رواية أباطرة الغرام الفصل السابع7 بقلم اية محمد رفعت


  رواية أباطرة الغرام الفصل السابع بقلم اية محمد رفعت


تركت ندى عصام  وحيدًا ثم عادت إلى المزرعة، كلاهما يشعر بالحزن،  خاصةً هي فقد رفضها حبيبها للمرة الثانية، جلس عصام بيأسٍ على العشب يعود إلى سجن ذكرياته.
*****
تفاجأ عصام بدخول أميرته إلى غرفته،  فسألها بتعجب:
_أنتِ دخلتي هنا إزاي؟!
اقتربت لميس بخطواتها منه وعيناها تشع حبًّا، ثم أجابته:
_  دخلت من الباب.
قالتها مبتسمة، ليرد ابتسامته بأخرى ساخرة وبنبرةٍ مستهزئة:
_ لا بجد وأنا اللي افتكرت إنك جيتي من الشباك.
برمت شفتيها بحزنٍ مصطنع، وهمّت بالرحيل قائلة:
_بتتريق سيادتك... وأنا اللي كنت جاية أسلّي القعدة طب أنا ماشية.
ابتعدت بخطواتها، ليلحق بها يمسكها من إحدى يديها قائلًا بلهفة:
_ استني بس يا حبيبتي.
التفتت إليه وقالت بنبرةٍ محذرة:
_ نزل إيدك بدل ما تندم.
ارتفع حاجباه بدهشةٍ ، فهتف بسخرية:
_تصدقي خوفت …هتعملي إيه يعني؟!
 حركت لميس رأسها بتحدٍّ، و بدأت توجه لكماتها إلى عصام الذي تصدها بمنتهى الاحترافية، طوّق يديها الاثنتين خلف ظهرها يقبضهما بكفه،  ثم قال بفخر:
_قطتي طلعلها ضوافر وابتدت تخريش و أول ماتخربش تخربش أستاذها اللي دربها.
_سبني.
_ لاء
كلاهما تحدى الآخر بكلمته، نظر إليها مطولًا لتشرد في عينيه، ظل يقترب منها حتى أصبحت أنفاسه تلفح وجهها ، شفتاها ترتجفان أمامه وكأنما تدعوه اليها ، فقبِل طلبها الصريح بصدرٍ رحب، انصاعت اليه وأنفاسها تكاد تسلب منها، ، ابتسمت وهي تراقب السكين الموضوع بطبق الفاكهة من امامها، تلقفته يدها و رفعته نحو رقبة عصام بعد أن أبعدته عنها ، وهتفت بتحدٍّ: 
_ أنا لو عايزة أقتلك دلوقتي هقتلك.
اتسعت ابتسامته الساخرة، ثم هتف مستهزئًا:
_يابنتي جايبة الشجاعة المزيفة دي منين ؟! الله يرحم لما كنتي بتتسحبي على اوضتي لما تشوفي فيلم رعب  ولا لما الكهربا تنقطع.
_ دا كان زمان يا حبيبي اللي قدامك دي حرم سيادة المقدم عصام الدالي المصون.
هتفت بها بفخرٍ، اتسعت ابتسامته إثرها ليحتضنها بذراعه قائلًا:
_ حلوة أوي المصون دي، بس ده ميدكيش الحق تشوفي نفسك عليا. 
نظرت إليه، وأصابعها تداعب أزرار قميصه، وتحدثت بدلالٍ: 
_ انت مش مدي الحق ده غير ليا أنا. 
وجذبت يده هي ثم وضعتها موضع قلبها ، اتسعت نظراته بعشق ليقربها إليه أكثر ، دسَّها في أحضانه يدفنها بين ضلوعه يغرسها في قلبه ، وقال لها بنبرته العاشقة :
_بموت فيكِ.
عناقهما دام لحظاتٍ ، ليقطع هذه اللحظة آسر بحديثه الساخر:
_أجيب شجرة واتنين ليمون.
فزعت لميس لدخوله المفاجئ ، فابتعدت عنه قائلة بهلع:
_ يا مامي خضتني يا زفت.
أعاد عصام تقريبها إليه يهمس لها:
_أنتِ اتخضيتي يا قلبي؟! قوليلي أعمل في الحيوان اللي خضك ده ايه وأنا اعمل.
ارتفع صوته بعد سؤاله الأول وهو ينظر إلى الواقف أمامهما ينظر مبتسماً ، لتجيبه الأخرى بدلع:
_ حرام سيبه.
ارتفع حاجبا آسر بسخرية وقال مقلدًّا نبرتها:
_ حرام سيبه! شيفاني واقف أشحت؟
اقترب عصام  منه وأمسك رقبته ،وتحدث بنبرته المحذرة:
_ بتعلي صوتك عليها وأنا واقف يا حيوان؟.
_ عيب المسكة دي يا عصام عشان البرستيج سبني.
قالها آسر في محاولةٍ لإفلات نفسه من بين قبضة آسر ، ليجيبه عصام بحدة:
_ هتضرب يعني هتضرب.
_ وأنا ماليش مزاج يا عم.
قالها آسر بسخرية وهو يضرب ظاهر كفه بباطن الآخر ، فاندفعت لميس نحوهما قائلة:
_ خلاص يا عصام سيبه. 
أمسكت خديه تشدهما كإنه طفلٌ صغير و أردفت بمرح:
_أسوره ده حبيبي أخويا الصغير مش ابن خالي.
ابعد آسر يديها عنه ، وهتف بسخط:
_أخوك الصغير مين ياختي؟! مكنش سنه فرق أنا ماشي.
انسحب مغادراً ، تلحقه ضحكتها العفوية ، نظرت لعصام قائلة:
_ عمره ما هيتغير.
_عسل ها!
قالها بشيءٍ من الغيرة ، لتندفع مبررة :
_ لا أوعى تفهمني غلط.
_فهميني أنتِ الصح.
هتف بها بغيظ ، لتبتسم متابعةً تبريرها:
_ والله يا بوص ما أقصد.
ارتفع حاجباه وقال:
_ أنتِ وصلتي للبوص كمان أنتِ خطيرة
_ أمال إيه؟!
قالها وهي تلوح بيدها في الفراغ بفخر ، لتتسع ابتسامته واحتضنها قائلاً:
_ طب يالا يا حبيبتي عشان ننزل نتغدى
فتح عصام عينيه بألمٍ، يشعر بحرقة الدموع الحبيسة في عينيه، لقد اشتاق إليها كثيرًا، أغمض عينيه مجددًا ليراها فقط في ذكرياته.
***************
في منتصف الليل فتح عصام عينيه ليجد لميس تقف بجانب السرير وتتأمله باكية، فزع لبكائها فنهض عن فراشه قائلًا بلهفته الخائفة:
_لميس …حبيبتي مالك؟!  فيكي ايه؟ أنتِ تعبانة أجيبلك دكتور ردي عليا...
كفكفت دموعها بيديها ونظّمت أنفاسها قائلة بصوت حزين:
_ لا أنا كويسة.
_أمال بتعيطي ليه مالك؟!
سألها بذات النبرة الخائفة، لتجيبه بنبرتها المرتجفة:
_ أنا حلمت حلم وحش أوي.
مسح على ظهرها بيده في محاولةٍ لتهدئة فزعها وسألها بتوجس:
_أهدي واحكيلي حلمتي بإيه؟!
_ حلمت أن أنت بتتجوز واحدة غيري.
رفعت بصرها تجيبه، ثم نظر إليها كثيرًا قبل أن ينفجر ضاحكًا، وتحدث من بين ضحكاته:
_ يعني أنتِ بتعيطي عشان شوفتيني في الحلم إني متجوز تمام.
_ أنت بتتريق عليا؟! 
هتفت بتذمر وهي تمط شفتيها، ليجيبها بضحك:
_ أكيد مش أما اتنيل الأول واتجوزك.
ابتعدت عنه بعد أن دفعته بكفيها قائلة بسخرية:
_عصام أنا مش بهزر أنا قلبي مقبوض أوي جوايا إحساس إنك مش ليا أنا.
تحكم في ضحكاته، ثم تحدث بجدية تامة:
_ايه الكلام ده ياحبيبتي؟!
خشت فقدانه،  فقالت بنبرتها المرتجفة: 
_ متسبنيش ياعصام أنا بحبك أوي.
منحها بسمةٍ مطمئنة، يردد بحنو:
_ أنا معاكي اهوه يا مجنونة ومفيش مخلوق يقدر يبعدنا عن بعض.
_ بجد يا عصام؟!
رفعت بصرها نحوه بسؤالها الخائف، فطمأنها بجوابه:
_ بجد ياروح قلب عصام.
*************
أفاق عصام من سجن ذكرياته ليجد نفسه بغرفته يرتمي بجسده على سريره، فنهض يبدل ثيابه،  وفي لحظة وجد آسر يدخل مسرعًا  وهو يستنجد به كالعادة:
_ الحقني يا عصام خالد هيموتني.
أزاحه عصام بوجهه الممتعض وقال بنبرة مقتضبة:
_ آسر أبعد عني النهاردة بذات عشان اللي فيا مكفيني.
ابتعد آسر عنه ليتجه نحو خزانة الملابس ،وقد قال قبل أن يختفي داخلها:
_كدا طب بص أنا هستخبى في الدولاب وأنت ولا كأنك شوفت حاجة تمام؟
شرع عصام يفك أزرار قميصه بضيق، ليدخل خالد وهو غاضبٌ جدًا ، يردف بنبرته الحادة: 
_عصام مشفتش آسر الزفت
_أهو مرزي عندك في الدولاب.
أجابه عصام وهو يرتدي قميصًا قطنيًا يبرز عضلاته، أظهر آسر رأسه وهو ينظر إليه قائلًا:
_واطي واطي يعني.
اقترب خالد منه بغضب وهدر به قائلًا:
_ تعالى هنا ياحيوان شغل يومين ضيعتهم في ثانية يا غبي.
_ أهدى يا خالد الله يخربيتك أنت زعلان على ايه ده حتى خطك كان زي الزفت.
قالها آسر في محاولة بالإفلات من خالد الذي يحاول الإمساك به، فقال خالد بيأس وتذمر:
_ صبرني يارب… وأنت مال أهلك حلو ولا وحش بس والله لأموتك النهاردة.
تلقفت يداه مضربًا معلق على الحائط وقال بشر:
_حلو ده تعالى بقى.
_ أهدى يا خالد دا أنا أسوره حبيب قلبك.
هتف آسر بخوف منه، وهو يحاول الخروج من الغرفة، ليقول الآخر باستهزاء:
_ ما أنت عشان حبيب قلبي هكتفي أعملك عاهة مستديمة بس.
_ نهار مش معدي.
خرج آسر راكضًا من الغرفة وهو يصرخ بها، ليدخل غرفة عمه محمد فجأة والذي يحاول مراضاة سهير بعد ذنبٍ قد ارتكبه، وهي تدلل عليه،  فقال مستنجدًا به:
_ الحقني يا عمي.
انتفض كلاهما، ليقول عمه بقلق:
_ في إيه يا آسر أبوك مات.
_ لا ، إن شاء الله ابنك... خالد هيموتني.
 أشاح بنظره نحو سهير التي اكتست وجنتيها باللون الأحمر خجلًا، ليسألهما مستفسرًا:
_أنتم بتعملوا ايه؟!
كاد محمد  أن يجيبه  ليفزع مجددًا بدخول خالد إليهم وهو يحمل مضربًا خشبيًا ويصرخ بغضب: 
_ بتتحامى في أبويا يالا والله لموتك حتى لو جبتلي رئيس الوزرا ذات نفسه هي كبرت في دماغي بقى.
اندفع محمد ليحمي ابن أخيه الطائش ويقول بنبرة تحتوي غضب خالد :
_ خلاص يا خالد يا ابني أهدى عشان خاطري قولي بس هو عمل فيك إيه؟!
زفر خالد بنفسٍ ينفث به جُلّ غضبه وشرع في حديثه عما فعله آسر:
_الغبي ملف الصفقة اللي  شغال فيه بقالي يومين وكنت هسلمه أول ما ننزل مصر قطعه قال ايه خطي مش عاجب سيادته.
اتسعت عينا محمدٍ بصدمة، لينظر لمن يختبئ خلفه ولخالد الذي يشعر بأنفاسه الغاضبة ستحرق آسر ليقول:
_ إيه!…معلش يا خالد يابني.
_ الحق عليا بدل ما يترمي في خلقتك.
هتف بها آسر بقوةٍ مصطنعة من خلف عمه، فسمع بعدها صوت خالد الغاضب والذي جعله يختبئ مجددًا:
_خلقة مين ياض تعالى يالا.
اوقفه والده مجددًا وهو يقول بحزم مجددًا:
_ خالص يا خالد على اوضتك.
_ بتدافع عنه بعد اللي عمله.
قالها خالد بسخط، ليمتص والده غضبه مجددًا بقوله:
_ معلش بقى يا خالد، عيل و غلط.
همس بجملته الأخيرة ، فنفث خالد بغضب دفين وانسحب كارهًا نحو غرفته ، في حين دفع محمد آسر بكتفه الذي يتمسك به قائلًا : 
_ سيبني بقى يا آسر خلاص مشي.
ابتعد آسر عنه رافعًا كفيه بدعاء صدح به:
_ ربنا يخليك ليا يا ميدو يا عسل..
ثم تذكر حالته مع سهير، ليسترسل بفضولٍ:
_  ألا صحيح أنتم كنتم بتعملوا إيه ؟
_ برا يا آسر قبل ما أنا اللي أقتلك.
هتف بها محمد بغضب، ليفتح آسر الباب منسحبًا، ثم قال قبل أن يوصد الباب:
_ أنا كدا كدا ماشي دا أنتم عيلة تشل.
***********
في غرفتها تجلس ندى بملامحها الممزوجة بالحزن والأسى، جميع ملامحها تبكي عدا عينيها، وإلى جانبها تجلس ياسمين في محاولة لمعرفة ما أصابها :
_ بردو يا ندى مش عايزة تقوليلي مالك؟!
أشاحت ندى ببصرها عنها، تحاول ابعد ذكرى ما حدث فقالت بحزن:
_ أنا كويسة يا حبيبتي مفيش حاجة.
ربتت ياسمين على كفها الذي تحتضنه وسألتها:
_ طب مش عايزة تنزلي ليه تقعدي معانا ؟!
نظرت إليها بملامحها المتعبة وأجابت:
_ معلش يا ياسمين تعبانة شوية.
_اوك يا ندى هسيبك تستريحي شوية.
قبلت رأسها وانسحبت تتجه نحو الأسفل حيث تجلس سها .
***********
في الحديقة، جلست ياسمين بمفردها  بعد أن انسحبت سها لتجلب عصيرًا ومسليات لكلتيهما، ومن غرفته يتابعها خالد محدثًا نفسه:
_ هو ده الوقت المناسب للخطة أن ما خليتك تعترفي بكل حاجة مبقاش أنا خالد الدالي.
تحرك بعدها متجهًا إلى مكتب عمه، فطرق الباب مستئذنًا بالدخول، فقال بعد جلوسه مع عمه:
_ إيه ياعمي مش يالا.؟!
_خلاص أنا خلصت اهوه.
هزّ رأسه بصمت ثم نظر إلى والده وقال:
_ فهمت يا بابا هتعمل ايه؟
اندفع محمد بحديثه بنبرته الحادة:
_خلاص يا خالد حفظنا الله يالا يا أحمد أما نشوف اخرتها مع العيال دي.
توجه أحمد ببصره نحو أخيه ثم سأله:
_ مالك مضايق كدا ؟!
_ آسر ابنك عمل الواجب معايا.
هتف بها بحنق، ليبتسم أخيه ساخراً، ثم قال :
_  يبقى الدور عليا بكرة.
_ما تيجي نقتله ونخلص.
قالها محمد بتفكير، ليضحك أحمد بيأس قائلًا :
_ ياريت.
_ أنتم لسه هنا يالا!
هتف بها خالد ليخرجهم من المكتب، فتبعاه لتبدأ خطته.
**************
في الحديقة تداعب ياسمين زهراتٍ قصيرة الطول بكفها شاردة، لا بد أن سها قد نسيتها وجلست تتناول ما كنّ سيتناولنه سويًا، قاطع شرودها اقتراب عمها وأبيها فوقت احترامًا لهما، لتسمع عمها يسألها: 
_ أنتِ هنا يا ياسمين يا حبيتي؟
_ قاعدة لوحدك ليه؟!
_ نقعد معاكي ولا هنزعجك؟!
ابتسمت لأسئلتهما المطروحة من كليهما، فأجابتهما بسعادة:
_ يا سلام طبعًا هبقى سعيدة جدًا يا عمو.
جلسا إلى جانبها يتحدثون في أمورٍ كثيرة، العائلة والعمل وغيرها،  وبعد حوارٍ طويل سأل أحمد:
_ يا محمد هتروح امتى للناس ؟
غمزه محمد وقد تأهبت ملامح ياسمين لتسمع ما الموضوع هذه المرة، ثم تصنع عدم معرفته وأجاب:
_ والله ما اعرف هشوف خالد يختار الوقت اللي يناسبه وناخد العيلة ونروح.
_ نروح فين يا بابا؟!
طرحت ياسمين سؤالها الفضولي، ليبتسم محمد بخفوت، تبعه صدمة ملامحها بعد جواب والدها:
_ هو أنتِ معرفتيش أن خالد هيخطب؟!
_ إيه إزاي؟!
 كأن ما أخبرها به والدها صاعقة، لتنهض مكانها تعدو خطواتها نحو خالد الذي يعمل في مكتبه، كيف له أن يفعل ذلك؟ هو لها فقط، لن يكون لأحدٍ غيرها فقط لها.
دخلت غرفته ، لتجده يعمل على حاسوبه دون أن يعيرها اهتمامه،  اقتربت منه ودقات قلبها تتدافع خوفًا، ثم سألته:
_ خالد صحيح اللي سمعته ده ؟!
رفع رأسه ينظر إليها متشفيًا لما فعلته معه سابقًا، فسألها وكأنه لا يعلم:
_ايه اللي سمعتيه؟!
_ إنك هتخطب!
أجابته بسرعة ثم نظرت لعينيه تبحث عن الجواب ، لكن شفتاه كانت أسرع عندما قال:
_أنتِ عرفتي... ايوه اخترت البنت اللي هتناسبني. 
_ طب وأنا؟!
سؤالها المقبض يخرج من بين شفتيها بنبرتها الحزينة، جعله ينهض من مكانه ليفف قبالتها ناظرًا إليها بتحدٍّ:
_ وأنتِ إيه؟!
_ أنت مش قولتلي إنك بتحبني؟!
شعرت بدموعها التي أوشكت على أن تنهمر لكنها تماسكت وهي تسمع جوابه:
_قولت بس ردك كان إيه؟! خلاص يا ياسمين أنا حاليًا بعتبرك زي ندى وأنت كمان شايفني  زي عصام وأسر
_ خالد أنا بحبك.
التفت موليًّا ظهره لها ويبتسم بمكر، ثم أعاد نبرته إلى جديتها وقال:
_بعد إيه انا خلاص هخطب سيرين أول ما نرجع أنا قولت لبابا وعمي خلاص.
قبضت ذراعه بقوةٍ جعلته يلتفت إليها ، ثم هددته بنبرتها: 
_ نهارك مش معدي سيرين وتبقى معايا في بيت واحد وأنت تخطبها لاء.
_هو أنا باخد رأيك؟! أنا بقولك اللي هيتعمل.
 استهزائه بحديثها جعلها تمسك بمزهريةٍ بين قبضتها ترفعها في وجهه وهدرت في وجهه:
_كدا طيب استنى على رزقك.
رفع يديه يحمي وجهه منها، وأردف بخوف: 
_ هتعملي إيه يا مجنونة؟!
_ هقتلك قبل ما تفكر تبص لحد غيري أنت ليا لوحدي أنت فاهم.
 انتشل خالد المزهرية من يدها ببراعة وهتف بمكر:
_ بجد ليكِ إزاي ها!؟!
نظرت له ياسمين بخجلٍ فخالد كان يقترب منها بشدة وهي تترجع بخطواتها حتى التصقت بالجدار:
_كملي كنتي بتقولي ايه!
قالها بمكرٍ وخطواته تزداد قربًا، فتجيبه بتوترٍ:
_ ها.
اتسعت ابتسامته أكثر، فهمس لها بخفوت:
_  ها كنت بتقولي إيه؟
_ أنا بحبك.
كررت اعترافها وهو يقترب منها، فعاود بهمسه:
_ بس أنتِ ضربتيني وأنا لازم اخد حقي.
_ يعني عايز تخطب عشان ضربتك.؟!
تسأله بتلعثمٍ وهي تشعر بأنفاسه تلفح صفحة وجهها، أجابها بهمسه الذي جعلها كجليد أوشك على الذوبان بين يديه:
_ بالضبط كدا.
_ طب خد حقك مني بس متتجوزش سيرين دي.
احتضن وجهها بيده ليجبرها على التطلع اليه، وعينيه لا تفارقها هامسًا:
_ تتجوزيني؟!
جحظت عينيها صدمة، فهزّت رأسها موافقة ثم  اندفعت للداخل تهربًا منه، فلحق بها وهو يردد بمزح:
_أخيرًا استسلمتي.
_ ها نقول مبروك ياسمين؟!
قالها والدها وهو ينظر إليها مع محمد ، فنظرت لثلاثتهم بصدمة،  وسمعت بعدها صوت محمد قائلاً: 
_ الخطة نجحت.
_ الله يخربيتك أسكت فضحتنا.
همس بها أحمد لأخيه، فسمعتهما ياسمين لتعيد النظر إليهم ثم قالت بصدمة:
_ أنتم عاملين خطة عليا ؟! طب مش متجوزاك يا خالد. 
انسحبت ياسمين بغضب إلى غرفتها، ليبقى ثلاثتهم سويًا، نظر خالد إلى والده مستاءً يتمتم:
_الله يصلح حالك يا والدي دايمًا ناصفني.
_ الله أنا عملت حاجة؟!
هتف بها محمد لابنه، في حين نظر أحمد لشقيقه بغيظٍ، يردد من بين أسنانه:
_ يعني مش عارف تمسك لسانك ده!
نظر له محمد ببعض البراءة، قائلًا :
_ أنا عملت حاجة.
عوج أحمد فمه بتهكمٍ، ثم قال بسخطٍ:
_ كل ده ومعملتش.
ارتفع صوت أسر وكأنه أب لهما، يتمتم بخشونة:
_ إيه ده!  بس يا ولد منك له ولله وشفتكم بتتشكلوا وأنا لسه عايش.
نظر له محمد قليلًا، يحاول استيعاب ما يتفوه به، ثم قال بسخريةٍ:
_ عايش مين أنت متخلف يالا... أحمد لم ابنك.
_ مش ابني أن اتبريت منه.
قالها أحمد سريعًا كي تخلص من مشكلات التي يقع بها بسبب ذلك الأحمق،  في حين تمتم أسر بحزنٍ مصطنع:
_ كدا يا أبو حميد اخص عليك.
اعتلّى وجه أحمد بالغضب، يردف بغيظٍ:
_ ولد مش قولت بلاش تنادلي بالاسم ده غور من وشي.
*************
_ يابنتي استني.
ارتفع صوت خالد محاولًا اللحاق بها،  في حين حركت ياسمين رأسها بنفيٍ، تردد بتصميم على المغادرة:
_ لا أنت بتعمل عليا خطة يا خالد انا خلاص رجعت في قراري.
ارتفع صوت خالد الجهوري يهدر بغضبٍ:
_ أنتِ عايزة إيه يا ياسمين اوك مفيش زفت جواز انبسطي.
كاد أن  يرحل ولكن اوقفه صوت ياسمين المتحشرج،  تحاول حبس دموعها:
_ أنت بتتعصب عليا يا خالد عشان بتدلع عليك!
زفر خالد بضيقٍ، ثم تمتم بحنقٍ:
_ والله كل ده دلع!  5سنين ولسه بتدلعي؛ 
دا أنا خللت جمبك.
مسحت ياسمين دموعها، تدرك ما تفوه به خالد، بالفعل تخطى تلك المرحلة ولم يبقى سوى القليل  فهمست ياسمين بخجلٍ:
_  أنا عايزاه دهبي.
قطب خالد جبينه بدهشة، ثم تسأل بحيرةٍ: 
_هو إيه ده اللي دهبي؟!
اوضحت بهمسٍ وخجلٍ:
_ لون فستان الخطوبة.
تهللت تعابيره واردف بسعادةٍ:
_ بس أنتِ تأمري يا أميرتي.
علقت ياسمين بنبرة تحمل السعادة:
_ أميرتك!
أومأ خالد بايجابية، يؤكد حديثه متمتمًا بحبٍ:
_ أميرتي أنا لوحدي عارفة لو كنتِ فاكرتي إنك تتجوزي حد والله لكنت قتلتك أنتِ وهو وأسر.
ضحكت ياسمين على حديثه، تتسأل من بين ضحكتها:
_  اشمعنا أسر؟!
رد بصوتٍ مغتاظ:
_ عشان غبي ومستفز أووي.
تحركت ياسمين بعيدًا، تلوح بيدها قائلة ببسمة صغيرة تعبو ثغرها:
_ تصبح على خير.. الوقت اتأخر.
حرك خالد رأسه بايجابية، يبادلها الابتسامة مرددًا: 
_وأنتِ من أهله.
أردت  غلق الباب ولكن كان خالد لا يزال واقفًا،  لتردد ياسمين بخجلٍ:
_ أمشي يا خالد.
ابتسم بخبثٍ ثم قال:
_ لاء.
عبست ملامحها التي تلونت بخجلٍ شديد متمتمة:
_ أمشي بقى.
ضحك خالد عندما رأى تورد وجنتيها، يردف وهو يغادر: 
_ حاضر، تصبحي على خير يا حب عمري. 
أغلقت ياسمين الباب، تشعر بسعادةٍ لم تتخيلها، تدندن بكلماتٍ مبهجة.
**************
هبط خالد من أعلى الدرج ينظر بالردهة ليجد عصام جالسًا، ردد سريعًا:
_ عصام كويس إنك لسه صاحي
باركلي أخيرًا أختك وفقت بعد أما مرمتتني.
ابتسم عصام له، يرى السعادة بحدقتيه لم يراها من قبل، أردف مربتًا على كتفه: 
_ بجد ألف مبروك ياصاحبي
بس إيه السعادة دي لو أعرف إنك هتبقى سعيد كدا كان زماني جوزتهالك من زمان.
ابتسم خالد بحبٍ، يردف بصوتٍ هائم: 
_ياسمين دي حب عمري يا عصام
أنا بحبها أووي ومقدرش إني اتخيل حياتي من غيرها.
دُهش عصام من تعبير خالد عن حبه لشقيقته، يردد بصوتٍ مذهول: 
_لدرجادي مكنتش متخيل إنك بتحبها كدا!
_لا أكتر من كدا يا خويا يالا هروح ازفت الملف اللي الغبي أسر قطعه.
قالها خالد بغيظٍ من أسر،  في حين ضحك عصام عليه يردد بصوتٍ متشفي:
_  تستاهل أنا قولتلك ميت مرة أكتب على اللاب على طول مش عارف لازمته إيه تكتب على ورق وبعد كدا تنقله.
اشاح خالد بيده، يردد بصوتٍ حانق:
_ اللي حصل بقى أروح أنا بقى لسه هكتب من أول وجديد حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أسر يا بن عمي.
_ مين جاب سيرتي أكيد في الخير.
قالها أسر بعدما اقتحم اجتماعهما، في حين تحدث خالد بتهكمٍ: 
_أنت بيجي من وراك خير الحمد لله أنت جيت لقدرك برجليك.
جحظت عين أسر ما أن رأى خالد يتقدم منه، يردف بنبرة ملتاعة:
_ أعقل يا أبو نسب.
زمجره خالد بحدةٍ: 
_متقلش أبو زفت.
تنهد عصام بيأسٍ، ثم أردف ببسمة صغيرة:
_  خلاص أنا اللي هعمل الملف ولا تزعل يا عريس.
توقف خالد عن الركض خلف أسر، يردف بسعادةٍ من التخلص من تلك المهمة:
_ حبيبي والله تصبح على خير بقى.
احتج أسر يردف بضيقٍ:
_ وأنا مفيش تصبح على خير.
حدجه خالد بنظرةٍ حاجة، يغمغم بسخطٍ:
_ مفيش زفت علي دماغك.
*************
في غرفة ياسمين..
 اقتحمت ندى الغرفة، تردف بسعادة ممزوجة بذهول:
_ صحيح اللي سمعته ده.
حركت ياسمين رأسها بخجلٍ، تجيبها:
_ آه يا ندى أخيرًا أعترفت لخالد قد إيه بحبه وبعشقه.
اتسعت عين ندى، تردد بصدمةٍ:
_ إيه ده مش معقول ياسمين أنتِ سخونة صح،  ولا ده سحر خالد؟!
:_ بس يا ندى بقى.
قالتها ياسمين بتذمر،  في حين ارتفع صوت ندى المتهكم:
_  بس إيه دا أنا ههريكي تريقة بس أروح الأول أبارك لروح قلبي
سلام.
***************
في غرفة خالد..
اقتحمت ندى الغرفة تردف بسعادة بالغة:
_ خالد ألف ألف مبروك يا حياتي.
ابتسم خالد لها، وتقدم منها يضمه بحبٍ، مرددًا:
_ الله يبارك فيكِ يا حبيبتي عقبالك.
تبدلت ملامحها بحزنٍ لم تستطع اخفاؤه،  تردف ببسمةٍ مهترئة:
_ ها سيبك مني... أنت هتعمل الخطوبة أمتى!
لاحظ حزنها،  ولكن أجابها بسعادةٍ بالغة:
_عمي هيحدد اليوم وأشوف طلبات ياسمين إيه بتقول عايزة فستان دهبي.
عبست ملامح ندى تردف بتذمر طفولي:
_ أنا ماليش دعوة أنا عايزة فستان ليا بمستلزماته.
ضيق خالد عينيه، يردف بمزاحٍ: 
_دا أنتِ داخلة على طمع بقى.
شهقت ندى بطريقة درامية، تتمتم بحزنٍ مزيف:
_ كدا يا خالد تستخسر في ندوش حبيبتك فستان وأنا اللي كنت جايه أبات معك.
أمسك خالد يدها يسحبها مجددًا بعدما خطت خطوتين، يحدثها مقبلًا جبينها: 
_أحلى فستان في الدنيا دا أنتِ روحي يا ندي مش أختي بس.
طرق محمد الباب ثم دلف للغرفة ليجد ندى تقف مع خالد، فأردف ببسمةٍ:
_ ندى أنتِ هنا كويس عشان عايزك في موضوع مهم.
تعجبت ندى من حديث والدها، ثم تساءلت بحيرةٍ:
_ خير يا بابا؟!
ربت على كتفها بحنو،  يردف ببسمةٍ هادئة:
_ خير يا حبيبيتي.. بصي يا ندى عمر ابن انكل حسين متقدملك وأنا شايف أنه مناسب ليكِ جدًا دكتور ومحترم جدًا ومن عيلة كويسة ها قولتي إيه ياحبيبتي؟!
اتسعت عين ندى بصدمةٍ، ثم حركت رأسها في نفي، تجيبه قطعًا:
_ لا يا بابا أنا مش عايزة أتجوز!
تبدلت ملامحه،  ليحتل الغضب قسمات وجهه يردف بحدة:
_ لا أنتِ زودتيها أوي كل عريس ترفضيه ممكن أعرف إيه السبب؟!
اشاحت ندى وجهها بعيدًا، تجيبه محاولة التماسك كي لا تنفلت دموعها:
_ أنا مش عايزة أتجوز دلوقتي.
رفع حاجبه باستنكارٍ،  ثم قال بعصبيةٍ مفرطة:
_ واضح إنك ادلعتي أوي أسمعي أنا هوافق على عمر وهتقعدي معها ودا أخر كلام عندي سامعة!
نظرت له بصدمةٍ،  فهو لأول مرة يهدر بصوتٍ عالي بها،  ويجبرها على شيء، ارتفع صوت خالد يحاول حل الموقف:
_ براحة يابابا مش كدا.
تحرك محمد مغاردًا الغرفة يردف بغضبٍ:
_ بلا براحة بلا زفت أنا زهقت دا عاشر عريس ترفضه بدون أسباب عقل أختك ياخالد.
اغلق محمد الباب خلفه في حين جلست ندى على الفراش تضع وجهها بين راحتي يدها تبكي بعنفٍ، جلس خالد إلى جوارها يلف ذراعه على كتفه مرددًا بهدوءٍ:
_ ليه يا ندى بتعملي في نفسك كده؟ صارحيني يا ندى أنتِ في حد في حياتك بتحبيه حد أنا أخوكي قوليلي يمكن أقدر اساعدك!
**************
في غرفة عصام..
_ عصام قولي بقا على السر بتحيل عليك من ساعتها.
قالها أسر بتذمر،  في حين غمغم عصام بتهكمٍ:
_ سر إيه يا غبي؟!
أشار أسر على ذراعيه وصدره، يردف بانبهارٍ:
_ سر العضلات دي استحالة تكون طبيعي دي نفخ قولي الوصفة اللي بتنفخ دي.
مسح عصام على وجهه، يهمس بحنقٍ:
_ اللهم ما طوالك ياروح أنا هروح أراجع الملف ده مع خالد.. والله يا أسر أن رجعت لقيتك هنا هتطلعلك عضلات بس في وشك.
نهض من مكانن يغلق الباب في عنفٍ،  يهمس بكلماتٍ غير مفهومة من شدة غيظه كاد أن  يطرق الباب ولكن تجمد جسده  ما أن  استمع لصوت ندى الباكي،  تردد بألمٍ: 
_ أيوة ياخالد أنا بحب!
ابتسم خالد لشقيقته التي كبرت وأصبحت عروس ستتزوج بأي لحظة، أردف بحبٍ يداعب خصلات شعرها:
_ كبرتي يا ندى وبقتي بتحبي ومخبية على أخوكي..  بس مش مهم مين سعيد الحظ ده؟!
فركت يدها بتوترٍ ثم اجابته بتوترٍ يزداد شيئًا فشيء:
_ خالد أنا بحب..
قطب جبينه عندما قطعت كلماتها،  ولكنها ربت على ظهرها بحنو يردف بصوتٍ مشجع:
_ أيوه مين؟!
أغمضت عينيها بألمٍ، تهمس بصوتٍ متحشرج:
_ عصام!
تلاشت ابتسامة خالد سريعًا، يردف بصدمةٍ: 
_عصام أنتِ مجنونة صح أنتِ عارفة أن عصام بيحب لميس!
نظرت له بحزنٍ الدموع لا تزال تتساقط من عينيها، تجيبه بآلامٍ باتت تصرخ مما تعانيه:
_ بس لميس ماتت خلاص.
اغمض عصام عينيه بألمٍ، في حين أكمل خالد بهدوءٍ:
_ أيوة هي ماتت بس لسه موجودة في قلبه ورافض ينساها.
أكدت ندى بصوتٍ مختنق من كثرت الدموع: 
_بس أنا بحبه  يا خالد.
حرك خالد في نفي، يردف بصوتٍ محذر: 
_ندى فوقي من اللي أنتِ فيها ده أنتِ واثقة ومتأكدة أن عصام عمره ما حبك ولا هيحبك.
صرخت ندى بألمٍ، تتساقط دموعها بعنفٍ:
_ حرام عليك يا خالد ليه بتقول كدا أنا بحبه ومش هتجوز غيره حتي لو وصلت إني أقتل نفسي عشان اريحكم مني.
تفاجأ خالد من انهيار شقيقته بهذا الشكل، ليركض نحونا يحتضنها باحتواءٍ قائلًا:
_ بس يا حبيبتي خلاص أنا حاسس بيكِ والله.
تشبثت به  ندى، تردف من بين دموعها بصوتٍ تجرع الآلام: 
_بحبه ياخالد قلبي وجعني أووي إني حبيبته كل السنين دي وهو محسش بيا.
لم يتحمل عصام حديثها وقرر العودة لغرفتنه،  حديثا لا يزال عالقًا برأسه،  ظل يفكر كثيرًا ثم قرر حسم هذا الأمر،  زفر ببطءٍ ثم هبط للأسفل بغرفة الصالون حيث يجتمع الجميع بها ما عدا ندى التي قررت أن تعتزل الجميع وإلى  جوارها ياسمين التي تحاول فهم ما الذي بها.
_ بابا أنا قررت اخطب.
قالها عصام بعدما وقف وسط الجميع،  في حين حديثه كصخرة حادة على مسمعهم، قاطع هذا الصمت صوت آمال التي تردف بسعادةٍ بالغة
_ أخيرًا يابني.
حرك أحمد رأسه في نفسي، يردف بصوتٍ مذهول:
_ مش مصدق نفسي.
علق أسر بطريقته المعتادة:
_ يا نهار جواز الصبح خالد وباليل عصام.
ابتسمت سها بسعادة، تردف بنبرة مبهجة:
_ ألف مبروك ياعصام مين سعيدة الحظ دي.
نظر لها عصام، ثم نظر نحو محمد يردد بهدوءٍ:
_ عمي أنا طالب إيه ندى.
تهلل سرير أحمد يردف بسعادة:
_ زين ما أخترت يابني أنت متخدش رأي عمك حتى لو موافقش والله لجوزهالك غصب عنه دا أنا ما صدقت.
ضحك محمد على حديث شقيقه، واردف ببسمةٍ محبة:
_ وأنا موافق يا بني أنا هلقي أحسن منك فين.
سعادة غمرت الجميع إلا عينان تراقبان عصام الذي تحاشى النظر له،  تراجع عصام ثم انسحب من الغرفة عائدًا لغرفته ولكنه توقف بعدما شعر بوجود خالد، استدار يردف بهدوءٍ:
_ أنا جاهز للاسئلة اللي بتدور في دماغك.
بقى يتطلع له دقيقتين ثم قال بهدوءٍ مماثل: 
_هو سؤال واحد بس يا عصام أنت سمعت الكلام اللي ندى قالته؟!
حرك رأسه في إيجابية يجيبه بأسفٍ:
_ مكنتش أقصد إني أسمع حاجة، أنا كنت جيلك عشان اراجع معاك الملف مش أكتر.
حرك خالد رأسه، يردف بصوتٍ يحمل القليل من الذهول:
_ مصدقك... بس يا عصام أنت كدا بتموت نفسك ليه تحمل نفسك فوق طاقتها عصام فوق من اللي أنت فيها وانسي وعيش حياتك يا صاحبي اللي فات ده كان ماضي أنسي وكمل امحي كل حاجه من دماغك.
أغمض عصام حدقتيه، يتمتم بصوتٍ متألم:
_ مش قادر  كل يوم بشوفها وبسمعها وهي بتناديني وبتستنجد بيا وأنا متكتف ومعرفتش اساعدها عارف يعني إيه أغلي حاجة في حياتك تتدبح قدامك بدم برد وكل ده ليه عشان قمت بواجبي وقبضت على تاجر مخدرات خطير وهارب من سنين ومحدش قدر يمسكه.. و أنا اللي قدرت وكانت المكافأة بتاعتي حبيبتي تندبح قدام عيني متتخيلش قد إيه حسيت بالعجز..  حسيت إني عاجز رغم قوتي حسيت إني ضعيف وبتقولي عيش استحاله أسلم قلبي لحد تاني يا خالد!
نظر له خالد، ثم قال بحزنٍ:
_ بس سوء اتجوزت ندى أو غيرها أنت كدا هتظلمها.
ابتسم عصام بحزنٍ، يجيبه بصدقٍ:
_ أنا هعيش معها وهعاملها كزوجة هدلها كل حقوقها وهحترمها بس أكتر من كدا مقدرش.
نظر خالد بعيني عصام، يردف بخوفٍ على شقيقته :
_ ندى بتحبك ياعصام وأنا واثق إنك هيجي اليوم وتحبها وحتى لو محبتهاش كفاية إنك تحترمها...  دا المهم عندي
حرك عصام رأسه في ايجابية،  يرسل معه بسمة كي يطمئن، في حين استرسل خالد بغيظٍ مزيف:
_ بس مكنتش أعرف إنك داخل علي طمع اشمعنا خطوبتك تبقى معايا.
ابتسم عصام بغرورٍ، متمتمًا:
_  فاكر زمان لما قولتلك أن فرحنا هيبقى مع بعض وأنا مخلفش كلمة قولتها.
ابتسم خالد له، يردد مربتًا على كتفه: 
_ماشي يا معلم.
******************
كان الجميع يجتمع حول المائدة طويلة،  جميعهم يتبادلون بسمات ماكرة،  ارتفع صوت محمد الماكر:
_ ندى يا حبيبتي عندي عريس أحسن من عمر ميت مرة.
نظرت له ندى برجاءٍ، تردد بأعينٍ دامعة:
_ عشان خاطري يابابي أنا مش عايزة اتجوز.
نظر لها بمكرٍ يؤكد بسؤالٍ:
_ متأكدة؟!
حركت رأسها في ايجابية، مجيبة:
_ أيوة.
نظر محمد نحو عصام، يردف بخبثٍ: 
_خلاص يا عصام زي ما سمعت العروسة مش موافقة.
 جحظت عين ندى فجأة ورددت بدهشة: 
_  ايه أنت بتقول مين؟ 
ضحك أحمد على طريقتها، يجيبها بحنو:
_  بيقول عصام.
_ أنا موافقة.
قالتها ندى دون أن تنتظر لحظة، في حين ردد أحمد بضحكٍ عليها:
_مش قولتلك يا محمد!
تبادل الضحك معه،  يؤدف بايجابية:
_  مكنتش اعرف أنها واقعة  كدا.
ضحك الجميع على حديث محمد، في حين ضربت ياسمين كتف ندى مرددة بمرحٍ:
_ إيه يابنتي امسكي نفسك هيقولوا ايه عليكي. 
ابتسمت لها ندى، ثم نظرت لعصام بسعادة ليكتفي هو ببسمةٍ صغيرة يتبادلها معاها.
ارتفع صوت أسر، يردد في ضيق:
_ دا ظلم والله اشمعنا كل واحد اختار شريكة حياته وأنا اللي ادبست.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-