روايه شهد وعبد الرحمن الفصل الثاني بقلم شهد السعداوي
(2)
قومت مخضوضه من النوم على رنة الموبايل، استغفرت ربنا على الكابوس البشع اللي شوفته، لقيت مرميم بتتصل ملامحي اتبدلت وبصيت على الموبايل بغضب فتحت لقيتها بتتكلم بلهفه:
-ها يبنتي عملتي إيه وافق على الطلاق.
افتكرت الحلم لما كانت بتزن فوداني والآخر خربت عليا واتجوزته، اتكلمت ببردو وأنا بقوم من على السرير:
-ولا حاجه يا مريم الحمد لله الأمور ماشيه تمام.
-ماشيه تمام إزاي، يعني خلاص هتطلقو.
قالتها بنبرة طغى عليها السعاده اتكلمت وأنا مستغربه إزاي هي كده:
-وأنتِ فرحانه إننا هنتطلق!
اتكلمت بتبرير وهي بتحاول تجمع الكلام:
-لا مش قصدي يعني علشان متبقيش شايله ذنبه.
-أنا راضيه إني أشيل ذنبه شكرا على نصحيتك بس أنا مش هتطلق من زوجي وياريت بعد كده متدخليش فحاجه متخصكيش ودي من الأساس كانت غلطتي لما فكرت أفضفض ليكِ، سلام.
قفلت معاها وأنا حاسه براحه إن كل ده كان حلم يعني عبد الرحمن مطلقنيش ولا اتجوزها، عيوني دمعت لما افتكرت كل اللي كنت بعمله فيه وهو ساكت ومستحمل وإني كنت بطلع أسرار بيتي ومشاكلي لواحده كنت مفكراها هتديني الحل ولكن كانت بتحاول تخرب عليا، أسرار بيتي اللي المفروض متطلعش لأي حد حتى لو مامتي، اتنهدت ومسكت الموبايل وحاولت أرن عليه مردش عليا، قومت غسلت وشي وبدأت أعمله الكيكة اللي بيحبها كنوع من أنواع المصالحه، قفلت الفرن على الكيكه وقعدت على الكرسي وأنا بفتكر بعد فترة جوازنا بمدة.
-بتعملي إيه يا مجنونه.
ضحكت وأنا بقرب منه اتكلمت وأنا بحط إيدي على بطني اللي اتنفخت من المخده اللي حطاها:
-بتخيل شكلي وأنا حامل هيبقى إزاي شكلي عسول مش كده؟.
-كرنبه شكلك هيبقى شبه الكرنبه.
-والله دلوقتي كرنبه، وبعدين لاحظ ان اللي هيبقى فبطني ده ابنك أو بنتك مش كده، يبقى لازم تتحمل شكلي يا أستاذ.
-عيون الأستاذ حاضر ممكن تجيبي المخده علشان أنام بقا.
-إنتَ مستفز يا عبد الرحمن بجد مستفز.
-وأنا عملت إيه دلوقتِ.
-معملتش خد المخده اهي ونام.
-زعلتي، شكلك كده زعلتي.
-.........
-وأنا اللي كنت بقول هننزل بالليل وأشربك عصير قصب، بس خلاص طالما إنت زعلانه مش مهم بقا.
اتكلمت بلهفه وهي بتقرب مني:
-مش مهم إيه ده عصير القصب ده حبيبي.
-لما عصير القصب حبيبك أنا أبقى إيه.
-إنتَ عيوني إنتَ.
-دلوقتي عيونك ومش شويه كنتِ مخصماني.
-أبدًا هو أنا أقدر، إنتَ حبيبي وعارف كده كويس.
-وإنتِ سُكر أيامي يا سكر.
فوقت على صوت المفتاح فالباب، طلعت من المطبخ وأنا مش عارفه هقول إيه ولا هتكلم إزاي قربت منه وأنا بتكلم بصوت واطي:
-عبد الرحمن أنا..
قاطعني وهو بيتحرك من قدامي:
-أنا مش شايف قدامي بجد محتاج أرتاح وكل اللي أنتِ عايزاه هنفذه ليكِ لما أصحى وطالما أنتِ مصره على الطلاق هطلقك يا شهد.
هزيت راسي بلا والدموع اتكونت فعيوني اتكلمت وأنا بمشي وراه وبمسكه من دراعه:
-لا والله مش عايزه أطلق أنا اسفه.
حضنته ومقدرتش معيطش لف إيده حوليا وضمني جامد وقعت على الأرض وأنا سانده على صدره ومش بعمل حاجه غير إني بعيط اتكلم وهو بيمسح على راسي:
-شش اهدي يا حبيبتي مش هعمل حاجه بس اهدي.
-أنا مش قادره اصدق إني طلبت منك تطلقني رغم إن العيب فيا أنا وانتَ مستحمل ومتكلمتش، قد إيه أنا انانيه بجد أنا وحشه أوي يا عبد الرحمن.
-اهدي وانسي اي حاجه إنتِ مش وحشه، وبعدين مش ممكن يكون اختبار من ربنا بس صعب شويه، اهدي علشان خاطري يا حبيبتي.
-أنا والله بحبك بس فنفس الوقت مكنتش عايزه أظلمك معايا أنا اسفه بجد أنا واحده غبيه.
-اهدي ومتفكريش فأي حاجه خالص أنا هنا جمبك ومش هسيبك أبدًا اهدي يا نور عيني.
شويه وهديت اتكلمت وهي بتمسح دموعها فالتيشرت بتاعي:
-الكيكه فالفرن استنى هخرجها واجي.
اتكلمت بغيظ وأنا بمسكها من قفاها:
-وبالنسبه للتيشرت اللي بوظتيه بدموعك ده أعمل فيه إيه.
-فدايا يا حبيبي فدايا.
-فداكِ اه، طيب اخفي من قدامي دلوقتِ.
جريت على المطبخ خرجت الكيكه وقطعتها وجبت عصير ولب وحطيت كله على صينيه وخرجت لقيته غير هدومه وقاعد قدام الشاشه قعدت جمبه وأنا ببص ليه قد إيه أنا غبيه وكنت هضيع شخص غالي مني، اتكلم وهو بيغمزلي بعيونه:
-إيه قمر مش كده.
-لا مش قمر وبعدين أنا مكنتش ببص عليك إنتَ مفكر نفسك اينشتاين يعني.
-أي إيه!
-أينشتاين.
قولتها بتأكيد وهو بقا يضحك بعلو صوته الاه وأنا ذنبي إيه، اتكلم وهو بيتعدل:
-أنا من رأيي متتكلميش تاني خالص أحسن.
-واللهِ! طيب ماشي.
-تعالي بس كده واحكيلي إيه اللي كان طلع فدماغك مره واحده فكره الطلاق.
اتنهدت بحزن وأنا بسند دماغي على كتفه اتكلمت وأنا بحاول معيطش:
-كنت غبيه أوي يا عبد الرحمن غبيه أوي لما فكرت أطلب منك الطلاق، بس فوقت قبل ما اخسرك، واتعلمت إن أي مشكله بينا مينفعش تطلع لأي حد نهائي.
-الحمد لله محصلش حاجه، وكلنا بنغلط بس ياريت نتعلم من الغلط ده.
-اتعملت والله اتعلمت.
-مش عايز الموضوع ده يتفتح تاني، ربنا لو رايد إن يكون لينا أطفال هيكون، وبعدين هو إنت تطولي إنك تبقي بنتي أصلا.
-يسلام وأنا عندي بابا عسل كده.
قولتها وأنا ببوس خده وبضمه، حمدت ربنا إني فوقت بدري قبل ما كنت هخسره، واتعلمت من الدرس كويس أوي محدش بيحب لحد الخير إلا قليل جدًا أسرار بيتي المفروض متطلعش لأي شخص مهما كان وأي مشكله نحلها سوا مع بعض مش أرزح أفضفض لدي ولدي ويخربو عليا.
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم