جرح الإحساس أن تضغط على كرامتك من أجل من تحب مُنتظِراً منه أن يكلِّل كرامتك بتاج من الحب، وللأسف لا تجد منه إلّا الجرح والمهانة.
بعد اخر مواجهه بينهم، مازالت فرحه علي عدم اقتناعها بأن ما يربطها بفريد هو زواج بشرع الله وليس صفقة، او خدمة قامت به من اجل امه؛
صارت بينهم الايام منذ تلك الليلة لا تتغير، يخرج فريد في الصباح الي كليته ويعود في الخامسه لاخذها الي دروس اللغة وينتظرها الي ان تنتهي ويعود بها الي الشقة، دون أي حوار او نقاش جدلي،
الا في ألايام التي يكون لديه محاضرات بالكلية في وقت متأخر كان يرسل اليها سيارة خاصه تقلها الي المركز، ويحرص هو علي ان يعود بها، وكان دائما ما يحذرها من المغادرة دونه
استمر الحال بينهم هكذا لا يتغير.او حتي نظرة فرحه الي فريد بأنه زوجها وليس سيده تتبدل رغم معاملته الحسنه لها والاهتمام بكل ما يخص حياتها وتعليمها الذي،بدات تتقدم فيه لتفرغها الكامل له،
الي ان مر ثلاث اسابيع واوشك الرابع علي الانتهاء، وبدات فرحه تشعر بالحنين اليه
لا تعلم هل لاعتيادها علي وجوده ام لعزوفه عنها، فقد كان يعود الي البيت ويدخل غرفته ويغلق عليه
لا تراها الا في اليوم التالي
فبدات تشتاق الي نظراته التي تملكها كانه يحتضنها، وبسمته التي تتسلل الي قلبها فتشعرها بالامان،
والي احضانه التي رغم تطلبه ورغبته الشغوفه بها الا انه رقيق رومانسي ويحتويها بدفئ حنون،
مع زيادة حدة اشتياقها اليه بدات تلاحظ تغيرات في جسدها ومزاجها العام، مع كل يوم يمر عليها وهو بعيدا عنها، وصارت تتمني ان تعود اليه والي تملكه بها ورغبته التي جعلتها تشعر بانوثتها
وتذكرت حين يلامسها كانت تشعر بانه سعيد مرتاح منشي بقربها منه، كأنه ملك الدنيا بامتلاكه اياه،
عندها عنفت نفسها كيف ترفض تودده وهو يحترمها ويضعها بمقامه ولا يقل منها او يعاملها باستعباد،
وتسالت مع نفسها بحيرة:
هو زوجها وعلاقته بها حقه كرجل لها رغبات ولا يريد ان يفتن ولديه زوجة يقدرها ويعاملها باحترام
لهذا بدات تتوتر عند قربه منها او حديثه اليها القليل كانت نظراته اليه جزينه تخترق وجدنها فتهزها،
ارادت قربه وامتلكه لها لعلها تمحي الحزن من عيناه، تبدلت نظراتها اليه لشوق ولهفه ورغبة في القرب منه، كي تنال عشقه الحنون الذي يجعلها كاميرتة وليس فقط زوجته او خادمته كم تظن وتتعامل مع علي هذا اساسها حتي اصابه النفور منها لتدينها من نفسها، ومكانتها لدية التي لا تعلم للان احق يقدرها،
الي ان اتي يوم انفجر فيها الموقف فجاة وانتهت فترة الترقب،
ذلك اليوم كان فريد عائدًا متاخرٌا، دخل الي غرفته دون ان يحدثها كعادته في الأونه الاخيرة، فقد كان يتلاشها ويتجنبها عن قصد، فاخذت هي المبادرة لكي تعقد معه صلح يخلق معه حوار ، مقدمٌا الي التقارب
بينهم من جديد، فدنت من غرفته وقبل ان تطرق بابه سمعت صوته يحدث احدهم وهو يقول:
مشتاق ليكي يا حبي بجنون، محتاج ليكي بين احضاني، اه من حمي شوقي ليكي، امتي ترجعيلي، واضمك لصدري واشبعك من عشقي،
اه يا حبيبتي وقدري الحميل، متشاق لكل لحظه من حياتي اعيشه بين ثناياكي واعوضك عن حياتك قبلي سعادة وهنا لا ينتهي
دمعت عين فرحه بحزن وندم فقد رغب فريد غيرها، واشتاق اليها وتمناها لينعم بالحياة معها، كادت تبتعد عن الباب وتعود الي غرفته فقد خسرته، لكن حين سمعت كلماته الرقيقة التي يشدو فيها بعشقه قائلًا:
حييبتي ،،،،،،
جميلة أنت كمزيج من الشيكولاه الفاخرة التي حين تذوب في الفم تتلذذ النفس بمذاقها الشهي
ناعمة أنت كثوب من الحرير تلفح به جسدى البارد فتلمس النعومه بين جوانحه فهاما به عشقًا
دافئة أنت كموقد نار أشعلته في ليلة شتاء ممطرة فشعر جسدى بالدفء وتلمس الراحة معكي انتِ لا غيرك يا ملاكي وقدري
عذبة أنت كقطرة مياة بللت شفتاي في صحراء جرداء فأطفأت ظمأي وأرتوت منها شراييني بالحياة
رقيقة أنت كفراشة أزهرت حياتي بألوانها الزاهية الخلابة فجعلتني في شوقٍ دائم وعشقٍ لا ينتهي من النظر إليكي أيتها الأنثى
لامست كلماته قلبها وتمنت ان يشدو بها لها وحدها، عندها اشتعلت نار الغيرة في قلبها، وحدثت نفسها بأندفاع وتهور قائلة:
هو جوزي وبيتمناني ويرغبني حتي ان لم يكن يحبني او يعشقني، فبين احضاني وجد السعادة والراحة، وعثرت انا علي الامان والحنان والاحتواء،
اذن لماذا لا امنح له نفسي كي انعم بعشقه وربما انال حبه ذات يومًا، اليس الرغبة طريق للتعود والحب؟!
اخذت نفس عميق وقررت بلا تردد ان تنتهز الفرصه قبل ان تخسره، فقد حسمت امرها وستعيش معها كل ما يريد منها، كزوجة وشريكة ومتعة فراشه،
هو يريدها وهي تتمناه، لماذا العناد، فلتنسي ماضيها وتعيش حاضرها الذي سطره هو لها
انتفضت بداخلها الانثي التي رفضته سابقًا واليوم ستدافع عن ما عطاها لها القدر واقسمت انها ستحافظ عليه وترده اليها، مهما كلفها الامر فهو زوجها ولن يكون لغيرها،
فتحت الباب دون ان تطرق بابه، ودلفت اليه وقبل ان تقترب منه، استدار اليه فريد بغضب، وسالها بحدة:
في ايه يا فرحه، ازاي تفتحي الباب عليا كده بدون استاذان اتفضلي، اطلعي بره ،واقفلي الباب وراكي واوعي تكرريها مره تانيه
لاحظت الهاتف الذي مازال بيده، فتملك منها العناد وبعد ان كانت ستتراجع امام غضبه عليها، اصرت علي اكمال مسعاها لاكتتساب حبه،
عادت الي الباب واغلقته ، لكن وهي مازالت بالداخل واقتربت منه علي استحياء، خائفة من ردة فعله علي تحديها له، لكن خسارته كانت نصب عينيها فلم تتردد، دنت منها الي ان تلاقت عيناها بعيناه فحدق بها بغضب وحيرة من عنادها الغير متوقع وقال:
انت اتجننتي يا فرحه بتتحديني، من امتي اتجراتي ترفضي ليا امر اتفضلي اطلعي بره
هزت راسها برفض واسبلت جفناها بخجل واخذت تبلل شفتاها واستجمعت شجاعتها وقالت:
مقدرش اتحداك يا فريد، بس انت قولتيلي ان لي حق ادخل اوضتك لو كنت زوجت......
وضع يده علي فمها بصدمه، نظر الي الهاتف واغلقه ثم ووضعه علي الطاولة ونظر الي عيناها الخجولة وقال بتمني وتحدى واصرار علي فهم مغزي ما طلب
فكرر حديثه اليها سابقًا :
الا لما تكوني زوجتي، فاهمه يعني ايه زوجة يعني عطاء متبادل ومشاعر محمومه تجعل الروح تنتشي من لذة اللقاء,زي ما هتملكيني نفسك عايزك تملكيني،
مش عايز اخد حقي منك، نفسي اعطيكي حقوقك، مستعدة تبادليني ولا هتسلميني جسدك بلا روح
هزت راسها بخجل ولمعت عيناها ببريق الشوق، فابتسم فريد بزهو وقرر نزع هذا الخجل الذي جعل لقاءاته السابقة بها مجرد اشباع لرغبته فقط،
ملس علي شعرها بهدوء ثم تخللت يداها خصلانه بحميميه ورقه، جعلتها تذوب وتترنح بين يداها حتي ان قدامها لم تعد تقوي علي حملها بعد ارتخاء جسدها باستسلام الي لمساته الساحرية الودودة التي سرقتها الي عالم العشق،
ضمها بقوة الي صدره واستباحت يده جسدها بشوق وشغف ورغبة وفجاة حملها بين يداه، ثم مددها علي فراشه، بدأ ينزع عنها ما ترتديه بهدوء حذر فتلاقت عيناها بعيناه, فرات فيهم رغبة وشوق جارف وبريق لامع منتشي بزهو الانتصار
فاغمضت عيناها خائفه من فضح مشاعرها نحوه كأنه ليس حق ان تحبه بلا تعشقه، لاحظ فريد هروبها منه وخشي ان يتكرر لقاءه بها الخالي من المشاعر فقال بحدة يؤكد لها حقها في اظهار مشاعرها:
فرحه انت مراتي شريكة حياتي زوجتي، ملكي وانا ملكك اوعي تفكري لحظه ان اللي يينا رغبة وبس
لو كانت كده مكنتش هجرتك افهمي، الزوجة لزوجها سكن ورحمه ومودة، انا عايزك كدة هتقدري ولا
قطعت كلامه بوضع يدها علي فمه، فقبل يدها برقة ومنحها ابتسامة عذبه، ثم انهمك في انهاء ما بداه
ضمها الي صدره بشغف ممزفًا كل خوفها وقاتل رهبتها من ان توهبه نفسها وتعيش العشق معها كم يجب، فاستسلمت الي نصيبها راضية بقدرها، فعاشت معها ليلة العمر التي طالما تمناها فريد، فضمها الي صدره مؤكدًا لها بانها شريكته فعلا وقولا
بعد فترة من الوقت نام فريد وظلت فرحه تستعيد لحظاتهم الحميمية بينهم، اخذت تبتسم بين الحين والاخر، بعدما عاشت السعادة في كل افعاله معها،
ولامت نفسها لحرمانها من احساس التحرر الذي ذاقته بين احضانه الدافئة
فابتسمت بارتياح لنيالها السعادة معه، وغفت بين ذراعاه دافنه راسها في جوف صدره، وبين احضانه، اما فريد فظل يضمها اليه بتملك كل حين والاخر، ويجذبها بقوة الي صدره واحكم عليها ذراعاه بقوة كانه ستهرب منه،
**************
استيقظت فرحه في صياح اليوم التالي علي قبلاته الرقيقه فوق شفتاها وقال بمرح وهو يشاكسها :
قومي يا كسلانه، اخرتيني علي محاضرة الصبح، بس فداكي، يا قمري وقدري
داعب انفها بانفه وسحب نفسه بعيدًا عنها مرغما:
فرحتي شكلي مش هقدر اجي اوصلك للمركز النهاردة، اسمعي هبعتلك العربية توصلك بس اوعي تتحركي لحد ما اجيلك اتفقنا
هزت راسها بالموافقة، سعيدة بابتسامته الساحرة التي تؤكد سعادتة بها، فانشرح قلبها، واقسمت ان تحافظ علي تلك السعادة التي تلمع في عيناه مهما كلفها الامر، وتسالت، مدام هذا شعوره من ليلة قضتها بين احضانه كم يتمنا، فكيف ستكون لياليهم اذا عشقها، وحبها كم تحبه،
واذا كانت هي الفتاة البسيطه بنت الوداي قادرة ان تجعله سعيد ومرح ومنطلق علي الحياة بعذا الشكل، فمن المؤكد لا توجد غيرها قادره علي منحه ذلك
فتعالت سقف طموحها وبدات تسعي لأكتساب قلبه، كم ملكت حواسه واصبحت هي مصدر سعادته،
وصار يقين يتملك قلبها، بانه يريدها هي لا غيرها،
وفي محاولة منها لتاكيد علي انه حقها، جذبت رقبته اليه وقبلت خده، الا ان ذلك لم يرضي فريد فشدها اليه وقال:
لا احنا كده بنتشاقي وده هيكلفك كتير فارحمي نفسك مني لان شوفي لو غلبني مش هرحمك
ضحكت برقة وخجل ودفنت راسها في صدره ثم تنفست بحرارة، فالهبت مشاعره بحمي الشوق،
فنزع قميصه، واندفع بجوارها في الفراش وجذبها اليه برغبة متدافعه وقال:
انت اللي جبتيه لنفسك اتحملي بقي
زادت وجنتاها احمرارًا من شدة الخجل وقالت:
طيب انا مش هقول لاء بس الاول اقوم اجهزلك الفطار، انت كده هتتعب صحتك، ده غير انا كمان حسا بدوخه من قلة الاكل
ضحك فريد بخبث وقال:
موافق بس علي شرط هتفضلي مكانك كده لحد ما ارجعلك، انا ما صدقت دخلت دنيتك ومعنديش استعداد اخرج منها دلوقتي، الا لو حصلتي تخمه
نهض من جوارها وارتدي روبه بعجل ودلف الي المطبخ وعاد وهو يحمل اليها فطار مشكل يفيدها
ويغذيها واخذ يطعمها بيده الي ان اكتفت،
حاولت النهوض فارجعها الي وسادتها وحمل الطعام واعادة الي المطبخ واغلق الباب خلفه وقال:
خلاص انت ليا النهاردة، طلبت واحد صديقي يبلغ الدكتور بمرضي، ووافق يعيد المحاضرات بكرة،
تعالي بقي يا فرحة عمري نكمل ليلتنا واكتشف اسرارك وادمر حصونك الفتاكه
استغربت تضحيته بدراسته التي من اجلها اصر علي السفر قبل ان يحل مشكلتها، فصارت لم تعد تفهمه،
فهو سعيد بها كانها حبيبتها، وراضي بها كانها من اختياره، ومسلم لوجودها في حياته كانها قدره ولا يوجد مفر منه،
والان يفضلها علي مستقبله، رغم قدرتة علي هجرها
اذا ما يكنه لها ليس الرغبة فقط هل يحبها؟!!!!
فتسالت ما هو شعور فريد نحوها هل يحبها ؟!!!!!
********
مضي الليل بينهم كم الليلة السابقة الا انها تخللها تدليلها واحتواءها وحرصه علي اطعامهاوعلاجها
حتي انها اردت الا ينتهي هذا اليوم الذي سيخلد في ذكراتها، كاحلي ايام عمرها
استيقظت في اليوم التالي وهي تشعر بداور خفيف يضرب راسها فلم تستطيع رفعها فنظرت حولها فرات فريد يرتدى ثيابها علي عجل فقالت له:
صباح الخير ، صحيت امتي وليه مصحتنيش، ثواني هاقوم اجهزلك الفطار وافطر معاك لاني جعان،
اشار بيده رافضًا نهوضها وقال:
متقوميش انا هجيب ليكي الفطار بنفسي، بس مش هلحق افطر معاكي،فرحه كلي كويس وخدي علاجك،
وارتاحي خالص لحد ما تجي العربية تاخدك لاني مش هقدر اجي اخدك، يومي مشحون جدا
واعملي حسابك دي كانت اول ليلة جواز حقيقية بينا وهتتكرر كتير الايام الجاية فحاولي تاكلي كويس وتتغدي علشان تقدري تجاريني مش هحارب لوحدى
توردت وجنتاها من الخجل فطغي الاحمرار علي ملامحها الجميلة فزادها جمال فهتف فريد بمرح:
يا الله ايه متجوز حورية من الجنه، لاء انا لو ممشتش دلوقتي هرتكب جريمه في حق العلاقات الزوجية ، الافضل امشي لحد قمري ما يتعود علي متطلبات زوج مشتاق
ضحك من خجلها وخرج واتي لها بوجبة فطار دسمه وتركها بجوارها وقال:
قومي براحتك ومتعمليش مجهود وفريه لبليل بفكر اخد اجازة ليا وليكي نخرج نغير جو ونسافر نقضي يومين نستمتع فيها ايه رايك لما ارجع هنرتب ليها، يلا سلام يا قمري اشوفك قدام المركز،
لثم ثغرها قبله خفيفه لكنها لم تشبعه فعمق قبلته، والتهم شفتاها بنهم وشوق لا ينتهي الي ان استسلم وتركه مجبور حتي لا يترك محاضرته كم بالامس
خرج مودعًا اياها، نهضت فرحه من علي الفراش وهي تتراقص كالفراشة لا تصدق السعادة التي تحيها بعد ان تاكدت بانها زوجته بحق، ومازاد سعادتها معاملة فريد الحنونه له وخوفه الصادق عليها
لهذا اخذت عهد علي نفسها بان تولي نفسها وصحتها الاهتمام حتي تعود الي سابق عهدها قوية وعافيه،
لا تشعر بالتعب والاجهاد من اقل مجهود
فقامت فطرت جيدًا واخذت علاجها، ولم تمضي دقائق وافرغت كل ما في معدتها بغرابة
لكنها لم تهتم وابدلت فطارها بالفاكهة فهضمها سهل،
وتحممت وارتدت ثيابها وانتظرت وصول السيارة التي تقلها الي المركز كم وعدها فريد
في الرابعة والنص حضرت السيارة واوصلتها المركز
ودخلت المحاضرة كالمعتاد لكن فجاة اصابها الدوار ووقعت مغشيا عليها علي كتف صديقتها جاكلين،
فقد تعرفت عليها منذ اول يوم له في الدراسة، هي من ام واب نمساوى واتت للتعلم الانجليزية لانها لا تجيب الا المانية
ساعدت.جاكلين رفقائها علي افاقتها حتي عادت الي وعيها لكنها اخذت تفرغ ما في جوفها حتي لم يعد في جوفها شئ اخر،
لما تسكت جاكلين واصرت بان تاخذها الي اقرب عيادة للكشف عليها، وقالت لها:
انا مش هسيبك الا لما اتاكد شكلك حامل يا فرحه، بصي احنا هنعمل تحليل حمل ايه رايك
هزت فرحه راسها وقالت لها:
انا عملت من كام اسبوع تحاليل وكل اللي ظهر اني عندي انيميا حامل منين بقي، وانا لسه راجع لحضن فريد من يومين بس اكيد برد او يمكن من العلاج
تاففت جاكلين من رفضها او تصديقها وقالت:
يمكن الحمل لسه مكنش ظهر ، اسمعي انت هتجي معايا نتاكد لومفيش حمل بلغي جوزك يعملك كشف كامل علشان تعرفي سبب الهذلان والدوخة دي
امام اصرار جاكلين لم تستطيع فرحه الرفض وذهبت معها لعلها تعرف ما اصابها،
ذهبت معها الي العيادة وجلبت اجراء تحليل حمل
وتم العمل وانتظار النتيجة ، وطال وقت الانتظار دون ان تشعر، بسبب توترها وترقبها لعلها حامل،
وبعد خروج التقرير النهائي زف الطبيب لها البشرة:
(Mrs. Farha, you are pregnant)
مدام فرحه انت حامل مبروك
نظرت اليه دون تصديق لقد فهمت لكنها لم تستوعب عاتقتها صديقتها وقالت لها بسعادة:
مبروك يا فرحه انت حامل الف الف مبروك يا حبيبتي كنت متاكدة انك حامل شوفتي،
يلا بقي تعالي اوصلك البيت اكيد جوزك هيفرح
وضعت فرحه يدها علي بطنها وقالت محدثا نفسها:
ايوه انت اللي رجعتني لحضن ابوك، اه يا فرحة قلبي بيك، احمدك يارب اني رجعت ليه بنفسي مش علشان حملي
لان لو كنت ليه علشان حامل عمري ما كنت هتاكد عايزني لنفسي ولا لاء ، لكن دلوقتي بقيت واثقه ان بيك هتكمل حياتي معاه يا احلي هدية من ربنا
هزتها صديقتها لكي تعود من شرودها:
فرحه ايه فوقي يلا بينا، زمان جوزك قلقان عليكي، تعالي نروح المركز اخد عنوانك واوصلك بنفسي واقوله اللي حصل واكيد هيفرح
هزت راسها بالموافقة وذهبت معها لتعود الي زوجها الذي بدات حياة الاستقرار معه للتو،
*********
في وقت سابق
وصل فريد الي المركز وتفاجا بعدم وجودها دلف الي القاعة فرأي طلاب غيرها حتي المسؤول عن تدريس المادة غير موجود، لهذا لم يعلمه احد ما حدث لها
خرج غاضبًا من القاعة فراي الحارس فساله:
فين المدام توماس
اجابة توماس بتردد:
اسف سير فريد المدام تعبت واصرت صديقتها علي اخذها للكشف، اكيد وصلت البيت دلوقتي
طالعها فريد بضيق وقال بعصبيه:
ازاي تعبت وانت مش معاك رقمي ليه متصلتش بيا، بيا تبلغني بتعبها اكيد داور ربنا يستر
طيب توناس انا هروح للبيت يمكن تكون وصلت
لكن لو رجعت هنا تاتي اتصل بيا وطمني ارجوك،
اؤما لها الحارس بالموافقة، استقل فريد سيارته وعاد مسرعا الي البيت وفتح الباب لعها تكون عادت لكن كانت مفاجاة اخري بانتظاره
فقد عادت سوسن التي ما ان راته القت نفسها علي صدره واخذت تقبلها بشوق ولهفه،
ضمها فريد الي صدره بحنان وسالها :
انت رجعتي امتي وليه مبلغتنيش لما كلمتك اول امبارح انك جاية النهاردة كنت استنيتك
ضحكت سوسن بمرح شاعرة بتوترها لحضورها المفاجئ وقالت:
حبيت اعملك مفاجاة، والاهم المفاجاة التانية انا جيت من ساعه ولما مش لقيتك اخدت اوراقك وصورك وكل متعلقاتي ،وقدمت علي طلب توثيق جواز ومعادنا كمان نص ساعه علي ما تجهز نفسك
ايه رايك، خلاص يا فريد هنتجوز رسمي وقانوني وهتحدي الكون كله بيك يلا يا حبي مفيش وقت
غمغم بضيق وهو يفكر في فرحه اين ذهبت لكنه لم يتسطيع ان يرفض طلب سوسن فذهب معها الي السفارة، وعاد سريعا لقربها من السكن
حتي ينتهي منها ويستطيع البحث عن زوجته المريضة التي لم تعود الي الان
قبل ان بدخل طلبت منه ان يحملها كأي زوج وزوجة حديثي الزوج ودلف الي الشقة وسالته بتعجب:
فريد انت نقلت متعلقاتك الاوضة التانية ليه، ولبس مين اللي فيها دي هو مامتك جت معاك
هز راسه برفض وقال:
لاء ماما مجتش ممكن تتدخلي ترتاحي في اوصتي لحد ما انزل اجيب لينا عشا وارجعلك
هزت راسها برفض تام واصرت ان يدخل معاها الغرفة واغلقته خلفهم وظلت تقبله،
شعر فريد بالضيق والخنقه بسبب مسؤوليته نحو فرحه التي لا يعلم الي اين ذهبت ومع من فبعد عنها
ارتجفت سوسن بالم من رفضه لها، فابتسم بحنان وعاد وضمها الي صدره وقال:
سوسن حبي انت لسه جاية من السفر ارتاحي ثم انا عايز اعملك احتفالية بجوازنا ممكن تتدخلي تاخذي شاور وتغيري وتجهزي لليلتنا سوا يا حبي
هزت راسها برفض واخذت تبكي، غمغم فريد بضيق
حينها اتاه اتصال من حارس المركز، يبلغه بعودة زوجته وصديقتها واخذ عنوانه كي تعيدها الي بيتها،
اطمئن. قلبه بعض الشئ بانها معافاة، وستعود الي الييت مع صديقتها ،
نظر الي سوسن التي تتشبث بحضنه ولا تترك له مجال للبعد عنها، فاخذ نفس عنيق وقرر ان يهدانها حتي يستطيع ان يتخلص من رفقتها
ويستقبل فرحه التي عاصته ومن المؤكد انها عرفت مما تعاني لهذا يريد ان ينتهي من سوسن حتي يتجهز لمواجهتها العاصفه المنتظرة
لهذا اخذ يتجاوب معها الي ان دنو من الفراش واجتمع في قبلات ساخنه لا تنتهي، حتي انها تحررت من بعض ملابسها وشجعته علي ذلك وكانه نسي ان له زوجه اخري اتيا في الطريق، وبدا يمتزج بها
في ذلك الوقت وصلت فرحه مع صديقتها الي الييت ورات سيارة فريد فاطمن قلبها وقالت له:
كفاية عليكي لحد هنا يا جاكي تعبتك معايا، والحمد لله فريد وصل
رفضت صديقتها واصرت ان تصعد معها كي تطمئن عليها بنفسها، وتطمن زوجها،
لم تستطيع فرحه مجادلتها كثيرًا واستسلمت الي الحاحها وصعدا سويا،
اصابها الدوار من استقلالها المصعد لكنها تحاملت حتي وصلت الي الطابق الذي تقطن فيه
خرجت من باب المصعد واصرت صديقتها علي انتظاره الي ان يخرج زوجها ويطمنها وقالت له:
مش هسرق فرحتك باخباره بحملك، بس بعد ما تزفي ليه البشرة خليه يخرج يطمني مش همشي الا لما يجي وانت حره بقي لو اتاخرتي هجيلك انا
ضحكت فرحه وقالت بسعادة شاكرة له:
شكرا ليكي يا جاكي مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه يلا ادخل ابلغه، زمانه غضبان وعلي اخره
دلفت الي الشقة فلم تجده في الصاله فاقتربت من غرفته وعدلت هندامها ورسمت ابتسامه ساحرة علي ثغرها تعبر عن فرحتها وفتحت الباب،
وقفت مصدومه من رؤية زوجها عاري الصدر مع امراة علي فراشه عارية تقريبا وبينهم قبلات ساخنه
شعرت بانقلاب في معدتها ودوار يضربها بعنف، راتها سوسن فانتفضت وقامت من تمدده ونظرت اليه بحيرة وسخط حاد وصاحت فيه:
انت مين وازاي تفتحي الاوضة علينا كده
انتهب فريد الي فرحه التي تنظر اليه بصدمه الجمتها وجعلت الدموع تتحجر في عيناها ولم تعد قادره علي النطق او السؤال عما يحدث هنا
حدق فيها فريد بضيق وقال :
اهدى يا سوسن انا هقولك دي مين ، خليكي هنا ثواني وهرجعلك، اوعي تتحركي من مكانك
امسكت به وصاحت بغصبيه:
فريد قولي دلوقتي مين دي وازاي تدخل علينا كده،
لملمت فرحه شتات نفسها كي لا تنهار، بعدما سمعته يقول لها سوسن، اذا فقد عادت حبيبتها وخطيبته الي احضانه، من هي بالنسبة اليه الان، انها مع وجود ابنة عمه الحبيبة وخطبته التي حلت هي محلها في ليلة سوداء لا شئ ،فقالت ردا عليها بانكسار :
اسفه يا سوسن هانم انا الخدامه سامحيني علي اني فتحت عبيكم الباب،بس لما سمعت صوت في الاوضة خوفت وفتحت الباب مقصدتش اتطفل عليكم
جذبت سوسن الغطاء علي صدرها العارى وقالت:
طيب اتفضلي اخرجي واقفلي الباب، ولعلمك انا مرات البيه يعني تعليماتك بعد كده هتاخديها مني
اسبلت جفناها بحسره علي جنينها الذي لم بخرج لدنيا بعد وابيه شاركه مع زوجه اخري فقالت:
تحت امرك يا هانم واسفه تاتي مره
قبض فريد علي قبضت يده بغضب وابتعد عن سوسن التي عادت الي التودد له وقال:
كفاية يا سوسن ، انت ازاي تعامليها كده، عن اذنك هروح اشوفها وارجعلك
امسكت فيه باستماته ورفضت تركه لها وقالت:
معقول يا فريد تسيب مراتك علشان الخدامة
انت اتجننت، ثم عاملتها ازي مش شايف فتحت علينا الباب بقلة ذوق
افرض كنا في علاقة كان ينفع تكشف سترنا
امتعض فريد من اسلوبها وقال بحدة:
قالتلك الصوت خوفها وهي متعودة اني لوحدى، ممكن بقي تصبري، وتسبيني هرجعلك بس هشوف كانت فين لانها اتاخرت عن ميعادها المعتاد
حاولت معه كثيرّا ان تمنع من اللحاق بها، لكنه كان يريد ان يطمئن علي فرحه ويعرف اين كانت؟!
،
اما فرحه بعد غلق الباب خلفها رات الدنيا تتهاوي من حولها فتماسكت الي ان وصلت لباب الشقة فراتها جاكلين فهرعت اليه ولحقتها قبل ان تسقط ارضًا واستغربت من حالتها وسالتها بقلق وخوف عليها:
فرحه مالك جرالك ايه هو جوزك فين طمنيني
نظرت ابها بعيون قتلها الحزن وادمي قلبها الحسره:
جاكي خديني من هنا ارجوكي خديني من هنا،
واغشي عليها عندك دخولها المصعد،
في ذلك الوقت خرج فريد من غرفته وهو يغلق ازار قميصه وذهب الي غرفة فرحه فلم يجدها بحث عنها في انجاء الشقة فلم بجد لها اثر،
نظر حوله بتساءل اين ذهبت؟!
وفجاة امتلاء قلبه بالهلع والخوف حبن راي باب الشقة مفتوح علي مصراعية
جري خارج الشقة واستقل الاسانسير ونزل الي اسفل البناية ولسوء الحظ لم يكن الحارس موجود
بحث عنها يمين ويسار واستقل سيارته وراح يبحث عنها بالساعات في شوراع لندن ولم يعثر لها علي اثر
عاد الي شقته منهك القوى والروح لفقدها،
كل هذا وسوسن بانتظاره تبكي علي هجره لها وحين راته صاحت فيه بغصب:
انت ازاي تسيبني وتخرج تجري ورا الخدامة انت جرالك ايه فريد ممكن افهم
نظر الي عيناها بغضب ووحيرة وقال:
انا خاين خاين خنت الامانه وضيعت انسانه بريئة في بلد متعرفش لغتها، انا ضيعت مراتي يا سوسن فرحه دي كانت مراتي فاهمه مراتي زيها زيك؟!
صرخت سوسن بهلع وقالت:
مش ممكن انت يا فريد اتجوزت خدامة؟!