رواية لأجلك سأزهو الفصل الثاني 2 والاخير بقلم الشيماء محمد



رواية لأجلك سأزهو الفصل الثاني 2 بقلم الشيماء محمد






 (٢)
 وقعدت على أقرب كرسي وغمضت عيني، فضلت مغمضة لحد ما سمعت صوته بينادي بنبرة متوترة: نرجس!
 فتحت عيني وكانت مليانة دموع وبصتله بسكوت،
 قالي بقلق باين على وشه وصوته وهو بيقف قدامي: أنتِ بتعيطي بسببه!! ده حيوان ملوش لازمة، أنا كنت هموته ضرب أنتِ إلي مسكتيني كنتِ سبيني أولع فيه ومتدخليش يا نرجس بس أنت أنت...
رديت عليه قبل ما يكمل كلامه وأنا بتنهد وبمسك دماغي من الصداع والتعب وقولتله بنبرة مفيهاش حياة بس في نفس الوقت مليانة وجع: هو سبب واحد يا دكتور في إلي أنا فيه وهو أخد جزاءه، بصيت ليه برجاء ودموع بتهدد بالنزول وقولت: ينفع نروح أنا فعلاً مرهقة.
وافق بهدوء بعد ما قعد يبصلي شوية
 وركبنا أنا وهو ود منال ود جمال ركب جمبه..بعدها د جمال شغل الراديو واشتغلت أغنية الكل استنى أعترض لأنهم عارفين إني مبحبش الأغاني ومبحبش أسمعها، بس معترضتش وده خلاهم مستغربين وقلقانين في نفس الوقت، قعدت أسمع بهدوء لحد ما جات حته أنا حفظاها وتلقائي لقتني مغمضة عيني وبقول:
الحقيقة إن الحياة ضحكت علينا 
لا الفراق ولا اللقا كانوا بإيدينا 
لما يومها حضنتني وبعدين مشينا
ليه مقولتش إنه ده الحضن الأخير!
كنت سبني لحد آخر لحظة جمبك 
خدت نفس وأنا بفتكر كل إلب فات في حياتي وكملت بدموع:
سبني أقولك أد إيه وإزاي بحبك 
مهما طال بينا البعاد مش هنسى حبك 
وهشوفك يوم على خير..
 محستش بنفسي وأنا بغني مع الأغنية بكل حواسي ولا حسيت إنهم قفلوا أصلاً الأغنية وإنه أنا بس إلي بغني!
 فتحت عيني وأنا شايفة الصدمة في عيون الكل وكلهم باين إنهم عاوزين يسألوا نفس السؤال: هو ده صوتك؟!!!
وبالفعل د منال بادرت وقالت وهي لسه مصدومة: يعني الصوت الملائكي إلي كان بيجي من قسم الأطفال صوتك وتقوليلي ده صحبتي مسجلالي بصوتها عشان الأطفال؟!
سكت معرفتش أرد أقول إيه واتحرجت بس كنت منتظرة أشوف نظرة زاهي إلي كان مصدوم زيهم 
 فوقت على صوت د جمال وهو بيقول : مش هنتنازل عن الصوت الحلو ده في الحفلة بتاعة الأطفال خدي بالك..
صدمة وخوف اتملكوا مني لما قالي كده قولتله بصوت متوتر وعيون مدمعة: لا يا دكتور بالله عليك بلاش أنا مش هقدر، اعتبروا إنكوا مسمعتوش صوتي، أنا حقيقي مقدرش مقدرش
طبعاً الكل مستغرب حالة التوتر إلي أنا فيها، وإيه السبب 
ردت د منال وهي بتمسك إيدي إلي بترتعش: خلاص يا نرجس اهدي يا حبيبتي محدش بيجبرك على حاجة هو د جمال بس بيقترح مش أكتر براحة خدي نفس.
قعدت أنظم في أنفاسي ود جمال قالي بصوت هادي وحنين كأنه بيكلم طفلة: اهدي يا بنتي وريحي شوية عشان أنتِ اتوترتي كتير.
شوفت الإستغراب في عيون زاهي من نبرة د جمال لأنه عمره ما عامل حد كده ومش بيميز أي حد حتى لو تلميذ مفضل عنده كله عنده واحد، لكن معايا أسلوبه ونبرته بتتغير..
سكتنا بعدها وأنا نمت محستش بحاجة غير بإيد د منال وهي بتقولي: فوقي يا نينو وصلنا.
نزلنا وطلع كل واحد أوضته في الفندق عشان نرتاح لأن عندنا جولة بكرة في مستشفى الزاهي ويوم الحد هنرجع.
صحيت الصبح فطرت مع د/ منال ولفينا شوية واشترينا حاجات وبعدها رجعنا روحنا المستشفى حاولت بقدر الإمكان محتكش بِ د زاهي لكن نظراته وتعابير وشه كان فيها ألف سؤال وسؤال..
بعد ما خلصنا الجولة استأذنت منهم ألف شوية في اسكندرية لأني مجتش من زمان وفعلاً روحت قعدت في كافيه هادي قصاد البحر وقعدت أقرأ كتاب " أحببتُ وغداً" لقيت صوت فجأة بيقولي: أتمنى بس ميبقاش الوغد ده أنا!
اتنهدت وغمضت عيوني لأني عارفة إنه ده صوته..فتحت عيني ولقيته قعد قدامي لا وأخد قهوتي وشرب منها رفعت حاجبي، فقالي بنبرة مرح: معلش أنا طلبتلك واحدة تانية أنا ضيفك المفروض تكرميني قال آخر كلمة وهو بيغمز.
سكت وكملت قراءة، لقيته شد الكتاب قالي: ردي عليا وكلميني زي ما بكلمك يا نرجس.
قولتله بعصبية شوية: أنت عاوز إيه؟! أنا بحاول محتكش بيك من الصبح وأنت حواليا في كل مكان موترني ومخلي أعصابي مشدودة مش عارفة أتنفس ولا عارفة أكون هادية!!
رد عليا وهو بيبتسم: امممؤ يعني فعلاً إلي أنا فهمته صح إنك بتتجاهليني! 
وبعدين إيه إلي مخليكي متوترة من وجودي معاكِ يا دكتورة؟! قال الجملة ديه بضحكة خُبث وربع ايده ورجع لورا 
سكت بصدمة عشان مش عارفة إيه إلي خلاني أقول كده وقعدت أأنب نفسي على اندفاعي 
بصتله لقيته على نفس الوضع وهو بيضحك بتسلية وبيبصلي
قطع التواصل ما بينا العامل وهو بيضحك اتنين لمون، لقيت زاهي بيشكره وبيقولي: الليمون حلو عشان أعصابك يا دوك وبدأ يشرب وشاورلي بدماغي إني أشرب.
وفعلاً كنت محتاجه فشربته وسرحت شوية نسيت ما حاجة بسبب نسمة الهوا إلي جات فجأة ديه.
لقيته فجأني بسؤال: من امتى وأنتِ عارفة يا نرجس؟!
بصتله بإستغراب وعدم فهم، فرد قالي: من امتى وأنتِ عارفة إن عندك cancer
بصتله بصدمة وبعد ما كنت بشرب الليمون وقف في زوري وحطيت الكوباية وقعدت أكح كتير خالص، لما هديت الكحة بصتله فكمل كلام كأنه عارف إني هسأله عرفت منين؟!
ابتسم وقالي: ايدك يا دكتورة مليانة كدمات مش كدمات شخص طبيعي وحالات الإغماء المتكررة، ومفيش دكتور عاقل هيصدق النتيجة العبيطة إلي خططتي أنتِ ودكتور جمال إنكوا تقولهالنا، إلي شككني استسلامك وإصرار د جمال إنه يبلغك النتيجة بنفسه وكما وهو بيتنهد وبيقولي: ليه؟ ليه مصرة تبقي لوحدك ليه مصرة تبعدي؟ حتى في ده هتهربي يا نرجس؟ 
بصتله بدموع وقولتله: مكنش ينفع أقول لحد يا دكتور، مينفعش والدتي تعرف إني بنتها مريضة ولا أخويا ولا المرضى إلي بعالجهم مينفعش ولا حتى أنت كان ينفع تعرف!
من امتى؟ هقولك: من ٦ شهور، ٦ شهور كانوا كفيلين يغيروني يخلوني أجتهد وأعمل كل حاجة أنا عوزاها ٦ شهور يا دكتور، كنت بسأل نفسي سؤال واحد يا ترى هعيش لبكرة؟ مينفعش حد يعرف يا نرجس مينفعش تقفي وتكوني ضعيفة واجهي يا نرجس أنتِ قوية واجهي..كملت ودموعي نزلت من عيني: أه يا دكتور هربت من الكل وروحت لدكتور جمال قولتله وخليته يوعدني إنه ده يبقا سر، خليته يوديني المستشفى أخد جلسات الكيماوي وهو بيكون معايا لأني بعتبره والدي، اه نظرته كلامه طريقته بتتغير معايا عشان أنا حالة عنده ومش أي حالة كمان ده أنا تلميذته النجيبة، مكنش ينفع أكون موجودة كان لازم أهرب وأواجه لوحدي..
رد بكلمة واحدة: أنتِ جبانة، بصتله بإستغراب ودموعي على خدي وهو كمل بإنفعال: لما تبقي دكتورة بتحاربي كل الحاجات الغلط وبتخلي الأطفال تحارب المرض، وأنتِ واقفة عاجزة وخايفة تواجهي نفسك ومش قابلة حد يمدلك إيده تبقي جبانة يا نرجس، جبانة ومتستحقيش إنك تشجعي الأطفال لأنك ضعيفة..
رديت عليه بعصبية وانفعال وعياط: وأنت بتتدخل ليه؟ جبانة جبانة أنت مشوفتش ومعشتش معايا، أنت جيت فجأة قلبت كياني وشقلبت الدنيا، أنت مش فاهم حاجة مش فاهم حاجة..
أخدت شنطتي ولفيت عشان أمشي سمعته بيقولي: أنتِ خايفة تواجهي حبك ليا يا نرجس عشان أنتِ مريضة!! بس لو فاكرة إني هسيبك وأزهق منك تبقي غلطانة، ولو متعرفيش يا نرجس أنا متابع حالتك من ٣ شهور ومع كل جلسة وكل شكة كنت معاكِ مع كل وجع منك وكل تنهيدة مع كل مرة كنت بتيجي فيها مع د جمال كان نفسي أكون جمبك كان نفسي أدخل أقولك أنا آسف على الكل الوجع إلي أنتِ فيه ده، كان نفسي أكون مشجع ليكِ بس مكنتش عارف..
لفيت بصتله بصدمة وهو بيقف قدامي وبيقول: د جمال جبلي حالة وفعلاً مكنتش أعرف هي مين لحد ما قرأت الإسم وعرفت إنه أنتِ، من يومها وأنا معاكِ، نقلت حياتي كلها هنا عشان أكون جمبك وأسندك في كل خطوة أه مكدبتيش أنا حواليكِ خايف خايف عليكِ خايف تقعي وأنا مش موجود أول ما شوفت الورق حسيت إنه ربنا بيبحني عشان وقعتي أنتِ بالذات في طريقي وكأنها إشارة إني أبقا جمبك، محدش خلاني أتحرك من مكاني غيرك يا نرجس! فمتحاوليش تهربي مني لأني هلاقيكِ..
قال آخر جملة وهو بيبصلي في عيني، وكأنه عارف إني ههرب.
سكت معرفتش أقول إيه أو المفروض أعمل إيه أنا عاوزة أهرب فعلاً !
كنت لسه هتكلم لقيته بيقولي: خلينا نبدأ سوا الرحلة، أكون أنا المسؤول عنك وأنتِ تكملي حياتك زي ما هي وصدقيني محدش هيعرف بالسر ده.
رديت عليه وأنا بقعد على أقرب كرسي: نفترض مخفتش يا دكتور هتفضل معلق نفسك بأمل كذاب!
قعد قدامي على الأرض وهو بيقولي: مفيش دكتور يا دكتورة بيقول إنه مفيش أمل ومفيش دكتور بيبقا متشائم كده.
رديت وأنا مدمعة: حبك هيخليني دايماً خايفة يا زاهي! 
رد وهو بيقولي بحنية: نجرب نبدأ مش هنخسر يا نرجس، مش هنخسر حاجة، وبعدين هيبقا دافع عشان تخفي، أنا ما صدقت لقيتك والله، حاولي عشاني هو أنا مستحقش المحاولة ديه؟! بصلي وهو بيقول آخر جملة برجاء طفل متشعلق بأمه، مقدرتش مهزش راسي وأقوله: تستحق يا زاهي.
رجعت الحياة زي ما هي ما عدا الجلسات إلي كان بيكون موجود معايا فيها بس المرادي مش مستخبي لا بيكون قاعد جنبي، عدا ٨ شهور بقينا فيهم ناقر ونقير أكتر من الأول وطبعاً هو وزين كانوا بيتخانقوا مين يجبلي ورد ومين ياخد اهتمامي أكتر من التاني بس عملنا معاهدة سلام إنه لما أخلف بنت أسميها: ياسمين، بناءً على طلب الأستاذ زين عشان لما يكبر يبقا مهندس كبير ويتجوزها، وأنا طبعاً مقدرش أقوله لا.
 بس كل مرة كنا بنقف قصاد بعض ونعاند في بعض كان بيخليني أغلبه ويصالحني هو، لحد ما لقيته في يوم جه البيت وطلب إيدي وماما قالته: القرار في إيدها.
لما حس إني هرفض قالي: الأعمار بيد الله يا نرجس، وأنا حبيت محاربة معتقدش إنها في يوم يأست ولا مرت بحاجة إلا وخلتها موردة زي إسمها، كنتِ دايماً بتقولي كلمة أيام الجامعة: المُغامر عمره ما بيخسر، وإن موصلش يبقا استفاد خبرة أو حاجة جديد.
رديت عليه بفرح لأنه فاكر ذكريات أيام الجامعة وأنا بقوله: بس أتمنى منغرقش أنا وأنت بالسفينة يا سيادة القبطان.
رد عليا وقالي: أنا متعشم في ربنا يا نرجس، وواثق إنك هتبقي كويسة.
عرفني على عيلته كلها بس حبه لجدو زاهي كان جميل جدًا ومن حبه فيا وكلامه عني جدو زاهي حبني جدًا وقالي: من النهاردة أنا جاني حفيدة جميلة هتبقا أحلى وأرق مكسب في عيلتنا.
وبالفعل بعد سنة من المحاربة مع المرض أنا إلي كسبت يا زاهي أنا إلي كسبت قولتلهالوا وأنا بحضنو بعد ما كتبنا الكتاب ووراني نتيجة الفحص التالت أو الرابع بعد ما خلصت كل الجرعات إلي ليا.
قالي وهو بيحضني جامد: أنا عمري ما حبيت مغامرة قد السنة إلي غامرت فيها بحياتي إلي هي أنتِ، كانت أجمل وأرق وأخطر وأعند حاجة واجهتها، قالها وهو بيبوسني من راسي.
 كمل بمرح وقالي: طاب إيه مش ناوية تقوليلي حاجة تبلي ريقي بيها.
قولتله بكسوف: حاسة إني عاوزة أشكرك لأنك عطتني أمل كبير ومسكت سلسلة في رقبتي على شكل وردة محفور فيها أول حروف من أسمائنا بالعربي وقولتله: وادتني الوردة الجميلة ديه إلي تصميمها معمول ليا مخصوص أنت خلتني أرجع أفتح تاني يا زاهي، وبعدها مسكت إيده وبصتله وهو بيبصلي بفرحة كبيرة ولقيتني بقوله مع الموسيقى إلي اشتغلت:
حين التفيتك عاد قلبي نابضاً 
وجرى هواك بداخلي مجرى دمي 
وشعرت حُضنك دافئاً ورأيني  
رغم الحياء أذوب فيه وأرتمي
قول لي أيا رجلاً لأي قبيلةً  
 ولأي عصرٍ أو لجنسٍ تنتمي
ولمن تعود أصول عينيك
التي أضحت قناديل الضياء بعالمي
 و بعدها قولتله بإبتسامة وأنا بميل راسي على كتفه: 
"بكَ ومن أجلكَ سأزهو "

#لأجلكَ_سأزهو
#الشيماء_محمد_


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا 


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1