رواية بيننا شئ خرافي الفصل الرابع والعشرون بقلم ياسمينا احمد
"مكه"
بأصابع مرتعشه امسكت الصنيه من يد والدتها اخفت دموعها التى أبت الرحيل دون أن تلون عينها
بالاحمر القانى خرجت وقدمها تتعثر كلما خطت نحو مجلسهم ، حضرت امامه وحاوطت كل تفاصيلها
بلهفته المجنونه لم يسمع نبض قلبه المتسارع كأن هناك موسيقى تنبع من داخله حضورها ينثر مسك
لا يشتمه غيره يسكره دون شروط وجودها معه فى هذا الموقف الذى لم يحلم يوما أنه سيقدم عليه يجعله
يشعر بسعاده لم ينال جزء منها من قبل ،قدمت بارتباك شديد لوالدها لكنه آبى أن يلتقط منها شئ واشاح بوجهه
بعيدا عنها زاد ارتباكها وارتجفت اكثر وهى تخطو نحو "ريان" والذى ابتسم وهو يلتقط الكوب قائلا بمرح :
_ الف مبروك يا ست مكه
لم تجيبه واكتفت بالايماء وانتقلت ل"عدى" والذى هتف برضاء وهو يتناول كوبه :
_ربنا يتمم بخير
اغتصبت ابتسامه زائفه وهى تؤمى له ،بقى الاصعب هو الذى لم يزحزح عينه عنها ثانيه
تحركت صوبه ببطئ لم تنظر له كل همها الان أن لا تسقط ما بيدها بعدما زاد ارتجفها وشعرت بالبروده
تسرى فى اوصالها عوضا عن الدماء وقفت قباله ومالت قليلا حتى يأخذ كوبه من جانبه شرد فى
وجهها ورغما عنه طفت ابتسامته على وجه وكأنها قمر سقط فى ليلته العتمه تبخر كل عقله وبقى
هى وهو الجنون الذى لم يهتم بوجود الآخرين استنكرت جموده فرفعت عينها له وياليتها ما فعلت
عينه التى منحتها غمزه سريعه جرفتها فى زرقتها كبحر هائج كادت تقع مغشيا عليها امامه لكنها ظلت
متصنمه تحدق اليه ببلاهه وكأنه القى شباك سحره وانساها زمانها وعنوانها واين هى الآن، والعشق الذى لا
ينسيك اسمك لا يكون عشقا "
صاح والدها بإسمها بضيق أفزعها :
_ مـــــــــــكـــــــــــه
انتفضت وهى تعتدل فى وقفتها وأخيرا فقام بالتقاط كأسه قبل أن تلتف وهو يظهر اسنانه بابتسامه مغتره
هرولت الى الداخل
وإعتدل هو يرتشف بتمهل ناظرا باتجاه "ابراهيم " وكأنه اثبت سلطته عليها امامه وأره بمنتهى الفخر أنها مكته
هو وحده وقبلته الخاصه كان نصيب ابراهيم هو الضجر فقط الضجر من العشق الذى يناتبهم معا كيف تخونه
ابنته بهذا الشكل وترمى قلبها بهذه السهوله الى واحد منهم واحد من القتله الذين هددوا حياتهم طوال السنوات الخاليه
" ألياس " مال ليضع ما بيده على الطاوله التى تتواسطهم ثم هتف :
_ الفرح اخر الاسبوع
ثوان نفض "ابراهيم" صدمته من سرعته واجاب وقد اذداد حنق منه :
_ مش جاهزين