رواية اصقلها شيطان الفصل السابع 7 بقلم سماح سماحه





رواية اصقلها شيطان الفصل السابع 7 بقلم سماح سماحه


حاول حسان مع ميسرة كثيرًا كي تسامح أبنتيهما وقطعة السكر التي تنكه حياتهما بالطعم الحلو لكنها كانت أعند مما يتخيل وفي كل مرة كان يحل به اليأس قبل أن تلين له، لكن هذه المرة قرر أن لا يأس مع الحياة فالطالما في صدره أنفاس تحركه سيظل يلح عليها حتى يرقق قلبها على سدرة وتسامحها، فعزم أمره هذه المرة بعد أن استمع لصوت بكائها من خلف الباب عند عودته من العمل فهو كله يقين أن سبب بكائها هو بعد فلذة كبدها عنها، جلس بجوارها يربت على فخذها برفق.

- مالك يا حبيبتي بتعيطى ليه؟.

هزت ميسرة رأسها بنفي.

- انا مبعيطش ولا حاجة دي عيني اللي وجعاني شوية.

ابتسم حسان وهو يضمها لصدره.

- وصوت عياطك اللي سمعته من ورا الباب دا كان أيه؟.

ثم ربت على ذراعها برفق.

- انا عارف السبب وعارف أن قلبك مش مطاوعك أنك تقسي عليها.

أحتدت نبرة ميسرة وهى تصيح به.

- اسكت يا حسان أنت مش عارف حاجة، انا قلبي محروق على حبي وحناني عليها وتربيتي فيها اللي راحت هى ضيعتهم بكل سهولة عشان واحد أقل حاجة تتقال عنه شيطان شبيه الرجال.

زفر حسان بقوة وأومأ برأسه ولمحة حزن تلمع بعينيه هو الآخر.

- لأ عارف يا ميسرة، عارف أيه اللي مزعلك منها الزعل دا كله.

أبتعدت ميسرة عنه تنظر لها بتسأول.

- قصدك ايه بعارف دي يا حسان؟.

نظر حسان لأسفل وهز رأسه بحزن.

- سدرة حكت ليا على كل حاجة وهى بتقر بذنبها وندمانة وكمان حكت ليا عن السبب اللي خلاكِ تقاطعيها المدة دي كلها.

أنهمرت عبرات ميسرة بحسرة.

- ويا ترى قالت ليك أيه هو السبب يا حسان ؟.

هز حسان رأسه بضيق.

- أه قالت ليا لما دخلتِ عليها وقفشتيها وهى بتعمل مكالمات الفيديو اللي ماجد أجبرها تعملهم عشان تجيب له فلوس، وحكت ليا على تخطيطه القذر واستغلاله ليها لما شغلها في الشركة اللي شغال فيها عشان يستولى على فلوس صاحبها، هارون الكبير وقالت ليا أزاي شككوا هارون الكبير في أبن أخوه هارون الصغير وطرده من بيته وشركاته وكمان ماجد استغل أنه بقى لوحده ومضاه من غير ما يعرف هو أو سدرة على عقد بيع مجموعة شركاته لسدرة عشان يضمن أن لو جراله حاجة أبن أخوه ميطردهمش من بيته ولا من شركاته، وبعد كدا خلى سدرة عملت له توكيل عام وباع لنفسه ودا السبب اللي موت هارون الكبير ولولا أن هارون الصغير كان له موظفين مخلصين جوه الشركة بيبلغوه باللي بيحصل أول بأول وكان واخد أحتياطه وجاب واحد صحبه محامي وعملوا مع بعض خطة وقعوا بيها ماجد في الفخ أوثبتوا أنه نصاب ورجعوا مجموعة الشركات تاني بأسم هارون البنا كان زمان هارون مازال فقير مشرد في الشارع وماجد بيتنعم بفلوس عيلة البنا وسدرة كمان كان هيكون مصيرها زي هارون بعد ما ماجد خد منهم كله حاجة وطردها هى وجوزها العجوز بره حياته.

يُقال ذاتِ يوماً يقع كائن من يكُن في هيام الحُب ها أنا الكائن في حُب معشوقي وقعتُ تخطيت تلك المشقات معكَ وتلك المتاعب معكَ وتلك الآلآم معكَ ها أنا اليوم معكَ اسأل...

أومأت له ميسرة بحسرة.

- ولسه بعد دا كله عايزني اسامحها؟.

ابتسم حسان وأومأ لها بإيجاب.

- أيوه عايزك تسامحيها لأنها كانت ضحية يمكن في الأول انساقت وراه بمزاجها بس بعد كدا فاقت ووقفت في وشه ووجهته بكل قوتها لما طلب منها تودي جوزها دار مسنين وتفضل عايشة معاه، معدن سدرة وتربيتها ظهروا لما رفضت ووجهته وراحت شهدت عليه في المحكمة لغاية ما أثبتوا أنه مزور وأتسجن وعشان كدا هارون جوزها وهو بيموت وصى أبن أخوه عليها وطلب منه يتجوزها ويحطه في عينيه لأن عارف أنه بيحبها، بس للأسف هارون نفذ وصية عمه صحيح لكن مقدرش يسامح سدرة زيك لأنها كانت السبب في جرح قلبه والأتنين عايشين مع بعض زي الأغراب ولولا وصية عمه مكنش أتجوزها من الأساس وطردها من حياته.

تجرعت ميسرة ريقها بصعوبة.

- عنده حق يا حسان أصعب خيانة هى خيانة القلب صدقني انا مش قادره اسامحها قلبي مقفول من ناحيتها ومش عارفة أفتحه ليها تاني وأخليه يسامحها، نفسي وقلبي بيتقطع بس في نفس الوقت كل ما اسمع أسمها ولا صوتها بيتحول لحجر صوان.

ضمها حسان لصدره وربت على ذراعها بحنو.

- لأ هتقدري وهتسامحيها دا ربنا غفور رحيم بيتوب على المذنب لما يستغفره هنيجي أحنا ونحرم التوبة على عباده، بنتك كانت صغيرة مراهقة لما الشيطان دا غواها وأنتِ عارفة مدى صعوبة السن دا، المفروض أننا نحمد ربنا أنه نجاها منه وفوقها في الوقت المناسب ومضاعتش مننا، حاولي تفكري زيي وتشوفي الجانب الإيجابي، أه بنتنا غلطت بس مفرطتش في شرفها، أذنبت ذنب عظيم وتابت وأن شاء الله ربنا هيسامحها، لازم نقف جنبها وندعمها ومنتخلاش عنها عشان مترجعش لطريق الشيطان من تاني.

تنهدت ميسرة وهى تومأ له برفق.

- حاضر هحاول يا حسان، وأدعيلي ربنا يروق قلبي من ناحيتها وأقدر اسامحها.

في قصر البنا استيقظت سدرة من نومها لتجد نفسها في فراش زوجها وحيدة فبعد أن أطمئن هارون عليها فضل قضاء ليلته في غرفة مكتبه حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى، فقربها منه يضعفه ويجعله غير قادر على التحكم في نفسه لذا عزم على البعد عنها، لكن سدرة أصرت على مواصلة حربها والخوض فيها حتى تربحها دون خسائر فأستعادت زوجها تستحق أن تحارب الدنيا كلها لأجله، لذا نهضت من فراشه وذهبت لغرفتها وأرتدت قميص منزلي رقيق يصلح أن تظهر به أمام من يعملن بالمنزل فجميع من يعمل به نساء كما أمر هارون، ووضعت القيليل من مستحضرات التجميل تخفي بها أرهاق بشرتها واستعادت به حمرتها المغرية ثم نزلت لأسفل لتجد الاضواء خافتة فقد تأخر الوقت وذهب الجميع لمضاجعهم، توجهت لغرفة المكتب وفتحت بابها بهدوء ودخلت ونظرت في أرجائها فوجدت هارون ينام على الأريكة في وضع غير مريح، فهزت رأسها بضيق وخطت ناحيته بعد أن أوصدت الباب خلفها وأقتربت منه وأنحنت عليه تملس على خصلاته برفق، فوجئت سدرة بذراع هارون القوي يمسك معصمها ويجذبها بقوة لتسقط عليه وهى تشهق بخوف، فنومه خفيفًا يجعله يشعر بأقل حركة تحدث بجانبه، وجدت سدرة نفسها تجثو فوقه وكأنها تعانقه فصاحت به متألمة.


- أيه يا هارون مالك فزعتني!.

رمش هارون عدة مرات كي يتغلب على النعاس المطبق على جفونه ثم نهض برفق بعد أن استعادت سدرة توازنها ونزلت تتكئ على ركبتيها أمامه، فهدر بها هارون بغضب.

- انا إللي أيه، أنتِ أيه اللي جابك هنا؟.

أبتسمت سدرة وأمدت كفيها تحتوي وجهه بهما.

- جيت أشوفك لو محتاج حاجة أعملهالك.

نظر لها بنزق وقلب شفتيه بسخرية.

- لأ مش محتاج حاجة وبعدين لو أحتجت هخلي حد من الشغالين يعملها ليا، ياريت متتعبيش نفسك تاني وأتفضلي روحي أوضتك.

زفرت سدرة بنفاذ صبر ونهضت من أتكائها وفاجأته بجلوسها على قدميه وأحاطت عنقه بذراعيها تقترب بوجهها من وجهه حتى تلاحمت أنفاسهما فألتهبت بقوة وألهبت معها مشاعرهما، وبنبرة رقيقة عاتبته على بروده وتجلده معها.

- هو أنت هتفضل تدعي البرود والقسوة معايا كدا كتير لعلمك انا نفسي طويل ومش بزهق بسهولة.

أبتسم بسخرية وهز رأسه بأستخفاف.

- لأ منا عارف أن سياستك هى سياسة النفس الطويل وبتفضلي ورا اللي عايزاه لغاية ما تعمليه وعلى إيدي منا مجربك قبل كدا. 










زفرت سدرة بضيق وأمسكت كتفيه بيديها تهزه وهى تصيح به حتى يكف عن تأنيبها.

- حرام عليك كفاية بقي، كفاية أنت ليه مُصر ديمًا تفكرني بذنب انا توبت عنه، انا لو وحشة قوي كدا مكنتش وقفت جنبك لغاية ما شركتك رجعت ليك تاني وكمان عمك بدل ما كان يوصيك عليا كان وصاك تطردني.

أحمرت عين هارون بغضب ونفض يديها عنه بقوة فكادت أن تقع لولا أنه أمسك ذراعيها يعتصرهما بين يديه بقوة جعلتها تأن من الألم.

- عمي كان راجل طيب مشفش حقيقتك اللي انا شفتها للأسف قدرتي تخدعيه وتتلوني قدامه بالطيبة لكن انا لأ فاهمة، انا لأ يا سدرة مش هتقدري تخدعيني لأني خلاص بطلت أبقى طيب زي عمي ولعلمك أنتِ متعنيش ليا أكتر من وصية بنفذها لراجل غالي عليا وهبني حياته لغاية ما كبرني وعلمني أزاي أبقى راجل وأقدر أقف على رجليه من غير ما حد يسندني، ولعلمك انا لما أتجوزتك مكنتش بفكر فيكِ كزوجة تلبي أحتياجاتي الشرعية وعشان كدا انا هتجوز قريب وهسيب ليكِ حرية الأختيار لو حبة تكملي معايا على نفس الوضع دا انا معنديش مانع ولو مش موافقة وقررتي الأنفصال فانا هنفذ ليكِ رغبتك بردو وهسلمك ميراثك من عمي عشان مظلمكيش وأظلم نفسي.

تبلورت الدموع بأعين سدرة وهددت بالنزول ورغم تماسكها حتى لا تبكِ أمامه الإ أنها أنهارت تشهق بصوت مرتفع وأحنت رأسها تستند بها على كتفه، فأضعفه ضعفها وأنهار تماسكه بأنهيارها فدموعها الصادقة ونظرات عينيها المنكسرة أوجعت له قلبه ولم يستطع في الاستمرار بأبعادها عنه، فما كان منه إلا أن ضمها بقوة، وخرجت نبرته مرتجفة حزينة.

- بتعيطي ليه مش الفلوس اللي كنتِ عايزاها وبتسعي ليها وانا هحقق ليكِ رغبتك وأديلك منها كتير اللي يكفي رغباتك وطموحك.

ضربته سدره بكفها على صدره وهى مازالت داخل حضنه.

- لأ انا مش عايزة الفلوس انا عايزاك أنت، أنت وبس.

أبعدها هارون عنه قليلًا ينظر لها بلوم.

- ليه..... عايزاني انا ليه؟.

شهقت سدرة وهى تحاوط وجهه بكفيها.

- عشان بحبك ومقدرش أعيش من غيرك.

لمعت عين هارون بعدما شعر بألم جرحه السابق ينضح عليه مجددًا.

- وكان فين الحب دا لما سبتيني وكسرتي قلبي وروحتِ أجوزتي عمي عشان الفلوس.

هزت سدرة رأسها بحزن وحسرة.

- انا مش هدافع عن نفسي لأني مذنبة ومعترفة بذنبي، بس انا كنت صغيرة والشيطان قدر يغويني ويبرمج دماغي أن اللي بعمله صح، مكنتش قادرة أفرق بين الصح والغلط الحلال والحرام، ولا كنت عارفة أن كان أحساسي بيك وقتها حب ولا مجرد إعجاب بيك وبشخصيتك المسيطرة وأنك كنت قادر تعمل كل حاجة في وقت واحد تعتمد على نفسك وتشتغل وتدير كيان كبير زي مجموعتك بحب مواظفينك ليك لأنك أكتر حد بيحس بيهم، تساعد اللي عايز مساعدة وتقف جنب المظلوم لغاية ما تجيب له حقه، انا حبيتك من غير ما أعرف عيني لما كانت تشوفك كنت بتكسف ووشي يحمر من الخجل وقلبي كان بيتجنن ويفضل يدق بسرعة كنت بفقد تركيزي وأتلخبط ومبعرفش أعمل حاجة وأنت جنبي بحس بفرحة كبيرة قوي لدرجة كنت بحس أن في فراشات طايرة جوايا، كنت بستغرب من اللي بحسه ومعرفش أنه حب، والأحساس دا عمري ما حسيته مع حد غيرك بس وقتها كنت مغيبة ومخي متبرمج أن الحب هو الفلوس وبس، لو كنت أعرف أن دا الحب مكنتش ضيعته أبدًا، بس انا عرفت بعد ما ضيعتك من أيديا وأتجوزت عمك، فضلت ليالي أنام معيطة من وجع قلبي.

هز هارون رأسه بأسف فصدقها الذي تتحدث به أوصل له أحساسها بكل كلمة نطقت بها، فقلبه يلح عليه أن يسامحها ويقبل بها كزوجة وعقله يعيد عليه لمحات من ماضيها المشين وزكراياتها المؤلمة أمام عينه حتى يذكره بجروحه والندوب التي تسببت له بها، لكنه رضخ أمام ضعفها فكل ذره داخل خلاياه سامحتها وتتمنى أن يسامحها فقرر أعطائها الفرصة حتى يتيقن أن كانت صادقة أم مازالت ماكرة تجيد التمثيل وتريد التلاعب به مرة أخرى، صمت أمام الصراع الدائر بداخله يتنهد بقوة فخرجت أنفاسه ملتهبة كأن بداخله نارًا ينفس عنها، شعرت سدرة بحربه الداخلية وقررت استغلال الفرصة حتى تعيده مرة أخرى لدرب حبها وخافقها الذي ينبض بحبه بجنون أتعبها، فأستكانت في حضنه تحاوطه بذراعيها وتضع رأسها على صدره وخرجت نبرتها راجية.

- ياريت قبل ما تقولي أنك هتتجوز غيري تموتني بإيديك لأن دا عذاب مقدرش أتحمله، انا بحبك لدرجة أني أموت لو فكرت بس في غيري.

ضمها هارون برفق يضع ذقنه فوق رأسها.

- يا ترى دلوقتي حسيتي بأحساسي لما أتجوزتي عني ولا لما عرفت عن علاقتك بماجد.

نزلت دموعها مرة أخرى وهزت رأسها بحزن.

- حسيت ومن زمان كمان كنت كل ما أشوف واحدة جنبك حتي لو مفيش حاجة بينكم غير الشغل بس، احس بنار جوايا وابقى عايزة أروح أخنقها بأيديه.

أبتسم هارون متشفيًا بها.

- تخنقيها بس انا وصل بيا الغضب أن كنت ببقى عايز أقتلك وأقتل عمي أغلى أنسان على قلبي كل ما أشوفه بيلمسك قدامي، اسكتي أنتِ الوحيدة اللي عرفتيني أن الحب مهما كان كبير ممكن يتحول لكره في غمضة عين.

زفرت سدرة زفيرًا طويلًا قبل أن تقبل وجنته ثم أبتعدت قليلًا تنظر له بحب.

- حقك عليا حقيقي أسفة على كل أحساس مؤلم حسيته بسببي وأن شاء الله هصلح كل اللي كسرته بنفسي بس أنت أديني فرصة تانية.

أومأ لها هارون برفق لكنه أشار لها محذرًا.

- هديكِ الفرصة دي يا سدرة بس من غير أي قرب ما بينا.

وأغمض عينيه يتحكم في أنفعالاته فهو يجاهد نفسه كي لا ينبذها بعدما أبدت له ندمها وتوبتها.

- على الأقل لغاية ما عقلي وقلبي يتفقوا سوا ويتقبلوكِ مرة تانية حبيبة وزوجة.

أبتسمت سدرة بسعادة وهزت رأسها عدة مرات برضا.

- انا موافقة على كل حاجة هتقولها الإ أنك تبعد عني وهصبر لغاية ما ترضا عني رضا كامل يخليك متترددش لحظة في قربك مني.

ضمها هارون لصدره يربت على ظهرها برفق.

- بتمنى من ربنا أنك تكوني قد الثقة دي لأن دي أخر فرصة ليكِ معايا.

شددت سدرة من ضمه بقوة.

- أن شاء الله هثبت ليك أن انا قدها وهنعيش مع بعض أحلى أيام عمرنا ونبقى نفتكر اللي حصل ما بينا ونقعد نضحك مع بعض وأحنا عواجيز بعد ما نكون جوزنا ولادنا وبقينا لوحدنا.

أطبق هارون جفنيه متمنيًا من الله تحقيق ما قالته فهى الوحيدة دون النساء التي أحبها ولم يستطع أن يرى أو يحب غيرها وكلامه عن الزواج مرة أخرى كان مجرد كلمات تفوه بها كي يجعلها تشرب من نفس الكأس التي سقته منه سابقًا. 

         الفصل الثامن من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1