رواية بيت السلايف الفصل الثلاثون والاخير بقلم خديجة السيد
الفصل الثلاثون و الاخيرة
______________________
ركضت اسيف سريعا وسط ضحكتها قائله بنهج:
-يا ماما حد يلحقني
ركض جلال خلفها بغضب مصطنع:
-تعالي هنا والله ما انا سايبك بقى كده راحه تحرضى ماما عليا و تخليها تقرصني من وداني ماشي يا بنت السيوفي
وقفت تضحك رغما عنها وهى تومئ براسها حتي امسك بها فاحتضنها جلال ورفعها عن الارض قليلا وهو يدور بها قائلا:
- كده تعملي فيا كده
ابتسمت اسيف له وقالت:
- في ايه يا جلال مالك قافش كده ليه انا كنت بهزر معاك
هز راسه برفض قائلا بعناد :
- برده مش هاسيبك
استمعت الي صوت بكاء ابنتها الصغيرة لتقول بابتسامة انتصار:
- اوعى كده بنتك صحيت خليني اروح اشوفها
انزلها جلال ارضا قائلا بغيظ:
- ماشي روحي ليها، بنتك انقذتك مني حسابك معايا بعدين
ذهبت تحمل حياه من فراشها الصغير الذى كان بغرفتهم حملتها بين ذراعيها تضمها الى صدرها بحنان وهى تتمتم له كلمات مهدئه
شعرت بذراعى جلال تحاوطها من الخلف جاذبا اياها حتى اصبحت تستند بظهرها الى صدره مستكينه بحضنه مقبلا كتفها بحنان وهمست بصوت حنونه:
-مش عارفه ده انا لو بقعد قدامك ليله ونهارا مش هجيب حياه نسخه منك بالمنظر ده
قال جلال وهو ينحنى عليها متناولا شفتيها فى قبله خاطفه قائلا بخبث:
- علشان بتحبينى وبتموتي فيا، اكده من هنا ورايح مش هتقدري تنكري حبك ليا
هزت اسيف راسها وهى تتامله بشغف:
- وانا هنكر لي انا وقعت خلاص في حبك ودلوقتي انا بحبك و بعشقك وانت روحي وعقلي وحياتي كلها
ابتسم جلال بعشق يحتضنها وهي تحمل ابنتها الصغيرة النائمه براحه وضمهم اليه بحمايه
***
بعد اسبوع رحل زين ونادين وفي المساء دخل عيسي لتبتسم فرحه بسعاده لكن تلاشت ابتسامتها عندما ظهرت خلفه فتاه شابه ترتدي فستان قصيره لونه احمر فوق الركبة حمحم عيسي قائلا بصوت اجش:
- احم سلام عليكم
اجابت اسيف بتعجب وهي تنظر الى الفتاه باستغراب وجانبها فرحه تشتعل بغضب شديد وغيره حين قال عيسي بهدوء:
- دي ست مروه كانت چايه فسحه اهنه بس عربيتها عطلت في الطريج واني شفتها بالصدفه واخذتها اوصلها عجبال ما تصلح عربيتها
تابع حديثه قائلا بجدية:
-ادخلي اجعدي مع الحريم لحد ما الغفير يصلح عربيتك
أبتسمت له مروة باتساع وهي تشاور بيدها اليه وهو يذهب فتحت فرحه فمها بصدمه لتتقدم مروه وتجلس جانبهم قائله بابتسامة :
- هاي انا مروه
ابتسمت فرحه لها ابتسامه صفراء:
- هاي عليكي يا اختي واني مرات المحروس اللي لسه ماشي وكنتي بتقولي لي باي بايدك
قالت مروه بسعاده:
- واو يا طنط انتي مرات عيسي ده جنتل مان اوي بجد يا بختك بيه
فرحه بغضب شديد:
- البنت دي بتجول ايه هي بتشتمني واني مش واخذه بالي ولا ايه
كتمت اسيف ضحكتها بصعوبة قائله:
- بتشتمك بس ايه يا فرحه دي بتقول لك ان عيسى راجل
رفعت حاجبيها متسائلة باستهزاء:
- شوف ازاي واحنا اللي كنا فاكرين جنس ثالث وانتي لسه خابره دلوج انه هو راچل
عقدت مروه حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم: سوري يا طنط بس مش بفهم اوي اللغه الصعيديه تقصدي ايه بكلامك
صاحت فرحه بعصبية مفرطة:
- ايه طنط اللي ماسكها لي دي من ساعه ما دخلتي انتي عندك كام سنه يا اختي عشان تجولي لي يا طنط ديه انتي شكلك اكبر مني بس لولا عمليات التچميل اللي انتي عاملاها هي اللي مصغراكي
نظرت مروه إليها بغيظ متحدثه: madha ! انا مش عامله عمليه تجميل وعيب قوي حضرتك تسالي سؤال زي كده ولا الذوق ولا الاتيكيت ! يسمحوا لحضرتك تقول لي كده ولا حتى تساليني على سني
جزت فرحه علي اسنانها بغيظ متحدثه بغضب:
-ايه كميه البرطمه بالانجليزي اللي قالتها دي شاتوه صوح
قالت اسيف وهي تمسك ابتسامتها:
-يا ستي مش بتشتمك هي بس مكسوفه تقول سنها الحقيقة
نظرت فرحه الي فستانها القصيرة بسخرية هاتفه:
-ومش تطويله شويه
مروه بعدم فهم:
- هو ايه ده؟
فرحه بغيظ شديد:
- الفستان اللي انتي لابساه ولا عاجبك الخلج يتفرجوا عليكي
مروه ببرود:
-دي ال almuda يا طنط
كادت ان تنهض فرحه بحده لتصيح بعصبية :
-كده شتمت صوح اني كنت مستنيه تغلط من الاول اوعى سيبيني عليها يا اسيف
لتمسكها اسيف بصعوبة وقالت:
- يا ستي مش بتشتم بتقول لك دي الموضه
فرحه بحده تصيح:
- موضه ايه يا مسخه يا مايعه ديه جله حياء وادب
نفخت مروه بضيق شديد من اسلوب فرحه معها حتي دلف الغفير يبلغها ان تم تصليح السياره لتنهض لتقول اسيف بابتسامة مجامله:
-شرفتينا يا انسه مروه ابقي كرري الزياره ثاني
مطت شفتها بتفكر لتقول بابتسامة:
-مش عارفه هاجي مره ثانيه ولا لا بس مش مطوله بس اكيد هاجي مره ثانيه حتى عشان اشوفك استاذ عيسي
ثم نظرت الى فرحه قائله بعدم مبالاة:
-nice to meet you
ترجمت اسيف اليها المعني سريعا (سعيد بلقائك) فرحه بضيق:
- وانتي كمان يا اختي
توقف فجاءه ونظرت اليها بابتسامة مشرقة:
-بليز اوعي تنسى تسلمي لي علي استاذ عيسي يلا باي
جزت فرحه علي اسنانها بغيظ متحدثه بتوعيد:
-بس اكده من عيني ديه اني هسلملك عليه ومش اي سلام
***
=ااه يا بنت العضاضه ذراعي
صاح عيسي بها بألم حين دلف جناحه الخاص وتفاجأ بزوجته تندفع اليه وامسكت ذراعيه دون حديث واطبقت عليه باسنانها بشراسة وقال بحده:
- في ايه يا مجنونه انتي، اني جيت جنبك ولا اتحدت امعاكي ..ايه اللي انتي عملتي ديه
صاحت فرحه بعصبية وغيره:
- وكومان ليك عين تسال بعد اللي عملته مين البنت الملزقه اللي جبتها السرايا و علاجتك بيها ايه
امسك عيسي ذراعيه بألم وقال بغيظ:
- واني مالي ومالها ولا اعرفها حتي.. شفتها واني راچع بالصدفه واجفه في الطريج لوحدها جنب عربيتها وكانت متعطله اسيبها اكده هي دي الاصول اخذتها وصلحتلها العربيه و مشيت
زفرت بضيق شديد:
-لا ياخوي متسيبهاش بس جيبها تجرفني (تقرفني) اني وتحرج دمي وكل شويه عماله تبرطم بكلمتين انجليزي مفكره نفسها اجنبيه وحلوه.. وهي ولا حلوه ولا حاچه دي شبه المومياء اللي عدى عليها سنين
ضحك عيسي عليها بقوه:
- انتي غيرانه منها
صاحت فرحه بعصبية مفرطة:
- اني اغير من دي ليه دي كلاتها حتي سيلجيكون ونفخ وما فيهاش حاچه طبيعيه كلاتها صيني عامله كيف الفراخ البيضه تشبع ما ترمش انما اني چمال وحلاوه رباني مش
ثم نظرت الى عيسي بغيره:
- هو انتي شايفها حلوه يا عيسي
هز راسه بيأس ثم تفاجئت به ينحنى فوق جبينها يقبلها ويقودها ليضمها اليه برقة وقرب أذنه من اذنيها وهو يقبل بشرة عنقها هامس بصوت اجش :
- اني ما شفتهاش اصلا عشان جلبي وعجلي وعيوني كانوا معاكي انتي وبس حتى لو كنتي بعيد عني
همست فرحه بالحديث بشغف:
- صوح يا عيسى
ليستمر فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الإعتراض ليسرع بلفها اليه يحتضنها بين ذراعيه بحنان يخفض شفتيه الى شفتيها يهمس امامهم:
- صح يا جلب عيسي
همت بالتحدث مره ثانيه لكنه لم يمهلها ليسرع بالتقاط كلماتها داخل شفتيه يقبلها بحنان وسرعان ما تحولا الى شغف وجنون لا تستطع مجاراة اياه بعشق فاخذ ببطء تقبيلها لتبادله قبلته علي استحياء تقوم بكل ما تستطيع به من خبرة وتنسي كل ما حولها إلا عشقها وحبها الاول عيسي فقط
***
وقف ضاحي امام ثلاث قبور وهم اولاده الثلاثه كم كان الالم الشديد والانكسار الذي اصبح يشعر به فا فقدان العزيز الابن الغالي من اصعب الفراق في الحياه لكن الله له حكمه في ذلك
رفع ضاحي يده يقرا الفاتحة لهم و بدموع عزيزه تملئ عينيه بحزن وقال:
- ربنا يرحمكم يا اولادي
اشهق في بكاء حاد ليقترب منه حارس القبور قائلا باشفاق:
- لا حول ولا قوه الا بالله استغفر ربنا واهدي يا ابني انت كل يوم تيجي وتجعد لحد ما الليل ياليل عليك وانت عمال تعيط و تجرا جران ليهم اني خابر ان فراجهم صعب عليك بس اللي بتعمله ديه مش حل
مسح دموعه بمرارة وقال:
- مش جادر دول ولادي كانوا كل حياتي في الدنيا ماليش غيرهم دلوج
قال الراجل بابتسامة طيبه:
-ليك ربنا يا ابني
هز راسه بهدوء وقال بصوت حزين:
- ونعمه بالله
حرك رأسه بهدوء ليلمح من بعيد شابه صغيره السن في سن العشرين تقريبا تجلس امام قبر وتنظيفه من اوراق الشجر , ثم ذهبت وفعلت المثل امامه 3 قبروا ايضا عقد حاجبيه متسائلا:
- الا جولي يا شيخ احمد مين الست اللي هناك دي هي بتشتغل معاك اهنه اصل كل ما باجي بشوفها و بتكون بتنظف الجبور الثلاثه دول وبس!
نظر الي مكانه ما يشاور ليعرفها علي الفور ويقول بحزن:
- لا يا ولدي اني بشتغل اهنه لوحدي البنت اللي هناك دي اسمها صفاء حالها يصعب على الكافر والثلاثه جبور دول ابوها وامها واخوها الصغير ماتوا الثلاثه مره واحده في حادثه عربيه و هي الوحيده اللي عاشت ما بينهم من سنه تجريبا وسابوها يا عيني لوحدها
اشفق ضاحي عليها ليقول متسائلا:
-لا حول قوه الا بالله صحيح اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته وما لهاش جريب علي اكده
هز راسه برفض قائلا باشفاق:
- لا يا ابني ما لهاش حد حتى دكان البجاله بتاع ابوها حاولت تفتحه وتشتغل مكان ابوها بس ما عرفتش لوحدها اكمنها طيبه و ما لهاش في الشغلانه الناس ضحكوا عليهم ونصبوا عليها
نظر اليها بحزن عميق علي حالها متحدث بفضول:
-امال هي عايشه منين دلوج
قال الراجل موضح:
- على الله يا ابني شويه تخدم في البيوت شويه تبيع خضار جدام دارها واهي ماشيه حالها اكده
تنهد بقوه ضاحي ونظر لها بترقب واشفاق عليها عندما لاحظ دموعها تنزل بحسره والم وهي تقف أمام احد القبور وتبكي بشده ولا يعرف لماذا جاء في عقله حديث اخيه دياب عندما اخبرة يتزوج ويكون له عائله اخرى لكن يجب ان يكون الاختيار هذه المره صحيح ولما لا هي فتاه صغيره وطيبه عاشت معاناه مثله و تريد الستر و لرجل بجانبها يحميها من غدر الزمن
***
كانت جميله تجلس بجانب دياب يشاهدون التلفاز وهي تحمل حماد الصغير وكان يحتضنها بحنان وهي تبتسم اليه ، حتي بعد لحظات انتبه دياب انها غفت على صدره اخذ الطفل بهدوء و وضعه في فراشه وبعد ربع ساعه ايقظها بلطف فاقت رغم انها مستمتعة ولاترغب بالنهوض وقال:
- چميله حبيبتي جومي نائمه في فرشتك
استندت الى المقعد وقالت باستغراب:
- ايه ده انا نمت
ابتسم لها دياب بلطف لتنتفض مكانها بخضه وذعر:
-حماد ..حماد فين
قال دياب يطمنها:
- اهدى يا چميله اني نجلته فرشته روحي نامي وارتاحي انتي كومان
تنهدت جميله براحه وهزت راسها برفض وقالت بابتسامة عريضة:
- لاء هقعد معاك اتفرج على الفيلم انا وانت
بادلها الابتسامه بحب وهتف:
- طب روحي الاول حضري لينا الغداء عشان ناكل انا وانتي
هزت راسها بالموافقه ولم تتكلم وتحركت للنهوض الي الخارج لتحضر له الطعام ولكن دياب امسك بها و لفها ناحيته وانحني وقبلها بقوه بينما يديه تشد خصرها و تعمق اكثر بالقبله حتي شعرت شفتيها تتورم وحاولت دفعه عنها عندما شعرت بالاختناق تريد الهواء ابتعد عنها اخير وادخل يديه تحت شعرها امسك للخلف عنقها ليثبت بشفتيه برقة بقبلة يمتص بشغف وابتعد ناظر اليها بقوه قائلا بهمس:
-كان نفسي اعمل اكده من ساعه ما جيت من بره
قالت جميله بخفوت وخجل:
- وايه اللي كان منعك
دفن دياب راسه بين عنقها يهمس :
- ولادك الله يسامحهم لجيتهم هما كلاتهم موچودين في الاوضه
كان ينظر الى عينيها اللامعة بشدة لتتسارع انفاسه وتشتعل عينيه بالنيران ليسرع بحملها الى الفراش خلفهم يضعها فوقه برقة واهتمام كما لو كان يحمل بين يديه شيئ مصنوع من الخزف ينظر اليها بشغف وحنان مسد اصابعه خصلاتها الى الخلف لينحنى فوقها لتهمس جميله بصوت خجل متلعثم :
-دياب مش قلت عاوز تتغدى
لتمتد انامله الى ظهرها يقوم بفك تلك الازرار باصابع خفيفة تكاد تلامسها لتسمع انفاسه تتعالى بشرتها بينما ترتفع اطراف اصابعه تلامس بشرة ظهرها برقة لتسرى القشعريرة ليهمس هو:
- انتي غدايا النهارده يا جلبي
***
كانت صفيه جالسة على الفراش وسط عدد كبير من الاطعمة التى اعدتها حماتها و والدتها ورفضوا مساعدتها, خرج مصطفى من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة وما ان راها حتى ابتسم قائلا:
- ايه ده انتم عاملين وليمه ولا ايه
ضحكت صفيه قائلة:
- دي امي واما ناهد شكلهم بيزغطونى انا وانت عشان حامل شايف حاطين واكل جد ايه تعالي كول جبل ما الواكل يبرد
اقترب منها مصطفى بحماس وجلس جاورها قائلا بابتسامه:
- والله حماتي وامي دول ستات بيفهموا هي والدتك مشيت ليه ما كانت باتت النهارده وانا كنت روحتها بكره
وضعت اليه بعض الطعام له وقالت:
- حاولت معاها والله يا مصطفى بس هي جالت لي مش رايده تتعبك وكومان مش هتعرف تبات بعيد عن فرشتها
هز راسه بتفهم وقال باهتمام:
- انتي لازم تاكلى كويس عشان نفسك والبيبي الايام اللي فاتت بصراحه مش عاجباني خالص حتى الدكتور قالك كده بنفسه كمان
هزت راسها له بالايجاب بابتسامة خفيفه وبدات تقلب في الطعام بشرود ليلاحظ مصطفى وقال فجاه:
- مبسوطه يا صفيه معايا
انتبهت وتطلعت اليه بصدمه:
- ديه سؤال يعنى اكيد
قال مصطفى بتردد:
-يعني مش ندمانه انك اتجوزتنى
تركت ما بيديها واجابت باستغراب:
- وهندم ليه بس يا مصطفى اني لو لفيت الدنيا كلاتها مش هلاجي راچل ضفرك و لو رچع بيا الزمن برده كنت هختار اكمل معاك
- حلو الكلام بس ياتري قلبك لسه ميال لجلال
هتف بها مصطفى بحزن , نظرت اليه بدهشة وقالت بانكسار:
- اني مش بفكر في چلال وحاولت بكل الطرج اطلعه من جلبي يا مصطفى , والله العظيم ما عدت افكر فيه ولا بجي ياچي في بالي حتي ، اني مش وحشه جوي اكده يا مصطفى عشان ابجى على ذمه واحد وافكر في واحد ثاني
- امال ليه اتوترتي لما عرفتي اني اسيف ولدت
نظرت اليه بألم وقالت بمرارة:
- هو ديه اللي خلاك تشك ان اني لساتني بفكر فيه لاه اطمن يا مصطفى , اني اتوترت و زعلت عشان افتكرت اللي اني عملته فيه هو ومراته زمان افتكرت اني كنت جد ايه وحشه معاهم افتكرت اللي بحاول انساه معاك بس ولا بحبه ولا بفكر فيه, ولو لسه شاكك فيه ورايد تسيبني مش همنعك اني خابره انك استحملت اللي مافيش راچل يستحمله مني
احس بغضه عندما راى دموعها تتساقط نهض سريعا بلهفة يجلس جانبها فضمها مصطفى الى صدره:
-هزعل منك لو قولتى كدا تانى والله العظيم بحبك بس انا بغير عليكي قوي يا صفيه , وقلبي واجعني لما شفت منظرك كده لما عرفتي ان اسيف ولدت لتكوني لسه بتفكري في جلال وانتي كمان عمرك في حياتك ما قلتلي انك بتحبيني رغم كل اللي عملته معاكي
لتقول وسط شهقاتها بياس:
- يا مصطفى والله ما بفكر فيه اني مش رايده اكدب عليك واجول لك ان اني باحبك بس مش بكرهك بالعكس بفرح جوي لما تبجي جنبي ولما تجرب مني كمان و بزعل لما بتبعد ما اعرفش الاحساس ديه ايه عاوز تسميه حب سميه
أجابها مصطفى وهو يقبل جبينها بحب:
- خلاص يا حبيبتي اهدي انا مش هستعجل عليكي وهاسيبك براحتك لحد ما تبقي تقوليها من نفسك
لم تجيب عليه لكن ارتفع بكائها فضمها مصطفى الى صدره قائلا مشاكسه:
- بس بقى مش عايز البيبي يطلع مبوز ولا مكشر
مسحت دموعها لتقول بضيق:
- لاه هيطلع حلو زيك
ابتسم وهتف بها مصطفى بابتسامة حب:
- يعني انتي شايفاني حلو .
أجابته صفيه بخجل:
-اه طبعا
ابعدها عنه مصطفى قائلا بجدية:
- ناكل بقى علشان انا مش مسؤول علي اللي ممكن يحصل دلوقت و ممكن اتولى انا مهمة تزغيطك بدل حماتي وامي
اخذ قطعه من اللحم وقربها أمام فمها بحنان: -افتحي بقك الجميل يلا
اومات صفيه برأسها إيجاباً وهى تبتسم بسعادة وفتحت فمها تاكل ما بيده .
***
بعد مرور شهر دلف جلال الى غرفته ليتفاجا باسيف تركض اليه بابتسامة سعيده:
-بارك ليا يا جلال لسه دلوقت حالا مكلمني في الجامعه واتعينت في شركه كبيره قوي في القاهره
نظر لها بدهشة وقال بتوتر:
- بجد مبروك
عقدت حاجبيها متسائلة باستغراب:
- في ايه يا حبيبي مالك بتقولها كده ليه.. ايه يا جلال انت هترجع في كلامك ولا ايه انا يوم ما اتخرجت كنت في الشهر الخامس واتفقنا مع بعض على موضوع الشغل ده بس قلت لي لما تولدي صح
قال جلال بتوضيح:
- يا حبيبتي صح انا ما قلتش حاجه بس انتي بتقولي في القاهره معنى كده انك لازم تكوني هناك موجوده على طول في القاهره
تنهدت اسيف بضيق وهي تقترب منه قائله بحنان:
- طب وايه يعني يا جلال انا حياتي وعيشتي كلها كانت في القاهره و جيت الصعيد عشانك ما فيهاش حاجه لما انت كمان تتنازل وتخلينا نعيش في القاهره
نظر لها بدهشة جلال متسائلا:
- طب وشغلي اللي هنا في الصعيد
اسيف بجدية:
-جلال انا سمعتك وانت بتتكلم مع الراجل بتاع المكن اللي قال لك عليه عيسى وقال لك على موضوع التصريح اللي انت عاوزه مش موجوده هنا في الصعيد وصعب تجيبه لو جبتها هتكلفك جامد قوي وسالته احسن بلد ممكن تلاقي فيها كل المكن اللي انت عاوزه بتصريح وسعر مناسب وهو قال لك ايطاليا وانا الشركه اللي انا هتعين فيها ليها فرع في ايطاليا ولو قلت لهم عاوزه اروح هناك اكيد مش هيرفضوا
جلال بغضب :
- انتي بتصنتي عليا يا اسيف افهم من كلامك ده ايه عاوزاني اجي معاكي اعمل المشروع في ايطاليا وانتي تشتغلي
هزت راسها برفض هاتفه بجدية:
- جلال انا سمعتك بالصدفه وانت كان صوتك عالي و انت بتتخانق معاه عشان كنت متضايق قوي من الموضوع ده وبعدين فيها ايه يا حبيبي إحنا رايحين عشان مصلحتنا وشغلانا
جلال بجدية وهو يسحب المقعد يجلس:
-الموضوع مش سهل كده يا اسيف انا حياتي وعائلتي كلها هنا لو رحت قلت لهم حاجه زي كده ممكن يزعلوا مني
ابتسمت له اسيف برقه وتوجهت الى احد المقاعد تجلس جانبه:
- متهيالك يا حبيبي هما بيحبوني وهيفرحوا لينا حاول انت تمهد ليهم الموضوع واحده واحده وبراحه
ليقول بقلق شديد:
- مش عارف يا اسيف خايف من رد فعلهم
***
فتح زين باب المنزل وهو يقول بابتسامة عريضة:
- دندن.. انتي فين يا حبيبتي
جاءت له نادين تركض بلهفة قائله : -ها طمني عملت ايه عرفت تعرض تصاميمك و رسوماتك على حد ورضي يعمل لك المشروع بتاعك
اندفع اليها تلقاها ذراعيه تحتضنها بعشق شديد وهو يمرر يده على جسدها بحنان ثم قبل اعلى راسها وهو يقول :
- انا فرحان.. فرحان قوي يا نادين ميرسي قوي يا حبيبتي انتي اللي شجعتني على الموضوع ده يا وش الخير
ابتسمت له بسعاده لتقول بحب:
-ربنا يفرحك يا حبيبي افهم من كده انك خلاص عرفت تلاقي حد يساعدك في موهبه الرسم بتاعتك
رفعها بحنان بين ذراعيه وهو يتابع حديثه بفرح:
-طبعا لقيت ده الراجل اول ما شاف الرسومات بتاعتي انبهر بيها واعد يشكر فيها وقال لي لازم تروح لواحد اسمه شريف الراوي هيهتم قوي بموضوع الرسم وهيساعدك تنشر رسوماتك و العالم كله يشوفها
وضعها على المقعد وجلس بجانبها وهو يتامل وجهها بعشق لتقول بسعاده:
- بجد طب مستني ايه يلا روح لي
حمحم زين قائلا بتردد:
-هو بصراحه الراجل ده موجود في امريكا هو اداني العنوان بتاعه وقال لي لازم تروحله في اسرع وقت في ناس كتير بتروحله من اخر العالم عشان بيهتم اوي بالموضوع ده
نظرت نادين بدهشة متسائلة باهتمام:
- امريكا وانت وافقت تسافر
ليقول زين بارتباك شديد:
- هو مادنيش فرصه اصلا يا نادين ارفض قالي تبقى مجنون لو رفضت فرصه زي دي بس وانا جاي في الطريق اقعدت افكر ان فعلا ليه اضيع الفرصه من ايدي دي فرصه مش هتجي ليا ثاني وطبعا مش هقدر اسافر من غيرك ولا من غير بنتي وتين عشان كده بترجاكي يا نادين تيجي معايا
مررت نادين يدها بحب بداخل خصلات شعره السوداء الغزيره وهي تقول بتردد:
- يا حبيبي انا ما عنديش مانع وطبعا هبقى جنبك و بساعدك وبشجعك وبسندك علي طول بس موضوع شغلي هعمل فيه ايه
قال زين بلهفه:
- ايه رايك تفتحي شركه هناك وانا عارف انك شاطره وفي خلال شهور هتعرفي تخلي لينا اسم هناك وتبقي عائله الجبالي كمان ليها اسم بره مصر صدقيني يا نادين المواضيع دي بيهتموا بيها قوي بره البزنس اهم حاجه عندهم
عقدت حاجبيها بصدمه وهتفت بحيره:
- افتح شركه هو انا ليه حاسه من كلامك كانك خلاص عاوزنا نستقر هناك
قال زين بخفوت:
-ما انا لو نجحت في الموضوع ده بره مصر ايه اللي يخليني ارجع القاهره تاني
تنهدت نادين بقوه واشاحت وجهها بضيق شديد ليلف وجهها زين و ابتسم بهدوء:
-نادين انا مش عاوز احس ان انا اناني وعاوز اخذ رايك و موافقتك في الموضوع كله عارف ان الموضوع كله غريب عشان حياتنا من الاول هنا بس انا حياتي في الاول كانت في الصعيد وكان ممكن لما نتجوز نعيش في الصعيد بس انتي وقتها قلتلي مش هاخذ على العيشه هناك وانا ساعتها وافقت وقلت لك ماشي نعيش في مصر انا مش باقول لك الكلام ده عشان تردي ليا دلوقت الجميل اللي انا عملته زمان بس باقول لك زي ما انا اخذت على العيشه في القاهره انتي كمان وانا هناخد على العيشه في امريكا مع الوقت وانا محتاجك قوي معايا مش هقدر اسافر من غيرك
نظرت اليه بصمت وهي تفكر اذا رفضت سوف تحطم احلامه فمنذ ان دخل وهو سعيد جدا من الأساس فكيف سترفض وهو يتحدث أنه يحتاج اليها لتقول نادين بعد تفكير بقله حيلة :
- اعمل اللي انت عاوزه يا زين وانا اوعدك هبقى في ظهرك علي طول و مش هبعد عنك
***
كانت جميله جالسة على الفراش تتابع دياب بعينيها وهو يحادثها عن إتفاق زواج ضاحي اخيه و عقد قران علي المدعوة صفاء غدا فهي لم تذهب معه وجلست مع الاولاد ابتسمت وهى تخبره:
-مبسوطة اوى عشان ضاحى سمع بنصيحتك ودور على واحده كويسه يتجوزها ربنا يتم لي على خير
كان دياب جوار جميله بالفراش قائلا بحنان: -واني والله ما صدجتش نفسي لما ضاحي جيه وجال لي في واحده بشوفها في المجابر بتزور اهلها و شكلها طيبه وبنت ناس و رايد اتجوزها
لتقول جميله متسائلة باهتمام:
-هو على كده ضاحي هيعملها فرح
هز راسه برفض قائلا بجدية:
- الاثنين رافضين بشكل نهائي و عندهم حاله وفاه من مده جريبه ورايدين حاچه على الضيج المهم تبجى اخلاجها (اخلاقها) زينه مش كيف اللي جبلها هي وماهر واللي جايلنا منهم
هتف بها دياب بملامح منزعجة وهو يلاحظ نظرات جميله الحزينة فحاوطت وجنتيه بكفيها قائلة:
-ان شاء الله ربنا يرزق ضاحي بواحده كويسه عشان هو طيب وما لوش ذنب في اللي عملته مراته
ثم اقتربت منه اكثر قائله بحب :
- ثم انا نسيت كل حاجه حصلت من احلام او من ماهر مش ده كان اتفقنا مع بعض كفاية عليا وجودك جنبى دى نعمة كبيرة اوى يا دياب من ربنا
قبل دياب يديها الاثنين بحب قائلا:
- ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى
هتفت جميله بحب وهي تميل بجسدها على الفراش قائلة ويخليك ليا
***
جلس عيسي بجانب والدته عديله وقال بهدوء:
-خير رايداني في ايه
هزت كتفها عديله بعدم معرفه :
-علم علمك يا خوي هما نادوني زيك وجالوا لي رايدينك انتي وعيسى في موضوع مهم
نظر عيسي الي جلال وزين قائلا باستغراب:
-موضوع ايه ديه
تطلع جلال الي زين بتوتر واضح لا يعرفون بماذا يتحدثوا عقدت حاجبيها متسائلة بشك:
- ما تنطجوا هو انتم جايبين تسمعنا سكتكم
نظر زين اليه حتي يتحدث هو و ابتلع ريقه جلال وقال بارتباك:
-هو بصراحه يعني هو انا و زين , او يعني انا و اسيف هنسافر ايطاليا
عيسي متسائلا:
- رايحين زياره يعني ولا فسحه وهترچع ثاني
هز راسه جلال بتردد وقال:
-لا مش هنرجع ثاني او هناجي ليكم في الاجازات زياره اكيد بس هنعيش هناك و بنفكر نستقر هناك, اسيف جالها جواب تعيين شغل هناك وانا مش لاقي تصريح مناسبه لشغلي هنا فا هكملها هناك برده في ايطاليا
اتسعت عيني عديله بصدمه كبيرة وعيسي ايضا ليقول بذهول:
- ايه
هتف زين وقال بتوتر:
- وانا كمان انا ونادين هنسافر امريكا هنشتغل انا وهي برضه
ليقول عيسي بعدم استوعب :
- هو في ايه هو انتم الاثنين مرتبينها مع بعض من جله الشغل اهنه عاوزين تسيبونا
قال جلال سريعا :
- لا مش هنسيبكم ولا حاجه بالعكس هنتصل بيكم كثير وهنيجي زياره كتيره اوي
هز راسه زين بالإيجاب وقال:
- ايوه يا عيسي والله زي ما كنت عايش في القاهره كده وبنجلكم زياره انا ونادين هنبقى على طول عندكم
عيسي بسخرية وقال:
- لا تفرج يا زين القاهره وبين الصعيد كام ساعه وتبجى اهنه انت ومراتك و معاكم في نفس البلد و لما يبقي في حاجه حصلت تيجيلنا علي طول انما امريكا اللي رايد تروحها ديه بعيد علينا جوي ومش مع بعض ولا في نفس البلد طياره وجطع تذكره ومن الاخر اكده هتستخسروا المشورة بعد اكده ومش هتجي اصلا
زين برفض:
-لا يا عيسي طبعا انت ليه حاسبها كده مش صح
هز راسه عيسي برفض قائلا بحزن:
- لاه صوح يا ولد ابوي انت وهو ممكن في الاول هتجلنا على طول هتبجوا كل اسبوع حتي اهنه في البدايه بس انما بعد اكده هتفوت مره على مره لحد ما هتنسونا من الاساس
قال جلال بضيق شديد :
- صدقني يا عيسى هنيجي نزوركم على طول وهنفضل محافظين علي الود اللي ما بينا لحد اخر العمر وهنيجي زياره دائما انا وزين اتفقت علي كده
نظر إليهم باعين ثاقبة حزينه ليقول: -واني باجول لك مش هتيچي يا چلال ولا انت ولا زين بعد اكده والود هيتجطع يا اخوي ولما نيجي تحسبكم ساعتها هتجولوا معلش مشاغل الدنيا واخدانا
صمت جلال بحزن من حديثه وهو ينظر الى زين الذي اخفض راسه بغضه وهو يفكر ليقول جلال بخفوت:
-وانتي ياما ايه رايك
كانت عديله تجلس تستمع الحديث الدار بصمت حتي رفعت عينيها تنظر اليهم باعين دامعه وقالت بهدوء:
- خذ بيدي يا عيسى طلعني اوضتي يا ابني
زين بزعل:
-يا ماما طب ردي علينا موافقه ولا مش موافقه
نهض عيسي وامسك يدها وهي ضغطت عليها بقوه قائله بعمق:
-ما انتم خلاص قررته يبجى هيفيد بايه الحديد سافروا واعملوا اللي انتم رايدنوا ربنا يكرمكم هناك
***
قالت فرحه بصدمه :
- بتجولي ايه يا اسيف هتسافرى انتي وچلال وتسيبونا وانتي كومان يا نادين وزين برضه
قالت اسيف بتردد:
- ما تقلقيش يا فرحه هنيجي نزوركم على طول
هزت راسها نادين بتأكيد لتقول فرحه بحزن شديد:
- طب ليه ما انتم وسطينا و واخذين بحس بعض ..الدار اكده هتفضي علينا كلاتنا على الاجل انتم جريبين مننا لو حد حصل له حاچه ولا تعب نحس ببعض
صمتت نادين واسيف ولا يعرفون ماذا يتحدثوا, تطلعت فيهم فرحه لتقول بالم:
- خلاص براحتكم في النهايه انتوا احرار ربنا معاكم
نهضت اسيف واحضنتها بحنان قائله بحب: - والله هتوحشيني قوي يا فرحه انتي بالنسبه لي كنتي زي اختي واكتر كمان , انا عمري ما هنسى اي موقف عملتيه معايا بس صدقيني غصبا عننا
قالت نادين بحزن شديد وضيق فهي كانت لا تريد السفر من الاساس لكن لا تريد ان تقف امام حلم زين فهو كان متحمس بقوه ولا تريد اطفاء ذلك الحماس واحباطه فقد سعي كثير بذلك الحلم : -ولا انا كمان يا فرحه انتي عارفه انا باحبك قد ايه مش هنساكي وهفضل اتصل بيكي كثير قوي وانا هناك
ابتسمت لهم فرحه ساخره بحزن:
- المهم ما تنسونيش اني من الاساس
وقبل ان يجيب عليها أحد جاءت ام العربي
تركض بلهفة قائله ببكاء :
- الحجي يا ست فرحه ست عديله تعبانه جوي وعماله تجول رايده عيسى
***
بداخل مكتب العمل جلس عيسي وامامه جلال وزين يتحدثون معه، كان مستندا الى ظهر المعقد بعينين نصف مغلقة بوجه محتقن بينما سلط نظراته الفارغ وليس اليهم وهما مازالوا يتحدثان و بداخله عاصفة يحاول اخمدها اخذ جسده يهتز بعنف من شدة الغضب الذى يعصف به حاد كنصل السكين, لا يصدق ان جلال وزين سيهاجرون للخارج صعب عليه الموقف، فهم ليس أخواته بلا اولاده ثمرة حياته اخذ سنوات طويلة يزرع فيها و يرعاها والان تذهب من بين يده الان فقط فهم لماذا والدته أجبرتهم علي العمل في مجال واحد فقط و أيضاً فهم شعورها عندما كان يتزوج واحد منهم وتأخذه زوجته منها .. افاق علي صوت جلال يقول برجاء:
- ممكن ترد علينا يا عيسى بقالنا فوق النصف ساعه قاعدين جنبك بنكلمك وانت ولا هنا
لم يجيب ليقول زين بجدية:
- خلاص يا عيسي ما تزعلش مننا ما احنا عمالين نوعدك ان احنا هنيجي نزورك على طول مهما حصل
تنهد جلال بضيق شديد من صمته ليقول بغضب:
-خلاص يا عيسى ولا تزعل نفسك انا مش هسافر خلاص و...
قاطعه متمتما بصوت حاد من بين اسنانه المطبقه بقسوة:
- خلاص اعملوا اللي انتم رايدينه انتم ما عدتوش عيال صغيرين مستنيين الاذن مني , ياريت بس تفتكروا وعدوكم وما تنسوش
اسرع زين قائلا:
- ما تقلقش يا عيسي والله هنسافر مسافه اسبوع واحد وهنيجي علي طول ليكم لحد ما نزهق زيارات
هز راسه بهدوء عكس ما يشعر به وهو يريد ان يكسر ارجل كل واحد منهم حتي لا يرحل عنه لكن تنهد بقوه محاولة تهدئه نفسه ليسمع صوت هاتفه يرن أجاب بصوت هادئ حتي تحولت وجهه شاحب كشحوب الاموات و سقط الهاتف منه ارض وتحرك يركض للخارج سريعا
وخلفه جلال وزين الذي احسوا بشعور القلق والتوتر الشديد وهو يهتف أحدهم بخوف:
- عيسي في ايه طب قلنا ايه اللي حصل
***
اخذت فرحه تبكى بحرقة وهي تقبل يد عديله : سلامتك يا مرات عمي سلامتك يا حبيبتي مالك ان شاء الله اني وانتي لاه
أخفضت اسيف عينيها الباكية تجلس جانبها:
- انا اسفه يا طنط عديله لو كل ده عشان موضوع سفري انا وجلال سامحيني وقومي بالسلامه .. والله ما هنسافر خلاص
اخذت نادين تهز راسها بالرفض مع كل كلمة تخرج منهم تهتف بألم:
- ولا انا يا طنط عديله انا اصلا ما كنتش عاوزه اسافر من الاول بس انا وافقت عشان خاطر زين وهرفض دلوقتي عشانك انتي بس بالله عليكم قومي
رفعت عديله وجهها تنظر الى عينيها قائلة بصوت متعب بشده:
- فرحه
اسرعت اليها فرحه بلهفه شديدة وبكاء:
-اؤمريني يا مرات عمي
قالت بصوت مرهق:
- سامحيني يا بنيتي علي كل حاچه عملتها معاكي ومتزعليش مني
لتنهار فرحه فى بكاء مرير وهى تقول:
- عمري ما زعلت منك والله العظيم يا مرات ولا علي اي حاچه عملتيها معايا اني كنت بحبك وعفضل احبك كيف امي واكتر
قالت اسيف بدموع حاره :
- مش هينفع نستنى كده انا هروح استعجل الدكتور يجي بسرعه يشوفها
نظرت اليهم نظرة اقل مايقال عنها قاتلة تحمل من الانكسار والالم اطنان هاتفه بصوت هامس اجش:
- هاتوا لي عيسي يا ولاد.!
***
فتح عيسي الباب بقوه ابتسمت عديله بصعوبة شديدة وهي تجلس اعلي الفراش قائله وهي تمد يدها له بابتسامة باهته:
-تعالي يا عيسي ..جرب يا ولدي
دون تفكير ركض عيسي اليها يجلس بركبته تحت الفراش وهو يردد ويقبل راسها ويدها وجبهتها بصوت متقطع:
- اني اهنه يا حبيبتي.. اني اهنه يا عمري و روحي اني اهنه جارك ومش هسيبك أبدا ياما
بهت وجهها بألم فقد اصبح الالم لا يحتمل : -شكلها اكده خلاص يا عيسي خلاص يا ولدي مهمتي في الحياه خلصت وهتشيل الحمل كله لوحدك يا عيسى
اجابها عيسي بالم وهو يشدد من ذراعيه حولها بحمايه فور رؤيته للالم المرتسم فوق وجهها ليقول مبتسماً بصعوبة :
-جومي يا عديله بطلي دلع عاااد تلاجيك بس رايده تعرفي انتي غاليه علينا ولا لاء مع انك مش محتاچه تعملي اكده عشان انتي خابره زين انتي بالنسبه لي ايه
أجابت عديله بصوت مرتجف متعب وهى تضع يدها فوق خده بحنان:
- ما تزعلش من اخواتك يا عيسى وسيبهم يمشوا ويشوفوا حياتهم مع عيالهم واجوازهم ما تبجاش اناني زيي يا عيسى ,زمان غصبت عليهم كلاتهم يدرسوا زراعه عشان يبجوا جنبي وما يخرجوش عن طوعي و تبجوا جنب بعضكم كومان بس بعد اكده لما فكرت فيها حسيت ان اني غلطت , كفايه اللي عملته في زين ولدي وكنت السبب في المشاكل اللي ما بينه وبين مراته وانت يا عيسى اللي شلت الليله بدالي سيبهم يا عيسى.. سيبهم يشوفوا حالهم مع اني فراجهم (فراقهم) هيكون صعب جوي عليا بس معلش هستحمل
قال عيسي شاعر بنغزه بقلبه لاجل فراقهم :
-حاسس كانهم عيالي اللي ربيتهم بعد سنين طويلة ودلوج بيخرجوا عن طوعي ياما
ابتسمت له عديله بصعوبة قائله بصوت متقطع:
-خابره زين الاحساس ديه يا ولدي بالذات بعد ما اني كومان هروح للي خلجني واسيبك
قاطعها عيسي و هو يبتلع الغصة التى تشكلت بحلقه:
-بعد الشر عليكي ياما بس عشان خاطري ما تجوليش اكده
ابتسمت له عديله بشحوب:
-الموت عمره ما كان شر يا ابني دي راحه كبيره مع ان هيعزه عليا اسيبك لوحدك يا عيسى ..ديه انت جلبي وروحي من جوه
كان قلبه ينقبض داخل صدره بألم كلما استمع الى هذه الكلمات لتدمع عينه بغزارة:
- بس هيكون شر بالنسبه لي ياما ابوس يدك ما تروحيش مني انتي كومان ما تكسريش ظهري ياما .. كفايه عليا ابوي واخواتي
رفعت يدها تمسح دموعه بالم شديد والدموع تلمع في عينيها بحزن:
- اني يا ولدي لو مامتش دلوج هموت بعد اكده من الوحده وهم بعيد عني وانت معاك حج.. بعد اكده مش هيفتكرونا بس دي سنه الحياه يا عيسى
هز عيسي راسه بغير تصديق واخفض راسه يحضنها برفق شديد وانفجر في بكاء حادة مثل الاطفال :
- لااا ..يـامـا.. لاااا
احتضنته عديله بشدة و قالت بصعوبة بحنان:
- بس يا ولدي بس يا حبيبي وبعدين متزعلش ديه اني راحه للحبايب يا عيسى وحشوني يا ولدي
انحنى عيسي مقبلا جبينها و هو يربت فوق راسها بحنان غير قادر عن النطق بحرفا واحدا شاعرا بسواد يتخلله لكنه انتفض فارغا يقول بصوت مهزوز:
- والحبايب اللي اهنه هتسيبيهم لمين ياما؟.
أغمضت عينيها بألم وابتسامة شاحبه تخلل وجهها ولم تشعر بشئ بعدها إلا وغمامه سوداء وهي استسلمت لها دون جهد...!
الــخــاتــمــه الجزء الأول
_________________
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
حيانا هلالك ردينا التحية
زهانا جمالك بالطلعة البهية
دي فرحة سلامك ولا وداع صيامك
دي فرحة سلامك ولا وداع صيامك
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
تم البدر بدري
والايام بتجري
تم البدر بدري
والايام بتجري
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
يا ضيف وقته غالي وخطوة عزيزة
حبك حب عالي في الروح والغريزة
ايامك قليلة والشوق مش قليل
ايامك قليلة والشوق مش قليل
والغيبة طويلة ع الصبر الجميل
لسه بدري حبة يتمنى الاحبة
لسه بدري حبة يتمنى الاحبة
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
تم البدر بدري
والايام بتجري
تم البدر بدري
والايام بتجري
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
بتحلف يتيمك ما تلمح دموعه
وتسره بقدومك وتنور شموعه
بتحلف يتيمك ما تلمح دموعه
وتسره بقدومك وتنور شموعه
وتسيب يوم وداعك فوق الارض عيد
وتسيب يوم وداعك فوق الارض عيد
يا هالل بفرحة ومفارق بفرحة
يا هالل بفرحة ومفارق بفرحة
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
تم البدر بدري
والايام بتجري
تم البدر بدري
والايام بتجري
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام.
حين ياتي القمر ويتكون هلاله ويهل علينا ذاك الهلال فحينها نعلم انه اقترب شهر الخير و البركة والرحمة والمغفرة ذلك الشهر الذي يهل هلاله سريعاً ويختفي بنفس ذلك السرعة وتفتقد كل تلك النعم والخيرات التي تهل بهلال ذلك الشهر
ثلاثون يوماً يمر علينا من الخير والبركه في رمضان جاهد نفسك قدر استطاعتك واغسل قلبك قبل جسدك ولسانك قبل يديك وافسد كل محاولاتهم لافساد صيامك واحذر ان تكون من اولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع اقترب من احلامك البعيدة اكتشف مواطن الخير في داخلك واهزم نفسك الامّارة بالسوء اكتب رسالة اعتذار مختصرة لاولئك الذين ينامون في ضميرك ويقلقون نومك ويغرسون خناجرهم في احشاء ذاكرتك لاحساسك بانك ذات يوم سببت لهم بعض الالم افتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح واطرق الأبواب المغلقة بينك وبينهم و اضع باقات زهورك على عتباتهم واحرص على ان تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج النقي..
كانت تمر الأيام الحلوه سريعه والليله هو اخر ليله من ليالي رمضان و قد مرت سنتين علي عائله الجبالي بحلوها ومرها ..
في منزل كبير الجبالي و هو عيسي حسنين الجبالي كان الصوت عالي من الداخل والكثير من الرجال تتحدث بصوت واحد بينما هو كان يجلس ينظر ارضا ولا يتحدث ولكن يستمع الى صوتهم العالي وتركهم يتحدثون بصوت عالي وكان ينظر الي الفراغ بعيونه السوداء بينما يضغط على يده بغضب بارد ويستمع اليهم قائلين
-يا كبير ما هو ما ينفعش اللي اخوك بيعمله ديه بصراحه المفروض المزاد المره ديه بتاعنا احنا
- ايوه يا عمده احنا كل مره بنتفج احنا وتجار السوج مع بعض المزاد هيرسي على مين المره دي واتفجنا على الحديد ديه مع زين بيه وهو جال موافج
-بس نكتشف النهارده واحنا في المزاد يچي ويعلي علينا السعر وياخذ المزاد كله لوحده بصراحه الحديد ديه بجى ما يرضيش ربنا
عيسي وهو يرجع جسده الي الخلف ويعدل من عبائته وهو عاقد حاجبيه بقوه وبصرامه:
- وهو برضه يرضي ربنا يا حاج فواز تغرج ارض زين اخوي والزرعه تبوظ و المحصول كومان
ارتبك وصمت الجميع وابتلع ريقه بتوتر فواز وقال بكذب:
- اني ما فهمش انت بتتحدد علي ايه يا عيسى بيه
قال عيسي بصوت اجش ولهجه قويه :
- اسمعني زين انت وهما اني خابر مين اللي غرج الارض بتاعت اخوي زين بس معتبتش حد فيكم لحد دلوج حتى اخوي ما جاش واشتكى منكم والمزاد اللي اخذوا ديه حجه مجابل أرضه اللي غرجت والمحصول اللي راح ومش رايد اسمع حس حد منكم ثاني, المجابله انتهت.
عـيـسي.
كالاسد انا في غابته يعيش كالملك يهبه الجميع ويحترمه لا يستطيع احد التعدي عليه ولا يعرف ان يعبر عن مايكنه ولكن لكل اسد حصن منيع يوجد بداخله ولا يخرج منه ايعقل ان تاتي من يحطم هذا الحصن لتحررني منه تاتي من اكون معها كالدب الاليف لا استطيع الهجوم اتاتي من تملكني وتكون اللبوؤه ولكن ايعقل ان يتحول الاسد الي دب اليف ام ساظل هكذا كالاسد دائما
وقف عيسي بطوله الشامخ و بعيون سوداء كالصقر الذي ورثها عن امه ورموش كثيفة وبشره السمراء من حرارة الصعيد وذقن خفيفة وبها شعيرات بيضاء تميزه بالوقار من السن و شيل الهموم عدل من لباس الصعيد ونظرات حاد كجبل لا يهزه شئ, ركضت الخدامه من السرايا تلهث بانفاسها الاهثه :
- الحجني يا سي عيسى ست فرحه اغمي عليها ومش راضيه تفوج
***
في نفس الوقت علي جانب اخر في الصعيد ايضا علي ارض مساحتها كبيره وبها معدات ومكن واصوات عاليه كاصوات المكن واصوات العمال فقد كان بها اكثر من 100 عامل وهي أرض جلال فاخيرا أنشأ المشروع الذي كان يحلم به منذ ان عاد الي الصعيد
حاول بكافه الطرق الحصول علي المكن بسعر مناسب حتي يتم المشروع في الصعيد ولا يتركها أبدا اخذ وقت طويل جدا حتى فعلها لكن في النهاية فعلها وها هو المشروع تم منذ سنه تقريباً
كانت هي تقف وسط الحيوانات والمواشي بضيق شديد وغيظ ,تنهد جلال بتعب وارهاق مصطنع وقال :
-ممكن الملف اللي هناك على المكتب لو سمحت يا اسيف
نظرت اليه بحنق وذهبت الى الداخل و احضرت له الملف وتطلع فيها بابتسامة سمجه وقال بهدوء: -معلش يا حبيبتي منديل ورق كمان و امسحي لي حبه العرق اللي على جبيني اصل الجو حر قوي وانتي عارفه ان الواحد صايم وكده
نفخت بضيق شديد وفتحت الحقيبه التي حول خصرها وأخرجت منديل واقتربت منه تجفف جبهته بغضب ليعقد جلال حاجبيه:
- ما براحه الله
لم تجيب عليه وابتعدت تقف مكانها وهو رفع الاوراق بيده ليقول:
- حبيبتى ممكن ال..
صاحت اسيف بحده ونفاذ صبر:
- بس بقى ايه انت اما صدقت كل شويه طلب شكل ايه تحب اهرش لك كمان في ظهرك لو حبيت مش هتبقى انت والصيام عليا النهارده
جلال ببرود:
- لا مش دلوقتي يا قلبي بس لو حسيت اني عاوز اهرش هاخليكي تعملي كده ,وبعدين مالك مش انتي برضه السكرتيره بتاعتي لازم تعملي كل اللي يريحني عشان ابقى مبسوط وانا بشتغل ومرتاح
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه بغضب شديد:
-انت حد قالك قبل كده انك بارد وتلم ورخم انا مش عارفه كان فين عقلي لما وافقت على اقتراحك اني اشتغل معاك والسكرتيره بتاعتك كمان هي طلباتك ما بتخلصش النهارده خالص ولا انت بتعمل كل ده عند فيا عشان اللي عملته امبارح
هتفت جلال بشراسة وهي يتذكر ما حدت أمس :
-طب كويس والله انك عارفه و فاكره عاملتك السوداء وغلطتك انا كل ما افتكر اللي حصل امبارح ببقى نفسي اخنقك انتي والحيوان اللي عينه كانت هتطلع عليكي بسبب الزفت اللي كنتي لابساه امبارح مع اني حذرتك بدل المره عشره ما تلبسيش اللبس ده ثاني وخصوصا لو احنا في المشروع وبين العمال اللي كلهم رجاله ولا عاجبك قوي البلوزه اللي كنتي لابساها ومبينه دراعاتك الاثنين
هزت راسها بياس ونظرت اليه متحدثه بتوضيح:
-ما قلت لك انا ما كنتش قصدي والله بنتك هي السبب كنت شايلها الصبح وباكلها راحت وهي بتلعب مطوحه الاكل على الجاكيت اللي كان فوق البلوزه القصيره وانا كنت خلاص متاخره قلعتها ونزلت بسرعه من غير ما اركز وبعدين انا لو كنت اتاخرت وغيرت هدومي ما كنتش هخلص منك ده انت بتطلع عيني لو اتاخرت دقيقه واحده بس
جلال بجدية :
- امال مفكره عشان مراتي هاعديلك تاخيرك عادي لا وحياه بنتك ما هيحصل زيك زيهم هنا
اسيف بغيظ:
-شوفت اديك قلت بنفسك عشان تعرف ان كان غصب عني فعلا وانت السبب اصلا
جلال بغضب وغيره:
-لا يا اختي مش انا السبب و ما تحاوليش تجيبيها فيا كان ممكن تشوفي اي حل او حتى تتصلي بيا وانا اتصرف بدل ما الاقيك داخله عليا بالمنظر ده وانا وسط العمال
تنهدت اسيف لتقول بترجي:
- خلاص معلش انا اسفه ما كنتش قصدي مش هتتكرر ثاني خلاص ممكن بقى نركز في شغلنا و نبطل نطلب طلبات هايفة زيك
نظر لها جلال بحده قائلا بغضب مصطنع:
- انا هايف طب استلمي بقى اتفضلي جهزي نفسك عشان هتروحي معايا مزرعه الخيل عشق بتولد ومحتاجك تساعديني مش انتي السكرتيره بتاعتي
اتسعت عيني اسيف بصدمه وهلع لتقول باشئمزاز:
-لااا كله الا كده انا مالي انا ما تولد بعيد عني كنت الدكتوره بتاعتها ولا حتى بفهم فى الحيوانات اقول لك على حاجه طالما وصلت للحيوانات اعتبرني قدمت استقالتي سلام
ركضت اسيف سريعا من امامه وسط العمال وانفجر ضاحك بهستريه عليها قائلا:
-خذي يا بنت هنا انا بهزر استني بس يعني انا اللي بفهم في الطب استنى يا مجنونة انا بهزر معاكي انا كنت هبعتلها دكتور يولدها
جـلال.. .
كالمراوض انا لا اعرف اهو لحسن حظي ام ذلك التخاطر التي كنت اسمع عنه لقد اختارني القدر ولعب لعبته لاراوض تلك القطة الشرسة نعم قطتي التي اعلم ان خلف تلك الشراسه ماهي الا قطه سيامي هادئه وشقيه تلك القطه التي لم تقع عيوني عليها سوي مره واحد وها انا الان من ارواضها هل ساستطيع التغلب على شراستها بالحنان والدفيء ام هي من تتغلب علي بسطو الحب.
***
فتحت فرحه عينيها لتقابل غرفه بيضاء دليل انها في مستشفى لتسمع صوت عيسي قائلا بجدية: -يا دكتوره اكشفي عليها زين ديه مش اول مره تفجد الوعي فيها حتى الاكل ما بجتش تاكل كويس
قالت فرحه بوهن:
- يا عيسي برده وديتني المستشفى اني جلت لك اني زين شويه تعب بسيط وهيروح لحاله
تجاهل حديثها وتحدث مع الطبيبه باصرار ان تكشف عليها بينما أبتسمت الدكتوره فى وجه فرحه المستلقية بضعف بعد انتهائها من الكشف قائلة بعملية:
-مفيش اى داعى للقلق يا استاذ عيسي ده شيئ طبيعى وخصوصا فى الشهور الاولى ليها
هز عيسي راسه بعدم فهم واتسعت عين فرحه بذهول تسألها بعينيها لتهز الدكتوره لها رأسها قائلة بابتسامة:
-ايوه يا مدام فرحه مبروك انتى حامل وفي الشهر الاول كمان
صمت عيسي لحظه بذهول أخذ يتقدم الى فرحه الراقدة اعلي الفراش ببطء عينيه مسلطة فوقها هى فقط لاغير تتابع عينيه كل تعبير يرتسم فوق وجهها لتتقابل عينيهم بينهم حوار دائر باكثر من سؤال لتقطع فرحه الصمت بصوت حادة :
- شكل حضرتك لسه چديده في الطب ولا حاچه اني بجيلي فوج ال 10 سنين مش بخلف ابجى حامل كيف اكشفي عليا زين يا دكتوره ولا خلاص .. اني جلتلكم اني زينه
قالت الدكتورة بهدوء:
-انا مقدرة اللي حضرتك فيه ومش هاخد كلام حضرتك زعل ولا انه تقليل من قمتي في الطب بس انا متاكده من اللي انا باقوله حضرتك حامل في الشهر الاول عاوزه تروحي تعملي تحاليل في مستشفى ثاني براحتك جدا تقدري
خرجت الطبيبه بهدوء وتركت اوراق التحليل اليهم ارتفعت انفاسها فرحه بصعوبة تنظر الى عيسي تهتف بهمس ودموعها تسبقها:
- عيسي سمعت اللي جالته
لم يجيب بل ايده سبقته تحتضنها بين ذراعيه بقوة يهتف بسعادة شديدة كمن ملك السماء بين يديه:
-الف حمد وشكر لله اخيرا هشوف ولادي منك يا فرحه وهفرح بيهم جبل ما اموت
انفجرت فى البكاء فورا عندما جذبها عيسي على الفور بين ذراعيه شعر بألم يكاد يحطم روحه عندما راها تبكى بهذا الشكل فهي لا تصدق ما سمعته وهو يكره رؤيتها تتالم تمتمت بصوت ضعيف و شهقات بكائها التى اخذت تزداد تمزق قلبه:
-انت بتجول ايه يا عيسي انت مصدج حديدها اني معجول اكون حامل بعد السنين دي كلاتها
تنهد بعمق قبل ان يرفع عينيه اليها تخطف نظراته تلك دقات قلبها منها فما راته لم تكن تحلم به فى اقصى احلامها وطموحات بداخلها رأت اقصى درجات الفرح والسعادة مشاعر تتداخل بقوة وعنف بهم سمعته يهمس لها بتوتر:
- مش مصدجه بس ليه يا حبيبتي وهي الدكتوره هتكذب عليكي ليه ما هي كشفت والتحليل في ايديها بتجول انك حامل ربنا رضاكي يا فرحه افرحي بجى
همست بصوت مرتجف:
- يعني اني حامل
اوما لها عيسي براسه بالايجاب وهي ابتسمت و تبكى فى ذات الوقت فلم تكن تتوقع ان تكون حامل في يوم ، ابتعد عنها بصعوبة شاعر بانه في حاله صعبه جدا عليه ليقفز قلبها بداخل صدرها بعنف فور رؤيتها عينيه الملتمعه بدموع حبيسه ثم أخفض رأسه وهو يقبل يدها,اتسعت عيني فرحه وهي ترى الدموع تتجمع في عيني عيسي من السعاده بلا حول ولا قوه منه ضمته تخبي وجهه بين ثنايا وجهها تخفي دموعه بصدمه قائله بابتسامة:
- عيسي انت زين
صمت لبرهة تراه فى حالة من التخبط لم تراه عليها من قبل ليهتف بعدها بلهفة:
-اه اه اني زين انتي حامل يا فرحه
هزت رأسها وهي تطير فرحا فقد تحقق حلمها اخيرا بعد طول سنوات طويلة سوف تنجب طفل وستكون أم وتسمع كلمه امي نظرت إليه بعدم تصديق ثم امسكت يده و وضعتها أعلي بطنها بحنان والدموع تنهمر من عينيها بغزارة شديدة : الحمد لله ..الحمد لله ان اني جوية اهنه حته منك يا عيسي
نظر لها بصمت قبل ان يخفض راسه ويبعد عنها نازل أرضا ليسجد شكراً لله ليظلا على هذا الحال عدة لحظات لتشهق هي بصدمه لم تصدق رده فعله لتدمع عينها فرحه حين اقترب منها عيسي فجاءة ينحنى فوق بطنها يقبلها قبلة طويلة لتقول بحنان ودموع :
- عيسي هو انت فرحان للدرچه دي اني حامل للدرچه دي كان نفسك في عيال ثاني
أخفض راسه مرة اخرى يقبل بطنها ولكن تلك المرة برقة وحنان ليضع راسه فوقها برفق يقول بهمس:
-اني مش جادر اوصف لك سعادتي جد ايه يا فرحه اني حاسس ان اني اللي كنت مش بخلف مش انتي اني كل يوم كنت بدعي في صلاتي ربنا يرزجك بطفل حتى لو واحد بس عشان ما شوفش اي لحظه ألم وحزن على انك مش بتخلفي وكان عندك دائما احساس انك ست مش كامله اني يا فرحه فرحان جوي عشان انتي حامل مني وحلمك اخيرا اتحجج مش عشان هيجي ليا عيال تاني
نظرت فرحه اليه بحب وحزن علي حديثه تهمس باسمه برقة وحب ليرفع راسه اليها ببطء ينظر اليها فرفعت اناملها تتلمس ملامحه وتمسح دموعه برقة وحنان لتهمس له:
-ولو جلتلك انى اسعد واحدة فى الدنيا فى اللحظة دى دلوج انى شايلة حتة منك جوايا وان الدنيا مش سايعنى من الفرحة دلوج اني مش مصدقه انك بتحبيني للدرچه دي يا عيسى
اغرقت عينيها بالدموع و ارتمت تحضنه اليها اكثر وهى تحيط عنقه بذراعيها همس عيسي من بين انفاسه اللاهثه و راسه مدفونا بحنايا عنقها مشددا من ذراعيه حولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره:
- اني بحبك وبعشجك جوي يا فرحه
فـرحه.. .
كالنحل انا بخفته اطير علي الازهار لاخد رحيقها وانتج العسل الذي اتصف به ولكن حين ياتي الامر علي استطيع ان اجرح وجرحي ليس بالامر السهل ولكن عندما يكون القرار اليك يتوقف كل شيء حولي اصبح غير قادره الا علي انتاج العسل فقط افقد حينها السيطره علي كل من حولي ومن ضمنهم انا اتيت لتاخذني لعالم لم يخلو من الرحيق لاظل احيا طوال حياتي لانتاج العسل فقط
***
صف زين سيارته امام مصنعه في الصعيد الذي استطع اخيرا ان يبني بمساعده زوجته نادين أصبح زين له إسم كبير وسط الصعيد ولا احد يستطيع ان يخلف له أمر من هيبته وسط البلد, ابتلع السوق في غضون شهور فقط اصبح الكل يعمل له حساب في العمل وسط اهل البلد، فلقد احب العمل اخيرا والتميز و استطع توسيع نشاطه
ليتقدم زين بخطواته الواثقة الي داخل مكتبه ينظر حوله يحل ازرار قميصه ببطء بعد ان القي بجاكيت بدلته فوق الكرسي وخلفه السكرتير الخاص به ليقول زين بصوت اجش :
- ايه الاخبار عملت ايه في الملف اللي وصيتك عليه
مد يده له السكرتير قائلا بجدية:
- خلص يا مستر زين اتفضل وعندنا طلبات كثير جت لنا الصبح بس مش عارف اذا كنا هنلحق ولا لا
هز زين راسه بغضب وأتاه صوته بأمر قائلا:
- ما فيش حاجه اسمها مش هنلحق امال انا مشغللكم ليه في حاجه اسمها هشتغل بكل جهد وعمل ومنضيعش اي وقت مننا في لعب ولا كلام فارغ سامعني كويس وقول الكلام ده للعمال بره الطلبيات دي كلها لازم تكون جاهز في ميعادها اهم حاجه عندي الميعاد المضبوط وانت عارفني كويس تمام
هز راسه السكرتير بطاعه وتوتر و أكمل موجه حديثه زين متسائلا:
-في حد سال عليا
اجاب عليه بارتباك واضح:
-ااا هو بصراحه
عقد حاجبيه باستغراب وقال بحده :
- في ايه مالك بقول لك في حد سال ترد عل..
صمت زين ليفت انتباه ذلك الجسد الصغير المستقل فوق المقعد باخر زاويه المكتب براحة وهدوء تبين الهوية وعرفها علي الفور
-هي مستنيه حضرتك من بدري هنا
ابتسم بهدوء واشار له للذهاب ونهض تقدم منها لتقع عينيه علي كتلة من الشعر الطويل المنتشر فوق الأريكة يغطي وجه تلك النائمة بسلام فاخذ يمرر نظراته فوقها وبهدوء جلس بجوارها يمد يده مزيحا تلك الخصلات من فوق وجهها برقه لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وفمها الوردي المزموم برقة اثناء نومها كطفلة صغيرة فلم يستطع مقاومة ان يمرر يده برقة فوق بشرتها يتحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة تحرك وجهها تحت لمسات لكنه لم يستطع امساك نفسه امامها لم يمهله نفسه التفكير ليسرع يقبلها برقة وحنان فوق وجهها سرعان ما اقتحم قبلته سبات نومها لتفتح عينيها لتتسع بصدمة تحدق بذلك المنحني فوقها براحة يقبلها بتسلية لتدفعه في صدره بقوة مبعدة اياه عنها تهب سريعا ناهضة من فوق المقعد:
- انت بتعمل ايه يا قليل الادب انت
ظهر شبح ابتسامة فوق شفتيه وهو يراها تتذمر كطفلة صغيرة ليحدثها برقة ينحني فوق اذنيها هامسا برقة:
- في ايه ببوس مراتي حبيبتي وبعدين مش انتي اللي قاعده لي في المكتب ونائمة عشان تغريني
جزت نادين علي اسنانها بغيظ لتنهض تتعثر في خطواتها تحاول تعديل وضع ملابسها وهمست بتلعثم:
-هي مين دي اللي بتغريك يا مجنون انا راحت عليا نومه كنت مستنيه حضرتك عشان عاوزك في موضوع مهم
عقد حاجبيه متسائلا باهتمام:
- موضوع ايه
قالت نادين بغضب شديد:
- ممكن افهم حضرتك ليه رفضت التصميمات بتاعه المشروع الجديد ورحت تقبل تصميم بتاعه شاب لسه متعين هنا جديد ومش كويسه حتى و تصميمات ما فيهاش شغل متعوب عليه وانا اللي سهرانه ليل ونهار واتعب على التصميمات وانت تيجي بكل سهوله ترفضه
زين ببرود:
-يعني اقبل حاجه مش عجباني يا حبيبتي ولا هتفيد شركتنا
اتسعت عينيها بذهول قائله بحده:
- نعم مش عجباك الله يرحم زمان من امتى كنت بتفهم في الشغل ده ولا ليك علاقه بيه حتي ده انا اللي فهمتك الصنعه وكل الامور ماشيه ازاي و لولا انا يا زين مكنش زمانك دلوقت ليك اسم في السوق ومعروف عند الكل ايه شغل علمناهم الشحاته سبقونا ده
زين باستفزاز:
-ايه المثل البيئه ده بس يا حبيبتي و مالك متعصبه ليه ما شئ طبيعي مفيش حاجه بتفضل على حالها ولا ايه
هتفت نادين بغضب وجمود:
- لا معاك حق تمام اوي يا زين بس خليك فاكر انت اللي ابتديت
اسرع زين قائلا:
- يا نادين استنى بس
هتفت وهي تتناول حقيبتها لتتجه للخروج وتقول بتحدي:
- ابعد عني وما لكش دعوه بيا
سارت تتجه للخارج الا ان الدوار هاجمها فجاه وكادت ان تسقط ليهرول زين اليها وهو يقول بلهفه:
- نادين مالك يا حبيبتي
لف يده حولها وحملها ووضعها على الاريكة التي كانت نائمة عليها وهو يقول بقلق شديد:
-مالك يا حبيبتي حاسه بايه انا هتصل بالدكتورة حالا
هزت راسها برفض نادين واغلقت عينيها وهي تشعر بالدوار يهدأ قليلا:
- لا مفيش داعي انا بقيت احسن متقلقش
رفعها زين من على الأريكة ثم وضعها فوق ساقيه وهو يمرر يده على بروز بطنها بحنان ويحتضنها بعشق وخوف:
- وبعدين معاكي هتفضلي تعندي وخلاص يا نادين يا حبيبتي ارحميني و ارحمي نفسك انا خايف عليكي يا حبيبتي انتي حامل في الشهر الخامس المفروض انك تقعدي في البيت و تاكلي كويس وترتاحي انا ما بقتش حمل كده ومش متطمن انتي وشك علي طول اصفر وشكلك تعبانه اوي حتى الصيام مصممه تصومي معاني رغم الدكتوره حذرتك وقالت لك الاحسن تفطري عشان اللي في بطنك
وضعت نادين يدها فوق يده بحنان وهي تبتسم بضعف:
- مفيش داعي للقلق ده كله يا حبيبي انا بقيت كويسه وبعدين دا شئ عادي في حالتي
ثم نظرت نادين له بغضب :
- وبعدين ما انت السبب مش خليتني احمل ثالث مره من الزن بتاعك لسه جايبه عاصم مابقالوش سنه وانت فضلت تزن عليا عاوز عيل تالت وانا من هبلي طوعتك وحملت تالت وما كنتش اعرف نيتك وانك عاوز تخليني احمل ثالث عشان تقعدني في البيت واربيلك العيال
مرر زين يده على وجهها يمسح العرق البارد عنها قائلا بلوم:
-ما تبقاش دماغك ناشفه انا ما قصدتش كده خالص وما عنديش مانع تشتغلي معايا ولا حتى تاخدي الشركه كلها ولما طلبت منك تحملي ثالث مره كان بجد نفسي في عيال كتير ثاني منك بس دلوقت ندمت لما شفتك تعبتك في الحمل المره دي قوي عشان كده عاوزك ترتاحي لو حصل لك حاجه بعد الشر مش هسامح نفسي ..و نفسي اعرف اللي بتعمليه في نفسك ده لزمته ايه
احست بنبرة الخوف منه احتضنته ودفنت وجهها في عنقه وهي تقول بضعف:
- ماهو انا مش متعوده على قعده البيت و بحب الشغل جدا وانت عارف كده كويس لو قعدت في البيت مش هرتاح وهاتعبك اكثر
مرر زين يده بحنان على جسدها وهو يقبل وجنتها:
- طب تعالي نعمل اتفاق صغير ما بينا انتي دلوقتي في الشهر الخامس فاضل لك اربع شهور وتولدي ان شاء الله على خير معلش تعالي على نفسك واستحمليهم واقعدي في البيت لحد ما تولدي والبيبي يكمل كام شهر كمان, وما تقلقيش في الشهور دي ممكن تبشري الشغل وانتي في البيت وانا هابعتلك الملفات لحد عندك وانا كل اللي بطلبه منك انك ترتاحي لحد ما تولدي واطمن عليكي وبعد كده يا ستي انزلي الشغل براحتك و مش همنعك
كادت ان ترفض نادين ليقول زين بجديه:
- نادين قبل ما تجاوبي خليكي فاكره ان انتي اللي هتستحملي المسؤوليه كلها لوحدك لو اللي في بطنك ده حصل لي حاجه هيبقى فيها زعل ما بينا جامد
صمتت تفكر جيد فهي بالفعل اصبح حملها هذه المره صعب عليها وهو محق لتقول بقله حيله: -حاضر موافقه ارتاحت كده، بس اعمل حسابك هتوافق على مشروعي برده.
ابتسم لها بشده وهو يضمها بتملك وعشق:
-حبيبه قلبي انتي انا كل اللي عاوزه راحتك انتي وعيالك
زيــن.. .
نعم اعلم اعلم انني لست كامل واذكر نفسي بها دائما انني لست كامل لا يوجد انسان في البشريه باكملها كامل لان الكمال لملك السموات والارض ولكن عندما تشعر ممن حولك انهم سئموا منك لايستطيعون تفَهُمك يشعرونك باحساس النقص دائما حينها فقط تشعر بالخذلان والحزن الشديد و تقف مع نفسك وتنظر اليها وتحلل وتفكر ماذا حدث ليفعلوا ذلك وحين تنتهي من كل ذلك يكون اسلم الحلول هو الابتعاد بصمت ولكن احيانا الحياه تعطي فرصه ثانيه.
***
دلف عيسي وفرحه السرايا ليجدوا الجميع جالسون من اخواته وازوجهم ليقول جلال باستغراب:
-كنت فين يا عيسي انت وفرحه احنا جينا ما لقيناش حد منكم
ابتسم عيسي بخفه واشار الى زوجته لتقول وهي تخفض راسها فرحه بخجل :
-كنا عند الدكتوره وجالتلي ان اني حامل
نظر الجميع الي بعض بعدم تصديق و سعاده انتفضت اسيف ونادين يتقدمون ليصرخوا بسعاده:
-مبرووووك ..مبروووك يا حبيبتى الف مبروووك
ابتسمت فرحه على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة واضعه يدها فوق بطنها هاتفة بسعادة و هى ترفع عينيها:
-الله يبارك فيكم
هرول زين وجلال نحوه عيسي يحتضنه بقوة و يبارك له بسعاده شديده هو و فرحه.
تنهد عيسي بهدوء ثم نظر الى اعلي وسحب نفسه من بينهم ابتسمت فرحه وقد فهمت الي اين سوف يذهب وصعد غرفتها كانت ممده علي الفراش تنام بهدوء اقترب منها هامس :
- اصحى يا نعسانه هتجضيها نوم طول يوم ولا ايه اصحى يا عديله عندي ليكي خبر بمليون جنيه
فتحت عديله عينيها بنوم وانزعاج :
- في ايه يا عيسى رايد ايه
ابتسم عيسي لها بحب وقال:
-فرحه حامل
نظرت اليه عديله بعدم تصديق لتدمع بسعادة هاتفه بفرحة عارمه:
-صوح يا جلب امك اخيرا يا عيسى ربنا طول في عمري وهشوفلك ولاد تاني نادي عليها يا عيسى رايده ابارك لها
دخلت فرحه الغرفه بابتسامة عريضة:
- اني اهنه يا مرات عمي
اعتدلت في جلستها ونظرت اليها بسعاده كبيرة و اشار لها ان تاتي وجاءت علي الفور وضمتها بحنان قائله بحزن علي ما كانت تفعله فيها في الماضي ودائما تريد ان يتزوج عيسي غيرها وقالت قائله بندم :
- ربنا نصرك عليا يا فرحه ورضاكي يا بنيتي الف مبروك يا حبيبتي ربنا يتمم لك على خير ويتربى في عزكم يا رب
ابتسم عيسي بشرود وهي يتذكر ما حدت قبل سنتين عندما كانت عديله بين الحياه والموت وكادت تفارق الحياه حين دخل الجميع وقتها في بكاء حاد شديد من الصدمه والذهول بان والدتهم بينهما بين الموت لحظات وندم جلال و زين وازوجهم بشده علي قرار السفر..
حتي جاء الطبيب وكان القلب توقف لكن الطبيب لم ييأس حاول انعاش القلب لعددة دقائق حتي اعتقد الجميع انها النهايه لكن الله عز وجل له راي اخر وقد بدات تحيى وتعود للحياه مره اخري
كم سعد الجميع حتي عيسي تنفس الصعداء عدة مرات لا يصدق بان والدته مازالت علي قيد الحياة وتفاجأ باليوم التالي حينها بان زين جاء ومعه حقيبته وأخبره انه لن يترك السرايا و قرر يعيش هنا للابد كانت صدمه كبيره لعيسي و عديله لكن فرحوا بعد ذلك و رحبوا به بشده وعندما أقترح زين علي نادين ان تنتقل معه الي الصعيد وافقت علي الفور وبدا زين في قفل شركه القاهره وفتح شركه هنا وحاول فهم امور الشركه جيد بمساعدة زوجته نادين التي سعادته بشده، واصبح لزين اسم كبير وسط الصعيد كما سعد عيسي باجتهاد اخيه بشده وما وصل له الآن.
أما عن جلال جاء في نفس اليوم صامت ومتردد ان يتحدث مع اسيف علي عدم الذهاب وقلق من أمرها لكن تفاجأ بها تخبره انها لا تريد الذهاب لخارج البلد وتترك عائله وانهارت في البكاء شديد وندمت انها وقفت واقترحت عليه هي في بدايه الامر بموضوع السفر وانه كان حدث شئ سيئ لوالدته كانت لم تسامح نفسها أبدا، احتضنها بحنان جلال وحب وتحدث معها بهدوء انها ليست السبب في ما حدث لوالدته واقترح عليها بعدها ان تعمل معه سكرتيره في نفس المشروع و وافقت بسعاده علي الفور و الآن تعمل معه
اخذ الجميع مرض عديله وقتها درس و اشاره من الله انهم لم يرحلوا أبدا ولا يتركوا بعض ولم يفترق الاخوات حتي بعد موت الأم عديله.. بعد عمر طويل .
***
دخل زين ليجد نادين تجلس على مقعد بجانب الفراش وهي غارقه في النوم وكان جانبها عاصم إبنه الصغيره ليعرف بانه نام بعد معاناة اتجه زين لها يحملها لداخل الفراش وهو يحكم الغطاء من حولها ويقول بحنان:
- نادين نادين فوقي يا حبيبتي
فتحت نادين عينيها بتعب وهي تقول بنوم:
- زين انت جيت امتى انا تعبانه اوي وعاوزه انام
رفع زين وهو يجلس خلفها على الفراش يسند جسدها المتعب بجسده الذي يحيطها بحنان من كل اتجاه وهو يقول بحنان ويقبل وجنتها برقه: -طب كلي بس الساندوتش ده واشربي كوباية اللبن انا خليت ام العربي تعملهملك عشان متاكد انك مشغوله مع عاصم طول اليوم واكيد نسيتي تاكلي وبعدها هسيبك تنامي ذي ما انتي عاوزه
نادين باعتراض :
- بس انا مش جعانه انا عاوزه انام
قبل زين وجنتها بحنان وهو يقول بصرامه مفتعله:
-وبعدين معاكي احنا لسه كنا بنقول ايه النهارده بطلي دلع يا نادين وكلي يلا
فتحت نادين شفتيها بطاعه وبتدئت في تناول الطعام من بين يديه وهو يتحدث معها و يحاول أن تفوق وتاكل بشبع حتى اطمئن لتناولها الطعام ليضع كوب اللبن الفارغ جانبا وهو يلفها بين احضانه ويقبل جبينها بحنان ويقول:
-نامي يا حبيبتي يلا
نظرت نادين اليه بحب لم تستطع السيطره وشعور بالامان يغلفها وهي بين زراعيه لتقول : -ربنا يخليك لي يا زين انت احلى حاجه حصلت في حياتي بجد.. عمرك يا زين ما بتزعل ولا ندمت انك ما سافرتش امريكا وحققت حلمك
ضمها زين اليه بتملك شديد وكانه لا يريد ابعادها عن احضانه ليتاملها بمداعبه:
- نادين انتي خليتيني اتعلم درس من الحياه عمري ما انساه طول عمري، مش كل حاجه بنتمناها في حياتنا وهنموت عليها ونفسنا تحصل بنبقى مبسوطين لما بتحصل في الاخر ساعات بعد مده طويله لما بتحصل ما يبقاش حبين تحصل ولا عندنا نفس الشغف بتاع زمان انا اصلا نسيت الرسم ونسيت حلمي وكل اللي بفكر فيه دلوقتي الشغل معاكي هنا و حياتي مع اهلي هي الاهم انا كل ما افتكر ان كنت هغلط اكبر غلطه في حياتي لما قررت اسافر واخذك معايا وانتي اصلا ماكنتيش عاوزه و وافقتي بس عشاني ولا تعب ماما اللي كان بسببي كل دي حاجات حصلت خليتني ابطل افكر في اللي راح وابص لقدام كويس
قالت نادين بابتسامة خفيفه:
- حبيبي انت مش السبب في اللي حصل لمامتك ده نصيبها تتعب عشان انت وجلال تقعدوا ومتسافريش وتسيبوها وبعدين ما بقيت كويسه و زي الفل اهو ما تحاولش تشيل الذنب
زين وهو يقبل الشريان النابض في عنقها بعشق:
- انتي عارفه انتي خليتني اخد بالي من حاجه مهمه اوي ، الواحد اوقات بيعيش طول عمره وفاكر نفسه مبسوط وبيقعد يلهي نفسه في حاجات كتيره اوي بس لما بتجيله احلى حاجه في الدنيا بيكتشف انه هو كان فايته كتير اوي وان حياته كلها اتغيرت للاحسن ,وانتي واولادي الحاجه الحلوه دي يا نادين
ابتسمت بسعاده ليقترب من شفتيها يقبلها بحنان ويضمها بين زراعيه وهو يستولي على شفتيها بقبله اودعها كل شغفه وعشقه بها ..
نـاديـن.. .
كالفراشه التي خرجت من شرنقتها علي يديك اصبحت لدي حيويه وخفة مثلها لا اكن اظن يوما ان املكهم ولكن كما يقولون عندما يكون مع من تحب تسطيع فعل كل شيء لاسعاده لان حين تفعل ذلك تشعر كانك ملكت كل ما في الدنيا.
***
وضعت جميله أبنها حماد ببطء في الفراش الصغير بعد ان نائم ثم تحركت الي الفراش بتعب لتنام لتتفاجا بدياب اقترب تجاهها ويده تجذبها الي احضانه وهو يبسط ذراعيه علي ظهرها بحنان و بنبرة عنيفه توضح به مده عشقه قائلا: -بجيتي كيف المرض اللي صابني ولا اني عارف اعيش من الخوف عليكي ولا رايد اتعالج منه عملتي فيا ايه يا چميله عشان حبي يوصل معاكي للدرچه دي
طوق خصرها ليضعها اليه اكثر الي صدره و تابع هامسه اللطيف:
- چميله انتي بجيتي كيف النفس اللي بتنفسه ما اجدرش استغنى عنك ابدا ولا اسيبك تبعدي عني
ابتسمت جميله بشده وهو يبتسم لها بحنان ترى شغفا مماثل يرتسم فيه عينيه ليقول:
- شكرا يا چميله
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة:
-على ايه
ينظر فى عينيها بعينين تلتمع بشغف وعشق قائلا -علي انك في حياتي ومعايا شكرا انك بجيتي نور حياتي ونورتيها بعد ما كانت مظلمه وما لهاش طعم
لم يمهلها دياب سوى ثانية لتجيب قبل ان يكتسح شفتيها بقبلة عاصفة اذابتها واذابت كل الحواجز بينهم جعلتها تنسى اى حديث قد يقال بينهما فى تلك اللحظة ليغبا سويا فى عالم ليس به احد آخر سواهم وحديثهم الذى قيل بينهم دون النطق حرف واحد.
جـمـيله.. .
كالعصفور المحبوس داخل القفص تلك التي وضعت به عندما جُرحت وفقد كل عزيز حينها فقط اكتشفت ان لا يوجد مفر من ذلك القفص التي وضعت به كنت اصرخ واصرخ لاطلاق صراحي ولكن لا يوجد صوت لا احد يسمع ايعقل ان لا يوجد صوت ام اني خائفة ولكن لمتي ساظل خائفة لمتي ساظل بهذا القفص اياتي يوما وياتي من يحررني من ذلك القفص لامارس طبيعتي التي خُلقت عليها ام ساظل هكذا محبوسه بداخل ذلك القفص اللعين ويظل خوفي هو المتحكم في الي الابد
***
تحركت اسيف للاستيقاظ لتتقلب فوق الفراش تننهد بخفوت لتفتح عينيها لتجد انها تلف ذراعيها حول خصر جلال المستلقى بجوارها تستند برأسها فوق صدره لترفع راسها لتجده يبتسم لها بحنان فيه عينيه بادلته الابتسامه لتقول:
-صاحي من امتى
لينحنى امام شفتيها يهمس:
- من شويه كده بس كنت مستنيكي تصحى عشان ماينفعش ابدا يومي من غير ما اطل في عيونك اللي سحراني دي، لو اقولك اد ايه حلمت واتمنيت اللحظة دى مش هتصدقينى ان احس بيكى بين أيدي كانى فعلا فى حلم جميل مش عاوز افوق منه ابدا ودلوقتي معايا بنت منك كمان
تنهدت اسيف بقوة وبهمس مثله شغوف و يديه كانت تتحرك فوق وجهها برقة وحنان لتغمض عينيها فور شعورها بذلك :
-عمري ما تخيلت ابدا ان ممكن احب حد للدرجه دي او اكون بتمنى قرب حد بس انت ما تعرفش ازاي حطمت كل الاسوار واقتحمتني من جوايا و غيرت حياتي كلها دخلت قلبي بدون استئذان مره واحده لقيتني بحبك و بتعلق بيك ما كنتش اعرف يعني ايه حب بس لقيتني بفرح بوجودك جنبي، حتى وانت معايا بتمنى قربك وبتوحشني اوي
همهم جلال بابتسامة حالمه لتكمل اسيف بابتسامه حب:
- تعرف يا جلال لما طردتني من السرايا وقلت لي امشي مش ده اللي كنتي عاوزاه بعد ما سبتك و وصلت البيت كان نفسي اكلمك واقول لك انا محتاجلك قوي كنت بستنى كل يوم تيجي تاخذني غصبا عني زي ما بتعمل كل مره، و لو كنت عملت كده كنت هوافق على طول واجي معاك
ابتسم جلال لها بشغف وهي تخفض وجهها ليمد يده يرفعها اليه برقة يتاملها لعدة لحظات بحنان ثم انحنى يقبلها بشغف وجنون يمضى الليلة كلها مثل كل يوم يروى شوقه اليها تاركين اى حديث اخر خلفهم ماعدا شغفهم
***
جاء اليوم التالي وكان عيد الأضحى وبدأت تكبيرات العيد بشرع الله تعالى للمسلمين التكبير في العيدين عيد الفطر والاضحى، فرحًا من العبد على ما وفقه الله تعالى لاداء الطاعة بصوم شهر رمضان المبارك، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: اذَا افْطَرَ فَرِحَ، واذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ»،
الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، الله اكبر، ولله الحمد، الله اكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة واصيلا، لا اله الا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، واعز جنده، وهزم الاحزاب وحده، لا اله الا الله، ولا نعبد الا ايَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد
بدأ الجميع في الاستيقاظ بداخل سرايا الجبالي جهز انفسهم للذهاب الي الجامع وبدا ازواجهم باعداد الفطور وكانت وجبه بسيطه حيث اول يوم عيد الفطر لا يقدروا على الطعام الكثير في البداية.
اغلقت جميله الهاتف كانت تتحدث مع فرحه تتطمن عليها واستدارت تبحث عنه بعينيها فوجدته مستند بيده على سور فراش ابنه حماد وهو يداعب الصغير فاقتربت منهم وهى تبتسم بحب:
- مش ملاحظ انه بقي وخداك منى
أبتسم دياب قائلاً وهو يقبل وجنة الصغير:
- لازم دى حبيب ابوي اخر العنجود
زمت جميله شفتها بعبث وقالت بزعل مصطنع: -وانا مش حبيبتك
التفت ضمها الى صدره قائلا:
-انتِي روح جلبى من جوه
ثم ابتعد عنها بهدوء واخرج من جبيه محفظته يعطي لها مبلغ من المال اخذت تبتسم بسعاده معتقده الي ابنها:
-ايه ده دي عديه حماد
هز راسه برفض قائلا بحنان:
- لا دي عديتك انتي عديه حماد هديهاله لما يكبر شويه واعملي حسابك كل عيد ليكي عيديه عندي كيف ولادك بالظبط.
***
بداخل غرفه زين الجبالي كانت نادين تقف بابتسامة مشرقة تحمل عاصم الصغير وارتدي زين عبايه بيضاء للذهاب للصلاة وتقدم من زوجته تناول زين شفتها بقبله عميقة ونادين شهقت بمفاجأة :
- زين انت بتعمل ايه
ابتسم لها بعشق وهو يغمز لها:
- بعمل اللي كان نفسي اعمله من اول ماشفتك بفستان العيد الجميله ده ولسه اما ارجع يا جميل
شهقت نادين بصدمه وخجل ولم تجيب عليه حيث ضحك عليها وقبل وجنتيه ابنه بحنان و خرجوا الي الخارج.
***
بداخل غرفه عيسي الجبالي كانت تقف فرحه امامه بروبها المغلق ترفع نفسها علي اصابع قدميها قبل ان تحظي فوق شفتيه بقبلتها الناعمة انصدم عيسي في البداية التي سرعان ماتحوّلت لقبلة نهمة وهو تعمّق بها بتحريض منها ابتعدت فرحه عنه بخجل شديد ليقول عيسي متسائلا:
-انتي يا بت بتتفرچي على افلام مش زينه من ورايا .
هزت فرحه راسها برفض سريعا:
- لا والله ابدا
ليقول عيسي بخبث:
-امال مالك اول ما صحيتي طلبه معاكي جله ادب اكده ليه كل شويه تجربي مني و دلوج بتبوسيني بتتحرشي بيا يا فرحه
أخفضت فرحه راسها بخجل شديد ليقول بمكر وهو ينظر لها بحنان:
- شكلها هرمونات الحمل بس و ماله واني ما اجدرش ارفض لابني حاچه من اولها اكده
***
بداخل غرفه جلال الجبالي كانت اسيف تجلس اعلي الفراش تلبس ابنتها الصغيرة حياه وتقول بابتسامه حب:
- حبيبه قلبي يا ناس.. حبيبه ماما انا، كبرت وجالها هدوم العيد يا اختي على العسل وجمالها
هزت نفسها الصغيرة حياه بسعاده لتضحك اسيف بفرحه:
- قلب ماما انتي وحدك وبس
كان جلال يعدل عباءه البيضاء امام المراه ويستمع لكلامها مع ابنتها بضيق وغيره حتي قال جلال بضيق شديد:
- اسيف تعالي هنا عاوزك
اجابت اسيف بعدم مبالاة لتقبل ابنتها الصغيرة بحب:
- مش فاضيه اصبر شويه
عاد جلال حديثه قائلا بحده:
- انا قلت تعالى
نظرت اليه باستغراب من نبرته حتي اشار لها بيده :
-تعالي وبوسيني قبل ما انزل اشمعنا بنتك بس
أبتسمت اسيف له وقد فهمت غيرته اقتربت منه بجرأة و وقفت على اطراف اصابعها تسلقت جسده الضاحك بسعاده و تعلقت برقبته فقبلت شفتيه وكادت تبتعد ولكن وجدت يده تحاوط خصرها لتقبله قبلة متعطشة و كانت ناعمة للغاية، فهو يعرف كيف يصل لمفاتيح المتعة لديها ابتعد عنها اخيرا قائلا بنبرة تملك:
-انتي بتاعتي انا وبس وانا ليك انتي وبس
***
نزل الجميع من غرفته ليتقدم كل واحد من الاخوه يقبل يد والدته عديله بحب وحنان قائلين: -كل سنه وانتي طيبه ياما
ابتسمت عديله لهم بسعاده لتقول بحب:
- وانتم طيبين يا أولاد ربنا يديني طوله العمر واشافكم بخير وما يحرمنيش من دخلتكم عليا ابدا
ابتسم عيسي لها بحب وقبل يدها بحنان قائلا:
-ربنا يخليكي لينا يا رب ولا يحرمنا منك وتعيشي وانتي وسطينا دائما وما يحرمناش من حسك في الدار
اجاب الجميع عليه مبتسماً:
-اللهم أمين.
لفت نظر عيسي نادين التي تحمل ابنها عاصم و وتين الصغيرة جانبها وبطنها المنتفخة امامها وجانبها اسيف تحمل ابنتها الصغيرة حياه حيث اقترب منهم بابتسامة عريضة ومده يده بداخل محفظته يخرج النقود قائلا:
-خذي يا اسيف انتي ونادين عديه ولادكم اهي حتى اللي لسه چاي في السكه كومان يا نادين
ابتسمت اسيف ونادين لتقول نادين بضحك:
- حتى اللي لسه جاي يا عيسى تسلم يا رب وتعيش وتديهم على طول ربنا يخليك ليهم
تقدم منه زين مبتسماً بسماجة وهو يمد يده:
-وانا فين عديتي يا عيسى
ضحك عليه جلال ليقول عيسي بضيق:
- ليه لسه فاكر نفسك عيل صغير ايااك ديه انت اللي مفروض تدي عديه لعيالي اللي لسه چايين
نظر زين وقال مبتسم:
- طب هات بس دلوقت وانا هاديهم بعدين لما يجوا
قطع حديثه فرحه تحمل طبق الكحك و وضعته اعلي الطاولة الصغيره ونظرت الي عيسي و جلال وزين وهم يرتدون العبايات البيضاء لتنفجر تضحك بشده:
- مالكم عاملين كيف مسرحيه العيال كبرت وانتم لبسين كلاتكم عبايات بيضاء
ضحكت نادين واسيف وقالت بضحك:
-اه تصدقي فيهم شبه منهم اوي ازاي مخدناش بالنا
ضحكت عديله قائله:
-الله يحظك يا فرحه .
نظروا إليهم ازواجهم بغيظ شديد وقال جلال لزوجته:
- يا سلام يا اختي عجبتك قوي
هزت راسها اسيف بضحك ليقول عيسي بضيق مصطنع :
- اكده بتتريجي عليا يا فرحه مجبوله منك يا بنت عمي
تراجعت فرحه تقول بلهفه:
- والله ما جصدي يا عوصه جطع لساني
نظروا الجميع بدهشة من دلع فرحه اليه بذلك الاسم ثم ضحك الجميع عليه ليقول عيسي بغيظ واحراج متحدث بحده:
-ما يلا عشان نروح نصلي في يومنا ديه
اخفضت فرحه راسها وهي تضغط على شفتها بخجل شديد من سرعه لسانها وهتف زين بمكر:
-طب برده مش هتديني عديه يا عوصه
نظر له عيسي بحدة قائلا بغضب:
- امشي يالا من جدامي واياك تجول الاسم المايع ديه ثاني
أبتسم زين أكثر ليقترب منه جلال ناظر اليه بحذر وقال بحده مصطنع:
- زين عيب كده متضايقش اخوك الكبير
حمحم عيسي بصوت اجش ليكمل جلال بخبث : يلا يا عوصه عشان ما تتاخرش على صلاه العيد
ضحك زين بمفاجاة بصوت عالي بشده وشارك جلال الضحك معه بينما نظر عيسي بغضب شديد لهم الاثنين وهو يرفع النبوت ويركض نحوهم اتسعت عينهم بصدمه وركضوا الاثنين سريعه للخارج وهم يرفعون طرف العبايه وخلفهم عيسي قائلا بحده :
-اوجف منك ليه اهنه والله لاربيكم من چديد يا ولاد الجبالي هتكبر عليا ياض منك لي ولا ايه
ضحكت النساء بالداخل عليها بسعاده وفي الخارج ركضوا بسرعة بلهفة وهو مازالوا يضحكوا بشده ليقف عيسي يلهث ثم ابتسم بخفه:
-ماشي يا اولاد حسنين بتدلعوا عليا، ماشي ادلعوا براحتكم ... ما كنتوش هتدلعلوا عليا هتدلعوا على مين
***
في المساء كانت اسيف تسير بداخل السرايا ذهابا و إيابا بضيق شديد فجلال خرج منذ الصباح ولم يعود و عندما أتصلت عليه أخبرها بأنه سيسهر بالخارج مع اصدقائه ,غضبت بشده فهي كانت تريد ان يقضي العيد معها هي وابنتها فهم قليلاً ما ياخذوا اجازه وحتي يوم الاجازه خرج ولم يجلس معها، قالت عديله بضيق شديد:
- ما تجعدي في حته خيلتيني في ايه
توقفت ونظرت اليها لتقول بغيظ:
- شوفتي ابنك وعمايله حتي يوم الاجازه اليتيم اللي ناخدوا انا وهو من شغلنا بدل ما يقعد معايا انا وبنته خرج يقضيه مع اصحابه
لتقول عديله بضيق:
- ما انتي اللي مش خابره تشغلي باله كيف وتخلي يحب الدار و ميسبهاش
اسيف بغيظ:
- وابنك ده حد عارف ياخذ معاه حق ولا باطل
قالت عديله بينما رمقتها باستخفاف:
-ما هو مش شايفك ست دار بچد , خليكي ذكيه و شغلي مخك صوح مش بيجول لك اجرب طريج لجلب الراچل معدته ,يعني عندك عيسى مثلاً ما يبقاش طايج الوكل من ساعه ما فرحه بطلت هي اللي تطبخ عشان حملها
صمتت اسيف تفكر حتي أبتسمت قائله:
-يعني الاكل اللي هيقعده في البيت طب تمام نتعلم واطبخ ايه المشكله
دلفت فتاه صغيره تدعي نعمات تسال عديله قائله بهدوء:
- احضر الغدا دلوج يا ست عديله ولا استنى شويه
قبل ان تجيب عديله عليها اسرعت اسيف وقالت بابتسامة ثقه:
- استنى انتي يا نعمات انا اللي هحضر الغدا كله بنفسي النهارده و لوحدي كمان
فتحت فمها عديله باستنكار لتتحدث:
-هو انتي بتعرفي تطبخي انتي ناويه علي اجلنا النهارده ولا ايه يا مرات ابني
هزت راسها لها بعدم مبالاة وقالت بثقه:
- مش صعب يعني الطبيخ يا طنط وجوجل مخلاش حاجه وانا هعرف طرق الاكل منه ازاي.
رحلت اسيف وخلفها الفتاه نعمات باستغراب لتقول عديله متسائله بغضب:
- ويطلع مين سي چوچل ديه كومان هو انتي هتجيبي طباخ يطبخ بدالك ولا ايه
***
بعد عده ساعات طويلة واصلت فيهم اسيف الطبخ بعد معاناه طويله ورفضت ان يساعدها احد من البنات إطلاقا، دلف جلال مبتسماً وهو يغني بصوت منخفض حتي ظهرت له اسيف فجاه بشكلها الغريب و ملابسها مبعثرة بشده وبعض اثار الاطعمة عليها وشعرها الملفوف بطريقه يصعب وصفها ليصرخ جلال بهلع:
- بسم الله الرحمن الرحيم إيه اللي انتي عامله في نفسك ده هو البيت كان بيولع ولا ايه انتي كنتي بتطفي حريقه
اسيف بغضب شديد:
-لا يا خفه كنت بطبخ لي سيادتك الغداء
نظر لها ببلاهه وقال سريعا بصدمه:
- ليه كــده هي في حاجه حصلت انتي كويسه سخنه ولا حاجه , ليه يا ماما كده زهقانه ولا حاجه.. اشغلي نفسك باي حاجه غير الاكل تطبخي مره واحده
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه :
- تصدق انك بارد وما عندكش دم علشان انا بقالي فوق الخمس ساعات في المطبخ في عز الحر وانت تيجي تقول لي كده وتسد نفسي
قال جلال بقلق شديد:
- يعني انتي طبختي خلاص طب ربنا يستر من خسائر الارواح اللي هتحصل النهارده
بعد عده دقائق وضعت اسيف الطعام اعلي السفره وايضا البنات وضعوا الاطباق وذهبوا الي الداخل حيث جاء الجميع ليجلس لتناول الطعام ماعدا فرحه كانت نائمه فوق بغرفتها.
كانت الأطباق كشكل ومنظر رائعه، ابتسم عيسي متسائلا:
-مين اللي طبخ النهارده الوكل متزوق تزويقه عال جوي
يتبع.
الــخــاتــمــه الجزء الثاني
_________________
كانت الأطباق كشكل ومنظر رائعه، ابتسم عيسي متسائلا:
-مين اللي طبخ النهارده الوكل متزوق تزويقه عال جوي
ابتسمت اسيف بفخر:
-انا
عيسي باستغراب:
-صوح طب تعبتي نفسك ليه
هزت راسها لتقول بحماس :
- ولا تعب ولا حاجه اهو تغيير المهم عاوزاكم تاكلوا بسرعه وتقولولى رايكم
ابتسم عيسي بخفه:
-من جبل ما ناكل اكيد زين كفايه تعبك فيه تسلم يدك
ابتسمت لها نادين وقالت:
- يا بنتي ده كفايه شكله يجنن
ابتسمت بتحدي لجلال الذي هز راسه بهدوء وبدا يضع الطعام الي الطبق لياكل وكانت تراقب تعابير وجهه اسيف باهتمام وضع الطعام داخل فمه وبدا يمضغ تجمد وجهه لحظه ونظرت اليه بقلق ثم بدات الابتسامه تعلي وجهه ناظر اليها بحب :
-تسلم ايدك يا حبيبتي
ابتسمت اسيف له بسعاده وحماس وبدات تضع لنفسها الاكل براحه ، قطعت نادين قطعه اللحم لتضعها داخل فمها ليمسك زين يدها هامس بحذر:
- نادين اوعى تحطي لقمه في بوقك واحده انا لسه باقي عليكي يا حبيبتي وما تنسيش انك حامل
نظرت اليه بدهشة وعدم فهم لتقول بضيق: -اوعى يا زين ايدك عيب كده خليني اتدوق الاكل واقول لها رايي
قال زين بخفوت:
- وانا باقول لك بلاش
تطلعت نادين الي الطعام بشك ثم اليه ليهز راسه زين بابتسامة مؤكداً لتترك الطعام بخوف، تحولت ملامح وجهه عيسي الي احمرار وبدأ يسعل بشدة ونظر الي جلال الذي أعطي له كوب الماء وغمز له بطرف عينه ليفهم، عقدت اسيف حاجبيها متسائلة باستغراب:
-مالك يا عيسي انت كويس
هز راسه بالايجاب ورفع الكوب الي فمه وهو يسعل بصعوبة حتي بدات ملامح وجهه تهدا وترجع الي الطبيعه
كانت عديله تاخذ ادويتها اولا حتي انتهت وبدات في الطعام ومع اول لقمه صاحت بغضب شديد: يا ساتر يا رب لا اله الا الله
نظر لها الجميع بقلق شديد ونظرت اليها اسيف لتقول بابتسامة :
- في حاجه يا طنط
اكملت صياح بصدمه قائله :
-لطفك يا رب لطفك
تساءلت اسيف بقلق شديد:
- في ايه يا طنط هو الاكل في حاجه معجبتكيش
اسرع جلال قائلا بابتسامة زائف :
- لا يا حبيبتي ده من حلاوته بس هي مصدومه
نظرت له تؤمي راسها بسعاده :
- يا ريت فرحه كانت صاحيه كانت اكلت معانا بالمره
همس عيسي قائلا:
-ديه من حظها الحلو
لتكمل اسيف بابتسامه هادئه:
- بس ما تقلقوش شلتلها نصيبها
همس مره اخري عيسي قائلا:
- اكده بجي من حظها الوحش
كتم جلال ابتسامه بصعوبة وهو يطلع منديل ورق يفرغ به الطعام بسرعه إدارات اسيف وجهها بابتسامه تضع طعام له مره ثانيه لتتفاجا به يفرغ الطعام بمنديل لتقول بغضب:
-جلال انت بتخبي ايه انا شفتك
لتقول عديله بعصبية مفرطة:
- اني اللي خلاني اتسحب من لساني واجول لك اجرب طريج لجلب الراچل معدته ديه انتي بالطريجه دي مش هيبجى فيها معده ولا يجعد معاكي ديه هيطلع على المدافن عدل ولسه بتسالي الاكل وحش ولا لاء
نظرت اليها بصدمه ثم تطلعت الي الجميع اعلي الطاوله لتلاحظ البعض لا ياكل يلعب بالطعام فقط لتفهم ان الطعام سيئ تحولت ملامح وجهها لحزن شديد علي تعبها الذي راح هدر لتقول بعبث:
-مالها اللحمة المفرومه بالبطاطس اللي انتي اكلتي منها يا طنط بس
قالت عديله بصدمه:
-هي دي لحمة أصلا ولله فكرتها عدس بجبة انتي عملتي فيها ايه يا بنتي
اجابت اسيف بتعجب قائله ببساطة:
-سلقتها
نظروا لها بدهشة الجميع وضحك عليها لتقول عديله بحده:
- سلجتيها اللحمة المفرومة مبتتعملش اكده طبعا دي لازم تتحط اكده في طاسة و يتحط عليها زيت وبصل وتوابل ومالها البطاطس عاملاها لونها اكده ليه كمان
ابتسمت اسيف تقول بحماس:
-اصلها قشرتها من النص بس وسبت الجنبين بقشرهم بذمتك يا طنط مش منظرها حلو
ضربت عديله كف علي كفه بياس هاتفه بقله حيله:
- ربنا يعينك على ما بلاك يا ابني
انفجر جلال ضاحك والجميع بهستريه لتنظر اسيف بضيق شديد ثم نهضت ليمسك جلال يدها لتنفض يده بغضب شديد وتذهب للاعلي
***
دلف جلال الى الجناح الخاص به ليجد اسيف تجلس فوق الفراش بضيق شديد واشاحت وجهها عنه ليتقدم منها اتجه الى الفراش واستلقى عليه وهو يقول بهدوء:
- حبيبتي انتي اتضايقتي ليه وطلعتي احنا كنا بنهزر ما كناش قصدي حاجه
لتقول اسيف بغضب شديد:
- يا سلام عجبك قوي الكلام وعمال تضحك انت وهما عليا تحت و والدتك عماله تتريق عليا عجبتك قوي وهي عماله تقول لك ربنا يصبرك على ما بلاك
اقترب ياخذها بين ذراعيه ويضمها اليه بحب:
-هي ما قصدتش المعنى اللي فهمتي هي بتهزر انتي قفشتي ليه مره واحده
صاحت اسيف بحده قائله بانفعال:
- لا كان قصدها وانت كمان كنت قصدك تضحك عليا
هتف جلال بصرامة:
- اسيف وطي صوتك في ايه اللي حصل لكل ده انا عمال اتكلم معاكي بهدوء رغم الموضوع مش مستاهل
تنهدت اسيف بضيق مكتوم ثم ابعدت يده ونامت وسحبت الغطاء عليها ,هز راسه بقله حيله واقترب منها يدفن راسه في عنقها من الخلف بعشق ليضع شفتيه على شريانها النابض وهو يقول بعشق شديد:
- مش قولنا مش هنام و احنا زعلانين من بعض ثاني
اجابت اسيف بحنق:
- انا مش زعلانه
مرر جلال يده بحنان في خصلات شعر اسيف وهو يضمها بتملك اكثر لداخل احضانه قائلا :
-طب عيني في عينك كده، يا حبيبتي انتي مش ملاحظة انك مكبره الموضوع طب انا اسف لو عملت حاجه ضايقتك من غير ما اقصد
التفتت اليه تنظر له بعشق وهي تبتسم بسعاده وقالت برقه :
-خلاص يا جلال مش زعلانه بجد وانا كمان اسفه عشان عليت صوتي عليك بس ما كنتش اقصد وما خذتش بالي اصلا
ابتسم جلال بشغف و وضع خصلات شعرها بحنان خلف اذنها ليقول بصبر اكتسبه من اخيه عيسي:
- خلاص احنا الاثنين مخدناش بالنا واحنا الاتنين اتاسفنا صح يا حبيبتي حليب يا لبن
ابتسمت اسيف له بسعاده علي مشاكسته لتقول:
-حليب يا قشطه
ضمها جلال اكثر اليه وهو يمرر يده بحنان في خصلاتها وهو يقول برقه:
- حبيبتي بعد كده حاولي تخلي بالك من تصرفاتك معايا وحافظي على وجهتي قدام الناس اتفقنا يا روحي
ضيقت عينيها متسائلة بعدم فهم شديد:
- يعني ايه احافظ علي وجهتك دي كمان
ابتسم بحنو وقال بلين:
- يعني قدام الناس حاجه و لما نبقى لوحدنا مع بعضينا حاجه تاني خالص ادلعي وحبي و اتخانقي معايا براحتك جوه الاوضه بس
نفخت بضيق شديد وقالت بعدم رضي :
- ايه يعني هو عيب الرجل يحب مراته قدام اهله
هز راسه برفض بهدوء ليقول بتوضيح:
- لا طبعا الحب عمره ما كان عيب ولا حرام طالما في الحلال بس احنا اتربينا وطلعنا لقينا كل حاجه ليها خصوصيه انا بحبك وبعشقك بس في اوضتنا بعيد عن عيون الناس
تنهدت اسيف بهدوء وقالت بعدم اقتناع:
- ماشي
ضمها بحمايه وتملك وقال بلوم:
-و ياريت حكايه انك تذوقي ايدي قدام اهلي تحت دي ما تتكررش ثاني اتفقنا
اخفضت اسيف راسها ببطئ واحراج لتقول باسف:
-اسفه ما اعرفش عملت كده ازاي انا عارفة ان انا ساعات ببقى دبش و عارفة اني هلكتك من يوم ما انت عرفتني بس انا بحاول اشتغل على نفسي، و فهمت انا ليه اعصابي بتفلت لما حد بيلومني او بيتهمني ان انا فاشلة
ضمها جلال اليه بحنان وهو يقول بصوت هادئ بينما يقبل اعلى راسها بعشق قائلا:
- حبيبه قلبي انتي مش فاشلة ،انتي بس مختلفة زيادة عن اللزوم ، و بدقي في كل حاجه كبيره قبل الصغيره , وانا مش باقول لك كده عشان زهقت منك ولا مش عجباني بالعكس انا بقيت احبك كده زي ما انتي بتعب اه معاكي ساعات كتير بس مش كل حاجة متعبة بتبقى حاجة وحشة في تعب كده بيبقى لذيذ و يستاهل
وكعادة تصمت امامه بابتسامة عريضة عاشقه وصامته امام حديثه المعسول كمرهم يعالج كل جرحها، ابتسمت برقه في حين مرت يده بلطف وهو يقربها منه يلتهم شفتيها بشغف لتتوه معه في بحور عشقه وحنانه.
اسـيـف.. .
كالقطة تبدو هادئه وجميله حين تلاقي اهتمام وامان ولكنها تتحول الي قطه شرسه حين تواجه صعوبه الحياه لا احد يعلم ما بها تتالم بمفردها ولكنها تظهر للجميع شراستها ولكن حين تنزع ذلك القناع التي ترتديه سوف نري ذالك الالم سوف نري روح مشتته لا تعلم اين مرسها ولكن اياتي من ينزع تلك القناع ويري روحها الممزقة ام ستظل قطه شرسه تخرج انيابها لكل من يقترب منها.
***
اقتربت دياب للداخل يرى جميله تجلس اعلي الفراش تحمل ابنها حماد نائم اعلي ركبتها وهي شارده الذهن في كل ما مر في حياتها من حزن وفرح اقترب منها بهدوء الى ان وصل اليها هتف قائلا بابتسامة:
-ايه اللى واخد عجلك
اجابته بصدق وحب تطلع فيه:
- انت طبعا
قال دياب وهو يداعب وجنتها:
- اني بچد ولا بتفكري فى حد تانى
ابتسمت جميله قائلة :
-مقدرش افكر فى غيرك انا اصلا ما حبتش غيرك فى حياتى
ابتسم هو يحاوط كتفها ويحتضنها بشدة وهمس باذنها:
- اني باحبك يا جميله ما تعرفيش يعني ايه دياب يحب ويعشج دي حاچه كبيره جوي وانتي خلاص اتحفرتي ما بين ضلوعي وبجيتي حته مني روحي بجت متعلجه بالنفس اللي بيخرج منك اني ببجى عامل كيف العيل الصغير التايه واللي ماليش نفس لاي حاچه وانتي مش جنبي ديه عشان بحبك وبعشجك يا چميله
ارتسمت ابتسامه واسعة علي ملامحها بعشق وقالت :
-بحبك
قبل جبينها بحنان قائلا بحب:
- واني كومان بحبك، فرحه لسه قايله لي على خبر فرحني جوي.. فرحه حامل يا چميله
ابتعدت عنه بعدم تصديق قائلة بسعاده:
- بجد يا حبيبتي اخيرا ربنا عوضها
ديـاب.. .
في هذه الحياة اعيش مثل الذي يعيش في السيرك يوجد حوله الكثير من البهلوانات التي يضحكون عليه ويحاولون جذبه للخوض معهم في تلك السيرك التي كل من به يضحكون علي بعضهم واظل انا واقف في المنتصف اشاهد كل ذلك واريد الصراخ ولكن لا يخرج لي صوت هل ساظل هكذا في المنتصف ام تاتي من تجذبني من ذلك السيرك لتريني نور الحياه لكن هاهي اتات الان وبين ايديه.
***
مرت الشهور علي حمل فرحه وقد عرفت انها حامل في توام كانت في سعاده غامره وقتها وحمده الله علي تلك النعمه الكبيره فقد عوضها بعد صبر طويل.
وضعت فرحه يدها على بطنها المنتفخة قليلا وكانت حاملة كوب اللبن بيدها لتجلس اعلي الاريكة وهي تتحدث مع اطفالها بابتسامه حب اقترب منها عيسي باستغراب:
- بتكلمي نفسك يا فرحه
هزت راسها برفض هاتفه بابتسامة عريضة :
- لاه بكلم ولادي بذمتك انت مصدج لحد دلوج اللي احنا فيه يا عيسي.. ابجى حامل بعد السنين دي كلاتها وكومان هخلف توأم
اقترب عيسي يحضنها بحب قائلا:
- ربنا عوضه چميل بعد صبر طويل صوح
احتضنت فرحه ذراعيه قائلة بهمس خجول:
-صوح الحمد لله ان رضاني في الاخر و منك انت بالذات يا عيسى
***
بعد تسع شهور في الصعيد أقام عيسي عقيقه أولاده الاثنين حيث ولدت فرحه توام ولدين واقام عزومه حفل كبير يذبح فيه الذبائح وقام بتوزيع الطعام علي البلد كلها من اصغر فرد الي اكبر فرد و بالتأكيد لم ينسى الفقراء والمحتاجين وكان يشرف على اعداد الوليمة بنفسه وسط دعوات اهل البلد
دلف عيسي الي الجناح الخاص به و وجد فرحه ترضع طفلها و الآخر نائم بهدوء بجانبها علي الفراش وكانت انتهت من ارضعه الثاني لتضعه جانب اخيه، علق قائلا بقلق:
- مش غلط عليكي يا فرحه ترضعي الاثنين خلينا نسال الدكتوره ممكن تديكي لبن صناعي ليهم
نظرت اليه بضيق قائله بفرحه بحزن:
- هو اني كنت أشتكيت ليك يا عيسي بس رايد تحرمني ليه من الفرحه دي اللي كنت مستنيها من سنين يبجى عندي عيل مني وامارس الامومه معاه
اقترب منها عيسي قائلا بحنان:
-مكنش جصدي يا حبيبتي بس اني كنت خايف عليكي لاتكوني بتتعبي ومش راضيه تجولي
نظرت الي اولادها الاثنين بحب وقالت بسعاده :
- احلى حاچه بالنسبه ليا تعبهم يا عيسي ياريت يتعبوني بس وما لكش صالح بيهم دول بجوا احلى حاچه في حياتي
عيسي بتذمر:
- من اولها اكده بتركنيني على الرف يا فرحه وتجولي لي ما لكش صالح اني اكده هبدا اغير من العيال دول على فكره
ضحكت فرحه بصوت منخفض تقول بعشق:
-ما اجدرش انت الاصل اني بحبك يا عيسي من اول ما وعيت على الدنيا وشفتك من اول لحظه عيني شافتك وانت ملكت جلبي باحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك
امسك عيسي ذقنها باطراف أصابعه ليرفع راسها أمامه وقال قائلا بحنان:
-بحبك يا فرحه بحبك ومن اول يوم عنيا شافتك فيه علشان اكده وعدت نفسي هتفضلي في جلبي طول العمر لحد ما في يوم تبجى كل دنيتى
***
جلست عديله متربعه الاقدام فوق الاريكة بابتسامة عريضة تعلي وجهها وهي تشاهد فرحت الجميع بأولادها مع ازواجهم فماذا سوف تتمني اكثر من ذلك تجمع اولادها حولها و الفرح والسعادة تملئ السرايا وتراها في عيونهم .
عـديـلـه.. .
العائله كالبيت وكل بيت له اعمده وعمود تلك البيت هي الام هي اساس البيت الذي يحتوينا وتجمع الابناء وتوحدهم وتزرع بهم الحب والتعاون والخير فالذلك بدون الام ينهار البيت لانها عموده وبدون العمود يسقط البيت ويصبح رمادا.
في الخارج بدا التحطيب المعروف بالافراح وظل يقفز جلال ويتحرك بخفه امام خصمه في ذلك النزال الراقص حتي بالنهاية هو من انتصر عليه بعد ان اوقع جلال العصا من خصمه ليهلل الجميع , ابتسم جلال له وهو ويدعي عيسي لساحه الرقص ليبارزوه هو الآخر
دخلت الخادمه تركض داخل السرايا بلهفة الي مجتمع السيدات وهي تهتف بفرحه :
- الحجوا سي عيسى وسي چلال بيحطبوا
هرع الجميع للمشاهده من امام البوابة والباقي من الشرفه والنوافذ المفتوحه ومعهم فرحه تحمل ابن من ابنائها والآخر كان مع عديله بالداخل لتشاهد زوجها بسعاده, وهو يتمايل بالعصا علي انغام الموسيقى الصعيدي و يحطب مع اخيه جلال وفي اخر الساحه يقف زين يبتسم عليهم .
وظلت المبارزة في ذلك النزال الراقص حتي كاد ان ينتصر عيسي بالنهاية لكن ترك جلال هو من ينتصر عليه بعد ان اوقع جلال العصا من خصمه عيسي ليهلل الجميع وتعالى الزغاريد السيدات, ابتسم جلال له وهو يمد يده اليه ليحتضنه عيسي بحب .
وبدأ المزمار الصعيدي يعزف الحانه لتتحول المباراة الي رقص في الساحه استعراض مواهب الرقص بالعصا.
اتسعت ابتسامه عيسي فورا عندما تقابلت عينه بعين فرحه وهي تحمل ابنها وهو يرقص فرمها بنظره والهه حانيه بعشق.
دخل الجميع الي السرايا بعد انتهاء السبوع واقترب عيسي يقبل رأس والدته عديله بحنان لتقول متسائلة باهتمام:
- هو مين اللي شايلاه نادين مرات زين ده هو مش ابنها عاصم كبر عن اكده
تطلع عيسي الي نادين وهي تحمل ابنتها الثالثة بحب بين ذراعيها ليقول عيسي بهدوء:
- دي مارية بنت نادين وزين اخر العنجود ليهم
عديله بحزن وضيق:
- ما بجتش اعرف احفادى جد ايه يا عيسى , بنسي عددكم كام يا ولدي
ابتسم عيسي ببساطة:
-معاكي حج ياما بجينا كثير جوي
هتفت عديله بلهفه:
-امسك الخشب الله اكبر ربنا يزيدكم كومان وكومان يا ولدي
قبل راسها بحنان قائلا بحب:
- يا رب دائما وانتي حسك معانا ياما
كانوا الاطفال يلعبون مع بعض مع مراقبتهم من اهلهم باهتمام من بعيد حتي قذفت وتين فجاه الالعاب من يدها بضيق طفولي ما ان نهضت ثم اقتربت من الجميع وجلست بجانبهم وهى متجهمة الوجه بغضب شديد , عقد زين حاجبيه قائلا متسائلا:
-مالها حبيبة بابا
اجابته وتين بضيق:
-مفيش يا بابي
قال جلال بابتسامة:
-مين بس اللى زعلك
ليقول عيسي بحنان:
- في ايه يا وتين ما تروحي تلعبي مع صالح هناك
قالت وتين بغضب شديد:
- هو اصلا مش راضي يلعبني معاه و عمال يلعب مع حياه وانا لاء
نظر الجميع ليرى صالح يحمل حياه ويلاعبها بسعاده وهي تبتسم بفرحه كانها تفهم حديثه معها عقد حاجبيه عيسي متسائلا:
= مش رايد تلعب معاها ليه يا صالح
صاح صالح من بعيد بيده بضيق شديد وقال :
-يوووه مش فاضي، اني رايد العب مع حياه بحبها جوي ولما تكبر هتجوزها .ما تجوزهالي يا عم چلال
صدم الجميع بالبداية ولكنهم ما لبثوا ان ابتسموا وهم يتطلعون لبعض حتي السيدات سمعوا حديث صالح ابتسموا عليه, اما جلال ضحك بصدمه قائلاً وهو يداعب وتين ليراضيها:
-يا ابني عيب كده انتم لسه صغيرين على الكلام ده
هز راسه بعدم اهتمام ليقول صالح باصرار:
- طب وايه يعني ما اني هكبر وبرده هتجوزها
انفجر الجميع بالضحك على حديثه وتصميمه , اما عيسي فنظر لاخواته قائلا بضحك ممزوج بغير تصديق :
- شكلها اكده هيبجى فيها بيت السلايف ثاني يا عيله الجبالي
كانت السعادة والعشق يملئ السرايا, وقد اصبح كل شيء يغمره الامان ربما الحياه ليست ظالمه بل نحن من لا نبحث عن السعادة.
- تـــمـــت بحمد الله -
كنتم مع الكاتبه خديجه السيد ♥️♥️.
انتهت احداث الرواية نتمنى ان تكون نالت اعجابكم وبأنتظار اراؤكم فى التعليقات وشكر
لزيارة عالم روايات سكير هوم
لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا