رواية حبيبتي جنيه الفصل الاول 1 بقلم نون
-"تعرفي كُنت زمان بسمع جدي يقولي البلورة دي مسحورة يا ولدي أياك تقرب منها ، بس دلوقتي كنت أتمنىٰ إني أقرب منها مِن زمان يمكن كنتِ هتبقي موجودة في حياتي قبل ما تتغير."
أنا يوسف28سنة خريج فنون جميلة، شغال ديزاينر ورسام ليا معرض خاص بيا، وهي تقدروا تقولوا عليها أميرة، آه أميرة من أميرات ديزني.
هند بعصبية: قولتلك مية مرة البت دي مش هتنفعك يا يوسف بس إزاي رأسك وألف سيف أهو شوفت أخرتها.
رديت بهدوء عكس اللي جوايا: أمي الموضوع خلص خلاص مش عايز أتكلم فيه تاني، كل واحد فينا راح لحاله والحوار اتقفل.
_ويا ترىٰ بتكدب عليا ولا علىٰ نفسك؟
وأنت عارف أنكَ بتحبها، وإن بنسبالك لسة الحوار مخلصش.
سكت شوية وسرحت هي عندها حق هكدب علىٰ مين منا لسة بحبها فعلا، بس اللي حصل خلنا مستحيل نرجع لبعض تاني، خلاص لازم أنساها.
بصيت لأمي ودخلت الأوضة بتاعتي لميت شنطة صغيرة لهدومي، وطلعتلها.
هند بأستغراب: واخد شنتطك دي ورايح علىٰ فين؟
: رايح البيت عند جدي، حابب أريح يومين شوية
لقتها بصتلي بزعل: يوسف يا حبيبي أنت عارف إني أمك وخايفة عليك، لو زعلان مِن كلامي متزعلش والله ده مِن خوفي عليك يا أبني.
روحت مسكت أيديها واخدتها في حضني: ازعل أيه بس يا أمي أيه الكلام اللي بتقوليه ده؟
أنا بس زي ما قولتلك عشان أنسىٰ لازم أقعد مع نفسي شوية، ومفيش أحسن مِن هناك مكان راحة، ويومين وهرجع متقلقيش.
سلمت عليها واطمنت لو مش محتاجة حاجة ونزلت ركبت العربية، ورايح لبيت جدي، واللي هيغير كُل حياتي.
__________________
روحت بيت قديم شقوق باينه في حيطانه، تحس وكأنك داخل بيت مِن فيلم تسعيني، حواليه ورد وشجر، الشمس كُل يوم تدخل من شبابيكه، ريحته زي ريحة الكتب القديمة بس تحسسك براحة.
دخلت ركنت العربية في الجراچ، فتحت البيت بقاله كتير متفتحش محدش بيجي هنا مِن زمان، البيت كان محتاج يتنضف، كلمت ماما زينب تيجي تنضف، أهي ماما زينب دي تعتبر اللي كانت مربينا كلنا الأحفاد بتاعت العيلة دي كبروا على أيديها، ربنا يديها طولت العمر طبعًا مكنش فيه أحن منها.
فضلت اتمشىٰ في البيت، ومع كُل رُكن أفتكر ذكريات، ذكريات جميلة أوي كنت أتمنىٰ تفضل لحد دلوقتي، بس دلوقتي كبرنا، وكُل شيء أتغير، حتىٰ أحنا العيلة أتغيرنا ومبقناش زي الأول، قطع تفكيري الست اللي جايه تنضف البيت.
_السلام عليكم يا أستاذ يوسف.
بصتلها بأبتسامة: وعليكم السلام، أنتِ بنت ماما زينب؟
لقتها أبتسمت: اه أنا حضرتك تعرفني؟
: بصراحة لا، بس فيكي شبه منها، آمال فين هي؟ وحشتني كُنت عايز اطمن عليها.
_لأسف هي عند خالتي اليومين دول فـ لما كلمتها أتصلت بيا وقالتلي أجي أنا أنضف لو مش هيدايقك.
:لا يدايقني أيه عادي، علىٰ العموم أنا هنزل تحت في السرداب شوية، لو عوزتي أي حاجة فأنا موجود أتفقنا؟
_أكيد أتفقنا.
____________
سبتها ونزلت ياه بقالي كتير مجتش السرداب هنا، فيه كمية ذكريات وحاجات قديمة محتفظين بيها هنا.
بدأت اتمشىٰ وأقلب في كُل حاجة القيها، لقيت لعب كانت بتاعتي وأنا صغير، لعب بتاعت عيال خلاني وخلاتي، ألبومات صور، بدأت أقلب فيهم، وأشوف كُنا زمان عمالين إزاي، بدأت أضحك مِن قلبي، يمكن بقالي كتير مضحكتش كده، لقيت صناديق، كُل صندوق مكتوب عليه بتاع مين، جوابات قديمة كانت من بابا لـ ماما، وجوابات كانت بتاعت خلاتي، وجوابات كان جدي بيبعتها لتيتة، كلام ينقلك في حتة تانية، ياه لو كُنت كبرت في الزمن ده، مش زمن النت، والتليفونات، كان زمان ببعت لحبيبتي في مراسيل، ورد، كان زمان علاقتنا أحسن وألطف بكتير، بدأت أبتسم وأنا بقرأ الكلام، بدأت أقلب وأدور في كُل حاجة وأنا مبتسم، لحد ما لقيت صندوق في حتة بعيدة شوية عن باقي الصناديق، فتحته لقيت فيه بلورة شكلها غريب ولطيف شوية، كان معاها جواب لسه بفتحه.
_أستاذ يوسف أنا خلصت جزء كبير، ممكن اجيلك بكرة تاني أكمل لأني لازم أروح دلوقتي.
: أكيد طبعا يا.. هو أسمك أيه؟
_ياسمين.
:خلاص يا ياسمين تعالي بكرة في أي وقت أنتِ عايزة، وشكرًا تعبتك معايا، حطيت الجواب في جيبي عشان اطلع الفلوس، أتفضلي يا ياسمين دول ليكِ
لقيتها بصتلي بزعل: أيه بس اللي حضرتك بتقوله ده، أنت عارف أني أكيد مش هقبل فلوس، أنا هنا عشان مساعدتك مش أكتر، عشان العيلة دي ياما ساعدت ماما ووقفت جمبنا، يالا السلام عليكم.
أبتسمت وبصيت في التلفون، ياه الوقت سرقني كُل ده وأنا قاعد هنا، بعدين رجعت بصيت للبلورة وشدتني أوي فـ أخدتها معايا وأنا طالع، وقفلت باب السرداب.
______________
طلعت رنيت علىٰ أمي اطمنت عليها، غيرت هدومي، ونمت شوية، صحيت على باليل الساعة كانت 12 حاولت أعمل حاجة أكلها، مسكت الفون بدأت أقلب فيه شوية، وحاولت أشغل الجرامافون ولقيته أشتغل، ياه يا أخي مفيش أحلىٰ مِن صوت أم كلثوم وأنت بتسمعه عليه، روحت عملت كوباية شاي بالنعناع، و جبت الألوان وحطيت اللوحة وبدأت أرسم وبدندن مع الأغنية.
" فكروني، كلموني تاني عنك فكروني فكروني، صحوا نار، الشوق الشوق في قلبي و فعيوني، رجعولي الماضي بنعيموا وغلاوته و بحلاوته وبعذابو بأ ساوته، و افتكرت فرحت وياك اد ايه، و افتكرت كمان يا روحي بعدنا ليه"
وقفت رسم، فضلت شارد شوية، أفتكرت مريم، اللي بعد كُل الحُب ده في الآخر سابتني، وراحت حبت جارها اللي كانت بتحبه مِن البداية، كانت بتنساني بيه، وأنا كنت مغفل، بدأت أرمي في الحاجة وكُل اللي بيتردد في دماغي كلمة، مغفل.
فضلت ازعق: كنت مغفل ليه، ليه عملت معايا كده، عملتلها أيه.
حاولت اهدأ شوية، وسكت، لحد ما عيني جت علىٰ البلورة اللي كنت حطايتها قدامي، روحت مسكت، فضلت بصصلها شوية، وبقول: يا لو كنتِ سحرية، ياه لو كانت حبتني زي ما حبتها، ياه لو تيجي واحدة تنسيني كُل اللي فات ونبدأ مِن جديد، لقيتها بدأت تنور شوية نور بسيط، أستغربت بس رجعت اطفت تاني، مهتمتش، رجعتها مكانها، طفيت الجرامافون، وطلعت عشان انام.
_____________
صحيت تاني يوم الصبح على صوت غريب، صوت واحدة!
قولت يمكن ياسمين، جت بس جايه بدري شوية، نزلت.
لقيت واحدة واقفه في نص الصالون لبسها غريب ووووو....