رواية انثى بدون رحم الفصل الخامس عشر 15و الاخيربقلم خديجة السيد


 

رواية انثى بدون رحم الفصل الخامس عشروالاخير بقلم خديجة السيد

الخاتمه ...!! 
_____________________

قالوا عن حواء حديث و حديث 
قالوا عنها ضعيفة تهزمها العاطفة
قالوا لا تفكر بعقلها ، قلبها تخدعه الاوهام
قالوا أنها روح هشة تتحطم عند اول عاصفة 
انها حواء معجزة السماء ، اذا قتلها سيف الغرام
تحسبها ماتت واذا به ضعفها الذي مات، و هواجسها الخائفة ،انها ارض الحنان التي تتحول تربتها الى ارض ألغام ،اذا تم تلويثها بالخبث و زرعها بكلمات حب زائفة ،انها تلك التي تحارب العالم و الأنام ،لتتبث ان سقوطها ليس الا مرحلة عبور الى قمة تكون على رأسها واقفة 
انها ذلك العصفور الذي اذا وجد اهتماما ملأ حياة من حوله بالطرب و احلى الانغام ،واذا جُرحت مرارا و تكرارا ، يوما ما و بدون سابق انذار ترحل دون ان تكون آسفة انها الضعف الذي ينجب قوة تعجز عن وصفها الاقلام ،اذا حددت هدفا امام اعينها ، تصله ولو قصدته زاحفة ..🖤

بعد مرور سبع سنوات ...

كأن يجرى طفلين صغيرين في فيلا واسعه بتحديد في الجنينه لا يتجاوزون عمره السبع سنوات يهتفون به قائلاً : مش هتعرف تمسكني يا جده .. يلا يا زياد اجري بسرعه

ضحك بسعادة زياد وهو يجري هو الآخر : هههه هغرقك يا نبيل .. ما لكش دعوه بتوامي يزن 

وقف نبيل بصدمه مصتنع وهو بانفاس اللاهثه من الركض خلفهم : نبيل .. هي وصلت لكده طب اصبروا عليا بس 

هزت رأسها ناديه بيأس وهتفت: ولد منك ليه عيب كده تعبتوا جدكم معاكم .. اقعدوا بقى عشان تفطروا 

نبيل بجدية : محدش ليه دعوه باحفادي فاهمه سيبهم يعملوا إلي هما عاوزينه

أبتسموا الطفلين بسعاده يزن و ذياد قائلاً: يعيش جدو ..!! 

أبتسم نبيل لهم بفرحه شديد ثم تنهد بحزن وهو يتذكر الماضي ...!! 

سار الاثنين بسرعة خارج الفيلا متجهين الى المشفى هناك ،وصل كريم ونبيل بعد حوالي نصف ساعة ليتجهوا نحو موظفة الإستعلامات ويسألوها عنها و أجابت موظفة الإستعلامات بجدية أنها " في الطابق الثاني في غرفة العمليات .."

اتجهوا بسرعة نحو الطابق وتحديدا اتجاه غرفة العمليات بقلق شديد عليها ، بعد حوالي ربع ساعة كان واقفين أمام غرفة العمليات ينتظرون خروج الطبيب منها بلهفة ...

وبالفعل خرج الطبيب بعد اكثر من ساعتين ويبدو عليه علامات الضيق والإرهاق الشديد ..
تقدم نحوه نبيل وهتف بقوة : بنتي .. بنتي 
مااها يا دكتور طمني عليها أبوس ايديك 

أجاب الطبيب بتعب : حالتها كأنت صعبة اوي نزفت كتير عقبال ما جابوها هنأ هي والسواق اللي كان معاها ، احنا قدرنا ننقذ الجنين 

تجمدوا في أماكنهم محاولين إستيعاب ما تفوه به ليتحدث كريم وبدهشه : جنين ايه ..؟! هي مش حامل ..؟! الظاهر حضرتك غلطان ،انت بتتكلم عن روبي نبيل اختي

قال الطببب مستغرباً : ايوه أنا بتكلم على المريضه روبي نبيل برضه ، انتوا مش عارفين انها حامل و في الشهر السابع ..؟؟"

ليهز كريم رأسه نفيا بذهول بينما يجلس نبيل على الكرسي جانبه بصدمه و بوهن ، أبتلع كريم ريقه متسائلا: طب هي عامله ايه ..؟! 

الطبيب بأسف : للأسف ما قدرناش ننقذها البقاء لله ...! 

أمسك كريم بيد ولده محاولة التماسك كي لا يفقد الوعي من هول الصدمة القويه ...! 

ليقول الطبيب : شدو حيلكم .. الولد اللي والدته في الحضانه سبحان الله لسه لي نصيب يعيش هو بخير .. تقدري تاخذوا معاكم أهو برضه حاجه منها .. بس بعد ما تطلعوا لي شهادة ميلادي ؟؟ هتسميه ايه واسم الاب ايه ...؟! 

لم ينطق أحد فلا يوجد قول قد يصف ما  شعررهم الآن، و لا أي شئ قد يعبر عن شعور رجل جاءه خبر حمل ابنته و فقدانها في نفس الوقت، فلا يوجد شئ قد يملكهوا سوي الخواء، و شعور موجع من الفقد، فقدان العزيز والغالي.

تحدث كريم أخير بأعين لامعة بدموع القهر: كريم ..! إسم الأب كريم نبيل ...؟! 

مرت أيام العزاء ثقيلة للغاية عليهم انتهاء اخيرا ليجلس نبيل في غرفه بشرود ، أغمض عينيه ودموع تنزل بغزارة ..! تسأل إين القوه وقناعة البرود الذي يرتديه دائما فكل شيء راح الآن .. 

تسأل نفسه هل هو بالفعل ظالم في نفس الوقت الذي طرد و أهانه سيلا بعدها بدقائق يعرف مصيبه كبيره في حياته لم يكن داري بيها ..! 

ابنته الصغيره حامل في سبع شهور ولم يكن يعلم .. اي نوع من الاباء هو ؟؟ 
تسأل كثيرا اين ومتى حدث هذا ؟؟ 
ومن يكن هذا المخادع الذي فعل مع ابنته هكذا و من والد الطفل وهل هذا برضاها او غصبا عنها ..! 

كل هذه الاسئله لم يكن لها اجابه لكن الجواب الوحيد الذي اصبح يعرفه الان لو لم يكن اد المسؤوليه تجاه ابناء الاثنين ؟! 

كأنت الخادمة بجانبهم تحمل الطفل وتلعب معه نظر إليه وأخذ يتأمله بحنو بالغ كأن جميل للغاية وصغير .. تسأل ماذا سيفعل بيه وكيف سيكون مسيره ومن سيربيه ، لقد اعطاء كريم اسم الأب حتى يداري الفضيحة ولكن ماذا بعد ..؟!

نظر إليه نبيل بعدم تصديق: اللي انت عملته ده كتبت الولد باسمك ليه ؟؟ 

أجاب كريم قائلاً بحزن : ما فيش حل غير كده يا بابا هو احنا نعرف مين أبوه ولا اي حاجه عنه .. الوحيده اللي تعرف ماتت ربنا يغفر لها ويرحمها 

أغمض عينيه بارهاق شديد ولم يعرف بماذا يجيب ..! 

***
كأنت ناديه تحضن الطفل بين يديها قائله بحزن: يعني عليكي يا بنتي مش بتلحقي تفرحي وانا اللي قلت خلاص مشاكلك اتحلت اول ما تتبني الطفل .. الاقيكي داخلي عليا وانتي شايله الولد وبتقولي لي هتطلقي 

سيلا بجمود: خلاص يا ماما مش عاوز اسمع كلام في الموضوع ده ثاني ... وانا كمان يومين هاروح اشوف كريم مبعتش ورقة الطلاق لحد دلوقت 

ناديه متسائلة: طب و العيل ده هتعملي في ايه 

أنتفضت من مكانها سريعًا وقالت بنبرة حادة: ما حدش هياخد يزن مني .. ده إبني أنا 

ناديه مهدئها قائله: خلاص يا حبيبتي اعملي اللي أنتي عاوزه .. أهو نربي وناخد ثوابه 

لم تجيب عليها وأخذت الطفل ودخلت غرفتها تنهدت ناديه بحزن عليها ثم سمعت صوت دقات علي الباب لتنهض لتفتح بصدمه: استاذ نبيل 

= ازيك يا مدام ناديه ممكن اقابل سيلا مرات إبني ..." 

*** 
لم تكاد تصدق ما سمعته سيلا منذ قليل من حماها نبيل علي وفاه روبي ابنته و حملها دون زواج ولم تعرف لماذا يحكي معها كل هذا حتي قاطع شردها قبل أن تنطق بـحرف ليقول : انا عارفك بتفكري في ايه.. بتقولي ايه الرجل المجنون اللي يفضح نفسه وبنته الميته .. بس قبل اي حاجه انا اسف يا بنتي سامحيني على كل حاجه عملتها معاكي من أول ما شفتك لحد ما طردك من شرم الشيخ .. واهانتك هناك قلتلك كلام ما يصحى أقوله .. بس أهو ربنا انتقملك مني في بينتي أنا أسف 

هتفت سيلا بعطف: ما تقوليش كده يا عمي ده نصيبها انا مش زعلانه من حضرتك .. احم هو كريم عامل ايه 

أبتسم نبيل وهو يراه في عينيها اللهفة و العشق وقال بحزن: مش كويس خالص على طول لوحده وحابس نفسه مع جلال ابن روبي ما هو كتبه باسمه ما إحنا مش عارفين مين ابوه ؟؟ 

ابتلعت ريقها بأرتباك وقال بترجي: كريم محتاجلك قوي يا سيلا 

قالت بتوتر قائله: بس احنا خلاص هنطلقـ..

قاطعها بلهجة جديه وعينيه بريق أمل: ما تكمليش يا بنتي لو ليا خاطر عندك بجد ما تبعديش عننا ولا أنا ولا كريم ولا الاولاد كلنا محتاجينلك يا سيلا.. ! 

***
كأن كريم مثل العادة يحمل الطفل ويجلس و تقدمت منه الخادمه وهتفت به : فيه وحدة عايزة تشوفك يا فندم ..؟؟ 

= مين ...؟!"

تسأل كريم بحيرة ليتفاجا بــ سيلا أمامه وعيناها تلمع بشغف شديد لتقترب سيلا منه وتهتف به : انا يا كريم 

نهض كريم من مكانه هاتفا بنبرة غير مصدقة وجودها امامه : سيلا ..!!"

انسحبت الخادمة من أمامهما بينما اقتربت سيلا منه تهتف بحب : وحشتني ... 

صمت ولم يرد عليها تأملت وجهه الحزين الشاحب بينما لم يرد عليها لتكمل بنبرة ضعيفة : كده هنت عليك تبعد عني كل ده يا كريم ..."

أجاب بنبرة معاتبة : كنتي عايزاني اعمل ايه يا سيلا وانتي إللي سبتني ومشيتي من أول مشكلة ...؟! "

تحدثت بحزن: كان صعب عليا اسمع الكلام ده واحس ان انا ظلمتك و افضل مكمله معاك 

رد عليها بفتور : هو انتي امتى هيبقى عندك ثقه في نفسك يا سيلا .. قلتهالك كثير انا بحبك ومستعد اعمل اي حاجه عشانك .. بس إنتي اللي دائما اللي بتهربي 

تنهدت بحرارة ثم قالت: اخر مره اديني فرصة يا كريم اثبتلك حبي ، انا بحبك وانت عارف كده ..

صمت ولم يجيب لتمسح علي يده ليقول بعد تفكير ليس طال : تمام يا سيلا .. آخر مره

ابتسمت بأمل قائله: آخر مره يا كريم

و ما أنهت جملتها حتي ركض كريم نحوها ورمت سيلا نفسها في أحضانه وطوقت بيدها رقبته .. ليضمها كريم إلي صدره بقوه يتلذذ بحضنها بشوق ثم ما لبثت ان نظرت الى الطفل لتعرف بأنه ابن روبي لتقترب منه وتنحني نحوه وهي تهتف بحب : يا روحي ، اسمه ايه ..؟!

أجاب كريم قائلاً مبتسم: جلال ... جلال كريم نبيل 

أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت بضيق مصتنع: ايه الاسم الوحش ده .. المفروض يبقى على نفس وزن يزن مش هما هيبقوا توام برضه

نظر لها لعده ثواني ولم يفهم حديثها ليقول سريعًا بعد أن فهم: آه آه صح ماشي شوفي عاوزه تسميه إيه وانا اغيرلك الاسم 

لتقول سيلا بتفكير: ممممم ايه رايك في زياد .. عشان يبقى زياد ويزن

قال كريم بحنان: اي حاجه انتي عاوزاه هعملك 

أبتسمت سيلا علي حديثه قائله بتردد : وعايزه اطلب منك طلب ثاني .. 

كريم بلهفة: امرى ..؟! " 

لتقول سيلا بلهجة حزينه: انا عاوزه ارضع زياد ويزن انا مش هاقدر اكون امهم اللي خلفتهم .. بس اقدر اكون ام في الرضاعه 

اغمض عينه بألم لأجلها ثم هاتفا بحب: عيون هاعمل لك كل اللي عايزه بس ما تبعديش عني ولا عن الاولاد .....

كانوا من بعيد ينظروا إليهم نبيل وناديه تحمل الطفل و علي وجهها أبتسامه واسعه من أجل سعاده ابنتها لتقول: الحمد لله انا كدا اطمئنت علي بنتي خلاص .. متشكره يا استاذ نبيل انك رجعتهم تاني لبعض .. لوني مش عارفه هعيش ازاي من غيرها 

هز رأسه بالإيجابي مبتسم وهو ينظر إليهم بفرحه ثم قال بدون تفكير: عادي محلوله نتجوز 

أتسعت عينيها بصدمه وهتفت بخجل: ا.ا. نعم 

تطلع فيها قليلأ ثم قال نبيل بجدية مبتسم: باقوللك تتجوزيني يا مدام ناديه ..؟! 

فاق نبيل من شرودا علي صوت ضحكات أحفاده ليبتسم بحب لهم واقترب من ناديه زوجته وقبل جبهتها بحنان قائلاً: هما الولاده لسه مصحيوس

أبتسمت ناديه ونظرت إليه متحدث: لأ لسه

***
دخل شلال ضوء الشمس لامع من زجاج النافذة العريضة ليستقر علي عيناها يداعبها فتتململ في نومتها وتفتح عيناها ببطء لتجد نفسها مستقيله في حضن زوجها تضع رأسها على صدره العاري ويده تحيط خصرها بتملك لتبتسم بسعادة غامرة وهي تتذكر ما حدث بينهما في المساء عندما جهزت ليله مع ضوء القمر وعشاء رومانسيه ... وبعد تناول العشاء ضمها إليه وحدث ما حدث بينهما من عشقهم لبعض ... 

شعرت سيلا فجأة شفتها تلتهم بقوه من شفته ثم أبتعد عنها بانفاس اللاهثه قائلاً: احلى صباح ده ولا ايه 

صمتت وابتسمت له ليكمل مداعبته خصلات شعرها يشمو لتقول سيلا: احلى صباح عشان انت جنبي بس

أبتسم كريم بسعادة ليعاود تقبلها من جديد كانا في أشده السعاده سويا و يريدأن أن تتوقف عقارب الساعة عند هذه اللحظة بينما ...

***
نزلت سيلا من سيارتها إلى مشروعها الكبير فقد أنشئت ميتم للأطفال و بجانبه دار مسنين كانت تحبذ هذه الفكرة منذ زمن طويل وهي تذهب إلى دار الأيتام وكم اشفقت علي الأطفال و أيضا المسنين بعض كبار السن لذلك قررت تنفيذها بعد أن اقترحتها علي زوجها كريم و رحب بالفكرة وساعدها حيث أشتري لها قطعه ارض كبيره وتركت العمل في الشركه من أجل التفرغ للمشروع فهي تحلم به أن تكبر هذا المشروع و يوصل إلى العالم ويعرف عنه ..." 

دخلت المكتب الخاص بيها وقبل أن تجلس علي المقعد رن هاتف المكتب لترد قائله : الو مكتب مشروع الامل تحت امرك 

أجاب راجل قائلاً : ايوة أنا عاوز اجيب والدتي و جايلك النهاردة .. في مكان عندكم ولا اشوف دار مسنين غير دي 

تنهدت بيأس من القسوة الحديث فهو يقول بأنه يأتي بالدته الى الدار كانه شيء عادي لكنها تعودت على ذلك لقد مر عليها اكثر من ذلك أعطته الموعد و أغلقت معه لكن أحست بأنها سمعت هذا الصوت من قبل ..؟! 

بعد ساعتين وصل ذلك راجل و معه والدته الذى يبدو عليها الضعف ما ان دققت سيلا فى ملاحمهم فزعت عادت بذاكرتها للوراء لقد كان
"محمود طليقها و إخلاص ولدته "

نظر لها محمود وقد عرفها لكن قال متجاهلا صدمتها بقسوة: دى الاوراق المطلوبة و التكاليف ادفعت و يا ريت مش عايز اتصالات خالص و لا معلومات عنها .. حتى لو ماتت ادفنوها من غير ما اعرف .. 

تابع حديثه قائلاً بقسوة أشده: آه صحيح كمأن فى طفله صغيره انا وديتها دار الايتام اللي جنبك وبرده مش عاوز اعرف حاجه عنها 

قال ذلك ببساطه و تركها والدته ثم غادر ، تقدم منها ومزالت مصدومه : ازيك يا طنط اخلاص

= سيلا ..! 

قالتها بدهشة ثم تسألت سريعا قائلا بضعف: أنتى مديرة الدار !

هزت رأسها بالإيجابية بعطف لتنفجر باكيا : سامحينى يا سيلا صدقينى ربنا خدلك حقك منى .. إبني جابنى هنا الكبير محمود إلي أنا كنت زمان بتحكم فيه وخليته يطلقك ويرميك .. سامحيني يا بنتي علي الاهانه والكلام اللي كنت باقولهلك عشان مش بتخلفي .. أهو رماني انا كمان بعد ما خلانا كتبت لي كل حاجه باسمه

تسألت سيلا بدهشة و تهكم: وبنتك فين ومراته كمان ..! ازاي موافقين على انك تقعدي فى دار مسنين 

هتفت إخلاص بدموع: سعاد مراته منها لله هي السبب في كل اللي حصل بقت عمالي واحده واحده تتحلب عشان تكسب محمود في صفها لحد ما بقيت هي تتحكم في كل حاجه .. في الاول خليته يقاطعني وما بقاش يزورني خالص كل فين وفين وبعد كده جاء لي في مره ضحك عليا وقاللي انا باموت ياما ومحتاج فلوس اعمل عمليه وخلاني اكتب له عقد قانوني الشهر العقاري يتحكم في كل حاجه .. وفجاه لقيته باع كل حاجه .. وقعدنا في شقه في السطوع 

لتقول بوجع مريره: و طلع كل ده من تتبير مراته عشان يكتبلها الحاجات دي باسمها .. وفي يوم اكتشف وهو جاي البيت متاخر ان في حد في الاوضه معاها وطلعت بتخونه فضلوا يتخانقوا مع بعض والناس اتلمت .. وبعد كده هربت وسبتله البنت مع عشقها وفتضحته في المنطقه كلها ..وجالي وبيزعق فيه بيقول لي انتي السبب عشان عودتيني الناس تتحكم فيا زي ما كنتي بتعملي 

_ ايه !

قالتها مصدومة لتسأل : طب و يثبته فين .. وسعاد سابت بنتها عادي كده.. في أم تعمل كده ايه في بنتها .. ده ايه الجبروت ده 

لم تستطع التكملة من دموعها المختنقة لتكمل: بنتي سابتني هي كمان لما عرفت اني كتبت كل حاجه لاخوها .. والبنت اللي سابتها مش بنت محمود .. سعاد كانت بتضحك علينا و مستخفلينا كلنا 

تابعت قائله إخلاص بألم: محمود لما اتخانق مع عشقها ضربه في بطنه بسكينه وفي المستشفى اكتشف انه مش بيخلف وكل ده كأنت مستغفلانا كلنا ومفهمنا أني البنت تبقى بنت محمود .... 
وبنتي لما حاولت استنجد بيها قالت لي اللي بيشيل قربه مخرومه بتخر عليه وانتي اللي عملتي في نفسك كده مش هاقدر اساعدك واخرب بيتي بايدي 

تطلعت فيها بندم قاتل قائله: سامحيني يا بنتي .. اهو وربنا انتقملك مني

نظرت سيلا إليها باشفاق شديد وهتفت: ما تقوليش كده انا مش زعلانه منك وسامحتكم كلكم من زمان 

ثم نادت قائله : يا منال 
دلفت العاملة إلى الحجرة - خدى المدام لاوضتها الى حجزها له ابنها

خرجت من الغرفة نظرت سيلا فى اثرها وتذكرت " كل ساقى يسقى بما سقى و لا يظلم ربك احدا "

لتدلف عامله أخرى تدعي فاطمه سريعًا قائله: الحق يا مدام سيلا 

سيلا بقلق: في ايه يا فاطمه اللي حصل ؟؟ 

هتفت فاطمه : الرجل اللي لسه جايب الست اللي قدام حضرتك والبنت كمان .. اغمي عليها فجاه ومش بتفوق 

استمتعت إخلاص الحديث فهي مزالت تقف لتقول : الحقيها يا بنتي واكسبي فيها ثواب .. البنت عندها صديد على القلب وامها كانت رميها ومش بتسال فيها ولا بتهتم ..

***
في المشفى تسألت سيلا بقلق شديد: طمني يا دكتور البنت اخبارها ايه 

الدكتور بغضب: ولما انتي مهتمه قوي تعرفي بنتك عندها ايه سيبها كل ده ليه

اخفضت رأسها بدموع حاره وهتفت: دي مش بنتي .. انا مشرف دار ايتام وهي تعبت وانا جبتها هنا 

الدكتور بإحراج: انا اسف ما كنتش اعرف .. البنت عندها صديد على القلب والحال عماله تتهور ومحتاج عمليه في اسرع وقت 

=اللي تحتاجه يا دكتور اعملها من غير ما تسالني اهم حاجه سلامتها ..." 

هزت رأسها بالإيجابية بحزن عميق بداخلها علي الطفله الصغيره لا تدعي السادس عشر سنوات لتدلف إليها كأنت تجلس علي الفراش لتسأل بقلق: انتي مين 

حاولت رسم الابتسامة المشرقة لتقول سيلا: 
اهدي ما تخافيش أنا إسمي سيلا .. وانتي اسمك ايه 

لتقول ببراءة: اسمي حنين 

تقدمت منها مبتسمه وقالت: اسمك جميل قوي زيك بالضبط 

تسألت الطفله قائله بخوف : هو بابا راح فين 

صمتت ولم تعرف بماذا تجيب لتقول بتوتر: 
جاي ان شاء الله ما تقلقيش .. هو بس كان لازم يسافر عشان عنده شغل بس راجع 

حنين بحزن: يا ريت ما يرجعش انا بكرهه هو و ماما 

سيلا بدهشة: ليه يا حبيبتي كده في حد يقول على امه وابوه كده 

أدمعت عيناها بمرارة لتقول: ايوه عشان هما بيكرهوني ماما دايما بتضربني وتقول لي انا مش عارفه خلفتك ليه .. أنا مش عايزاكي .. وبابا كمان في بقي يضربني الفتره الاخيره وبيقول لي يا بنت خطيه .. هو يعني ايه خطيه يا طنط

تجمدت ملامحها باشفاق شديد علي الطفله الصغيره فقد أحست بظلمها مثلها ما ذنبها في الحياة لتقترب لتضمها إليها بسرعه ..

***
دخلت سيلا الفيلا وهي تمسك يد البنت وكان الجميع ينتظرها وهب متقدم إليها كريم بلهفة: حبيبتي اتاخرتي ليه انا كنت لسه هاروح الدار .. من البنت اللي انتي مسكها دي؟؟ 

صمتت ولم تجيب بتوتر وتسأل نبيل بدهشة: من دي صحيح يا بنتي .. ؟!" 

هزت رأسها بهدوء وقالت: هاقول لكم 

***
ناديه بصدمه وهتفت باشفاق: لا حول ولا قوه الا بالله هي الدنيا جرى فيها ايه بس 

تسأل نبيل بأستغراب: طب انتي جايبه البنت معاكي ليه يا سيلا .. مسبتهاش في الدار ليه 

أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت: البنت محتاجه متابعه وعنايه ولازم يكون حد جنبها 

نظر إليها كريم مطولاً بصمت ليقول بشك: 
انتي هتسيبيها هنا ؟؟ 

تنهد نبيل ثم هب واقف قائلاً بجدية: 
انا وعدت نفسي من زمان اني مش هتدخل في حياتكم انتم احرار يلا بينا يا ناديه 

هزت رأسها بالإيجابية لتتحدث : حاضر يا نبيل 

***
في غرفتهم كأنت حنين تجلس علي الفراش تحضن نفسها بخوف شديد ولا تعرف أين هي ؟! أو ماذا سوف يحدث لها وما مسيرها تحدثت سيلا متنهدا: كريم انا عارفه اللي انا زودتها قوي عشان داخله عليكم بي بنت طليقي .. بس ولله العظيم مش بنته ! هو ده طلع مش بيخلف ! وكمان البنت محتاجه عمليه في اسرع وقت 

تسأل كريم بامعان: سيلا .. هاتي من الاخر عاوزه ايه ؟؟ 

أخذت نفس عميق قائله: عاوزه نربي الطفله إحنا مع زياد ويزن 

قاطعه حديثهم دخول ذياد و يزن قائلين بفرحه: ماااااما 

أبتسمت سيلا بسعاده وهي تضمهم إليها : حبايبي وحشتوني اوي 

نظر كريم إلي الطفله باشفاق وهي يراه الخوف الشديد في عينيها وهتفوا الاطفال وهم يبدلها العناق: وانتي كمان يا ماما 

تسأل ذياد قائلاً باستغراب: مين البنت دي يا ماما 

أبتعدت عنهم وقالت بتلعثم : دي تبقى !! .. تعالوا يلا سلموا عليها الأول

يزن : ايوه يعني مين دي انا اول مره اشوفها يا ماما 

تنهد كريم وقال بجدية:ده تبقى حنين .. اختكم يا ولاد 

يزن و ذياد بأستغراب وفرحه: بجد هيكون عندنا اخت ..! 

ذياد متسائلا بحماس: يعني هتفضل معنا على طول يا بابا وتلعب معنا.. 

أقترب كريم نحوها وامسك بيدها المرتعشة وضغط عليها بحنان قائلاً: بصي يا حبيبتي انا هنا هكون زي بابا بالضبط واي حاجه تحتاجها مني قولي .. ودي ماما سيلا وانا بابا كريم و دول زي اخواتك .. وبكره هنروح نشتري لبس كثير ليكي .. وكمان هنروح الملاهي كلنا 

صرخوا بفرحه يزن و ذياد: هيييييييه

أحست حنين براحه واطمئنان وامان نحوهم فابتسمت بخفه وابتسم كريم لها بحب .." 

أبتعد عنها وتقدم إلي زوجته الذي ملامحها الصدمه والذهول عليها ليتسال بأستغراب: ايه مالك 

هتفت سيلا بعشق خالد نابع من القلب: أنا قلت لك قبل كده أن انا باعشقك 

كريم بغرور مصتنع: ده اكيد طبعا يا بنتي ما لازم تعشقيني هو انا متحبش

اترمت لتقبله وجتنيه طويلا تهمس بعدها: بحبك يا كريم

أتسعت عينيه وضحك: يا مجنونه بتعملي ايه قدام العيال

أبتسمت سيلا له بينما غمض كريم عينيه يتنهد بقوة يشدد من احتضانه لها كمن يريد دسها بين بين ضلوعه هامسا لها: وانا بعشقك ياعيون كريم ... 

***
بعد مرور سنه كأنت سيلا تجلس أمامه المسبح تداعب قدميها بلطف في الماء في حين ينشر رذاذ ماء حولها وهي شارده .. وكريم يلف ذراعيه حول خصرها يضم جسدها إليه بعشق ويبتسم لها لتقول بسعادة وحب لي أولادها : يااااه الحمد لله اطمنت على حنين خفت والعمليه نجحت

أبتسم كريم وقال حب ابوي: و الاولاد كمان اخذوا عليها وهي كمان حبيتهم قوي 

نظرت إلى السماء والنجوم تلمع لتهتف سيلا بشرود: تعرف يا كريم اقولك على حاجه ممكن تستغربها دلوقت ... انا لو جاءت لي فرصه ولا اخترعوا علاج لحالتي عشان اخلف انا اللي هارفض دلوقت .. عشان خلاص فهمت الدرس واتعلمته 

تسأل كريم بحيرة: درس ايه .. تقصدي ايه بالكلامك

لتقول هي بحيره شديد من حكمه الله عز وجل : يعني بتلاقي ربنا بعدك عن حاجه روحك فيها وتبدأ تقول لي يارب كدا وتضايق جدا وبعد فتره تيجي حكمته تبينلك قد اي كان ممكن تتأذي م الحاجه دي وتخلي حياتك جحيم وكأن ربنا بيرد علي سؤالك علشان كدا اي وقت تحس ان ربنا بعدك عن حاجه مُعينه وبيقفل كل بيبانها فـ وشك قول الحمدلله ومتحاولش ومتفكرش ترجعلها ربك هو الوحيد الـ عارف فين الخير ليك خليك راضي بكل حاجه ربنا كتبهالك لان هتلاقي وراها بعد كدا حاجات كتير انت مكُنتش فاهمها ومعمي عنها ..

ابتسمت ونظر إليه وقالت براحه كبير و رضي: 
بنفتكر كل حاجه بتحصل لنا وحشه أنها شر لينا ..؟ معاني كل حاجه بتبقى مقصوده من ربنا ..! زي ما انا ربنا حرمني من نعمه الخلفي و اتولدت من غير رحم ..! 

عشان ربنا كأن قاصد عشان يبعتلي في طريقي يزن الا الله واعلم كان مصيره كان هيكون إيه واهله مين .. و زياد عشان اختك تتستر .. وحنين عشان أنقذها من أم و اب قاسين ما يعرفوش ربنا ورموها نتيجه علاقه كانت حرام بينهم .. ومعطفش عليها محمود وعقبها على ذنب ما لهاش فيه يد .. والاطفال اللي انا مسؤوله عنهم في الدار 

أتسعت أبتسماتها اكثر وادمعت عيناها بفرحه عارمه زادت نبضات قلبها في سعادة لا مثيل لها: انا دلوقتي راضيه أوي اللي انا وصلتله دلوقت .. ربنا عوضني باحسن حاجه في الدنيا و كثير قوي وعوض جميل أوي .. بعتلي ثلاث اولاد .. و احلى زوج 

ابتسم كريم باتساع وهو يستمع إليها بفخر وسعاده ثم أمسكت بيديه و صوابعه يده لتعد قائله واحده تلو الاخرى : يزن .. و زياد ... وحنين 

أبعد يده وأمسك بيدها فعل مثلها قائلاً: تؤ ما اسمهاش كده ؟! 

نظرت له بأستغراب مبتسم وقال هو يعد علي صوابعها: 3 ملايكه ومعاهم جنتي ..

بينما أبتسمت سيلا وهي تضع راسها أعلي صدره هامسه بعشق صادق: انا جنتك تؤ انت اللي جنتي وسندي في الدنيا كلها .. بحبك 

ليقول بعشق جارف: وانا كمان باحبك 

تمت بحمد الله ..." 

كنتم مع الكاتبه خديجه السيد ..

رأيك في الرواية يهمني جدآ 💖

انتهت احداث الرواية نتمنى ان تكون نالت اعجابكم وبأنتظار اراؤكم فى التعليقات وشكر 
لزيارة عالم روايات سكير هوم 
لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-