------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية أنت نوري الفصل الواحد والاربعون 41 بقلم ساره بركات



رواية أنت نوري الفصل الواحد والاربعون 41 بقلم ساره بركات 






 الفصل الحادي والأربعون✨

دهنت المرهم وفضلت قاعده مكانها محتاره مش عارفه تعمل إيه وخاصة إن مليكه إختفت ، وفى نفس الوقت مش قادره تبقى مع سيف بعد إللى عمله معاها ، بتكره نفسها لما بتتمنى حضنه ولو للحظه ، كرامتها إتهانت وقلبها إتكسر من الكلام إللى هو قالهولها ، حاسه إنها متكتفه نفسها تدور على مليكه لإنها روحها ، وفى نفس الوقت مقيده بسبب إللى سيف عمله فضلت تختار بين الحاجتين لحد ماقررت تركن كرامتها حاليا على جنب وتدور على مليكه لإنها مش مجرد طفله ، دى صاحبتها وبنتها ، أقرب واحده ليها ، قامت من مكانها وغيرت هدومها وبعدها خرجت لقت سيف قاعد سرحان ومش مركز مع حد ، عينيها جات على صبرى إللى قاعد سرحان وفى نفس الوقت واضح عليه ملامح الضيق ، قررت إنها تخرجهم من شرودهم...

رقيه بحمحمه:"نورتونا."

سيف وهو بيفوق لنفسه ومش بيبصلها:"من غير نورتونا ولا حاجه ، إحنا هنمشى آسفين على الإزعاج."

كان لسه هيتحرك...

رقيه بإبتسامه مصطنعه:"أولا ماينفعش نتجاهل كرم الضيافه معاكم يعنى مش هتمشوا من هنا غير لما تفطروا ، ثانيا المكان إللى إنت هتتحرك فيه أنا هكون فيه معاك يعنى مش هسيبك."

سيف بضيق:"ليه يعنى؟ وإنتى مالك أصلا؟"

رقيه:"مليكه خرجت من القصر عشان كانت بتدور عليا ، أنا كمان هدور عليها معاك غصب عنك."

سيف:"لا معلش وفرى على نفسك المشوار ، يلا ياصبرى."

رقيه بضيق:"رجلى على رجلك ، هتحرك معاك فى كل مكان."

سيف بغضب وهو بيقف قدامها:"مش هيحصل."

صبرى وهو بيتدخل:"سيف بيه ، إحنا محتاجين مساعدة الآنسه رقيه و......."

سيف بعصبيه وهو بيقاطعه:"دى بالذات مش هتتدخل فى حاجه تخصنى."

رقيه بعصبيه:"لا دى حاجه تخصنى ، مليكه تخصنى ، دى بنتى أنا كمان مش بنتك لوحدك."

سيف بسخريه:"إنتى صدقتى نفسك؟!!! فوقى بقا من الكذبه إللى إنتى معيشه نفسك فيها دى ، إنتى يستحيل تكونى أم لبنتى إنتى فاهمه؟"

ماتنكرش إن قلبها إتكسر أكتر من كلامه بس لازم تفضل صامده وتعمل المستحيل عشان يلاقوا مليكه...

رقيه:"مش شغلك ، هى كانت بتقولى ياماما وأنا هفضل مامتها يعنى ملكش دخل فيه."

*يقولون أن كل شئ يمكن إخفاؤه إلا ملامح العين حين تحن ، وحين تحزن ، وحين تفتقد شخصا ما* وهنا كانت حالة سيف ورقية إللى بيتخانقوا مع بعض بس فى نفس الوقت عيونهم كلها حب لبعض والإتنين بيكابروا وبيعاندوا هى واخده كرامتها حجة ، وهو شايفها كذابه وخاينه فى صراع كبير جواهم....

سيف:"اه كانت بتقولك يا ماما وهى ماتعرفش إللى فيها ، إنك داخله حياتنا عشان تضحكى عليها بكلمتين وتقربى منى وضحكتى عليا أنا كمان."

رقيه بضيق:"فلنفرض إنى فعلا كنت بضحك عليكم ، ماشى مليكة وطفله وهيتضحك عليها بسهوله ، إنما إنت ، إنت شايف نفسك عيل صغير عشان يتضحك عليك بسهوله؟ إنت أكبر من كده بكتير."

سيف:"فعلا أكبر من كده بكتير ، لدرجة إنى عملت منك بنى آدمه وإنتى مجرد......"

نهى وهى بتقاطعه:"لحد كده وكفايه ، إنت مش ملاحظ إنك زودتها أوى ، ساكته بالعافيه على صوتك العالى ، مش كفايه إللى إنت عملته فيها؟ جسمها بقا كله كدمات بسببك و....."

رقيه وهى بتقاطعها:"خلاص يانهى ، خلاص."

نهى بعصبيه:"لا مش خلاص ، إنت ماشوفتش جسمها بقا عامل إزاى بسبب ، أجلت سفرها أسبوع عشان يرجع أحسن من الأول ، بتاخد مرهم بيخليها تصرخ وكل ده عشان الكدمات إللى حصلتلها فى جنبها لما إنت خبطتها فى التسريحه وبقا صعب إنها تمشى بسب الوجع ، إ........"

رقيه وهى بتقاطعها:"أرجوكى يا نهى كفايه."

نهى بحده:"لا مش كفايه ، إنت أخدت حقك منها خلاص ، عايز إيه تانى؟ أهنتها وجرحت كرامتها ، أى نعم هى غلطت بس إنت غلطت أكتر منها....."

سيف بضيق مكتوم:"شيلها من قدامى ياصبرى."

نهى بعصبيه لصبرى:"إياك تقرب ، إنت عامل زيه بالظبط ، بتنفذ كل أوامره ، عامل زى الآله إللى بتنفذ من غير ماتفكر *بصت لسيف وكملت* جربت تسمعها؟ جربت تسمع ظروفها؟ شوفت إنت الكدمات إللى فى وشها ، جربت تشوف إللى إنت عملته فيها من وجهة نظرها هى ، عايزه أقولك حاجه واحده بس ، رقيه سمير الدسوقى من أكتر البنات إللى سمعتهم نضيفه فى البلد عندنا ، الناس كلهم يشهدوا بأخلاقها وأخلاق أهلها........"

رقيه بصراخ مع دموع:"كفايه يانهى ، كفايه ."

سكتت ودخلت أوضتها ورزعت الباب وراها...عينيه جات على رقيه إللى بتحاول ماتبصلوش وبتمسح دموعها إللى بتنزل ، كانت فعلا أول مره يلاحظ الكدامات إللى فى وشها ، ده غير الجرح إللى جنب شفايفها...

صبرى:"سيف بيه."

سيف وهو بيبصله:"نعم؟"

صبرى:"أتمنى من حضرتك تتفهم الموقف ، يعنى إننا ناخد آنسه رقيه معانا."

سيف بجمود:" عشر دقايق بالظبط وتكون جاهزه."

سابهم وخرج من الشقه من غير مايستنى رد منهم....

صبرى بحزن وهو بيبصلها:"أنا بعتذر عن إللى حصل ده."

رقيه:"حصل خير."

صبرى:"هو أنا ممكن أتكلم مع الآنسه نهى شويه."

رقيه:"أكيد."

رقيه نزلت لسيف ، وصبرى راح وقف قدام أوضة نهى وبدأ يخبط على الباب...

صبرى:"نهى."

نهى:"مش عايزه أشوفك."

صبرى:"ممكن نتكلم طيب ، إنتى ماتعرفيش سيف بيه بالنسبالى إيه؟"

فتحت الباب وبصتله بشر...

نهى:"مهما كانت مكانته عندك إيه ، ماينفعش أصلا تسمع كلامه كده عِميانى."

صبرى:"إنتى ماتعرفيش حاجه يانهى ، ماتعرفيش أى حاجه."

نهى بتنهيده:"من الآخر ياصبرى عايز إيه؟"

صبرى:"إحنا هننزل دلوقتى وآنسه رقيه هتيجى معانا ، لو حابه تيجى مش همنعك عشان بس ماتبقيش لوحدك هنا."

نهى:"طيب هاجى ، بس عشان رقيه ماتبقاش لوحدها."

صبرى بإبتسامه جذابه:"ماشى إجهزى وأنا هستناكى."

نهى بإرتباك من إبتسامته:"حاضر."

خرج من الشقه...نزلت من العماره لقت سيف قاعد على قدام فى العربيه راحت من سكات وركبت العربيه وقعدت وراه ، كان الصمت منتشر بينهم وماحدش فيهم بيتكلم لحد ماصبرى نزل...راح قعد فى العربيه وبدأ يجهز العربيه عشان يسوق بس فضل مستنيها...

سيف بإستغراب:"ماتحركتش ليه؟"

صبرى بإرتباك:"مستنى الآنسه نهى."

سيف بضيق:"يا رب صبرنى ، إحنا مش طالعين رحلة يا صبرى ، أنا رايح أدور على بنتى."

صبرى:"أرجوك يابيه ، سيبها تروح معانا."

سيف بص فى عين صبرى وشاف لهفة الحب فى عيونه ، لوهله إستغرب ، بس تفهم الموقف لإنه كان فى مكانه أو مازال فى مكانه بس هو بيحاول يكابر...بعد فتره بسيطه نهى نزلت وركبت جنب رقيه وصبرى بدأ يتحرك بالعربيه...

سيف بإستفسار:"هنلف فين المره دى؟"

صبرى بشرود:"فى مكان كده هنروح نتأكد فيه إذا كانت هناك ولا لا."

سيف إستغرب نبرته ، بصله بطرف عينيه لقى إيد صبرى بترتعش ، وملامح الخوف ظاهره عليه ، فهم هو يقصد إيه...

سيف:"لا ماينفعش المكان ده."

صبرى بحزن:"مش هنخسر حاجه يابيه."

نهى ورقيه كانوا ملاحظين حزن صبرى ومش فاهمين أى حاجه ، وإللى مستغربينه أكتر هو تصميم سيف على النفى....

سيف بغضب:"مش هرجعك للمكان ده إنت فاهم؟"

صبرى وهو بيبصله:"يابيه مش هنخسر حاجه صدقنى ، أنا هروح أسأل هناك."

سيف بص لإحساس الوجع إللى ظاهر على صبرى وبدأ يفتكر كل إللى فات....

فلاش باك منذ عشر سنوات:

مراهق فى عمر ال 16 سنه كان بيجرى وبينهج من الجرى ، كان كل همه إنه يستخبى من إللى بيحاولوا يقتلوه بس سمع صوتهم...

؟؟:"لازم نلاقيه ، المعلم هيقتلنا مكانه لو هرب مننا."

فضل يجرى ويدخل فى شوارع كتير لحد ماخبط فى حد ووقع على الأرض...بص للشاب العشرينى إللى واقف قدامه وبعدها سمع صوتهم تانى...

؟؟:"أكيد مابعدش ، يلا كملوا."

قام من على الأرض بسرعه وكمل جرى ، الشباب إللى بيجروا وراه عدوا من جنب الشاب العشرينى..كان مركز معاهم وهما بيجروا كان سنهم مقارب لسن الولد إللى خبط فيه بس قطع تركيزه صوت الشخص إللى معاه...

؟؟:"سيف بيه؟"

سيف وهو بيبصله:"نعم؟"

؟؟:"حضرتك خلاص إحنا كده درسنا المنطقه دى ، لو الشركه بتاعة حضرتك تقدر تستثمر فيها و......"

كان واقف فى مكانه بيبص للطريق إللى الشباب جريوا منه ومش مركز مع الشخص إللى معاه...

؟؟:"سيف بيه."

سيف وهو بيبصله:"بقولك إيه إنت بترغى كتير أوى وأنا مستحملك بالعافيه."

قلع الجرافته إللى مربوطه بهرجله وقلع جاكت البدله ورماهم للشخص إللى واقف معاه وبدأ يجرى ورا الشباب إللى بيجروا ورا المراهق إللى خبط فيه...فضل يجرى منهم لحد ماوصل لطريق مسدود ، وهما وصلوا لمكانه...

؟؟:"فاكر إنك هتهرب مننا."

صبرى برجاء:"أرجوكم أنا معملتش حاجه."

؟؟:"إللى يسرق من المعلم عقابه الموت."

صبرى بدموع:"أنا كنت جعان ، كنت محتاج لقمه أكلها."

؟؟:"كان لازم تفكر مليون مره قبل ماتسرق المعلم."

قربوا منه ووقعوه على الأرض وكلهم إتلموا عليه وبدأوا يضربوا فيه وواحد منهم أخد مطوه من جيبه ولسه هيطعن بيها صبرى إتفاجئ بإللى مسك مدراعه وبدأ يضرب فيه..وبعدها راح للباقيين إللى بيضربوا صبرى وبدأ يضرب كل واحد فيهم على حده ، وفى إللى كان بيردله اللكمات ولإن بنيته كانت قويه عنهم قدر إنه يتغلب عليهم بس عرفوا يهربوا منه ، كان مصاب ببعض الكدمات فى وشه ، راح للولد إللى مرمى على الأرض وبيعيط بصوت مسموع ، سيف نزل لنفس مستواه وبدأ يتكلم...

سيف وهو بيساعده عشان يقوم:"ماتعيطش ، خلاص مش هيجروا وراك أنا ضربتهم."

صبرى بدموع وهو بيبصله:"هيقتلنى."

سيف بإستفسار:"هو مين؟"

صبرى:"المعلم."

سيف:"أيوه المعلم مين بقا؟ ماتقلقش هساعدك ثق فيا."

للحظه صبرى كان متوتر وخايف من سيف ، بس لاحظ نبرة الصدق فى سيف ،قرر إنه يحكيله..

صبرى:"المعلم عبد الحفيظ ، هو إللى ماسك المكان بتاعنا يعنى بيشغلنا وكده."

سيف بإستفسار:"إيه نوعية الشغل ده؟"

صبرى:"سرقه ، وشحاته ، وبنبيع مناديل فى الإشارات."

سيف:"وبيجرى وراك ليه؟"

صبرى بحزن وهو بيخرج حاجه من جيبه:"عشان سرقت دى منه وهو بياكل."

كان فى إيده ورك فرخه ، سيف حاول يتحكم فى أعصابه....

سيف بغضب مكتوم:"هو فى حد يقتل طفل عشان ورك فرخه؟"

صبرى بدموع:"المعلم عبد الحفيظ بيقتل من غير كلام."

سيف حاول يتحكم فى أعصابه وقرر إنه يغير الموضوع...

سيف بإبتسامه وهو بيلعب فى شعره:"ماقولتليش بقا إسمك إيه؟"

صبرى:"إسمى صبرى."

سيف:"وأنا سيف ، تعالى معايا."

صبرى:"هنروح فين؟"

سيف:"تعالى بس."

أخده معاه وراح مطعم وطلبله أكل كتير وصبرى بدأ ياكل بشراهه...وسيف بيبصله بحزن لإنه صعب عليه جدا..بمرور الوقت...

سيف بإبتسامه:"عايزك بقا تقولى على عنوان المكان بتاع المعلم عبد الحفيظ ده."

صبرى برهبه:"لا يابيه ، هيقتلنى أول مايشوفنى."

سيف:"ماتقلقش أنا معاك."

راح للمكان إللى صبرى قاله عليه ، وأول أما وصلوا إتحاوطوا بعدد كبير من المراهقين إللى فى نفس سن صبرى وإللى مقاربين لسنه ، عينيه جات على الأطفال الصغيرين إللى قاعدين بعيد وواضح عليهم الخوف الشديد ، ده غير هدومهم المتقطعه......

؟؟:"أهلا وسهلا ، مش تقولنا يا واد ياصبرى إنك جايب ضيف معاك كنا على الأقل عملنا الواجب معاه."

سيف:"ولا واجب ولا حاجه ، أنا جاى أتكلم مش جاى أتخانق."

عبد الحفيظ وهو بيشاور على الشباب المضروبين من سيف:"ودول أصرف ضربك ليهم إزاى؟!!"

سيف:"ماهو ماينفعش تؤمر بقتل طفل عشان سرق أكل ، إرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء."

عبد الحفيظ:"وأنا مابرحمش ، قول إنت عايز إيه؟"

سيف وهو بيشاور على الأطفال إللى قاعدين بعيد:"تاخد كام وتسيبهم؟"

عبد الحفيظ بسخريه:"يااااااه للدرجادى إنت غنى أوى كده."

سيف:"إنجز وقول."

عبد الحفيظ:"وياترى صبرى فى الحسبه؟"

حس بصبرى إللى بيمسك فى قميصه جامد من الخوف...

سيف:"أيوه صبرى معاهم."

إتفق مع عبد الحفيظ على مبلغ وكتبله شيك بيهم وأخد الأطفال ومعاهم صبرى وراح بيهم لملجأ ، كانوا واقفين قدام الملجأ وبيتكلم.....

سيف بإبتسامه وهو بيلعب فى شعره:"خد بالك منهم كويس."

صبرى:"هو حضرتك مش هتفضل معانا."

سيف:"أنا تقريبا كده دورى خلص ، يلا سلام."

سابه ومشى من غير مايستنى رد منه ..صبرى بص للأطفال إللى معاه وبص لسيف إللى بِعد مسافات ...

صبرى للأطفال:"إدخلوا إنتوا الملجأ ، أنا مش هدخل."

وبدأ يجرى ورا سيف وينادى عليه...

صبرى:"يا بيه ، إستنى يابيه."

سيف وقف وبصله:"مادخلتش الملجأ ليه؟"

صبرى:"بلاش ملجأ يابيه ، خدنى معاك وشغلنى أى شغلانه بس بلاش ملجأ."

سيف بإبتسامه:"تحب تشتغل عندى؟"

الفصل الثاني والاربعون من هنا


تعليقات