رواية تزوجت مدمنآآ الفصل التاسع والعشرون 29 والفصل الثلاثون 30 بقلم نوران شعبان



رواية تزوجت مدمنآآ الفصل التاسع والعشرون 29 والفصل الثلاثون 30 بقلم نوران شعبان 







❤تزوجت مدمناً❤

👇البارت الـ29ــ30👇

حسم كريم قراره و اغلق هاتفه تماما، أسرع في خطواته ليلحق بزوجته الملعونة قبل ان تتصرف بتهور كعادتها .. 

~~~~ 

ترجل من سيارته بعد ان صفها بإهمال، 

تفقد الفيلا من الخارج بعد ان عمها الظلام تماما.! 

سار بخطوات سريعة نحو الباب ليجده مفتوح ، دخل و شعوره بالقلق يتملكه خصوصا بعد ان وجد العتمة تسيطر على المكان .. 

" حياه .! " نده عليها بصوت مرتفع و لم يتلقى إجابة .. 

جاءت في مخيلته انها لربما في غرفتهما نائمة كالعادة ، ركض سريعا و تجاوز السلالم بخفة حتى وقف امام باب الغرفة .. 

فتح الباب ببطئ، و بخطوات وئيدة دلف للداخل .. خطف نظرة سريعة في الغرفة و لكن لا أثر لها، عبر صوتها في ذاكرته " فضلك 14 دقيقة تكون قدامي فيها يا إما وحيات اونكل أحمد لأكون سايبالك البيت و مش هتعرف تجيبني " 

دق قلبه بعنف، هل من الممكن ان تكون هربت بالفعل.؟! 

و على حين غرة سمع صوت صريخ يأتي من خلفه، لتظهر زوجته المجنونة من خلف الباب و هى تصرخ و تقفز في الهواء .. 

صرخ هو الآخر معها و قفز في الهواء مثلها دون إرادة منه، قبض على معصمها بيد و باليد الأخرى وضعها على فمها .. 

" هششش اسكتي.!! في ايه.؟ " 

ازال كفه عن فمها لتتحدث حياه بين أنفاسها المتلاحقة 

-: بص، انا مش عارفة اجيبهالك ازاي .. يعني قعدت أفكر كتشييير كتشيير كدة بس انا هقولك و خلاص.! 

-: انجزيي في ايه.؟ 

سألها بحدة و انفعال ، لتأخذ نفسها و تحاول ضبطه .. تنهدت بقوة و اخيرا اجابته بابتسامة 

-: انا حامل .! 

وقف كريم بنفس تعابيره لم تتغير .. فقط اتخذ وقتا طويلا حتى يعقب 

-: إيه.؟ 

ضحكت حياه على ملامحه المزبهلة، اقتربت منه لتلف يداها حول رقبته مكررة 

-: انا حاااامل 

شعر كريم برعشة تسري به، ليست بطول عاموده الفقري فقط بل بجميع أنحاء بدنه .. 

هز رأسه نفيا بدون تصديق متمتما بشتى التساؤلات الاستنكارية 

-: إيه.؟ انت بتهزري مش كدة .؟ 

لامته حياه بإلحاح وهى تكرر للمرة الثالثة 

-: يا كريم مش بهزر بقولك حامل حامل .! 

-: حامل ازاي .؟ يعني في فبطنك بيبي كدة و هيبقى ليكي كرش و تولدي و نبقى بابا و ماما زي الناس.؟ 

ضحكت حياه بسرور وهى تندثر في احضانه للأعمق 

-: أيوة و هتوحم و اخيلك تلفلي العالم كله عشان تجيبلي الاكل الي انا عايزاه و اصرخ و أشد في هدومك و انا بولد كمان .. 

انحنى كريم لمستوى بطنها ليرفع سترتها الحاحبة عن بدنها، لتظهر بطن حياه التي لازالت مستوية 

-: يعني ابني هنا.! هنعيش حياه طبيعية زي اي اتنين من غير سرطان ولا ادمان .؟ 

انحنت حياه هى الأخرى و جلست على ركبتيها مقابله، احتوت وجهه بين كفها لتهمس بحرارة 

-: أيوة يا حبيبي، خلاص أيامنا الحلوة كلها جاية ، هتمحي كل ذكرى وحشة عشناها .. 

~~~~ 

انهى " أحمد " الاتصال ليقبض عليه كأنه يريد اعصاره بين قبضته .. 

صوت " كريم " المرفرف من الفرحة يرن في أذنه وهو يخبره 

" هتبقى جد يا بابا .. " 

تزأر أسنانه بسبب الاحتكاك من شدة انفعاله و غضبه، يسب و يلعن في اليوم الذي ولدت فيه تلك الملعونة " حياه " التي تحمل بين احشائها حفيده الآن .! 

جلس على حافة الفراش واضعا رأسه بين كفيه بحيرة و اشتعال 

الآن لن يستطيع إكمال خطته، فكريم لن يترك حياه و هى تحمل ابنه .. 

بالإضافة الي ان حياه سوف تخبره الحقيقة و بالتأكيد سوف يصدقها و ينتهى الموضوع قبل شروعه و يظهر " أحمد " بالشخصية الحقودة بينهما .. 

و حتى ولو تم الأمر كما يريد و طلق كريم حياه، فسيخسرا كلاهما الطفل .. 

زفر بضيق بعد ان شعر بالحكاية تتأزم من كل جانب و من كل اتجاه، لذلك طلب فنجانا من القهوة يوقظ أفكاره و يرعرع خططه 

و بعد تفكير طويل عادت الابتسامة الخبيثة تعتلى ثغره بعد ان اهتدى لفكرة أكثر شرا و روعانا 

~~~~ 

بعد مرور 6 أشهر .. 

يتحدث كريم مع والده على الهاتف .. 

" و الدكتورة حددت حياه هتولد امتى ولا لسا .؟ " 

تساءل بها أحمد مترقبا 

-: حددت أيوة، آخر الأسبوع الي جاي ان شاء الله .. 

أتاه صوت والده المتنهد و كأنه يريد التفوه بشئ ما، فسأله كريم بشك 

-: مالك يا بابا.؟ بقالك فترة كبيرة حاسس انك عايز تقول حاجة و مخبي.؟ 

تظاهر أحمد بالتأتأة المصتنعة و لكن في الحقيقة يبتسم بخبث و حماس .. 

اصطنع الغلب في نبرته 

-: بصراحة أيوة، في موضوع مهم مينفعش يستنى أكثر من كدة. ! 

ازدادت حيرة كريم ليردف متوجسا 

-: طب ما تقول يا بابا في ايه على طول لازم تقلقني يعني.! 

-: مش هينفع على التليفون، تعالالي دلوقتي على مطعم *** عارفه.؟ 

-: عارفه آه، نصاية و هبقى عندك سلام .! 

~~~~ 

جلس كريم في المقعد المقابل لأحمد .. 

ليبتسم بهدوء وهو يسأله بمرح 

-: ها يا حمادة خير، ايه الموضوع ؟ 

اوعى تقولي ان ايام الشقاوة وحشتك و عايز تتجوز ؟ 

تصنع أحمد الحزن و التأثر 

-: الموضوع أكبر من كدة بكتير، الموضوع يخصك انت يا كريم .. 

زفر كريم بجزع و قد نفذ صبره، ليتحدث بحدة 

-: لا ما هو لو هتقضيها فوايز انا مش هستحمل، خش في الموضوع على طول .! 

-: انا هحكيلك على كل حاجة من الأول .. 
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
👇30👇
-: بص يا بني، انا لما شفت حياه اول مرة في الحفلة كانت عاملة زي الملائكة .. هادية و مثقفة و جميلة .! 

-: أنجز يا بابا انت هتعاكس مراتي قدامي ..! 

-: مستعجلنيش بقى بدل ما اقوم و اسيبك .! 

-: خلاص آسفين، كمل .. 

-: المهم، كل ده كان مجرد ظواهر، مجرد شكل من برا ابيض و من جوا سواد .! 

امال كريم رأسه للأمام وهو يحدق بوالده بسخرية تامة 

-: فكرت انها عروسة مناسبة ليك، اسم و نسب و كمان دكتورة شاطرة ممكن تطلعك من حالتك الانطوائية الي كنت فيها ..
عشان كدة مفكرتش و طلبت ايدها من صديق على طول، مكنتش اعرف الجحيم الي ممكن يجي من وراها .! 

زم كريم شفتيه بدهشة و سخرية وهى يكرر
-: جحيم. !! ده ليه بقى ؟؟ 

-: عشان دي طلعت شيطانة .!
انا مكنتش اعرف ابدا انك مدمن زفت مخدرات ..
انما هى كشفتك و جت تهددني بكل بجاحة وقلة أدب .. 

تحولت ملامح كريم للجدية وهو يسأله باستنكار
-: جت تهددك.؟ ازاي.؟! 

-: طلبت تقابلني، و اتفاجئ انا بغرورها و تكبرها .. تقعد تبصلي من فوق لتحت بمنتهى الوقاحة ، و كملت سلسلة الانحدار و الكدب بإني عايز اسرق أبوها و آخد فلوسه و شركته فهددتني بيك .. قالتلي لو فكرت تهوب ناحية ابويا انا هدمرلك ابنك و اخلي سيرته على كل لسان .! 

استوقفه كريم وهو يتذكر شيئا ما
-: أيوة أيوة ،، بس انت فعلا قولتلي اقرب منها عشان كنت داخل صفقة مع صديق و خايف تخسرها .! 

توتر أحمد بعض الشئ لكنه برر الموضوع
-: أيوة يا بني كنت داخل مجرد صفقة معاه، لكن مش داخل اسرقه و لا ابوظ شغله .! 

-: امتى حياه قالت الكلام ده.؟ 

-: قبل ما تتجوزوا، كنا لسا بنرتب للفرح و الفيلا ..
المشكلة مش في كدة يا كريم ..
المشكلة انها هددتني بيك مقابل مصلحتها كمان .. 

-: و ده ازاي ده كمان.؟ 

-: قالتلي انها هتعالجك من الإدمان و تخليك احسن من الأول ، مقابل انك تبقى رسالتها .. استغلتك و استغلت ضعفي و ادمانك مقابل الرسالة الي هتشهرها و تاخد عليها جوائز .. خصوصا انك هتبقى جوزها هيبقى اسمها عالجت جوزها مش مجرد مريض عندها .! 

هز رأسه نفيا غير مستوعب لما يقوله والده ..
-: لا لا لأ .. كل ده كدب ! حياه عالجتني عشان بتحبني .. عشان انا جوزها بدليل انها مأذتنيش في حاجة طول المدة دي .. حتى لو هى عايزة تستخدمني كرسالة مكنتش هتخلف مني اكيد انت بتقول ايه.! 

-: بتكدبني و تصدقها عليا.؟ طيب لو هى كانت عايزة مصلحتك و مش عايزة تفضحك قالت لمحسن ليه على ادمانك.؟ على العموم أمسك، الورق ده لاقيته في عيادتها أقرأه و شوف الي بتدافع عنها و بتكدبني عشانها أقرأ .. 

أمسك كريم بالورق يقلبه بين يديه بدون تصديق ..
-: هتلاقي في ورق يثبت انك كنت مدمن، وورق تاني فيه معلومات عن حياتك كلها ، وورق ثالث عن فترة علاجك كاتبة كل حاجة بالتفصيل .!
كاتبة انها حبستك و إنها كمان كانت بتحطلك حبوب هلوسة في الاكل .!!! 

ابتلع كريم شهقته قبل ان تصدر منه وهو يتطلع على أدق التفاصيل المكتوبة من حياه .. 

كل شئ مكتوب حقيقي و صار بالفعل و لكن " حبوب الهلوسة " هو الجديد عليه .. 

وقف كريم مصدوماً مُتسع المقلتين، لآ يصدق ما سمعه للتّو من والده ..
تقف الحروف في حلقه لتضيّق عليه وصلة أنفاسه بجهدٍ كبير ..
صعقة كهربائية تشبثت بفؤاده بفجور كشخص على حافة الموت يتشبث بآخر أنفاسه ..
و دوار بسيط احتل عقله ليشعر ان الكون مزغللاً أمامه .. 

" كريم انا عارف ان الموضوع صعب عليك جدا خصوصا ان حياه بقت شايلة في بطنها ابنك، انا بعترف اني كمان غلطت عشان مقولتلكش حاجة زي دي من الأول بس انا كنت خايف لأحسن الشيطانة دي تفضحك و تضيع مستقبلك و آ .. بعد كدة اتشغلت في شغلي زي ما انت عارف و اتلهيت. ! 

- توقف عن الحديث ثوان، ليردُف بعدها بصوت شيطانيّ مليئ بالحقد و الكراهية 

" بس خلاص .! الورق كله معانا و مش هتقدر تثبت عليك حاجة يا بني ..
كل الي ناقص إنك تاخد ابنك الي في بطنها و تهرب .. تهرب و تسيبها تتحسر على حقدها و انانيتها الي جواها. !! " 

شعر كريم برغبة جامحة في البكاء و الندب، لم يصمد أكثر من ذلك بل فرّ بعيدا تاركاً والده وحيداً ..
~~~~ 

" الهاتف الذي طلبته مغلق و غير متاح "
زفرت حياه بضيق بعد ان سمعت تلك الجملة للمرة المائة ..
تجلس بنصف جلسة على الفراش و القلق يتملكها فمنذ البارحة و كريم مختفي و هاتفه مغلق .. 

تميل برأسها للخلف و الدموع تنساب على وجنتيها لا تعلم من آلام الحمل أم آلام غياب كريم ، لأول مرة يغيب فجأة هكذا دون أخبارها و حتى هاتفه مغلق .. " هل أصابه مكروه.؟ " 

" miss hayah.! Are you fine.? " 

سمعت صوت المساعدة الأجنبية التي أحضرها والدها سابقا حتى تعينها أثناء فترة حملها ..
فتحت عيناها بصعوبة و قد غمرتهما الدموع
" yeah lena, i'm fine.."
" do you want any thing.? "
" thank you lena, only i want to sleep please leave me alone .! " 

غادرت " لينا " الغرفة و تركت حياه لترتاح قليلا ..
غفت حياه مكانها لساعة، لتشعر بحركة خفيفة في الغرفة ..
و بعدها تخلل لأنفها رائحة مميزة تعشقها و بجنون ..
رائحة ذكورية حنونة تبث الاطمئنان في داخلها دائما ..
رائحة تشعر بها ولو من على بعد أميال ضحلة .. 

فتحت عيناها ببطئ لتجد الغرفة خالية، خاب أملها و عادت تغمض عيناها مرة ثانية لكن صوت مقبض الباب وهو يفتح استوقفها .. 

ضلت تحدق بالباب لتجد كريم يدلف للغرفة بآمان، ضحكت و رقص فؤادها مهللا بعودة كريم .. 

نهضت من على السرير بسرعة لا تتناسب مع فترة حملها و بطنها العملاقة الممتدة أمامها بكثير .. 

ركضت بخفة نحو كريم لتحتضنه بجنون و تطبع عدة قبلات متفرقة حول وجهه .. 

-: كل ده سايبني و قافل موبايلك .! انت كنت فين انا كنت هموت من القلق عليك.؟ 

حاول كريم الهروب من مقلتيها السود حتى لا يغوص فيهما للأعمق و يضعف .. 

-: شوية مشاكل في الشغل و صفقة كبيرة جدا كنا شغالين فيها .. 

-: طب ليه مطمنتنيش عليك يا كريم كنت خايفة عليك جدا .! 

تجاوزها كريم بصعوبة وهو يحاول ان يتماسك أكثر من ذلك .. 

-: معلش يا حياه بس زي ما قولتلك الصفقة كانت محتاجة شغل كبير .. 

فهمت حياه انه هلكان من تلك الصفقة و من العمل بصفة عامة، فالتزمت الصمت الآن حتى لا تزعجه .. 

~~~~
مر يومان يحاول كريم التصرف طبيعيا حتى لا تشك به حياه ، و حياه مشغولة بحملها و آلامه فلم تلاحظ ذلك كثيرا .. 

و في اليوم الثالث طلبت حياه من كريم شيئا بخصوص عملها .. 

-: كريم، معلش يا حبيبي ممكن طلب صغير.! ممكن تاخد الفلاشة دي و تنقل عليها file بعنوان شيزوفرينيا من على اللاب بتاعي .؟ 

اومأ كريم بإيجابية و ذهب لفعل ما طلب منه .. 

كان واقفاً ينحني للأمام قليلا و يتابع شئٍ ما على جهاز " اللاب توب " الخاص بحياه .. 

يبحث عن الملف الخاص بعملها الذي طلبت منه حياه نقله على " الفلاشة " الصغيرة
ظل يفتح الملفات و يغلقها حتى يعثر على هدفه ، استوقفه ملف يحمل عنوان message ليفتحه و يدعو الله من صميم قلبه ان لا يكون ما يتوقعه .. 

خُذل، خُذل و انصدم مرة ثانية ..
كل الحچچ التي كان يخترعها تبخرت بلا رجعة و بقى فقط معلومة وحيدة بعقله
- حياه كانت تستغله " كرسالة " لعملها لا أكثر ..
ابتلع غصة متعلقة بحلقه بصعوبة، و بدأ بتفقد المحتويات بالملف ليجده عبارة عن " فيديوهات " له وهو يتعالج، وهو يدمن، وهو أيضا يلقى بأكياس البودرة بحوض المرحاض بعد توقفه عن الإدمان .. 

أيقن ان كل ذلك جاءت به عن طريق " كاميرات مراقبة " متربَصة له في كل مكان .. 

أغلق الملف سريعا عندما سمع صوتها يناديه، حاول إخفاء تعابير وجهه المتجهم و هو يضغط على صف أسنانه السفلى بغِل و ثمة قرار وحيد احتل كيانه و تفكيره ....
" الانتقام ..! " 

سمع صوت صريخها الحاد ينتشله من أفكاره و يعيده لأرض الواقع ..
ركض للخارج ليجد حياه تنحني للأسفل و تصرخ بهستيريا و كلمة واحدة ترددت كثيرا " انا بولد " 

لم يتمهل كريم، حملها ووضعها بالسيارة و فر مسرعا للمشفى .. 

~~~~
في المشفى نجد كريم يجلس على مقعد من المقاعد البلاستيكية المرصوصة على أحد الجوانب داخل المشفى ..
يحدق بالغرفة التي دخلت فيها حياه منذ ساعات و مازالت في الداخل ..
يفكر في اتخاذ قراره الذي بالتأكيد سيحدد مصيره و مستقبل فتاته التي تلدها حياه الآن ..
هل سيسير في حدود الانتقام التي تتقاذف بها الأشواك ، إم يغفر لعله يكون مخطئا و يعيش معها و مع ابنتهما بسلام.؟ 

اتى على مخيلته كلام والده و تهديد حياه له، ورق رسالة حياه و الفيديوهات الخاصة به وهو يدمن، حبوب الهلوسة التي اضافتها له وقت العلاج أيضا .! 

تذكر ان بعد اتمام مرحلة علاجه في ليلة مع حياه لاحظ غرابة تصرفاتها، و انكماشها بين ذراعيه رغم انها ليست الليلة الأولى ، أيضا دماء عذريتها التي جاهدت هى لتخفيها بعيدا عن اعينه .. 

إذا كل الليالي السابقة ما كانت إلا هلوسة كاذبة.؟
نعم، فبالتأكيد لن تضحى الطبيبة المبجلة بعذريتها لمدمن مخدرات .! 

اصتك على أسنانه بغيظ و قد قرر قراره النهائي المصيري ..
" سينتقم ! " 

وجد والده يجلس على المقعد المجاور، و أتاه صوته الرخيم وهو يربت فخذة كريم بتهاون
-: هتعمل ايه.؟ 

تنهدت كريم طويلا قبل ان يخرج صوته المتحشرج المختنق
-: عايزك تجهزلي المكان الي هنهرب ليه، وواحدة تخلي بالها من جنة تبقى زي ضلها .! 

تهللت اسارير والده و لمعت عيناه بالظفر، لكن اندهش قليلا و ابتسم بتأثر
-: جنة ؟ هتسميها على اسم امك يعني .. 

شرد كريم لبعيدا متذكرا ذلك الموقف ..
فلاش باك .. 

كانت حياه ممدة على الفراش تمسك بكتاب ما تقرأه، حتى وجدت كريم يخرج من المرحاض و يتمدد هو الآخر جانبها .. 

تركت الكتاب و امالت برأسها على منكبه العريض .. و بعد قليل تحدثت بخفوت
-: كان نفسي في ولد،، ولد يكون نسخة منك .! نفس عيونك العسلي و شعرك الناعم .. نفس شخصيتك الحنينة و ضحكتك الي بتنور حياتي .. 

طبع قبلة أعلى جبينها ممسكا بكف يدها الصغير معقبا
-: و انا كان نفسي في بنت و ربنا حققلي أمنيتي !
تكون شبهك، نفس ذكائك و هدوئك، نفس العيون السود الي بيسحروني، نفس الشعر الأسود زي سواد الليل .!
نفس بشرتك الصافية زي قلبك ..
عايزها تكون انتي اساسا .!! 

ابتسمت بحب وهى تنصت لكلماته و تحفرها داخل قلبها و توصد عليها جيدا ..
رفعت رأسها لتقابل عيناه متسائلة
-: طب فكرت هنسمي البنوتة ايه.؟ 

زم شفتيه بمعنى " لأ " و قد ترك لها حرية الاختيار
-: تؤ، فكري انتي كدة كدة بالنسبة ليا هتبقى حياه الصغيرة ..! 

شردت حياه أمامها تفكر بشئ، لتهتف بحماس
-: جنة .! نسميها جنة يا كريم ..
و هى فعلا جنتنا بعد عذاب طويل.! 

-: اممممم، و مالو جنة. ؟ حلو جنة ده حتى على اسم امي .. 

-: بجد.؟؟ اول مرة اعرف على فكرة .. خلاص يبقى جنة كريم الراجي حلو اوي .! 

~~~~
عودة ،،
أفاق كريم على صوت بكاء طفولي يأتي من داخل الغرفة، لتخرج الممرضة بعدها بدقائق تحمل الطفلة بين ذراعيها ، اقتربت من كريم و مددت الطفلة له ، ارتعش بدنه كاملا و شعر بالبرودة تدب في اوصاله وهو يمد ذراعيه ليلتقط طفلته الصغيرة ..
سمع صوت الممرضة تخبره ان الولادة تمت على أكمل وجه و ان حياه بخير الآن .. 

لينغمس بعدها مع طفلته الصغيرة ..
كان حجمها مناسب ليست بالضئيلة ..
و لم تتبين ملامحها جيدا فقط قطعة دماء مشكلة آخذه اللون الأحمر الفاتح .. 

كبر كريم بصوته الهادئ العذب في آذان تلك الصغيرة .. 

وجد آباه يربت على كتفه من الخلف و يتأمل أيضا في حفيدته، مد له ذراعيه وهو يأمره
-: العربية و كل حاجة جاهزة ، روح خلص الإجراءات انت و هاتها .! 

سلم كريم الصغيرة لآباه و سار مطأطأ الرأس حيران .. يشعر بخزيان يسود و يغلف قلبه تماما ، و لكن صدمته خذلانه من حياه أقوى بكثير .. 

#يتبــــــــــــــع.....


الفصل الواحد والثلاثون والفصل الثاني والثلاثون من هنا

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-