رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الخامس والثلاثون 35 والاخير بقلم نوران شعبان



رواية تزوجت مدمنآآ الفصل الخامس والثلاثون 35 والاخير بقلم نوران شعبان 






❤تزوجت مدمناً❤

👇 البارت الاخيـ35ــر👇

اتكأ عليها بيد، و اليد الأخرى على درابزين الدرج، حتى وصلا لغرفة جنة .. 

دخل بهدوء حتى لا يزعج منامها، و بحب و حنان ابوي طبع قبلة أعلى جبينها .. 

خرج من غرفتها ليجد حياه بانتظاره .. 

-: اكيد مش هطلعك السلالم و اسيبك تنزل لوحدك ! 

ابتسم لها بخفة و عاد يحاوط ذراعها مرة ثانية .. 

نزلا بهدوء اول درجتين ليعركل حياه بقصد و كادت ان تقع بكريم لكنه قبض على خصرها و ضمها لأحضانه قبل ان تسقط .. حركة مدبرة منه ! 

لم يعلما كم مر من الوقت وهى بأحضانه لم تتحرك و لم يحاول هو الآخر .. 

همس جانب اذنها 

-: اسف، آسف على كل حاجة .. اسف على كل ثانية عيشتيها بألم .. اسف على كل ثانية ضيعتها بعيد عنك أسف ..! 

كان وضع حياه كمن على حافة الهاوية، يجب ان تتحكم بمشاعرها أكثر حتى حفاظا لكرامتها و كبريائها، يكفي انها دعته لمنزلها فحان وقت " الثقل " .. 

شغلها التفكير حتى شعرت بأنفاس كريم تختلط بأنفاسها، و قبلة لن تستطيع السيطرة عليها ابدا آتية الآن، فابتعدت فورا كأن حية لدغتها و انفضت للخلف .. 

-: مش معنى إني سمحت تيجي تعيش معانا تفتكر اني هسمح لك تقرب مني .. انا وافقت بس عشان خاطر جنة و معنديش اي استعداد اني اخش في علاقة تاني دلوقتي ! 

حدقت به حياه شزرا كنظرة أخيرة، لتدير جسمها له فورا وهى تطلع الدرج ثانية .. 

شرد كريم بطيفها الراحل حزينا، أمسك بعكازيه مرة ثانية و نزل درجات السلم على مهل .. و تعابير الحزن لم تفارق محياه .. دخل غرفته التي شاورت عليها حياه منذ دقائق بفتور، تأملها بنظرة خاطفة ليترك قدماه تأخذان قسطا من الراحة عندما تمدد على الفراش الوثير في يمين الغرفة .. و عادت ذاكرته نحو أجمل أيام حياته .. وقت شهور حمل حياه .. 

~~ عودة لذاكرته القديمة ~~ 

كان نائما بهدوء يسبح مع الملائكة في بهو أحلامه .. و حياه جانبه على نصف جلسة ممدة، تزم شفتيها بتهكم و تمصمصها بملل وهى تطلع لشاشة الهاتف أمامها .. 

تقرأ و تقلب بين مواقف السيدات وقت حملهن حملهم تجحظ بعيناها بتهكم، فمنهن من بعثت زوجها للبرازيل خصيصا حتى يحضر لها حبوب القهوة الطازجة تحت مسمى " الوحم .." 

و منهن من ارسلت زوجها للبلجيك خصيصا حتى يحضر لها معزة بلجيكية تربيها .. و طبعا تحت عنوان " اسمع الكلام برضاك لأحسن انا حامل و ممكن انكد على الي جايبينك ! " 

و منهن من طردت زوجها لأن رائحته تثير اشمئزازها .. 

و منهن من كانت تضع " برطمان المخلل " تحت الفراش لأن رائحته ترفرف قلبها بالفضا .. 

و بالتأكيد لم أريد ان اذكر من كانت تبيت " الفسيخاية " في أحضانها .. 

أغلقت حياه الهاتف و القته جانبها دون اكتراث، و على ملامحها ارتسم الاشمئناط بوضوح .. 

نظرت لزوجها الممدد بسلام ! بسلام مغري كثيرا بالنسبة للشر و الفساد ..! 

ظلت تفكر لدقائق ماذا تفعل تكسر به حاجز مللها ؟ بطنها بدأت بالظهور بوضوح و لم يظهر عليها اعراض كهؤلاء النسوة على " الإنترنت " .. 

زفرت بضيق و استشاط وجهها غضبا، لتأتي بكل قوتها تدفع كريم بقبضتيها فيسقط أرضا ! 

سقط كريم كالاغنام وقت نحرها، ظل يفلفص بقدمه ثوان قبل ان يرتفع عن الأرض بنظرات مفزوعة، نظر حوله ليجد كل شئ طبيعي، نظر لحياه ليجد الابتسامة البلهاء تأخذ مساحة على وجهها .. سمع بعدها صوتها الهادئ المتساءل 

-: اسم النبي صاينك و حارسك يا كريم يا حبيبي،، بقيت بتقع من على السرير زي العيال الصغيرة ؟؟ 

مسح كريم وجهه بباطن كفه، لينهض و يتمدد على الفراش مرة أخرى متحمحما بحرج 

-: معرفش يا حياه، انا حسيت بزلزال مرة واحدة مسك فيا و لاقيت نفسي متكوم على الأرض ..! 

قهقهت حياه على أسلوبه و لهجته المسكينة المغلوب عليها، لتربت على شعره و تدرف وسط ضحكاتها 

-: معلش، معلش يا حبيبي تلاقيه كابوس و هو الي عمل فيك كدة ولا حاجة .. نام نام انت بس ! 

سمع كريم بنصيحتها، و عاد يغلق عيناه مرة ثانية، لتشعر حياه بنفس الملل و عادت تفكر في شئ يكسر مللها .. 

ابتسمت بخبث و على مهل و هدوء نزلت من على الفراش متسحبة، لتعود بعد قليل و بيدها "بالون" و دبوس و سائل احمر تستخدمه في صنع الكعكات الملونة .. 

تمددت مرة أخرى، و بحذر اسقطت بضع قطرات من السائل الأحمر على الوسادة جانب أذن كريم مباشرة، فتحت درج الكومود لتضع فيه السائل .. 

ثم أمسكت بالبالون و الدابوس بالقرب من اذن كريم، و بنفس الحذر فرقعت البالون لتصدر صوتا عاليا افزع كريم .. 

ألقت بالأشياء على الأرض سريعا و ظلت مكانها تنظر لكريم الذي نهض جالسا بفزع اكبر من المرة الأولى .. 

اجفل بعينيه يحاول التماسك قليلا، ليسألها وهو يحاول جعل نبرته طبيعية 

-: حياه .. هو كان في صوت فرقعة من شوية .. دلوقتي كدة ؟؟ 

تصنعت حياه الدهشة جيدا وهى تحرك شفتاها كأنها تتحدث لكنها بالأصل لا تتحدث .. 

حركتها بمعنى " ايه ؟؟ " 

أعاد كريم سؤاله بنبرة أعلى 

-: كان في صوت فرقعة من شوية ؟؟ 

جلست حياه تحدق به ثانية، لتحرك شفتيها و كفها بمعنى 

" انا مش سامعاك ! " 

وضعت كفها بالسائل الأحمر خفية دون ان يشعر، و مسحته في أذنه كأنها ترى شيئا ما بها .. لتبعد كفها و تتصنع الصدمة و الرعب و تهتف بمعنى 

" دم ! دم ! " 

رأي كريم الدم على كف يدها، ليضع هو الآخر بلهفة كفه على أذنه فيري كفه تلطخ بالدماء .. وجه بصره للوسادة ليجدها هى الأخرى متلطخة بالدماء او هكذا يرى و يظن .. 

اتسعت مقلتيه برعب و قبض على ذراعيها بقوة متمتما بصياح 

-: حياه ،، انتي سامعاني؟؟ سامعة صوتي ؟! 

كان يتحدث و يضع كفه على اذنها و فمه، فأشارت حياه بالنفي و انها لا تسمع صوته .. و حركت شفتاها بمعنى 

" مش سامعاك " 

ترك كريم ذراعيها بملامح مصدومة، ليرفع ذراعيه باستنكار 

-: ازاي ؟ انا سامع نفسي ؟! 

وجه بصره لحياه مرة ثانية ليجدها تتطلع به بخوف مفغورة الشفاه .. 

تمتم بخفوت تعالى تدريجيا حتى وصل لمرحلة الصريخ 

-: انا اطرشت، انا اطرشتتت .. انا اطرااااااشششت !! 

لم تستطع حياه كبح ضحكاتها على منظره الدرامي لأقصى درجة، لتنفجر مقهقه نائمة على الفراش و هى تمسك ببطنها المنفوخ .. 

انتبه كريم لصوت قهقهاتها، فهمس دون تصديق 

-: انا سامعك ؟؟ انتي بتضحكي انا ساامعك ! 

تعالت ضحكات حياه أكثر و أكثر حتى ادمعت عيناها و صارت تأخذ نفسها بصعوبة، فامتلكت ضحكاتها و صمتت .. 

سألها كريم بغضب منفعل بسبب عدم إدراكه للموقف 

-: انتيي بتضحكي على ايه ؟؟!! 

ضغطت حياه على شفتيها السفلية عندما لاحظت غضبه، و أيقنت ان غضبه سيزداد الضعف عندما يعلم انها وراء المقلب السخيف ذلك .. 

حمحمت بتوجس و قدماها تزحفان بها للخلف حتى التصقت بجدار الفراش العريض .. 

حدق بها كريم مصدوما هاتفا بهمس 

-: لأ .. متقوليش ان ده مقلب سخيف من مقالبك ال**** ؟؟! 

انحنى رأسها بخوف مصطنع، لكن بداخلها ستنفجر من الضحك .. 

أطلق سبة بذيئة، و قد تعرق وجهه و يداه من الانفعال فخلع( التيشيرت ) الذي كان يرتديه لتظهر عضلات صدره الصلبة، عضلات بطنه السداسية، العروق البارزة بوضوح شديد بعنقه و ذراعيه، بالإضافة لبشرته البرونزية اللامعة التي ابدته مثير كثيرا ! 

ارتجفت حياه و انكمشت للخلف أكثر بخوف، بينما أمسك هو بتيشيرته المخلوع ليمسح عرقه المتصبب .. 

ألقى به بعيدا و صوب نظراته الحادة نحوها، حاول التماسك قدر الإمكان حتى لا يعتصر رقبتها بين قبضتيه .. 

-: الدم ؟؟ 

تسائل بها بوجوم، لتفتح هى درج الكومود و تمسك بالزجاجة التي تحتوي على السائل الأحمر .. 

-: امممممم، صوت الفرقعة ؟؟ 

اشارت له بعينيها للأرض، نظر ناحية ما تشير ليجد البالون و الدبوس ملقيان على الأرض .. 

زفر بضيق كأنه يفرغ شحنات الغضب داخله كلها خارجا، و لكن حتى مازال غاضبا .. 

وضع يديه على خصره محدقا بها، لا يعلم بماذا يفعل بها الآن ؟ 

إقترب منها على غفوة لتنسحب هى للخلف أكثر ملتصقة بجدار الفراش، رفع سبابته بوجهها مهددا 

-: اقسم بالله لولا انك حامل انا كنت ***** ! ده انا كنت جردتك من هدومك و علقتك في السقف .. لا و مش كدة بس كنت هربيكي بالحزام الي علاماته هتفضل لازقة فيكي لغاية ما ربنا يخدك ! 

تصنعت حياه الدراما وهى تجفل بعينيها بتأثير 

-: اعمل الي يريحك، بس متنساش انك الي هتعمله هيبقى في اثنين مش في واحدة ! 

قبض كريم على الوسادة بخفة، و بكل السرعة و القوة ألقاها في وجه حياه التي صرخت مفزوعة من هول سرعته .. 

ألقاها متمتما بحنق و غيظ 

-: ما ده الي حايشني عنك يا بلغة يا بنت البلغة ! 

تناثر شعر حياه حول وجهها و احمر وجهها كاملا بغضب، مصمصت شفتاها بتهكم وهى تصيح بسخط 

-: ما خلاص بقى محسسني اني طرشتك بجد، مكنش مقلب يعني ! 

رمقها بنظرات استحقارية، و اشاح بوجهه بعيدا .. 

-: طب خلاص، انا آسفة حقك عليا ! 

اقعد بقى .. 

جلس كريم على حافة الفراش و هو يعطيها ظهره، لتضغط حياه على شفتها السفلية و قد اغراها عضلات ظهره البرونزية اللامعة .. 

زحفت على ركبتيها حتى وصلت له، و بسرعة حاوطت عنقه حتى لا يتركها و يرحل .. 

طبعت اسفل ذقنه قبلة حرارية الهبت جسده اشتعالا، و تدحرج كفها ليستكشف عضلات بدنه العملاق .. 

حاولت التشبث و الوصول لرأسه بسبب تفوقه عليها في الطول، تعلقت بمنكبيه عنوة و قبلته على وجنتيه بقبلة أكثر اشتعالا ..! 

ظلت تفرق القبلات حول وجهه متمتمة 

-: انت وسيم اوي يا كريم ! انا محظوظة اني متجوزة واحد زيك .. 

كل حاجة فيك بتسحرني، بتغريني، بتخليني مش على بعضي ابدا .. بحس اني بلمسك و بتلمسني لأول مرة في كل مرة ! 

تنهد كريم طويلا كأنه يأخذ قوته من التنفس، و ما كان عليه إلا ليلتف و يقابل وجهها .. و قبض على ذراعيها هامسا جانب ثغرها برومانسية و هدوء 

-: اتلقحي بكرشك الممتد مترين قدام ده ! 

شهقت حياه مصدومة، و أعطاها هو ظهره مرة ثانية و نام على الفراش بابتسامة الظفر المريحة .. و تركها تستشيط غضبا !!! 

~~ الوقت الحالي ~~ 

ابتسم كريم بألم على تلك الذكرى التي تعد من أجمل ذكريات حياته .. 

ضحك و دمعة خفيفة انسابت من عينيه وهو يستشعر كل لمسة كانت تلمسها له .. كل همسة همست بها جانب أذنيه .. 

كل نظرة حب انبعث من حدقتيها السوداوين .. 

كل ذكرى تعيش و تجري في شريان دمه، لن ينساها إلا بقطع شرايينه لا الموت حتى ! إذا مات تجمدت الشيارين و تجمدت الذكريات معها ..! 

ضحك مرة ثانية عندما تذكر ردة فعلها، ألقت به أرضا و انهالت عليه بالوسائد و الغطيان تدفنه، نقص تقريبا ان تلقي بالفراش نفسه فوق رأسه ؟؟! 

" هنرجع ؟؟ اكيد هنرجع !! " 

~~~~ 

غفا كريم على نفس وضعيته و نفس ملابسه، شعر بآشعة الشمس الذهبية تتسلط على وجهه لتجبره عنوة بالاستيقاظ .. 

بدأ بفتح جفونه ليتفاجئ بوجه القمر الصغير أمامه تبتسم له بغثرها الكنز .. 

ضحك كريم و زال النعاس من عينه فورا، امسك بجنة يضمها لأحضانه فقط .. 

ظل يدغدغها و يقبلها على وجنتيها بقوة .. 

ضحكت جنة ضحكات متتالية و التوت بين ذراعيه تحاول الفكاك من حصاره .. 

هتفت من بين ضحكاتها 

-: بس بقى يا بابا ذقنك بتشوكني ! 

احلقها بقى و إلا مش هخليك تبوسني بعد كدة .. 

-: لا يا روح بابا وعلى ايه،، هحلقها اول ما انزل على طول ! 

-: لا لا خلاص لو هتنزل يبقى بلاش تحلقها خالص خليك قاعد معايا، احسن ماما متوافقش إنك تيجي تاني ولا حاجة ! 

-: ماما ايه يا بنتي الي متخلنيش آجي هنا تاني هى تقدر ؟ دي بتخاف مني جدا اصلا ! 

-: ايه ده بجد ؟ ماما بتخاف منك ؟! 

-: آه طبعا، ده انا كنت ازعق فيها من هنا تلاقيها طلعت تجري من هنا .. ما انتي محضرتيناش اصلك معذورة .. كنت ولا سي السيد في زمانه ! 

ظلت جنة تحدق به بتهكم، لتهتف بعدها بلوم 

-: الكداب بيروح فين ؟؟ 

-: بصي يا جنة، هو الكداب بيروح النار، أما بقى لو في حالة حرجة زي إنقاذ صورة على وشك الاستهزاء و التشويش فيبقى ليه الجنة والله يا بنتي ! المهم قبل ما تدخليني في حوارات، عديني البس عشان ورايا مشوار مهم .. 

-: مشوار ايه ها ؟ هتروح فين و تسبيبني ؟ 

-: ممم، رايح اشوف جدو 

-: طب انا عايزة اجي معاك ! 

-: مش هينفع، عشان هو في آ ااأ في المستشفى .. و مش هينفع تيجي معايا المستشفى 

-: اوووف بقى هو فيها ايه يعني المستشفى محدش عايزني اروحها ليه لا انت ولا ماما ! 

-: عشان مليانة ناس تعبانة و ممكن تتعدي منهم، ممكن تقومي بقى عشان متأخرش ؟ 

~~~~ 

كانت حياه في غرفة مكتبها يجلس أمامها المحامي الخاص بها .. 

-: زي ما بقولك كدة، انا عايزاك ترجع كل الممتلكات الي اخدناها من أحمد الراجي ليه تاني .. 

-: يا مدام حياه فاهمك، بس ده مفتش شهر على العقود، حتى انتي مشوفتيش الممتلكات دي ! 

-: أستاذ على، من فضلك اعمل الي بقولك عليه، حضرلي كل الورق اللازم و في أقرب وقت نتم الإجراءات دي .. حضرلي كل مليم اخدناه من الراجي انا مش محتاجة ممتلكاته في حاجة ابدا .. نفذ الي بقولك عليه و بس .. 

تنهدت المحامي ليقف متأهبا للخروج 

-: أمرك يا مدام حياه، هبقى ادي لحضرتك خبر لما أجهز الورق كله .. 

اومأت حياه ايجايبا، و خرج هو .. 

خرج و توجه فورا للباب، رآه كريم المستند على عكازيه فأصبحت ملامحه كلها خشونة و قسوة .. 

تقدم بخطوات مهرولة نحو الغرفة التي خرج منها ، ليجد حياه تجلس بمنتهى الأريحية على مقعدها خلف المكتب .. 

ما إن رأته حتى اتسعت ابتسامتها السمجة أكثر .. 

وقف كريم يرمقها بنظراته المشتعلة التي تكاد تحرقها، و تحدث فخرج صوته غليظ متحشرج 

-: واضح ان سكتناله دخل بحماره ! 

وقفت حياه بتقاصع، وتوجهت إليه بخطوات مدللة متبخترة بتنورتها القصيرة التي تصل لنصف فخذتيها .. 

-: ممممم، صباح الخير يا كريم، يتمنى إقامتك في بيتي تكون ريحتك ! 

نظر كريم لقدماها الظاهرة وبوضوح تتلألأ كالماس .. فجز على أسنانه بغل أكثر .. 

وعلى حين غرة رفع إحدى عكازيه يضرب حياه به على قدمها، صرخت حياه و تراجعت للخلف عقب حركته المجنونة تلك .. 

-: إنت مجنون ؟؟ 

تراجعت حياه و تقدم كريم نحوها وهو مصر على ضربها حتى تتأدب 

-: مجنون و هطلع جنان أهلى عليكي دلوقتي ! 

مد العكاز بيده ليلكمها على قدمها مرة أخرى بقوة اكبر ، صرخت حياه و حاولت تفادى الصفعات الآتية .. 

ركضت لتخرج خارج المكتب لكنه حاصرها، حاصرها بعكازه الذي أصبح كالعصا يقبض عليه بكلتي قبضتيه وهى خلف ذلك الحاجز الذي فرضه .. 

حاولت التملص منه و من ذلك العكاز و لكن فشلت، كانت قبضتيه فولاذتين لا ينصهرا حتى لو امام الشمس .. 

جذبها بالعكاز نحوه أكثر، ليصطدم ظهرها بعضلات صدره الحديد .. 

همس جانب اذنها بشراسة فتاكة 

-: اقسم بالي خلقني و خلقك، لو متلمتيش كدة و هديتي الدور لهقلب انا كمان .. و البقاء للأقوى يا حلوة ! 

تركها كريم و فك حصاره اخيرا، لتسقط حياه ارضا أثر دفعته .. 

بينما امسك هو بالعكاز مرة ثانية و خرج تاركا اياها تتابعه بنظراتها المشمئزة المندهشة في نفس الوقت .. 

~~~~ 

~~~~ 

ذهب كريم لمنزل والده بعد ان علم بخروجه من السجن .. 

جلس على المقعد أمام والده بعد السلامات منحني الرأس، لا يريد التطلع إليه بدون أسباب .. 

اقترب والده منه وربت على ذراعه بحنان 

-: لسا زعلان مني يا بني ؟ دي حياه نفسها سامحتني و انت لسا ! 

رفع كريم رأسه، ليهتف باستنكار 

-: حياه سامحتك ؟ 

تنهد أحمد طويلا، ليومأ بالإيجاب و بدأ بالقص عليه 

-: أيوة، جاتلي يوم ما خرجت من السجن .. اتكلمنا و سامحتني عادي ! 

ارتفعت شفتي كريم العليا بتهكم 

-: يعني سامحتك انت و لسا مسامحتنيش ؟! 

-: بص يا كريم، انا مش هعتذر ولا افتكر الماضي انا اتكلمت كتير و حاولت اخليك تسامحني اكتر .. 

انا بس هقولك ان حياه لسا بتحبك، الي خلاها تسامحني اكيد هتسامحك .. بس هى تقلانة شوية ! 

~~~~ 

عاد كريم بمظهر غير الذي ذهب منه تماما، تخلص من الكثير من ذقنه فأصبحت قصيرة و مرتبة، ابتاع حلة يسيطر عليها اللون الأسود كليا .. 

كما تخلص من العكازين الذي مل منهما كثيرا .. 

عاد ليجد جنة ارتدت فستان من الأسود اللامع الطويل و عقصت شعرها الأسود كحكة فبدت اكبر من سنها بكثير .. 

انحنى ليقبل كف يدها بحركة درامية مشهورة، ليردف بصوت ناعم حنون 

-: أميرتي الصغننة ! احلى أميرة في الدنيا كلها .. 

زمت جنة شفتيها بخبث وهى تتلائم 

-: اميرتك الصغيرة ؟ يعني في اميرتك الكبيرة بقى ؟ 

ضحك كريم على تلك الخبيثة الصغيرة 

-: ههه، آه طبعا في أميرة كبيرة ! 

هى فين بقى ؟ 

تحولت ملامح جنة للحزن مجيبة 

-: مش هتيجي، قالتلي هتاخد شاور و تنام مش عايزة تروح في حتة .. 

-: انتي قولتيلها ايه لما قفلت معاكي السكة ؟ 

-: الي انت قولت عليه، بابا هياخدنا يعشينا برا النهاردة .. 

-: حلو و قالتلك ايه ؟ 

-: يا بابا ما انا قولتلك .. قالتلي مش عايزة انا تعبانة هخش اخد شاور و انام .. 

-: امممم، طب خليكي هنا هروح اجيبهالك و آجي ! 

-: متأكد انك هتعرف تجيبها ؟ 

-: عيب عليكي يا بنتي انا سي السيد ولا نسيتي ؟! 

~~~~ 

طلع كريم لغرفة حياه، سمع صوتها بالمرحاض فجلس على الفراش منتظرها .. 

بعد قليل خرجت حياه مرتدية " البشكير " .. 

شهقت و ارتدت للخلف عندما رأته يجلس على الفراش أمامها .. 

شددت من قبضتها حول البشكير و رمقته بحدة قاتلة 

-: إنت ازاي تخش اوضتي ؟ هو عشان دخلتك بيتي تفتكر إن ليك حرية تتجول فيه كأنه بيت اهلك ؟ 

ابتسم ابتسامة شيطانية برزت تحتها أنيابه القاطعة الحامية، و بهدوء وقف واضعا يده بجيوب بنطاله 

-: لسانك طول يا حبيبتي و شكله عايز يتنسف خالص مش يتقص .. 

إقتربت منه دون خوف و لم ترمش بعينيها حتى، وقفت قبالته تماما مشموخة الرأس مرفوعة الجبين .. 

-: اولا انا مش حبيبتك، و صدقني كلامك بتاع الصبح ده مأثرش فيا ابدا .. لأ أثر بصراحة، خلاني تبقى قوية أكثر ! 

فلو فاكر اني كدة هكش و اقدملك ولاء الطاعة تبقى حمار !! 

لم تكمل حياه جملتها، فقد هلت صفعة قوية اخرست لسانها، شلت كلماتها، انقضت على حروفها .. 

لم تظل تحت تأثير الصدمة كثير، فصدمة تالية آتية تحتلها أكثر .. 

حيث قبض كريم على شعرها حتى يكاد ينخلع من رأسها ليطبق على شفتيها بقبلة لم تعهدها منه من قبل .. 

قبلة تطورت من القسوة للحنية، من البرود للحرارة الملهبة الحارقة كمن للقمر للشمس .. 

وهى مستسلمة تماما كأنها تداوي الم الصفعة بتلك القبلة العميقة .. 

ابتعد كريم بعد وقت يتركها تلتقط أنفاسها، وجدها مغمضة العينان راضية بكل ما يصير .. فاقترب ثانية يلبي رغباتها المشتعلة .. 

التقت شفتيه مع شفتيها مرة ثانية و توجهان نحو طريق أطول، أطول بكثير .. 

ابتعدت حياه هذه المرة بعد ان شعرت بروحها تنسحب منها .. 

ابتعدت لكن ذراع كريم مازال يحاوط خصرها، و نظراته تحملق بحدقتيها .. 

أمسك بخصلة من شعرها المتساقط و ارجعها خلف اذنها، ليهمس بعدها بعتاب 

-: مشتاقة ليا زي ما انا ما مشتاق لك، ليه مصرة تعذبي قلبي وياكي ؟ 

طالما مستنياني من زمان اوي كدة، ليه بتحاربيني بكل قوتك كدة ؟ 

لم تعقب حياه التي كانت في حالة يرثى لها، شفتاها ترتجفان كورقات خريفية على وشك السقوط، 

شعرها المبتل يحاوط وجهها المتورد البديع، و أعينها الواسعتان بشكل لطيف لا يوصف تحدق به كالأطفال .. 

-: عايزاني اتذلل ليكي ؟ عايزاني اركع و ابوس رجليكي و ابكي " ارجعيلي ارجعيلي " ؟ 

عارفة ؟! حتى لو عايزة كدة هنفذلك طلبك .. 

أدارها كريم لمكانه، و دفعها بخفة من ذراعيها فسقطت جالسة على الفراش، و ملامحها مزبهلة فقط .. 

جلس على ركبتيه أمامها، و كفه تسحب من فخذتها الظاهرة تحت الباشكير مارا بركبتها و كاحلها حتى وصل لأصابع قدمها الصغيرة .. 

و بكل رقة و رومانسية طبع قبلة على باطن قدمها، متصاعدا لكاحلها، ركبتها، فخذتها، 

قطع وصلة القبلات صوت الطرقات الخفيفة على باب الغرفة اتبعها صوت جنة الصغيرة 

-: بابا انت كويس ؟ اوعى تكون ماما أكلتك ؟! 

ضحكا كريم و حياه على عفوية تلك الصغيرة، أدار كريم رأسه لحياه و سبابته تتدغدغ ووجهها 

-: مستنيينك تحت، متتأخريش علينا ! 

~~~~ 

كانت حياه في حالة ما بعد المنوم المغنطيسي، سحرها كريم بلمساته و هسماته فنست كل ما نوت فعله .. 

كل ما بذاكرتها الآن هو أعينه وقت ما تطلع إليها بنظرات راجية، و قبلاته الهادئة .. 

لبست فستان من خامة تشبه المخملية، حملاته رفيعة أظهرت بياضها الداخلي، و تركت شعرها ينساب على ظهرها، و شال خفيف من الحرير حاوط ذراعيها فقط .. 

نزلت لتجد كريم و جنة ينتظرانها أسفل الدرج، وضعت كفها على الطرابزين و بتمهل و بطء نزلت الدرجات .. 

نزلت وهى تتأمل بذلك " الأربعيني " الوسيم صاحب اللحية الخفيفة السوداء، و قد اختلط السواد بشعيرات بيضاء لكن قليلة للغاية .. حتى تلك الشعيرات القليلة العجوز اضافت لمسات وقارية نحو هيئته الرجولية الجذابة .. 

ذلك القميص الأسود الذي يستر عضلاته و عرض منكبيه تتمنى لو تضع رأسها عليه الآن، بنطاله من نفس اللون، حذائه، شعره البني الطويل الي حد ما .. 

تشعر انها بالفعل يجب التسليم للواقع لأن قوتها لم و لن تصمد أمام ذلك الوسيم قط ! 

في نفس الوقت كان كريم يتألمها بفستانها الأخضر القامت، شعرها الطويل المنسدل حول وجهها بغزارة جعلت من محياها قمر ..! 

وصلت حياه اخيرا، ليفعل معها كريم مثل ما فعل مع جنة .. قبل كف يدها و بحرارة أكثر هتف 

-: أميرتي، احلى أميرة في الكون ! 

~~~~ 

وصلا حتى المطعم المتفق عليه،، 

تحاول حياه تجنب نظرات كريم التي تحاصرها من كل زاوية، تحاول التفكير بجدية و رؤية الواقع لكن ثمة غشاوة اظلمت على عيناها لم تجعلها ترى سوى كريم .. 

جلسا و تناولوا الطعام، ليصدح في المطعم صوت اغنية رومانسية فرنسية مشهورة .. 

أمسك كريم بكف " جنة " الصغيرة و رقص معها على نغمات الموسيقى الهادئة، و جنة تصتنع الدور جيدا و تضحك بهدوء مع ابيها .. 

افلت كريم يد جنة، لينحني امام حياه و يمد لها كفه، ببطئ شديد مدت حياه كفها لتجد في أقل من ثانية نفسها في أحضان كريم متمايلة على أنغام الموسيقى معه .. 

" بحبك ! " 

همس بها جانب اذنها .. كانت كذرة من الأوكسجين التي في أقل من ثانية اشعلت فؤادها مرة ثانية .. 

ادارت وجهها بعيدا متمتمة 

-: مش معقول أضعف بالسرعة دي، المفروض اتقل شوية مبقاش واقعة كدة ! 

-: سبع سنين مش كفاية ؟ 

-: انا يادوب شفتك من شهرين بالكتير .. مش من سبع سنين ! 

-: مستهونة بشهرين يا حياه ؟ انتي لو عايزة تتقلي اتقلي، انتي عارفة إني هفضل وراكي لغاية ما تحني .. بس ليه نضيع وقت تاني ؟ ليه أوقات من عمرنا تضيع مع ان ممكن نعيشها بلحظات أجمل من الي عيشناها .. ليه يا حياه ؟! 

حالة صمت عمت، قطعها كريم متساءل 

-: ليه كنتي بتحطيلي حبوب هلوسة ؟؟ 

تنهدت حياه لتجاوبه 

-: كنت فاكرة انه هيسرح بخيالك بعيد فهتنسى الإدمان بالتدريج، بس كنت غلط تماما، تفكيري كان غلط و استعملت أسلوب غلط في علاجك .. 

-: و الفيديوهات ؟ 

-: انا كنت محضراها فعلا من زمان، بس لما حبيتك اتنازلت عن ده بس مجاش في بالي امسحهم .. عادي .. 

رفع كريم رأسها بسبابته، ليهتف بهدوء 

-: سيبينا ننسى كل ده، نحلم بس، ممكن ؟؟ 

لم تجد حياه ردا، فالتزمت الصمت .. 

لكن فؤادهما صوتهما يتعالى كأنهما يتحدثان مع بعضهما البعض .. 

~~~~ 

مرت الأيام و السنين،، 

تشعر حياه بابنتها تنضج أكثر و أكثر .. 

فقررت ان تصير قدوة، ان تصير ام صالحة لها .. 

و كان اول قرار تعقب على ذلك الالتزام في الصلاة، اتبعته بالحجاب و الالتزام بالزي الشرعي، اتبعته بالتوسع في العلوم الإسلامية و الدينية حتى تربيها على أسس ثابتة راكدة .. 

و كريم أيضا نضج بتفكيره، أصبح رب البيت المتملك الواعي لكل صغيرة و كبيرة في المنزل .. 

جنة أيضا شبت في الطول وترعرعت بالعقل قبل الطول .. 

أصبحت نموذج للفتاة المثالية، على خلق ديني، علم واسع، طلاقة لسان و حسن بيان .. 

أنجبت حياه ولد، و بعده توأم ولد و بنت .. 

و مرت السنين حتى تزوجت جنة، و تزوج اخواتها .. و فضى البيت على كريم و حياه .. 

~~~~ 

بعد مرور ثلاثون عاما ،، 

أحس كريم بيد حنونة تربت على وجهه، ليبدأ في الاستيقاظ و فتح جفونه .. 

وجد حياه أمامه بشعرها الأبيض ووجها الذي غطته البعض من التجاعيد، لكن اعينها لازالت سوداوتان كاحلتان كالليل لم يتأثرا .. 

-: اصحى عشان تاخد الدوا ، ميعاده دلوقتي ! 

حاول كريم الجلوس و ساعدته حياه على ذلك ليضع الحبة بفمه و يرتشف بعدها قطرات ماء .. 

عاد للنوم مرة ثانية و حياه تمسك بكف يده بحنو .. 

-: عارفة، بسمع دائما ان الراجل المفروض يبقى السند و الحيطة .. بس انا شايف عكس كدة ! انا شايف ان انتي سندي في الحياه، شايف ان لولا وجودك في حياتي مكنتش اتحركت خطوة مكاني .. 

ابتسمت حياه على كلماته التي حتى الآن تحرك الرغبة و الحب بداخلها، اقتربت منه لتهمس 

-: انا بستقوى بوجودك في حياتي يا كريم، لما بشوف عينيك بستقوى، لما بحس بعطرك في الهوا بستقوى، لما بتبتسملي بحس اني جوايا طاقة كبيرة اوي لإني اعمل اي حاجة في الدنيا دي .. 

- لولا وجودك في حياتي انا مكنتش هبقى سند .. ابدا !! 

#النهاية 
وبهذا وصلنا لنهاية روايتنا التي رأينا فيها الحزن والسعاده والالم والبهجه اتمنى انها نالت اعجابكم واشكركم لحسن متابعتكم



لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا 






 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-