رواية خريج سجون الفصل الخامس بقلم ياسر عوده
توقفنا لما رفاعى عرف الحاج عبدالسلام بان المعلم راضى بيسرقه .
اذكر الله وصلى على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين.
فى اليوم التانى ، رفاعى كان هيموت من القلق ، بعد ما كان واثق من كل حاجه ، بقا شاكك فى صوابع ايده ، اما زين فكان كل ما يشوف رفاعى وهو متوتر كده يضحك عليه ، زى ما يكون واثق من نفسه .
جه مهندس غريب ، دخل موقع العمارات وعرف نفسه للمعلم راضى ، وطلب يشوف رسومات العاير .
طبعا المعلم راضى كان لازم يتصل بالحاج عبد السلام علشان يسأله عن المهندس الغريب ده ، وسعتها امر الحاج عبدالسلام المعلم راضى انه ينفذ اى حاجه يطلبه المهندس ده .
المهندس قعد حوالى ساعه وبعديها خلص شغله وقبل ما يمشى سأله المعلم راضى وقاله : خير يا باش مهندس ، فى حاجه حصلت ، الحاج عبدالسلام عاوز يشوف ايه فى الشغل ؟
المهندس : لا ابدا يا معلم ، الراجل بيطمأن على فلوسه ده حقه .
المعلم راضى : مقولناش حاجه يا باش مهندس ، بس الحاج عبدالسلام متصلش بيا وقالى ، زى ما يكون عاوز يكبس علينا وكاننا بنعمل حاجه غلط .
تبسم المهندس وقال : لا ابدا يمكن نسى يتصل عليك ، على العموم شغلك زى الفل يا معلم راضى .
مشى المهندس ، بس المصيبه ان رفاعى كان واقف جنب المهندس والمعلم راضى وسمع كلامهم ، وطبعا لما سمع المهندس وهو بيقول للمعلم راضى ان شغله زى الفل ، سعتها عرف رفاعى ان الكلام اللى قاله زين غلط ، وسعتها جرى وراح لزين وهو شغال ، ومسكه من ايده ووقفوا فى مكان مدارى شويه وقال رفاعى لزين : شفت المصيبه يا زين ، كلامك طلع غلط .
زين : كلام ايه يا رفاعى اللى طلع غلط ؟
رفاعى : كلامك ان المعلم راضى حرامى وبيسرق الحاج عبد السلام .
زين : وانت عرفت منين انه غلط ؟
رفاعى : انا سامع المهندس اللى جه من عند الحاج عبد السلام وهو بيقول للمعلم راضى ان شغله مظبوط .
زين : ازاى الكلام اللى انت بتقوله ده ، انا متأكد ان راضى بيسرق فى العماير .
رفاعى : يعنى المهندس ده كمان مابيفهمش يا زين ، وانت الوحيد اللى فاهم ، قولى يا زين انت فعلا خريج كليه الهندسه دى ، يعنى معاك شهاده كبيره ، ولا شكلك دبلوم صنايع وبتشتغلنى ؟
زين اتعصب من كلام رفاعى ، وقاله : انت تقصد ايه يا رفاعى ؟
رفاعى : مقصدش حاجه يا عم زين ، يلا علشان نلحق نهرب من هنا قبل ما يجى الحاج عبدالسلام يطربق الدنيا فوق دمغنا .
زين : ليه يا عم ، هو احنا اللى سرقناه .
رفاعى : اسمع الكلام يا زين ، الناس دى وصله ، انا اسمع ان الحاج عبد السلام عنده ابن اخوه ظابط ، يلا قبل ما نرجع السجن تانى .
زين : يعنى لو قريبه ظابط زى ما بتقول مهو اكيد سعتها هيعرف يجبنا ، اقعد ومتستعجلش على خربها انا لما صدقت انى اشتغلت .
رفاعى : اه منتا مش خايف من حاجه ، مهو الحاج عبدالسلام ميعرفكش ، وانا اللى فى وش المدفع وهتنفخ .
زين : تشكر يا صحبى ، ده رأيك فيا ، طيب يا رفاعى ، اوعدك ان محدش هيلمسك ، واللى عاوز يوصلك يبقى لازم يعدى على جثتى الاول .
رفاعى : حقك عليا يا صحبى ، معلش صحبك رفاعى غبى ، سامحنى .
زين : ولا يهمك انت اكتر من اخ ، كفايه انك دخلتنى بيتك فى الوقت اللى اهلى رمونى فيه .
رفاعى : يلا نروح نكمل شغل ، مايخدش الروح الا اللى خالقها .
فضل رفاعى وزين فى الشغل ، وبعد ساعه تقريبا جه الحاج عبدالسلام ، طبعا لما شافه رفاعى عرف انه جه وقت الحساب ، بس مبقاش ينفع يهرب ويسيب صحبه زين ، اكيد هيوصلو لرفاعى عن طريق زين ، وفضل رفاعى فى الشغل .
اول ما وصل الحاج عبد السلام طلب ان يجيله المعلم راضى ، واول ما جه المعلم راضى قاله الحاج عبدالسلام : انت بسرقنى يا راضى ؟
المعلم راضى : ايه اللى بتقوله يا حاج ، عيب الكلام ده ، هو انا صغير فى السوق .
الحاج عبد السلام : عيب ايه انت لسه شفت حاجه ، انا هسجنك ، بتغشنى انت والمهندس بتاع شركتى ، انا هسجنكم يا راضى .
سعتها جه المهندس بسرعه وقال : كلام ايه ده يا حاج ، انا شغال فى شركتك من خمس سنين .
الحاج عبد السلام : علشان انت واطى ، ماصنتش المرتب اللى بدفعهولك كل شهر ، بتتفق مع راضى وتسرقونى .
المهندس : يا حاج اكيد فى حاجه غلط .
الحاج عبدالسلام : انا كان نفسى تطلع بريء ، بس المهندس اللى جه وشاف الشغل اكدلى ان حصل سرقه فى العمارات وقال ان السرقه تعدى ال 500 الف جنيه .
المعلم راضى : طيب اهدى يا حاج وخلينا نقعد نتفاهم .
الحاج عبدالسلام : مفيش تفاهم ، انا هخرب بيتك وهبيعك اللى وراك واللى قدامك .
المعلم راضى : طيب اهدى يا حاج وهعمل كل اللى انت عوزه .
سكت الحاج عبدالسلام شويه بعد كده قال : هتكتب اعتراف بايدك انك غشيت انت والمهندس ، وهتكمل شغل فى العماير ومش هتاخد ولا مليم تانى .
المعلم راضى : دا كده كتير يا حاج ، انا كده بيتى هيتخرب .
الحاج عبدالسلام : علشان تفكر الف مره بعد كده قبل ما تغش حد .
المعلم راضى : اللى تشوفه يا حاج ، بس اوعدنى انك مش هتبلغ الحكومه عنى .
الحاج عبدالسلام : طول ما انت تحت طوعى الاعتراف اللى هتكتبه هيفضل فى الحفظ والصون .
بعد كده بص الحاج عبدالسلام للمهندس وقاله : انت بقى مشفش وشك تانى فى شركتى .
بص الحاج عبدالسلام حوليه بيدور على رفاعى ، ولقاه واقف بعيد ، ندا عليه وحط ايده على كتف رفاعى وقاله : انت من النهارده بقيت الراجل بتاعى ، تعالى معايا الشركه هتشتغل معايا بالمرتب اللى انت هتحدده .
رفاعى : الله يكرم اصلك يا حاج ، بس الصراحه اللى اكتشف السرقه دى مش انا دا اخويا وحبيبى زين .
الحاج عبدالسلام : وفين زين ده .
رفاعى : ثوانى وهجيبه يا حاج .
راح رفاعى بسرعه جاب زين ورجع للحاج عبد السلام ووقف زين وقاله الحاج عبد السلام : انت زين بقى ، قولى عرفت ازاى ان راضى بيسرقنى .
قبل ما يتكلم زين اتكلم رفاعى وقال : زين خريج هندسه يا حاج .
استغرب الحاج عبد السلام وقال : مهندس وشغال فواعلى ، طيب ازاى ؟
زين : ظروف يا حاج .
الحاج عبدالسلام : طيب تعالوا اركبوا معايا العربيه هنروح الشركه وهناك هنتكلم .
ركب زين ورفاعى العربيه علشان يبداءوا عيشه مختلفه عن اللى عشوها قبل كده .
بعد ما وصلوا الشركه ، وقعدوا مع الحاج عبد السلام اللى قالهم : من النهارده انتم هتشرفوا على كل شغل الشركه ، يعنى تلفوا على العمارات اللى بتتبنى لحسابنا وتراجعوا الحسابات وتشوفوا لو فى حاجه غلط .
زين : هو حضرتك عندك مبانى تانيه بتتبنى غير الخمس عمارات اللى كنا شغلين فيهم ؟
الحاج عبدالسلام : انا شركتى كبيره يا زين ، وعندى فى كل محافظه عمارات بتتبنى ومشاريع تانيه كتير .
زين : تمام يا حاج ، انا ورفاعى هنبيض وشك ان شاء الله .
الحاج عبدالسلام : من بكره تبتدوا الشغل ، وفتح الحاج عبدالسلام خزنه مكتبه وطلع منها مبلغ واداه لزين ورفاعى وقالهم : دى مكفأه صغيره على اللى عملتوه ، اشتروا شويه هدوم جديده لان المظاهر مطلوبه ، انتم بقيتم وجهه الشركه .
رفاعى : الله يبارك فى عمرك يا حاج ، احنا خدمينك .
زين : فى حاجه لازم تعرفها يا حاج .
الحاج : قول يا زين ؟
زين : احنا لسه خرجين من السجن .
بص رفاعى لزين لما قال كده ، بس زين قاله : لازم يعرف الحقيقه يا رفاعى علشان نبقى على نور .
الحاج : بص يا زين ، انا مقدر صراحتك دى ، وطبعا كنت عارف ان مفيش مهندس يشتغل فواعلى الا بسبب حاجه كبيره ، انا راجل كبير واعرف اقدر الناس كويس ، توكل على الله ومن بكره تشوفوا شغلكم .
زين ورفاعى فى وقت واحد : تمام يا حاج .