رواية وعد ريان الفصل السادس والعشرين 26 بقلم اسماء حميدة
اقترب ماجد ليكشف ذراعها كما طلب منه الطبيب، وما أن رفع أحد أكمام العباءة التي ترتديها حتى رأى
آثار لحروق متفرقة على طول ذراعها الأيسر.
استدار حول التخت ليتمكن من رفع كم العباءة الآخر من جهة اليمين.
جحظت عيناه من هول ما رأى؛ فقد وجد به حرق عميق قد تقيح بشدة، مما سبب تورم و إحمرار بالمنطقة الموجود بها الجرح والمنطقة المحيطة به على ذراعها، وتعجب كيف لمخلوقٍ ضعيف مثلها تحمل كل تلك الجروح، ومن السبب بالأصل في ذلك، فلو صدق ما خمنه سيحرق المتسبب بأرضه التي يقف عليها.
ماجد للطبيب بنبرة يشوبها الهلع والحزن : إلحج يا دكتور، تعالى شوف إيه ده.
كان الطبيب منصور منشغلًا بإخراج أدواته اللازمة للفحص من داخل حقيبته الجلدية السوداء، فقد كان يعبث بمحتواها مستخرجًا منها جهاز قياس الضغط، ودفتر الوصفات الطبية.
انتبه منصور إثر مناداة ماجد له واقفًا ليلتف بدوره حول التخت، ليطالع ما ارتكزت عيني ماجد عليه؛ فجحظت أعين الطبيب هو الآخر من منظر الحر.ق وما آل إليه بسبب إهمال علاجه، وبخبراته المهنيه علم ان الحرق ليس مصادفة بل ناتج عن استخدام آلة حا.دة كسكين أو ما شابه قام أحد ما بتسخينه على درجة قصوى و وضعه بمكان الجر.ح بو.حشية كنوع من التعذ.يب البدني.
منصور : إيه ده؟! مين اللي عمل كده؟! دي جر.يمة أنا لا يمكن اسكت عليها، البنت دي ممكن تموت بسبب الحالة اللي وصلت لها، أنت اللي عملت فيها كده؟!
اقترب ماجد من الطبيب يقبض على تلابيبه : إنت لسه عتتكلم! إتصرف، و إلا قسماً باللي خلج الخلج، لو چرى لها حاچة ما عيكفينيش فيها رجبتك إنت واللي عملها.
عندما استشعر الطبيب خوف ماجد عليها، واستنكاره لحالها، وتو.عده للفاعل التمس له العذر على ثورته و ردت فعله، كما أنه يعلم أن اليوم كان عقد قران الصقر و إبنة عمه في جوازة بدل بين عائلة الزيدي وعائلة نصار لغلق الماضي بأخطاء ارتكبها الآباء و عانى منها الأبناء، ولكنه من الطبيعي أن يشك بماجد؛ فبالرغم من الفترة القليلة التي قضاها منصور في تلك البلدة والتي لم تتعدى بضعة أشهر، بعد أن تم انتدابه من القاهرة، إلا إنه سمع قصص كثيرة مماثلة عن الثأ.ر، و الظاهر للناس بأن تلك الزيجات المتبادلة بين العائلات المتخاصمة جراء هذا الشأن هو التصالح، ولكن بعضهم يبيت النية للإنتقا.م، ولكن بشكل آخر.
فمن الطبيعي أن يشك به فإبن القتيل تزوج من إبنة القاتل، ولكنه لا يعرف ماجد فمعذور منصور في سوء ظنه بماجد.
ماجد شخصية هادئة، مسالمة، عقلانية، عادلة، يمعن النظر في قرارته قبل إتخاذها، ناهيك عن ضميره اليقظ فكيف يحمل مسكينة مثلها ما فعله أبيها! إلى جانب أن السبب في الأساس هو طه نصار والد ماجد.
إذا كان الله بجلاله لا يحمل أحد ذنب آخر ( فلا تزر وازرة وزر أخرى)، فهو كعبد فقير إلى الله عساه أن يظلم، وقد حرم الله الظلم على نفسه، فما بالك بالعبد المُسأل أمام المحكمة الإلهية.
استخلص منصور ثيابه من قبضة ماجد، وهو يناظره بنظرة يملؤها التبجيل؛ لموقف ماجد حيال إبنة القا.تل.
قائلًا بنبرة أقل حدة : هو يلزمها دكتور مختص، و ده في الوقت الحالي صعب؛ لإن الوحدة نفسها ما فيهاش دكتور جراح، وكمان الوقت متأخر، والحالة مستعجلة، إحنا لازم نعالج الجرح ده ونعمقه؛ لإنه ممكن يتسبب لها في غرغرينة، و أضعف الإيمان ممكن يتم بتر دراعها، أو الأسوأ ممكن يحصل لها مضاعفات من القيح اللي في الجرح ويتسبب في إنتان الدم؛ وده ممكن يعمل تسمم في الدم، وغالبا ده اللي مسبب لها ارتفاع الحرارة لأن جسمها لسه بيقاوم.
عواصف هوجاء من الغضب تضرب داخله بقوة أي مخلوق يمكنه أن يتسبب بكل هذا الأذى لشخص آخر وبأي حق، مهما كان خطأ ذلك الشخص فالله وحده هو من يعاقب.
ماجد : يعني في أمل إننا نلحجها.
منصور : خلي أملك في ربنا كبير، المهم دلوقتي أنا محتاج أدوات وحقنة مخدر من الصيدلية؛ لأن تخصصي باطن مش جراحة النوع ده من العقارات مش متوفر معايا، والأفضل إننا نستعجل في شرا الأدوية دي؛ لأن زي ما حضرتك عارف ما فيش غير صيدلية واحدة اللي موجودة في الكفر وكمان بتقفل بدري.
كان منصور يحادثه وهو يخط ما يحتاج من أدوية في دفتر الوصفات الطبية، وقام بفصل الورقة المدون بها المطلوب وناولها لماجد.
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
عند ريان و وعد.
بعد تقاربهما الذي لولا جملته الأخيرة التي ايقظتها من غمرة مشاعرها، كان قد اكتمل مشهدهما معًا بقبلة، فإذا كانت بدون تقارب قد وقعت له وهامت به عشقًا، منذ متى؟! لا تعرف.
ربما منذ أن رأت صوره على مواقع الإنترنت، حينما طلب منها المدعو زين أن تقوم بعمل هذا الحوار الصحفي اللعين قبل أن تراه وتقتحم قصره بكل غباء.
كل صوره تتصدر مواقع الإقتصاد والمال بوسامته، فهي حقًا تراه وسيمًا للغاية، ذوقها في مدى جاذبية الرجل و وسامته تختلف عن تصور بعضهن فالوسامة من وجهة نظرها تعني رشدي اباظه، محمود ياسين، صلاح ذو الفقار، راسل كرو، وليس حسين فهمي أو حتى ليوناردو دي كابريو.
(لا كله إلا حسين فهمي 😂).
خطفها شموخه و كبريائه و ثقته بحاله التي تتضح في كل الصور الملتقطة له.
وعندما إلتقته انبهرت بشخصيته الامريكية المتحضرة، وفاجئها بشخصيته الصعيدية الصارمة مع خفة الدم المصرية.
دخلت صابحة كعادتها : إيه دِه؟! هو دِه وجته!
إستفاق ريان من نشوته في قربها على صوت تلك الصابحة، فتخضبت بالحمرة تلك التي يحتجزها أسيرة بين ذراعيه وبرغبتها و بإستجابة مخزية لجسدها أمام خبراته و حنكته بالنساء.
جرت مسرعة تخرج من باب الدوار الخلفي بالمطبخ والمطل على الحديقة القبلية له.
بينما تخصر ريان ملتقطًا أنفاسه من انهيار جبال الجليد بداخله أمامها، يهز رأسه يمينًا ويسارًا بيأس من تلك الدخيلة، وبداخله لسان حاله يتحدث كنتِ تمهلتي قليلاً أيتها الملعونة؛ فلو تأخرت قدماك لدقيقة لخضت نعيمًا كنت مشرفًا على بابه.
ريان : بومة، أنتي بومة.
واقترب منها يمسك بجلبابها من الخلف كالمخبرين في حركته المعتادة عند استيائه من أحدهم : اسمعي يا مراة أنتي، اللي وعيتي له دلوك لو چه على طرف لسانك هجطعه، ولو لمحتيني في الدار صدفة ما تاچيش في اليمة اللي آني فيها، ودلوك وفي كلمة تكوني خفيتي من وشي.
و ما إن أتم جملته تاركًا جلبابها حتى جرت مسرعة هي الأخرى ناحية الباب الخلفي و بهجمة واحدة كان قد التقطها مجدداً جاذبًا إياها من الخلف مشيرًا الى الباب الخلفي : مش من إهنه، و اتجهت إشارته إلى الجهة الأخرى نحو الباب الداخلي : من إهنه.
فهزت رأسها سريعاً عدة مرات وهي تغير اتجاهها على الفور حيث أشار.
بينما خرج هو من الباب الخلفي يبحث عنها فوجدها تجلس على أحد المقاعد الخشبية بالحديقة، ترفع قدميها إلى صدرها مسدلة العباءة عليهما، تخبئ رأسها بين ركبتيها.
اقترب منها بخطوات واثقة يضع راحته على منبت شعرها من الأمام.
ريان : وعد اللي حُصل دِه لحظة ضعف، ومش هتتكرر تاني، أوعدك.
فصرخ داخله بماذا تعدها يا رجل؟! وأنت تريدها وبشدة.
اما هي فوقع جملته الثانية أشد من الأولى التي أثارت غيرتها، فجملته هذه تعني أن ما ضرب أعماق قلبها الشامخ محطمًا أسواره، يعتبره هو لحظة ضعف، رغبة، أي إهدار للكرامة هذا؟!
رفعت رأسها بحدة قائلة : هو فعلاً مش هيتكرر تاني؛ لإني همشي من هنا، لا يمكن استنى هنا لحظة واحدة.
وهبت واقفة لتغير ملابسها عازمة على إنهاء تلك المهزلة، تبًا له ولماله.
وأثناء وقوفها المفاجئ بحدة تعثرت بطرف عباءتها فالتوى كاحلها، وسقطت أرضًا، تصرخ بألم.
😱😱😱😱😱😱😱😱😱😱
وعد ريان بقلمي أسماء حميدة.
جذبها محمد من ذراعها قابضًا على معصمها بقوة، ساحبًا إياها خلفه متجهًا إلى غرفته، يفتح الباب بعنف دافعًا إياها إلى الداخل بحدة، أدت إلى سقوطها أرضًا، وأغلق الباب خلفه بقدمه.
انحنى عليها يجلس على الأرض بجانبها على إحدى ركبتيه، مثنيًا ركبته الأخرى، يقبض على وجنتيها سريعًا بكف يد واحدة، يناظرها بحدة وعينيه يندلع منها ألسنة الغضب.
محمد : انطقي، في إيه بينك وبينه؟
سارة برعب من حالته، وهي تهز رأسها بخوف محاولة تحرير فكها من قضبته، فأحكمها بشدة.
سارة بصوت مكتوم : تقصد مين؟! أنا مش فاهمة حاجة!
محمد : الزفت ابن عمك.
نظرت له نظرة مضمونها عن أي هراء تتحدث؟!
ألم تخبره زوجه خالها خارجًا أن إبن عمها طلبها وهي ترفض!؟!
سارة والدموع تتلألأ بعينيها : أنت بتقول إيه؟ ما ا! أنت سمعت مرات خالي وهي بتقول إنه أتقدم لي وانا رفضاه.
محمد بغضب : ما رفضتهوش رفض نهائي يا هانم، ليه ما قلتيش لعمتي إنه زي أخوكي مثلاً، ولا يمكن تتخيليه أبعد من كده، لا أنتي بتقولي حجج خيبة قال أنا لسه صغيرة ، يعني كل المانع الوقت مش إنك رفضاه.
اندفعت تبعده عنها بهستيرية : أنت عاوز إيه؟ بتحاسبني بصفتك إيه؟ أنا كنت بفكر أرفض بس دلوقت هوافق.
جن جنونه فهب واقفًا ممسكًا بذراعها يوقفها معه يهزها بشدة قائلًا : إنتي بتقولي ايه؟ إنتي بتاعتي، فاهمة يعني إيه بتاعتي.
برغم حدته معها ولكن بداخلها فرحة بشدة؛ ها قد التقى طريقهما هي تحبه وهو يريدها ، وإن لم ينطقها بعد.
ستلعب على أوتار غيرته ليعترف بعشقه لها الذي يأبى مواجهته.
💚💚💚💚💚💚💚💚
بعد خروج الصقر وتبعته انجيل، توقفا في الممر المؤدي إلى الغرف أو كما يسمونها القاعات.
صقر مجليًا صوته في محاولة منه لبدء الحديث : آني آسف عاللي حُصل تحت من إشوي، بس في حاچات كَتير إنتي ما هتعرفيهاش عن عوايدنا، وعن وضعي آني بالخصوص.
أنچيل بأسف حقيقي : Really ,i'm sorry, آني مجصدتش أحرچك .
صقر : آني عارف إنك ما تجصديش وإنك اتصرفتي بطبيعتك، وآني كمان ما كنتش أجصد.
انجيل بعبث : أعتبر ده إعتذار؟
صقر بكبرياء : مش بالظبط،.
انجيل : كانك مستكتر تطيب خاطري، يا بيبي.
صقر بنبرة صوت حانية : لاه، مش إكده بس.....
قاطعته انجيل مردفة : اني إعتبرته إعتذار، واتجبلته، وكمان بتأسف لك وبجول لك ما كنتش أجصد أحرچك لكن أني محتاچة أعرف كل حاچة عنيك چوازنا چه فچأة ومحتاچة اتحدت وياك، ممكن بعد ما نطمنوا على سوسن نجعدوا آني وياك لحالنا؟!
(ناوية على إيه يا أنچيل يا بت أم انجيل😂).
صقر وقد بدا عليه التوتر و الارتباك لما سيقترح : بعد ما الدكتور يطمنا، بجول يعني ممكن نجعدوا في المكتب، واعرفك كل حاچة محتاچة تعرفيها، وآني كمان في حاچات كَتير محتاچ أعرِفها، وحاچات عاوزك تِعرفيها.
انجيل : ليه في المكتب؟! ما تاچي عيندي الجاعة.
(ما تتهدي بقى 😂)
صقر : لاه عشان اللي هنجولوه مهينفعش جدام انيتا.
(الله أنا ابتديت أشك فيك 😂).
انجيل بعدما استنبطت من حديثه أنه يريد الاختلاء بها لأمر في نفسه، ولا مانع لديها، فبالأخير هو زوجها.
تقدمت منه واضعة كفها على صدره تستشعر نبضات قلبه المضطربة.
قائلة بدلال فطري : يبجى اچي لك أني جاعتك.
ارتبك صقر من وضعهما هذا فقد يمر أحدًا ممن بالبيت أو إحدى الخادمات، فإذا تم عقد قرانهما فلم يتم زفافهما بعد، و حتى لو تلك المحادثات لا تتم على الملأ في الممر.
صقر : لاه خليها في المكتب عشان ما حدش يشوفك و إنتي داخلة جاعتي بالليل.
لم تجادله فربما هناك حكمة في رفضه تقابلهما في قاعته وهي لا تعلمها.
فاجابته وهي تتحسس عضلات صدره القوية وكأنها تهندم له ياقة جلبابه الفاخرة و أناملها تتلمس بشرته عن عمد في حركة تبدو غير مقصودة، ولكنها بالفعل تريد أن تثير مشاعره و إحساسه بها كرجل.
وقد تم ما أرادت فلمساتها زلزلت الصقر وثباته ضاربًا عرض الحائط بكل الأعراف ورفع يده إلى كفها الذي يعبث بمقدمة ثيابه متلمسًا إياه لمسات رقيقة أذابت الأنثى المحبوسة بداخلها، مقربًا كفها إلى شفتيه طابعًا قبلة على باطنه كرفرفة فراشة تتلمس الضوء.
ضمت انجيل جسدها إليه تستند برأسها على كتفه، مقربة شفتيها إلى عنقه دون تلامس، فأصبحت أنفاسها تداعب بشرته بحرارة أسرت به رجفة لذيذة، رافعًا ذراعه الأخرى بهدوء مهلك يحاوط خصرها بحنان ولطافة، يشدها إليه بنعومة وتناغم مهلك لجسديهما، وهي تخلل أناملها بين أصابع كفه الملامسة لكفها بلمسات مستكشفة لنعومة بشرتها.
و هو يستند بذقنه على أعلى جبهتها المستندة بدورها على كتفه يضم جسدها اللين إليه أكثر وأكثر مستنشقًا رائحتها الخلابة يملأ صدره بعبيرها.
رفعت عينيها وهي مازالت مستندة إليه فلامست شفتيه خدها الأيسر وهي تتمسح به كهرة يدللها مالكها و مالت برأسها قليلاً تناظره بأعين ناعسة، فأصبح يتنفس أنفاسها و أعينه تثبتت جفونها بتصويب على شفتيها المنفرجتين وكأنها تدعوه لتقبيلها، فمال إليها تلبية لرغبة إنتابته واستحوذت عليه؛ ليستشعر أنفاسه داخلها بأن يلامس شفتيها المغريتين بخاصته، وجفونها الناعستين استهدفت شفتيه ترتكز بنظراتها عليهما في تقارب حالمي، وهي تحبس أنفاسها لتستقبل قبلتهما الأولى بأجوائها الساحرة.
وفجأة سمعا صوتا من العدم يشهق.
صابحة : إيه ده؟! حتى إنت يا صجر، دي فرة وصابت الدار، چرى لك إيه إنت التاني؟!
(هادمة اللذات 😂).
ابتعد صقر مزمجرًا بخشونة وهو يتنحنح بخجل مجليًا صوته مستدعيًا ثباته الذي بعثرته تلك الانجيل تحت قدميها.
صقر بنبرة متحشرجة : إيه إنت التاني دي؟! انجيل كانت هتوجع وآني سندتها، يعني ملوش عازة تلجيحك ده يا خالة صابحة.
وفي هذه الأثناء خرج ماجد متعجلًا يفتح باب الغرفة.
ماجد : خاله صابحة خشي چوه مع الدكتور، عجبال ما اروح اچيب الأدوية اللي طالبها من الأچزخانة.
دخلت صابحة الغرفة الممدد بها جسد سوسن كجثة هامدة لا يفرقها عن الموتى سوى أنفاسها التي تنم عن كفاحها بين روح تستدعي الموت، وجسد يطالب بفرصة للحياة.
صقر لماجد : ايه يا ماچد؟! الدكتور جال إيه؟
ماجد : مش وجت أسئلة دلوك هروح أچيب الحاچات اللي جال عليها الدكتور، وشايع إنت حد لأمها تاچي دلوك حالا.
صقر : طب روح إنت، وآني هبعت أچيبها.
انطلاق ماجد على عجالة يأكل الأرض أسفله بخطوات مسرعة إلى حيث وجهته مستقلًا السيارة التي أصدرت صوت صرير ناتج عن احتكاك إطاراتها بشدة أثناء انطلاقه بها.
💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕
وعد صارخة بسبب التواء كحلها : آه رجلي.
انخفض ريان سريعاً إليها على ركبتيه بخوف حقيقي.
قائلا بتلقائيه : وعد چرى لك حاچة يا جلبي؟
وعد وهي تحاول الوقوف على قدميها : آه مش قادرة أقف على رجلي.
بحركة سريعة التقطها ريان واضعًا ذراع أسفل ظهرها و الآخر أسفل فخذيها مستقيمًا يحملها كطفلة صغيرة.
شهقت بألم وتفاجئ تحيط عنقه بذراعيها تلقائيًا خشية السقوط.
أما هو فتقدم بها إلى الداخل يصعد بها السلم حيث قاعتهما التي خصصها لهم الصقر.
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
صقر لانجيل بنبرة ثابتة بعدما استعاد رباطة جأشه المعهود : خشي إنتي چوه عجبال ما الدكتور ده يغور.
هزت رأسها بإيجاب متجهة إلى قاعتها بطاعة انتشى لها الصقر.
وفي أثناء توجهه إلى الدرج ليهبط كي يرسل عوض إلى دار عمه ليستدعي زوجة عمه.
رأى ريان صاعدًا السلم يحملها بين يديه وهي تئن بألم.
صقر : إيه فيه؟! مالها هي التانية؟! ريان : وجعت برة في الچنينة وكن رچلها اتمزجت.
صقر : الدكتور چوه عند سوسن، يخلص و هبعتُهالك.
استكمل ريان طريقه إلى القاعة.
بينما هبط الصقر مناديًا على عوض يعطي له أمرًا بالذهاب إلى دار عمه ليخبر زوجة عمه حفيظة بضرورة الحضور، ولم يكذب الآخر خبرًا وها هو واقفًا يطرق على باب الدار.
فتحت حفيظة الباب ليطل عوض برأسه إليها.
عوض : كيفك يا خالة حفيظة؟! نهرته حفيظة قائلة :چاي دلوك عشان تجول لي كيفك يا خالة؟!
عوض : لاه، ده الصجر باعتني عشان اجول لك إنه مستنظرك دلوك في الدوار وشدد عليا أچيبك في يدي،.
حفيظة :إيه تجيبني في يدك دي؟! روح وآني هحصلك.
عوض : لاه، هو جال لي اچيبك في يدي ولا عاوزاه يزعج لي.
ارتعدت حفيظة من إصرار عوض، وتشديد الصقر عليه بضرورة إحضارها.
إلتقت طرحتها من مشجب خلف الباب تضعها على رأسها بإهمال تتوجه بخوف إلى دوار الصقر.
بينما قد وصلت سيارة ماجد إلى حيث الصيدلية، فهو يعرف مكانها بالطبع فلقد تربى وشب في هذا الكفر، ويعلم كل شبرًا فيه.
دخل إلى الصيدليه طالبًا الدواء، متعجلًا الصيدلي بسرعة تجهيزه، وجلب كل ما يلزم الطبيب من قطن وشاش ومقص طبي وجفت جراحي وزجاجة معقم ومضاد حيوي قد وصفه الطبيب وخافضًا للحرارة.
و عاود أدراجه مسرعًا، وفي أثناء دخول السيارة من البوابة كان عوض وحفيظه قد وصلا هما الآخران إلى الدوار.
ارتجل ماجد من السيارة يناظرها بضغينة واشمئزاز، أثار الرعب بداخلها، ولكن ليس وقتها الآن.
سيسرع في إنقاذ تلك المسكينة ومن ثم يتفرغ لتلك الحية، فلا بد وإنها السبب فيما آالت إليه حالة صغيرته.
دخل بخطوات مسرعة إلى بهو الدوار يعتلي الدرج أخذًا كل درجتين في خطوة.
دخل ماجد إلى الغرفة سريعًا، يخرج ما بداخل الكيس القابض عليه يرصه إلى جانب الطبيب على الطاولة المجاورة للتخت .
استدار منصور جالسًا على طرف التخت إلى جانب ذراعها المصابة، يلقي نظرة سريعة على ما جلبه ماجد من أدوات و أدوية وعقار مخدر.
منصور : كده تمام.
وأخرج من حقيبته قناعين طبيين و مد يده بأحدهما إلى ماجد قائلًا : البس دي عشان هتقف معايا تساعدني.
جحظت عيني ماجد قائلًا : بس آني ماعرفش حاچة في المچال ده، وكمان آني ما اجدرش اشوف حاچة زي إكده.
برغم من شخصية ماجد الهادئة إلا أنه في المواقف الجدية والتي تحتاج الى صرامة فهو شخص حاسم مغوار، إلا إنه في ذلك الموقف خاصة لن يستطيع المشاركة في تلك الجراحة حتى ولو بالإشراف والتواجد الصوري كزوج للمريضة.
منصور : طب أنا ما اقدرش اعتمد على الست اللي كانت هنا دي، يقصد صابحة، دي كلت دماغي من ساعة ما دخلت وشكلها ما لهاش لا في الطور ولا في الطحين، والوقت اللي بيمر مش في صالحها.
لم يجد ماجد بدًا سوى القبول قائلًا : خلاص، خلاص، شوف شغلك إنت، وجُل لي على اللي إنت عاوزه وآني هعمله.
بدأ الطبيب بارتداء القناع الطبي والقفازات التي أخرجها من حقيبته.
وأشار لماجد على الادوات وطلب منه ان يقوم بتقطيع الشاش الطبي إلى قطع كبيرة وتبطينها بالقطن لعمل ضمادات، وهو يخبره سريعاً عن اسم كل أداة لكي يسهل على ماجد مناولته إياها عند طلبه لها.
وبدأ الطبيب يقص كم عباءة سوسن كي يسهل عليه كشف جرحها أمامه.
بعد أن حقنها في ذراعها بالمخدر.
وبدأ يطلب من ماجد أداته الأولى.
منصور : المشرط والشاش.
وما إن لمس المشرط جرحها حتى اقشعرت ملامح وجهها بإستياء بالرغم من سريان المخدر بدمها، ثواني وبعدها استكان جسدها بهدوء.
وتفجرت عيون من القيح ذو رائحة كريهة بعد قيام الطبيب بفتحه، و أخذ يقصقص طبقات الجلد الظاهرة حول الحرق، وماجد يتألم لما يرى، وكلما نظف الطبيب الجرح كلما ظهرت طبقة أخرى من طبقات أنسجتها في منظر مؤلم، مستغربًا كيف لها ان تتحمل هكذا ألم؟! وكيف استعدت لهكذا ليلة؟! وكيف كانت تجلس بالأسفل وسط النساء؟!
و بدأت الرؤية أمامه تتشوش، فبالأخير هو بشر وما يفعله الطبيب لا يجيده العامة.
قبل انتهاء الطبيب بلحظات خر ماجد مغشيًا عليه.
(دي ليلة شؤم 😂)
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
مصطفى وهو يكيل اللكمات لهذا الوقح، ومحاولات الناس لفض هذا الاشتباك، ونزع مصطفى من عليه ولكن استماتت قبضته يأبى نزعها من ملابسه وهو مستمر بلكمه بوحشية.
مصطفى : أقسم بالله اللي هيحاول يخلصه من إيدي، لا هسيبه هو وامسك فيه.
ورأس الشاب تتأرجح يمينًا ويسارًا بسبب لكمه على الجانبين.
ابتعد الناس عن مرمى هذا الثور الهائج، وهي تقف تشاهده وقلبها مبتهج لغيرته عليها، وبئسه في أسر هذا الشاب أسفله، وغلبته له في تسديده للكماته القوية بالرغم من قوة بنية الآخر ، ولكن سقط قلبها أسفل قدميها عندما وجدت أربعة شباب ضخام الجثة يتحلقون حول مصطفى الجاثم فوق الشاب وعيونهم تستعر بالجحيم.
فقال أحدهم بصرامة : ارفع إيدك عنه بدل ما هتطلع من هنا على نقالة.
رفع مصطفى رأسه يواجه ذلك المتحدث ودار بعينيه حوله يناظر الأربع شباب بثبات، وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا دليلًا على رفضه اقتراح المتحدث.
مصطفى وهو يزأر : لسه ماخدتش حق مراتي اللي كان بيعاكسها الو.سخ ده ،لسه ناري ما بردتش، واللي هيتصدر له يبقى شبه وما لوش عندي غير إيدي اللي هتشرط وشه.
وضع مصطفى يده إلى جيب منطاله الخلفي يخرج مطو.اة جاذبًا صمامها يشهرها في وجوههم، واليد الأخرى تقبض على عنق القابع أسفله، وهبط بالسلا.ح فجأة يصنع حزًا بالمطواة على ذراع المحتجز رافعًا إياها سريعًا الى الواقفين.
بينما هي تحادثه بمهادنة واستعطاف وقد أصابها الزعر من منظر الدماء : علشان خاطري يا مصطفى، خلاص، سيبه.
مصطفى محادثًا إياها وهو يدير الموقف ببراعة وشراسة وعينيه لا يظهر بهما أي تأثر لمنظر المرابطين أمامه يتحينون غفلة منه لإنقاذ رفيقهم من قبضته.
مصطفى : اثبتي في إيه؟! ما تصغريناش.
وجه أحدهم حديثه لآخر : طب هات لي الوتاكة دي، وهو يشير إلى همس.
هبط مصطفى بمطواه مرة أخرى سريعاً يصنع حزًا موازيًا للحز الذي صنعه على ذراع المتألم أسفله بشدة.
و هو يصرخ بحدة بصوت خشن : اللي رجله هتفارق مكانها و لا يبص لها بعينه ، هحزمه لكم بالعرض، مشيرًا بالمطواة على خصر من أسفله فتراجع المأمور بجلبها.
استقام جاذبًا الشاب معه يلف ظهره إليه قابضًا على نحره بمرفقه من الخلف، والمطواة يغرز سنها برقبته صانعة ثقب سطحي يسيل منه خيط رفيع من الدماء، و الآخرون يرفعون كفوفهم كعلامه استسلام.
أحدهم : خلاص يا إبن المجنونة، سيبه.
تقهقر مصطفى يتراجع بظهره ناحيتها، فقبضت هي على قميصه من الخلف، فاستدار بها وهي في ظهره بخفة والآخر أمامه مكبلًا مما جعل الباقون يفسحون له الطريق، متراجعًا بهما إلى باب المقهى، و ما إن أصبح ثلاثتهم على بابه، أبعد المطواة دافعًا من في قبضته إليهم، ممسكًا معصمها، جاذبًا لها خلفه، يطلقان العنان لساقيهما يبتعدان عن المكان.
بعد جريهما مسافة لا بأس بها وقد ابعدها عن أي خطر، توقف تاركًا معصمها يميل بجزعه للأمام مستندًا بكفيه إلى ركبتيه يلتقط أنفاسًا سريعة مسلوبة من شدة عدوهم كل تلك المسافة، وفعلت هي بالمثل تحاول تنظيم أنفاسها، وما أن رفع رأسه إليها، وتقابلت أعينهم حتى انفجرا في نوبة ضحك هستيرية.
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
وقف ريان حاملًا لها أمام باب القاعة، يتلففت حوله ربما يرى تلك المدعوة صابحة؛ لتفتح له الباب ولكن عندما ارادها لم تأتي.
ريان : مدي يدك افتحي الباب.
مدت وعد يدها بتململ من شدة الألم تدير مقبض الباب، فدخل يغلق الباب بقدمه متجهًا بها ناحية التخت يضعها بحرص، مادًا يديه يعينها على الاستناد على التخت بظهرها، وهي تضغط بأسنانها على شفتها السفلى لتمنع خروج صرخة ألم بسبب ضغطها على مفصل القدم وهي تعتدل بغير قصد.
كان قريبًا منها وجهه مقابلًا لوجهها وعندما رفع عينيه إليها، وجدها تقوم بتلك الحركة التي اشعلت رغبته بها داخله من جديد، فابتلع جراء فعلتها تلك يمد أصابعه ليحرر شفاهها مستغلًا ألمها يتلمسهما بأنامله، ما دام لم يكن له الحظ أن يتلمسهما بطريقة أخرى.
(اه يا سافل😂).
لم تستطع وعد كتم صرخة ألمها، فأطلقتها في وجهه وشعر بها في أذنيه كسرينة الإسعاف واضعًا يده على أذنه القريبة منها.
ريان : واه سرعتيني، حالا آهه عشوف الدكتور لو كان خلص هاچيبه واچي.
👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
في الغرفة الموجود بها الطبيب و أمامه سوسن بحالة يرثى لها، وهو يشرف على الانتهاء من تلك الجراحة وتقطيب الجرح بالشاش، وإلى جانبه أرضًا يتمدد ماجد على طوله الأمر الذي لم يستدعي دهشة الطبيب على الإطلاق ولم يستدعي انتباهه أيضاً، مستكملًا ما بدأ وعندما ينتهي سيقوم بإفاقته.
ها قد انتهى وخرج الطبيب من الغرفة، وهو يزيل قناعه يبحث عن أحد ليعينه على نقل الممدد أرضاً بالداخل إلى جانب سوسن على السرير؛ ليتمكن من إفاقته.
فاصطدم بريان عند خروجه للبحث عنه من أجل وعد.
منصور : إنت مين؟!
ريان : إنت اللي مين؟ و إيه اللي طلعك إهنه؟!
منصور : أنا الدكتور.
ريان : چيت بوجتك، تعالى إمعايا.
وجذبه من ذراعه، ولكن منصور لم يستجيب ولم يبرح مكانه.
منصور : تعالى إنت معايا نشيل المصيبة اللي متلقحة جوه.
ريان : واه مصيبة إيه يا فَجري إنت؟!
منصور :تعالى معايا وأنت تشوف.
ريان : خَلِصني.
وتبعه ريان إلى حيث صار، فوجد ماجد ممددًا أرضًا فاقدًا للوعي.
جذب ريان الطبيب من ملابسه قائلًا : وجعتك كيف يومك الأخبر ده، إنت عِمِلت فيه إيه؟!
منصور مفسرا : ده هو اللي وقع من طوله، وأنا بعملها العملية.
ريان وقد استشعر أن من يدعي أنه طبيب هذا؟! يهذي عن أي عملية يتحدث؟!
ريان : بتجوله إيه إنت؟! إنت مخبول، ولا مبرشم، ولا حكاية أهلك إيه عاد.
منصور وهو يميل على ماجد يحاول رفعه من أحد ذراعيه مجيبًا ريان : شيله بس معايا، وأنا هفهمك عشان باين ضغطه وطي ومستحملش و أغمى عليه.
عاونه ر