رواية اولاد الجبالي الجزء الثالث 3 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شيماء سعيدأولاد الجبالى3 الحلقة الرابعة والثلاثون ............ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺 ليس هناك حب خالص دائم ليس به مصلحة ولا يعوض مثل حب الأخوة لبعضهم البعض ،فصدق الله حين قال ( ينشد عضدك بأخيك ) ...... جاد : ياريت جاسر أخوى يسيب البت حسنية دى ، عشان هى السبب فى اللى حوصله ده. زفر جابر بغضب : ايوه ياريت يبعد عن البت دى ، بس خايف يكون عليه ذنب لو قولتله طلق مرتك . فعقد جاد حاجبيه مردفا: ذنب كيف ده ؟. ده انت عتاخد ثواب فيه والله يا اخوى. دى ولية شرانية وجليلة الحيا وعتعمل** قطع جابر حديثه بقوله : استغفر الله العظيم ، بيكفى كلام عينيها والله الهادى ، إحنا منجصنيش ذنوب . جاد : ماشى يا اخوى بس ياريت بس يطلجها ونخلص منيها ومتجولش حرام ده انت حكتلى بنفسك حكاية سيدنا ابراهيم لما راح زار ابنه سيدنا اسماعيل ومكنش موجود ساعتها ، وسئلها عن حالها ؟ راحت اشتكت وقالت الحالة صعبة وعايشين فى فقر . فسيدنا ابراهيم قالها : لما يرجع إسماعيل قوليله غير العتبة . وبعدين مشى وسابها ولما رجع زوجها قالتله أن سيدنا ابراهيم جه وسئل عليه وقالت له أنه بيقولك غير العتبة . ففهم أن أبوه عايزه يطلقها لأنها زوجة مش كويسة . ولما رجع بعد سنة سيدنا ابراهيم يسئل عليه لقى زوجة تانية غيرها ، فسئلها عن الحال ، قالت : فى خير ونعمة . فقال لما يرجع أسماعيل قوليله يثبت العتبة . فابتسم جابر وقال : ايوه عنديك حق يا جاد ، هقوله وربنا يهديه ويطلجها ويبعد عنه شرها . جاد : يارب . جابر : طيب يلا جوم بينا عشان عنفوت على المحامى الأول نتفاهم معاه على موضوع الكفالة ده ، ويخلينا ندخل نشوفهم ونطمن عليهم . فأومأ له جاد وسارع معه إلى المحامى ومن ثم إلى مديرية الأمن ليطلب المحامى الإفراج عن المتهم جاسر حمدان الجبالى مقابلة كفالة خمس الاف جنيه . ثم أخذ تصريح بالزيارة ، وتم بالفعل الموافقة . ففرح جابر وذهب مسرعا إلى السجن ليبشر جاسر بالإفراج عنه مؤقتا لحين الإنتهاء من سير القضية . وعندما إستدعى وكيل النيابة جاسر وحمدان من أجل الزيارة حدثوا بعضهم البعض . جاسر : يا ترى مين اللى عبرنا وچه يزورنا . حمدان : هنشوف دلوك يا ولدى . وبالفعل وصلوا بالفعل إلى غرفة وكيل النيابة ليتفاجئوا بوجود جابر وجاد . فاتسعت عين حمدان ثم ذرف الدموع سريعا ومد ذراعيه إليهم قائلا : ولادى حبايبى ، وحشتونى جوى جوى . فأسرع إليه جابر وجاد يبكون فى أحضانه ويبكى معهم. أما جاسر فوقف مطأطأ الرأس حرجا مما فعله معهم ، لا يدرى ما يقول . أجاب جابر والده بقوله : وأنت وحشتنى جوى يا بوى ، طمنى عامل إيه وصحتك بخير ؟ حمدان : الحمد لله يا ولدى ، إدعيلى بس أنت بحسن الختام وان ربنا يسامحنى ويتوب عليه . فابتسم جابر وأجابه : أبشر يا بوى ، ده ربنا عيحبك . إتسعت عين حمدان غير مصدق قائلا : عيحبنى أنى بردك يا جابر ، ده أنا ياما عملت وسويت . جابر مؤكدا : خابر يا ابوى بس بجولك عيحبك ، عشان سبحانه وتعالى بيقول فى كتابه العزيز ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) . فبكى حمدان حتى ابتلت لحيته وبكى جاسر الذى قال بخفوت : تفتكر كمان أنا يا اخوى ربنا عيحبنى لو توبت. فأقترب جابر منه وربت على كتفه بحنو قائلا : ربنا بيحب كل اللى بيرجع إليه بس المهم تكون صادق بينك وبين نفسك يا اخوى . رفع جاسر عينيه بحرج : طيب وأنت مسامحنى ثم أشار إلى جاد بخجل : وانت كمان يا جاد مسامحنى . فتعلق الاثنان به واحتضنوه قائلين : ايوه ، أنت أخونا والدم عمره ما كان مية . ثم أبتعد جابر قائلا : وعندى ليك خبر حلو جوى ، عترچع معانا دلوك . تجمد جاسر مكانه وقال بتلعثم : عتجول ايه ؟ كيف أعاود معاكم وأنا على ذمة القضية لسه ؟ جابر : عتخرج بكفالة مؤقتا لغاية ما تتحكم فى القضية بس ان شاءالله يكون حكم مخفف بإذن الله . تنهد جاسر بحرارة قائلا : ياااه قد أكده انا كنت وحش جوى ، وانت كويس جوى يا جابر عشان بتعمل كل ده عشانى وأنا مستهلش ده . ليبكى مجددا قائلا بنحيب : سامحنى يا اخوى جابر : يلا عاد بيكفى بكى وحضر نفسك عشان تخرج معانا ، بعد ما تعمل شوية إجراءات أكده . بس فيه حاچة أكده عايز أجولك عليها الأول . جاسر : حاچة ايه ؟ جابر بحرج : انت خابر ان اللى حوصل ده كان بسبب مرتك اللى أنا حذرتك منيها قبل ما اتچوزها . فطأطأ جاسر برأسه واومأ بها . جابر : يبجا كل واحد يروح لحاله أحسن يا اخوى وربنا يعوضك ببنت حلال تعينك على الحلال أحسن ولا أنت كيفك منها برده ؟ فقبض جاسر على يديه بغضب قائلا : كيفى منها !! _ لا يا اخوى هى انتهت باللنسبالى خلاص وعطلجها بس أخد الأول بتارى منيها . جابر بصدمة : كيف ده ؟ _عايز ترچع السجن تانى برچليك ،ده إحنا لسه مخلصناش من الوقعة دى . جاسر بتصميم : مهو أنا مش عسبها أكده بالساهل تفلت بعملتها . فترجاه جابر : الله يرضى عنك يا اخوى ، سبها واهتم بنفسك أولى وقول يارب . فطالع حمدان جابر بإمتنان واومأ إليه برأسه قائلا : انت الخير الوحيد فى حياتى يا ولدى ودعوة أمك الحلوة، ربى يحفظك وتفرح بولدك . جابر : ربنا يخليك ليه يا ابوى . بس حاول تعقل ولدك . حمدان : ياما كلمته يا ولدى ، بس رأسه وألف سيف يعملها . جابر بآسى : أستر يارب . لتتم بالفعل الإجراءات ويخرج معهم جاسر ، يستنشق هواء الحرية مرة أخرى . ليتركه بعد ذلك جابر بعد أن حذره مرارا وتكرارا من أن لا يصيب زوجته بأذى ويكتفى بتطليقها ووعده هو بذلك حتى تمر قضيته بسلام وأقل عقوبة . وبالفعل إتجه جاسر إلى بيته بمشاعر مضطربة ، لا يدرى ما يفعل إن رأها أمامه ، هل يبطش بها لما فعلته معه ، أم سيضعف أمامها ، لإنه فى قرارة نفسه مازال يحبها وإن أنكر ذاك أمام جابر ولكن لا سلطان على الهوى . وعندما أقترب جاسر من منزله ، رأى حسنية تخرج وتضع وشاحا على وجهها ثم أخذت تتلفت يمينا ويسارا . فانقبض قلب جاسر بعد أن حدثه قلبه إن من وراء فعلتها تلك مصيبة . لذا إختبىء سريعا حتى لا تراه ،ثم سار من ورائها خُفية ليعلم إلى أين تذهب تلك الحية ؟ فما عساك أن تفعل أيها الحبيب المغفل عندما ترى بأم عينيك خيانتها لك ؟ ****** أخفض زرارة صوته عند الحديث مع رضوان الذى أصر على معرفة أخبار حمدى وقمر . فضحك زرارة وهمس له يصوت منخفض ولكن كانت أذن مسالم معهما . زرارة : حمدى يا سيدى عايش حياته فى الشقة اللى أجرناهله ، ما أنت خابر اللى فى *** . رضوان : ايوه خابرها دى شقة الدور الأرضى عشان لو الحكومة كبست يفلت من المنور على طول للشارع الورانى . وطبعا هايص مع البت حسنية مرت جاسر ، طول عمره نفسه دنية الراچل ده . زرارة ساخرا : اه يا واد عمى ، وجال ايه عايز يتچوزها ويخلف منيها. حد بردك يخلف من واحدة دايرة على حل شعرها ،دى مسبتش راچل الا وعاشت حياتها معاه , حتى محسوبك كمان . فضحك رضوان وغمزه بمكر : اه يا نمس ، بس صراحة البت حسنية مهلبية . بس جولى كيف عملتها وأنت لساك كنت مع البت قمر ؟ _ بس صوح عاد نسيت أسئلك هى أستحملت على كده ولا فطست منيك . فزفر زرارة بضيق : متفكرنيش بجا ، ده أنا زعلت عليها جوى ، مستحملتش ونزفت لغاية ما ماتت . فاتسعت عين رضوان بفزع : ماتت !! أهو ده اللى كنت خايف منيه وجولتلك بلاش يا واد عمى . زرارة : اللى حوصل بجا . رضوان : وعملت ايه فى جتتها؟ زرارة : لجحتها فى حتة مهجورة أكده آخر البلد . إرتجف جسد مسالم عند سماعه أن قمر ماتت بتلك الطريقة البـ.شعة ، فاجتاحت جسده برودة كأنه على مشارف الموت وأخذ يهذى : لا يمكن ، لا قمر مماتش . مماتش قمر . قمررررررررر ثم قام منتفضا وصرخ وهو يشهر سلاحه: اااااه يا كلاب . عموتكم كلكم وعموت حمدى . ليفزع زرارة ورضوان عند رؤيته وصاحوا : مساااالم . يا ليلة سوخة ، روحنا فى داهية . ليشير زرارة إلى رضوان بخوف : أجرى يا رضوان ، قبل ما يخلص علينا . فأسرع الاثنين فى الركض ، ومسالم من ورائهم يطلق النار حتى فزع من كل الشارع . وقام أحد الرجال فإبلاغ الشرطة عن ما حدث ، لتبعث فى ذلك دورية شرطة للبحث فى الأمر . ولكنها لم تجد أحدا . فمسالم قد إبتعد بسبب ركضه وراء رضوان وزارة ولكن بسبب إجهاده وضعفه لقلة الطعام لم يستطع اللحاق بهم . وسقط على الأرض يلهث ، يحاول أن يأخذ أنفاسه بصعوبة وصدره يعلو ويهبط . ودموعه لا تتوقف ويهذى بإسم قمر . _ لا مماتش قمر ، مماتش . أنا جلبى حاسس إنها عايشة. بس فينك ،فينك يا قمرى . _ وصدجينى مش عيرتاح ليه بال غير لما أخد بتارك بيدى وعكتلهم كلهم وأولهم شيخ المنصر * حمدى * . ليحاول الأعتدال بصعوبة ويسير إلى مكان تلك الشقة التى علم مكانها من زرارة . ******** أراد براء أن يجمع معلومات عن تلك السيدة التى اصطحبها فريد فى سيارته ، لذا إنتظر حتى غادروا ثم اتجه إلى حارس البناية وسئله عنها بمكر قائلا : _ بجولك ايه يا بلدينا ، هى الهانم اللى نزلت دلوك مش بردك الدكتورة منال . فضحك الحارس قائلا : دى بردك أشكال دكاترة يا بلدينا . دى الست شاهندة سالم العمرى ، ست لامؤاخذة عايشة حياتها بالطول والعرض وايشى لبس ودلع وسهرات مع البيه اللى بيجلها ده كل وقت والتانى . براء : والله وأنا كنت بحسبها دكتورة ، تشكر يا بلدينا . سلامو عليكو ليغادر بعدها إلى شقته ، ليبحث عن هوية تلك المرأة ، ليتفاجىء بما ظهر له . _ شاهندة ابنة رجل الأعمال سالم العمرى الذى يقطن فى الأمارات ، وهو يخفيها عن الجميع لأنها من ذوى الاحتياجات الخاصة ولا تعيش معه بل تركها فى مستشفى للأمراض النفسية الخاصة من أجل مظهره العام فى المجتمع . فشهق براء : احتياجات خاصة ايه ، دى چاموسة متحركة . ومستشفى مجانين ايه ،دى شكلها أعقل منى !! ليترك الحاسوب ويمسد على شعره ليصيح : البت دى مش دوكها ، دى بت شكلها وراها مصيبة وأنا لازم أعرف هى مين ؟ ****** عادت بانة إلى القصر بقلب منفطر على حالها ، بعد أن تشوه وجهها وجسدها وانقلب السحر على الساحر ودفعت تمن غرورها ومكرها بثمن غالى وخسرت جمال وجهها وأصبحت بوجه مشوه لا يستطيع أحد النظر إليها من دمامتها . واستقبلتها زهيرة بعد عادت لوعيها ولكن مازالت الصدمة تظهر جليا على وجهها وعندما رأتها على هذا النحو بكت بكاء شديد واحتضنتها . بانة بنحيب وقهر : شوفتى ياما اللى حصولى ، خلاص أنا مبجتش أنفع ومحدش هيقدر يبص فى خلجتى وهعيش محبوسة فى أوضتى لاخر العمر . يارتنى كنت موت قبل ما أشوف اليوم ده . ثم إستطردت بإتهام وقلب مازال يحمل الكثير من الكره والحقد رغم ما حدث : _ بس لازم تجبولى حقى ياما من اللى عملت فيا أكده ياما . _لازم تتحبس ، لا تتحبس إيه ، دى لازم تتعدم. وهنا صاح باسم من ورائها : بزيادكِ عاد افترى على خلق الله يا بانة ، وبيكفى اللى حصلك من تحت راسك وكرهك للناس . فابتعدت بانة عن حضن زهيرة وعقدت حجابيها بغضب وصاحت بحدة : أنت عتصدق البت دى وتكدبنى أنا يا اخوى ! باسم : لا أنا مصدق اللى شوفته بعينيه ، ثم أخرج لها الفيديو . لتفزع عندما شاهدت نفسها تنفذ جريمتها ، فارتبكت ولم تدرى بما تدافع عن نفسها بعد أن اكتشف أمرها ، فلم تجد سوى الهرب ، فركضت إلى غرفتها باكية . ثم وقفت أمام المرآة لترى وجهها المشوه ، فصرخت وقامت بقذف المرآة بالمزهرية للتتهشم فى الحال ثم ألقت بنفسها على التخت باكية تعاتب نفسها بندم : أنا ايه اللى عملته فى نفسى ده !! _ ليه أكده يا بانة ضيعتى نفسك ، بعد ما كنتِ عندك كل حاچة المال والجمال زوج عيحبك وچبتى الولد كمان . وفى لحظة ضاع منك كل حاچة ، حتى ولدك مش عيجدر يشوفك أكده عيصرخ ويتفزع منيكِ. _ أنا حاسه كأنى بحلم وده كابوس أكيد ونفسى أجوم منيه . أما زهيرة التى إزاداد بكاؤها لحزنها على فلذة كبدها وما حدث لها ،فاحتضنها باسم ليهدىء من روعها . زهيرة بنحيب : أختك ضاعت أكده يا ولدى خلاص ، ربنا يسامحها هى اللى عملت أكده فى نفسها . باسم : الله يهديها ياما ، سبيها مع نفسها شوى ، عشان تفكر فى اللى عملته يمكن تندم وترجع بانة بتاعة زمان مش بانة دلوك اللى مش شايفة حد غير نفسها وبس واهو كله طلع عليها وخسرت كل حاچة . ابتعدت عنه زهيرة: بس يا ولدى صعب جوى اللى هى فيه ده . مينفعش أى حاچة تعملها ولا تسافر بره عشان شكلها يرچع كيف زمان . تنهد باسم بألم قائلا : مش بالساهل طبعا ياما ، واكيد عتحتاج عمليات ممكن تاخد سنين وممكن تخفف شوية من نسبة التشوه لكن لا يمكن ترجع كيف الأول . فبكت زهيرة : يا جلبى عليكِ يا بتى . ثم استمع باسم لصوت ملك تمشى وراء عزة التى تحمل ريحانة وتنهرها بقولها : لو سمحتى مينفعش أكده تنزلى بالبت ، عتستهوى ، حرام عليكِ . أطلعى بيها فوق الله يكرمك . لتلفت لها عزة وقد رفعت حاجبيها مردفة بسخط : يوووه ، أنتِ زهجتينى يا ملك . كل شوية اعملى أكده ، متعمليش أكده وكأنى مش أمها ولا بخاف عليها . ملك : لا يا ستى أمها وكل حاچة بس دى يا حبة عينى لساها جطعة لحمة مهتتحملش . عزة بتجهم : ملكيش صالح ، ومتخافيش أنا مدثراها كويس . طالعهم باسم بحنق هما الأثنين وحدث نفسه : وبعدين بجا فى المشاكل اللى مهتنتهيش دى ، أنا زهجت . وشكل أكده عتچوز واحدة تالتة عشان تدلعنى بدل التنين اللى عينكدوا عليه دول كل شوية . ثم جاءه إتصال من المهندس المشرف على المستوصف الخيرى فأجابه : أيوه يا باشمهندس ، ايه الاخبار ؟ المهندس : كله تمام يا دكتور ، والحمد لله كده خلصنا الشغل وكمان المعدات وصلت على التركيب . وتقدر دلوقتى لو فاضى ، تيجى تشوف بنفسك . فابتسم باسم برضا رغم حزنه على براء وبانة قائلا : طيب خير الحمد لله ، ربنا ينفعنا بيه . _ انا هاجى حالا ، ليغلق معه ثم أشار إلى عزة : _ ممكن يا دكتورة عزة ، تيجى تشوفى المستوصف عاد معايا عشان خلاص أكده خلص ، ونحدد مع بعض امتى عنبتدى الشغل . فابتسمت عزة قائلة : مبارك علينا يا باسم ، ربنا يجعله فتحة خير ان شاء الله. _ وماشى ثوانى هجهز وعروح معاك. ثم ضمت ريحانة وقبلتها مردفة : يلا بينا يا رورو تشوف مستشفى بابا ، وعقبال لما أشوفك دكتورة وتشتغل فيه بنفسك . لتفزع ملك قائلة : أنتِ إتجننتِ إياك !! _ عايزة كمان تخرجى بالبت فى الچو ده ، لا يا حبيبتي هاتيها انا عجعد بيها لغاية ما ترچعوا بالسلامة . فزفرت عزة بضيق : وبعدين معاكِ بجا ، ما الناس عتخرچ بعيالهم عادى . فتدخل باسم لينهى الشجار : معلش يا عزة سبيها عشان فعلا إحنا ممكن نغيب بره والبنت هتجوع وتبكى وتحتاج تغير حفضتها فمش هتتفع فعلا تيجى معانا. فحركت عزة رأسها بإيماءة واجابته : أكده ، ماشى يا دكتور لتعطيها إلى ملك التى أخذتها منها بلهفة وضمتها لصدرها واسرعت بها إلى أعلى نحو غرفتها لتعتنى بها ، بعد أن أصبحت جزء لا يتجزأ منها وكأنها هى من أنجبتها . ****** كان حمدى فى انتظار حسنية بلهفة وأخذ يدور حول نفسه متسائلا : هى البت دى أتأخرت كده ليه ؟ _ طيب أنا هشغل نفسى شوية فى تحضير الوكل وكوبيتين بوظة عشان يفتحوا النفس عقبال ما تيچى عشان لما تيچى منضيعش وقت وندخل على المفيد وأحلى بـ المهلـ.بية دى . فأخذ يدندن بعض الاغانى وهو يأتى بالطعام من المطبخ ويضعه على المائدة ويتراجص مع كلمات ما يدندنه : _ "عَنْتَر ابْنَ شَدَّادٍ أَنَا خَارِج عَنِّي النفسنه شَاغِلٌ بَالِي بحالى دَه أَنَا دَه أَنَا أَنَا بُرْنُسٌ شُوف الدنجله" وظل هكذا حتى وصلت حسنية وطرقت الباب بخفة . فابتسم حمدى وصفق بيديه مرددا بمرح : أهى چتلك الحب يا ولا . ليسرع إلى الباب ثم نظر فى بادىء الأمر من العين السحرية ليتأكد إنها هى وعندما تأكد صاح بصوت خافت : عفتح اهو يا جلب حمدى . ففتح الباب وطالعها بلهفة ليهمس لها : اه يا بت أتوحشتك جوى جوى . حسنية بدلال : وأنت كمان يا جلبى . ثم أغلق الباب سريعا . ليرى هذا المشهد ذلك البائس * جاسر * من بعيد ويسمع صوتها ، فاتسعت عيناه من الصدمة وشعر أن السموات والأرض قد انطبقت على رأسه ، فلم يستطع التنفس للحظات وأخذ صدره يعلو ويهبط . ليصرخ بعدها : اااه يا خاينة ، بعد كل اللى عملته عشانك ، عتخونينى مع الكلـ..ب ده . ثم ضرب على مقدمة رأسه قائلا : ومش بعيد تكونوا أنتم الاتنين اتفقتوا عليه ووشيتوا بيه للحكومة عشان ياخدونى ويخللكم الچو وعشان أكده طلبتى الطلاج على طول . يعنى مش بس خاينة ، لا بعتينى بالرخيص كمان . _ ده أنا هشرب من دمك أنت وهو دلوك . ثم أخذ يتلفت من حوله ويفكر قليلا بما يقتـ..لهما وهو ليس معه شىء . حتى وجد فأس ملقى بجانب الطريق ، فابتسم بشر وتلونت عينيه بالحمرة بعد أن تجسد الشيطان فى جسده . ثم ذهب إليهم وأخذ يدور حول الشقة حتى يرى مدخل يتسلل منه إليهم ، فلم يجد سوى تلك النافذة المتهالكة من الخشب ، فحاول فتحها ببطىء حتى لا تصدر صوتا يلفت النظر ، بينما كانت أصوات ضحكاتهم فى الداخل تتعالى . حمدى بعشق : صراحة يا بت انا مش خابر ، أنتِ عملتى فيا إيه بحلاوتك وشجاوتك دى . أنا بجيت أعشجك ومجدرش أبعد عنك ولو للحظة واحدة . حسنية بدلال : وانا كمان جوى يا سيد الناس وحبيب جلبى وروحى أنت يا حمدى . فغمزها حمدى وعلق بلسانه شفتيه قائلا : اه منك ومن كلامك الحلو . فازدادت ضحكاتها ودلالها فصاح : اااااه يا جلبى اللى جايد نار . من حبك يا بت . ومع كل رنة لصوت ضحكاتهم وكل تنهيدة تخرج منهم كانت كالرصاصة فى قلب جاسر تفتك بقلبه . حتى إستطاع بيد مرتعشة أن يفتح النافذة ثم حمل الفأ.س ، ودلف للداخل بخطى خفيفة حتى وصل إلى غرفتهم وظهرت الصدمة على وجهه لرؤيته لهم . فصرخ : اااااااه يا فا.چرة . فانتفض حمدى وقام سريعا و صاحت حسنية بذعر : جااااااااسر . جاسر بقهر : ايوه جاسر المغفل يا خـ..اينة. جاسر اللى رمتيه فى السجن عشان تاخدى راحتك مع حمدى . فابتلع حمدى لعابه بخوف وهو يرى جاسر يقف يحمل الفأ.س فى يديه والشر يتتطاير من عينيه ، فحاول تهدئته : أهدى أكده يا جاسر , ولى عايزه أنا هعمله . أنا مستعد أديك مية ألف جنيه حتة واحدة ، بس تطلق حسنية وتهملنا وتشوف حالك أنت بعيد عنينا . فضحك جاسر بهيسترية ثم عقد حاجبيها وهمس بصوت يشبه فحيح الأفعى: مية ألف چنيه وحتة واحدة . _ لا متستهلش أنا عايز بس چنيه منيهم ،معاك !! فتعجب حمدى من قوله ولم يدرى بما يقول . وبكت حسنية وترجته قائلة :وحياة أغلى حاچة عنديك يا چاسر تسامحنى ، معلش غصب عنى والحب مش بيدى . وأنا حبيت حمدى ، فطلجنى وأنت دور على بت الحلال اللى تسعدك . جاسر بغضب : من چهة هدور فهدور يا بت ، بس لما أخـ.د روحك الأول أنتِ وهو . فصرخت حسنية : لااااا يا جاسر ، أنت طيب ومهتعملهاش ، يهون عليك حسنية . فابتسم بمرارة وحرك رأسه وقال بسخرية : اه تهونى . فقفز فوق التخت بحركة سريعة وهوى على رأسـ...ها بالفأ.س فـ....شقه نصفين ، فاندفعت منها الدمااااء وتحول التخت إلى بحيرة من الدماء . ليفزع حمدى عند رؤيتها هكذا وارتجفت أوصاله وحاول الهرب ؟ شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة الفصل الخامس والثلاثون من هنا |
رواية اولاد الجبالي الجزء الثالث 3 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شيماء سعيد
تعليقات