![]() |
رواية وليدة قلبي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فاطمة الصوفي22 22 كان جالسا يُتابع اعماله بأنهماك عندما استمع لطرقات علي باب مكتبه فأذن للطارق بالدلوف دلفت مكتبه تنظر لهيئته العملية بأنبهار لقد تخطي كل احلامها ،يُشبه الفارس روماني بوسامته وعضلات جسدة استمرت بالنظر له بتيه عندما رفع هو رأسه عن اوراقه وهو يطالعها بحاجبين منعقدين : فيه حاجة يا نوارة ؟ خرجت من شرودها علي صوته الذي اخترق قلبها بقوة: ها عايزة ..جصدي يعني كن كنت عايزة احكي وياك في حاجة اكدة طالعها باستغراب : والحاجة دي ماكنش ينفع تتكلمي فيها في البيت ؟ شعرت ببعض الحرج من لهجته ولكنها اخفته سريعا : لاه كان ينفع بس انا ماحبيتش اعمل مشاكل وجولت احكيلك اهنه وانت تتصرف بهدؤ تحدث بنفاذ صبر: نوارة لو سمحتي انا عندي شغل اتكلمي بدون مقدمات للمرة الثانية علي التوالي يتحدث معها بفظاظة ويحرجها ،لما يحدثها هكذا بينما يتعامل بهذه الرقة مع ريم وكأنها قطعة زجاج يخاف ان تُخدش نظرت له بطيبة مصطنعة قائله : بص يا سليم اني ماكنتش هتدخل وربنا يعلم اني اتدخلت عشان حبيت ريم كيف خيتي تمام وواجب علي لما اشوف خيتي بتغلط اني اساعدها واني مابلومش عليها هي اصغيرة وطايشة وماعندهاش ام ولا اب يحكموا تصرفاتها عشان اجده اني عندي تعليج علي تصرفاتها و....قطع كلامها صوت سليم الحاد وقد استفزته بكلامها بشدة : انتي اتجننتي تعلقي علي تصرفات ريم بتاع ايه وازاي اصلا تدي لنفسك الحق انك تتكلمي عنها بالطريقة دي ريم دي تربيتي انا ابوها وامها مش مستني حد ييجي يقولي ان فيها غلطة لأني واثق انها متربية ومحترمة وبتراقب تصرفاها احسن من اي حد ومش مستنياكي تيجي تعلقي علي تربيتها نظرت له بخوف وزهول وقد اعتقدت انها من الممكن ان تؤثر به ولكنها لن تصمت وتتركها تفوز ،نظرت اليه بثبات وترقرقت في عينيها دموع زائفة : اني اسفة يا سليم بيه اني اتدخلت بس اني اعتبرت نفسي اختها الكبيرة لما سمعتها امبارح بالصدفة وهي بتحكي علي التلافون مع واحد اسمه معاذ وبيتفج معاها انه يجابلها برا وهي جالتله انها هاتيجي من وراك ،اني خوفت عليها للي اسمه معاذ ده يعمل فيها حاجة عفشة نظر لها سليم بملامح جليدية لا تعكس تلك النيران التي تتأججت في قلبه تتأكله بشراسة ،تكلم وقد جاهد ان تخرج نبرته بهذا الثبات : انا لولا عامل حساب لوالدك كنت هتصرف معاكي تصرف مش هاتحبيه ابدا وللعلم بالشيء بس معاذ ابن خالة ريم وريم قالتلي انها هتقابله النهاردة تقدري تتفضلي علي شغلك وياريت شغل التجسس ده مايتعملش تاني خرجت من مكتبه وهي في مُحرجة بشدة وقد زهلت من ثباته وهي التي ظنت انها ستحدث مشاكل بينهما او سيثور عليها ويتهور او علي اقل تقدير يُعاقبها اما في الداخل فقد فقد سليم كل ذرة ثبات تظاهر بها وهو يتنفس بعنف وقلبه يشتعل ،امسك هاتفه يحادث سائق ريم الخاص ليسأل عن مكان تواجدها *********** دلفت الكافيتريا التي اتفقت مع معاذ علي لقائه بها دارت بعينيها باحثة عنه فوجدته جالس علي احد الطاولات القريبة فتوجهت اليه -معاذ انتفض من مكانه ينظر اليها بفرح لقدومها رغم حُزنه : فرحتيني بجدانا قولت انك مش جاية ابتسمت له بحب اخوي : ماجليش قلب ماجيلكش نظر لها بحب وانبهار وهو يتأمل حجابها : اتحجبتي !! ابتسمت له بفرح : اه شوفت اختك بقي ،شكلي قمر في الحجاب صح تحولت ابتسامته لحزن عندما قالت تلك الكلمة "اختك" امسك كف يدها علي حين غرة وهو يقول بصوت مكسور يحرك رأسة بنفي ينفي تلك الكلمة : انا بحبك انا عمري ماعتبرتك غير حبيبة وعارف اني مش من حقي اقول كده دلوقتي بس مش قادر اكتم في قلبي اكتر من كده انا بموت انتي ليه مش حاسة بيا ليه مش بتحبيني سليم احسن مني في ايه عشان تختاريه وانا لا تجمدت من هول الصدمة وكل ماتشعر به هو الذهول التام لا تصدق ما ينطق به ابن خالتها ، رفعت عينيها في مواجهته بعصبية سرعان ما ارتعبت اوصالها و تحولت عصبيتها لزُعر وهي تنظر لذلك الشخص الواقف خلف معاذ : س سليم نظرلها سليم بجمود وعينيه تشتعل بغيرة حارقة وتحدث بهدؤ مُعاكس تماما للمظاهر الدموية التي يتخيلها في عقله : اطلعي برا استنيني في العربية كادت ان ترد عليه لتبرر موقفها ولكنه قاطعها بحسم قائلا بنبرة اظهرت كم يُحارب للتحكم في نفسة كي لا يقتلها : قولت اطلعي استنيني في العربية دلوقتي . خرجت بدون جدال وهي تجاهد للتحكم في قدميها كي لا تفقد توازنها من التوتر والرعب بينما نظر معاذ الي سليم وهو خائف عليها : ريم مالهاش زمب انا الاي اصريت عليها هي جا.. قاطعة سليم بفحيح مُرعب : مش واحد زيك اللي هيعلمني اثق في مراتي لأني متأكد ان مرات سليم الحداد ماتعملش حاجة غلط ،انت مين اصلا عشان تخاف علي واحدة من جوزها قال كلماته مؤكدا علي ملكيته لها ثم رمقه بشر وهو يقول بتحزير : خليك في اللي هيحصلك وخاف علي نفسك افضل قال ذلك بتهديد صريح قبل ان يخرج بجمود ويأمر السائق بأن يوصلها للقصر وقد تجاهلها تماما متوجها لسيارته يقودها بسرعة فائقة ويخرج هاتفة ليحادث احد رجاله *********** جلست ريم في حضن كوثر مُنهارة من البكاء والخوف كوثر وهي تُربت علي كتفيها وتقول بنواح وخوف عليها : ليه كده يا ريم ليه كده يا بنتي حرام عليكي ليه تقابليه سليم هيعمل فيكي حاجة مش هيسكت ربنا يستر بكت ريم بخوف اكبر بسبب كلمات كوثر : والله ماكنتش اعرف يا ماما انه هايقول كده انا كنت بعتبره اخويا الكبير وقولت هيسلم عليا بس ، انا خايفة يا ماما ماتسبنيش سليم هايقتلني احتضنتها اقوي وقلبها يتمزق علي ابنتها التي لم تُنجبها : اهدي ان شاء الله خير يا حبيبتي جلست نوارة تنظر لهم بسعادة وهي ترمقها بتشفي وتُثني علي زكاء سليم فقد اقنعها تماما ان الأمر ليس مُهما وانها لم تُخطيء ولكن ما يُشعرها بالغيظ هو دفاعه عنها بتلك القوة حتي وهو في اوج غضبه وغيرته، زفرت بحقد وقد اشعل ذلك الموقف الغيرة اكثر في قلبها وهي تتسأل اهي مُهمة بالنسبة له لهذة الدرجة ليظهر بذلك البرود امامها وكأن الأمر طبيعي من اجل ان لا يشوه صورة "السنيورة" امام احد.. *********** في مخزن شبه مهجور في احد المصانع البعيدة دخل سليم وهو يرمق معاذ بأبتسامة جمعت من الشر ما يدفع ذاك الأبله للموت رُعباً سحب سليم كرسيا وهو يجلس امامه ببرود : نفسي اعرف عملت ايه في حياتك عشان حد يدعي عليك لدرجة انك تقع تحت ايدي تحدث معاذ بعصبيه : انت واحد همجي والصورة اللي انت راسمها لنفسك في الصحافة والتليفزيون دي صورة وهمية بتداري بيها بلطجتك وعدم تحضرك ضحك سليم بدون مرح : تصدق لايق عليك تبقي مدرس لغة عربية عربية اكتر من ظابط ثم نظر له بتقييم من اعلاه الي اسفله : اصلي بصراحه مش مُقتنع ازاي يقبلوا واحد زيك في كلية الشرطة -وهو عشان ظابط لازم اكون همجي زيك رمقه بشراسة وهو يتحدث بصوت حاد: -لا لازم تكون مش راجل وتروح تقول لمراتي في الدري انك بتحبها وانا لازما اكون مُتحضر بقي واسيب واحد مايسواش تعريفة زيك وكأنه ماعملش حاجة ثم وقف فاجأة وسدد له لكمة قوية اوقعته ارضا هو والمقعد المُقيد عليه: معلش اني هخيب املك ومش هبقي متحضر يا روح امك حدق به معاذ بثبات وهو يقول بهجوم : طب ماتخليها تختار هي ولا خايف تسيبك ضحك سليم سخرية وهو ينظر له وقد جلس واضعا قدم علي الأخري متحدثا بثقة وهدؤ يُنافي ما يا ينويه لهذا المسكين : انت مصدق نفسك، بجد مصدق اللي انت بتقوله مصدق ان فيه وجه مقارنة بيني وبينك اساسا عشان اخليها تختار !!؟ نظر له معاذ نظرة شخص مكسور مُتألم ،هو مُحق تماما فلو خيروا ريم بين سليم والعالم لاختارت سليم، ما يؤلم قلبه المُتيم بها انها غارقة في عشق ذلك الهمجي وتحبه بجنون حدق سليم به بشراسة وهو يقول بفحيح وقد اقترب منه مُربتا علي وجنته بعنف : تؤ تؤ سكت ليه يكونش بلعت لسانك ثم وقف وهو يقول لأحدي رجاله بشراسة : فكه واطلعوا برا كلكوا قام الرجل بفك قيد معاذ وهو ينظر له بشفقة مع خروجه هو والبقيه تلبيتاً لأمر سليم وقف معاذ بعدما قام الرجل بحل قيدة ينظر لسليم بكره لم يُمهله الأخر فُرصة ليستوعب الأمر وهو ينقد عليه يُكيل له ضربات شرسة قاتله لم يستطع معاذ تفاديها من قوتها : مش سليم الحداد يروح امك اللي يتقارن بحد ظل يُسدد له الضريات في كل انحاء جسدة وهو يحرص علي عدم تعافية لمُدة زمنية طويلة وقع الأخر يسعُل الدماء بغزارة من انفة وفكة من هول اللكمات التي وجهها له سليم لقد جعل من وجهه خريطة يصعب التعرف علي معالمها رمقه سليم بسُخرية وقسوة : ايه يا وحش مش كنت بتقارن نفسك بيا من شوية ما تقف يا ننوس عين امك وريني نفسك وقف مُترنحا يحاول ان يُسدد له لكمة ولكن سليم تفاداها بسهول وهو يضحك بتهكم سُرعان ما تحول الي نظرة مُرعبة وهو يذئر بعنف ويكيل له لكمات دموية: انا هوريك يا كلب اللي يفكر يقرب من حاجة تخص سليم الحداد بيحصل فيه ايه يا ابن امك ان ماوديتك ليها جثة ركلة بعُنف في معدته جاعلا معاذ يُجاهد التقاط انفاسه وكأن روحه ستُظهق، ظل يضربه بدون شفقة لحالته وكأنه تحول الي وحش شرس من المستحيل ترويضه لم ينفك عنه سليم وقد توحشت ضرباته كُلما تذكر كلماته الذي قالها لريم وامساكه ليدها وعند هذة النقطة ازدادت وتيرة ضرباته اكثر .. دخل رجال سليم وهم يحاولون ابعاده عن هذا المسكين الفاقد للأهليه الذي سولت له نفسه ليقف في وجه هذا الوحش وأوصله لهذه الدرجة من العصبية حاول سليم الفكاك منهم بعُنف وكاد ان ينجح رغم القوى الجُسمانية المهوله لهؤلأ الرجال ولكن الشعور بالغيرة جعله يبدوا كثور شرس ،تدخل رجل اخر ليحاول ان يُكبل سليم ونجحوا اخيرا بأبعاده مع مقاومة سليم الذي يتفوه بكلمات بذيئة لذلك المنحوس الراقد ارضا .. ************* بعد وقت لا بأس به دخل سليم القصر بقميصة المليأ بدماء معاذ ومظهرة المشعث بقوة يوحي علي خروجة من معركة دموية للتو انتفضت كوثر وريم عند دخوله وقد انتبهت كوثر علي الدماء التي تُغطي ملابسة وهي تتفقدة بهلع : سليم حبيبي انت كويس ايه الدم ده لم يُجبها وهو ينظر بشراسة لتلك التي تقف خلفها مُنكمشه علي نفسها برُعب وتنظر له بهلع تُريد ان تحتضنه وتطمأن عليه وتعرف ماسبب تلك الدماء فمنظره قد ارعبها عليه وجه نظره لوالدته بجمود : ده مش دمي يا ماما انا كويس نظرت له ريم بقلق وهي تشهق بخوف علي ابن خالتها وشقيقها الكبير : يبقى دم معاذ عملت فيه ايه يا سليم حرام عليه لقد اخطأت اخطأت بشدة عندما سألته عنه وقد علمت بذلك عندما التفت اليها بشراسة وهو ينظر لها بعُنف جعلها تنكمش علي نفسها وهي تلعن لسانها الأبله علي ما تفوه به اقترب منها يُمسك يدها بعُنف وهو يهدر بها بشراسة وقد اعمته غيرته : خايفة عليه اوي تحبي تروحي تطمني عليه في العناية ولا اقولك قوليلي انك رايحة تزوري صاحبتك في المستشفي وروحيله ماخلاص حضرتك شيفاني راجل مُغفل وبيضحك عليه بسهولة انتفض قلبها بزُعر وقد حركت رأسها بعُنف نافيه لما يقولة : لا يا سليم ان انا معرفش ان هيقول كده وحياتك عندي معرف هو كان عايزني في ايه ، انا خوفت اقولك عشان انت بتكرهه وخوفت تزعل مني ماتقولش بغفلك انا ماقصدش كده خالص انا اول مرة اقابله برا صدقني رمقها بتهكم وهو يبتسم بشر : انا لو كنت شاكك واحد في المية انك كنتي عارفة هو هيقول ايه او انك كنتي بتقابليه من ورايا كنت دبحتك في ساعتها توسع بؤبؤ عينيها برُعب لم يُمهلها الفرصة لتخاف وهو يسحبها من معصمها بعُنف كالضحية ويصعد بها لغرفته نظرت ريم بهلع لكوثر وهي تستنجد بها : لا لا ...ماما كوثر بالله عليكي هيموتني يماما الحقيني ماتسبنيش معاه هزها سليم بعُنف وهو مازال يُمسك يدها التي تكاد ان تتهشم من ضغطه عليها : اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك صعدت كوثر ورائه وهي تصرخ به بقوة وخوف عليها منه : لا يا سليم يا ابني سيبها حرام عليك ماتعملش فيها حاجة سيبها لم يستمع سليم لها وهو يُلقي بها داخل الغرفة بعُنف ويصرخ بها بنبرة بثت الرعب في اطرافها : انا هعرفك ازاي تستغلي ثقتي فيكي وتكدبي عليا عشان تقابلي الزباله ده اقترب منها وهو يرفع يده عاليا ليصفعها فاقتربت هي منه بخوف وقامت بأحتضانه تحت زهوله تحدثه برُعب وهي تشدد علي احتضانه : لا يا سليم بالله عليك لا انت قولت انك اماني وحمايتي مش هتمد ايدك عليا انا متأكده نظر لها بخيبة امل وهو يُبعدها عنه قبل ان تُضعفه نبرتها : مامدتش ايدي عليكي قبل كده ولا عمري هعملها بس لسانك ده مايخطبش لساني ولا ليكي اي علاقة بيا من النهاردة كان صدي كلماته علي قلبها قاسيا بحق فهو يعلم يقينا ان هذا العقاب اكبر مئة مرة من ان يضربها هزت رأسها برفض وهي تقول بصوت مبحوح من اثر البكاء: لا لا بلاش كده ماتقولش الكلام ده انا اسفة ارجوك يا سليم الا كده انا مش هستحمل .. نظر لها بقلب مُحطم ولكنه تغلب علي عاطفته ورمقها بقسوة وجمود وهو يخرج من الغرفة مُندفعا دون ان يلتفت لوالدته التي رقضت تتفحص ريم بقلق احتضنتها ريم بأنهيار وهي تقول ببكاء: سليم هايسبني يا ماما قالي لسانك مايخطبش لساني تاني كلميه يا ماما ارجوكي ماتخليهوش يسيني انا ممكن اموت ربتت كوثر علي كتفيفها بشفقة وزهول معا فلقد ظنت مع مظهر ابنها ذاك انهُ سيقتلها لا محالة كل يوم يؤكد لها ابنها ان ريم لها تأثير قوي عليه نظرت لتلك المنهارة وهي تحاول طمئنتها : ايه العبط ده بس سليم مستحيل يسيبك ماتعيطيش يا حبيبتي ماتقلقيش انا هتكلم معاه اهدي الفصل الثالث والعشرون من هنا |
رواية وليدة قلبي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فاطمة الصوفي
تعليقات