رواية العشق الذي أحياني الفصل السادس عشر بقلم فاطمة محمد
تنهدت حلا بمراره عندما تذكرت كيف خسرت أبنها قبل أن تراه و تحمله بين يديها فكم تمنت أن تحمله بين يديها و تستنشق ريحته كانت علي أتم الأستعداد لتخلي عن كل شئ مقابل ان تحظي به فكم كانت تعشق معتز و لكنه لم يقدر عشقها و حبها له و قسي عليها كما لم يقسو عليها احد من قبل تتذكر كيف كانت حالتها عندما استيقظت لتجد نفسها في أحد المشافي و كيف أخبروها بأنها خسرت جنينها لتظل تصرخ بهستيريا و تنادي علي معتز بجنون
ثم تنهدت براحه عندما تذكرت ما فعلته و اتسعت ابتسامتها : قولتلك هندمك يا معتز بس انت مصدقتنيش
و بعدها اتجهت لسيارتها و صعدت بها و قامت بتشغيل الاغاني و قامت برفع الصوت و ظلت تدندن مع الاغاني
★★★★★★★
اما سيف فكان يجلس بالمنزل قلق عليها للغايه فهي تأخرت كثيرا
أسيا : أهدا يا سيف في ايه مالك و بعدين هي مش صغيره
سيف : مش صغيره بس المفروض انها في مسئوليتي و قعده عندي يعني انا المسئول عنها
أسيا باستنكار : مسئول عنها!
تم اكملت في سرها : متقلقش هتلاقيها زي القرده دلوقتي داخله بتتنط
اما سيف فظل يهاتفها و لكنها لم ترد عليه ثم سمع صوت سيارتها بالخارج ليتنهد براحه و بعدها دخلت المنزل لتجد أسيا و سيف يرمقونها بنظرات لم تفهمها
حلا بسخريه : لا متقلوش انكو قلقتو عليا و قعدين كل ده مستنين اجي
اسيا بسخريه : تخيلي!
و تخيلي بقا انه احنا غلطانين عشان قلقنا عليكي و لا و الهانم داخله بتغني و لا علي بالها
قاطعها سيف باشاره من يديه و بعدها اقترب من حلا
سيف بهدوء : كنتي فين يا حلا ؟
حلا بزهق : بصراحه اتخنقت من البيت و من مراتك فخدت بعضي و اتمشيت شويه بالعربيه في مشكله و لا حاجه
غضبت اسيا من طريقتها الوقحه و كادت ترد عليها لتنهرها ليسبقها سيف و صدمها عندما اردف بهدوء
سيف : لا يا حلا مفيش مشكله احنا قلقنا عليكي بس
ثم حاوط وجهها بيديه : أياكي تخرجي لوحدك كده و تتاخري للوقت ده ممكن
استغربت حلا كثيرا هدوءه فهي قد ظنت بأنه سيغضب عليها مثلما تفعل اسيا و لكنه خالف جميع توقعاتها
اما اسيا فحالها لم يختلف عن حلا لتقترب منهم و هي تنظر ليداه التي يحاوط بها وجه حلا
انتبه سيف ل اسيا و لنظراتها لها ليعلم انها غضبت من لمسه لحلا ف ابتعد عنها و اردف برفق
سيف : اطلعي اوضتك دلوقتي و نامي عشان تنزلي تفطري معانا
اؤمات له حلا بتلقائيه و شعرت بدقات قلبها تتسارع ف سيف لم يعاملها بتلك الطريقه من قبل فوجدت نفسها تسرح بعينيه و توافقه بكل هدوء و بعدها صعدت ل غرفتها و قبل ان تدخل غرفتها التفتت له لتجده يبتسم لها
فبادلته ابتسامته باخري
أسيا : ايه ده ما جبلكوا شجره و اتنين ليمون و لا اقولك اطلع ريح معاها شويه في الاوضه و خدها في حضنك و طبطب عليها
و بعدها غادرت من امامه و الغضب يتملكها فدخلت الغرفه و اغلقت الباب بعنف
اغمض سيف عينيه و رفع حاجبه بمرح و ذهب خلفها و دخل الغرفه ليجدها تشتعل من الغيره و عينيها تطلق شرار
اقتربت منه اسيا و صاحت بإنفعال : أنت إيه اللي جابك هنا ها انت مش هتنام هنا يلا اتفضل اطلع بره و لا اققولك روح نام في حضن الهانم
و ظلت تسدد له اللكمات في صدره و بعد ان انتهت من حديثها امسك يديها التي تلكمانه و لثمهما بعشق
توترت أسيا من حركته تلك و بعدها و جدته يقترب منها فابتعدت عنه و ادارت ظهرها له حتي تبتعد عنه فوجدته يجذبها من خصرها و اصبح ظهرها ملاصقاً بصدره
اسيا بتوتر : ابعد عني
سيف و انفاسه الساخنه تلفح عنقها : و لو مبعدتش هتعملي ايه
و بعدها لثم عنقها بعشق و سئلها مره اخري بهمس
سيف : مقولتيش لو مبعدتش هتعملي ايه؟
و بعدها لثم عنقها بقبله اعمق من سابقها لتشعر اسيا بأن قدماها لم تعد.تحملانها و شعرت بحراره جسدها
و تفاجاءت به يقوم بتحريكها حتي اصبح وجهه مقابل لوجها فاحاط وجها بيديه و انفاسه الساخنه تربكها و اسند جبينه علي جبينها
اسيا بتلعثم : اا اب ابعد يا سيف
سيف بنفي : مش هبعد يا أسيا
و بعدها اقترب منها و لثم شفتيها بنهم و حب شديد فاستسلمت اسيا له و نسيت ما بدر منه منذ قليل
★★★★★★★
عند ريهام
كانت جالسه علي السرير تناجي ربها ان يساعدها و يخرجها من محنتها تعلم انها اخطأت و اخطاءها كثيره و لكنها تتمني أن يقف الله بجانبها و يظهر حقيقه الامر و الفاعل الحقيقي ينال جزاءه ثم تنهدت بحزن شديد و تجمعت الدموع بمقلتيها و ظلت تدعي و تستغفر عما فعلته سابقا تتمني ان تحصل علي فرصه ثانيه حتي تتوب من ذنوبها و تبدء من جديد و لم تعلم كيف غفت في مكانها
★★★★★★★
في صباح يوم جديد
استيقظ سيف علي صوت هاتفه ففتح عيناه بصعوبه ليجد اسيا تتوسط صدره و تحاوط خصره ليمسك هاتفه الذي كان بجانبه و يرد سريعا قبل ان تستيقظ اسيا من صوته
سيف و هو ينهض من مكانه : ايوه
............
سيف : طيب طيب انا جاي
استيقظت اسيا عندما نهض سيف من حانبها فهي شعرت بمغادرته للفراش
اسيا بصوت متحشرج اثر النوم : في ايه يا سيف مين اللي بيكلمك الصبح كده
سيف : ده المحامي بيقولي ان نتيجه الطب الشرعي هتظهر انهارده
اسيا بتوتر : خير خير ان شاء الله
أؤما سيف لها و بعدها دخل الحمام حتي يتحمم و بعد مرور بعض الوقت خرج من الحمام و هو يلف منشفه حول خصره و اتجه ناحيه الخزانه الخاصه به و اخرج ملابسه و ارتداها
اسيا : انزل انت افطر بسرعه و انا نازله وراك علطول
اؤما لها سيف و نزل سريعا ليجد حلا تنتظره علي الطاوله
سيف بابتسامه : صباح الخير
حلا بابتسامه : صباح النور انا صحيت بدري وي ما انت قولتلي امبارح بس انت اللي صحيت متأخر
سيف بابتسامه لم تصل لعينيه : حقك عليا يا ستي
بدء.سيف في تناول طعامه اما حلا فظلت تراقبه اثناء تناول طعامه فكم كان يبدو جذابا و رائحه عطره التي سلبت عقلها
لاحظ سيف عدم تناولها فنظر لها فوجدها تتأمله فرفع حاجبه باستغراب
سيف : مبتأكليش ليه ؟
حلا بنظرات وقحه و جرئه : بتفرج عليه اصلك تفتح النفس اووي يا سيف
نظر لها سيف نظرات لم تستطع ان تحدد حلا ماهيتها و لكنه يكفي انه ينظر اليها فهذا ما تريده فهو من اقتحم ليلتها امس و ظلت تحلم به
نهض سيف و هو يردف : طيب انا همشي بقا عشان متأخرش باي
نهضت حلا خلفه : استني
وقف سيف مكانه و التفت لها
نظر لها سيف بتسئاول
فاقتربت منه و لصقت جسدها بجسده و قبلته من وجنته
تفاجاء سيف من فعلته الجريئه تلك و كيف الصقت جسدها به
حلا : متتأخرش عشان هستناك نتغدا سوا
نظر لها سيف و اؤما لها لا يعرف كيف يتصرف معها و شرد في شئ ما
★★★★★★
في منزل باهر
كان يتناول الفطار مع والدته و والده
بدء والده الحديث
عاصم : أيه عامله ايه يا باهر
نظر باهر لوالده و بعدما نظر لوالدته التي كانت تنظر لهم بتسئاول
باهر باقتضاب : الحمد لله
عاصم : طب الحمد لله انا عاوز اتعرف عليها بصراحه نفسي اشوف اللي قدرت تخطف قلب باهر
فيروز بشك : انت بتكلموا عن إيه ممكن افهم
عاصم باستفزاز : ما هو حضرتك لو مهتمه يا هانم كنتي عرفتي انه ابنك بيحب و عاوز يخطب
فيروز باستنكار : يحب زي ما هو عايز و ينبسط كمان لو عايز بس في الاخر يتحوز اللي انا اختارهالو سامع يا باهر و البنت دي تنساعا لاني مش هسمح لها تدخل بيتي
باهر بلامبالاه : و انا خلاص اخترت اللي انا عاوزها شريكه حياتي و المفروض حضرتك تتقبليها و بعدين انا اللي هتجوز مش حضرتك
فيروز بعند : و انا قولت مقيش حواز من البنت دي
عاصم بمقاطعه : بس الكلمه ليا يا فيروز و انا موافق علي اللي اختارها باهر
ضربت فيروز علي الطاوله بيديها : انتو بتتحدوني بقا انتو الاتنين
و نظرت لعاصم : انت اللي مقويه مش كده عاوزه يبقا خايب و يتجوز واحده اي كلام عاوزه ينجح في اللي انت فشلت فيه زمان
عاصم بغضب اشد : احترمي نفسك يا فيروز و انا هنا اللي كلمتي بتتنفذ لما اموت ابقي مشي كلمتك سامعه
جزت علي اسنانها بغيظ و بعدها نظرت لابنها بغل : يكون في علمك يا انا يا البنت دي لو البنت دي دخلت البيت انا هسيبه فاهمين
عاصم و هو يجلس مره اخري : يبقا البنت دي يا فيروز و انتي اللي قولتي
★★★★★★★
جلست أيه بجوار ساميه
أيه بحزن : وبعدين بقا يا طنط انتي كده تتعبي زياده حرام عليكي نفسك
لم ترد ساميه فهي تلزم الصمت منذ ان علمت بوفاه ابنها فهي لا تفعل شئ سوا انها تبكي علي ابنها الذي قتل و هو في مقتبل عمره
ايه و هي تجلب الدواء حتي تتناوله ساميه : طب بلاش الاكل اشربي دواكي عشان خاطري
و قربت الدواء من فمها لتبعد بوجها و ترفض تناوله فتنهدت أيه و نظرت لها بحزن علي حالتها و ما توصلت اليه
فخرجت من غرفتها فوجدت والدها يجلس فاقتربت منه
أيه : لسه متأكدوش اذا كانت الدكتوره دي هي اللي قتلتو و لا لا
حسين : لا لسه متأكدوش بس واحد من الجيران اتعرف عليها و لسه مستنين نتيجه الطب الشرعي هيحدد الوقت اللي مات فيه
تنهدت ايه و هي تفكر قي الايام القادمه
★★★★★★
وقف سيف امام غرفه وكيل النيابه و برفقته المحامي
سيف بتوتر : هما اتأخرو كده ليه
المحامي بهدوء : متقلقش يا فندم ده شئ طبيعي
رفع سيف عينيه فوجد ريهام قادمه بصحبه العسكري
ريهام بلهفه : سيف انا معلمتش حاجه انت مصدقني صح
اؤما لها سيف و قال بهدوء لطمانتها : متقلقيش يا ريهام ان شاء الله خير
قام العسكري بسحبها لداخل غرفه وكيل النيابه ودخل برفقتها المحامي و انتظرهم سيف بالخارج ف نتيجه الطبيب الشرعي هي ما سيترتب عليها ما هو قادم
★★★★★★★
في مطار القاهره
وصلت نجوي برفقه ابنتها ليلي
نجوي : وقفلنا تاكسي يا ليلي خلينا نروح نشوف الهانم اللي سيف اختار يجوزها و مرضتش يجوز بنتي
نظرت لها اياي و بعدها استقلت هي و نجوي احد.التكاسي
ليلي بتوعد و في سرها : جيالك يا اسيا مش هخليكي تتهني المره دي انا غلطت المره اللي فاتت لما سبتك تاخدي مني سمير بس المره دي لا مش هسيبك تأخدي سيف كمان و كل العز اللي انتي فيه هيبقا لينا احنا و بس و انتي هتخرجي من حياتنا و هنطردك طرده الكلاب و يا انا يا انتي يا اسيا اصل انا المره دي يا قاتل يا مقتول
اما نجوي فكانت تشعر بالغضب تجاه سيف فهي مازالت تتذكر حديثه عندما اخبرها انه لا يفكر بالزواج بالوقت الحالي و يريد ان يضع تفكيره في عمله و مهنته و انه اذا اراد الزواج لن يجد افضل من ابنتها فظلت تسب و تلعن اسيا
نجوي في سرها : تلاقيها فضلت وراه و فضلت تغريه فيه لحد ما وقعته فيها خطافه الرجاله بس انا مش هخليهم يتهنوا بجوازتهم و زي ما اتجوزها هخليه يطلقها مهو مش واحده زي دي اللي يفضلوها علي بناتي انا بناتي برقبت عشره زيها
★★★★★★
في غرفه حلا
كانت تقف امام المرآه تنظر لجسدها الممشوق في ذلك الفستان و ابتسامه علي وجهها فرفعت يديها تمسد.بها علي جسدها و تفكر ب سيف و تشرد به تتذكر كيف قبلته صباحا في وجنته تتمني لو انها تستطيع ان تنول منه المزيد و المزيد و اغمضت عينيها تتخيل نفسها معه
و لكن ما عكر تفكيرها هو صوره اسيا التي جائت بمخيلتها ف اسيا اصبحت العائق الوحيد لوصولها ل سيف فكم اصبحت ترغب فيه الان
فنظرت لنفسها في المرآه مره اخري تتأكد من منظرها حتي تنزل للاسفل و تنتظر قدوم سيف حتي تستقبله
خرجت من غرفتها و اغلقت الباب و كادت تسير فاعاق سيرها شئ ما فنظرت للاسفل لتجدها فريده
فريده بخوف منها : انا اسف يا طنط
نظرت لها حلا باشمئزاز و نزلت لمستواها و قالت بسخريه : انا مش طنط يا حبيبتي سامعه و اياكي اشوفك قدامي تاني انجري من قدامي يلا
خافت فريده من حلا و نظرت لها بخوف و فرت مسرعه من امامها
اما حلا فعدلت من ملابسها و شعرها مره اخري و نزلت للاسفل
فلم تجد احد فجلست امام التلفاز لتشاهده في نفس الوقت كانت اسيا بالمطبخ تعد الطعام فهي ارادت ان تعد الطعام بنفسها و بعد ان انتهت خرجت من المطبخ تبحث عن فريده و لكنها لم تجدها و انتبهت لتلك الجالسه تشاهد التلفاز لتتآفف و تذهب حتي تكمل البحث عن ابنتها
صعدت لغرفه فريده فوجدتها تنام علي الفراش و تبكي بشده
اقتربت اسيا بذعر : مالك يا ديدا
فريده و هي خائفه : ماما فريده بتخاف من طنط حلا هي زعقت فيا جامد و انا معملتلهاش حاجه انا غصب عني خبطت فيها
شعرت اسيا بالدماء تغلي بعروقها و ظلت تهدء ابنتها حتي غفت
فقامت بتغطيتها و نزلت للاسفل
نزلت اسيا لتجد حلا تشاهد التلفاز و هي تهز قدميها بدلال و فستانها يكشف الكثير من جسدها
اسيا بغضب : حلا انتي زودتيها اوي فريده خط احمر انتي فاهمه
حلا بهدوء مستفز : صوتك ميعلاش عاليا
اسيا بغضب و عيون تطلق شرار : لا يا بت نجوي صوتي مش هيوطي و اعليه براحتي
بدات حلا تشعر بالغضب و لكنها ارادت ان تهدء نفسها فابتسمت
اسيا باستغراب و هي تلاحظ تصرفاتها : لا انتي مش طبيعيه انتي اكيد مجنونه مهو مفيش حد عاقل بيعمل الحركات دي انا استحاله اسمحلك تقعدي معانا اكتر من كده انا هكلم سيف يمشيكي من هنا و احمدي ربنا انه مخلفتيش لانك استحاله هتعرفي تكوني ام انتي سامعه
جزت حلة علي اسنانها و نهضت من مكانها بغضب هي لاتستطيع السيطره علي نفسها و كادت تهجم علي اسيا تريد ان تقتلها و تتخلص منها لتمنعها ليلي و نجوي الذين جاءوا منذ قليل و فتحت لهم الخادمه و رآو الصراع بينهم
حلا بجنون و غضب : سبوني عليها سبوني عليها اطلع روحها في ايدي بنت الكلب دي اوعوا
ظلت ليلي تمسك بها و كذلك نجوي الذين شعروا بانهم لا يستطيعون امساكها و السيطره علي غضبها فظلت تدفعهم تريد الوصول ل اسيا
اما اسيا فكانت تنظر لها باندهاش شديد و تأكدت بانها ليست طبيعيه
حل الصمت و السكون المكان عندما جاء صوت سيف من خلفهم و بصحبته ريهام
التفتت له حلا و حالتها قد تغيرت ١٨٠ درجه و ظلت تعدل خصلات شعرها و ملابسها و رفعت راسها له لتجد ريهام بجواره
اسيا و هي تقترب من ريهام و سيف
اسيا بتسئاول : ايه اللي حصل و خرجت ازاي