رواية اميرة البحور الفصل الثالث 3 بقلم كاتب مجهول

 

رواية اميرة البحور الفصل الثالث بقلم كاتب مجهول

#أميرة_البحور و حبيب البصري 
جزء ٣
 كان حبيب جالسا يفكّر في أمّه ،ويلعن حظه الذي أبى إلا أن يقوده لهذا المكان البعيد، ليموت فيه وحيدا غريبا، وفجأة رأى ثلاثة بنات يقتربن منه ،وكن جميلات الوجه شقروات الشّعر ،ففرك عينيه ليتأكّد أنّه لا يحلم ،ثمّ همز عبد الصّمد الذي كان نائما في قاع الصندوق ،وقال له: تعال، وانظر هل شاهدت من قبل قوما من الإنس يعيشون كالأسماك؟ نهض الشيخ ،ونظر إلى البنات بدهشة، وقال: لا يشبهن عرائس البحر، فليس لهنّ ذيل سمكة ،والله لم أر ذلك من قبل ،أو أسمع عنه !!! بقيت واحدة منهنّ تحملق في حبيب، فقد كان فتى أسمر ،قوي البنية ،فقال لها :كفّي عن النّظر إليّ ،فلست للفرجة !!! فضحكت الحورية ،ومعها رفيقتيها ،وردّت عليه :هل دائما لسانك خبيث هكذا ؟ على كلّ حال سننصرف ،فلا يبدو أنّك لطيف معنا ،لكن عبد الصمد تحامل على نفسه ،وقال :إنتظري ،لقد غرق مركبنا ،ولم نكلّم أحدا منذ أيام،،حدثيني عن نفسك ،وكيف يمكنك العيش في البحر !!!




تشجّعت الحوريات الثّلاثة ،وتحلّقن حول الشّيخ ،ولمست إحداهنّ لحيته ،فسعد بذلك ،وقال: ليس لنا طعام أو شراب لاقدّمه لكنّ ،فغطست البنات ،وبعد فترة عدن بسلّة فيها أصداف البحر ،و جوز الهند والماء ، فأكل الجميع وشربوا ،ودبّت الحياة في جسم الرّجلان ،أحسّ حبيب بقلبه يخفق لشدة جمال الحوريات ،وتذكّر فتبات الحي اللواتي ينفرن منه ،ولاحظ أنّ الحورية التي كلّمته لا تزال مهتمّة به ،وترمقه بطرف عينها ،فناداها واعتذر على غلظته معها ثم قال لها: أنا إسمي حبيب البصرى ،فهزّت رسها مستفهمة ،فردّ : آه البصرة في بلاد إسمها العراق وهي مليئة بالتّمر والرّمان سأحملك هناك إن أردت !!! أجابته :يا ليت ذلك كان ممكنا، فأبي ملك بحر الهند، وهو لا يتركني أبتعد عن قصره ،الذي هو تحتنا. على فكرة إسمي أميمة ،ومعي أختاي نرجسة وياسمينة ،ونحن الثّلاثة نقدر أن نخرج إلي البرّ لأنّ أمّنا من الإنس ،وبفضل ساحرتنا، صارت تغوص تحت الماء ،ثم سألته إلى أين كنتما ذاهبين ؟ أجابها : إلى جزر الواقواق ،ردّت : إنها ليست بعيدة عن هنا، وسندفع الصّندوق حتى يصل إلى البرّ 
،ولم يمض وقت طويل حتى ظهر الشّاطئ ،وقالت أميمة: لقد جلست أنا وأختاي كثيرا من المرّات هناك لكن التجار الذين يأتون إلى هنا بسفنهم أشرار ،ولقد حاولوا إصطيادنا ،فنحن نساوي كثيرا من المال ولا يوجد في كل الأرض ما يشبهنا ،إسمع ،إذا أردت رؤيتي ،فاركب زورقا ،وتعال للمكان الذي إلتقينا فيه ،فنحن نسبح طول الوقت هناك ،ثم ودّع حبيب والتاجر عبد الصمد الحوريات الثّلاثة ،وصعدا إلى الشاطئ ،قال التاجر :نسيت أن أقول لك أنه لي بيت هنا وزوجة من أهل البلد ،وأيضا غلام لم أراه منذ أشهر ولا شك أنّه قد كبر الآن ،وأغلب التجار الذين يأتون إلى هنا لهم بيوت ،ومن المؤسف أن كثيرا قد غرقوا في العاصفة ،وصارت زوجاتهم أرامل ،والآن هيا إلى بيتي لكي نستريح ونأكل
بعد ساعة من المشي ،وصلا إلى كوخ كبير من القصب ،و أوراق جوز الهند ،ولما رأت المرأة زوجها ، فرحت كثيرا ،ورحبت بالضيف ،قال عبد الصمد :زوجتي اسمها فضة ،ثم ،سألها أين الغلام ؟ أجابته : إنه يصطاد السمك ،وبعد قليل سأتي ويطبخه لنا.شعر حبيب بالرّاحة بعد سفرته المتعبة ،وتسلّلت إلى أنفه رائحة الغابة العطرة ،وسمع صياح العصافير والقرود ،وراودته الرغبة في النّعاس. ،في هذه الأثناء دخل بلال، كان أسمر البشرة قوي الجسم رغم سنه ،. قشّر السّمك الذي اصطاده ،ثم لفّه في أوراق موز كبيرة ،ووضعه على الجمر. وصنعت المرأة فطيرا ،وأحضرت قلة فيها شراب جوز الهند . جلسوا ،وأكلوا ،ثم غسلوا أيديهم ،وحمدوا الله .قال التاجر أنا أحتفظ في بيتي بصرّة ذهب وسأشتري بضاعة لي ولك ،وأمّا الزهرة البيضاء فانزعها من رأسك، فلا سبيل إليها ..
...
يتبع الحلقة 4

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-