رواية العروسة الاسيرة الفصل الثامن بقلم فيوليت وينسبر
لمارك ولذلك احتفظ بها سرا "
واطاعتها رافينا طاعة عمياء ولكن الوجوه التي رأتها في الصور راحت تجول في اعماق عقلها ويطردها
شبح سعادتهما وعندما عادت تواجه
لانونا قالت لها :
" ارجو ان نكون اصدقاء اما اذا اصررت على معاملتي كانسان
"... غريب
قاطعتها الجدة قائلة بوضوح:
" انت فعلا غريبة دخلت المنزل ليلة
امس وكأنك اتيت ضد رغبتك هل كنت تأملين ان يعيش حفيدي
معك في بريطانيا "
واطلقت الجدة ضحكة ازدراء ثم
واصلت حديثها : انت تزوجت من سردي وجذوره ضاربة في هذه الارض وارضه هي حياته. وتزوج ثانية مثلما يفعل عندما يريد ان يزرع ارضه من جديد بعد موسم الحصاد... انه يريد ابنا له
"
واشاحت رافينا بوجهها عندما احست بالعداوة في عيني الجدة التي راحت تتفحص قوامها النحيل " مارك احمق. ان اي فتاة في الجزيرة
قالت لها:
>
تستطيع ان تمنحه نصف دسته اطفال اذ يبدو من تصرفاتك كأنك لم ترغبي يوما في ان يلمسك رجل وكانت ملاحظة شديدة ابدتها دونا " جاكوست التي رأت جانبا من الحياة فأصبح في وسعها ان تتبين بوضوح نظرة العروس المدلهة بالحب وقد رأت من رافينا موقف الممانعة
متخذة مظهر الانسانة الاسيرة وكأن
افكارها واشواقها تعيش على مبعدة
اميال سألتها لانونا :
" هل انت شقية؟ "
بدأت رافينا تسير نحو الباب وهي
تقول :
" كيف اكون سعيدة وانت تقولين لي
انني افتقد المزايا التي يجب ان تتوفر في الزوجة. لست محبوبة ولا يرحب احد بوجودي ومع ذلك لا استطيع ان اعد حقيبتي وارحل بحرية من هذا
"
البيت وجذبت الباب تفتحه واسرعت تهرب من صالونها وانزوت في كهف مارك راغبة الا يعثر عليها احد كان موعد تناول طعام الغذاء قد حان
وعثر عليها رينزو ولكنها تمسكت بالصمت وهي تتناول الطعام مع مارك وجدته. وعندما غادرتهما الجدة لتستمتع بالقيلولة علمت رافينا من زوجها ان حفل الزفاف قد اعده اهل الضيعة وسيقام هذه الليلة. واشعل مارك سيكارا
واستلقى على المقعد ثم قال:
" هذا الحفل دائما يقام عندما يتخذ البادرون لنفسه زوجه سوف تستمتعين به وسيرقص الشباب رقصة ايطاليا الشعبية ... الترنتيلة. وسترتدي الفتيات ثيابهن القومية وستنتخب فتاة منهن لتقدم لك
" هدية
وعضت رافينا شفتيها ورأت بعيني خيالها وجه دوناتا المشرق فقالت: " ولكن يا مارك هذا معناه انه لم يسبق لك الزواج من قبل "
لاحت مظاهر القوة في عينيه وعلى
فكه وهو يقول :
" سيقام الحفل وعشيرتي في
انتظاري. انهم يعملون بجد واهتمام
وعند حدوث مناسبة سعيدة يمرحون
بحماس شديد وانت يا سنيورا دي كورزيو ستشعرين بالسعادة وانت مرتدية اجمل اثوابك "
قالت له :
" هل نسيت انك القيت الماء البارد
ليلة امس على اجمل اثوابي "
قال :
" اجل حتى انقذك من الاحتراق وانا
اعرف كيف يشعر المرء عندما
يلسعه نار الحريق "
قالت : مارك انني اسفة لانني ابدو بلهاء
في موقفي تجاه الحفل. لم اتوقع
اقامته . . و ... "
واكمل كلامها :
" والحديث الذي تبادلته مع لانونا
ترك في نفسك شعورا بالاكتئاب "
ومال بجسمه الى الامام وتطلع مليا
الى وجهها وكانت رافينا تجلس على وسادة وذراعيها حول ركبتيها فبدت صغيرة السن ووقورة. واردف سألها : " ماذا قالت لك جدتي؟ هيا اخبريني
"
" هي... حسنا... قالت انك سوف |
تتركني في الكازا عندما تقوم برحلات
العمل. لي الحق يا مارك ...."
فقاطعها قائلا:
" في ان تكوني بصحبتي.. اليس
كذلك؟ " ان ارى جاردي عندما تذهب الى
" بريطانيا
" مفهوم ولكنني لن اذهب الى بريطانيا الا بعد فترة طويلة. رحلتي
قال مارك وهو يعود بظهره الى الوراء ويرفع يده ليدخن السيكار:
المقبلة ستكون الى روما "
قالت :
" مارك ... هل تدعني اذهب معك "
ولم تكن رافينا تتصور انها سوف تبقى في هذا المنزل الغريب المسكون بتلك الفتاة التي تضع طرحة فوق شعرها الاسود وصورتها المعلقة في برج المادونا والتي رحب بها الجميع
واردفت رافينا تقول :
" اعتدت ان اتجول بطريقتي الخاصة
ولن اكون مصدر ازعاج وسأبتعد عن طريقك عندما تلتقي بالناس
لتجري معهم محادثات العمل "
|
ولاح لها ان وقتا طويلا انقضى قبل
ان يقول لها متهكما:
" طبعا سأصحبك معي لانني اذا
تركتك هنا وحدك ربما تفكرين في الهرب ثانية
وتصاعد دخان سکاره فاختلط بأشعة الشمس التي كانت تتدفق عبر النوافذ النصف مفتوحة وكان لون عينيه السوداوين عميقا وكان جانب وجهه غارقا في الظل فلم تجد الامر هينا لان تشكره على وعده لصحبتها معه في رحلته الى روما. انه يريدها معه لتظل تحت بصره ولم تعد تثق في عدم ثروته اذا ما فكرت في الهروب مرة ثانية. سألته سريعا :
" هل زرت روما من قبل؟ "
قال: " اجل "
ونزع بتفكيره الى الماضي وكأنما كان يتطلع الى الاماكن التي رأها ويحمل لها اجمل الذكريات ثم عاد الى
الحاضر ليستطرد قائلا:
" قضيت شهر العسل هناك!