روايه سراج الثريا الفصل الثانى و العشرون22 بقلم سعاد محمد سلامه


 

 روايه سراج الثريا الفصل الثانى و العشرون بقلم سعاد محمد سلامه

ب مقهي مطل على النيل

نهض إسماعيل واقفًا يقترب من سياج حديدي فاصل عن تلك الحديقه الصغيرة الخاصة بالمقهي نهضت قسمت هى الاخري وإقتربت منه وقفت لجواره تنظر له وهو صامت عكس صخب بداخله تعمدت السؤال كانه عتاب

بقالك كام يوم غايب عن المستشفى لعل السبب خير، وكل ما أتصل عليك ترد كلمتين وتقفل

قطع صمته وتأمله لمجري تلك المياة التي تهتز بموجات هادئه

كنت مداوم فى مستشفى تانيه مرات سراج أخويا إتصابت برصاصتين
إنخضت لوهله سائله

رصاصتين ليه.

أجابها ببساطة :

كانت في فرح عندنا فى البلد وإتصابت بالغلط.

تنهدت قسمت براحه قائله

طب الحمد لله وأخبارها إيه دلوقتي؟

أجابها بإيجاز

الحمد لله حالتها إتحسنت.
يعني إيه 

هكذا سألت قسمت التي تشعر أن إسماعيل به شئ

مختلف في طريقة رده على أسألتها بإيجاز.

بنفس الإيجار:

يعني حالتها بقت كويسه وخرجت لأوضة عادية.

زفرت نفسها وشعرت بآسف قائله:

مالك يا إسماعيل، حاسه إنك متغير معايا.

نظر نحوها شعر بشعور غريب ، كان قلبه تبلد... أو ربما شعور آخر من الامبالاة في عقله، بينما لمعت دمعة بعين قسمت، بسببها عاد قلب إسماعيل يخفق وإزدادت تلك الخفقات حين أخفضت وجهها تقول بنبرة

عارفه إنك مضايق من اللى عمله بابا، بس بابا والله قد ما هو شخص عصبي بس سهل والله هو طيب جدا.

غصبا تذكر نعته له بـ "سليل" البرجوازي" فضحك

سائلا:

هو يعني إيه برجوازي اللى زي النغمه في لسانه.

إبتسمت قسمت قائله:

أنا مكنتش أعرف يعني إيه برجوازي زيك كده، بس بابا فسرها لى وفهمت إنه الشخص اللي عنده

مصانع وبيشغل عمال تحت إيديه.

ضحك إسماعيل قائلا:

طب وده فيه إيه بقي.

فسرت قسمت

ما هو البرجوازي اللى بيستغل إحتياج العمال ويتحكم فى أجورهم وكمان وقت شغلهم ممكن

يجبرهم يشتغلوا ساعات أكثر بأجور قليله.

ضحك إسماعيل قائلا:

إستغلالي يعني، وهو باباك مش إستغلالي وطمع في

الشيكولاته.

ضحكت قسمت، فعقب إسماعيل

وإنت كمان طمعتي في بوكيه الورد.

نظرت له بسخط قائله بإستقلال:

تلات وردات هتحسبهم عليا بوكيه دول حتى كانوا

دبلانين، إنت كنت جايبهم منين؟

تذكر قائلا:

الدبلانين دول وقفوا عليا بربع مرتبي من من المستشفى كنت ماشي بالعربيه أدور على محل ورد، أو حتى مشتل، لقيت بيت مزروع فيه ورد في ) البلكونه كان فى عيل غتت واقف وساومني على حق الوردة، وعشان أرضيكي وافقت لقيت أمه وأبوه كمان أستغلوا الموقف، كان ناقص يساوموني عالبدله عالم إستغلاليه .. وفى الاخر باباك يقولى

برجوازي.

ضحكت قسمت وهي تشعر بإمتنان قائله:

إستغلاليه عشان طلبت ورد شيكولاته ؟.

اوماً رأسه مبتسمًا ثم تنهد قائلا:

هو ينفع نتجوز من ورا أبوك أصله شكله كده مش

طايقني.
أجابته برفض :

طبعا لاء مستحيل ، وبعدين إنت هتستسلم من أول لقاء بينك وبين بابا ، إنت لو شاريني هتحاول معاه ) تاني، وعلى فكره بابا مش ديكتاتوري... سهل يقتنع ويوافق على جوازنا ، إنت اللى شكلك عاوز تتلكك

قاطعها بذهول قائلا:

لو كنت عاوز أتلكك مكنتش فكرت في الجواز من أساسه وأنت عارفه إن فكرة الجواز دي مكنتش في

بالي أساسا.

إبتسمت بدلال قائله:

خلاص بلاش تستسلم وحاول مره تانيه مع بابا ومتاكده لما يلاقيك شاريني هيوافق بابا شخص

متفهم وعمره ما كان ديكتاتوري معايا أنا أو واحده من أخواتي، هو بس بيخاف علينا أوي عشان بنات.

غمز إسماعيل بعينه قائلا:

هو بصراحه عنده حق في حكاية خوفه دي بس

نسيت أسألك هو باباك بيشتغل إيه.

إبتسمت واجابته:

بابا طلع عالمعاش، كان بيشتغل مدرس لغة

" فرنسيه دلوقتي بقى بيشتغل في مدرسه خاصه.

ذهل إسماعيل قائلا:

مدرس فرنساوي وبيتكلم باللغه العربية الفصحي

آخر شئ كنت أتوقعه.

ضحكت قسمت قائله

بابا عنده عشق خاص للغه العربيه بيقول عليها لغة لها "مفردات بديعية"... والحديث بها له متعة خاصة.

نظر لها بسخط قائلا:

متعة خاصة، أبوك ده محتاج .....

توقف للحظات ثم عاود الحديث

أنا عرفت مين اللى تقدر على غتاتة أبوك وهيوافق

عالحوازة غصب عن ديكتاتوريته

بالمشفى

ليلا

انت ثريا بالم طفيف، سمعتها سعديه التي كانت تمكث معها بالغرفة نهضت سريعًا وأشعلت ضوء

الغرفه كاملا وذهبت نحوها سائله بلهفة:

ثريا مالك سمعت صوت تأوهك.

إبتسمت ثريا قائله:

أنا بخير، بس كنت بتحرك وإيدي شدت عليا شويه

بسبب الإبر اللى فيها.

إبتسمت سعديه براحه وجلست على طرف الفراش

جوارها أمسكت يدها بحنو قائله بمرح:

وشك نور والدموية زادت فيه، صحتك جايه على المستشفى
ضحكت ثريا قائله بغرور

طول عمري حلوة وموردة يا خالتي

...

ضحكت سعديه قائله:

لاء يا بت المحاليل هي اللى نفخت وشك وردت الدمويه في وشك غير كده كنت سودة من نقرتك

في الشمس طول اليوم.

ضحكت ثريا قائله

كويس إن أمي اخيرًا رضيت وراحت تنام في الدار، هنا مش بتنام طول الليل بحس بها كل شويه تقرب

مني.

تدمعت عين سعديه ببسمه قائله بمرح
هي نجية أختي دايما إكده جلبها رهيف، عكسي

الجميع.

تبسمت ثريا قائله

عارفه إنت جامدة ومفتريه يا خالتي

تنهدت سعديه ببسمه قائله:

لاء يا بت انا مش مفترية، بس ايوه جامده

أم الصبيان لازم تكون جامدة، كفاية هو وعياله

ضيعوا أنوثتي.

- أنوثتك

قالتها ثريا ثم ضحكت في توجعت قائله:

لما بضحك صدري بيوجعني.

نغزتها في كف يدها بخفه قائله بمرح

أحسن ببتريقي عليا يا بت، مشوفتنيش وأنا صبيه بنت خمستاشر سنه كان عودي فاير وابان أكبر من سني كان أبوي يجول للعرسان دي لساها صغار هي

اللى خراط البنات خرطها بدري.

ضحكت ثريا فتوجعت قائله

صادقة يا خالتي ماهما بيقولوا إنى فيا شبه كبير

منك بس أنا على أحلى.

نغزتها سعديه مره أخرى قائله:

أحلى من مين يا بت أنا طول عمري مربربه كده

مش زيك مسلوعه زي اللى عندهم السل.

ضحكت ثريا قائله

مسمهاش مسلوعه، إسمها جسمي سمبتيك.

..

- سمبتيك

قالتها بحنق وسخط وأكملت:

ده حديث العيال بتوع اليومين دول على أيامي كانت البنات بنات مش زي دلوق مفيش اي معالم

للأنوثه الطبيعيه، كله نفخ إشي

شفايف وخدود وحاجات فوق وتحت ونحت وسط

تحسي حاجات مش راكبه على بعضها.

ضحكت ثريا قائله

كفايه يا خالتي إنتِ جايه تباتي معاي عشان تاخدي

بالك مني ولا جايه تضحكيني عشان اتوجع.

تبسمت سعديه بحنان قائله:

إضحكي يا بت خلى وشك ينور مش بيقولوا

إضحك لها تضحك لك.

تبسمت ثريا بضحكه موجعه قائله بحنق:

والله ضحكت لها كتير هي اللى مش عاوزه تضحك

والله لي.

تنهدت سعديه باسي لكن حاولت بث الامل فيها

قائله: وماله إفضلي أضحكى برضك يمكن تتكسف على

دمها وتضحلك.

نهضت سعديه تتثائب قائله:

وكفايه رغي أنا منعوسه وعاوزه أنام، لكن إنت

مجضياها نوم بمزاجك.

ضحكت ثريا قائله

والله انا زهجت من النوم عالسرير ده وعاوزه أطلع

من هنا ... كفايه إكده أنا بجيت زينه.

تبسمت سعديه قائله:

أهو جلبك الحامي ده هو اللي هيضيع عافيتك بدري، خلي زيي إكده بشتغل عالهادي، وبعدين إنت

زعج (زعق ) لك نبي نفدتى من الموت بأعجوبه بلاها شوية الحماسه دول ... هقوم أمدد جتتي عالسرير

الثاني، إياك تئني تاني بلاش إزعاج كتير.

إبتسمت ثريا قائله بكيد مرح :

ياريت أمي اللى باتت معاي... عالاقل مكنتش هتسخسر فيا الوكل اللى كنت بعتاه لى هو ده اللى

طلبته منك خليتي سراج إتمسخر عليا.

ضحكت سعديه وغمزت بعينيها قائله:

آه صحيح يا بت فكرتيني من اللى وكلك بيده... بالتوكيد الوكل كان طعمة يشهي.

تهکمت ثريا بإستهزاء:

وكل ماسخ ومالوش طعم.

ضحكت سعديه قائله:

على خالتك يا بت يلا كفايه رغي انا صدعت هنام بقى تصبحي على خير ، ووش سراج اللى يادوب بيسيبك مسافة الليل ، لو مش مستحي مني انا وأمك

كان بات إهنه.

تهکمت ثريا بسخط وأغمضت عينيها مستسلمه وهي تتذكر معاملة سراج لها مؤخرًا بعد أن فاقت من الغيبوبه، رغم أنه مازال محتفظًا ببعض من جموده وتسلطه، لكن هنالك شئ آخر تشعر به لا تفهمه... لم تفكر كثيرًا وإستسلمت لغفوة إجبارًا

بسبب تأثير بعض أنواع الادويه.

ب دار العوامري

تمدد سراج على الفراش يعقد يديه أسفل ) رأسه، ينظر الى جواره تلك الوسادة التي كانت تضع ثريا رأسها عليها أثناء نومها، زفر نفسه يشعر بإشتياق، تلك المحتالة إستحوزت على جزء كبير من مشاعره، من كان يظن أنه بلا قلب أو وئد مشاعر قلبه طغت عليه عاطفة قلبه ، وضع إحد يديه على موضع قلبه الذي الآن رغم إشتياقه لكن يشعر براحه وهدوء وسكينه عكس قبل أيام فقط

عاش لحظات كأنها دهور من الزمن قبل أن تفتح ثريا عينيها

بالعود الى قبل أيام، حين إضطر الأطباء لمحاولة إفاقة ثريا طبيًا بعد عدم استجابتها طبيعيا، بالغرفه التي كانت بها بالتأكيد لن تتحمل والدتها رؤيتها بذاك الاثناء، كذالك قد لا تستجيب للإفاقه، فضل

الطبيب ذلك وإستسلمت نجيه غصبا تنتظر بشارة

بالخارج، بينما سراج ظل مع الأطباء، ينظر الى ثريا

يُراقب كل جزء بجسدها....
" يديها، قدميها ، وجهها " ينتظر إشارة من أي منهم تدل على إستجابتها للإفاقة ، لم يطول الوقت، لكن مع ذلك الثانيه تمر كأنها ساعات ، لاحظ أحد الأطباء رمشة عين من ثريا، فأخبر الطبيب الآخر، تبسم فهذا أمل ... مازالوا يحاولون ، لاحظ سراج حركة يد ثريا التي تحرك أحد أصابعها ثم إرتخي مره أخري ، كانت فتحت مؤشرات جيدة بدايتا ، ثم نهايتا عينيها، أزعجها الضوء الذي تسلط عليها فجأة فأغمضت عينيها ثم فتحتها تدريجيا ترا بغشاوة في البداية الى أن إتضحت الرؤية، لم تتعرف على تلك الوشوش، لكن إبتسامة الطبيب حين قال لها .

أهلا برجوعك تاني يا مدام ياريت تقرب یا سید سراج ... بالفعل إقترب سراج من وجهها وأصبحت تراه في البدايه كان مازال عقلها غافيا، بصعوبه

نطقت

إنت مين؟.

استغرب سراج ونظر للطبيب الذي تفهم، في ثريا
ظلت لأيام بغيبوبه مازال عقلها لم يعود لإستيعابه الكامل... أومأ لـ سراج مبتسما يقول:

متقلقش ده رد فعل طبيعي عقل المدام لسه بيفوق من الغيبوبه وعالعموم هننتظر لوقت لو استمرت الحالة كده هنعمل اشعه عالمخ....
من حسن حظ سراج لم تستمر حالتها هاكذا
خرج الطبيب وبشر بقية عائلة ثريا أنها قد إستجابت وعادت للوعي وسمح لهم برؤيتها، وبالفعل

ظلت لأيام بغيبوبه مازال عقلها لم يعود لإستيعابه الكامل... أومأ لـ سراج مبتسما يقول:

متقلقش ده رد فعل طبيعي عقل المدام لسه بيفوق من الغيبوبه وعالعموم هننتظر لوقت لو استمرت الحالة كده هنعمل اشعه عالمخ....

دخلت نجيه ومعها سعديه ومعهن ممدوح التي تبسمت له ثريا هو الآخر تبسم لها، تعرفت عليهم جميعًا مما سبب لـ سراج إحساس بالضجر، لكن تغاضي عن ذلك يكفي أنها عادت للوعي أخيرا... مر

يوم وفى اليوم الثاني تذكرت ثريا سراج.
عاود من تلك الذكري مبتسمًا وهو يتذكر مشاغبته مع ثريا على إقناعها بأن تتناول الطعام مثل مثل ) الأطفال، تنهد مُبتسمًا، ثريا بداخلها طفله تود بعض

من الدلال.

باليوم التالي

بالمشفى

بغرفة ثريا

تبسمت نجيه لـ رغد ورحبت بها بإمتنان لسبب زيارتها لـ ثريا بالمشفى جلست معهن تبتسم وتحدثت بود... الى أن دخل عليهن ممدوح الذي جاء صدفة، أو ربما كان من حسن قدرهما ....

جلس قليلًا، بعد وقت وقفت رغد وتبسمت قائله:

الحمد لله إطمنت على ثريا ربنا يكمل شفاها على ) خير، لما قولت لابوي أنى هزورك قالي متأخرش عشان الموصلات هستأذن أنا ومره تانيه حمدالله

على سلامتك يا ثريا.

كانت ابتسامتك ليها ثريا، وكانت حركتك ناجية

قربنا عالمغرب صحيح والموصلات هتبقى قليله إنت كمان يا ممدوح إرجع للدار وفوت على خالتك

أقول لها بلاش تتعب نفسها أنا هبات الليله مع ثريا.

تبسم وهو ينهض قائلا:

تمام يا أمي.

تبسمت له بحنان
روح مع رغد أهو ونس لها في الطريق.

أومأ موافقًا

غادر الإثنين بينما نظرت نجيه لـ ثريا قائله :

رغد بنت حلال.

اومأت لها مبتسمه قائله :

فعلا.

لمعت عين نجيه بأمنيه لاحظت ثريا تلك اللمعه وفهمتها وتبسمت ثريا ثريا علمت أن ممدوح لم يفكر للحظه ودخل خلفها يُعطيها من دمائه ما يجعلها تعاود الحياة، ممدوح مثلها هزم وهزيمته كانت أقسي من هزيمتها، فهزيمة الرجل معناها
إنكسار وإندثار، وهذا ما حدث معه لكن مازال لم يندثر، ربما هنالك معركه آخري في إنتظاره وقد

ينتصر بها.

سارت رغد جوار ممدوح بينهم مسافة لكن عقلها كان مشغولاً، لم تنتبة لسيارة الاسعاف الخاصه بالمشفى والتى كادت تصتطدم بها لولا أنه إنتبه ونظر نحوها صدفه فجذبها بعيدًا عن السيارة....

إنتبهت وبوله إنخضت لكن سرعان ما تبسمت لـ

ممدوح الذي قال لها:

مش تاخدي بالك.

شعرت بحرج وكذالك رعشه بجسدها من لمسة يده... سرعان ما سحبت يدها منه وتبرجل عقلها بخجل صامته واكملا سيرهما معًا الى أن وصلا الى مكان تلك الحافلات وصعدا معًا الى إحد سيارات

الأجره جلس هو بالداخل، لكن لاحظ أن هنالك آخر صعد للسيارة وإحتك بـ رغد التي تضايقت منه

بسبب ذلك ، فهم أنها متضايقه، فنهض قائلا:

رغد تغالى اقعدي إنت جنب الشباك.

وافقت ببسمه وإعتدلت جالسه مكانه وهو مكانها ) جوار ذاك السخيف ... شعرت بنسمة هواء خريفيه منعشه تدخل الى روحها تزيدها أنشراح، مشاعر

تخشي لو اباحت بها لنفسها قد يُدمرها القدر.

بعد مرور عدة أيام

صباح بـ دار عمران العوامري

نهض سراج من خلف طاولة الطعام مبتسمًا بعدما

سأله آدم:

هي ثريا هتخرج النهارده من المستشفى
تبسم قائلا:

أيوه الدكتور قال حالتها بقت كويسه وتقدر تخرج من المستشفى وإن إحتاجت لأوكسجين وممكن

نجيب لها أنوبه هنا.

إبتسم آدم كذالك حنان التي قالت بمحبه

ربنا يكمل شفاها على خير.

إبتسم سراج لها وهو يغادر لكن توقف مع عدلات

بردهة الدار وسألها :

كل حاجه بقت جاهزه

إبتسمت له قائله:
تمام یا سراج بيه وفرحانه إن ربنا خد بيد ثریا وربنا كتب لها عمر جديد ربنا يسعد جلبها وجلبك

يارب وتتهنوا سوا

أومأ لها مبتسمًا ... وغادر

بينما بغرفة السفره تفوهت ولاء عن عمد

وإنت يا حنان مش ناويه بقى تقلعي لبسك للعبايات السوده ده، إنت المفروض لسه عروسه معرفش ايه فجأة اللى حصل فى الدار ده، نحس وصابنا من بداية جواز سراج وبعدها آدم يظهر الناس حسدونا

مفكرين إننا الفرح عندنا زايد.

كادت أن ترد عليها حنان، لكن نظرة آدم منعتها حتى هو الآخر ظل صامتًا، لكن قطع صمته صوت رنين

هاتفه، أخرجه من جيبه ونهض قائلا:
دي خالتي رحيمه مطلع أكلمها من الجنينه لو خلصتي فطورك تعالى معايا يا حنان.

إبتسمت حنان ووضعت يدها بيده الممدوة ونهضت معه وغادرا، مما سبب ضيق لـ ولاء التي التزمت

الصمت فيكفي ما تشعر به من غل وحقد.

بينما خرجا آدم وحنان الى حديقة المنزل وتحدثا مع رحيمة التي صدفة علمت بإصابة ثريا من حنان لامت عليهما أنهما أخفوا عنها ذلك في ثريا لديها مكانه بقلب رحيمه وطلبت من آدم إرسال سيارة خاصه كي تأتي بها، أغلق آدم الهاتف ونظر الى حنان

التي تبسمت له قائله:

هتتأخر بالليل.
إبتسم مجاوبًا:

معرفش.

إبتسمت بدلال قائله:

) لاء متتأخرش وأرجع بدري عشان أنا بقلق عليك لما تتأخر... ومش بعرف أنام غير لما ترجع الدار قلبي

بيطمن.

إبتسم لها قائلا:

تمام، هحاول إنت هتروحي بيت أبوك النهاردة.

هزت حنان رأسها بـ لا قائله:

لاء، هفضل في إستقبال ثريا.

إبتسم آدم وهو يُغادر ربعت حنان يديها حول صدرها تتنهد بعشق تنظر في آثر آدم، لكن قطع نظاراتها صوت هاتفها ... أخرجته من جيبها ببسمه لكن سرعان ما إنسأم وجهها وهي ترا هوية مرسل ) تلك الرساله، في البدايه كادت تتجاهل الرساله، لكن بالخطأ فتحت الرساله وقرات فحواها وإرتجف قلبها ... تخشي على سعادتها مع آدم أن تنتهي

سريعًا، بل الاسوء تخشي على آدم نفسه
مساءً

بمنزل قابيل

بشقته مع إيناس دخل وجدها تجلس أرضًا تقوم بتوبيخ صغيرتها بسبب أنها قامت بسكب محتوي كاس العصير، تضايق منها وجذب صغيرته التي تبكى وحاول تهدئتها، بينما إيناس نهضت بغضب تخفي احساسها بالنقص أمام قابيل، ذهبت الى غرفة النوم وتمددت على الفراش بعد دقائق دخل خلفها وجدها مازالت مستيقظه، فقام بعتابها قائلا:

على فكره دي بنت صغيرة والمعامله القاسيه دي

معاها ممكن.....

نهضت إيناس من فوق الفراش بتعسف قائله:

عارفه إنها بنت صغيره بس لازم تتربي مظبوط مش كل شويه تغضب وترمي أي حاجة في ايديها أنا

زهقت من دلعها الزايد.
إستغرب قابيل ذلك ولم يتحدث وذهب نحو شرفة موجودة بالشقه ليته ما خرج الا يكفي غباء تلك الجاحده، ليرا ما يجعلع يشعر بغضب زائد

خين رأي تلك السيارة التى توقفت وترجل منها سراج أولا ثم خلفه

والدة ثريا وخالتها ، ثم هي ليزداد غضبه وهو يرا ) سراج يحمل ثريا يدخل بها الى الدار... دلف الى الداخل وأغلق باب الشرفه الزجاجي، كم ود تكسير ذاك الزجاج، لكن حاول تمالك غضبه الذي هدأ بعدما نظر الى شاشة هاتفه وتبسم، وكاد يغادر الشقه، لكن

أوقفته ايناس بسؤال:

إنت خارج ؟.
أجابها وهو بعطيها ظهره
أيوه، وخفي شويه من القسوة على بنتك.

غادر وتركها تشعر بجحود ، وهي تسمع عن إهتمام سراج الفترة الماضيه بتلك الحمقاء المتسلقة ثريا التي لا تقارن بها فهي ذات أصل ونسب عالي عنها، بينما هي تجاهل قابيل مرضها منذ أن كانت بالمشفي قام بزيارتها مره واحدة كأنها بلا أهميه ، خسارتها لرحمها الذي معه فقدت فرصة أن تكون أم مره أخرى وتُنجب أطفال أكثر قد توطد

علاقتها بـ قابیل

قابيل التي عشقته منذ أن وعت على الحياه أصبح لها هوسًا ظنت بالزواج منه أنها وصلت الى مبتغي

السعادة، لكن...

لكن ماذا ؟

لن يتخلي عنها هو فقد حزين على ما أصابها
وجفاؤه هذا مجرد وقت فقط.

...

قبل دقائق

توقفت سيارة سراج هرول منها سريعًا ذهب نحو الباب الخلفي فتح باب السيارة لـ ثريا التي تحاملت

على نفسها وترجلت هي الأخري

نظرت لها نجيه قائله:

الدكتور قال بلاش توقفي كتير على رجليك.

جائت من الخلف سعديه هي الاخري موافقه نفس

حديث نجيه ، إستسلمت لهن ثريا قائله:


تمام أنا يادوب نزلت من العربيه، والمسافه من إهنه للاوضة مش كبيرة وهقدر...

نظر لها سراج قائلا:

مش هتقدري تمشيها يا ثريا ، بلحظه كان يحملها رغم إعتراضها، لكن هي حقًا لن تستطيع السير حتى لبعض خطوات، كما أنها أنت بألم بسبب حمل سراج

لها ، لكن لم تظهر ذلك لسببين

السبب الأول عنادًا وأنها اصبحت بخير....

والثاني مراعاة لخوف والدتها قد تفزع وتطلب من سراج إعادتها للمشفي وهو لن يعترض ليس حبا فيها بل لانه يعلم انها مثل المقيدة بتلك المشفى ... صمتت دون إعتراض بينما أخفى سراج بسمته حتى لا تضجر ثريا ، كذالك يترقب رد فعلها

بعد لحظات

صعد سراج بـ ثريا وخلفه سعديه ونجيه ، لكن إستغربت ثريا حين تخطي سراج مكان غرفتهما وصعد الى أعلى وكادت تسأل لكن تفاجئت بـ رحيمه تقف أمام باب تلك الشقة المفتوح تقول بحنيه

ممزوجة مع عتاب

إكده يا سراج تخفي عليا اللى حصل لـ ثريا ، أنا كنت بسألك عنها تجولي إنها بخير، تقول عليا إيه دلوق

إني معبرتهاش.

تبسم سراج قائلا:

معليشي يا خالتي حقك عليا، وسعي خليني أدخل

ثريا ونتعاتب بعدين.

إبتسمت له رحيمه ، مع ذلك ثريا مازالت غير متفهمه، حتى دخل سراج بها الى تلك الشقه التي أصبحت مُجهزة بأثاث كامل ، تجولت عينيها دون فهم، حتى حين دخل سراج الى إحد الغرف التي
) كانت مجهزه بأثاث غرفة نوم جديده، وضعها على

الفراش بهدوء وحذر ، نظر الى عينيها التي تضخ

بسؤال، لم تنتظر وسألته:

إيه اللي جابنا هنا ليه مروحناش الأوضة اللي تحت.

تبسم مجيبا:

دي شقتنا وأخيرًا جهزت الاوضه كانت وضع

إحتياطي بسبب إن جوازنا تم بسرعه.

تهكمت ثريا بسخط قائله بإعتراض

شقتنا ...

أومأ سراج مؤكدًا:
أيوه وخلاص إنتهت من التشطيب وكمان الفرش.

إتسعت عين ثريا بغباء وهي تنظر الى بسمة سراج ، لكن بداخلها إندهاش ، قبل إصابتها لم تدخل تلك الشقه وكانت تعلم أنها شبه منتهية التشطبيات الاساسيه ، وبها بعض الأثاث ، لم تهتم رغم معرفتها ان تلك الشقه خاصه بـ سراج حتى ليالى حين كان يتشاجران كان يبيت بها ليلا، ما الذي تغير....

سؤال إجابته لدى سراج ، لكن بسبب بعض الآلم صمتت حين دخلن والدتها مع سعديه ورحيمه التي تبسمت لـ ثريا وجلست جوارها على الفراش بهدوء تتحدث لها بحنو، وثريا تطمئنها انها أصبحت بخير وانها ليست عاتبه ولا أخذه بخاطرها من تجاهل رحيمه بل التمست لها المحبه التى دائما كانت تراها

منها.

بينما غادر سراج الشقه وتركهن مع ثريا لا تعلم الى

أين ذهب وتركهن معها لتلك الاسئله برأسها، لماذا

) الآن جاء بها الى هنا ... ما الذي تغير عن السابق.

باليوم التالي قبل سطوع الشمس

باحد دهاليز سفح الجبل، كان الظلام، دخل قابيل الى ذاك المكان، لكن سرعان ما إنخض حين أشهر

ذاك المتوحش سلاحه نحوه، شعر بهلع قائلا:

أنا قابيل.

أشعل الآخر ضوء هاتف خلوي وسلطه نحو سراج فأخفض سلاحه التقط قابيل نفسه الغائب قائلا:

قطعت خلفي يا أخي هو في حد يعرف إنك إهنه

غيري.
تحدث الآخر بغلظه

عاوز إيه يا قابيل.

...

جلس قابيل الى جواره قائلا:

جايلك في شغلانه مفيش حدا هيعرف يعملها

غيرك.

سأله:

وإيه هي الشغلانه الل تخليك تتسحب لإهنه

دلوق؟.

أجابه ببساطة:

إغتيال سراج العوامري ... اللى لك طار حداه هو اللي

صفي عدد كبير من رجالتك وخلاك تبجي مذعور

إكده ومتسخبي كيف الولايا.

لمعت عين الآخر فهو يشتهي دائما الإجرام، فكر

للحظات ثم قال له:

تمام سيبني كام يوم أفكر في طريقه وكمان أجمع رجاله معايا من اللى هربوا يوم مداهمة البوليس تعرف لو أنا مش شايف سراج العوامري نفسه بين قوات الأمن مكنتش صدقتك، أنا بصعوبه هربت منيه.. دلوق لازمن أفكر كيف أخد طار رجالتي منه.

ظهرا

بشقة ثريا مازال بعقلها سؤال لماذا جاء بها سراج

الى تلك الشقه
كانت نائمه فوق الفراش حين صدح رنين هاتفها جذبته وتبسمت حين رات رقم خالتها ، تذكرت إتفاقهن صباح بان تقوم بتجهيز قطعة أرضها لزراعة القمح فلقد تأخر الوقت ، وكل ذلك كان بسبب إصابتها، أصبح لابد من تجهيز الأرض، إتفقن ان تقوم هي وزوج خالتها بحرث الأرض وتجهيزها، ربما هنالك شئ تود إخبارها به بالفعل قامت بالرد لتسمع

خالتها تقول:

ثريا إنت كنت متفقه مع أجريه يحرتوا الأرض ويجهزوها، أنا في الأرض وفى راجلين معاهم

محرات بيحرتوا الارض.

استغربت ثريا قائله

كنت هتفق معاهم كيف يا خالتي وانا في المستشفى، قربي منهم كده بس بحذر وأسأليهم إيه اللي نزلهم أرضي، وخليك معاي عالموبايل متقفليش

جوز خالتي معاك.
أجابتها وهي تسير نحو ذاك الذي يحرث الأرض

قائله:

أه معاي متقلقيش ده هما إتنين وشكلهم مش شرانين إنتظرت ثريا معها على الهاتف حتى سمعتها

وهي تسأل أحدهم:

يا ريس جولي مين اللى إتحدت وياك والك تحرت

الارض.

أجابها ببساطة :

سراج بيه العوامري.

سمعت ثريا قول العامل، كزت على أسنانها

بغيظ ، تقول :

ما شأنه ولما يفعل ذلك هل يظن أن يستغل مرضها

ويسطوا على الأرض لكن واهم
أغلقت الهاتف تشعر بغيظ مستعر وحسمت امرها وتحاملت على آلم جسدها، وبدلت ثيابها بأخري مناسبه لابد أن تذهب الى أرضها لن تتركها له، فالبتأكيد أفعاله الحسنه معها بالايام الماضيه كانت خداع

خرجت من غرفة النوم بغضب تتراقص الشياطين أمامها لعدم إنتباهها تصادمت في سراج الذي جاء للتو، شعرت بألم بجسدها بسبب ذاك الاصتطدام إنخض سراج حين رأها تان بالم طفيف، هلع وضع

يده فوق كتفها سائلا:

ثريا مالك إيه اللى بيوجعك أتصل عالدكتور يجي

يشوفك.

نظرت لـ سراج تشعر بإندهاش من لهفته عليها

وطريقة حديثه الهادئه معها مؤخرت ، فكرت أحقًا

يخاف عليها أم هذا رياء... ثواني وأجابت نفسها

بالتأكيد رياء، نفضت يده عنها بضعف وكزت على

أسنانها تتحما ذاك الآلم ثم نظرت لـ سراج بغضب
قائله:

إنت بعتت أجريه يشتغلوا في أرضي.

أجابها ببساطه:

...

أيوه، هو ده السبب اللى قومك من السرير.. فيها

إيه ؟.

صقكت أسنانها بغضب قائله:

إنت مين عطاك الحق تبعت أجريه يشتغلوا في أرضي

سراج بلاش تلعب معايا دور الحنية ده مش لايق عليك إحنا عارفين بعض كويس، وإبعد عن أرضي مالكش دعوة بها ، وأهو إنت شوفت في لحظة كان ممكن أموت وبرضوا مكنتش هتورث الأرض

لوحدك.
إبتلع حديثها الجاف وهو ينظر لها وارتسمت بسمه

على شفاها قائلا بعبث:

مش أرض مراتي وجنب أرضي، قولت لهم يجهزوها عشان زراعة القمح والارض متبقاش متأخره عن

جيرانها.

شعرت بغيظ من رده البارد وكادت تتحدث لكن

سراج ضمها بين يديه قائلا:

على فكره الدكتور قال بلاش تتعصبي عشان نفسك ميضقش، وكمان لازم تفضلي راقدة في السرير لأن الجرحين اللى فى جسمك لساهم ملتئموش، وممكن

ده يأدي لمضاعفات تاني.

جذب يدها للسير معه، لكن هى شعرت بعصبيه وحاولت نفض يده لكن تألمت، رجف قلب سراج لكن

إمتثل بالهدوء قائلا:
العصبيه مش هتفيدك وبلاش عناد يا ثريا عنادك

ده كلفك خسارة كبيره قبل كده.

نظرت له بغيظ وسأل عقلها :

وهل تعلم شئ عن خساراتي السابقة، حين غصب ذاك المجرم غيث بالعودة الى براثن إجرامه... لكن لا هي ليست تلك الفتاة الضعيفه التي كانت تشبه الرمال الهشه التى أقل عاصفة هواء تجرفها، هي

أصبحت صخرا في

صحراء جرداء»



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-