رواية وليدة قلبي الفصل السابع عشر 17بقلم فاطمة الصوفي


 

رواية وليدة قلبي الفصل السابع عشر بقلم فاطمة الصوفي

ريم وهي تكاد تبكي :طب انا عملت ايه
حاول سليم ان يهداء عندما رأي خوفها منه :
تعرفي واحد اسمه فارس شكري ؟؟!!!
- مين ده
-دكتور عندك في الزززفت الجامعة
تزكرته علي الفور واجابت بصوت مهزوز وهي تنظر لعصبيته بخوف :
اه اه الدكتور الجديد ابو دم ملزق ده شوفته م مرتين بس مره في الكلية ومرة في الحفلة
سليم وهو يمرر يده علي وجهه وهو يحاول ان يهداء :
يعني ماتعملتيش معاه
- لا انا اصلا مش بروح الجامعة وماردتش عليه لما حاول يكلمني في الحفلة حتي اسأل ماما كوثر
هو متأكد من ان حبيبته لا تكذب ابدا وعلي ثقة تامة انها من المستحيل ان تخون ثقته لكنه ايضا يعلم انها عفوية واجتماعية بشكل يضايقه فظن ان ربما جمع بينها وبين ذاك السمج حديث بشكل او بأخر
فسألها فقط لكي يُريح رأسه من التفكير ، إِن قلبة يكاد يتوقف من فرط العصبيه مجرد الفكرة ان احد غيره فكر بها كزوجة تقتله ود لو ان يأتي بذاك الحقير ويمزق ارباً
قاطع استرسال افكاره صوتها الرقيق الذي يشوبة الخوف :
في ايه يا سليم انت كويس
نظر لها بتأمل كم هي جميلة بل جميلة جدا بشكل مستفز لقلبه ولمشاعره فبالطبع الجميع سينظر اليها وبالتأكيد لها معجبون كثر.. تشنجت عضلات وجهه عند هذة النقطة وازداد غيظه اضعاف وهو ينظر لها بملامح اجرامية وكأنه سيقتلها
ارتعبت اكثر وهي تتمسك بالغطاء بقوة وكأنه درع حامي لها
لاحظ رعبها ذاك فقال بصوت حاول قدر امستطاع ان يكون هادئ:
انا كنت مستني لما تخلصي التيرم ده عشان افاتحك في موضوع جوازنا بس غيرت رأيي انا هنزل اكلم ماما ونحدد معاد للفرح
ريم بدهشة :
نعم!!.. فرح انت قولت فرح ؟!
رد عليها بصوت هادر :
ايه مابتسمعيش
انكمشت ريم بخوف منه وردت بصوت خافت:
ااا ان .. انا مش عايزة اتجوز دلوقتي يا سليم
سليم وهو يعقد حاجبية بعصبية:
نعم ياروح امك مش عايزة ايه ، انا مش باخد رأيك اصلا انا بقولك من باب العلم بالشيء
تناست ريم غضبها بسبب كلماته تلك :
نعم هوحضرتك شايفني كنبة ولا رجل كرسي ومعنديش رأي بقي عشان تقرر بالنيابة عني قرار زي ده
نظر لها نظرة مشتعلة من نبرتها ورفضها :وهو حضرتك مش موافقة ليه يا هانم هنفضل طول عمرنا نحب في بعض من غير ماناخد خطوة رسمي ؟!

- انا ماقصدش كده بس انا عايزة ناخد فترة خطوبة الاول وبعدين فترة كتب كتاب وبعدين بقي بعد ماخلص دراستي نحدد معاد للفرح.
سليم بصوت حاد :
ناااعم فترة خطوبة ليه هتعرفيني فيها ولا هتستكشفي شخصيتي ،وجواز ايه اللي عيزاة بعد سنتين ياريم هانم انتي اتجننتي انا كويس اني ماتجوزتكيش لما تميتي ١٨ سنة اساسا وقولت سيبها لما تكبر شوية
توسعت عينيها رهبة وهي تحاول تهدأته : يا حبيبي اهدي انا مش قصدي انا قصدي يعني اني نفسي اجرب احساس اننا مخطوبين وعايزة ناخد الموضوع علي مراحل مش علي طول كده فرح
ظل يمرر يده علي وجهه ليهدأ : ماشي ياريم ماشي بس لعلمك مرواحك للجامعة هيبقي في الامتحانات بس المحاضرات هتجيلك هنا وهاجبلك دكاترة يدوكي في البيت
نظرت ريم له بفرحة لم تنجح في اخفائها :
بجااااد بتهااازر طب احلف كده... سرعان مانتبهت لنفسها عندما لاحظت نظراته ،فتصنع الحزن في ثوان وهي وتنظر له من بجانب عينيها :
ليه كده يا سليم زعلتني بجد يعني ايه مفيش جامعة طب ومستقبلي اخص عليك
نظر لها سليم بقلة حيلة ونفاذ صبر وهو يخرج نهائيا من الغرفة
***********
في المساء
كان سليم يجلس بتعب علي احدي المقاعد الموجودة في الحديقة وهو يمسك برأسة ويعقد حاجبية من الألم الذي يُداهم رأسة مُنذ الصباح.. كاد ان يهم بالوقوف عندما احس بيدين رقيقتين تمسد رأسة فعلم انها صغيرتة من رقة لمساتها
ريم بقلق شديد :مالك يا سليم فيك ايه انت كويس
نظر لها بهدؤ وصمت
ريم وهي تجلس بجانبة بخوف :
انت تعبان طيب اطلبلك الدكتور ؟!
حاول ان لا يقلقها وهو يُجيبها بنبرة طبيعية بعض الشيء
:ماتقلقيش انا كويس
ريم بدموع وهي تاخذ رأسه في حضنها وتمسد علي خصلاته الحريرية بحنان :
ارجوك يا سليم انت شكلك تعبان انا حاسة بيك
رفع سليم راسة في مواجهتها وهو ينظر لها بتعجب : هو انتي ازاي بتعرفي اني تعبان كده من غير ماقول حتي لما كنتي صغيرة كنتي بتيجي تسأليني لو كنت كويس او لا من غير ماتعرفي بتعبي
نظرت له بدموع :
صدقني مش عارفة دايما قلبي بيوجعني لو فيك حاجة بحس بشعور وحش وألم وببقي مخنوقة عشان بحس انك مش كويس
تشبث بأحضانها اكثر :
عارفة ليه عشان روحنا متعلقة ببعض كل يوم بتأكد ان حُبنا ده مش زي اي حد حُبنا مختلف مش عارف ازاي بحبك كده بكل كياني بقلبي وبروحي وبعقلي، عنيا بتحب تشوفك قدامها دايما وعمري مابزهق من تأملي ليكي او لصورك حتي صوتي مش بيطلع بالنبرة الهادية دي ولا بيطلع بكلام حلو الا ليكي انتي بس وكأنك ملكتيني .
نظرت له بعينين دامعتين وهي تقسم ان لو كان والدها علي قيد الحياة لم تكن لتحبه كما تحب سليم ،هو والدها وحبيبها هو من رباها لقد وعت علي وجودة اول اسم نطقته كان اسمة انها تُحبه حب غريب لا تتذكر الا ذكرياتهما معا وكأنها خُلقت تعشقة..
مررت كف يدها علي ملامح وجهه برقة :
ممكن يا حبيبي تقولي فيك ايه بقي

قبل سليم باطن يدها :
انا كويس يا روحي ماتقلقيش انا بس كان عندي صداع من ارهاق الشغل
قبلت جبينة بحنان وكأنه طفلها :
طب تعالي ندخل جوا تاكل اي حاجة واجبلك مُسكن
امسكت يده وجزبته فقام معها الي داخل القصر بدون جدال
*************
جلست ريم علي سريرة وهي تقوم بعمل مساج لرأسة بعدما اكل وجبة خفيفة واخذ المُسكن ،نظرت له بحنان وهو ينام بعمق، كم يُرهق نفسه في العمل وكم يؤلمها ذلك فهو لا يرتااح، تتذكر وهي طفلة بسن العاشرة كيف تبدل سليم مُنذ وفاة والده استلم اعماله وهو في العشرون ربيعاً وتحمل اعبائهم و مسؤليتهم جميعا بعدما كادت شركات والدة ان تنهار وكادوا ان يصابوا بالافلاس لولا حبيبها الذي لم يجلس مكتوف الأيدي بل كان يعمل ليل نهار ولم يشعرهم ولو لمرة بأن مستواهم قد تأزم وكل متطلباتهم كانت مجابة
ورغم صغر سنة حينها الا انه انقذ الموقف ببطولة وحمل علي عاتقه مسؤلية الشركات وقام يأيقافها مره اخري وجد واجتهد لتُصبح الان من اكبر الشركات في مصر والشرق الاوسط، لم تسمعه يوما يشكوا، كان ومازال رجلهم وحاميهم بعد الله ،لطالما كانت تنظر له وكأنه بطلها لم تتمني رجل غيره لقد احبته في طفولتها ومراهقتها وهي مستمرة في حبه الي ان يشيخوا معا .
اراحت رأسة علي الوسادة وهي تقبل جبينه بحب وذهبت لغرفتها لتنام بسلام بعدما اطمأنت عليه .
*********
وقف بحزن وهو يغلق حقيبة سفرة لقد اخبرة اليوم عميد الكلية بخبر نقله لجامعة الاسكندرية وبدون ان يفصح عن اسباب ، هو متأكد من ان سليم الحداد بنفوذة هو من قام بذلك ،ولو لم يفعل سليم هذا لكان هو من طلب النقل لجامعة اخري بعدما علم ان الفتاة الوحيدة التي جزبته وجعلته يُفكر بها ليل نهار مخطوبة لمن ظن انه اخاها، كيف احبها بتلك السرعة ليكون جرحة بهذه القوة، وكيف لها ان تخطفه بتلك السهولة وهو فارس الدنجوان الذي لم يري فتاة الا وتلاعب بمشاعرها لقد احس الان بخطأة الفادح فالمشاعر ليست لُعبه انه شعور مؤلم علي قلبة ولكنه يشعر ان هذا هو القصاص العادل، علم الان لما احبها بتلك السرعة ولما تعلق قلبه بها هكذا ..
دلفت والدته بوجه متجهم قاطعة حبل افكارة وهي تقول له بلوم :
يعني انت ماتعرفش تشتغل مع ابوك في الشركة عشان تفضل جمبنا ولا انت مصر تتعب قلبي معاك كده من يومين جايلنا متشلفط وانهاردة هتبعد عني وعن ابوك
-يماما يا حبيبتي انا مش بتاع شركات ولا ليا في الجو ده انا بحب شغلي ومتمسك بيه
تنهدت بحزن وهي تحتضنه وتتمني له التوفيق :
ربنا يوفقك يا حبيبي خلي بالك من نفسك يا فارس وابقي كل كويس يا حبيبي وماتهملش صحتك
اجابها وهو يقبل كلتا يديها :
حاضر يا حبيبتي ربنا يديمك ليا .
*********
في اليوم التالي جلست ريم في غرفتها بصحبة اميرة بعدما قصت عليها موضوع الجامعة
-اللهم واحد سليم يقولي وانتي تروحي الجامعة ليه لما ممكن اجبلك الدكاترة هنا يا روحي
ريم بضحك :
اعوذ بالله من قرك ده
-قري دلوقتي بقي قري يختي انتي نسيتي نفسك زمان ياست كنتي بتلفي حوالين نفسك عشان تعرفي ان كان بيحبك ولا لا ياه علي الانسان لما يوصل
ريم بحالمية :
انا لسه مش مصدقه ان سليم طلع بيحبني الحب ده مكنتش اتصور ان ممكن سليم يخدني في حضنه كحبيبة مش كأخت او كبنته اللي مربيها

اميرة بعينين متسعتين :
استني استني فرملي هنا ازاي سليم يحضنك انتي اتجننتي ياريم
ريم بتعجب :
في ايه يا اميرة ده سليم
-سليم ايه ياريم يا حبيبتي سليم ابن عمك مش جوزك كده حرام ماينفعش يقرب منك كده انا عارفة ان مجتمعكوا منفتح شويه بس ده مايمنعش انك كبرتي وتعرفي ان ده غلط
ريم بزهول :
انا مش بفكر كده خالص انا بحس سليم ده كل حاجة ليا ماحسبتهاش من المنظور ده
-لا ياريم يا حبيبتي كده غلط جدا وماينفعش مش كفاية انك كبيرة ومش محجبة صحيح اننا مش متدينين بس دي تعاليم دينا
ريم بخجل من نفسها :
سليم كلمني كتير في موضوع الحجاب ده وكذا مرة زعل مني بس انا خايفة حاسة انه هايخنقني
قاطعتها اميرة :
بالعكس تماما الحجاب مش خنقة الحجاب بيخفي جمالك عن العيون المتطفله عليكي بتحسي انك حاجة غالية عشان انتي لحد واحد بس وهو بس اللي يشوف جمالك اللي هو جوزك
-طب ما عمتوا نفسها مش محجبة ونورا اكبر مني بردوا ومش بتلبس حجاب ده حتي ماما كوثر اتحجبت لسه من قريب
اميرة بعقلانية:
انتي نفسك مش بتحبي تصرفات عمتك او بنتها وتحررهم الزايد يبقي ليه تقلديها وطنط كوثر جات متأخر ايوه بس اتحجبت انتوا مجتمعكوا مختلف عشان كده الخطوة دي بتبقي صعبه شوية علي الوسط بتاع المشاهير والاغنياء ده بس شرع ربنا مفهوش غني او فقير يا حبيبتي وبعدين انتي بتلبسي لبس محتشم دايما ومش ضيق او قصير جات علي الحجاب
ريم بتفكير :
صح يا اميرة انتي صح بجد انا لازما اخد الخطوة دي ان شاء الله ،ثم اكملت بحماس ده سليم هيفرح اوي لو عرف
اميرة بمزاح :
بس ياريت بلاش احضان من الفرحة
نظرت لها ريم بخجل ثم قالت :
هو سليم بصراحة عمال يزن علي موضوع كتب كتابنا ده رغم انه موافق اننا نعمل فرح بعد مخلص دراسة ،مكنتش فاهمه يقصد ايه وانا كده كده قدام عينه
-سليم بيحبك وخايف عليكي عايز يحافظ عليكي حتي من نفسة
ريم بحب :
انا اصلا فكرت في الموضوع وموافقة هو ده حلم حياتي اني افضل معاه دايما
اميرة بضحك وهي تدغدغها :
ايوه يا عم
**********
كان يتابع عمله في تركيز تام عندما طلبت نهي السكرتيرة اذن بالدخول
نهي :
سليم بية فيه واحد برا عايز حضرتك
سليم بانهماك وتركيزة منصب علي الاوراق التي بين يديه:
فيه معاد سابق
-لازما معاد سابج عشان اشوفك يا ولدي
وقف سليم باندهاش :
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1