روايه نور روح الفصل الرابع بقلم خديجه السيد
#روايه_نور_روح
#الفصل_الرابع
#ممنوع_النقل_النسخ_النشر_النهائي
#ممنوع_مشاركة_الفصل_نهائيًا
#بقلم_خديجة_السيد
____________________
بصعوبه شديده حاولت نعمه التوسل بشده إلي عزمي و إلهام لتتصل بالطبيب لياتي يكشف على روح بعد ضرب عزمي لها وعلي الفور مباشره استجاب الطبيب لها وجاء إليهما.
وعندما جاء الطبيب انصدم بذهول من حاله روح وضربها بعنف بذلك الشكل رغماً أنه حذرهما من حالتها وأنها تحتاج إلى راحه واهتمام ،بدأ علي الفور الطبيب بتنظيف الجروح والكدمات بوجهها متمتماً بحزم قائلاً :
-مين الحيوان اللى ضربها كده انا مش قلتلكم ما حدش يقرب لها وهي محتاجه راحه واهتمام منكم.
اقتربت نعمه منه بسرعه قائله بتوتر:
-هششش بس يا دكتور لحد يسمعك ده انا ما صدقت وافقوا انى اتصل بحضرتك تيجى تشوفها
هتف الطبيب بحده قائلاً :
-هو انتم كمان عايزين تسبوها كده وهي مضروبه بالشكل ده
تنهدت نعمه بضعف وهي تنظر إليها بعطف متسائله باستفهام :
-معليش يا دكتور طب هى عامله ايه دلوقت
أغلق الطبيب حقيبته يرادف بجديه وحزم:
-حالتها صعبه طبعاً بعد اللي حصل ومش هينفع كده لازم تبقى جنبها بس مش كده هي محتاجه منكم اهتمام
أدمعت نعمه عيناها باشفاق مردده بقهر:
-ربنا يقومها بالسلامه و يهديهم ويبعدوا عنها يارب انت الشافي المعافي
***
رفعت روح رأسها من فوق ركبتيها وتأملت بعينين خاليتين من التعبير قطرات المطر الخفيفه التي أخذت تهطل برفق بينما هي جالسه على الاريكه الذي تطل على النافذه بغرفتها للمنزل الكبير الذي جاءت فيه وعاشت ما يقرب التسع سنوات في حين كانوا أسوء سنوات بعمرها لم تمنحها العطف والحنان غيرها نعمه التي تعمل لدى العائله منذ سنوات أم باقي العائله فقد اعتبروها مثل الوباء المعدي يقتل كل من اقترب منها ليس ذلك فقط بل تحملت ذنب والدتها كونها تزوجت من رجل متزوج بغيرها.
نظرت إلى خارج النافذه ترى هل السماء تبكي عوضا عنها وهل يوجد عوضا لما هي به الآن فقد جفت دموعها وانعدمت قدرتها على البكاء من الصدمه واحتارت في أمرها هل تعتبر هذا قوه منها وصلابه في وضعها الصعب أم تلوم نفسها وتعتبرها خيانه لأنها جلبت العار بعد وفاه والدها الذي مات منذ اسبوع واحد فقط بأزمه قلبيه مفاجئه
كبتت روح وخزه الألم في صدرها تركتها والدتها وحيده وبعدها بسنوات توفي والدها والان فقدت عذريتها بأبشع طريقه علي يد مغتصب لعين لا يعرف الرحمه لقد بكت كثيرا منذ سقوط والدها ميتا بكت عندما أصبحت بلا سند بالحياه حتى لم يعد لديها ما يكفي من الطاقه لمزيد من البكاء وبعدها أدركت بأن البكاء لن ينفعها ولن يرجع شيء كما كان سابق
فقد مر اسوء أسبوع عليها بين الكوابيس و لوم عائلتها أنها السبب بما حدث حتي حين النوم والراحه تجد الفزع والخوف ولا تنسى تفاصيل اغتصابها فكل لحظات هذا اليوم فى ذهنها ولا تنسى من ذاكرتها فاصبحت تبكي بحرقه وتفزع دائماً
وعلى الجانب الاخر بين عزمى وإلهام فهو لا يعرف بماذا يفعل بتلك المصيبه ولا يستطيع الصمت بسبب والدته إلهام الذى دائما تبخ سمومها فى أذن عزمى وتزرع الشك داخله أنها بالتأكيد تعرف الشخص الذي اغتصبها وكانت علي علاقه به من البدايه رغم ان روح تحدثت كثير أنها لا تعرفه لكن لا أحد يصدقها فاصبحت روح وسط كل ذلك لا تستطيع تحمل كل هذه الألم والتعب الجسدي والنفسي فلم يعد لديها طاقه ولاقوه على التحمل فاصبحت جسد بلا روح.
أسندت رأسها للخلف وتركت دموعها تتساقط لعلها ترتاح لكن أين تجد الراحه وسط كل هذه المشاكل، وبدون سابق انذار يفتح الباب غرفتها ويطل عزمى متقدم منها بغضب شديد ليقترب منها ويجذبها من شعرها بعنف:
- بصي بقى انا جبت اخرى منك خـلاص انطقي مـيــن الحيوان اللى عـمـل كــده مـيــن
سقط كفه على وجهها بصفعه عنيفه جعلتها تصرخ بألم وتتراجع إلى الخلف متعثره لتنتفض بقوه وهو يرفع يده تلقائيا إليها يجذبها مره اخرى حاولت روح التملص من بين يده وهى تبكى بعنف مردده :
-والله ما اعرفه
امتعض وجهه وقال عزمي بصوت صارم:
-يعنى ايه متعرفيش بتداري عليه ليه ايه اللي كان بينك وبين الولد ده عشان يعمل معاكي كده انتي بالذات
صرخت من الألم بقهر مكتوم وهي تبكي بحرقه مردده:
- وهدارى عليه ليه انا عايزاه يتعاقب على اللى عمله معايا وعاوزه حقي منه
نظر عزمي إلى روح وعينيه كانت ترمقها بازدراء وقال متهكما بحده :
-طب بلاش ما تعرفهوش بس أكيد فاكره شكله مين هو و اوعي تقولي نسيتى شكله
شعرت بغصه ألم تخنقها لطالما كانت تتنمي من عزمي أن يكون السند والأمان لها خصوص بعد وفاه والدها وليس هو من يجرها بشكل مؤلم دائما لترد روح بقهر:
-انسى انا عمرى ما هنسى وفاكره ملامحه محفوره جوه عقلي ومش بتروح
جذبها من شعرها ليقربها منه وهو يقول بلهجه مخيفه:
- ايوه يعنى مين هو اسمه ايه ساكن فين شكله ايه
أطلقت صرخه ألم فانفجرت به بصوت عالى:
-قلت لك معرفش معرفش
ليرمها على الفراش بعنف واقترب منها وهو يرمقها بنظراته الصفيقه من راسها حتى أخمص قدميها وهو يقول بشك مريب:
-انت عملتى كل ده علشان متتجوزيش مش كده و موضوع السلسله كانت حجه علشان تخرجي وتقابليه صح
انتفض جسد روح بعنف عندما ذكر عبارته وصاحت بخوف وهى تنفى قائله :
-لا لا طبعا محصلش حتى اسال فرح انا نسيتها عندها فعلا
قال عزمي متحدث وقد غلى الدم في عروقه لكنه أمسك اعصابه بضغط بقوه علي يده محاولا تهدئه حاله مرددا :
-مش ممكن تكوني قاصده تنسيها عندها عشان تخرجي في الوقت ده لوحدك وتروحي تقابليه
شعرت روح بالضعف والتعب مردده:
- ولله ما حصل مش عايز تصدق ليه انا ما ليش علاقه به ولا اعرفه قبل كده
أقترب وهو ينظر إليها بطريقه أخافتها حقا وقال ضاغطا على حروف كلماته بلهجه امر:
-طب احكى اللى حصل بالحرف و إياكي تكدبي في حاجه صدقيني هعرف وساعتها هموتك بايدي
كانت دموعها تسيل بغزاره هزت رسها بالايجاب بخوف وبدأت تقص عليه كل ما حدث بالتفصيل و داخلها كانت تتمنى ان يصدقها ، صمت ثواني عزمى ثم هتف بحذر:
- يعنى ده اللى حصل ومش بتكدبى
نظرت روح إليه وهي تشعر بالألم في كل جزء من جسدها قائله بضعف وتعب :
-والله العظيم ايوه اعمل ايه علشان تصدق طب هات مصحف احلف عليه علشان تصدق اني ما ليش علاقه بي ولا كنت اعرفه
دفعها عزمي بعيدا عنه وخرج صافقا الباب خلفها قبل أن ينظر إليها بغموض و يرحل في صمت.
ألقي عزمي نفسه أعلي المقعد بتعب بداخل الصالون لتستدير نحوه إلهام بقسوه صائحه بغضب :
-وانت صدقتها علي طول اكيد بتكدب وعارفه الولد ده ومش عاوزه تقول عليه عشان خايفه تعمل له حاجه ما انا عارفها واخده لؤم أمها
نظر عزمي إليها بطرف عينه وقال بهدوء:
-لا ياما شكلها بتقول الحقيقه وبعدين جابر وعرفان قالوا نفس الكلام ده وفعلا لما اتصلت بفرح قالتلي انها جاءت لها عشان السلسله كانت عندها
عقدت حاجبيها قائله بانزعاج :
-برضه لو الكلام ده صح هى غلطت انها ما سمعتش كلام وخرجت
أخذ عزمى نفس عميق وقال:
- استغفر الله العظيم مش عارف اعمل ايه بس مش لاقي حل خالص للمصيبه دي
أطلقت صيحه قصيره وهي تهتف ساخره:
-حل ايه ده مسيرها بكره الناس تعرف وسيرتنا هتبقي على كل لسان وتفضحنا بنت زينب
نظر إليها صائحا بغضب و بضيق :
-ماخلاص ياما فكري احسن معايا نعمل ايه
لوت شفتيها باستهزاء وصمتت للحظات ثم قالت قليلاً وهي تفكر:
- بس هو مافيش غير الحل ده
خفت حده صوته وهو يقول بامل:
- ايه هو؟
هتفت إلهام بابتسامه بريئه :
-جوزها شاكر إبن خالتك اهو مش غريب عندنا ويستر عليها
نظر لها عزمى عابسا وجهه بغيظ قائلاً :
-شاكر ما لقتيش غير ابن أختك
هزت إلهام كتفها ببرود قائله:
- فى ايه ماله شاكر يعني مش هو كان عايز يتجوزها من الاول واحنا كنا موافقين
هتف عزمى من بين أنفاسه بجديه :
-خلينا نتكلم بصراحه ياما اختك لو عرفت اللي حصل لروح مش هتستر عليها لا دي هتمسكها ذله ليها وشاكر فى النهايه راجل وممكن ميقبلش بكده فكري في حل تاني مش هينفع طبعا نجوزها اي احد من العيله لان ما فيش حد بيعتبرها منهم
ادارت إلهام وجهها إلي الاتجاه الأخر وهي تلوى شفايفها ببرود و صمتت لأنه هو محق هذا ماكانت تريده.
تركت دموعها تسيل مجددا ولا تعرف عدد المرات الذي أصبحت فيها تبكي بحرقه وأخذت ترتعش من الخوف و الألم كان الإرهاق واضحا على وجهها وإن كانت قد سببت لهم المشاكل فهي ليست آسفه وليس لها ذئب بما حدث لا أحد يعاملها كالضحيه وليس المتهم.
أرخت رأسها على النافذه غير قادره على الرد لأنها لا تعرف الاجابه ولا تعرف ما هو الخطأ الذي ارتكبته فقد اغتصبت بعنف وبطريقه غير رحيمه من طرف مغتصب لعين فأغمضت عينيها باستسلام لسلطان النوم للهرب من التفكير وأدارت نفسها لتتمدد على جانبها لتكشف عن الجروح التي سبق ورآتها في كتفيها وذراعيها وجهها من طرف عزمي أخيها و مغتصبها مجهول الهويه
لكن اقتحمت راحتها كعادتها إلهام التي بدون سابق انذار تفتح الباب وتدلف إلهام منه اعتدلت روح بذعر لتنظر إلهام بسخريه إليها :
-اسم الله يا اختى ايه اتخضيتى متخافيش ده أنا
لم تتحدث لكن بدأت دموعها بالهطول التي ملأت وجهها الشاحب تطلعت روح فيها بتعب وصمت ، نظرت إلهام بانزعاج مصتنع وهي ترى الكدمات والجروح التي توزعت على وجهها وكتفيها بأسف زائف و أظهرت ابتسامه شامته تردد :
-ايه هتفضلي على طول كده ماخلاص النواح مش هيرجع حاجه راحت،عمرك سمعتى على حاجه تتكسر وترجع تانى اهو انت كده بالظبط هتفضلي طول حياتك مكسوره ومش قادره ترفعي عينك في وش حد
انتفض جسد روح بعنف عندما ذكر عبارتها وغلى الدم في عروقها شعرت بأن يأسها وتعاستها قد بدأوا من هنا، أخفضت رأسها بانكسار وبدأت في بكاء حاد بصمت ، نظرت إليها إلهام باستهزاء منها قائله بوجوم :
-نوحى يا اختى ادى اللى فالحه في فين ابوكى يجى يشوف اللى كان بيتباهى بيها ويقول احسن من بناتك يجى يشوفها بقت دلوقتى ايه
رقمتها بنظره مظلمه بقسوه شديده و اشمئزاء و رحلت للخارج بينما ألقت روح نفسها وهي تشهق بقهر وضعف
بحث عزمي بعينه عن جابر و عرفان الذي أسرعوا متقدمون منه بطاعه في انتظار حديثه في حين قال بصوت صارم:
- لاخر مره هسالكم ما شوفتوش حاجه كده ولا كده يوم ما لقيتوا روح واقعه في الشارع لوحدها
صمت ثواني جابر بينما قال عرفان بهدوء:
-يا عزمى بيه كل حاجه شفناها حاكينها بالحرف ولو نعرف هنقول علي طول احنا برضه عاوزين نجيب حق ست روح من الكلب اللي عمل فيها كده
شعر عزمى بالياس والإحباط ليقول بجديه:
-متاكدين من الكلام ده افتكروا كويس ممكن تكون حاجه حصلت وانتم مش فاكرين ونسيتوا
هز عرفان رأسه دون تفكير قائلاً:
- مفتكرش يا عزمي
نظر إلي جابر لاحظ بان وجهه رغم صرامه ملامحه قد شحب قليلا ليقول متسائلا بحده:
-وانت يا جابر ساكت ليه
صمت للحظات طويله وقد فاجأه بكلامه ثم قال جابر بانتباه بارتباك :
-هااه
احمر وجهها غيظا قائلا بضيق:
- هاا انت مش معايا خالص
شعر جابر بالارتباك قائلاً :
-اصل افتكرت حاجه كده يا عزمي بيه بس مش متاكد منها بصراحه
ظهر الغضب المكتوم على ملامحه وهو يعتلي متقدم منه :
-وساكت انطق ايه هى الحاجه دي
ليهتف جابر قائلاً بتوضيح:
- اصل واحنا ماشين كان فى عربيه بتجرى بسرعه جامد وانا شاكك ممكن يكون هو
نظر عرفان بتذكر ليردد مؤكدا :
-ايوه ايوه اللى قلنا ممكن يعمل حادثه وهو سايق بالسرعه دي
قال جابر بتأكد :
-ايوه هو ده يا عرفان
امتقع وجه عزمى وهو يقول بعنف :
-شكله ايه ده
ابتلع عرفان ريقه بارتباك ليهتف :
-انا بصراحه مش فاكر وبعدين شكله مش من هنا من البلد و غريب عننا
ليقول جابر قائلاً بلهفه :
-بس انا فاكر شكله يا عزمي
قست عزمي عيناه وهو يقول بجفاف :
-بجد فاكر شكله يا جابر متأكد
هز جابر رأسه بثقه مرددا:
- ايوه يا عزمي بيه لو شوفته مره تانى اعرفه على طول
نظر إليهم للحظات طويله وقد ظهر تعبير بالخطر ليقول عزمى بتحذير:
- طب بصوا بقي انتم الاتنين تقلبوا البلد تدوروا على الكلب ده و تجيبوا حي
نظر جابر إليه بتوتر ملحوظ قائلاً :
-بس هو فعلا ذى ما قال عرفان شكله مش من هنا
صاح عزمى بعصبيه صائحا :
-تدوروا فى كل حاته بره وجوه فاااااهمين
نظر جابر وعرفان بخوف إلي بعض ليردد كلا منهم قائلاً :
-حاضر يا عزمي بيه
بعد مرور يومين جاء شاكر إلي عزمي بالمكتب يركض بلهفه شديده حتي يعرف راي روح بعرض الزواج منها فقد انتهت المده المحدده الذي أعطها له عزمي حتي تفكر روح بعرض الزواج براحه دون ضغط لكن انصدم حين أبلغه عزمي بالرفض ليقول هاتف به بثوره شاكر وبعصبيه شديد:
-يعنى ايه مش موافقه عليا وليه متوافقش
تنهد عزمى قائلاً بهدوء :
-معلش يا شاكر مفيش نصيب ربنا يوعدك بـالاحسن منها أن شاء الله
شعر شاكر بجنون والغضب فيصيح :
-هى اللى قالت كده ولا انت اللى مش موافق علشان امى ،اكيد قولتلها على موضوع امى وهي خافت مش كده
نظر عزمى إليه بضيق ليقول:
- فى ايه يا شاكر انا ما قلتش حاجه هى اللى مش موافقه يا اخي اعملك ايه
شعر شاكر بعضه حاده مريره داخله ليقول باضطراب :
-طب خليني اكلمها انا هحاول اقنعها توافق
قال عزمي بصوت أجش :
-لا وبعدين يعنى انا هغصبها توافق ولا ترفض قلت مفيش نصيب ما بينكم خلاص
اقترب منه وهو يقول بانفعال :
-طب ليه مش موافقه عليا
تضايق عزمي منه بشده وحاول انهاء الحديث معه بنفاذ صبر:
- مش عليك انت بالذات يا شاكر هى مش بتفكر فى الجواز دلوقتى خالص
برقت عيناه بغضب وهو يقول بجفاف:
- طب أنا ممكن استنها
نهض عزمى بصرامة وبملامح حازمه مرددا:
- شاكر خلاص قفل على الموضوع وخلاص متفتحوش تاني معايا وعند اذنك انا مشغول وعندي شغل
***
بـعـد مــرور ثـلاث شـهـور قد مرت الايام و الأسابيع الماضيه كأنها سنوات ثقيله وإلهام بالطبع الذى لم تتركها فى حالها أبدا لحظه وعزمى ايضا من ناحيه أخرى يحاول معرفه من المغتصب المجهول ورحله بحث جابر و عرفان اللذان لم يعرفوا شى عنه بعد رحله بحث طويله
اقتربت نعمه من روح التي كانت تقف كعادتها بجانب النافذه بشرود في حالها لتهتف :
-يا بنتي تعالي كلى مينفعش كده
قالت روح بمراره وهي ترمي نفسها على احد المقاعد بتعب :
-مش عايزه ماليش نفس لأي حاجه
اقتربت نعمه منها بابتسامه هادئه:
- طب كلى علشان خاطر العلاج اللى بتاخديه بدل ما كل شويه تقعى ونتطلب الدكتور يجي يشوفك
ارتسمت التعاسه التامه في عينيها وهي تنظر إلى نعمه بعيونها الدامعتين الشاخصتين إليها بمراره وبياس :
-ياريت اقع في مره وما صحاش تانى و أموت و اريحكم مني
فأحاطت نعمه وجهها بيديها وقالت بصوت معاتب :
-بعد الشر ليه كده بس يا روح عايزه تموتي
سالت دموعها بغزاره سرعان ما تبعها نشيج عنيف بكت هذه المره حزنا مردده:
-مش احسن من العيشه دي انا خلاص تعبت ومش قادره استحمل اكتر من كده
أقبلت عليها نعمه وهي تضمها بقوه تاركا إياها تذرف الدموع على صدرها ربتت على شعرها وهي تهمس:
- طب اهدي مش كده وخليكى قوى شويه و اجمدي أن شاء الله خير وكله هيعدي
قالت دون أن ترفع رأسها ودون ان تتوقف عن البكاء:
- انا خلاص ضعت وضيعتكم معايا وجبتلكم الفضيحه والعار تعرفى انا بحمد ربنا انى ابويا وامى ماتوا مكنتش هقدر ابص فى عيون حد منهم بعد اللي حصل
أجابت نعمه عليها بصوت هادئ:
- طب تفتكرى هما مبسوطين باللى بتعمليه فى نفسك ده
كادت أن تجيب عليها روح لكن فجأه شعرت بالغثيان والدوران الشديد لتنهض تهرول إلي المرحاض و تستفرغ كل ما فى جوفها وهي تتالم بوجع تقدمت خلفها نعمه الذي وقفت بصمت تراقبها
همست نعمه مذعوره بقلق:
- لامش هينفع كده انت ولا كلتى حاجه علشان الترجيع كل ده وكل يوم علي الحال ده
غسلت روح وجهها بتعب وجففت وجهها بالمنشفه لتقول وهي تخرج من المرحاض:
-تلاقى اخدت برد فى معدتى
نظرت نعمه إليها للحظات طويله وقد ظهر تعبير لم تفهمه في عينيها روح ولكنه أخافها لتقول نعمه بصوت منخفض بقلق:
-يارب يطلع كده فعلا
نظرت روح إليها باستغراب وقالت متسائله باستفهام :
-تقصدى ايه
هزت رأسها وقد عرفت بغريزتها التي نبهتها إلى الخطر هتفت بتوهان:
- هاا
عقدت حاجبيها روح بدهشه:
- فى ايه يا داده مالك
شعرت نعمه بارتباك :
-اصلى يعنى شكيت انك تكوني
قالت لها مجددا بصوت حازم:
- اكون ايه قولى على طول في ايه هكون مالي يعني
نظرت نعمه إليها بتوتر وقالت بتردد:
- تكوني حامل
رفعت رأسها إليها بصدمه فأطلقت شهقه عنيفه وهي لا تصدق ما سمعته فالعذاب والمراره في حياتها واضح أنه لم ينتهي بل علي العكس تماما يبدأ من هنا ومن جديد
توترت كل عضله في جسدها وهي تشيح ببصرها بعيدا وقد ظهر الألم واضحاً على ملامحها في حين استمعت إلى صوت إلهام خلفها لتقول بوحشيه :
-مين دي اللى حامل نهار اسود
** ** **
يـتـبـع.
