رواية اولاد الجبالي الجزء الثالث 3 الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم شيماء سعيد



رواية اولاد الجبالي الجزء الثالث 3 الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم شيماء سعيد 








أولاد الجبالى3
الحلقة الثامنة والثلاثون 
........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
الغيرة كثُرتها تجعل منكِ امرأة متسلطة ومزعجة ولستِ واثقة بنفسك ولا برجَلُك وقِلتها تجعلك أنثى باردة تتخلى عن احد غرائزها الأنثوية كي لا تبدو ضعيفة ولكن الغيرة المحببة له هي التي تشعره برجولته وبها تجدد الحب بينكم والرجل الضعيف هو من لا يتحسس لمشاعر امرأته ويقول ويفعل ما يحلو له دون أن يعطي ادنى اهتمام لكرامتها فبلا شك سيدي ستتخلى عنك اذا حاولت ان تثير جنونها.
........
أغلقت زاد الخط فى وجه براء ونيران الغيرة تخرج من عينيها وجاهد باسم فى كتم ضحكاته بسبب ما قالته وتعبيرات وجهها العد.ائية وحمد الله إنه ليس أمامها حتى لا تفتر.سه بأسنانها هههههههه .
ثم أستأذن للخروج حتى لا تنفجر به هو الأخر .
أما زهيرة فوضعت معاذ فى سريره بعد أن نام على صدرها ثم اقتربت من زاد وربتت على كتفيه بحنو قائلة: يعنى يا بتى سبتى كل الكلام اللى كان فيه إنه بيحبك أنتِ ومسكتى فى كلام الست إنها عتحبه وعايزة تچوزه .
_ طيب كيف يعنى يچوز بذمتك وحدة مجرمة زى دى !
_ اعقلى يا بتى وبزيادة عناد بينك وبين چوزك وهدى الحال عشان الدنيا تمشى وحافظى على بيتك وعششى عليه بإيدك وسنانك عشان خراب البيوت مش بالساهل واصل يا بتى .

_ وعشان كمان العمر بيچرى هوا ، فحرام إكده يضيع فى الحزن والنكد ده .
_ فإفرحى أنتِ وهو بشبابكم وحبكم اللى مالى جلوبكم وحاولى يشد منكم ، التانى يرخى واكده .
_ واهم حاچة أنه عيحبك دى بالدنيا كلها يا بتى .
فصاحت زاد : مهو عيحب الستات كلاتها ، چت عليه يعنى !!
فضر.بتها زهيرة على رأسها بغيظ قائلة : يعنى بعد كل اللى جولته ده ، مفيش فايدة فيكى يا أخرة صبرى .
_ إيه چاموسة مهتفهميش إياك .
فصكت زاد على أسنانها بغيظ وأجابتها بتروى :
_ يمّه إفهمينى عاد ، أنا اه مقدرة كل الكلام اللى جولتيه ، على عينى وراسى وكلام صوح وزين جوى خابرة .
_ بس أنا مش عايزة براء يحبنى لمجرد إنه عارف أخلاقى كويس وعارف دينى ومتربية كويس على يدك وإكده ضامن إنى هحافظ على بيتى وأربى ولده كويس ويكون مرتاح البال ومهما يعمل فيه هو ضامن إنى موجودة وبحبه ويستحيل أبعد عنه ، فعادى يعمل ما بداله .
_ وأنا مش عايزة إكده لإن أكده ذل وعبودية مش حب حقيقى واصل .
_ أنا عايزاه يحبنى حب تانى ، يحب زاد من چوه ،
روحى يعنى وده هو العشق اللى ملهوش أخر .
_ وكمان مش يشوف اى وحدة تعچبه ، يريل عليها ويجول حلوة حتى لو مجرد اعجاب وبس .
_ عايزاه مش يشوف غيرى ومش بس أكده كمان ، يشوفنى فى عينيه أجمل الستات حتى لو أنا مش أكده .
_لأن اللى يحب صوح بيشوف بقلبه مش بعينيه .
فضحكت زهيرة مردفة بسخرية: شكلى عتحلمى إياك يا بتى.
ووسعت منك شوية ، وفاكرة نفسك متچوزة ولى من أولياء الله الصالحين عشان ميبصش لحرمة غيرك .
هو فيه راچل ميبصش غير لما يكون أعمى هههههه.
_ يا بتى أنتِ فاهمة الموضوع غلط ، مش معناه عيبص يبقى أنتِ وحشة ، لا ما أنتِ شايفة رچالة كتير متچوزين ملكات جمال وعيبصوا ويخونوا كمان .
بس هو الرجالة طبعهم أكده ، امال ربنا حلل التعدد ليه !!
عشان خابره جلبه كيف الرمان وعسيع من الحبايب كتير .
فزمجرت زاد بضيق : واللى متجدرش على أكده تعمل ايه ؟
زهيرة بمرح : تعمل عامية هههههه وكل يوم تقرء عدية ياسين عشان يرچع يبيت فى حضنها .
فصاحت زاد : ليه فاكر نفسه مين !!
طيب لما يرجعلى بس .
فحركت زهيرة شفتيها بإستياء مردفة : بردك مش ناوية تچيبها لبر ؟
_ على العموم أنا نصحتك بجا وانتم حرين ، بس أنا خلاص تعبت من المناهدة وعسبكم تمشوا حالكم بنفسكم محدش يشتكيلى .
وربنا يستر وأشوفكم فى المسامح كريم .
ثم تابعت بملل:
_انا رايحة أمدد على فرشتى ، سلام .
وبالفعل غادرت زهيرة وتركت زاد تتوعد لـ براء وتتسائل : ممكن يعملها ويچوزها عشان يخاف تموت ويندم أنه مرضهاش صوح .
ايوه يعملها الخائن الدون وهطين عشته ساعتها .
******
بدء العمل فى المستوصف وتوافد الناس من كل صوب من أجل الرعاية الطبية المتميزة به ،بجانب سعر الكشف الذى يناسب إمكانياتهم .
ودخل السرور قلب عزة لإن باسم أصبح معها طيلة اليوم ، تحدثه ويحدثها وظنت أنه هكذا سيتلعق بها ولكن لا تعلم أن القلب موصول بـ ملك فقط .
وبعد إنتهاء اليوم فى المستوصف ، دلفت إلى حجرته .
فاستقبلها باسم بإبتسامة فاترة متعبة قائلا : اهلا يا عزة ، ايه خلصتى ؟
 فجلست أمامه على المكتب لتكون على مقربة منه ومسدت على شعره بحنو مرددة بدلال : اه يا حبيبى .
_ بس مالك شكلك تعبان جوى كده ليه ؟ 
إبتعد باسم قليلا عنها بعد أن تغيرت معالم وجهه وقال بتحذير : عزة اجعدى كويس وبلاش الحركات دى ، احنا فى الشغل مش فى البيت .
فتوترت عزة وشعرت بالحرج وصاحت بضيق : حركات إيه يا باسم ، هو أنا ممرضة عندك ولا ايه !
_ أنا مرتك ولا نسيت !
_ ولا أجولك اه شكلك نسيت يا باسم ، ما أنت مش فى عقلك ولا جلبك غير حبيبة الجلب وبس .
وانا مجرد صورة أكده عاد ، ملهاش لزمة.
وهنا كان دكتور أيمن فى طريقه إلى مكتب باسم لمناقشته فى بعض الأمور وعندما جاء ليطرق الباب ، سمع صوت عزة تعاتب باسم ثم استمع لشهقاتها وهى تبكى .
_ أنا مش خابرة ليه حظى أكده ، حتى بعد ما خلفت وجولت بجيت أم بنتك عتكون ليه مكانة خاصة عندك .
_ بس للأسف مفيش حاچة اتغيرت ، بل بالعكس مبجتش تيچى عندى ولو ليلة واحدة فى الأسبوع تتطفى نا.ر جلبى اللى عتشتجلك وأنت ولا على بالك .
_ المهم عنديك ملك وبس ، ملك اللى أخدت كل حاچة ، حتى البت اللى خلفتها .
والله حرام عليك وعتتحاسب على أكده .
أغمض باسم عينيه واستغفر : استغفر الله العظيم يارب .
_ عزة أنتِ خابرة أنا أتچوزتك ليه ، مش عشان عينى فارغة ومش مكفيانى وحدة ، فجولت اتجوز تانى وأنتِ خابرة أكده كويس .
وخابرة إنى عحب ملك لكن أنا بردك مهكرهكيش يا عزة وبجدرك .
وعشان عتابك ولومك ليه ده أنا فعلا حاسس بالذنب وكذا مرة أجولك يا بت الناس انا مش قادر ولو عايزة اطلجك وتعيشى حياتك مع واحد يحبك ، أنتِ مهترضيش .
فاعمل ايه يا عزة عشان متزعليش أكده !
فبكت عزة واجابته : تعمل ايه !
انت لسه بتسئل يا باسم !
وانت خابر انى عحبك ومش عايزة أطلق يعنى عايزاك .
عايزة تعاملنى كزوجة حتى لو مش بتحبنى ، بس اكفينى زى ما ربنا أمر يا واد الأصول .
_استمع ايمن لما قالته عزة مع بكاؤها فشعر بسـ.كين يمز.ق قلبه ولعن الحب الذى يكسـ.ر صاحبه لهذه الدرجة .
وتسائل بمرارة :
_ ليه يا عزة تعملى فى نفسك كده ، بدال مش بيحبك ؟
_ إبعدى عنه وعززى نفسك ومسير الايام تعوضك بواحد يشوفك اهم انتصاراته ويحبك زى ما أنتِ. 
بدل ما تضيعى عمرك كده على الفاضى مع واحد مهما قولتى مش هيحس بيكِ.
_ وصدقينى أنتِ تستاهلى الأحسن بس مترخصيش نفسك .
ثم غادر حزينا على تلك اللى لمست قلبه من أول نظرة .
حدث نفسه باسم : كيف بس أفهمها دى إنى مش رايدها .
_ بس صوح أخاف أقسى عليها اكتر من أكده تاخد البت وتمشى وساعتها ملك ممكن تروح منى عاد وأنا مقدرش أعيش من غيرها .
_ يبجا لازم أتحملها غصبا عنى وأروحلها من وقت للتانى ،عشان كمان إحساس الذنب اللى عيلزمنى ده .
لذا حاول الإبتسام رغما عنه ولمس يديها فارتجفت من مجرد لمسة فتعجب على تأثيره عليها ومدى حبها له .
باسم : خلاص يا عزة بيكفى دموع وعايزك تسامحينى وحاضر من دلوك عديكِ حقك يا بنت الناس .
فلمعت عين عزة بالفرح وتعلقت به وهمست : بحبك يا باسم .
*****
مر اسبوع منذ ولوج مرام إلى المستشفى بصحبة براء ، الذى كان يذهب إليها بإستمرار ليطمئن على حالتها حتى اليوم الذى أبلغه به الطبيب إنها استفاقت من الغيبوبة واستقرت حالتها نوعا ما وتم تحديد موعد عملية لإستئصال الورم حتى لا يتفشى فى باقى جسدها ثم ستخضع إلى علاج بالكيماوى حتى يأمر الله لها بالشفاء .
_ ولج براء إليها فى غرفتها فطالعته بلهفة وشوق ولمعت عينيها بحب قائلة : براء كنت خايفة مش أشوفك قبل ما أموت .
لمس براء يديها وربت عليها مردفا بحنو : متجوليش أكده ، هتعيشى خلى عندك أمل بالله .
فإنهمرت دموعها واجابته : معدتش تفرق يعنى هعيش لمين ولا هخرج لفين مهو للسجن .
تنفس براء ببطىء وقال : مش هقولك إنه سهل اكيد صعب بس ممكن تعتبريها فترة تعيدى فيها حسابات نفسك بذهن صافى وتتخيلى حياتك بعد السجن هتكون إزاى ؟
_ هتعيشى حياة عادية زى الناس تاكلى بالحلال وتقربى من ربنا ولا هترجعى لنفس المستنقع اللى كنتِ عايشة فيه .
أغمضت مرام عينيها بألم وحركت رأسها ثم قالت : لو كنت هكمل مكنتش صارحتك يا براء وأنت مكنتش هتعرف تثبت حاجة .
_بس صدقنى أنا خلاص مش قادرة أكمل حياتى بالشكل ده تعبت فعلا وخصوصا لما تعبت وحسيت أن نهايتى قربت ، وبقيت شايفة مصيرى قدامى .
وكلام الدكتور فوقنى ، فمبقتش عايزة أخسر دنيا وآخرة كمان .
وعشان كده من ساعة ما فوقت ولقيت نفسى هنا وأنا مش بقول غير يارب سامحنى .
ثم بكت بمرارة وتابعت بنحيب : بس خايفة أوى ميسمحنيش .
ولسان حالها يقول :
 إلهى لا تعذبنى فإنى مقِرٌ بالذى قد كان مني
 و ما لى حيلة، إلا رجائى لعفوك إن عفوت و حسن ظني
 فطمئنها براء بقوله : متجوليش أكده ، يمكن أنا مش متدين جوى لكن زاد مرتى ديما تجول أن ربنا أحن علينا من أبونا وأمنا وأنه عيحب العبد الاواب اللى بيتوب وبيغفر كل شىء صغير وكبير .
فابتسمت مرام بوهن وسئلته : بتحبها اوى مش كده .
براء بحرج : اه بحبها جدا وبحس أنها روحى اللى عايش بيها والحاجة الحلوة اللى فى حياتى .
تنهدت مرام واخرجت زفير حار وتابعت : كان نفسى ألأقى حد يبادلنى الشعور ده .
_كان نفسى تحبنى يا براء زى ما حبيتك بس للأسف ، بس صدقنى خلاص أنا من بعد للحظة دى مش عايزة اكون عقبة فى حياتك خلاص ، بس ليه طلب واحد ممكن ؟
رفع براء حاجبيه بإندهاش وترقب من أن تطلب أن يتزوجها مرة أخرى .
فاومأ برأسه لتتابع هى : عايزة أكون جنبك بأى شكل ، أخت صديقة ، تسئل عليه يعنى مش تخرجنى خالص من حياتك .
انا مبقاش ليه حد خالص ، فمتحرمنيش منك أنت كمان .
ده أنا نفسى كمان لما أتحبس يكون عندكم فى الصعيد ، عشان تقدر تزورنى من فترة التانية .
ثم لمست يده وترجته بعين دامعة : أوعدنى يا براء تكون جانبى ، ومش تنسانى أرجوك وأوعدك أنا انى لا يمكن أذيك بالعكس هدعيلك بحياة سعيدة مع مراتك .
وهنا لمعت عين براء بالدموع عندما تأكد من حديثها أنها فعلا تكن له حب كبير يجب عليه أن يحترمه وخصوصا فى ضعفها هذا ، بجانب أنها أدركت أنه لا يمكن أن يكون لها واحترمت حبه لزوجته لذا لم يكن بمقدوره سوى الانصياع لطلبها قائلا : غالى والطلب رخيص ، تجومى بس أنتِ بالف سلامة وعطلب نقلك سجن سوهاج .
وان شاء الله مع مرضك واعترافك على شركائك ،ده هيكون كافى إن الحكم عليكِ يقل ومش هتطولى بإذن الله فى السجن .
وأوعدك كمان لما تخرچى هشوف ليك شغلانة حلال ومكان تسكنى فيه .
فدمعت مرام دموع الفرحة لأول مرة وانحنت لتقبل يده ولكنه أبعدها مستغفرا : استغفر الله العظيم.
وتابع بقوله :
_ ربنا يطمنا عليكِ ، ودلوك وكيل النيابة منتظر بره ، عشان تجولى ليه كل الحكاية من ساعة هروبك لغاية دلوك ..
اومئت مرام برأسها واكدت : حاضر هقول على كل حاجة متقلقش أنا وعدتك .
فابتسم براء وودعها وخرج ، ليدخل لها وكيل النيابة يستجوبها .
فأدلت معلوماتها عن الطبيب الذى ساعدها فى المستشفى النفسى ثم عن فريد ونيلى التى قامت بذلك الدور على براء ، كما ذكرت كثير من رجال الأعمال المتخفيين وراء كلمة الاستيراد والتصدير ولكن أصل أعمالهم هو التهريب وتجارة المخدرات .
وكلما ذكرت إسما مهما اندهش وكيل النيابة وحدث نفسه : دى شكلها هتكون مطحنة وليلة جامدة وربنا يستر مش هتكون بالساهل .
_وكده هى هتحتاج حماية لأن الاسماء اللى قلتها مش هتسكت وأكيد هيغتالوها .
تحدثت مرام بكل ما لديها ولكنها فى النهاية أصابها الإعياء وأعلن جهاز القلب ناقوس الخطر وأصدر صوتا مرعبا .
لتفزع الممرضة وتفتح الباب لتنادى على الطبيب ،بين نظرات الرعب فى عين براء الذى كان ينتظر فى الخارج ليتحقق من وكيل النيابة عن ما أدلت به ليطمئن قلبه .
وعندما وجد ولج إليها حينما حضر الطبيب ، وجد وجهها شاحب للغاية وكأنها على مشارف الموت والطبيب يحاول أن ينعش قلبها بجهاز الصدمة الكهربائية.
فردد براء والدموع فى عينيه : يارب خليها تعيش وتدوق حلاوة الحلال على قد ما كرهت الحرام ، عشان خاطرى يارب .
وهكذا أخذ يدعو ويكرر : يارب ، حتى سمع تنهيدة عالية من الطبيب الذى تمتم بحمد الله: الحمد لله رجع نبض قلبها .
ثم أشار إلى وكيل النيابة : لو سمحتم الحالة محتاج راحة ومتقدرش على الكلام تانى عشان حالتها مش تنتكس تانى بالشكل ده .
وكيل النيابة : تمام أنا اصلا خلصت ،فغادر وتبعه براء ليتنهد هو الآخر بإرياحية عندما استمع لكل ما حدثته به مرام .
براء : بس لازم كده قبل أى إجراء ،نشدد الحراسة عليها .
وكيل النيابة: فعلا الكلام اللى أدلت بيع فى غاية الخطورة ويمس مناصب حساسة جدا .
وعشان كده هبعت حالا لسيادة اللوا وهو اكيد هيبعت فرقة خاصة لحمايتها .
براء : تمام ، الله المستعان .
******
علمت بانة أن تلك الليلة هى موعد زواج جابر وسلسبيل.
فشعرت بالنار تأكل فى قلبها وأخذت تدور حول نفسها فى الغرفة وتهشم كل ما طالته يدها حتى انفجرت فى البكاء بهسترية وجلست على الأرض ولم تشعر بتلك الد.ماء التى تنـ.فجر من قدميها نتيجة الزجاج المتناثر فى الارض .
وأخذ صدرها يعلو ويهبط من بين شهقاتها واصدرت صوت أنين خافت مرددة : يا مرك يا بانة ، أنتِ أكده خلاص ضيعتى ، ولا منك رچعتى لچابر اللى ضيعتيه منك بيدك ودماغك الناشفة .
ولا منك هتقدرى تچوزى تانى عشان محدش هيقدر يبصلك بعد ما اتشوهتى أكده وبجيتى كيف العفريت الكل هيفزع منيه .
وممكن كمان أموت بحسرتى.
_انا ايه بس اللى عملته فى نفسى ده؟
كان فين على عقلى لما ضيعت راجل من ايدى بيحبنى وعمره ما زعلنى زى جابر ، بالعكس أنا اللى كنت بزعله وهو بيستحمل ديما وكنت فاكرة أنه هيفضل كده على طول يستحمل مهما عملت .
ومعرفش أن كل إنسان وليه طاقة وهيجى فى الأخر ينفـ.جر ويقول خلاص مش متحمل .
ااااه يا جابر ، خلاص أكده مبجاش ليه اى حاچة فى جلبك واتچوزت .
_ انا خابرة أنه جالى بعد اللى حوصل عشان يطمن عليه وشوفت فى عيونه لسه شوية حب بس مجدرتش لانى خابرة إن ده حب بشفقة مش حب عادى .
ومش بانة اللى تربط حد جنبها شفقة بيها .
...........
أتعلم ما هو الخذلان؟ أن تجعلني أسيرة بحبك ولا تبادلني نفس الشعور
وعلى جانب آخر 
كانت تجلس سلسبيل على التخت بعد إنتهاء حفل الزفاف بفستان الفرح التى طالما حلمت أن ترتديه لفارس أحلامها * جابر * .
وأخذت تفرك باصابعها من الخجل فهى أول ليلة مع حبيب القلب والروح وأغمضت عينيها للتخيل ما سيكون شعورها عندما يكون بجانبها لأول مرة .
فكان مجرد التخيل كفيل أن يجعل جسد.ها كله يرتجف ، فماذا إن شعرت بحبه لها حقا ولمعت عينيه عند رؤيتها 
اااه واااه من حبك يا جابر .
ولهفتى لقربك وهمسك
لتطفىء نـ.ار شوقى اليك 
وأنعم بجوراك إلى آخر عمرى 
لعلى ذلك يحيى قلبى بعد أن مات شوقا إليك .
لتجد نفسها قد طال إنتظارها له ، ولم يأتى بعد .
فهو عندما ولج بها إلى غرفتهم معا بعد إنتهاء العرس ، استأذنها ليذهب إلى غرفة غيث مع جاد ليطمئن عليه .
وهى وافقت على الفور ظنا منها أنها ستكون لدقائق وسيعود إليها سريعا فهذه ليلة العمر ولن يتأخر عليها .
ولكنه فاق كل توقعاتها وها هى أول ساعة قد مضت والثانية تكاد أن تمضى هى الأخرى أيضا ومازال لم يأتى جابر إليها .
فدب الرعب فى قلبها ولم تدرى ما تفعل ..
لتقرر بعد ذلك الذهاب بنفسها لتتطمئن عليه ، فاتجهت نحو الباب وسارت فى الردهة حتى وقفت أمام غرفة الصغير وفتحت الباب ببطىء شديد لتفاجىء بجابر يحتضن طفله وينام بجانبه .
فازداد لعابها وحاولت إبتلاع تلك الغصة المريرة التى اجتاحت حلقها .
وهمست بحنق وقهر : أكده يا جابر من أول ليلة بينا تكسر بخاطرى وبجلبى ، ليه بس أكده !!
ده أنا جعدت سنين وليالى طويلة أتمناها ولما تيچى تنام بعيد عن عنى .
_ أفهم ايه من أكده !!
انك مش عايزنى ، معقول !!
لاااا ده أنا كنت أموت بحسرتى .
لتتجمع الدموع فى عينيها ثم أغلقت الباب ببطىء وذهبت إلى غرفتها تلقى بنفسها على التخت تبكى بمرارة لا تدرى بما مر عليها من الوقت وهى تبكى هكذا حتى خلدت إلى النوم بفستان العرس .
فما أصعبه من خذلان .
*****
ليت الذي كان بيننا لم يبدأ أبداً، ليتنا لم نلتقي من قبل.
كانت عزة فكانت فى قمة سعادتها بعد أن وعدها باسم إنه سيأتى إليها ليعدل بينها وبين ملك حتى لا يتحمل إثمها أكثر من ذلك .
ففرحت وتهيئت له فى غرفتها من أجل لقاء بعد طول غياب ، وتحيرت فى إنتقاء قميـ.صا جذابا لتختار فى النهاية واحدا باللون الأحمر المميز.
فأسرعت لإرتداؤه ثم وقفت أمام المرآة تضع بعضا من مساحيق التجميل ، ثم نثرت عطرت فواحا واخيرا أسدلت شعرها على ظهرها وأخذت تنظر لنفسها برضا وتحدثها : اكيد أكده مش هيقدر يغمض عينيه ولا يبعد عنك تانى يا زوزوة .
وهعلمه كيف الحب من أول وجديد يا بسوم .
_اه لو تحس بلى فى جلبى مكنتش تجدر تهملنى كل الليالى الطويلة دى لحالى ، أشكو لربنا اشتياقى ولوعتى لقربك .
أما هو فكان فى غرفته مع ملك ، يجلس بتوتر ويطالعها بقلق ثم يقف يتحرك ويجوب الغرفة واضعا يديه حول ظهره ثم يعود ليجلس مرة أخرى .
فسكت ملك فى أمره قائلة : أنت عايز تجول حاچة يا باسم بس مش جادر ، صوح !!
جول عايز ايه وخجلان أكده ليه كأنك عامل عمله ؟
ثم اقتربت منه وقالت بحب ودلال : ها يلا عايز تجول ايه ؟
_ لو اللى فى بالك فأنا كمان فى بالى وريحانة اهى نايمة ففرصة ثم ابتعدت مرة أخرى لتضحك بجذابية يعشقها باسم منها .
خفق قلبه وقال بلهفة : هو بعد اللى جولتيه وعملتيه أقدر أجول حاچة .
بس إستنى إستنى بتبعدى ليه تانى عنى يا ملك ؟
ده أنتِ روح الروح يا جلبى .
ملك ملك ...
يتبع 

الفصل التاسع والثلاثون من هنا


 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-