رواية وليدة قلبي الفصل الخامس و الثلاثون 35 والاخير بقلم فاطمة الصوفي


 

رواية وليدة قلبي الفصل الخامس و الثلاثون والاخير بقلم فاطمة الصوفي

مرت خمس سنوات عليها كالحُلم وهي لا تُصدق إِن حياتِها قد تغيرت ذلك التغيير الجذري
عندما تتذكر كيف تذللت لرجُل لتكون زوجة ثانية له يُصيبُها الخذي والحُزن فأين كان عقلُها لتُهين حالها وتُحقر من كرامتها من اجل حُب زائف حتي وإن كان ذلك الرجل الذي كانت تتوهم حُبه هو "سليم الحداد" كيف سولت لها نفسها لترقُض وراء رجل مُتزوج بل ويعشق زوجته عشق اذلي كيف، لو كانت تعلم ان النصيب حين يأتي سيكون جميلًا بهذا القدر لما وصمت ابيها بوصمة خذي كهذة
زفرت بِبُطء وصوت مُنخفض محاولة اسناء عقلها عن التفكير في الماضي رافعة عينيها لتنظُر لمعشوقها ليدُق قلبها بقوة من مُجرد النظر اليه لا تُصدق انها كان من المُمكن ان تتزوج بذلك الرجل الكريه "عبد القادر"!!
لقد كانت اصعب فترة مرت في حياتها ولكنها هذبتها وجعلت منها شخص اخر لرُبما كانت تحتاجُ لِبعض الحُزن كي يتبدل سلوكها العدواني ذاك
كان يجب ان تُدرك ان والدها لن يسمح بأن يوجعها لدرجة تزويجها لرجل كعبد القادر فهو يعلم مدي خسته وحُبه للنساء!!... كم كرهت في هذة الفترة الزواج والعلاقات وقررت ان لا تتزوج..
ولكن عندما تقدم خليل لخِطبتها وتزوجته شعرت بمشاعر غريبة لم تشعُر بها من قبل وعلمت وقتها ان مشاعرها لسليم ما هي الا انبهار بوسامته ووقاره ولكن الحُب الحقيقي هو ما تشعُر به مع زوجها الحبيب
ظلت تتطلع اليه بهيام وهو يلتهم الطعام بطريقته الفوضاوية المُحببه لها كيف يدُس وِرك الدجاجة بِفمهِ ويأكُله علي مرتين وكيف يُشمر اكمام جلبابه مُظهرًا ساعديه المُعضلتين الذين يتلونان بتلك السُمرة التي تعشقها تنهدت بصوت عاليه وهي مازالت تتأمله بعشق بينما توقف هو عن الأكل ناظرًا اليها وهو يعقد ما بين حاجبية قائلًا بصوته الخشن:
جري ايه يا ام ادم مش بتاكلي ليه اياك
ابتسمت بأتساع وهي تقول:
براجبك وانت بتاكل يا سيد الناس
لم تتغير تعابيره الجامدة وهو يقول بفظاظة مُخالفة تمامًا لما يشعُر به بداخل قلبه بسبب كلِماتها:
بطلي مُحن حريم يا مرا انتي وكلي مش ناجص دلع فاضي
لقد اعتادت علي فظاظته وقلة ذوقه ولسانه السليط ولكن يكفيها انهُ يعشقُها حتي وإن لم ينطق بها صريحة فهو يعشقها حد الثمالة وهذا ما هي مُتأكدة منه
تحدثت وبسمتها مازالت ترتسم علي وجهها واضعة يدها اسفل ذقنها تتأمله قائلة بحالمية:
واه واللي تجعد تراجب جوزها وابو ولدها وهو بياكل تبجي بتدلع اياك
حاول ان يتحاشي النظر اليها وهو يقول بنبرة مهذوذة من اثر المشاعر التي اختلجت صدره:
ادم فين يا ولية
تحدثت نوارة بعشق عن ابنها الذي لم يتعدي السنتين:
نايم يا جلبي فوج في جوضته
ذفر بقلة صبر من سيطرتها عليه والتي لا يتقبلها ابدًا رغم زواجهم الذي تعدت مُدته الثلاث سنوات الا انهُ لا تستهويه تلك المشاعر السخيفة من وجهة نظره:
وكلتيه بجا ولا انتِ كل اللي يهمك تجعدي تبصيلي بصاتك الماسخة دي
لم تُعر اهتمامً لفظاظته وهي تقتربُ منه مادده يدها لتلتقط قطعة صغيرة من الدجاج تُدسها بفمه بتروي جاعله منه يبتلع لعابه بتوتر من قُربها الذي يُدمنه..
**************
دخل الي القصر وهو منهكً للغاية كل ما يُريده هو حمامًا ساخن ونومة هادئة
لم يكد يدلف من باب القصر عندما انقض عليه كلًا من طفلتيه الغاليتين بالعناق والقبلات ضحك بصوت عالي وهو يعانقهما بحب قائلًا:
اللي يشوفكوا كده يقول اني كنت مسافر مش سايبكم انهاردة الصبح بس
قبلت ريم وجنته بدلال قاتل وهي تقول:
وهي ساعات الشُغل دي قُليلة يا حبيبي
نظر لها بعشق جارف وهو يُتابع دلالها المُمتع ذاك بعينين هائمتين
بينما نظرت لها ريم الصغيرة بحنق وغيرة وهي تُقبل وجنة والدها الأُخري قائلة بدلال مُماثل:
بابي انت بتوحش ريمة اكتر صح
ابتسم بحنان وهو يحمل كُلًا منهُما مِن خصرها متجهًا الي الأريكة :
صح يا روحي
شهقت ريم بتذمُر وهي تلكذة في صدرة بقوة:
صح ايه انت بتوحشني اكتر منها
نظرت ريم الصغيرة الي والدتها بحنق وهي تتعلق بعُنق سليم قائلة بتملك:
لا بيوحشني اكتر وهو بابي بتاعي انا بس
ثم احاطت بوجنتيه لتجذُب رأسه لها ناظرة لهُ بعينيها البريئتين الشبيهتان بعينا والدتها:
بابي انت بتاع ريمة بس صح
قهقه سليم قهقهات رجولية بسبب هذة الصغيرة الخبيثة فهي تعلم انهُ انه لن يكسر بخاطرها ابدًا
قبل وجنتها بعشق جارف قائلًا:
يا روح بابي طبعًا انا بتاع ريمة بس
ضحكت الصغيرة بمرح ناظرة لوالدتها بأنتصار طفولي
بينما تأملتهُما ريم بقلب مُنفطر وكأنها كمشته بالجُرم المشهود وهو يقوم بخيانتها.... نظرت لهُ نظرة حزينة لم ينتبه هو لها بسبب نظره ومغاذلته لابنته ثُم قامت تجُر اذيال الخيبة مُتجها الي غُرفتها وهي تُداري دمعاتِها التفت سليم يُراقب رحيلها بحنان وارتسمت علي محياة بسمة عاشقة وهو يعلم ان تلك المُدللة الأن ستتجه الي غُرفتها لتبكي بسبب غيرتها من ابنتهُم الصغيرة
التفت لأبنته قائِلًا بحنان وهو يُمسد خصلاتها الناعمة بأنامله:
حبيبتي بابي جاي من الشُغل تعبان وهيدخل ينام ماشي
عقدت الطفلة حاجبيها بتذمُر طفولي وهي تتعلق به قائلة بدلال:
بليذ يا بابي ريمة تنام في حضنك بليذ
تأملها بحنان وعشق فكم بدت تُشبه والدتها في هذة اللحظة كم اكرم الله عليه ليرزُقه بِنُسخة صغيرة من معشوقته لتُذكره بطفولتها معه
-لا يا روحي اقعدي انتِ اتفرجي علي الكارتون عشان لما اصحي نلعب انا وانتِ مع بعض ماشي
اومأت بسعادة وهي تقول بحماس:
حاضر يا بابي
ثُم عقدت حاجبيها مرة اُخري رافعة احدي سبابتيها في وجهه وبنبرة بغيرة واضحة قالت:
بس تلعب مع ريمة بس مش تلعب مع مامي
حاول سليم ان لا يضحك فتلك الصغيرة لم ترث وجه والدتها فقط لقد ورثت تملُكها ايضًا
ولكنه قال بجدية حين تحدث:
ريمة حبيبتي عيب كده مش انتِ بتحبي مامي
اومأت الصغيرة وهي تقول بصدق:
انا بحب مامي كتير اوي بس بحبك انت اكتر
من المُفترض لأي اب ان يشعُر بالأنتصار والسعادة عِند سماعِه مثل ذلك الكلام البريئ ولكنهُ تضايق في داخله فلو استمعت ريمتهُ الحساسة لتلك الكِلمات ستحزن
فنظر لطفلته بجدية قائًِلا:
ريم حبيبتي اياكي تقولي لماما كده عيب مامي بتحبك اوي وانتِ لازما تحبي مامي اكتر حد في الدنيا
حركت الصغيرة رأسها بنفي وهي تقول:
يا بابي انا بحب مامي كتير اوي بس انت بحبك اكتر
هز سليم رأسه بنفي وهو يقول بتروي:
لا يا ريمة انا كده هزعل منك ومش هكلمك لو قولتي كده تاني
برمت شفتيها وهي تُناظره برفض بينما قال هو بتأني:
ياروحي مامي بتحبك اوي ولو سمعتك بتقولي كده هتزعل منك
نظرت الصغيرة للفراغ بشرود قبل ان تقول:
ماشي يا بابي بس بردوا انا بحبك اوي خالص
قبل وجنتها بحب مُتنهدًا بابتسامة وهو ينهض للحاق بطفلته الكبيرة ليُراضيها
***********

دلف من باب غُرفتهما وكما توقع كانت مُنكمشة علي سريرها وهي تبكي فذهب لها علي الفور وهو يجذبها لحضنه بحنان قائلًا بِرفق :
يا روحي ليه العياط بس اهدي طيب في ايه
حاولت ان تبتعد عنه فتشبث هو بها مُمررًا يده علي ظهرها بحنان:
طب في ايه ايه اللي حصل لكُل ده
ابتعدت عنه مرة اخري
ناظرة لهُ بِحُزن وعينيها لا تكُف عن ذرف الدموع :
انت بتحب مين اكتر وهتقول دلوقتي والا هسيبلك البيت وامشي ومش هاتلاقيلي مكان ياسليم انا بقولك اهو
نظر لها بصرامة وهو يقول بتحزير:
ريم مش اي خناقة تحصل بينا تقوليلي هسيبلك البيت وامشي في ايه
وضعت يدها علي ثغرها تمنع شهقاتها وهي مازالت تبكي:
يبقي بتحبها اكتر مني صح انت بتحبها اكتر
اقترب منها يحتضنها بحنان مُربتاً علي كتفها قائلاً بنبرة عاشقة:
عمري ما احب حد اكتر منك ياريم بلاش الكلام ده
ذمت شفتيها وهي تنظر له:
بس هي قالتلي انك قولتلها بتحبها اكتر مني
ضحك بصمت وهو يحتضنها فمهما مرت السنوات ستبقي ريم طفلة صغيرة وبريئة حتي ابنتهُم ذات الاربعِ سنوات مُتعقلة عنها ويُمكنها التحكم في عقل والدتها الصغير ذاك
قال بحنو وهو يُزيل دمعاتها عن وجنتيها الحمراوين:
يا حبيبتي دي طفلة صغيرة
نفت برأسها وهي تتمسك في جاكيت بذلته قائلة بصوت خافت وعيناها تبعث له نظرة حزينة مُترجية :
طب انت قولتلها فعلا انك بتحبها اكتر مني
رفع احدي حاجبيه وهو يقول بخبث:
قولتلها
تهدلت اكتافها وهي تحل يدها المُتمسكة ببزلته ناظرة لهُ باتهام وانكسار
هزت رأسها بحُزن وهي تلتفت لتُغادر الغُرفة قبل ان يجتذب يدها ليتلفقها في حضنه قائلًا بهمس في اذنها:
قالتلي اكتر حد بتحبه في الدنيا مين قولتلها ريم بس ماحددتش عشان دي طفلة يا روحي ممكن قلبها يتكسر انما انا من جوايا كنت اقصدك انتِ
برمت شفتيها وهي تقول بتذمر:
يعني انت بتحبني اكتر
ابتسم بعشق وهو يقول بنبرة صادقة:
انا مابحبش حد قدك ولا عُمر حد هيشاركك في قلبي حتي ريم بنتنا سبب حُبي الكبير ليها هو انها نُسخة منك
ابتسمت بعشق من بين دمعاتها وهي تتعلق بعُنقة بفرحة بينما هو اعتصرها في احضانه شاعرًا بسعادة شديدة لأنها تغار عليه حتي من ابنتهُم لا تعلم ان الاب يعشق الابن الأول عشقً خاص عن باقي اولاده لانه اول من رأي واول من اشعره بشعور الأبوة، وهي اول من شعر معها بهذا الشعور الجميل، لا يعد نفسه زوجها فقط بل والدها ايضًا فكيف تقارن حالها باي احد حتي وان كانت ابنته وحبيبته والنسخة الصغيرة منها انه يحمل لابنته عشق خاص ولكن مهما بلغ مقدار حبه لها لن تصل لمقدار حبه لوالدتها فكيف تقارن تلك الحمقاء نفسها باي احد انه يكاد يعشق عيوبها قبل مميزاتها عصبيتها المحببة لقلبة وقلبها النقي وملامحها ورائحتها وعيناها حتي سذاجتها وعقلها الصغير يعشقهم، لقد تملكته بالكامل
قال بحنو مرح وهو مازال يحتضنها:
شكلي مش هعرف اناملي ساعتين قبل عزومة بليل بسببك انتِ وبنتك
ابتسمت وهي تتمسح بصدر بدلال:
عادي نلغيها
ابتسم بأتساع قائلًا:
انا ذات نفسي ماعنديش مانع
ثم تجهمت ملامحه وهو يقول بغيظ:
خاصة ان الاتنين اللي جايين بليل دول بعزهم جدًا
**********
-طلااااقني
-ده عند الحاجة اعتماد امك يا بنت المبقعة
صرخ نادر بتلك الكلمات وهو يُلقي كل ما تطاله يداه عليها بينما هي لم تتواني عن اخذ حقها وهي تُلقيه بأي شيء يقع في يدها بوجهه
صرخت به وهي تُلقي عليه تلك التحفة الزُجاجية
بينما هو انحني برأسه مُتفاديًا اياها بسهولة:
بقي مامي انا مبقعة يا تافة يا سافل يا زبالة
كذ علي اسنانه بغيظ متناولًا برواز يحمل صورة لزفافهُم ليرميها به وهو يقول باستهزء:
مامي!!
الله يرحم ابوكي يابت كان فاكر الكروسان شتيمة
شهقت بغيظ وهي تتلفت حولها بهيستيريا الي ان وجتت سكين حاد فالتقتطه وهي تنقض عليه فصرخ هو بزُعر مُمسكًا كلتا يديها بيديه:
يابنت المجنونة
حاولت الأفلات من يده بضراوة وهي تنعته بأفظع الشتائم بينما هو لم يتوانى بشتمها
-سيبي السكينة يا اميرة عشان ماتغباش عليكي
حاولت الأفلات من يده قائلة بأستنكار :
تتغابي يا بجح يا زبالة وليك عين
صرخ في وجهها هو الأخر:
وانا عملت ايه لكل ده
حاولت ركله بأحدي قدميها بمعدته وهي تقول بشراسة:
بتعاكس البت قدامي يا ابجح خلق الله وجاي تسألني عملت ايه يارتني سمعت كلام بابا لما قالي انه مش مرتاحلك
اصدر نادر صوت مُستهزء وهو يحاول تكبيل قدميها بقدميه :
لأ وانتِ ابوكي اللي شيخ جامع اوي
-ماتجبش سيرة بابا علي لسانك يا خاين يا سافل طلقني عشان تروح للملبن اللي كنت بتعاكسها
قال وهو مازال ممسكًا بها محاولًا نزع السكين من يدها:
انا ماكنتش بعاكسها انا كنت ببدي اعجابي بس
ضغضت علي اسنانها بقوة وهي تنظر له بعنف وغيظ:
بتقولها في وشي بتبدي اعجابك يا حنين الا ما قولتلي مرة يا ملبن يا ناقص يا رمرام
عقد حاجبيه ومازالت عينيه علي السكين في يدها:
اخدعك يعني

صرخت في وجهه بشراسة شاتمه اياه وهي تُحاول افلات يدها فقال هو بصرامة:
اميرة لو سمحتي ماتشتمنيش البنت تسمع
**************
في المساء جلس سليم يترأس طاولة العشاء تجاوره ريم بينما جلست ريم الصغيرة التي تُناظر والدتها بأنتصار علي قدمه وكوثر تكبت ضحكاتها بصعوبة بسبب النظرات المُتبادلة بين ريم ووالدتها قائلة لسليم بخفوت :
انت السبب الأتنين دول بيبقوا زي السمن علي العسل وانت في الشغل
ابتسم سليم علي كلمات والدته وهو يوزع انظارة بين ريم وابنتها بحُب
اما الجو بين نادر واميرة فكان مشحونً وكلًا منهُم ينظر للأخر بأمتعاض
قالت ثُرية بأستغراب بينما تنظر لساعتها:
هي نورا ومعاذ اتأخروا كده ليه دول مكلمني من ساعة وقالوا انهم علي وصول
كادت كوثر ان ترد عليها عندما استمعوا لصوت نورا الصارخ وهي تقتحم غرفة الصالون بهمجية:
شوفتي يا ماما طلع بيخوني الزبالة
اتي صوت معاذ من خلفها وهو يصرخ بقوة اكبر:
انتِ ليه مش قادرة تصدقي بقولك واحد صاحبي بيعمل فيا مقلب
قالت نورا ببكاء:
انت كداب وخاين ماتحولش تبرر
قال معاذ بعصبية:
اهو انتي اللي بنت كدابة
ثم التفت الي ثرية وهو يقول:
ماتصدقهاش يا طنط انا ماخنتهاش
نظرت له ثرية بحنق ضاربة يدها علي السفرة بعنف وهي تقول بصوت عالي:
الكدابة دي تبقي امك يا ابن هناء
رفع معاذ يده في وجهها وكأنه يُسكتها:
انا بقولك ليه اصلًا مانتي اكيد عايزة تخربيها وتقعدي علي تلها
وقف سليم قائلًا بشراسة:
احترم نفسك وانت بتتكلم مع عمتي يلا انت
ثم التفت الي نورا صارخًا:
شايفة الأشكال اللي بتدخليها العيلة يا محترمة ياما قولتلك ونصحتك مفيش فايدة
قالت ريم بصوت مُنخفض وهي مُتضايقة علي ابن خالتها:
سليم لو سمحت
التفت لها سليم يرمقها بنظرة شرسة جعلتها تنكمش علي نفسها وتصمط بينما قال معاذ بحنق:
وانت مالك انت اصلًا حد دخلك في الكلام
اندفع سليم ناحيته وهو مُستعد للشجار معه فهو لم ولن يصفي من ناحيته فانتبه نادر علي تقدمه فوقف قبالته محاولًا منع الشجار الذي سيحدُث:
سليم ماينفعش كده ده في بيتك
زفر سليم بقوة وهو يكور يده بعُنف وهو يحاول ان يُهدئ من عصبية بينما سحب نادر مُعاذ للحديقة ليتحدث معه
**************
وقف قبالته في الحديقة وهو يقول بصوت حاد:
ينفع كده يا مُهزق انت مش عارف تسيطر علي مراتك لدرجة انها تيجي تهزقك قدامنا
عقد معاذ حاجبيه بقوة وهو ينظر لنادر:
جري ايه يا نادر يعني ايه مش عارف اسيطر ماتحترم نفسك
ثم اخفض رأسه بخجل وهو يقول بخفوت:
وبصراحة بردوا انا اللي ضايقتها
ابتسم نادر بأستهزء وهو يقول بفخر مُشيرًا علي نفسه:
ياض يابن الخايبة، انت مش وارث اي حاجة مني خالص ده انا اميرة ماتقدرش تتنفس في وجودي ده انا مربيلها الرعب بخليها تتلفت حوالين نفسها بمجرد ما تسمع اسمي
نظر له معاذ ليُكمل نادر وهو يُحرك رأسه:
ايوة عشان انا مسيطر في البيت مش زيك يا تربية امك
رمقة معاذ بعصبيه وهو يقول من تحت ضرسة:
انت بتنصح ولا بتشتم
وضع نادر يده علي كتفه وهو يقول:
وهي النصيحة توصل ازاي لحلوف زيك من غير شتيمة
ازاح معاذ يد نادر من علي كتفه بحنق فقال نادر وهو يشمله بنظرات ساخرة:
ما انت اللي غلطان سايبلي كل بنات الدنيا وماجتش تاخد الا البت الملزقة دي
قال معاذ بحدة:
نادر ماتجبش سيرتها
حرك نادر يديه في الهواء وهو يقول بنبرة ساخرة:
كمان بتدافع عنها طبعًا ماهي الحقيقة بتزعل جتك خيبة دي اكيد البت مقطعة في فروتك جوا وجايبة سيرتك وبتقول كلام حصل وماحصلش عشان تجيب الغلط عليك
رفع معاذ حاجبية وكأنه يسأله اتفعلها
فأومأ نادر برأسه وهو يقول بتأكيد:
دي اكيد شتماك بالأم والأب كمان تقدر بقي اميرة تجيب سيرتي بكلمة واحدة في وجودي ولا في غيابي كنت قتلتها
****************
في غرفة نورا في القصر
تحدثت اميرة بنبرة قاطعة لريم ونورا:
هما الرجالة كلهُم زبالة اسأليني انا عايشة مع واحد بصباص وخاين وعنيه يندب فيها رصاصة ده انا لولا بنتي كان زماني مطلقة منه
تحدثت ريم معترضة:
لا طبعُا يا اميرة خالو مايعملش كده ابدًا اكيد انتِ فاهمة غلط
بينما تحدثت نورا مؤيدة بشدة:
ايوة الرجالة كلهم زبالة عندك معاذ ده قعد يتسحلبلي لحد ماوفقت عليه واول ما اتجوزته بان علي حقيقته الخاين
قالت ريم معترضة:
لأ يا نورا معاذ كويس مايخونش ابدًا
نظر لها كلًا من نورا واميرة بحنق فبادلتهم النظر بتوتر فقالت لها اميرة وهي تبرم شفتيها مُشيرة اليها بسبابتها:
الرجالة كلهم عنيهم زايغة ومش بعيد جوزك يكون بيستغل هبلك وبيلعب بديله
قالت نورا مؤيدة:
ده اكيد بيخونك ومصاحب عليكِ اتنين

نفت ريم برأسها بقوة وهي تقول بنبرة خافتة:
لأ طبعًا سليم مايعملش كده
رفعت لها اميرة احدي حاجبيها مُتحدثة:
وايه اللي يخليكي واثقة كده بتفتحي موبايله ولا بتقلبي فيه
قالت ريم بعد لحظات من التفكير:
وانا افتح موبايله ليه
ضربت نورا مُقدمة رأسها بحنق:
ده انتِ لقطة يا بنتي ده اكيد جوزك هايص
توسعت عيني ريم وهي تقول ببوادر بُكاء:
لأ طبعًا سليم مُستحيل يخوني انا متأكدة
اصدرت اميرة صوت ساخر بفمها قائلة:
مستحيل يخونك ده مش بعيد يكون متجوز عليكي اتنين
شهقت ريم ببكاء وهي تضع يدها علي فمها لا تُصدق ما تقولانه
بينما تابعت نورا بصرامة:
انتِ لازمًا ماتبينلوش انك عرفتي حاجة انتِ تراقبيه من غير ماياخد باله وتمسكي موبايله وهو نايم وتجيبي اكتر اسم بيكلمه
اكملت اميرة:
واكيد هتلاقيه مسجله بأسم واحد صاحبه عشان ماتشُكيش
نظرت نورا لأميرة بتفكير:
طب ولو بيخونها مع بنتين
اشارت اميرة بيدها قائلة :
يبقي تجيب اكتر رقمين و..
قطع وصلة حديثهم خروج ريم من الغُرفة وهي ترقض باكية
فنظرت نورا لاميرة بتوجس:
هو احنا خربنا الدنيا ولا انا بيتهيقلي
عضت اميرة علي اناملها وهي تقول بنبرة مماثلة:
يا شيخة لأ احنا عملنا ايه يعني
****************
اقتحمت غُرفة المكتب الخاصة به بعدما بحثت عنه في القصر وهي تبكي برقة:
سليم
التفت لها سليم الذي كان يتحدث بالهاتف وما ان رأي دموعها حتي اعتذر من المتحدث وهو يتجه لها بقلق:
مالك يا ريم في ايه
قالت ريم بتأثر:
سليم هو انت بتخوني؟
رفع كلتا حاجبيه بتعجب قائلًا:
بخونك!!..انتي مجنونة يا حبيبتي
حركت رأسها وهي تذم شفتيها بحنق:
اصل اميرة ونورا قالولي ان كل الرجالة خاينة وان انت بردوا اكيد بتخوني
توعد بداخله لهؤلأ الثعابين وهو يسحب ريم من يدها ليُجلسها علي الأريكة الجلدية التي بالمكتب ثم جلس كالقرفساء امامها وهو يضع يده علي وجنتها الناعمة يُزيل دمعاتها برقة قائلًا بعتاب:
وانتِ تصدقي اني اعرف ابص لغيرك بردوا ؟
حركت رأسها نافية
فتابع كلامهُ بِروية :
طب تصدقي ان سليم حبيبك ممكن يعمل حاجة زي دي
عضت شفتيها بخجل وهي تتحاشي النظر اليه قائلة بخفوت:
لأ
وضع يده تحت ذقنها ليرفع عينيها في مواجهته قائلًا بصوت مُنخفض وانفاسه العطرة تلفح وجها:
ماتنزليش راسك لتحت ابدًا لأي بني ادم
رفعت عينيه في مواجهة عينيه ناظرة لهُ بِحُب وهي مازالت خجله من نفسها:
انا اسفة يا سليم مش عارفة ازاي صدقت كلامهم ده وجيت قولتلك كده
ابتسم ممرًا اصبعه علي شفتيها برقة وهو يقول بمحايلة وكأنهُ يُحادث طفلة في السادسة من عُمرها:
ماتعتذريش بالعكس يا روحي اي حد يقولك حاجة زي كده ويحاول يوقع بينا ابقي تعالي قوليلي ماتخبيش علي بابا حاجة اتفقنا
اومأت برأسها بسعادة وهي تنظر له بفخر وعشق فدائمًا ما يحتوي نوبات غبائها واستهتارها وشكِها في بعض الأحيان
وقف سليم يجذبها من يدها لتقف قُبالته
ليقول بأبتسامة:
بتضحكي علي ايه
لم تُجبه وهي تقترب منه واقفه علي اصابع قدميها تتعلق بعنقه لتحتضنه بشده فرفعها هو من خصرها بدوره مُبادلًا اياها العناق بحنو ممررًا يده علي ظهرها وهو يدفن رأسه في عنُقها مُقبلًا اياه وهو يستنشق عبيرها الذي يعشقه بتروي
فهمست هي بجانب اُذنه وهي تُمرر اناملها الرقيقه علي عُنقه تتلمس بشرته القمحيه بحنو:
سليم انا بحبك اوي انت بتستحملني دايمًا وبتحتويني ومش بتزعلني زي اي حد مابيعمل مع مراته ودايمًا صابر عليا، انا بشكر ربنا عليك كل ثانية في عُمري
دق قلبه بسعادة وهو يشدد علي احتضانها بعشق وهيام قائلًا بتخدر:
بعشقك يا ريم بحبك فوق الوصف ماتحسيش بالأمتنان ليا ابدًا يا روح سليم عشان انتِ بنتي وحته مني مستحيل ابدًا افهمك غلط ولو ماحتوتكيش ابقي ماستحقكيش ولا استحق حضنك اللي بياخدني من الدنيا ده
ضحكت بدلال وهي تطبع قبلات رقيقة علي كامل ملامحه بينما هو ظل ثابتًا يتطلع بها بتروي وعشق لم ولن يتغير
"احببتُكِ طفلة واحببتُكِ يافعة وساُحبكِ وانتِ في عامكِ التِسعون وسأبقي احُبكِ الي امد الضهر والي ان يفني الوجود "
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1