![]() |
رواية اولاد الجبالي الجزء الثالث 3 الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد٩ أولاد الجبالى 3 الحلقة التاسعة ..................... بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺 لا تعاتب شخصاً قلبه محطم .. لا تسأله لماذا تغيرت .... !! لماذا أصبحت بهذا السواد و هذا السوء ..؟! هو لا يعلم ..!!؟؟؟ كل ما يعرفه أن بداخله كسور لا تجبر .... ومن تخاف منه فى الواقع يأتيك فى أحلامك . ......... وهذا ما حدث لقمر عندما رأت نفسها فى أحلامها تقف بين يدى الله تصلى فريضتها . ثم فجأة شعرت بأنفاس حارة من خلفها ، فأمتلكها الرعب ولكنها حاولت الثبات ولم تلتفت ولكن الشيطان حمدى لم يراعى إنها تقف بين يدى الله ، فانقض عليها بكل قوته ونزع عنها بقوة حجابها قائلا بصوت جهورى حاد : عملالى فيها ست الشيخة يا قمر وعتصلى !! _ من ميتى الكلام ده ؟ _ ده احنا دفنينه سوا ، وياما قضينا ليالى متنساش سوا فى الحب والغرام على حساب المغفل براء . فصرخت قمر متألمة ودب الرعب فى أواصلها وانتفضت جوارحها عند سماع صوت تألفه جيدا من ورائها ، فاهتزت أحبالها الصوتية ليخرج إسمه مهزوزا : حمممممممدى . فارتسمت بسمة ماكرة على شفتيه مرددا : عيون حمدى ، وحشتينى يا بت ، ووحشتنى أيامك . _ وأنا چى عشان نرچعها تانى من جديد يا عيونى . فصاحت قمر : _ بس أنا دلوك ست متچوزة يا حمدى وميصحش أعمل أكده تانى بعد ما وثق فيه واتچوزنى رغم كل عيوبى اللى مش يتحملها راچل ابدا . فضحك حمدى وقال متهكما : هو أنتِ عتسمى مسالم ده راچل بعد اللى عمله معاكِ واتچوزك وهو عارف اللى فيها ، ده لا مؤاخذة خرونج . _ واعتبريه أختك يا قمر ، وعادى حتى لو عرف إننا رجعنا للحب من جديد ، ممكن صوح يزعل هبابة بس أنتِ لما تمثلى عليه إنى ضحكت عليكِ تانى هيسامحك عشان هو جلبه كبير جوى . فابتسمت قمر مؤكدة كلامه : ايوه جوى جوى . هو طيب جوى وعيحبنى موت وعيسامحنى ، أنا خابرة . فابتسم حمدى بمكر ثم مد ذراعيه لها وقال : مش بجولك ، تعالى فى حضنى يا قمر عشان أتوحشتك جوى جوى . قمر بخجل : وانت كمان يا حمدى ، رغم كل اللى عملته معايا ، لسه جلبى عيحبك ومحبش غيرك يا جلب قمر . لتسرع قمر لتعانقه بحرارة اللهفة والشوق ، فيشدد حمدى من عناقها ، ثم أفلت إحدى يديه وأخرج خنجـ.را يخفيه فى جيبه . ثم حدث نفسه : سامحينى بجا ، من كتر حبى ليكِ مش هقدر أشوفك مع حد ولا حتى چوزك . فمع السلامة يا جمرى ، ثم إنهال عليها بالطـ.عن فى ظهرها ، فصرخت ،فوضع يده على فمها كى لا يفتضح من صوت صراخها العالى . ثم أخذ يطـ.عنها عدة مرات حتى يروى عطش الإنتقام الذى كان يشعر به منذ القبض عليه حتى هروبه . حتى سقطت أمامه ميتة ، فابتسم وهو يزيل الد.م من على خـ.نجره : يلا فى ستين داهية ونشوفك بجا فى چهنم . استيقظت قمر فور رؤية تلك الرؤية وصرخت : لااااا لاااا . مش عايزة أموووووت . لا هملنى فى حالى ، لا ففزع مسالم من نومه واعتدل ليقول لها : مالك يا حبيبتى ، أنتِ تعبانة ولا ده حلم أكيد وحش ؟ _إستعيذى بالله من الشيطان الرچيم كده واتفلى على شمالك تلاته لانه من الشيطان. _ بكت قمر مردفة بحزن : صوح ده شيطان ، شيطان . ثم أخدت تتأمل فى وجه مسالم ، ودفنت رأسها فى صدره وهمست : انا بحبك جوى يا مسالم ، صدجنى . _ انا عمرى ما شوفت راچل فى طيبتك وحنيتك وأخلاقك دى . وصدقنى هفضل طول عمرى شايلة چميلك فوق راسى وهصون عرضك حتى لو فيها موتى وعمرى ما عخيب ظنك فيه بعد اللى عملته معايا . _ وصدجنى انا عحبك جوى ، ومعاك عرفت يعنى ايه صوح حب حقيقى . أحبك يا ملكت قلبى ، أحبك بكل كيانى. وكأن ما خلق الحب إلا لأجلك . فدعنى أنهل من بحر حبك ولا تتركني لأهلك . ثم حدثت نفسها : على قد من أنه طلع حلم ، بس خجلانة منيه ، كيف أعمل أكده وأرجع أخون بعد ما دوقت طعم الحلال وتوبت إلى الله ، يستحيل أعمل أكده ، يستحيل . فقبل مسالم رأسها بحنو مردفا : وانا خابر ومتوكد يا جلب مسالم من أكده وخابر إنك بجيتى وحدة تانية خالص . _ وعشان أكده انا عايزك تنسى اللى فات ولا تحطيه فى دماغك وتبطلى تعذبى نفسك أكده يا قمر . _ ولا حتى تشكرينى عاد ، وعاملينى إنى چوزك وبس اللى عيحبك وأنتِ عتحبيه لنفسه مش عشان عمل حاچة . تنهدت قمر بحرارة مردفة بندم : ياريت أقدر يا مسالم ، ياريت عشان طيف الماضى بيلحقنى زى ظلى ، وعامل زى ما يكون وحش بيقرب منى وعايز يموتنى . _ ونفسى أنساه لكن مش جادرة ، للأسف . مسالم : ده شيطان عشان ييئسك من رحمة ربنا ويخليكِ حزينة طول الوقت ، فانتِ قاوميه وراضى قلبك الحزين ده وافرحى بحياتك الچديدة وقربك من ربنا سبحانه وتعالى. قمر : ياريت يا مسالم . ربنا مسالم على كتفها بحنو وقال : يلا إستعيذى بالله من الشيطان الرجيم وكملى نوم عاد . إبتسمت له قمر وأجابته : بس هروح الحمام الأول ، مش خابرة طول الليل رايحة چاية على الحمام وبطنى مجلوبة أكده . مسالم بقلق : ألف سلامة على الچميل ، تلاجيه دور برد عفش ، معلش ، جومى أنتِ للحمام وانا هقوم أعملك شوب لمون أكده يروق بالك ويهدى معدتك . ابتسمت له قمر بحب مردفة : ربى لا يحرمنى منيك يا جلب قمر . وعندما قامت قمر من الفراش ووقفت شعرت بإن الأرض تدور من حولها ، فأمسكت برأسها ، ثم لم تشعر بنفسها وهى تسقط أرضا مغشى عليها . لينتفض مسالم ويصرخ: قمر . ثم أسرع إليها وحملها بيده المرتجفة من الخوف ، ووضعها على الفراش ، حاول أن يوقظها بنثر العطر على مقدمة أنفها . فاستفاقت مرددة بضعف : مسالم انت فين ؟ مسالم بقلق : انا إهنه جمبك يا جلبى ، ايه مالك عاد ؟ _ بدال تعبانة أكده جوى ليه مجولتيش أوديكِ للحكيم. قمر بضعف : مش مستهلة ، واكيد ده شوية برد وعيروحوا لحالهم . فحرك رأسه مسالم : لا انا قلقان جوى عليكِ يا قمر ، ومش جادر أشوفك تعبانة أكده واسكت . _ أنتِ خابرة انى مليش غيرك فى الدنيا دى ، ولازم أطمن عليكِ . قمر : متقلقش نفسك ، انا كويسة وهنام بس شوى وهقوم زى الفل . مسالم : لا أنتِ مش عچبانى بقالك كام يوم ووشك أصفر ودبلان . _ بصى انا مش هرتاح غير لما أعرف مالك , وعشان أكده أنا عخبط على الست الدكتورة اللى چمبنا ، تيچى تشوف فيه ايه وتطمنا . قمر : بس الوقت متأخر جوى يا مسالم ، ده الفچر على آذان . مسالم : لا ديما أسمعها فى الوقت ده عتصحى ولادها ، عشان المدارس . هروح أخبط عليها . ثم ذهب مسالم ووقف أمام شقتها ثم طرق الباب وتراجع للوراء فى خجل ، فأسرعت صفاء لإرتداء إسدالها سريعا لتعلم من يطرق الباب فى ذلك الوقت المتأخر وعندما رأت أنه جارها مسالم ،فتحت الباب وظهر على وجهها القلق مرددة : مسالم خير فيه ايه ؟ مسالم بحرج : آسف يا ست الدكتورة بس مرتى قمر تعبانة شوى وكنت عايزك تشوفى مالها ؟ وتطمنينى عشان جلبى مشغول عليها جوى . فابتسمت صفاء مردفة : حاضر ثوانى أجيب شنطتى وجاية وراك . لتفعل ما أرادت ، ثم ولجت إلى قمر _ خير يا ست قمر مالك ؟ قمر بخجل وصفت لها ما تعانيه ، فابتسمت صفاء مرددة : أكده . طيب خلينا نشوف . فوضعت سماعتها على قلب قمر ،لتبتسم بفرحة عندما سمعت صوت دقات قلب مختلفة . لتتأكد أن قمر حامل وقلب جنينها ينبض بالحياة . صفاء ببشاشة وجه: ألف مبروك يا قمر ، الف مبروك يا مسالم مرتك حامل . فتعلق نظر مسالم بعين قمر فى فرحة لا تستطيع الكلمات أن توصفها. مسالم : بجد يا دكتورة ؟ صفاء : ايوه بچد وفى شهرها التانى على ما أظن ، ويلا من بكرة تاخدها وتابع عند دكتورة نساء عشان توصيها على نفسها والجنين وتتطمن أنت عليها . ها نفسك فى ايه ، اكيد ولد صوح ؟ كل الصعايدة عيحبوا الولاد ! مسالم : لا عتصدجينى لو جولت نفسى فى بنت ، تكون شبه قمر أكده ، وفى حنيتها . عشان أنا اتحرمت من امى بدرى وعايز بت تكون فى حنية أمى . وعايز أسميها كمان شمس ، عشان أكده أكون جمعت فى بيتى الشمس والقمر مع بعض. فضحكت صفاء مرددة : واكده انت الوحيد اللى تعيش فى النور عشان عندك الشمس والقمر واحنا لأ عاد . فضحك مسالم وأجابها : كيف ده ، ده حضرتك النور كله . صفاء بإمتنان : تعيش يا مسالم ، وربنا يجومها بالسلامة . ثم اسنتأذنت للعودة لبيتها . أوصلها مسالم إلى باب الشقة ، ثم عاد لقمر يضمها بحب ويقبلها بشوق مردفا : مبروك يا أم العيال . قمر بفرحة : الله يبارك فى عمرك يا أبو العيال يا غالى . _فرحان يا مسالم إن عيكون حداك عيال منى ؟ ابتسم مسالم وأجابه : كل كلام الدنيا مش عيوصف فرحتى يا قمرى. ياااه ، عستنى اليوم اللى أشوف فيه جطعة منى ومنك جدام عينى ، وأحفظها فى جلبى وأجفل عليها برموشى ، عشان مش عتحمل فيها حتى ريح تصبها . *** لم يغمض جفن لحمدى طوال الليل من التفكير ، وطال إنتظاره لشروق الشمس من أجل الإستعداد للترحيل والهروب . فحدث نفسه : يكش يا واد عمى تطلع راجل صوح وتنفذ كل اللى أتفقنا عليه بالملى وميحصولش ولا غلطة ويعدى الموضوع بسلام أكده من غير دم كتير . _ يااااه نفسى أوى فى اللحظة اللى أشوف فيها السما والحرية بعيد عن السجن وأرفه ده ، خلاص جربت أشق خلجاتى منيه . _ ثم لمعت عيونه بالشر مردفا : وبس أرستأ نفسى أكده وأضمن إن الحكومة بطلت خلاص تدور عليه وساعتها أفوق للخاينة الدون " قمر" وأعرف أندمها كيف على اللى عملته معايا وأشرب من دمها. لتمر اللحظات بعد ذلك كالدهر عليه ، ثم وجد الجميع حوله يستعدون للترحيل ، فابتسم واستعد سريعا بقلب منشرح يطالع من حوله بنظرات طويلة وكإنه يقول لهم : هتوحشونى يا ولاد المركوب . ثم أختلس النظر إلى حمدان الذى كان ينظر له الأخير بريبة من تصرفاته وشك أنه بالفعل سينفذ ما أخبره به . فحدث حمدان نفسه : سيهرب من قدر الله إلى قدر الله . ولو علم العبد ما فى الغيب ، لأختار الواقع . _ بس خليه يعرف بنفسه حمدى ، ويرجع إهنه تانى ، والله أعلم ممكن ميرچعش كمان ويفارق الدنيا كلها وإكده يبقا ريح واستريح . ليخرج بعدها حمدى إلى عربة الترحيلات ، وقد أوشكت الساعة المحددة فى الإقتراب . وعلى الناحية الأخرى إستعد زرارة مع رجلين آخرين لتلك المهمة واعدوا لها العتداد من السلاح وسيارة مغلقة محصنة نوعا ما ، دون ارقام حتى لا يتبعها أحد من أفراد الشرطة . _ ثم أخذوا طريقهم نحو المكان الذى حدده لهم حمدى على الطريق السريع ووقفوا على جانب الطريق فى انتظار العربة التى تنقل المساجين . _ كانت كل لحظة تمر على حمدى فى الغربة ،تثير أعصابه ثم يحاول بكل جهد أن يكبت ويستكين حتى لا يشك به أحد . _ وعندما وصلت العربة للطريق المنشود ، هب واقفا وزاغت عينيه من ذلك الشباك الصغير من عربة السجن . ليأمره العسكرى بغلظة : إتنيل أجعد يا زفت يا جطران يا حمدى ، أنت فاكر نفسك فى رحلة هتبص من الشباك إياك . فطالعه حمدى بعين حمراء كالنارة المتأجأة وحدث نفسه : ماشى ، هانت بس . فجلس وبعد لحظات توقفت العربة فجأة فانقلب المسجاين على بعضهم البعض ، فحاول حمدى التماسك والإنزلاق من بينهم . وسمع أحد العساكر يقول بفزع :يا ليلة مش فايتة . _ ليتسمع حمدى لصوت إطلاق النار فصاح بفرحة : ايوه أكده ، سمعنى واشجينى. _ صوب النار زرارة على الضابط المسئول عن نقل المساجين فارداه قتيلا ، أما العساكر فاستسلموا بعد موت قائدهم خوفا . ليفتح أحدهم باب العربة بعد ما أمره زرارة. لتنشرح أسارير حمدى عند رؤيته قائلا بفرحة : طلعت قدها وقدود يا واد عمى ، تعيش يا اخوى . ثم نزل سريعا وعانقه بحب . زرارة : مش جولتلك ، أنا جدها وجدود . وبعون الله ، عتلاجينى يدك اليمين فى كل حاچة . حمدى بإمتنان : ده عشمى فيك يا واد عمى . والتفت بعد ذلك إلى باقى السجناء الذى كانوا فى حالة هلع وخوف لا يعرفون ما يصعنوا . فحدثهم حمدى : اللى عايز يچى معايا ويكون من رچالتى يچى يا رچالة ، والشغل معايا بيچيب دهب . _ ولى عايز يهرب لأى مكان براحته . _ اما اللى راضى بحياة السچن والأرف يخليه عاد . فنظر الجميع إلى بعضهم البعض بتفكير ، وقرر إثنين الهرب مع حمدى واثنين هربوا إلى مكان آخر . وبقى آخرين عقلاء قال بعضهم الآخر : لااا انا مش هقضى اللى باقى من حياه هربان، انا أخلص اللى عليا واطلع واعيش بحريتى مش خايف أحسن . حمدى : طيب على أكده ، بينا يا رچالة ، قبل ما الحكومة تشم خبر . لينطلق حمدى معهم نحو بيت تمام الذى أعد له غرفة مجهزة أسفل منزله وشاركه بها ذلك الرجلين ( بهير وعزام ) . وعندما انطلقوا ، سارع أحد العساكر بالأتصال بمديرية الأمن ليقص ما حدث ، ليصدر بيانا سريعا بالبحث عن الهاربين والأمر بعربية إسعاف لحمل جثة الضابط الشهيد . ***** كان محمود على وشك مغادرة المنزل ، وتودعه نهلة فحاصرها بذراعيه واقترب منها بشدة ليقبلها . فأبعدته عنها بخجل مردفة : عيب أكده يا محمود ، أمك تشوفنا عاد . فضحك محمود مرددا ما قالته ساخرا : أكده وأمك . اه لو سمعتك ماما ، اللى بتحبك عشان تتعلم منك الإتيكيت . فضحكت نهلة مجيبة له : أنا بحس إنى مربوطة من لسانى مع الست والدتك يا محمود ، وعطلع الكلمة من طرف لسانى بالزج إكده ومش حساها ولا ليها معنى عندى . _ لكن معاك انت بحب أكون على طبيعتى ولا تحب أكلم معاك زى ما بتكلم معاها . فحرك رأسه محمود بنفى : لا أنا حبيتك حبيتك زى ما أنتِ كده يا قلبى. فخليكِ على طبيعتك اللى بحبها ، ويلا بقا سلام عشان متأخرش . فدعت له نهلة : ربنا معاك يا جلبى أنا . ثم رن هاتف محمود ليجيب على الفور : أهلا سيادة اللواء اللواء مصطفى : أنت فين يا سيادة المقدم ، ليه مش موجود على مكتبك . محمود بحرج : فى الطريق أهو يا فندم . اللواء مصطفى: طيب أسرع عشان فيه مصيبة ، لو متحلتش أعتبر نفسك مفصول عن العمل أنت وبراء باشا اللى إجازته خلصت ولسه حضرته موصلش . _ بس ماشى خليه عنده لانى محتاجه هناك دلوقتى وحضرتك هتحصله . اتسعت عين محمود مرددا بدهشة : أسافر الصعيد ، طيب حضرتك فهمنى اللى حصل . اللواء مصطفى : فيه أن اللواء محمد كلمنى عن هروب واحد اسمه حمدى فى القضية اللى كنت حضرتك بتباشرها قبل ما تنتقل القاهرة ، هرب أثناء ترحيله بمساعدة ناس يعرفهم من خارج السجن وراح فيها الظابط المسئول عن ترحيله للأسف . تفوه محمود بصدمة : حمدى هرب ، بس كده يا فندم حياة الشاهدة على القضية "قمر " فى خطر ولازم يتعين لها حراسة فورا . اللواء مصطفى: أتصرف يا محمود مع القادة هناك وبلغنى بلى هيحصل ، انا ورايا مصائب وأشغال هنا . ثم اغلق الخط فى وجهه . نهلة بفزع : فيه ايه يا محمود ؟ محمود : فيه أن إنسانة بعد ما الدنيا بدئت تضحكلها شوية ، هتغدر بيها وممكن تروح فيها بسبب انسان عماه رغبة الانتقام عن الحق . نهلة بعدم فهم : بتكلم عن مين انا مش فاهمة حاچة ؟ محمود : مش وقته أفهمك يا نهلة ، أدخلى أنتِ دلوقتى وحضريلى شنطة سفر لبلدكم ، عقبال ما أروح المديرية ،أتابع الموضوع وأكلم براء أشوف هنتصرف إزاى ؟ نهلة : وأنا هنزل معاك مش هسيبك أبدا . محمود بقلق : لا أخاف عليكِ، المجرم ده مش سهل ابدا . نهلة بتصميم : لا لازم أسافر ، مش هجعد اهنه وأحط ايدى على خدى عاد ، أنا مش عطمن غير لما أكون معاك . محمود : وأمى هتعمل ايه لوحدها ومين يسليها بالدروس بتاعتك . نهلة بداعبة : وانا مالى يا أخويا جبلها سلاية بالكهربا ولا أجولك هتلها سيلينا تهوى على روحها عقبال ما نرچع . فضحك محمود : ماشى كلامك يا نهلتى حضرى نفسك وربنا يستر . ابتسمت نهلة وودعته ثم ولجت للداخل تحضر إحتياجاتهم وفى قلبها فرح للعودة إلى موطن أصلها الذى سيظل فى قلبها مهما بعدت عنه . وفى الطريق أتصل محمود على براء ، ليبلغه بالأمر . فلم يعطى براء أى أنفعال وكأنه لم يقل شيئا ولم يهمه الأمر. فتعجب محمود بقوله : إيه يا براء ، هو مش بكلمك وبقولك الزفت حمدى هرب وقمر دلوقتى فى خطر . فأغمض براء عينيه بألم متذكرا ما فعلته قمر وعشقيها حمدى معه ، تلك الخائنة التى تم تابت الف توبة ، ستظل فى عينيه خائنة الى أخر العمر ولم يصفو لها ابدا . فالإنسان للأسف لا يسامح رغم ضعفه ، أما الله عز وجل فيصفح رغم قوته ما أعظمك يا الله . ثم تحدث ببرود بعد زفير حار أطلقه منفثا به عن غضبه : ما يولعوا فى بعض عادى ، وأنا مالى . _ مليش انا فى القضية دى يا محمود ، الله يخليك ، بعدها عنى ، انا ما بصدق أنسى شوى اللى حوصل . _تجوم تشعل النار فيه من چديد ، الله يسامحك واتصرف بعيد عنى . طعنتى فى قلبى وشرفى ، لا لا لن أسامحها أبدا أنا ما قدمت لها غير كل حب وما قدمت لى غير كل ألم محمود بحرج : أنا أسف يا براء , بس بعيد عن اى حاجة ، ده شرف المهنة ، وواجب علينا حمايتها مهما عملت ، وواجب برده نتحرى وندور على المجرم ده ، قبل ما يرتكب اى جريمة تانى . _ غير كده وكده حضرتك مكلف بالعملية إجبارى، يعنى مفيش اى داعى للأعتذار ، فهمنى . وضع براء يده على رأسه ونظر أمامه بوجوم وحيرة ، وزاد ترى تعابير وجهه من بعيد فتتعجب ويصيبها القلق ولكن لا تدرى ما يحدث ، فتركت وليدها مع ملك تهدهده ، فينام على صدر تلك الحنونة . لتقترب هى من براء فتسمع قوله عبر الهاتف : خلاص يا محمود ، هتزفت وأشوف فينه ويا ويله منى ، عشان أكده فتح على نفسه نار چهنم لما يقع فى يدى . _ أما اللى ما تسمى ، فده هيكون مهمتك أنت ، مليش دخل فيه . محمود بتفهم : تمام يا براء ، ربنا يعدى المأمورية دى على خير . _ وبقولك أنا خلاص قدامى نص ساعة وهرجع أخد نهلة ونبدء مشوارنا الصعيد . وعايز أطلب منك طلب معلش . براء : أمر يا محمود. محمود : عايز أهل بيتك يستضيفوا نهلة عندهم ، عشان أى مكان تانى فى البلد فى الظروف دى مش هتكون أمان وهخاف عليها . _ بس قولى هتكون فيه مشكلة أو إحراج للجماعة ؟ ابتسم براء قائلا بسخرية : يا هلا بمرات أبوى . دى غالية علينا كلنا ، وفى مجام أمنا كمان . فتجهم وجه محمود وتلون وجهه بحمرة الغضب قائلا بغيظ : براء أرجوك ، مش قولت ياريت تنسى الموضوع ده إنها كانت مرات أبوك ، ليه مش بتحترم مشاعر. _ وغيرتى على مراتى يا أخى ! ثم أستطرد بقوله : _ ولا أقولك خلاص ، هتصرف انا وأحطها فى اى مصيبة واقفل عليها . _ ربنا يسامحها قولتلها تقعد ومصممة تيجى معايا ، تقولش طالعين رحلة . فضحك براء : بس بس أعصابك ومعلش يا عمنا معدتش أكررها تانى . _ متزمزجش بجا وعديها عاد . _ ،وتعال بس وهاتها وهعملك أحلى عصير ليمون ليك وللبرنسيسة نهلة . _ ده اكيد بانة أتوحشتها كتير يا أخى . محمود بصدمة :باااااااانة . لااااااا أنا مش مستغنى عن مراتى يا جدع فضحك براء قائلا : ليه عاد ، دى باااانة بلسم. محمود : أنت هتقولى ! وللحكاية بقية نختم بدعاء جميل ❤️ "ذَهَبَتْ السَّبْعُ العِجَّافُ (2016 - 2023) وَسَتَبْدَأُ سَبْعُ سُنْبُلَاتٍ خُضرٍ بِإذنِ اللَّهِ." ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد الفصل العاشر من هنا . |
رواية اولاد الجبالي الجزء الثالث 3 الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد
تعليقات