إلى ابني،الذي غادر مبكرًا جدًا،لست بحاجة إلى أي شيء في هذا العالم، الا أن أرى وجهك الجميل مرة أخرى، لقد تركتني مبكراً يا ولدي وسأفتقدك إلى الأبد سأحتفظ بذكرياتك حية ولن أتوقف أبدًا عن الغضب من الحياة لفراقنا عن بعضنا البعض. لكني سأظل راضي بقضاء الله. فريد الديميري
________
وقف وسط المقابر يحمل جسد طفله الصغير ضمه الي صدره بقوة وقبله قبل أن يوريه الثري
بعدها انصراف الجميع بعد أن قدما له واجب العزاء
وقفت والدته تبكي وزوجة عمه فنظر اليهم فريد:
لو سمحتي يا ماما خدي مرات عمي واتفضلو، انتو وياريت مفيش حد يكلم سوسن في حاجه لحد ما اقعد معاها وافهم ايه اللي حصل لحافظ بالظبط
ردت عليه زوجة عمه وحماته في نفس الوقت:
ما انا قولتلك يا فريد أن سوسن مش في الفيلا، بعد ما الولد مات مشيت وسابتنا وقالت محتاجه يومين تستجمع فيها نفسها بعيد عنا بالذات بعد اتهام والدتك ليها بالاهمال فيه والتسبب بموته
اخذ فريد نفس عميق ونظر الي أمه وقال:
طيب يا ماما شكرًا لمساعدتك ليا بجد، اظن انا قولتلك ملكيش دعوة بيها، ليه تجرحيها وتتهميها
بدون دليل أو برهان،
دنت منه والدته امتثال تعتذر منه وتواسيه في موت ابنه وحفيدها،لكنه بعد عنها وتجنبها قائلًا بحزم:
لو سمحتي يا ماما ارجوكي سبيني لوحدى محتاج اقعد مع ابني قبل ما أودعه
لم يكن في يدها شئ تفعله فأخذت زوجة عمه وحماته ووذهبت بها الي بيتها في المزرعة،
ام فريد فجلس أمام قبر صغيره الذي رحل عن العالم دون أن يري من الحياة خيرها او يقاسي من شرها
دمعت عيناه علي فراقه وتذكر محادثة والدته اليه التي أبلغته فيها بخبر وفاته وقال لها بالم:
ماما بتقولي ايه حافظ مات، ازاي الدكتور قال إنه بيتحسن مش ممكن اخسره هو كمان، يارب لو ده اختبار ليا صبرنا يارب، يارب رحمتك يارب
تنهد بالم واكمل حديثه معها قائلًا:
ماما اوعي تدفني حافظ الا لما اجي، عايز اشوفه واضمه لصدري لاخر مره في حياتي الصبح هكون عندك باذن الله، مش هتاخر عليكم
اغلق معها الاتصال،حاول الحجز علي اول طيارة ذهابه الي مصر وحين لم يجد حجز علي طائرة ذاهبه الي المانيا ومنها اللي مصر ووصل في تمام السادسة صباحا تاني يوم
من أن وصل الي الفيلا هرع الي غرفة صغيره حافظ فرآه ممدد في مهده بلا حراك، خطفه من فراشه ضمه الي صدره بقوة واعتصر جسده في عناق قوي
انتفض فريد حين شعر ببرود جسده الذي كان بارد كبرودة الثلج، نزلت دموعها الساخنه علي وجنتاها
وقال محدثًا إياه بالم يجتاح جوانحه:
اه يا حافظ فارقتك مرتين مره في ابويا ومره فيك
هو انا مكتوب عليا الم الفراق لكل غالي
ظل يبكي فراق ابنه ويضمه الي صدره في حالة من الجنون يريد أن يبعث الدفئ في جسد الصغير البارد
كل هذا كان بلا جدوى فروحه فارقت جسده وأصبح جثة هامدة خالية من الحياة والدماء
بعد فترة من الوقت ارتضي بقضاء الله، وبدا تغسيله بيده وتكفينه واه واه ما اصعب علي الاب تكفين صغيره بيده، فقد كان قلبه يتمزق ويدمي المًا
ثم حمله وسافر الي بلدته ووري جسده الثري والان يقف أمامه قبره يودعه الوداع الاخير قائلًا بحزن:
اه يا حافظ خذلتك انت كمان بس غصب عني يا قلب ابيك، انا مسافرتش غير لما اطمنت عليك وانك بتتحسن لو كنت اعرف انها اخر ايامك مكنتش فارقتك لحظة، والله قلبي بيبكي عليك قبل عيني
سامحني يا حبيبي;
انا اللي ظلمتك مش امك مكنش لازم اسمح ليها تكمل الحمل بعد اللي اكشفناه، لانك جيت للدنيا اتعذبت فيها اكتر ما عشت. وفي الاخر مت وانا بعيد عنك، انت كنت نعمه مستهالهاش سامحني يا حافظ سامحني يا ضنايا يارب رحمتك يارب
ظل يبكي علي قبره وينعيه الي ان ربت علي كتفه أحدهم استدار اليها واستقامة ناظرًا اليه بود فقالت:
الباقية في حياتك يا ابني، الست هانم لسه مبلغني
يا حسرتي قلبي عليه ملحقش يرتاح من الالم اللي شافه من يوم ما اتولد ، ربنا يرحمه
أؤما فريد برأسه حزنًا وسألها باهتمام:
ليكي حق والله يا خالتي ملحقش يتحسن ومات، بس قوليلي انت هنا ليه سالت عليكي اول ما وصلت
تنهدت زينب وردت عليه بخجل:
والله يا بيه مش عارفه اقولك ايه، بس كنا بنجهز لفرح فاروق ابن اخو عويس، ما صدقنا نسي حبه وهجر فرحه ليه واهو هيتجوز بقي ويشوف حاله،
الا صحيح مفيش اخبار عنها وحشتني اوي اووي وانت قلت انك عارف طريقها وهتطمني عليها
تنهد فريد بقوة وقال بتردد:
ايوه عارف مكانه وقريبا هزورها كنت خلاص هوصل ليها بس جه خبر موت حافظ مع صدمه حصلتلي اجل كل حاجه، المهم انت هترجعي امتي عايز اخد رايك في أمر مهم
طالعته زينب باستغراب:
ما تقول يا فريد بيه خير، وغوشت قلبي اوعي يكون حصل حاجه لفرحه دا انا اروح فيها
ربت فريد علي كتفها بارتباك وقال:
اهدي يا خالتي زينب فرحه بخير، خلي ثقتك بالله كبيرة، محدش بياخد أكثر من نصيبه،
شوفي هتروحي امتي وبلغيني انا هفضل يومين هنا بالعزبة اغير فيهم جو قبل ما ارجع الفيلا بمصر
لو احتاجتي اي حاجه بلغيني لحد ما ترجعي اتفقنا
ابتسمت له زينب بمودة وقالت:
والله يا بيه انا مش عارفه ارد جمايلك انت والست امتثال هانم ازاي، ربنا يباركلي فيك ويردك يا فرحه ليا بالسلامه اللهم امين
غامت عين فريد بحزن وقال:
كله بأمر الله يا خالتي، اتفضلي انت روحي كملي تجهيزات فرح فاروق، وبلغيه لو محتاج اي حاجه انا تحت امره، واعتذري منه لاني مش هقدر احضر الفرح، انت شايفه الظروف
نكست زينب راسها ارضا خجلًا منه:
والله احنا اللي مكسوفين منك يا فريد بيه، الواجب ناجل الفرح، بس مينفعش دي دخلته بكرة وصعب ناجل كل حا فجأة ياريت تسامحنا
تنهد فريد بقوة ورد عليها:
لا يا خالتي مفيش حاجه، كملي فرحكم علي خير، حافظ في مكان احسن من هنا كتيى وزي ما قولتي ارتاح من الالم اللي كان عايش فيه
انا والله لولا حزني كنت حضرت فرح فاروق وباركت ليه بنفسي، كفاية عليه صدمته في فرحه وهو صبر كتير وان الاوان يفرح ويتجوز،
يلا روحي انت وقوليله اني مش زعلان وربنا يتمم ليه علي خير وعقبال اولادك ان شاء الله
شكرته زينب بامتنان وقالت له :
ربنا يكرم اصلك يا بيه ابن اصول بحق ربنا، اللهي يعطيك ويباركلك في مراتك ويهديهالك ويرزقك منها اللي يعوضك خسارتك لولدك حافظ
سرق فريد شبه ابتسامه من وسط أحزانه وقال:
والله ما في أهدى منها، بس ادعي ليها تعقل وتصدق اني بحبها بجد وعمري ما حبيت غيرها
رفعت يدها الي السماء ودعت بهدية زوجته اليه، ورد ابنتها الي حضنها حتي تقر عيناها برؤيتها
***********
بعد انصراف زينب والدة فرحه ظل فريد بضع الوقت امام قبر صغيره يودعه ويرثيه الي ان شعر بالوهن والالم يحطم وجدانه، فودعها وغادر الي العزبة
عاد الي الفيلا بالعزبة ما ان دخل اجري اتصال بأحدهم وانتظر الرد:
بعد اكثر من اتصال ردت عليه بصوت خامل:
الو مين معايا
رد فريد بحدة:
انا فريد الديميري يا هدى فين سوسن انا عارف انها عندك خليها تكلمني حالًا أو تفتح تليفونها
ارتبكت الفتاة التي ردت عليه وقالت بتوتر:
سوسن نايمه يا فريد بيه، ياريت تسببها دلوقتي ترتاح من صدمتها في موت حافظ
زفر فريد بحدة وضيق واجاب:
ماشي يا هدى خليها عندك يومين تهدى أعصابها ونفسيتها انا عارف ان صعب عليها اللي حصل، بس بلغيها اني في العزبة هفضل فيها مدة انا كمان اربح اعصابي عايز لما ارجع القيها في الفيلا فاهمه
وياريت تعرفيها اني مش بحملها موت حافظ، واتهام ماما ليها كان ظالم وانا مش هسكت عليه
سمع تنهيدة قوية بجوارها فعلم انه سوسن تستمع إليه فأكمل بحماس:
هدى بلغيها سلامي وقوليلها اني محتاج ليها أكثر من الاولي خليها ترجع وبلاش عناد سلام
اغلق الاتصال فسألته أمه بغيظ:
ممكن افهم محتاج لسوسن في ايه، اللي كان مخلي ليها مكان بينا حافظ واهو الولد مات عايز ترجعها تاني ليه يا فريد انا مش طايقاها في بيتي
امتعض فريد من هجوم والدته وفرض رأيها عليه وقال بهدوء حذر محاولًا السيطرة علي غضبه:
لو سمحتي يا ماما بلاش تضغطي عليا، البيت ده بيتي انا وانا بس اللي اقول مين بعيش فيه ومين لاء وياريت تطلعي سوسن من دماغك لان كرهك ليها ده ملوش اي داعي والله، وياريت تاخدى مرات عمي وتسافرو مصر محتاج اقعد لوحدى مع نفسي شويا
ثارت عليه امتثال بغضب:
بقي ده جزاىي يا فريد تقولي بيتك وتعيش فيه اللي انت عايزه، خلاص مبقاش في اي تقدير ليا عندك
بعد اللي عملته علشان احافظلك علي ثروتك
ضرب يده في الحائط منفسًا عن غضبه الذي فقد السيطرة عليه لاول مره ورد عليه بحدة:
حافظتي علي ايه، خدي كل المال ورجعي ابني تاني لحضني، انا ياما قولتلك المال ده ملعون اهو بسبب المال ده مراتي ماتت وابني مات ومراتي التانية بعدت عني، كفاية بقي يا امي ارجوكي كفاية
انا اللي فيا مكفيني مش كفاية عليكي وجعي وحرماني من ابني
زعلانه مني لاني قولت بيته، مهو بردك بيتك بس اديني مساحة استعيد فيها السيطرة علي حياتي
زفر بضيق وحنق يطبق علي صدره وقال:
ولا تزعلي يا ماما اتفضلي الفيلا والمال والثروة والبلد كلها هسيبهم ليكي
وانا هسافر ومش هتشوفي وشي تاني ارتحتي
لم تصدق امتثال ثورة غضب ابنها عليها وقالت:
أهدى أهدى انا مكنتش متخيله انك بتحبها اوي كده،. وبعده عنك هيتعبك بالشكل ده، حقك عليا وسامحني، ولو عايزني اروح ليه بنفسي واعتذر منها وارجعهالك وافهمها كل حاجه انا موافقه، المهم عندي تكون بخير ولا اني اشوفك مدمر بالشكل ده
اخذ فريد نفس طويل وضم والدته الي صدره وقبل راسها وابتسم بجزع:
وجعي وألمي علي موت ابني، بس مش هنكر اني بحب مراتي ومشتاق ليها جدا، بس اعتذارك ملهوش داعي يا ست الكل، انا هرجعها وهصالحها بطريقتي
رغم اني زعلان منها اوي بسبب موقفها مني لكن انا مسامحها لان قلبي ميقدرش علي فراقها أكثر من كده، بس هي تهدى عليا وانا هعوضها
القي جسده المنهك علي الأريكة وقال:
ماما بعد اذنك لو انت نازله مصر خدى مرات عمي معاكي، عايز اعيش لوحدى بعيد عن أي ضغوط محتاج أرتب اولوياتي، وانا فترة كده وهرجع ليكم أرتب شوية حاجات قبل ما اسافر علي انجلترا،
ثم قبل يدها كنوع من الاعتذار لثورته عليها واكمل:
ادعيلي يا امي ربنا يهدى مراتي عليا، اوعدك اخلص رسالتي وا
رجع مصر ومش هسافر تاني ابدا، لان بعد ما حبيبتي ترجع لحضني مش هسمح للغربة تفرقني تاتي عنها، اه يا ماما لو تعرفي مشتاق ليها ازاي، لولا الحداد علي ابني كنت رحت ليها ورجعتها
ابتسمت له امتثال وتمنت له السعادة والعودة اليه حتي يسعد قلب ابنها بالحياة معها وتنجب له الذرية التي تعوضه حرمانه من ابنه
ضحكت فجأة وقالت له وهي تشير اليها:
شوفت اهي حماتك جت علي السيرة ، زي ما تكون حسا انك بتتكلم علي بنتها، يلا اسيبك معاها واطلع انا اجهز نفسي للسفر سلام
تركته امتثال بجلس وحده مع حماته، ليخبرها فريد بخططه المستقبليه مع ابنتها عشيقه روحه
****************
في لندن
بعد مرور شهر علي سفر فريد، عادت كاثرين الي حياتها العملية بعد أن فكت الجبس وشفيت جروحها
وفي الإجازة الاسبوعية،
ذهبت الي زيارة ابنتها سامنتا وطلبت من جيسي ان تأخذها لزيارة خالتها وابنها في الريف الانجليزى
وافقت جيسي علي مضض فهي امها ولا تستطيع
رفض طلبها وبالذات انها لا توجد أي اوراق قانونية بينهم تثبت حقها بالتبني
اخذت كاثرين سامتنا وذهبت الي اختها كي تقضي معها ألويك اند
ما ان وصلت استقبلتها جاكلين بترحاب شديد وحفاوة واخذت منها اختها الطفله وضمتها الي صدرها وقالت:
بقيتي زي القمر يا فرحه، احلي من امك كمان
عادت كاثرين اليهم بعدما غيرت ثيابها وبحثت عن طفل فرحه في البيت ولم تجده فسألتها بلهفه:
اومال فين يوسف مش موجود في البيت ليه
انزلت جاكلين الطفله ارضا وقالت لها بهدوء:
اطمني يوسف موجود بس عند جاره ليا بتركه عندها طول اليوم مع اولادها وباخدها وقت النوم، بصراحه خايفه فريد يوصلي وياخده مني ويبلغ عني كمان
بالذات بعد ما كذبت عليها وقولتله ان فرحه خلفت بنت وماتت مش ولد
نظرت إليه كاثرين شزرًا وقالت بغضب:
ارتاحي فريد من يوم ما صدمتيه بموت فرحه وبنتها وهو اختفي، لدرجة قلقت عليه وطلبت من سام يسأل عنه، ولما راح وسأل عنه عرف أنه سافر تاني يوم مواجهتيه في المستشفي، ومرجعش تاني
خلاص يا جاكلين فريد فقد الامل في فرحه وابنها
بس غريبة عرف منين انها حامل
غمغمت جاكلين بارتباك وقالت:
عرف مني وقعت في الكلام قدامه من غير ما احس
ما انت كنت موجودة وقت ما وجهني ولا نسيتي
المهم مالك زعلانه كده علشان سافر اهو ريحنا من الضغط والقلق اللي سببه لينا بوجوده
كده هربي يوسف وانا مرتاحه، ثواني اروح اجيبه
خرجت جاكلين كي تاتي بالطفل وظلت كاثرين تنظر الي مجموعة الصور التي تجمعه بها وبيوسف وطفلتها سامتنا، فلاحظت الشبه الكبير بينه وبين ابيه وتتسالت بالم وحزن كبير تعمق بداخلها:
ياتري ابنك من سوسن شكلك زي يوسف كده،
ولا شكل والدته
تنهدت بتثاقل وضمت طفلتها الي صدرها بحنان وهي تتأمل ملامحها، وابتسم بمرح:
الحمد لله انك مش شبه باباكي، كان زمان انكشف امري وعرف بوجودك وخدك مني
فجأة نهضت عند دخول جاكلين تحمل يوسف ذو العام ونصف، اجلست طفلتها ونهضت وأخذته منها وضمته اليه وقالت:
ماشاء الله كبر يا جاكلين وكله بقي شكل فريد فعلا
ابن ابيه
دفعتها جاكلين بغيظ وثارت عليها:
شكلك وقعتي في هواه انت مجنونه يا كاثرين كنا عايزين منتقم منه للي عمله في فرحه تقومي تقعي في حبه، اعمل فيكي ايه علشان تفوقي
تاففت كاثرين وضمت يوسف وسامتنا الي صدرها بحنان وقالت:
اهدى يا جاكي فريد خلاص سافر ومش راجع حتي لو رجع مش هيفكر فيا، بعد صدمته في موت مراته وبنته،زي ما قولتيله، بصراحه كنت قاسية عليه اووي
حملت كاثرين الطفلين وذهبت بيهم الي غرفتها واكملت حديثها وهي في طريقها :
الاولاد هينامو معايا النهاردة عن اذنك
دخلت الي الغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست تداعب الطفلين وتلعب معهم الي غفا الاثنين في حضنها ضمتهم اليها وقبلتهم واراحت راسها علي وسادتها ، الي ان قالت وهي تتأمل يوسف:
ابوك وحشني اوووي يا يوسف، نفسي اعرف ظهر في حياتي ليه وعلقني بيه مدام ناوي يختفي، فين وعده باني هكون ليه مهما حاولت ابعد عنه لكن في الاخر هو اللي بعد وسافر لمراته حبيبها ونسيني
ظلت تحدثهم وهما نيام الي ان غفت هي الاخري،
في صباح اليوم التالي حضر ابيها وقضي اليوم سويا
رغم سعادة كاثرين بوجودها بينهم إلا أن فكرها ظل مشغول علي فريد الذي غاب منذ شهر ولم يعود
بعد انتهاء الإجازة ارجعت ابنتها سامنتا الي جيسي وستيف وعادت هي الي عملها:
*******
مرت بها الايام ثقيله ومبهمه، الي ان اتي يوم أصابها فيه الرعب,والخوف من مواجهة غير متوقعه
حين اتت اليها أحد الزميلات بالعمل وقالت بذعر:
اهربي كاثرين اليو هنا ومعاه امر من المحكمه باستلام بنتهمنك، بس الغريب هو عرف منين
لم تشعر كاثرين بنفسها الا وهي تقع ارضا مغشيًا عليها، فاقت بعد فترة لا تعلم كم طالت لتنظر حولها بحيرة فرات بعض صديقاتها معها وسام
نهضت وامسكت يده وقالت برجاء:
سام قولي فعلا اليو هنا ومعاه حكم باستلام البنت بس ازاي عرف
ربت علي كتفها وقال بهدوء:
متقلقيش اليو مش معاه حكم محكمه ولا حاجه كل الحكاية عمل لعبة ذكية ومنها اكتشف انك خلفتي بنت وحاليا بيدور عليكي علشان يعرف بنته فين
حتي لو رفع قضية بالاوراق اللي قدر يوصلها باثبات استحالة يتحكم ليه فيها ، لانه غير امين علي البنت بسبب السوابق اللي عليها وسوء سمعته
اخذت نفس عميق وظلت تردد الدعاء في سرها، الي. ان انصرف اصدقاء الا سام الذي اخذ يدها بين يداه وسألها بقلق:
كاثي ممكن اعرف انت علاقتك بفريد وصلت لفين، هو الوحيد اللي يقدر ينقذك من ابتزاز اليو ليكي ده ملياردير، والفلوس عنده ملهاش اي اهمية
اسبلت كاثرين عيناها وقالت بالم:
علاقتنا انتهت قبل ما تبتدى، من يوم ما سافر معرفش عنه حاجه المهم قولي اليوم فين دلوقتي
غمغم بريبة من ردها المبهم وقال:
اليو مشي طبعا بعد ما اتاكد من عدم وجودك، لكن متستبعديش يجي في اي وقت علشان يوصلك
بس انا أكدت علي الأمن لو شافه يبلغك
تنهدت براحه وتغلغلت الطمأنينة الي قلبها من جديد، ونهضت عن الفراش وشكر سام الذي امسك يدها وقال بحرارة:
كاث مدام موضوعك مع فريد مش هيكمل ما تفكري تكملي حياتك معايا، انت عارف انا...
اشاحت بنظرها بعيد عنه فقطع حديثه شاعر برفضها
مشاعره نحوه وعزمه علي الارتباط بها، لكنها دائما ما صدتها حتي الان وهي في شدة الاحتياج لإنسان صادق يقف بجوارها ابتسم سام بجزع وقال:
الظاهر أن مفيش فايدة مهما اعمل قلبك مش ملكك علشان تختاري بحريتك، انا اسف اوعدك متكلمش معاكي تاني في الموضوع ده،
يلا غيري الطقم بتاع الشغل، وتعالي معايا اوصلك
ردت عليه بابتسامه مقتضبة وقالت:
اوك ياريت تسبقني انت وانا هحصلك وشكرا علي كل حاجه عملتها علشاني، انت لولا وقوفك جنبي ومساعدتك ليا مش عارفه كان هيحصلي أيه
بجد يا سام انت ونعم الاخ والصديق
منحها شبه ابتسامه وتركها وهو يؤكد علي انتظارها في سيارتها حتي يوصلها كم اتفق معها
غيرت كاثرين ثياب العمل وخرجت مع أحد زميلاتها
وأثناء خروجها سمعت أحدهم يناديها بقوة:
كاثرين كاثرين
استدارت ونظرت إلي من ينادى عليها ، فدنا منها الي ان وقف امامها وسألته بريبة وتوتر شديد:
نعم اي خدمه، حضرتك عايزني في ايه
رد عليها الرجل وهو بتفحصها من أخمص قدمها الي منبة شعرها وقال بتعجب وريبة:
انت مين؟!