رواية اصقلها شيطان الفصل الثالث 3 بقلم سماح سماحه





رواية اصقلها شيطان الفصل الثالث 3 بقلم سماح سماحه



نامت سدرة بفراشها المتواضع في بيت خالتها تنظر لسقف غرفتها بشرود تفكر هل ما تفعله صواب أم خطأ فقد أنتهت لتوها من مكالمة الفيديو الليلية التي أصبحت جزء من روتينها اليومي منذ شهرين وكل ليلة تحقق رقمًا من المال ليس بقليل تقوم بأرساله فورًا لماجد حتى يحوله لنقود عينيه ليدخرها مع باقي نقودها لديه، تشكلت أمام عينيها فجأة صورة مشوشة لوالديها فخفق قلبها خوفًا وتسائلت بداخلها.

- تفتكري يا سدرة مامتك وباباكِ كانوا هيفتخروا بيكِ لو لسه عايشين.

فجاء صدح بداخلها صوت ضميرها يقرعها مجددًا للمرة المليون.

- بتسألِ عن بشر ميملكوش ضر ولا نفع وناسية ربك يا سدرة، يا ترى أنتِ مستعدة للقاء ربنا لو أجلك نفذ دلوقتي، يا ترى جاهزة للحساب.

حاولت سدرة التماسك وهى تبرر ما تفعله.

- انا مبعملش حاجة غلط عشان أخاف، انا بلبس نقاب ومبيظهرش مني حاجة غير عينيه والفلوس اللي بكسبها من ناس مش عارفة قيمتها بخلي ماجد يطلع تلتها للفقرا والمساكين.

صرخة غضب من ضميرها تفجرت بداخلها جعلت قلبها ينتفض كرهًا وبغضًا على عقلها الذي يحل الحرام ويبرر الخطأ.

- كفاية كدب بقى أنتِ مش مقتنعة ولا عمرك هتقتنعي بالقذارة دي بس أنتِ سلمتي أمرك لماجد يلعب بيكِ زي ما هو عايز وأنتِ عارفة أن مفيش راجل حر يحب واحدة ويخليها تعمل كدا.

هزت سدرة رأسها والدموع تنهمر من عينيها.

- لأ ماجد بيحبني وخلاني أعمل كدا عشان نتجوز بسرعة ونكون مع بعض في أقرب وقت وأول ما فلوس جوازنا تكمل هيخليني أبطل زي ما وعدني.

نامت سدرة وهى تحاول أخماد ذلك الصوت المقيت بداخلها ووضعت يديها على أذنيها كي لا تسمع همساته بها وهى تهتف بتوالي.

- فوقي يا سدرة قبل فوات الآوان، فوقي يا سدرة قبل فوات الآوان.

لكن نومها كان عبارة كابوسًا ضخمًا يجثم على أنفاسها يبتلعها داخله حتى كادت أن تلفظ أنفاسها فأنتفضت منه صارخة بقوة تغلق أذنيها بيديها كي تصمهما فلا تسمع ذلك الصوت.

- كفاية، كفاية، انا مبعملش حاجة غلط.

فتحت خالتها ميسرة الباب وهرعت نحوها تضمها بلهفة وهى تردد بجزع.

- بسم الله الرحمن الرحيم، الله أكبر، الله أكبر، أيه يا حبيبتي مالك دا كابوس تاني ولا أيه؟.

تعالت شهقات سدرة داخل حضن خالتها وتشبثت بها تدفن وجهها به، وبدأت تهدأ حينما استمعت لصوتها يرتل قصار الصور من القرآن الكريم فكان له مفعول السحر فقد بدأ النوم يراود جفنيها حتى اثقلهما وجعلهما ينطبقان مستسلمان لسلطانه، وحين استمعت خالتها لصوت أنتظام أنفاسها ابعدتها عنها برفق وأرقدتها بفراشها ودثرتها جيدًا ثم تركتها وغادرت الغرفة عائدة لزوجها مرة أخرى حتى يجدا حل لفزع سدرة المتكرر دون معرفة سببًا لهذا.


يُقال ذاتِ يوماً يقع كائن من يكُن في هيام الحُب ها أنا الكائن في حُب معشوقي وقعتُ تخطيت تلك المشقات معكَ وتلك المتاعب معكَ وتلك الآلآم معكَ ها أنا اليوم معكَ اسأل...

- انا مش عارفة يا حسان سدرة فيها ايه، كل شوية تقوم منها وتفضل تصرخ وتعيط.

اعتدل حسان من نومته متكئًا على ذراعه.

- انا بقول نوديها للشيخ أحمد أمام المسجد يقرا عليها آيات الروقية وأيات فك السحر يمكن تكون مسحورة ولا محسودة.

أومأت ميسرة برضا فقد استحسنت أقتراحه حتى ينصلح حال أبنتها.

- عندك حق يا حسان بس ياريت تستعجل عشان البت داخله على امتحانات اخر السنة وخايفة الحالة دي تأثر عليها ويحصل حاجة لا قدر الله.

هز حسان رأسه يطمئنها.

- متخافيش انا أول ما هشوفه الليلة في صلاة الفجر هقوله وأن شاء الله هخليه يجي ليها في أقرب وقت.

أبتسمت له ميسرة ممتنة لأهتمامه بسدرة وكأنها أبنته فعلًا.

- تسلملي يا حسان والله ما عارفة من غيرك كنت هعمل أيه دا أنت بتعمل لسدرة اللي أبوها نفسه مكنش هيعمله.

نظر حسان أمامه ومسحة حزن تومض في مقلتاه.

- الأب اللي ربى يا ميسرة وسدرة متربية على إيدي من صغرها ويعلم ربنا أن حبها في قلبي كبير يمكن لو كانت من صلبي مكنتش هحبها كدا، بس عشان اتحرمت من الأبوة حاسس بنعمة وجودها في حياتي أكتر من أي راجل تاني ربنا رزقه بالخلف، عارفة ليه يا حبيبتي لأنها بتكمل النقص اللي عندي وربنا جعلها سبب أنها تملى فراغ حياتنا وتحسسك بالأمومة عشان متزهقيش مني وتسبيني.

أقتربت من ميسرة وجلست بجواره تربت على كتفه ثم أمسكت يده تقبلها بحب.

- أنت عمرك ما كان عندك نقص في حاجة وانا عمري ما كنت هفكر حتى أن أسيبك عارف ليه يا حبيبي لأني أكتفيت بيك عن كل حاجة حتى الأطفال، أنت عندي بالدنيا وما فيها عمر عيني ما شافت راجل ليها غيرك ولا هتشوف بأذن الله، ربنا يبارك ليا في عمرك وميحرمنيش منك يا روح قلبي ونور عينيا.

ضم حسان زوجته لصدره مقبلًا جبينها بحب.

- ويخليكِ ليا ويبارك ليا فيكِ يا حبيبتي، انا عارف حبك الكبير ليا وربنا يعلم انا بحبك قد ايه، وقطعة السكر ربنا جعلها عوض لينا أحنا الأتنين، ربنا يخليها لنا ويصلح حالها ويفرحنا بيها.

أغمضت ميسرة عينيها في حضن زوجها بعدما شعرت بالراحة والأمان والتي تستمدهما من أنفاسه ورددت بصدق.

- اللهم آمين، دا هيكون اسعد يوم في حياتي أن شاء الله.

وعند سدرة باتت ليلتها تحلم بثعبان ضخم يركض خلفها يريد أفتراسها وهى تعدو أمامه مسرعة حتى أنهكت قواها ووقعت أرضًا مستسلمة لقضائها وأغمضت عينيها تنتظر ألتهامه لها، لكنها فتحت عينها على رجلًا لا تضح ملامحه لها يمسك بيده سيفًا يحارب به الثعبان حتى أبتر رأسه بشجاعة ثم نظر لها يهز رأسه بأسف وابتعد عنها حتى تلاشى صورته من أمامها، وشعرت بشيء يوكزها بيدها فنظرت بجانبها فلم تجد أحد لكنها استمعت لصوت خالتها يناديها من بعيد.


- سدرة قومي يا حبيبتي كل دا نوم الساعة بقت عشرة، سدرة قومي بقى يا بت غلبتيني.

أجبرت سدرة على فتح عينها فوجدت خالتها توقظها حقيقةً، فزفرت بقوة وهى تسألها بضيق.

- ايه يا خالتو في أيه لكل دا؟.

مسحت ميسرة على رأسها بحب.

- قومي يا حبيبتي بسرعة عمك حسان استأذن من شغله ساعتين لأنه جايب الشيخ أحمد أمام المسجد يرقيكِ ويحصنك من عنين الناس عشان متشوفيش الكوابيس دي تاني.

نهضت سدرة ورفعت عنها الغطاء ووقفت تتخصر بيديها.

- ومين قالك بقى يا خالتو أن الكوابيس دي سببها حسد ولا الكلام اللي بتقوليه دا، كل الحكاية أن الأمتحانات قربت وانا متوترة بسببها مش أكتر.

أشاحت لها ميسرة بيدها.

- متوترة ولا مش متوترة أحنا بناخد بالأسباب زي ما ربنا قال مش أكتر وبعدين احنا مش هنعمل سحر ولا شعوذة دا الشيخ أحمد راجل أزهري ومن طول عمره عايش معانا ووسطينا ونحسبه على خير أن شاء الله وعمره ما قبل يعمل حاجة تغضب ربنا، استعجلي وقومي جهزي نفسك على ما أعمل ليهم قهوة.

عادة سدرة لحاضرها حيث تجلس على فراشها كعادتها مؤخرًا تسترجع ذكريات مضت منذ عامين وأكثر، زفرت بضيق وهزت رأسها بندم وهى تجلد ذاتها لسامحها لذلك الشيطان باستغلالها حتى وقعت في براثنه ونجح في أخذ براءتها وفطرتها منها وأصبحت مثله لا تخشى الحرام ولا العيب وأنساقت في دروبه كسوق الحيوانات بعدما أوقفت عقلها عن التفكير، أغمضت عينيها بأسى واستغفرت ربها مرارًا وتكرارًا وبينما هى كذلك لاح في ذاكرتها ومضات من ليلة أمس حينما كان هارون يراقصها وينظر في عينيها بقوة وتركيز فرأت في عينيه لمحات من حبه لها لكنه يجاهد نفسه كثيرًا حتى يؤده داخل مقلتيه ويمحي اي أحساس بداخله ناحيتها، دمعت عينيها وهى تتمنى أن يعطيها الفرصة للصفح عنها ومحو خطيئتها.

- لو بس تنسى يا هارون وتسامحني هاعيش طول عمري أعوضك عن جرحي ليك، أنت متعرفش انا بحبك قد أيه انا لو أطول أفديك بحياتي والله ما هتأخر.

ثم رفعت وجهها للسماء ودعت ربها بيقين.

- يارب أنت قادر تلقي عليه محبتي وتخليه يسامحني، يارب انا توبت ليك فتقبل توبتي يا الله.

في مجموعة البنا للبناء والتعمير جلس هارون في مكتب رئيس المجموعة الخاص به وأمامه الكثير من الملفات الورقية يراجعها بدقة وتركيز، استمع لصوت نقرات متتالية على باب الغرفة فأمر لزائرة بالدخول.

- أدخل.

دخلت سكرتيرته الحسناء تتمايل بقدها المنحوت.

- الأستاذ حمدي النائب بتاع حضرتك بره وطالب يقابلك يا فندم.

أومأ هارون لها وأشار لها محذرًا.

- خليه يدخل، ومش عايز أي مقاطعة ولا حتى تليفونات لغاية ما أخلص معاه.

هزت رأسها بتأدب وأنسحبت من أمامه بنعومة كاذبة جعلته يسخر منها بداخله.

- حاضر يا فندم.

ثم خرجت من الغرفة ودخل مساعده وهو ينظر في أثرها وعيناه تفيض من الوله.

- أخ عليها لو بس تميل بنت اللذينة دي.

أبتسم هارون وهز رأسه بيأس من تعقل ذلك الأرعن.

- مش هتعقل بقى ولا ناوي تفضل طول عمرك كدا.

أشار حمدي لباب الغرفة.

- لو الجنان هيوصلني ليها فانا مستعد اتجنن بس ترضى عني.

ثم ضيق عينيه وسأله بنزق.

- أنت أزاي قادر تمسك نفسك قدام حلاوتها ولا طعامتها دي مش فاهم دا انا لو منك كان زماني............ هييييه، ولا بلاش لحسن تقول عليا ذئب بشري.

ضحك هارون بصوت مجلجل.

- لسه هقول عليك ما أنت فعلًا ذئب بشري يا أخي، هو لولا تحذيري ليك أن موظفات شركتي خط أحمر كان زمانك موقع نصهم، وبعدين انا مش زيك انا واحد المظاهر مبقتش تخدعني لأني اتلدغت منها مرة زمان وخلاص توبت والحكمة بتقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، وكفاية هزار بقى وخلينا في الجد وقولي عملت أيه في اللي طلبته منك.

حك حمدي مؤخرة رأسه بنفاذ صبر من صلابة أبن خالته، وأخرج من جيبه شيئًا ووضعه أمام هارون على مكتبه ثم جلس في مقابله.

- خلاص يا سيدي متفضلش تأنبني عرفنا أنك بقيت ولي من أولياء الله الصالحين، اتفضل دي ميموري عليها كل المعلومات اللي طلبتها وعلى فكرة كان عندك حق في ظنك بخصوص صاحب شركات المهدي فعلًا طلع مريب وليه في اللعب من تحت الترابيزة.

أومأ هارون بتفهم وأمسك بالذاكرة المدمجة ينظر لها بتركيز وأهتمام.

- عمر احساسي ما كدب وديمًا ربنا بينور بصيرتي.

لكنه شرد لثواني ونفسه تحدثه.

- لا احساسك كدب عليك يوم ما خلاك تحب سدرة وما تشوفش حقيقتها الحقيرة.

نفض هارون ذلك الوسواس القهري اللذي يلازمه دائمًا عن رأسه ونظر لحمدي.

- قدرت توصل لمعلومات أكيدة نوقعه بيها.

هز حمدي رأسه بنفي.

- لأ نوقعه فعلًا لسه لأن كل المعلومات اللي عندك دي مجرد شائعات الناس بترددها لكن مستندات حقيقة نقدر نثبت بيها فساده فعلًا أن شاء الله بحاول مع حد وأن صدق هيكون في معانا الورق اللي يودي زاهر المهدي في داهية قريب قوي.

تحفزت تقاسيم هارون وهو يضم قبضة يده على الذاكرة المدمجة.

- هو اللي قرر يلعب معايا لعبه القذر واللي يلعب مع السبع يستحمل عضه.

هز حمدي رأسه بأسف.

- جنت على نفسها براقش، بس قولي عملت أيه المهندس أيهاب عرف أنك كشفته؟.

أبتسم هارون بخبث.

- لأ لسه مدعي الفضيلة وفاكر نفسه الرجل الخارق اللي محدش يقدر يمسك عليه غلطة وماشي ينفذ كلام زاهر بالحرف مسكين ميعرفش أني كشفته من بدري والفضل لربنا وللمعلم عبده مقاول العمال لما قابلك في الموقع ونبهك لتلاعبه في مون الأساسات على غير العادة، فاكر أنه هو الوحيد بس اللي فاهم .

زفرة حمدي بغضب متذكرًا ما حدث.

- انا لما المعلم عبده قابلني وحكالي على اللي لاحظه مكنتش مصدق أن واحد زي الباشمهندس أيهاب الراجل الملتزم الخلوق اللي شغال معانا بقاله اكتر من عشر سنين ملتزم وطول عمره مغلطش في شغله غلطة واحدة يطلع منه التصرف دا والله انا حزنت على اللي وصل نفسه ليه. 









ضرب هارون سطح مكتبه بغضب ونهض متوجهًا لنافذته الزجاجية ينظر عبرها للحركة الدائرة في الخارج وبنبرة يملؤها الحدة خرج صوته هادرًا.

- لا متحزنش عليه إذا كان هو مخفش من ربنا وعمل كدا دا ميستهلش غير أنه يتحرق حي على موت ضميره، انا لولا خايف أن زاهر يدور على حد غيره ويوقعه زي ما وقع إيهاب من غير ما أعرف انا كان زماني كشفته ووديته في داهية بس هصبر لغاية ما أوقعه هو وزاهر مع بعض أن شاء الله.

وقف حمدي وتوجه ناحيته.

- خلاص يا هارون مضايقش نفسك واهدى وتعالى نقعد نشوف مع بعض خطواتنا الجاية هتكون أيه ونخطط ليها صح عشان منسبش ورانا ثغرة يقدر حد منهم يفلت بيها من العقاب اللي يستحقه.

زفر هارون بضيق لكنه تمالك نفسه قليلًا ولف رأسه ينظر له متحدثًا بثقة.

- مفيش حد يقدر يفلت من عقاب هارون البنا يا حمدي، كله هياخد حسابه واكتر من اللي يستحقه كمان، ومتقلقش انا مخطط لكل حاجة تخطيط مظبوط انا بس كنت مستني لغاية ما تجيب ليه معلومة مؤكدة عنه.

ابتسم حمدي وربت على كتفه بفخر.

- كنت عارف أن أبن خالتي مش ساهل وأن شاء الله تقدر تجبهم ودوسهم تحت رجلك زي الصراصير

أومأ له هارون وعلى وجهه ابتسامة ثقة.

- أن شاء الله دا شىء أكيد وفي أقرب وقت كمان.

وقف ماجد أمام سدرة مدعيًا التوتر والأرتباك بنظراته الخائفة ويداه المرتعشة وجسده الذي بدا عليه قلق صاحبه، فعقدت سدرة جبينها بحيرة وسألته حتى تعلم ما حدث أوصله لتلك الحالة.

- مالك يا ماجد في أيه؟!.

- حاسة أن فيه حاجة مش كويسة حصلت ياريت تتكلم وتقولي في أيه بدل ما أنت بقالك أكتر من نص ساعة واقف مش مجمع كلمتين على بعض.

أدعى ماجد الحزن وعلت وتيرة أنفاسه.

- أ ااااااا. انا. ااااااا. انا مم.

أقتربت منه سدرة ومسحت على ذراعه برفق.

- ممكن تهدى وتيجي تقعد وتشرب الليمون اللي خالتي عملته لينا عشان تقدر تحكي ليا فيه أيه مخليك كدا.

استمع ماجد لها وجلس على أريكة الصالون ونظر أمامه بصمت فأقتربت سدرة منه وجلست بجواره وأمسكت بكوب العصير وأعطته له.

- خد أشرب شوية وروق دمك.

أخذه ماجد بيد مرتعشة فسقطت بعض القطرات على يده وبنطاله تبلله وتبلل الأرض من تحته أيضًا فأسرعت سدرة تمسك الكوب من يده وتضعه على الطاولة مرة أخرى.

- حاسب يا حبيبي الليمون هيقع على هدومك.

ثم أخذت محرمة ورقية من على الطاولة أمامها وأمسكت بيده تمسح عنها العصير ورفعت نظراتها له.

- انا عمري ما شوفتك كدا مالك في أيه انا أبتديت أقلق بجد.

هز ماجد رأسه بأسف وضيق وهو ينظر لأسفل.

- مش عارف أقولك أيه يا حبيبتي بس غصب عني والله.

أرتفع وجيب قلبها بقلق وخوف.

- في أيه يا ماجد؟.

ضم ماجد شفتيه ورفع رأسه ينظر لها.

- انا أتنصب عليا الراجل اللي كنت دافع له مقدم الشقة في البرج السكني طلع نصاب وخد فلوس الناس وهرب بيها.

وقفت سدرة تلطم على صدرها بفزع.

- ينهار أسود ومنيل أنت بتقول أيه أيه يا ماجد؟.

ثم تداركت نفسها واسرعت تخفض صوتها حتى لا يسمعها خالتها وزوجها في الخارج وأقتربت منه تسأله بنبرة خافتة.

- أنت بتقول أيه وأزاي دا حصل؟.

دمعت عيني ماجد بزيف وهز رأسه والحزن يلون صوته.

- منه لله مطلعش صاحب البرج طلع واحد سمسار شغال نصاب وحرامي وصاحب البرج الحقيقي ميعرفوش ولا يعرف عنه حاجة اصلًا.

أحتد صوت سدرة قليلًا وسألته بصوت منخفض.

- أزاي ميعرفوش وكان فين وسايب النصاب دا طالع داخل في البرج بتاعه يفرج ناس على الشقق اللي فيه ويمضي معاهم عقودات.

هز ماجد رأسه بأسف.

- مكنش موجود في مصر كان في السعودية بيعمل عمرة وقعد هناك أكتر من شهر.

فاضت عين سدرة بالعبرات المتحسرة.

- طب والعمل أيه يا ماجد دي الفلوس اللي خدها هما كل اللي حيلتنا هنجيب غيرها أزاي دلوقتي.

رفع ماجد كتفيه بقلة حيلة.

- مش عارف انا روحت عملت محضر في القسم ومش انا لوحدي في كتير غيري بس الله أعلم هيقدروا يمسكوا النصاب دا ولا لأ قبل ما يهرب بالفلوس.

هزت سدرة رأسها بحسرة.

- وأفرض مش مسكوه هنعمل أيه أنت متفق مع خالتي وعمي حسان أن الفرح بعد أمتحانات أولى كلية وانا خلاص همتحن نص السنة كمان كام يوم.

رفع ماجد نظراته الخبيثة يغويها حتى يسوقها لدرب الخطيئة مرة أخرى.

- مفيش غير حل واحد بس.

نهضت سدرة بغضب من جلستها تشير له محذرة.

+

- أنسى يا ماجد مش هرجع لموضوع فيديوهات الدردشة دي تاني حتى لو هنسيب بعض خالص أنت فاهم 

           الفصل الرابع من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1