .. 

و تنهدت طويلا وهى تسترد ملامح الثقة بالنفس و القوة 

" وقتها عملت بالنصيحة، فضلت أحمد ربنا و فعلا ،، وراني عجائب قدرته..!! 

و تاني يوم الشيخ بنفسه لاقاني في الجامع و عايشني معاه لغاية ما بابا طلع من السجن..! 

و وقتها و انا واخدة عهد على نفسي ان مفيش حاجة حلوة او وحشة تحصلي غير لما أحمده.! 

حتى لما كنت بتعذبني مكنتش بتأثر، كنت بعديها اهزر و أضحك.! علشان ببساطة متأثرتش، مش هعيط و ادبدب في الأرض علشان حاجة تافهة زي دي.! " 

التفتت خلفها ناظرة لكريم، الذي كان يجلس ينصت لها و معالم أشبه بالخذلان تحتل تعابير وجهه .. 

حياه -: دلوقتي انت عرفت نبذة من المعاناة الي كنت بعانيها .. ممكن تكون شايف انها حاجة تافهة بردو و ده يرجعلك.! و ممكن تكون مقتنعتش بالكلام و لسا بتجحد بحياتك،، وده بردو يرجعلك..! بس انا عايزة اروح، رجعني و انت حر في تصرفاتك ..!! 

حل الصمت بينهما .. و لكن صوت المطر الهابط بغزارة مصطحبا بأصوات الرعد جعل قلب حياه يسقط بأخمص قدميها .. 

" يلاا رجعني انا مش هستنى البتاع دي تقلب بيا ..!! " 

وقف كريم يرمقها بنظرات كثيرة، لم تستطع هى تفسيرها .. 

وعلى حين غرة نهض قابضا على خصلات شعرها، جاذبا إياها لأحضانه، عاصرا شفتيها بشفتيه، صاببا كل مشاعره في تلك القبلة الشرسة.! 

و المطر يسقط على كليهما بمنظر أسطوري رائع..!! 

كانت لوهلة ستندمج مع قبلته ولكن جملته رنت في اذنها بصدى صوت " انتي مجرد سرير بس " 

اتخذت قرارها، و بكل قوة دفعته بعيدا عنها و تراجعت للخلف بضع خطوات .. 

" متقربليش .. رجعني حالا قولتلك ..!! " 

صرخت به عله يفهم ذلك ،، و لكنه إقترب أكثر بحذر يحاول التحدث 

" حح حياه اسمعيني .. انا بس عايز اقولك على حاجة .! " 

لاحظت حياه ترنح المركب يمينا و يسارا بسبب علو الأمواج ، بدأت دقات قلبها تعلو أكثر و أكثر بخوف .. صرخت ثانية 

" رجعني مش عايزة اسمع حاجة منك حاجة دلوقتي رجعني بس..!! " 

إقترب أكثر بإلحاح وهى تتراجع للخلف .. كان يحرك رأسه يمينا و يسارا بجنون زاد من حدة خوف حياه .. 

" انا محتاجلك،، انا عايزك يا حياه..!! " 

ركضت حياه للجهة الأخرى من المركب .. 

لم يلاحظ هو تلك الخشبة العملاقة المفكوكة عن حصارها، و هى تسقط من الاعلى للأسفل مرتطمة بقوة على رأسه .. 

تلك الخشبة الثقيلة وثبته للأمام، ليصطدم ظهره بالجدار الحديدي القصير .. و يسقط في أعماق البحار الحالكة...!!!

#يتبــــع......

الفصل السابع عشر والفصل الثامن عشر من هنا

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-