روايه جبروت الفصل الواحد و الاربعون بقلم اسماء ابو شادي
وصل عمر إلى المشفى والهاتف على أذنه يتحدث مع
حبيبته
عمر مفروض اني اجي الاقيكي مستنياني برة. ريتال : عمر الساعة لسه مجتش ٣ أصلا و انا
يدوبك خارجة من العمليات دلوقتي. عمر طيب يلا بسرعة علشان صدقيني الساعة هتيجي ٣ بالظبط وانتي لسه مش
معايا في العربية مطلع اخطفك بنفسي. ريتال: لا وعلى ايه انا خلصت لبس و نازلة بكل
سلمية لوحدي من غير خطف ولا حاجة. تقابلوا في صالة الاستقبال بالمشفى اقترب منها وضمها إليه بقوة و أشتياق
رهيب
ريتال بخجل: عمر الناس يا مجنون عمر هششششش بقولك وحشتيني مفروض تردي
تقولي ايه؟
حاولت الابتعاد عنه ولكنه لم يسمح لها فقط ابعد جسدها وظل يحيطها بذراعه لترد عليه
بدلال : اقولك اني كنت معاك الصبح دا غيران
طول اليوم امبارح مع بعض.
طول اليوم امبارح مع بعض. عمر بجنون من دلالها : لاء غلط انتي فاشلة في الرد على جوزك يا حبيبتي بس متقلقيش انا
هعلمك كل حاجة واحدة واحدة. خرجا معاً من باب المشفى و قابلتهم زميلة
لريتال بالمشفى و اوقفتها لتبارك لهما معا. أخذ يقترب منهم بخطوات سريعة غاضبة وبكل الغل والغضب بداخله لكم عمر في وجهه لكمة كادت أن تطيح به ارضا، ولكنه تماسك وعاد
خطوة إلى الوراء وقد ابتعد عن ريتال نتيجة لقوة الضربة، صرخت الطبيبة التي كانت تقف معهم اما ريتال فنظرت إلى ما حدث بذهول وعمر ينظر إلى ذلك المختل بدهشة و دون تردد اشتبك معه اشتباك قوي فالخصمان لا يقلان عن بعضها قوة جسار يضرب بكل قوة وغضب بداخله وعمر يصد الضربات ويرد عليه بالضرب ايضا، بينا أتى امن المشفى وقد سمعوا صراخ
الطبيبة الذي لم يهدء بعد وحاولوا التفريق بينها
والسيطرة على الوضع .. تخطت ريتال صدمتها
واقتربت لتقف بينهما وكل واحد يحاول التخلص
من اذرعة الامن...
صرخت ریتال ب جسار انت اتجننت متخلف عقليا
صح ؟
جسار بعنف : لسه ما شوفتيش جنان واقفة جنبه وسيباه يحضنك يا محترمة، هقتلك يا
ريتال وقبلها هقتله قدامك لأنه لمسك. عمر بصراخ: ريتال ابعدي انتي وانت أياك تنطق اسمها
على لسانك.
جسار بهياج انت اللي متنطقهوش هي ملكي حقي انا ولا الدكتورة المحترمة مقالتلكش على
اللي بينا؟
ريتال بذهول : اقوله ايه يا مختل انت؟ دا انت
تعديت مرحلة الجنون.
جسار: ايوة مجنون وانتي سبب جنوني انا مصبرتش عليكي كل السنين دي كلها علشان في النهاية تكوني لغيري مش هسمحلك ابدا انتي ملكي انا سامعة، ملكي بتاعتي كل حاجة فيكي
ملكي عقلك وقلبك وجسمك.
أفلت عمر جسده من الامن و بسرعة خاطفة كان يشتبك مع جسار مرة أخرى ولكن هذه المرة تختلف فالغضب متبادل و النار تشتعل بداخل
الاثنين، كيف يجرأ ذلك الحقير و يقول ذلك عن
زوجته لن يتركه بعد ما نطق به ابدا.
بعد قليل كان عمر يسحب ريتال خلفه بقوة و فتح باب سيارته و ادخلها بعنف و من ثم استقل مقعده هو الاخر وقاد بسرعة جنونية لم تجرأ ريتال على التحدث فيكفي ما حدث
بالداخل في مكتب الامن بعد أن استطاعوا بصعوبة الفصل بينهم واستدعاء الشرطة لتقبض على جسار بتهمة التعرض لهم ومن المفترض أن يذهبوا إلى قسم الشرطة ولكن عمر اتصل بمحاميه ليتولى الامر ولا تعلم إلى اين يذهب بها
الآن.
تبا لك جسار لماذا ظهرت الان لما لا تبقى الامور طبيعية ولو ليوم واحد لما المشاكل لا تبتعد عني
ولو قليلا.
دخل بسيارته إلى منزله الذي يقع في منطقة هادئة على أطراف نيويورك بعيدا عن ضجيج تلك المدينة المزدحمة ، نزل سريعا من السيارة
و فتح الباب المجاور لها وسحبها بعنف كما
ادخلها
ريتال بصوت عالي من التوتر : بعرف اتحرك لوحدي
متجرنيش بالطريقة دي.
عمر وهو يضغط على أسنانه مش من مصلحتك
تعترضي على حاجة دلوقتي خالص
ريتال : عمر متكلمنيش بالطريقة دي. لم يهتم لأي من اعتراضاتها و أكمل طريقه إلى داخل المنزل و من ثم ترك يدها و وقف مقابل لها لا يفصله عنها سوى انش واحد
عمر ايه اللي بينك وبين جسار رسلان ابن خالك؟ أخذت عدة أنفاس تحاول تهدأت غضبها ومن ثم ردت عليه عمر فكر في كلامك قبل ما تقوله
وياريت لو تهدى الاول وبعد كدة نتكلم. صاح بها بعنف ريتال انطقي ايه اللي بينك وبين الكلب ده ايه اللي حصل بينكم يخليه يتكلم
بالطريقة دي و يتصرف بالشكل ده ؟ ریتال ببرود طول ما انت بالشكل ده مش هتكلم
عن اي حاجة يا عمر.
امسكها من ذراعها بقوة سببت لها الالم : لا ما حزرتيش دا انتي هتتكلمي وعن كل حاجة و
دلوقتي حالا.
كان يعلم أنه يؤلمها ولكن النظرة التي رآها في عينيها لم تكن ألم وإنما شيئا آخر يبدو كخيبة
الامل
علمت ريتال أنه خارج عن سيطرته فحاولت هي
تسيطر على نفسها و إجابته بخفوت مافيش
حاجة بيني و بينه لا كان فيه ولا في حال
ولا بيوم من الايام هتجمعني أي حاجة بيه. عمر بعدم تصديق : ومفروض اني اصدق ان حالة
الهوس اللي هو فيها دي من مافيش ؟!
أغاظها تهكمه عليها لتجيبه : تصدق او لاء دا شئ يرجعلك انت وحالته شئ يخصه هو، واذا عايز
تعرف سببها روح أسأله.
ليرد بصوت هز الجدران حوله : انا بسألك انتي انتي اللي مراتي وانتي اللي هتجاوبيني. نظرت إليه و تنفست لتجيبه بهدوء يسبب له الغيظ :
وانا فعلا جاوبتك جسار رسلان لا يعنيني في شئ.
عمر : بس انتي تعنيله ومش شئ دي أشياء. ريتال: الاشياء دي تلزمه هو متلزمنيش جسار
قاطعها عمر بعنف أكبر : تاني مرة تنطقي اسمه وصدقيني المرة التالتة مش هيعجبك رد فعلي
ابدا.
أغمضت عينيها للحظات فقط وفتحتها تنظر له
في عينيه تواجهه بكل قوة دون أن تخشى غضبه : الشخص اللي انت بتسألني عنه انا مش
ملزومة عن مشاعره المتخلفة تجاهي.
عمر وايه هي بقى مشاعره المتخلفة دي ؟
إلى هنا وقد انتهت قدرتها على تحمل اتهاماته : -
انا عايزة امش من هنا دلوقت
تنفس عمر بعمق و مسح على وجهه وهو يستغفر في محاولة منه للهدوء : صدقيني انا بحاول بكل
جهدي اتعامل معاكي بهدوء فتكلمي يا ريتال
واحكيلي كل حاجة عنه. ریتال ماشي يا عمر هحكيلك بس يكون في معلومك اللي عملته معايا وأسلوبك ده هيغير كتير
اوي في علاقتنا.
ليرد عليها دون أن يفكر دا اذا استمرت. لم يستوعب ما نطق به لسانه الا عندما رأى كيف اتسعت عينيها بصدمة وقبل أن يحاول نفي ما قاله رأى الصدمة تتحول إلى جمود ، وجهها الذي كانت انفعلاتها ظاهرة عليه اختفت كل الانفعالات و الالوان منه لتعود في وجهه و يتذكر لمحة لها وهي تطببه في مصر أثناء إصابته
نطقت هي بلهجة جليدية مؤكدة لما قاله : طبعا. وسحبت ذراعها منه وكان قد خفف من ضغط أنامله حوله واتجهت إلى أقرب مقعد وجلست
عليه تضع قدما فوق الاخرى جلست بكبرياء رغم كرامتها الجريحة و رغم
المجهود المبذول لكي تكون بتلك الصلابة ،،، قلبها
كان يرتجف و أصبح يضخ الالم في شرايينها و
أوردتها كما يضخ الدم
ريتال : هحكيلك وبالتفصيل الممل كمان
من نقطة الصفر للأحداث و المعرفة ،،،، وانا عمري ١٧ سنة اتوفت والدتي و قبل ما العزا ينتهي كان قاسم رسلان اخدني من بيتي هو وحفيده والفترة اللي روحت فيها مكنتش اعرف هناك غيره هو، لأن قاسم بعد ما استلمني ما حاولش يقرب مني او يتكلم معايا، وقتها شوفته بنظرة مراهقة رغم انه كان خاطب وقتها كنت بسأل عن بابا اللي مشوفتهوش من بعد ما اخدوني منه و مكنش مسموحلي اذكر اسمه اصلا بأمر من قاسم بيه و علشان البنت تنسى ابوها لازم يشغلوا عقلها بحاجات كتير خروج وفسح وملاهي و فساتين جديدة وعالم جديد كان مصنوع في خيالي من وانا طفلة وكان كل ده متمثل في شخص واحد الحفيد الاكبر ( و تعمدت أن لا تنطق اسمه تنفيذا لما أمر به ) واللي مهمته ان ریتال تنسى شريف المهدي نهائي ، واكملت بأبتسامة مستهزئة ( لكن ريتال بدل ما تنسی شریف اعجبت بالحفيد وشافت فيه الامير
اللي بيحقق كل الاحلام الوردية و أنه هيكون بطل
قصة الحب اللي رسمها عقل المراهقة الصغير
ليختفي الاستهزاء منها وهي تخبره هو ) لكن مافيش حاجة حلوة بتستمر ،،، بعدها اكتشفت المراهقة دي ان البطل ده مش لقصتها وإنما هو الرواية تانية بطلتها بنت تانية اكبر منها ، شابة من عيلة تليق بعيلة رسلان متعلمة و مثقفة، لكن للأسف البطلة اللي هي انا ،، مفهمتش كل ده وقتها أو متقبلتهوش و روحت بكل بساطة و براءة اعترفت للبطل بالحب وهو كان عاقل بما فيه الكفاية علشان يعرف ان اعترافي ده ماهو الا مراهقة مني بسبب ظهوره في حياتي في فترة خسرت فيها ماما وبعدت عن بابا واللي هما كانوا كل عالمي ودنيتي ، وشرحلي أنه اكبر مني ومش مناسب والحقيقة كان عنده ضمير وقتها في الموضوع ده، وحتى طلب مني اناديه بأبيه لأنه اكبر مني وبس، انتهت الحكاية من قبل ما تبتدي ) عدلت وضعية قدميها واراحت جلستها واخدت نفسا عميقا وزفرته ببطأ ف القادم أصعب ) و بعدها بالصدفة سمعت قاسم رسلان وهو بيتكلم مع ابنه وحفيده عن 111
التأين التأين
بابا و كان كلامهم بغل و حقد، وفهمت من كلامهم
سبب وجودي في قصرهم الكبير و عدم اتصال
بابا بيا زي ما وعدني ولا حتى أنه حتى أنه يشوفني و قررت ان لازم ارجع لبابا عشان يعرف هو سايبني عند مين وحاولت ارجعله بصعوبة كبيرة بعدها قدرت اهرب منهم وخرجت من المدرسة بعد ما السواق دخلني ومشي وهو مطمن إن خلاص دخلت ، و روحت على الحصن بتاعي واللي كنت متخيلة بكل تفكير بريء انهم مش هيقدروا يسرقوني منه ، ولكن كانت النتيجة ان صاحب الحصن الامن والحامي بتاعي هو اللي رجعني بنفسه قبل ما هما يكتشفوا هروبي ) صمتت مرة اخرى وغص الكلام بحلقها ودمعة هددت بالنزول جاهدت لمنعها، لتتمالك نفسها واكملت ( رجعني ليهم بصورة بتجمعني بيه هو وماما و المذكرات بتاعتها وسلمني ليهم بكل سهولة ومشي بدون ما يبص وراه، ومن بعدها اختفت البراءة و ظهرت تالا اللي مهتمتش بأي شئ الا دراستها علشان تكون اشطر دكتورة وتحقق أمنية اغلى انسانة على قلبها .. الإنسانة الوحيدة في حياتي اللي مخذلتنيش ، و أضافت بأبتسامة منكسرة ) أصل الخذلان صعب اوي ،،، بعد امتحانات الثانوية كان القرار اللي صدر من قاسم رسلان اني اسيب مر كلها و اقي بقب
حيات في سجن مفتوح في بلد غريب ( حاول ان يتحدث اوقفته بحركة من يدها واكملت بهدوء تحسد عليه ( وانا استغليت السجن وكل حاجة وفرهالي فيه وبقيت زي ما انا عايزة وأكتر و بمجهودي وصلت وكبرت وحررت نفسي من السجن اللي تمثل في شخصين قاسم رسلان وحفيده اللي حاول بشتى الطرق أنه ينول قلبي لكنه محزرش أن البنت الصغيرة اللي كانت شيفاه بطل كبرت وبقت تشوف الناس على حقيقتها، وبعد ما نولت حريتي وبقى عندي بيت يؤيني و طريق امنته لنفسي علشان امشي فيه ؛ جالي بكل صفاقة يقول انه طلق مراته لأنه مقدرش يحبها واني انا حبيبته و كلام كتيييير كان المفروض انه ينول قلبي بيه لكن هو مانالش مني غير اشمئزازي منه ، ولما ألح و خنقني بطلبه ومحاصرته ليا في مصر أثناء زيارتي الاخيرة واللي كانت لظروف خاصة بصديقتي روحت قصر رسلان بنفسي و ادام الكل رفضته مع شوية كلام اعتبرتهم رد اعتبار ليا منهم و ادم وقف جنبي وقتها لما ج ) ولكنها
قطعت الاسم ( اخوه حاول اخوه حاول يتعرضلي لدرجة ان المتخلف شك أن في حاجة بيني وبين ادم وراقبني بعدها فترة لحد ما اتأكد من سوء ظنه و مشي وهو مطمن ان العصفورة لسه في ایده، ما يعرفش ان ريتال المهدي ابعد ما يكون
عن العصفورة....
انتهت من الحديث و هو كان يراقبها بصمت دون أن يحاول مقاطعتها، فقط يسمعها وهو لا يبعد نظره عنها ويحلل التفاصيل التي يسمعها، أرادت أن تخرج تنهيدة تعب بعد كل ما تحدثت به ولكنها لم تفعل ، لأول مرة منذ زمن تراه بعيدا جدا تجد صعوبة في السيطرة على جمودها ، لأول مرة تشعر بالتهديد على حالتها الباردة التي تجيد تصنعها دائما وليس تصنعها بل عيشها بالفعل حتى وإن كان القلب يتألم ويشتعل من نار الالم ريتال بأبتسامة باردة: خلصت الحكاية مسلية صح ؟ تجاهل استهزائها وسألها : ليه محكيتيش الموضوع
ده قبل كدة ؟
ريتال بذات الابتسامة لأنه تافه.
ليعلق عليها : تافه ؟!
ريتال : ايوة معنى اني اتكلم عنه أنه يشغلني
او بفكر فيه و هو بالنسبالي اتفه من كدة 5
دقيقة من عمري اغلى من ان اقضيها في ذكر
أشياء متهمنيش.
ليسألها بضيق : ومش شايفة اني كان من حقي اعرف
كل ده؟
لتجاوبه بمجابهة : من حقك تعرف اذا كنت مرتبطة قبلك ولا لاء، من حقك تعرف اذا حبيت قبل كدة ولا لاء ، من حقك حاجات كتير اوي لو كانت الحاجات دي تخصني، لكن للمصداقية انا فعلا كنت هحكيلك لكن مش علشان ده شاغلني لاء، دا لأنك سألت ليه انا بعيدة عنهم ليه هما بالنسبة ليا مش عيلتي وليه فضلت عليهم ناس
مش من دمي.
جلس على الاريكة المقابلة لمقعدها بتعب وهو
يدلك جبينه بأرهاق قائلا: انتي غلطتي يا ريتال كان لازم تحكيلي.
ريتال : انت بنفسك قولتي انك مش هتسأل الا لما انا اللي احكيلك دلوقتي بتقول اني غلطت ؟ عمر : لأني مكنتش عايز اضغط عليكي ولأني
فكرت إن مقاطعتهم ليكي بسبب رفضهم لجواز
مامتك زمان، إنما حاجة زي دي كان لازم اعرفها
على الاقل مكناش هنتحط في الموقف ده. مدت شفتيها بلا مبالاة مصطنعة ظهر الاصطناع في فيها واضحا عندما ارتعشت من الألم : مين عارف مش يمكن دي ترتيبات القدر علشان الموقف ده
يحصل.
ليسألها بترقب : قصدك ايه؟
ردت عليه بنبرة جليدية : انت طلبت مني ثقة قولت انك بتثق فيا وطلبت اني اثق فيك بس
مع اول موقف نتحط فيه الثقة اتبخرت. عمر بأنفعال ثقة ايه اللي بتتكلمي عنها في موقف زي
يكون
ریتال برود وهي تمسك هاتفها بتكلم عن الثقة اللي انت اوهمتني بيها واللي على أساسها اتبنت
علاقتك بيا.
راها تضع الهاتف على اذنها ممكن تسيبي الزفت
ده و تتكلمي معايا من غير برودك ده؟
ریتال مش مضطر تتحمل برودي انا بطلب تاكسي
علشان امشي.
عمر بلهجة خافته وأعصاب مشدودة ريتال
اقفلي الاتصال و ارمي الزفت ده من ايدك
دلوقتي بدل ما اقوم اكسره ١٠٠ حتة.
بدون نقاش فعلت ما يقول فهي تعلم أنه الان ليس بحالته الطبيعية أبدا
عمر : انا بثق فيكي وانتي عارفة كدة كويس. ريتال فين الثقة اللي بتتكلم عنها ؟ مشوفتهاش يعني وانت بتسحبني وراك لحد هنا وبتعاملني بأسلوب همجي و تسألني ايه اللي بيني وبينه. رد عليها بأنفعال : وانتي عايزاني اعمل ايه لما واحد ييجي يقول على مراتي أنها ملكه و حقه و
الواحد ده مش غريب دا ابن خالها ؟ ريتال: تسأل وتفهم و تحكم عقلك.
عمر ود اللي حصل ، اني سألتك.
رفعت عينيها إليه و بنظرات تتكلم قبل لسانها : انت بتسمي اللي حصل ده سؤال ؟ ده اتهام مش سؤال. نفى كلامها وهو يضغط على خروف كلماته : لا مش اتهام یا ریتال انا لو كنت شكيت للحظة واحدة
فيكي مكنتش جيبتك على هنا وإنما كنت طلقتك
فورا.
ريتال بجمود اشد اعتبر نفسك شكيت.
حرك نظراته بين عينيها وملامح وجهها : ريتال انا
بحاول اسيطر على نفسي فمتحوليش تستفزيني
دلوقتي انا كلامي رد على كلامك مش اكتر وانت اللي اخترت اننا نتكلم دلوقتي رغم اني حذرتك ان كلامك وأسلوبك هيغير في علاقتنا و ردك هو ان اذا استمرت وللأسف كلمتك كانت
صح.
لعن نفسه بداخله : ماتستغليش كلمة قولتها في وقت
غضبي يا ريتال وتخديها ضدي. انهت ريتال الحديث بقولها: انا عايزة امشي من هنا يا
عمر.
جلس ينظر إليها و هي قررت تجاهل النظر إليه، يراقب برودها وجمودها المغيظين له
وقف عمر و وهو يخلع سترته ويظهر من أسفلها
قميصه الذي تقطعت بعض أزراره أثر الاشتباك:
مطلع اغير هدومي و انزل يا ريتال ياريت
متتهوريش و تفكري تمشي قبل ما انزل. لم ترد عليه وهو لم ينتظر ردها و فور
صعوده اتجهت إلى الشرفة المقابلة لها و فتحت
الباب الزجاجي الذي يظهر من خلفه مشهد رائع
للحديقة وقفت تتنفس أنفاس منفعلة وهي تشعر
بالخسارة و الهزيمة ولكنها لن تتسرع، لن تفكر
بشئ الان فلتترك التفكير وهي بهذه الحاله و تحاول فقط الهدوء، ولكن من اين ذلك ؟ بماذا
سوف تفكري يا ريتال؟
انتهى الحلم الوردي
انتهى بعد ان فتح قلبك أبوابه المغلقة امام عمر، انتهى بعد أن وجدتي حضن الامان، هذا ليس عدلا ليس عدلا على الاطلاق، تبا لك جسار لعلك ان لا تهناً بحياتك ابدا اتمنى ان تموت حرقا
لعلى يتلاشى رماد جسدك مع الهواء .... بعد ربع ساعة نزل عمر وقد تحمم سريعا وبدل ملابسه بأخرى نظيفة وهو يبحث عنها بعينيه يخشى أن تكون قد رحلت ولكن وجد باب الشرفة مفتوح فعلم أنها هناك، وقف خلفها يراقب شرودها الحزين وهي تنظر للسماء في
شكوى صامتة ،،،
لم يستطع تحمل ان يراها بتلك الحالة، فاقترب
منها و اخذها في احضانه وهو يعتذر انا اسف
اسف سامحيني والله بثق فيكي لكن الموقف كان
صعب و غصب عني اتعصبت عليكي سامحيني يا
عمري.
شعرت أنها على وشك الانهيار فقاومت قاومت
بأقصى ما تملك من قوة سيبني يا عمر. عمر عمري ماسيبك دا مكانك حضني هو بيتك ،
بحبك وعمري ما هبعد عنك ،
ريتال بخفوت ارجوك سيبني لو بتحبني سيبني
ومشيني من هنا.
عمر حارض انا تحت امرك يا ملكة قلبي انتي اؤمري وحبيبك ينفذ لكن اوعديني انك تعذريني
على اللي حصل.
جاوبته بعد أن ابتعدت عن حضنه متطلبش مني
وعود يا عمر.
وسبقته تخرج من الشرفة ومن ثم المنزل وإلى
السيارة وهو لحقها وهو متوتر لحالتها.
في الشركة انتهت ماريا من العمل في مكتبها
و ايضا انهت عملها بالمحكمة دخلت إلى
الشركة وهي تترقب رؤيته، ترجو ان يأتي إليها يضمها ويخبرها بعشقه بل وتأملت ان
يعتذر عن ما فعله صباحا وجعلها تشعر
بالالم، دخلت إلى مكتبها قضت به بعض الوقت
ومن ثم أتى إليها كما توقعت
مروان بتوتر ماریا احنا لازم نتكلم.
ماريا بهدوء : اقعد واتكلم يا مروان انا سبق واتكلمت و دلوقتي دورك انت علشان تتكلم. مروان بأسف : بصي و ارجو منك انك تفهميني احنا مننفعش لبعض انا وانتي مختلفين تماما انا من دنيا وانتي من دنيا تانية، انا مش هنگر ان فعلا في حاجة ليكي جوايا الا اني مقدرش استسلم ليها انا منسيتش زينة يا ماريا ولا هقدر انساها، انتي طيبة جدا وأحسن بنت
في الدنيا لكنمش ليا انا.
سألته ماريا بوجع : ليه يا مروان؟ مروان انا مش هحب تاني يا ماريا مش هدخل اي واحدة حياتي كفاية اللي دخلت وماتت بسببي ولسه بتألم علشانها، انتي قبل كدة قولتي انك تستحقي السعادة وتستحقي الافضل و صدقيني الافضل ده مش انا ابدا انا هتعسك واضيع سعادتك اللي مقدرش عادل يدمره فيكي انا هدمره وانا مقدرش اعمل معاكي كدة انتي اغلى من اني اتسبب في حزنك يا
ماريا.
ابتسمت له وقد سقطت دموعها على خديها :
خلاص یا مروان فهمتك مافيش داعي تكمل.
مروان بألم : ارجوكي يا ماريا مش عايزك
تحزني بسببي ولا تفكري اني برفضك وإنما انا.... انا مقدرش
ماريا بأبتسامة مرتعشة و ألم : انا اللي برجوك كفاية ، متحسسنيش اني مثيرة للشفقة اوي كدة خلاص موضوع وانتهى وانت هتفضل صديقي و
فرد من عيلتي دا لو تقبل طبعا. مروان : انتي عمرك ماكنتي مثيرة للشفقة ابدا انتي دايما فخر لأي حد تنتمي له و هتفضلي
صديقتي وافتخر انك صديقتي كمان. هزت رأسها دون أن تتحدث وهو لم يجد ما يقوله فخرج من أمامها سريعا قبل أن يتهور و
يضمها إليه فهو لا يتحمل ان يراها هكذا. بعد أن خرج وقفت سريعا وأغلقت الباب خلفه ومن ثم جلست على الارض في أحد الاركان واخذت تبكي بحرقة وهي تكتم نشيجها بيدها حتى لا يسمع احد
لم تعلم كم ظلت من الوقت تبكي ولكن شعرت أن روحها أوشكت على الخروج من جسدها ،، وقفت واخذت هاتفها و بنظر مشوش من
أثر البكاء طلبتها
عندما اتاها الرد قالت بحرقة: انتي فين يا ريتال انا
محتجالك.
على الجهة الاخرى كانت تجلس بجانبه في السيارة ،، سمعت رنين هاتفها و رأت ان ماريا من تتصل فتحت الخط وقبل أن تتحدث سمعت صوت ماريا الباكي وهي تسألها اين هي
ريتال بفزع مالك يا ماريا.
ماريا بحرقة انا محتجالك.
ريتال: انا جيالك قوليلي بس انتي فين ؟
ماريا انا في الشركة تعاليلي يا ريتال
واغقلت معها دون أن تزيد شيئا آخر
عمر بقلق: في ايه يا ريتال؟
ريتال : مافيش بس وصلني على الشركة ماريا
محتاجاني.
عمر في حاجة حصلت؟
ريتال لاء مافيش هي بس تعبانة شوية و عايزاني .
عمر انتي كمان تعبانة ومحتاجة ترتاحي لو كدة خليها تنزل و اوصلكم انتوا الاتنين على
البيت.
ريتال بجمود شكرا انا هطلع وبعدين نبقى نروح كلنا.
وصلوا امام الشركة وفتحت ريتال باب السيارة
لكي تنزل ولكن قبل أن تذهب نظرت إليه نظرة
اخيرة اوجعته لا يعلم لما شعر بالالم لتلك النظرة بعد أن اختفت من أمامه رفع هاتفه و اتصل بأحد مساعديه يطلب سيارة بحراسة لكي تكون خلف ريتال دائما دون علمها ، هو لا يأمن ذلك المختل و يشعر بالقلق عليها بداخله خوف كبير مصدره هي ، قرر انه لن يتحرك من مكانه الا عندما يأتوا الحراس الذي قام بطلبهم، جلس بسيارته لمدة لا تقل عن عشرون دقيقة ومن ثم رأى السيارة الخاصة برجاله تقترب منه نزل منهم فردا و تحدث معه وأخذ التعليمات ومن ثم نزل وعاد إلى السيارة الاخرى وانطلق هو بسيارته رغم أن بداخله رغبة على
البقاء.
صعدت ریتال و اتجهت إلى مكتب ماريا سريعا و حاولت فتحه ولكنها وجدته مغلق ريتال بهدوء وقلق : ماريا افتحي. ما ان سمعت صوت رفيقتها فتحت الباب سريعا و ارتمت بأحضانها تبكي بحرقة ظلت تبكي كثيرا وكأنها لم تكن تبكي منذ قليل بكت
وكأنها لم تبكي منذ دهور.
ظلت ریتال تربت على ظهرها و في داخلها رغبة
بأن تنهار هي الاخرى في البكاء مثلها ،،، بعده
اجلستها على احد المقاعد واعطتها كوب ماء بارد
و من ثم مسحت لها وجهها ریتال برفق ارتحتي يا حبيبي ؟ ماريا بتعب من أثر البكاء : لاء مرتحتش ولا عمري
هرتاح.
ريتال طيب يلا نروح على البيت ونتكلم هناك.
لم تعترض ماريا و وقفت لتتحرك معها وهي تحاول إخفاء وجهها عن الموظفين خارج مكتبها خرجتا من البناية معاً و يديهم بيد بعض عندما تراهم لا تعلم من يتمسك بمن وما ان تحركوا خارج البناية حتى مرت سيارة سريعة تطلق الرصاص تجاههم لتصيب أحدهم بطلقة في
مقتل