رواية ورد وشوك (كامله جميع الفصول) بقلم نجمه براقة



رواية ورد وشوك الفصل الاول 1 بقلم نجمه براقة 





p1

أسرع الحارس الشخصي، بفتح باب السيارة، ليخرج منها « كرم» وهو يغلق زر بذلته، ثم يتجه لداخل الشركة، ويتبعه إحدى حرسه وهو ممسك بالحقيبه ، ثم ينزع كرم نظارته ويعطيها اياها، وما انا وصل للباب حتى وقف الجميع وألقو إليه التحية، وكعادته يرد عليهم برفع يده، ويكمل طريقه ، لمكتب السكرتيرة، ثم يقف ويدقق النظر في ثيابها ثم يهتف قائلآ وهو متجه لمكتبه: خلي سامح يجيلي فوراً، ف تُجيبه: حاضر مستر كرم، ثم يدخل مكتبه ويجلس، و الحارس يضع الحقيبه على المكتب ويتراجع خطوتين للوراء احترامآ

الحارس: تؤمرني بحاجه تانيه كرم باشا 
( يأشرله بيده ليذهب ثم يفتح الاب توب ويتفحص موقع المشروع حتى دخل سامح ف يترك الاب توب ويلتفت إليه) 

سامح: كرم باشا 
كرم: عملت ايه؟!
سامح وهو يجلس: البنت مش راضيه تبيع 
كرم: افندم يا أستاذ سامح، يعني ايه مش راضيه 
سامح: بتقول مش هبيع محل ابويا 
كرم : ودا بمزاجها؟! .... مزغللتش عينها بالفلوس ليه؟ 
سامح: عرضت عليها لغيت عشرة مليون، وهي بردو مُصره متبعش
كرم:اهااا... هي ليها شركاء في المحل ده؟! 
سامح: اه، بنت و ولد اخواتها 
كرم: وهما رأيهم إيه؟ 
سامح: هما ما صدقو لقيوها، ومستعدين يبيعو النهارده قبل بكره، بس المشكله فيها هي 
كرم : اسمها ايه البنت دي؟ وعندها كام سنه؟ ومرتبطه ولا لأ؟!
سامح: اسمها "هاله" و مش مرتبطه،.. تقدر تقول بايره 
كرم: بايره؟ ليه هي عندها كام سنه 
سامح: تيجي في الاربعين كده 
كرم : بااايره؟!
سامح: متجوزتش،.. تبقا بايره 
كرم: اممم... طيب انا عاوزك تجيبلي كل المعلومات الخاصه بيها،! ادق التفاصيل توصلني، حتى الاكل اللي بتحبه لو قدرت
سامح: حاضر، 24 ساعه ويكون كله عندك ....( يتابع) بس انت هتعمل ايه؟!
كرم: هعمل اي حاجه، المهم انها تبيع،.. احنا مش هنعطل شغلنا عشان حتت محل كشري،.. كل اللي حوليها باعو ومش فاضل غيرها 
سامح: لو فاكر انك هتميل دماغها بالهدايا، والكلام المعسول تبقا غلطان، دي جد أوي.. ومبتضحكش تقريباً 
كرم : هات المعلومات انت بس وسيبلي الباقي 
سامح ينهض: حاضر 
كرم: بقولك ايه يا سامح 
سامح: باشا؟!
كرم: قول للي اسمها ايه دي اللي برا ان ده مكان شغل خليها تستر نفسها شويه 
سامح: ههههه باشا، حاضر
كرم: اتفضل 

( كرم المهدي 41 عام المدير العام لشركة المهدي للأنشاءات) 
****

« منزل هاله» 

في المساء تمام الساعة الثانية عشر صباحآ، تقدمت " هاله"نحو غرفة ميسره اختها الصغيره، للإطمئان عليها، وقبل ان تفتح الباب سمعت حديثها مع احدآ بالهاتف، ف وقفت عندما فهمت ان الحديث يدور عنها، واخذت تسمع ما تقوله 

ميسره: اقعدي ساكته، هاله مش هتتجوز.....( تتابع) اه حقها ، بس اي حد بيتقدملها، بيكون طمعان في المحل،.. تستني يكون اتباع وبعد كده هي حره توافق، ترفض، براحتها.....( تتابع) يابنتي انا مش وحشه، بس مين هيبص لواحده قربت تكمل الاربعين وشكلها متبهدل كده غير علشان طمعان في المحل، وتلاقيهم فاكرين ان تحت القبه شيخ 

سمعت ذلك لتعود لغرفتها خائبه، منكسرة الخاطر، يغيم الحزن على قلبها، ف تقف امام المرأه، تتطلع لوجهها الشاحب والمجهد، وترا التجاعيد تظهر اسفل عينيها، ف تتحسسه بيديها وعينيها يفيض منهم الحزن علي حالها وضياع شبابها، ثم تفتح الدرج وتمسك احمر الشفاه و الكحل وتعود بنظرها للمِرأه، وتقرب احمر الشفاه إليها وهي تتطلع لنفسها بانطفاء، ف تحاول اصلاح ما افسدته الأيام بوضع قليلآ منه،..ثم تحدث نفسها بأن ذلك لن يعيد ما فات، ولن يعيد لها جمالها وشبابها، ف وترميه على الأرض وتعود لتتحسس وجهها، لتنهمر الدموع في عينيها حسرةٍ علي نفسها، حتي أتت ميسره وفتحت الباب دون استأذان، لتمسح دموعها سريعآ وتلملم نفسها 
ميسره: هاله
تجلس على سريرها: ايه؟ 
ميسره: ايه انتي؟!،.... انتي مش عاوزانا نرتاح ولا ايه؟!
هاله: بتقولي كده ليه؟!
ميسره بتذمر: يعني مش عارفه؟،.. بزمتك ياشيخه المحل يجبلنا 100 الف ف عشر سنين حتى؟! 
هاله: قولت مش هنبيع يا ميسره،.. ده بتاعنا ومصدر رزقنا اللي ورثناه عن بابا 
ميسره: بابا لو كان عايش كان باعه بمليون واحد،.. بس انتي اللي عاجبك الفقر اللي احنا فيه،.. و مش بتفكري فينا انا واخوكي اللي مقدرش يشتري شقه لنفسه وعايش معانا هو ومراته 
هاله: مش بفكر فيكم؟! متاكده من كلامك ده؟!
ميسره بتذمر: من فضلك ما تبدئيش،.. محدش قالك تضيعي شبابك علشانا،... كنتي فكرتي في نفسك وسبتينا، بدال المعايره دي كل شويه
هاله بتذمر: انااا مش بعايركم،.. انتو اخواتي، ومكنش ينفع افكر في نفسي واسيبكم.. و انا مش عاوزه حاجه غير التقدير، وانكم تاخدو بالكم من كلامكم اللي بتقولوه، .. بلاش تجرحو فيه كل شويه حرام عليكم 
ميسره: انت بتتخيلي حاجات وتيجي تزعلي، امتي اتكلمنا وجرحناكي 
هاله : خلاص يا ميسره، سيبيني دلوقتي 
ميسره: مش قبل ما توافقي علي البيع، ..... هاله انا مش عارفه اقول ايه ل" ياسر" وهو كل شويه يسألني امتي هنتجوز 
هاله: قولتلك جهازك كله هيجيلك، انا هتصرف،.. بس المحل مش هيتباااع.. يا ميسره 
ميسره بتذمر: منين يا هاله منين؟،.. ولا يكونش ورثتي حآجه احنا منعرفهاش
هاله: ايوه، ليه اهل تانى ورثوني يا ميسرة 
ميسره بنرفزه: تصدقي انا اتخنقتلك،.. ياشيخه حرام عليكي، اتنازلي شويه علشانا.. ايه الانانية دي..... يعني نرفض عشرة مليون، عشان المحل من ريحة اهلنا وقرف من اللي بتقوليه ده 
هاله: امشي من قدامي 
ميسره بنرفزه: همشي يا هاله، همشي، بس خليكي عارفه ان لو" ياسر" طفش وسابني هيكون بسببك 

« بمحل الكشري بعد يومين» 

يدخل " كرم" المحل وهو يرتدي ستره وبنطال جنز ف يبدو كأنه شخصآ عاديآ بدون مبالغه في التأنق كعادته، ويحمل بيده دفتر رسم وقلم،.. ف يجلس علي إحدى الطاولات، و ينظر هنا وهناك باحثآ عنها حتى رأها جالسه على مكتب هناك وتدون بعض الاشياء في دفتر كبير، ف يدقق النظر في وجهها ويلاحظ الاجهاد والشحوب، وانطفاء ملامحها، وحزنها الذي يظهر عليها دون قصد منها ، ف يتطلع لملابسها البسيطه جداً ذات الألوان القاتمه.. ف يفتخ دفتره ويظل يتابعها بعينيه ويرسم، حتي انتهت مما تفعله وبعدها اغلقت الدفتر ورفعت رأسها، ونادت العامل ليأتيها ف تخبره ببعض الأشياء ثم يذهب، وهي تعود لشرودها، وكرم يتابع ما يفعله حتي رأته وهو يتطلع اليها مره والي للأسفل مره، ف تلاحظ انه يفعل شيء، ثم تقف وتتقدم نحوه وعندما تصل لطاولته ترا اطراف اوراق وبيده قلم ، و عندما يراها يتابع ما يفعله دون اي ردة فعل لقدومها نحوه

هاله: انت بتعمل ايه؟!
(يتابع عمله بدون رد)   
هاله: يا أستاذ بكلمك 
يتوقف وينظر لها: نعم؟!
هاله: بتعمل ايه؟
كرم: برسم! في مشكله؟! 
هاله: بترسم مين؟!

( يبتسم ويدير لها الدفتر لتنظر إليها باندهاش، ثم تأخذه منه وتتطلع الي الرسمه مره واليه مره ف تلاحظ انها هي ولكن بشكل تبدو فيه اجمل مما هي عليه، وتظهر بسمه خفيفه علي شفتيها.. ف تشرد فيها للحظات وتتذكر نفسها قبل سنوات، ثم تفيق من شرودها، وتنظر إليه باستنكار ثم تقطع الورقه من الدفتر وتعطيه ) 

هاله بجديه: من الإحترام انك تسأل قبل ما تعمل حآجه زي دي
كرم: مش قصدي تطفل، بس خوفت ترفضي لو طلبت منك ده... وعلي العموم انا كنت هدهالك في النهاية 
هاله: و ترسمني ليه اصلآ
كرم: انا دايما بدور الوجوه اللي بتحمل تعبير خاصه و ارسمها.. وقليل جداً لما يلفت انتباهي حد كده ويجبرني ارسمه 
هاله: اهااا، انت شكلك غاوي معاكسه،.. اتفضل خد اللى عاوزة ومشي
كرم: يافندم انا مش بعاكس،.. اهو الدفتر يثبتلك صدق كلامي.. انا راسم ناس كتير معرفهاش
هاله بجديه: عن اذنك
 ( قالتها وذهبت وهي ممسكه بالورقه، وعادت لمكتبها وجلست، ف عادت تنظر إليه لتجده يتطلع ولا يشيح نظره عنها.. ف تتهرب من النظر إليه.. وبعد دقائق ينهض من مجلسه ويتطلع إليها بإبتسامه خفيفه قبل ذهابه لتنظر إليه بجدية ، وعندما يخرج، تنظر للفراغ الذي تركهه وتشرد للحظات ثم تمسك الرسمه وتخفيها اسفل المكتب وتتطلع إليها بتركيز في تفاصيلها الدقيقة، وتتعجب من دقته فيها وسرعته في نقل ملامحها في وقت قصير.. ثم تذكرها بشكلها قبل سنوات عندما كانت جميله، لتبتسم بخيبه، ثم تضع الرسمه بحقيبتها وتعود لعملها،.. وفي نهاية اليوم تخرج من المحل ، ف تجده يجلس بمحل امام المحل خاصتها، ف يجذبها فضولها لتقدم نحوه رغبةٍ في معرفة ماذا يفعل بعد ان بدا لها انه يرسم مجددآ ، وعند وصولها تجد ان هناك مجموعه من الأشخاص يرسمون ايضاً، ف تظل تنظر اليهم للحظات وتشاهد تركيزهم فيما يرسمونه، وتنتقل بعينيها إليه، ثم وتذهب وتعود للبيت، لتجد اخوتها وزوجة اخيها ينتظرونها 

هاله: متجمعين عند النبي، مش بعاده الاقيكم كده يعني؟ 
نادر: تعالي اقعدي يا هاله، احنا عاوزين نتكلم معاكي في حاجه 
تجلس على احدى المقاعد: يارب يكون خير؟!
سحر: خير حبيبتي 
نادر: انا وميسره اتكلمنا واتفقنا 
هاله: عظيم،.. بس اتكلمتو واتفقتو علي إيه؟!
ميسره: على اننا هنبيع نصيبنا في المحل
( تنظر إليها بصمت)
نادر: ايوه يا هاله احنا هنبيع، ونخرج من الفقر اللي احنا عايشين فيه ده
هاله: فقر؟... فقر ايه يا نادر؟.. انت عاوز ايه اكتر من بيت لاممنا، والحمدلله عمرنا ما قولنا ياللي تدينا حآجه..... عاوزين ايه اكتر من انكم خلصتو تعليم،.. وانت اتجوزت يا نادر،.. ايه اللي ناقصكم 
نادر: ناقصني كتير.... ناقصني يكونلي بيت لوحدي اعيش فيه مع مراتي،.. ناقصني افتح مشروع خاص بيه 
هاله: اها.... طيب وانتي يا ميسرة ناقصك ايه؟ 
ميسره: ناقصني جهاز،... ناقصني البس زي باقيت البنات، واعيش حياتي
هاله: طيب وكنتو هتعملو ايه لو العرض ده مجاش؟،.. كنتو هتتصرفو ازاي؟ 
نادر: بس جه يا هاله،.. وبنصيبك تقدري تفتحي عشر محلات غيره 
هاله: ولما أقابل ابوك اللى وصاني مفرطش فيه هقوله إيه؟!
ميسره: ابوكي مات وشبع موت من زمان، الحي ابقا من الميت،.... وافقي بقا وخلينا نعيش حياتنا 
نادر: بابا عمره ما هيكون مبسوط لو احتفظنا بالمحل، واحنا راحتنا في بيعه
هاله: يعني انتو عايزين ايه دلوقتي 
ميسره: عاوزين نبيع
نادر: ايوه، عاوزين نبيع
هاله: بس انا مش هبيع 
ميسره بنرفزه: يعني ايه مش عاوزه تبيعي،.. انا ونادر لينا اكتر منك فيه وهنبيع
نادر: يعني ايه يا هاله؟،.. هو قرارك لوحدك؟.. انا ليه النص في المحل وبقولك هنبيع
هاله: قولتلكم مش هنبيع،.. انسو ان العرض ده جالنا،.... مش هنبيع محل بابا ولو ب 100مليون 
ميسره تنهض بانفعال: واحنا بنقولك هنبيع يعنى هنبيع،.. احنا نشوف حد يشوف ليكي قد إيه وتاخديه 
نادر: وانا مع ميسره 
تنظر لسحر: وانتي
سحر: انا مليش دعوه انتو حرين
هاله تنهض: و انا قولت اللي عندي، محل بابا مش هيتباع ( قالتها واتجهت للغرفه ليوقفها صوت ميسره)
ميسره بانفعال: انتي عايزة مننا ايه دلوقتي؟!..... عاوزانا نكون زيك،.. العمر يجري بينا،.. انا اعجز من غير جواز عشان مش عارفه اجيب جهاز،.. واخوكي يقعد وسطنا بمراته وميعرفش ياخد راحته معاها علشان خايف علي احساسك،.. ياشيخه دا انتي انانية 
نادر: طولي بالك يا ميسره

( تستدير وتنظر لها بإبتسامة عابثه) 

هاله: بتعايريني؟!..... بتعايريني بعد ما نسيت نفسي وسيبت خطيبي علشان اربيكم،..... دا انا سيبت التعليم علشان انتو تتعلمو،.. انا لغيت دلوقتي بستخسر اجيب لنفسي لبس جديد وبجبلك انتي عشان تكوني شياكه وسط زمايلك في الكليه وخطيبك ميحسسكش انك اقل منه،... وانت يا نادر، محدش طلب منك تراعي مشاعري، خد راحتك مع مراتك واضحك وهزر، واجرو ورا بعض في البيت، انا بنام مبحسش بحاجه،.....( تتابع) الفلوس دي مكنتش في حسابتنا قبل اسبوع،.. كنتو هتغيرو حياتكم ازاي من غيرها؟،..... كنتي هتغيري حياتك ازاي يا ميسرة وانتي بتستخسري نفسك تتعبي معايا في المحل،.. وانت يا نادر كنت هتغير حياتك ازاي وانت قبلت تجوز في اوضتك المهم انك تجوز وخلاص
ميسره بتذمر: بس اهم جم،.. ربنا اراد انهم يجو،.. يمكن نترحم من معايرتك لينا كل شويه بأنك نسيتي نفسك وربتينا،.. ياشيخه سيبينا نبيع وبنصيبك عيشي حياتك واتجوزي عيل في العشرين، صدقيني هيصدق ما يلاقيها علشان الفلوس
نادر: هاله انا راضي بالقسمه على تلاته،. مش هاخد النص لوحدي، كل واحد فينا تلاته مليون والباقي نقسمه بالعدل 
هاله : كمان تتنازل،.. انت بقالك قد ايه مجتش المحل،.. بقالك قد إيه مسألتش علي اسعار الرز والمكرونه والعدس....... وانتي مين قالك اني هموت علي الجواز
نادر: من فضلك احنا دلوقتي بنتكلم في البيع.. بتغيري الموضوع ليه،..... احنا مش عاوزين غير انك توافقي وبس و احنا هنتصرف في نصيبنا 
هاله: اها ( تتابع) طيب اذا كده،.. عاوزة اسألكم عن حآجه قبل ما اقول اللي عندي
ميسره: حآجه إيه؟ 
هاله: انا عمري منعت عنكم حآجه كنت قادره اقدمهالكم؟،.. عمري قولت لحد فيكم، لأ مش هجبلك اللي انت عايزة؟ 
ميسره: ايوة، اديكي بترفضي بيع المحل
هاله: قبل بيع المحل، انا بتكلم علي قبل كده
نادر: لا يا هاله عمرك ما قولتي لأ 
هاله: اها ( تتابع) طيب شوفو بقا، المحل ده بتاعي انا بس
ميسره: نعم؟ 
نادر: يعني إيه
هاله: يعني بابا قبل ما يموت كتبلي المحل بأسمي
ميسره بانفعال: اهلاااا، دي سرقه عيني عينك 
نادر: في ايه يا هاله، انتي عاوزة تاكلي حقنا ولا ايه
هاله: المحل بتاعنا كلنا، بس لما توصل بيكم الحال انكم تيبعوه.. ف هو بتاعي انا لوحدي ومحدش ليه فيه

 ( قالتها وذهبت لغرفتها واغلقت الباب من الداخل لتتعالى الأصوات بالخارج،.. ف تتجاهل ما يقولونه وتستعرض في ذاكرتها وصية والدها لها بان تحافظ عليه ولا تبيعه، لأن ما يأتي منه بسبب سمعته الطيبه والبركه الموجودة فيه، قادره ان تجعلهم يعيشون بستر طوال عمرهم،.. وتتذكر ايضآ عندما اخبرها انه كتبه بأسمها لانه يخاف ان يكبر اخوتها ويضيعونه، 

**"***
« ڤيلا عمار المهدي»

(يعود للمنزل ليجد والده صاحب ال 65 عامآ، بالصالون يتابع أخبار البورصه علي الاب توب)

كرم: مساء الخير 
ينظر له: ايه ده ياكرم 
كرم: ايه يا بابا
عمار: إيه اللبس ده؟ 
كرم: كنت برسم 
عمار: مش عارف هتاخد إيه من الشخبطه اللي بتشخبطها دي
كرم: بتسلا يا بابا
عمار: وياترا خلصت موضوع البنت اياها، ولا انشغلت في الرسم
كرم: مش عاوزك تقلق، قريب جداً هتبيع
عمار: كل دقيقة تأخير هتخسرنا كتير، اخرك اسبوع وتنهيلي الموضوع ده، لأما تخطفو حد من أهلها لغيت ما توافق
كرم: خطف إيه يا بابا؟! انت عارف اني مبحبش الأسلوب ده في الشغل
عمار: اتبع اي اسلوب تحبه بس اخرك اسبوع لأما هتصرف انا 
كرم: حاضر،.. وقبل اسبوع كمان 
عمار: طيب اتفضل سيبني اشوف بعمل ايه
كرم: حاضر... تصبح على خير 
عمار: وانت من أهله 

( تركه و أتجه لغرفة ابنته وفتح الباب ليجدها تلعب على التابلت وعندما تراه ترتمي على وسادتها وتغلق عينيها، وتدعي انها نائمه)

كرم:اهااا.. دي نايمه 
(تبتسم وهي مغمضة العينين)
كرم : مدام نايمة خليني اقرا مذكراتها اللي في الدولاب( قال ذلك لتنهض بسرعه)
لي لي: لا لا يا بابي إلا المذكرات
كرم: بتمثلي عليه يا لي لي؟ 
لي لي: ههههه ولا مره قدرت يا كوكو 
يجلس جانبها ويضرب وجهها بخفه: مسميش كوكو، قولتلك متقوليش الكلمه دي تاني
لي لي بإبتسامة: سوري بابي 
كرم: صاحيه ليه لدلوقتي؟ 
لي لي: بذاكر، ولا مش شايف التابلت 
كرم: انتي بتلعبي على التابلت مش بتذاكري،.. نفسي اعرف سامحين ازاي بالألعاب عليه
لي لي: مش بيعرفو،.. بنتك هكر قد الدنيا وبتعرف في الثغرات 
كرم: هكر؟!.... ربنا يستر شكلي هطلعك من الاحداث قريب
لي لي: متقلقش بنتك راجل، وتعرف تطلع منها 
كرم: هههههه راجل؟ وهو في راجل حلو كده
لي لي: الغزاله رايق النهارده ولا ايه، ايييه يا كوكو 
كرم: لي لي، قولتلك بطلي التلمحات دي عيب، وبطلي كوكو دي
لي لي:وفيها ايه يا بابي، انا نفسي افرح بيك بقا، واشوف عيالك بيجرو حوليه ومالين عليه البيت 
كرم: يعني لو اتجوزت مش هطفشيها قال
لي لي تبتسم بخبث: انا طيبه مليش في الأذيه 
كرم: امال اية، بنتي وعارفك 
لي لي: بجد والله يا بابي، مبتجوزش ليه
كرم:علشان مش عاوز اجبلك مرات اب
لي لي: وانت ذنبك ايه 
كرم: ذنبي اني مش عاوز اجبلك مرات اب
لي لي: ملكش دعوه بيه
كرم: هو في ايه.. انتي جيبالي عروسه؟ 
لي لي: في كتير،...... بجد يا بابي انا نفسي يكون لينا عيله واخوات،.. ودا مش هيحصل غير لو انت اتجوزت 
كرم: واحده غيرك كانت خافت ابوها يتجوز
لي لي: هخاف لو هتجوز واحده تبعدك عني، بس انا متاكده انك مستحيل تبعد عني 
كرم: طيب وماما؟ مش هتزعلي اني اتجوزت غيرها؟!
لي لي: ملحقتش اعرفها عشان ازعل لو اتجوزت،...( تتابع) ومش يمكن اللي هتجوزها تعتبرني بنتها 
كرم: وانتي محتاجه ام؟!
لي لي بتنهيده: اكيد،.. بس انا مش زعلانه لأنك انت عوضتني عن حنان الام.... لكن احتمال اللي هتجبوها تعوضني كمان،... ماهي الست غير الراجل بردو 
كرم: مفيش حد هياخد مكان امك،.. وعمري ما هلاقي اللي تعوضك عنها،.. وطول ماهو كده ف انا مش هجبلك مرات اب 
لي لي : انا زعلانه عليك انت يا بابي
كرم: لا متشغليش بالك بيه، انا راضي 
لي لي: انت حر، هتعنس 
كرم: هعنس؟... انتي بتجيبي الالفاظ دي منين؟!
لي لي: معايا بنت في المدرسة بتعلمني،.. وبتقولي ايه ياسطا ههههه
كرم: ياسطا؟.....( يتابع بتحذير) مسمعش انك بتتعاملي معاها تاني، انتي فاهمه
لي لي: حاضر يا اباشا 
كرم: بنت 
لي لي : خلاص يا بوب توبنا 
كرم: هضربك 
ترفع يدها بتبرائه: باشا مش هتكلم تانى
يمسك اذنها: هضرررربك 
لي لي: خلاص يا بابي ههههه مش هتكلم والله
يتركها: طيب نامى يلا 
لي لي: لسه شويه
كرم: نامى علشان تصحي بدري
لي لي بعبس: اوووكي، اتفضل تصبح على خير
كرم: بعد شويه هاجي تاني لو لقيتك بتلعبي في التاب هكسره 
لي لي تضع التابلت على الطاولة وتنام: نمت والله نمت، يلا بقا ( تتثاوب) تصبح علي خير يا بابي
كرم: وانتي من اهله حبيبتي

( رفع عليها الغطاء وقبل جبينها ثم تركها وعاد لغرفته، ليتصل بسامح)

سامح: باشا؟!
كرم: لسه صاحي؟!
سامح: ايوه 
كرم: انا روحت عند الست... اقصد البنت دي، وشكلها هتتعبنا
سامح: ما انا قولتلك يا باشا،.. دي بنت مسترجله ومبتضحكش
كرم: فعلاً، هي جد بزياده.. وسكة الكلام المعسول مش هتنفع معاها
سامح: طيب إيه؟!
كرم: عاوزك تاخد بالك من الشغل،.. انا الاسبوع ده اجازه 
سامح: ليه ياباشا خير
كرم: عشان الموضوع ده،.. هي مينفعش معاها مقابله علي الماشي،.. دا احنا لازم نكثف المجهود واكون في وشها طول الوقت
سامح:تمام متشغلش بالك على الشغل....بس انت ناوي تتبع معاها اي طريقه
كرم بتنهيده: مش عارفه،.. زي ما قولتلك مش هيمشي معاها الكلام المعسول، ولا الفلوس حتي
سامح: امال ايه اللي هينفع
كرم: لسه هشوف 
سامح: هي عرفت انك كرم المهدي؟ 
كرم: ولا هتعرف قبل ما توافق
سامح: والله ما عارف هتقنعها ازاي بشكلها ده
كرم: هي فعلاً شكلها صعب جداً،.... لكن هتصعب علي مين، انا كرم بردو 
سامح: ههههه طبعاً يا باشا، كرم المهدى واحد مفيش غيره
كرم: بحب فيك تطبيلك ليه، وعشان كده لسه مشغلك معايا يا سامح 
سامح: ههههه عيب يا باشا انا مهما اقول موفكش حقك 
كرم: ايوه كده نافقني يا وديع هههه.. تصبح علي خير يا سامح 
سامح: وانت من اهلو يا باشا 

( اغلق الخط وجلس علي سريره ليفتح الاب توب، وينظر للمعلومات التي جمعها عنها، ويدقق النظر في صورتها ويسأل نفسه ماذا سيفعل معاها )

( كانت تجلس بغرفتها وهي مُمسكه بالرسمه، وتسأل نفسها،.. كيف رأها ليرسمها بدون تعابير الحزن التي لا تفارقها، ولماذا أخفى شحوب وجهها وتعبه ومن اين له ان يعرف شكل شعرها وهو منسدل وممشط ليرسمه بهذا الشكل، رغم انها دائما تطويه ،.... ولماذا رسمها بهذا الشكل الجميل وهو يظهر عليه انه جيد جداً في الرسم وكان يستطيع ان يرسمها بحالتها التي رأها بها بدون ابتسامه... وظلت تفكر هكذا حتي غفت في نوم عميق)

"أتى اليوم التالي واعدت نفسها للخروج لتجد ميسره تقف أمام باب غرفتها"  

هاله: صباح الخير 
ميسره: لا صباح ولا مسا،... رجعيلنا حقنا اللي عاوزة تنهبيه وبعد كده نصبح ونمسي
هاله بتنهيده: انا اتأخرت علي الشغل، نتكلم بعدين ( تتقدم خطوه لتمسك بها وتعيدها)
ميسره: مش هتمشي غير لما ننهى كل حآجه ونبيع، وكل واحد ياخد حقه،.. والا انا مش هسكت وهلجاء للمحاكم وهما يجبولنا حقنا منك

( ظلت تنظر لها وهي تضم فمها بغيظ ثم ترفع يدها وتصفعها على وجهها)

هاله: عاوزة حقوق تانى يا ميسره ولا كده كفاية 
تضع يدها على وجهها وتنظر لها بغضب : بتضربيني؟!.....( تتابع) طبعاً ما الغل اللي جواكي يخليكي تضربي وتاكلي حق اخواتك اللي ابوكي أمنك عليه، فكرك انك بكده هتملي عين حد عشان يبصلك،... لا يا حلوه هما مش هيبصولك علشان جمال عيونك، هما هيبصو للمحل بتاعنا اللي انتي عايزة تنهبيه 
تحبس دمعتها: تقولي ايه.. انا مش جميلة زيك، ف بعوض النقص،.. وسعي ( ابعدتها عن طريقها واتجهت لخارج المنزل وهي تسمع سب ولعن ميسره لها ، ف تمشي بشارع والدموع تشوش رؤيتها ولم تركز على الطريق حتى شدها احدهم فجأه من أمام سياره كادت ان تضربها) 

الفصل الثاني من هنا





 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1