رواية اصقلها شيطان الفصل السادس 6 بقلم سماح سماحه





رواية اصقلها شيطان الفصل السادس 6 بقلم سماح سماحه


وقفت سدرة متحيرة هل تستأذن من هارون وتذهب لزيارة خالتها أم تهاتفها أفضل فربما مازالت مصرة على عدم رؤيتها بعدما رفضت كثيرًا مقابلتها قبل ذلك، زفرت بقوة وظلت تتجول في غرفتها تفكر بطريقة تقنع بها خالتها كي تسامحها وترضى بها عنها وتوافق على الذهاب لإداء مناسك العمرة كما كانت تحلم وتتمنى دائمًا، وحسمت أمرها فالذهاب لها يمكن أن يزيد من حدة غضبها عليها لذا فضلت مهاتفتها حاليًا لجس نبضها، أمسكت الهاتف وطلبت رقم خالتها وظلت تعيد الأتصال بها عدة مرات حتى أجابت عليها ميسرة أخيرًا بعد أن أصبح عدد المكالمات الفائتة أكثر من عشرة.

- السلام عليكم.

شهقت سدرة ودموع الفرح تلمع في عينيها عند سماعها لصوت خالتها فقد اشتاقت كثيرًا له بعدما أمتنعت ميسرة عن كلامها أو رؤيتها لعامين كاملين.

- وعليكم السلام، أزيك يا ماما عاملة ايه وحشتيني قوي.

اعتصر الألم قلب ميسرة وودت لو كانت أمامها لأخذتها في أحضانها تفرغ كل شوقها في عناق طويل، لكنها تمالكت نفسها ولم تبدي تأثرها وتجلدت وردت بنبرة جافة.

- أفندم خير مش حسان قالك أني مش موافقة على عرضك الكريم، وقالك أني لما أحب أروح العمرة هروحها من فلوسي لأنها حلال عشان جاية بالتعب والعرق مش فلوس حرام جاية بالساهل، ممكن أعرف بتتصلي عايزة أيه وأنتِ عارفة أن استحالة أغير رأيي ولا ضميري؟.

نشج صوت سدرة بالبكاء.

- أرجوكِ يا ماما اسمعيني بس الأول وبعد كدا أبقي قرري اللي أنت عايزاه ولو مش عايزة تكلميني بعد كدا براحتك انا مش هزعجك تاني خالص.

غلت الدماء بعروق ميسرة غيظًا فقد تسلل لداخلها شعور الشفقة عليها وهى لا تريد أن تشعر ناحيتها بأي عاطفة حتى لا يرضخ قلبها لها ويسامحها على الكوارث التي فعلتها ولا يعلم بها أحد غيرها، فغلظت صوتها وصاحت بها بقوة.

- اسمعيني أنتِ الأول وياريت الكلام اللي هقوله ليكِ تحطيه حلقة في ودنك، انا ولا عايزة اشوفك ولا عايزة اسمع صوتك ولا عمري هقبل حاجة منك عارفة ليه لأن فلوسك حرام وانا مبقبلش الحرام على نفسي ولا على بيتي فاهمة، وياريت متتصليش بيا تاني لأن دي أخر مرة هرد عليكِ واكلمك فيها.

ثم أنهت المكالمة دون أن تضيف حرف واحد وتركت سدرة تقف مصدومة تنظر للهاتف بحسرة وألم نزلت دموعها وأنتحبت بصوت مرتفع بعض الشيء.

- بتعيطى ليه؟!.

أنتفضت سدرة بفزع على صوت هارون التي تفاجأت به يقف خلفها فهى لم تشعر بدخوله لغرفتها، فأكمل هارون تقريعها بقسوة ساخرة.

- أيه كنتِ مستنية منها تطير من الفرحة مثلًا دي مش زيك دي واحدة عندها ضمير وعزة نفس مش واحدة بتبيع نفسها للي معاه أكتر.

يُقال ذاتِ يوماً يقع كائن من يكُن في هيام الحُب ها أنا الكائن في حُب معشوقي وقعتُ تخطيت تلك المشقات معكَ وتلك المتاعب معكَ وتلك الآلآم معكَ ها أنا اليوم معكَ اسأل...

تعالت شهقاتها وحاولت أن تبرر له أنها كانت ضحية لشيطان اصقل اخلاقها وشكلها على يديه لتصبح مثله.

- انا عمري ما كنت وحشة كدا بس حظي السيء هو اللي وقعني في طريق شيطان عرف يشكلني ويخليني زيه، انا مبعفيش نفسي من الخطأ بس انا كنت معمية بالحب ومشفتش عيوبة زي ما أنت حبتني ومشوفتش عيوبي لأن قلبك هو اللي كان بيحركك وبيتحكم فيك زي قلبي بالظبط.

ابتسم هارون بمرارة وهو يهز رأسه.

- للأسف عندك حق في كل اللي قولتيه من سوء حظي انا كمان أنك دخلتي حياتي في توقيت كنت محتاج فيه للحب بعد سنين عجاف عشتهم زي الراهب مبفكرش غير في الشغل وبس، عشان كدا مشفتش حقيقتك الحقيرة، ومشغلتش بالي غير باللي قلبي محتاجه ولغيت تفكير عقلي، لكن عايزك تعرفي حاجة أنك مهما ندمتي وأعترفتي بذنبك دا مش هيشفعلك عندي، وياريت توقفي دموع التماسيح دي لأنها مش هتغير صورتك قدامي أنتِ ذنبك كبيرصعب أنه يتنسي بسهولة وميمحهوش غير الدم.

أغمضت سدرة عينيها بمرارة وحزن وصرخت به بقوة.

- عارفة، انا عارفة أنك مش ممكن تسامحني لا أنت ولا خالتي ولا اي حد تاني عشان كدا بتمنى الموت في كل لحظة وكل دقيقة يمكن ساعتها أرتاح من العذاب اللي عايشة فيه، ولولا أن ربنا حرم الأنتحار كان زماني أنتحرت من زمان.

هز هارون رأسه يدعي اللامبلاة وخرج من غرفتها مسرعًا قبل أن ينهار تجلده ويضمها لصدره يربت على جرحها علّه يضمده ولو قليلًا، لكنه لن يستطيع فعل ذلك فكيف يفعله وقلبه جروحه غائرة بسببها ومازال هناك حواجز قوية بنيت بينهما كلما حاولت هدمها يعيد عقله بنائها وترميمها وتقويتها حتى لا يراها قلبه من خلال شروخ تصدعها ويسرع بهدمها بكل قوته كي ينعم بقربها الذي يتمناه، لذا اسرع بالهرب من أمامها وأختبئ برحاب غرفته كي يعيد ترميم ما صدعه ضعفها وبكائها أمامه.

بقيت ميسرة بعد أن أنهت مكالمتها مع سدرة تنتحب بصمت وداخلها يتقطع لإشلاء على ما فعلته بفلذة كبدها نعم فسدرة أبنتها هى، أبنتها التي سهرت وتعبت الليالي في تربيتها فليست الأم من تحمل جنينها في رحمها فقط بل الأم أيضًا من تربي وتنشأ وتعلم وتصقل مبادئ أطفالها، ووسط طوفان الألم الذي يعتريها شردت محدثة نفسها.

- يا تري أيه اللي انا أو جوزي قصرنا فيه عشان سدرة ينتهي بيها الحال كدا؟.

- تربية وربيت حب وحبيت أهتمام وكنت مهتمة بيها ومخلية عيني عليها في كل تفصيلة من تحركاتها حتى لو صغيرة، ونصيحة ونصحتها وكنت ديمًا بوعيها لتقع في الغلط، وحسان كمان أشهد الله له أنه كان بيخاف عليها وبيحبها أكتر مني يبقى ليه هى عملت كدا في نفسها وفينا.

ثم شرعت تضرب كفيها ببعضهما بحسرة وألم.

- أه يا حرقة قلبي عليكِ يا بنتي وعلى كسرة قلبي يوم ما شوفتك وأنتِ بتعملي الفيديوهات الزفت على دماغك عشان تجيبي بيها الفلوس للمجرم اللي أسمه ماجد، ولغاية دلوقتي كتمة في قلبي ومقدرتش أقول لحد حتى حسان، منا هقوله أيه، هقوله بنتنا اللي ربناها أحسن تربية مشيت في طريق الغواية بسبب شيطان غواها وخلاها تعمل فيديوهات قذرة.


هزت رأسها بنفي وعبراتها تفيض بغزارة.

- لأ مهما كان أنتِ بنتي وحتة مني ومش هخلي صورتك تتهز قدام حد حتى حسان ومش هيعرف حاجة لأنه لو عرف هتكسر ويكرهك يا سدرة وانا مش عايزاه يكرهك، انا صحيح لسه مجروحة منك بس مفيش حد هيحبك قدي ومسير الأيام هتداوي جرحي منك وأرجع أخد في حضني من تاني.

سقطت سدرة منهارة على الأرض في وضع شبه نائم تنتحب بقوة وهى تتذكر تلك الليلة الكئيبة التي كانت بمثابة السيف القاطع الذي قطع أواصر المحبة بينها وبين خالتها، فكما أعتادت أن تفعل كل ليلة منذ أن طاب منها ماجد أنتظرت حتى أوت خالتها وزوجها إلى الفراش وبدأت في أعداد العدة من أجل مكالمة الفيديو المعتادة وبسبب تسرعها نسيت أن تغلق باب غرفتها عليها وبعد أن فتحت المكالمة وأسترسلت في الكلام بغنج والضحك بميوعة لمجاراة الطرف الآخر وبينما هى مندمجة وجدت خالتها تقف فوق رأسها وعلى وجهها تبدو الصدمة متجلية ومئات من علامات الاستفهام في عينيها، أنتفضت سدرة من مكانها بفزع وخوف فوقع حاسوبها المحمول من فوق قدميها أرضًا فأنفصل لجزئين وتضررت شاشته لكنها لم تعيره أهتمامًا ونزعت النقاب عن وجهها حتى تستطيع التنفس بعدما أنقطعت أنفاسها عن رئتيها فكادت أن تفقد وعيها لولا أن تمالكت نفسها وحولت تبرير ما فعلته لها فخرجت الكلمات من فمها متقطعة مهزوزة.

- خخخخ خخااالتي انا مبعملش حاجة غلط انا بلبس النقاب عشان محدش يعرفني.

اتسعت عينيها بخوف من شحوب وجه ميسرة فمن يراها يظنها فقدت الحياة فلمعت العبرات في عينيها وقلبها تزداد دقاته ولم تتمالك نفسها وأنهارت في بكاء مرير يلهب ماءه وجنتيها، وحاولت تبرير فعلتها الشنعاء بلسان بدا وكأنه أعجميٍ عليها لا تجيد التحدث به.

- ممممم، مماجد ههو اااااللي ططلبب مني كدا عشان أجيب فلوس كتير اللي تخلينا نتجوز بسرعة.

هزت ميسرة رأسها بحسرة ورمقتها بخزي وحزن وألم ثم أنسحبت بصمت وهى تشعر أن كل جزء في جسدها قد توقف عن ممارسة عمله، فعقلها توقف عن التفكير وقلبها توقف عن النبض وعيناها توقفت عند صورتها وهى ترتدي النقاب فوق منامتها الليلية وأذنيها لا تسمع سوى صوتها وهى تتحدث مثل فتيات البغاء، الشئ الوحيد الذي كان يعمل بها هما قدماها اللتي حملاها لخارج 









 الغرفة بصعوبة بالغة وهوتا بها على أقرب أريكة وظلت متخشبة عليها حتى رفع آذان الفجر وخرج زوجها من غرفتهما ليجدها هكذا، فى البداية ظنها تصلي لكنه عندما أقترب منها وجدها شاردة تنظر لأرض الردهة بصمت، أقترب منها وهزها برفق كي تفيق من تصنمها لكنها لا تستجيب فأضطر لهزها عدة مرات حتى استجابت له ونظرت ناحيته فوجد عبرات متحجرة في عينيها تعجز عن الخروج، أنتابه الخوف عليها فقد ظنها مريضة فجلس بجوارها ولف ذراعه على كتفها يضمها لصدره وسألها برفق.

- مالك يا ميسرة فيكِ ايه يا حبيبتي، أنتِ تعبتي تاني؟.

وكأن سؤاله كان الشرارة الذي فجر البركان بداخلها فقد أرتمت على صدره وبدأت في البكاء بصوت مرتفع يهتز جسدها بفعله، أندهش حسان مما يحدث لزوجته لكنه فضل الصمت حتى تخرج كل ما يجيش بداخلها من مشاعر سلبية في البكاء كي ترتاح وتستعيد توازنها النفسي.

وقفت سدرة خلف باب غرفتها تبكِ بقهر لا تقوى على الخروج فمواجهة خالتها الأن هو الجحيم بعينه وهى كالفراشة الرقيقة التي ستحترق جناحها بمجرد أن ترى النار، جلست بوهن تبكِ خلف الباب وتلوم نفسها لما وصلت إليه من سوء وتدني، وظلت تدعو ربها أن يقبل توبتها ويغفر لها ما أقترفته من ذنوب و يرقق قلب خالتها عليها وتعفو عنها كما سيعفو عنها لأنه هو الغفور الرحيم الذي قال في محكم التنزيل أدعوني استجب لكم وهى ستظل تدعو الله بالتوبة إلى أن يقبل دعائها.

استفاقت سدرة من شرودها في ذكرياتها المخزية ودمائها تغلي في عروقها من ظلم هارون وخالتها لها نعم هى أخطأت ولكنها تابت لخالقها منذ وقت طويل وألتزمت بكل أمور حياتها لما لا يغفران لها ويسامحها ويبدأون جميعهم صفحة بيضاء نقية لا ذنوب أو أخطاء أو كره بها، لما لا يمنحاها فرصة ثانية حتى تثبت لهما أنها تابت وتطهرت من وصمتها، نهضت سدرة وفي داخلها قوة عجيبة تدفعها لمواجهتهما وستبدأ بمواجهة زوجها كي تدافع عن نفسها فهى لن تستلم لذلك الوضع الذي يفرضه عليهما، وقررت أن تخيره أم أن يصفح ويعفو أو يتركها للأبد وتعود لحياتها القديمة قبل أن تراه وتعرفه، توجهت لغرفته وفتحت بابها بقوة دون أن تطرقه أولًا وخطت بداخلها لكنها لم تجده فاسترق سمعها الجلبة التي تصدر من غرفة ملابسه فذهبت ناحيتها لتجده يقف يرتدي بنطال رياضي اسود ويجفف رأسه بمنشفة في يده، فوقفت خجلة من رؤيتها له هكذا وبدأت ذرات دمها في الأنتشار على وجنتيها تعلن عن خفقات قلب متسارعة، نظر لها هارون زاويًا ما بين حاجبيه متعجبًا من هجومها على غرفته فسألها بضيق.

- خير جاية زي القطر اللي من غير فرامل كدا ليه؟.

نسيت سدرة حرجها من وتحولت ذرات الدماء الخجلة إلى أخرى غاضبة ودفعتها للهجوم عليه دون أن تعقل ما تفعله وصرخت به.

- أنت فاكر نفسك أيه عشان كل شوية تجرح فيا وتسمعني كلام زي السم الموت عندي أهون من أني أسمعه، بس خلاص انا مش هسكت ليك تاني ولازم تسمعني وتفهمني.

تشابكت خطوات سدرة وكادت أن تقع أرضًا لولا أن تلاقها هارون بذراعيه وحماها من الوقوع في الأرض لكنه لم يحميها أو يحمي نفسه من الوقوع في الخدر الذي أنتشر في كل جسديهما بعد أن أطلقت شرارة أول لمسة تلهب مشاعرهيما وتضج بصخب عارم بداخليهما جعلهما يتخليان عن حذرهما ويتقربان من بعضهما ليمتصا ترياق الحياة من شفتي بعضهما، ابتعد هارون عنها قليلًا بأنفس متسارعة يغمض عينيه وهو لا يدري أيلوم نفسه على ما حدث أم يكمل ما بدأه وينهل المزيد من شهد شفتيها الغاوية، لكن سدرة التي فقدت كل طاقتها ومقاومتها لم تعطيه الفرصة ليبتعد عنها فقد جذبته لها مجددًا فقد اشتاقت له حد الألم وتريد الاحساس بدفئ أحضانه، فظلا الأثنان يرتويان من بعضهما حتى عاد لهارون تعقله وتملك منه الغضب على نفسه لأستجابتها لتلك الجنية القادرة على التلاعب به وبقلبه وقتما تشاء، لذا تمالك نفسه وأبتعد هذه المرة بوجه جامد وفجر في وجهها كلماته القاسية.

- شكل المصلحة اللي عايزها مني المرة دي كبيرة صح؟.

عقدت سدرة حاجبيها بدهشة.

- مصلحة أيه وليه بتقول كدا؟.

رفع هارون كاتفيه ثم أنزلهما بتسأول.

- أصل انا أتعودت منك على كدا كل ماتكوني عايزة حاجة تعملي أي حجة تقربي بيها مني.

ثم أنفجر ضاحكًا بسخرية.

- هههههههههه.... أيه فاكراني لسه ساذج وهصدقك تاني يا شاطرة.

هز رأسه وقد بدا الغضب متجليًا على وجهه.

- ما هو الحكمة بتقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، وانا متلدغتش منك وبس انا قلبي مات بسببك فمتحاوليش معايا تاني لأنك هتكوني أنتِ الخسرانة.

لمعت عين سدرة بحزن وترقرقت بها العبرات وأقتربت منه تلفح أنفاسها الملتهبة وجهه.

- لا يا هارون أرجوك كفاية ومتحاولش تبعدني عنك تاني حبي وأشتياقي ليك مش تمثيل وأنت عارف ومتأكد أنه نابع من جوه قلبي بلاش تعاند وتكابر وضيع أحلى أيام عمرنا في الأنتقام.

ثم وضعت كفها على صدره ناحية قلبه.

- أنت عايز تفهمني أن ضربات قلبك العالية دي لما قربت منك مش حب، ولا نظراتك اللي كلها عشق دي مش حب، ولا رعشة شفايفك لما لمسة شفايفي دي كمان مش حب، راجع نفسك يا هارون قبل ما ألأنتقام يضيعنا من بعض تاني.

ثم أجهشت في البكاء وهى تضع جبينها على صدره.

- انا بحبك يا هارون بحبك وندمانة على كل أخطائي في حق ربنا وحقك وحق أهلي، أرجوك يا حبيبي ضمني ليك ومتبعدنيش عنك تاني، انا معترفة بذنبي وتوبت لربنا وأن شاء الله ربنا هيقبل توبتي ويسامحني.

وأبتعدت عنه قليلًا تنظر له برجاء.

- أنت ليه مش عايز تقبلها وتسامحني ليه؟.

أحتدت نظرات هارون وأمسك بمعصميها يهزها بقوة.

- عشان انا مش أله أنا بشر بشر، والبشر مخلوق بيتجرح ومش بينسى جرحه بسهولة، وأنتِ مش بس جرحتِ قلبي أنتِ هنتيني في رجولتي ودي حاجة صعب أسامح فيها فاهمة.

لم تستطع سدرة تحمل المزيد من الألم فأنهارت قوتها بين يديه القاسيتين وفارقها وعيها وكم تمنت لو كانت روحها هى التى فارقتها وفرقت تلك الحياة حتى ترتاح من ذنبها الذي يلاحقها في كل نفس تتنفسه، تسارعت دقات قلب هارون عندما وجدها ترقد أرضًا بوجه شاحب ويداه بدأت تستشعر البرودة التي تغزو يديها، فأنحني عليها يحملها برفق ويضعها على فراشه لأول مرة منذ أن تزوج بها 

          الفصل السابع من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1