رواية الثمن هو حياتها الفصل المئه والثامن والستين 168 بقلم مجهول
غاضب
"توقفي!"
دوى صوت حازم من الخلف فجأة، فارتعشت لينا وكأنها سقطت في بركة
متجمدة، ولم تجرؤ على الالتفاف.
شعر فادي أن هناك شيئا غريبا في تعابير وجه لينا.
واستدار ونظر إلى جمانة التي كانت تفوح منها هالة مهيبة، وشعر بعدم ارتياح
طفيف
واحتراما لكونها أكبر منه، قال بصبر: "السيدة جمانة، أمي ليست على ما يرام،
لذا أريد اصطحابها إلى المنزل الآن. دعينا نتحدث مرة أخرى لاحقا إذا كان هناك
أي شيء آخر".
وقفت جمانة من مقعدها. شعرت أن رد فعل لينا كان غير طبيعي بعض الشيء
لأنها كانت لتعجّل بالتدخل في مثل هذا الموقف والتصرف بمسؤولية ظاهرة
لكن منذ أن بدأت خلود بالكلام بدأ وجه لينا يصبح شاحبا.
اقتربت جمانة من خلود وسألتها: "هل ذكرت أن الحلوى التي قدمتها للسيدة
فادية أعطتها لك لينا؟ "
أومأت خلود برأسها وفجأة اتسعت عيناها وكأنها أدركت شيئا.
نظرت إلى لينا التي كان وجهها شاحبا.
أدركت ما يجري: "الحلوى التي كانت مخصصة لأبي أعطيتها للجدة، لذلك ......
توقفت خلود عند هذا الحد لأنها لم تجرؤ على إنهاء جملتها.
تلك الحلوى لم تكن مدسوسة بالسم، بل كان نوعا من المنشطات الجنسية.
اكتشف ساهر أيضا ما حدث.
لا عجب أنها استمرت تلاحقني للبقاء ظنت أنني شربت طبق الحلوى ذلك !
ومضت نظرة غاضبة على وجهه، وترنح للوراء بغضب وسقط على الكرسي قبل
أن يستجمع نفسه أخيرًا.
بعد ذلك مباشرة، أمر الخدم في القاعة بالخروج
أمرت جمانة بجدية: "يجب أن تغادرون أنتم الشباب أيضا، دعوا الكبار يتعاملون
مع هذا الأمر".
كان نائل يكره مثل هذه المواقف الصدامية، لذلك جر خلود من القاعة دون أن
ينيس ببنت شفة.
وعلى الرغم من قلق فادي، إلا أن مصيره المتمثل في ولادته في مثل هذه
العائلة المعقدة ومكانته فيها، جعله عاجزا عن مساعدة والدته.
عندما كان ساهر وجمانة ولينا بمفردهم في الغرفة اندلعت العاصفة التي كانت
تتراكم منذ فترة طويلة.
حدقت جمانة في لينا ولامتها ببرودة قائلة: هذا أمر مخزي! لا يمكننا التحكم
فيما تفعلينه خارج المنزل، ولكن أقل ما يمكنك فعله هو عدم إثارة اشمئزازنا
بسلوكك الشنيع في المنزل!"
امتلات
عيون لينا بالدموع، وتراجعت قدماها، وسقطت على الأرض على
ركبتيها.
"ساهر، لم أقصد ذلك. أردت فقط تحسين علاقتنا. لم أكن أعتقد أن هذا
سيتسبب في إيذاء السيدة فادية".
لم تكن فادية هدفها أبدا.
أمرت لينا خلود بتقديم الحلوى لساهر، معتقدة أنه في. حالة حدوث أي
تداعيات يمكنها إلقاء اللوم عليها مرجعة السبب لبحث الشباب عن التسلية
ولكن حساباتها كانت خاطئة.
ارتجفت جمانة من الغضب: "أنت تعلمين نواياك أفضل من أي شخص آخر! لا
أصدق أنك حاولت حتى إقحام .خلود. لم أقابل أبذا شخصا مثيرا للاشمئزاز
مثلك !"
زحفت لينا إلى جانب ساهر وعانقت ساقه بإحكام: "ساهر، لم أقصد أي .
هل يمكنك أن تسامحيني؟"
ضرر
نزل عليه الغضب كالصاعقة فلم ينبس ببنت شفة ارتكبت لينا خطا فادحا هذه
المرة!
في تلك اللحظة، وقع صوت خطوات مسرعة.
جاءت مديرة المنزل لتبلغ أن فاديا قد استيقظت وطلبت مقابلة ساهر.
نهض ساهر مسرعا وغادر.
داخل الغرفة عبس وجه فادية وامتلأت عيناها بالغضب.
لا يمكنني أن أصدق أنني تعرضت لهذا الإهانة في هذا العمر المتقدم.
عند تلك الفكرة تصاعد الاستياء داخل صدرها أرادت أن تنزل من السرير وتلقن
لينا درسا بعصاها.
اقترب ساهر منها وقال: "أمي لقد تعافيت للتو. لماذا تنهضين؟"
احمرت عيناه عند رؤية مظهر والدته الهش.
هزت فادية رأسها بسخرية : تفضل" ألا أستيقظ أليس كذلك؟ بهذه الطريقة
يمكنك أن تكون مع تلك الماكرة بعد ذهابي.
لطالما تشاجر ساهر وجمانة وتحدثا عن الطلاق، لكن فادية أصرت على منع
حدوث ذلك.
الآن بعد أن أعادت فادية النظر في قرارها، أدركت أنها فعلت الصواب.
لو كنت قد سمحت للينا بالزواج في العائلة، لكانت قد سلبت مني كل شيء.
"أمي لا تقول ذلك. لماذا أفكر بهذه الطريقة؟"
كان ساهر محبطا تمامًا من لينا حتى آخر ذرة من عاطفة كان يحملها لها قد
اختفت.
لو لم أكافح من أجلها وأسمح لها بالبقاء في فيلا حيدر في الماضي، ربما لم يكن
هذا الحادث قد حدث.
استشعرت فادية عزم ساهر، فأطلقت داخليا : "لا يمكن للينا البقاء. سيكون
عليك إنهاء علاقتك بها تماما عند عودتك".
" أمي..." تردد.
لم تعطيه فادية فرصة للرفض : ما الأمر؟ هل لا تزال تنوي الاحتفاظ بها؟"
نظرت بغضب إلى ابنها وشعرت ببعض الإحباط، وبينما بقي صامنا، عاد غضب
فادية الذي لم يكد يهدأ، وقالت: "لا بأس إذا كنت تريد الاحتفاظ بها، لكنني
سأقطع جميع العلاقات معك من الآن فصاعدًا، لن يكون لك علاقة بأي شيء
يتعلق بشركة هادي سلم جميع الأسهم التي تركها لك والدك، وكذلك جميع
الممتلكات التي بحوزتك. سأكتفي بأن يرافقني زوجة ابني وحفيدي في
المستقبل"
كانت نبرة فادية حازمة، ولم تبدو وكأنها تمزح على الإطلاق، وناهيك عن أنها
كانت امرأة تفي بكلمتها.
"أمي!"
سادت حالة من التردد على عزم ساهر، وكان يعلم أنه لم يتبق له خيار آخر.
قالت فادية بحزم: "لا تخاطبني على أنني أمك لولا فادي، لكنت أجبرتكما على
إنهاء علاقتكما أنذاك ما حدث اليوم أثبت أنني اتخذت القرار الخاطئ في
الماضي. لن أكرر نفس الخطأ. يمكنك الخروج الآن. "
بسبب هياجها سعلت فادية بشدة حتى بصقت فمها من الدم، فتقدم الخدم
بسرعة لمواساتها.
كان ساهر أيضا في حالة اضطراب وضم قبضتيه وكأنه يتأمل قرارًا مهما.
وبعد
لحظات ، وعد والدته بجوار سريرها قائلًا: "حسنا، أعدك يا أمي. لا تغضبي.
خذي قسطا جيدا من الراحة".
أجابت فادية وهي تشعر بالدوار والإرهاق الشديد: "فهمت. يمكنك المغادرة
الآن".
في اليوم التالي، كان أول ما فعلته خلود بعد استيقاظها هو زيارة فادية.
الحسن الحظ، تعافت فادية بشكل جيد وتجنبوا ذكر ما حدث في اليوم السابق.
ولكن الغريب أن ساهر وحاشيته كانوا قد غادروا فيلا حيدر بالفعل.
مكنت خلود ونائل لتناول طعام الغداء قبل المغادرة.
عندما كانا على وشك المغادرة، قدمت فادية لخلود هدية مالية كبيرة.
"خلود، تعالي وقومي بزيارتي أكثر عندما تكونين متفرغة".
استلمت خلود الهدية المالية الضخمة، وشكرت الجدة: "شكرًا لك يا جدتي، هل
سأتلقى هذا منك في كل مرة آتي فيها إلى هنا؟"
لمعت عينيها من الإثارة، وبدا وجهها البريء محببا.
ضحكت فادية: "بالطبع ! تتلقين أيضا مبلغا متزايدًا في كل مرة!"
عزمت خلود على زيارة فادية أكثر في المستقبل.
عانقتها فادية عناق دافئ وقالت: "في هذه الحالة، سأكون هنا طوال الوقت".
في طريق العودة، كانت تحدق بحنين إلى فيلا حيدر بينما يتضاءل المبنى
ويختفي : تماما عن بصرها، فتسلل ألم مفاجئ إلى قلبها.