رواية وعد ريان الفصل الواحد و الثلاثون 31 بقلم اسماء حميدة

 




رواية وعد ريان الفصل الواحد و الثلاثون 31 بقلم اسماء حميدة


اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا ورسولنا و شفيعنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين و كل من له نبيّ فليصلي عليه.

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

بعد إفصاح منصور لصقر عن سبب الإجازة المزعوم ، وهو البحث عن عروس لإتمام نصف دينه، وما كانت غير حجة واهية من منصور للحصول على إجازة طويلة نوعاً ما؛ حيث أنه ارتاب من المكان و البلدة بأكملها؛ بعدما حدث له على يد ريان، وزعره بعد واقعة الحديقة على يد صقر، فقد تلقفاه اثنتيهما أحدهما يعاقب، والآخر يظهر له في الظلام كالأشباح وما زاد الطين بلة تلك الزيجو التي ألصقت به فقد ظن منصور أن العروس إحدى أخوات تلك الفاتنات سواء أكانت زوجة الصقر أو ريان أو ماجد، ولكن لم يرنو إلى عقله أن الصقر سيتم إنتقامه بتزويجه من أخت هذا المدعو همام.

الصقر لهمام : جول لخيتك يا همام إن كتب كتابها ودخلتها إمعي آني وماچد في ليلة واحدة خليها تچهز حالها، وكل چهازها ولوازمها عليا آني.

منصور لهمام : إيه ده؟! هي أختك هتتجوز هي كمان؟! يا ترى مين اللي أمه داعية عليه ده؟!

صقر بإقرار : هو فيه غيرك يا منص😏؟!

منصور لاطمًا خده وهو على وشك البكاء : يا وقعتك السودة يا منص🙉.

همام للصقر : لاه، يا كابير مسعدة خيتي لا يمكن تجْبل بيه.

(ليه يعني يا ميمو ؟! ده مهما كان الدكتور منص 😂)

انتعش الأمل داخل منصور مؤكدًا على حديث همام : عندك حق يا ميمو، ينصر دينك يا شيخ، أختك تستاهل واحد أحسن مني مليون مرة، واحد صعيدي أصيل إنما أنا مشكوك في نسبي أصلاً أمي الله يرحمها كانت دايماً تقولي إنها لاقتني على باب جامع.

(الله ده أمي و أمك قرايب يا منص 😂)

الصقر بشماتة فهو بالرغم من إنه لم يرى وجه مسعدة من قبل؛ لكونها منتقبة، حقًا لقد تعامل معها مسبقاً ولكن من خلف هذا الحاجز الذي منع الرؤية، فهو يقر أنها صاحبة جسد متناسق وقوام ممشوق، ولكن الجواب يظهر من عنوانه، فإذا كان همام أخاها، فماذا ستكون مسعدة إذاً؟!

(على فكرة بقى المنتقبات مزز جداً يا أخ صقر متخلنيش أقلب عليك😂)

صقر : خبرك إيه يا همام؟! من ميتى الحريم عندينا ليهم رأي في دِيّ؟! وبعدين هي هتلاجي أحسن من الدَكْتور منصور فين؟! دِه دَكتور، وكمان مجطوع من شجرة، يعني لا هيبجى ليها حمى ولا ديوله!!

همام باستعطاف : يا كابير دي خيتي الوحيدة، و أبوي سايبها أمانة في رجبتي، و معوزش أغصب عليها في دي بالخصوص، و بعدين الهدير ده عيجولي يا ميمو بجى ده شكل ميمو؟!

(أصيل يا ميمو 😂)

منصور : لا يا صقر باشا، أنا مع الأخ همام لازم ناخدوا رأي العروسة الأول قبل أي حاجة، الشرع بيقول كده.. و بعدين مسعدة تتجوز هدير و توجه بالحديث إلى همام : ألا إيه هدير دي يا ميمو؟!

أراد همام التفسير و لكن زجره الصقر بعينيه، فابتلع همام على الفور حديثه.

فأجاب الصقر : خالونا في المهم عاد.

اشاد منصور برأي همام بضرورة موافقة العروس أملًا في قول أخيها بأنها لن تقبل به زوجًا لها، وقد وضع الصقر في خانة اليك، فقبول العروس شرطًا شرعيًا، واضعًا نصاب عينيه أمرًا مفروغًا منه، غير قابل للجدال.

صقر : على جولك يا دكتور ناخدوا رأي العروسة الول، مع إني واثج إنها مش عتكسر كلمة جولتها.

فلقد كان الصقر هو المتكفل بمصاريف دراسة مسعدة طوال الأربع سنوات في معهد التمريض العالي، وهو واسطتها للقبول به، وساندها أيضاً للعمل في مستشفى سوهاج العام، وذلك بعد وفاة والدها هي وهمام،و عين همام غفيراً لديه، كما كان أبوه يعمل حارساً لدى عائلة الزيدي.

منصور بإندفاع : من هنا لغاية ما توافق لا سمح الله؛ يكون ربنا حلها من عنده.

(كشفت نفسك يا ابن الهبلة 😂).

فطن الصقر نية منصور المبيتة في حالة موافقة العروس التي يعلم صقر تمام العلم أنها ستوافق إذا أعلمها الصقر بنفسه أن هذا اقتراحه ، و أن منصور هو اختيار الصقر نفسه كزوج لها، بالطبع سيلجأ منصور إلى حيلة أخرى لفض تلك الزيجة، فقطع الصقر الطريق على منصور.

بتلعب مع مين يا منص، ده مرقع😂)

صقر : و لغاية ليه؟! ما أحنا فيها عاد.

ووجه صقر حديثه لهمام : هي مسعدة بتعاود من المستشفى ميتى؟!

منصور مقاطعًا : هي عيانة؟! لا ألف لا بعد الشر عليها، ويا ترى كانسر بإذن الله؟! ولا غسيل كلوي؟! لا يا كبير كده الجوازة باطلة، أنتوا لازم ترسوني على الدور من أوله، وبعدين اللي هتجوزها لازم تكون فرسة عفية، أمال إيه؟!

(يا واد يا أسد 😂).

همام متباهيًا بزهو شامخًا أنفه لأعلى : تف من خشمك، خيتي حكيمة كد الدنيا

صقر : ما جولتش يا همام؟! بتعاود ميتى؟

همام : خيتي في الدار من العشا يا كبير، إنت خابر إن بعد توصية چنابك عليها في المستشفيه، وهما ما عدوش إيبيتوها نبطشية.

انتصب صقر واقفًا وهو يربت على فخذيه بتسلية : هه يُبجى يلا بينا.

منصور ينتصب واقفًا بدوره : طب يا جماعة خطوة عزيزة.

الصقر مبتسمًا بزاوية فمه : لاه ما إنت چاي إمعانا.

منصور مستفسرًا : اجي معاكم فين؟!

صقر : على الدوار.

ووجه حديثه الى همام : روح إنت يا همام چيب مسعدة، وحصلنا على الدوار.

منصور وقد علم أنه هالك لا محالة، فالصقر مصر على توريطه، فلعن حظه العسر الذي جعل قدماه تطأ تلك البقعة من الأرض، وتلك الإجراءات اللعينة التي جعلت منه الطبيب المنتدب في تلك القرية، لاعناً ذلك النظام ( الانتداب) ومن بدعه.

(هتحبسنا يا منص الله يخرب بيتك 🙉).

منصور بمهادنة : ليه بس يا كبير تقلقوا العروسة من تربتها قصدي من نومتها!! ما الصباح رباح.

صقر : خير البر عاجله.

انيتا وقد سأمت الحديث فالأمر برمته لا يعنيها، وها قد تحسنت حالتها كثيراً مقارنة بالحالة التي أتت عليها محمولة بين يدي الصقر.

أنيتا موجهة حديثها إلى منصور : أباي عليك يا دكتور، ما تخلصنا عاد، هي موتة ولا أكتر؟!

منصور باستسلام : إنا لله وإنا إليه راجعون، على رأيك، لله الأمر من قبل ومن بعد.

(ربنا يجعلنا من محاسيبك يا شيخ منص 😂).

خرج الجميع من دار الطبيب، و منصور يسير معهم بعقل شارد، كمن يساق لحتفه، بينما الصقر كان يحمل أنيتا على ذراعيه كما كان حالها في المجيء، مع الفرق أنها الآن منتبهة يقظة على غرار حالتها منذ قليل، والتي كانت تحاكي الأموات.

صقر لهمام : إفتح الباب إنت، وروح إعمل اللي جولتلك عليه.

بينما توجه الصقر إلى المقعد الخلفي يجلس أنيتا بحنان واهتمام بالغ محيطًا جسدها بالغطاء، واستدار ليحتل مقعد القيادة، بينما وقف منصور متصلبًا بجوار السيارة، وداخله يحث قدماه على الهرب، ولكن عقله يخبره أن لا مجال للفرار فإذا كان هو طبيباً، فذاك صقر الزيدي بثروته ونفوذه وحصانته، ومهما ابتعد سيكون تحت طائلة قبضة الصقر.

(على رأيك يا منص كلها أوضة و صالة😂).

الصقر من أعلى سقف السيارة، قائلا : ما تركب يا دَكتور، ولا هنفضلوا الليل إبطوله واجفين إهنه؟!

صعد منصور السيارة إلى جوار الصقر على مضض، بوجه ممتعض وساد الصمت حتى وصلوا إلى الدوار.

نظر صقر إلى المقعد الخلفي، وجد الصغيره غافية،إلى جوارها كيس الأدوية الذي جلبه همام من الصيدلية، فقد كانت تحمله الصغيرة بعد أن أعطاها إياه صقر في منزل منصور.

ارتجل الصقر مغلقًا باب السيارة خلفه، يستدير فاتحًا الباب الخلفي، فوجد منصور لا يزال على حاله، جالسًا داخل السيارة غير منتبهًا لتوقف السيارة أمام مدخل الدوار بعد اجتيازها البوابة، ولا لخروجه منها.

صقر محادثًا نفسه : عشان تبجى تحلو يا خفيف. 😏

(إنت زعلك وحش أوي يا أخي 😅).

نقر الصقر على زجاج السيارة يلفت انتباه الشاخص في ملكوت ربه وعلى وجهه معالم الحزن والكآبة، منخرط التفكير وقَطعًا يفكر في حل تلك المعضلة.

أما منصور فقد إسودت الحياة في عينيه، و أمله الوحيد أن ترفض الكونتيسة مسعدة الزواج به،

و ما انتبه منصور لصوت نقرات أصابع الصقر، فإمتدت يده جبراً تفتح مقبض الباب، ينزل بقدمٍ مثقلة إلى محيط هذا الليث المنتقم،.

بينما مد الصقر ذراعيه حاملًا الصغيرة وكيس الأدوية، متقدمًا إلى داخل المنزل، بعد أن أمره بالانتظار لبرهة، فبالطبع من اطاحت بعقله تنتظر بالبهو، قدومه مع صغيرتها.

وبالفعل عندما دق الباب كانت هي خلفه تفتح مسرعة، بعدما استمعت لصوت بوق السيارة، وهو ينبه الحارس على البوابة، فقام الحارس بفتحها على مصرعيها.

وكانت هي تختلس النظر من خلف زجاج الشرفة الموجودة ببهو الصالة، فلمحت بصحبته هذا الطبيب، متحاشية الخروج إليهما للاطمئنان على أنيتا، خوفاً من غضب الصقر.

انجيل بابتسامة عذبة استوحتها من ملامحه التي كستها إبتسامة مطمئنة، فعلمت أن أنيتا أمورها تسير على خير ما يرام.

أنجيل : Wellcome , Baby كيفها دلوك؟

(هي الدبلجة مش بتبقى سوري باين🤔).

صقر وهو يناظرها بحالمية بعد بيبي : زينة، زينة جوي.

وتنهد تنهيدة مشتاقة.

(لا يا أبو الصقور انشف😅).

تنحنح الصقر متذكرًا وجود ذلك المتطفل اللزج منصور بالخارج قائلًا: اطلعي إنتي دلوك، وآني دجيجة واحدة، وهچيب أنيتا، وچاي وراكي.

أزعنت أنجيل لأوامر كتكوتها، أعني لأوامر الصقر، وصعدت إلى الدرج تتهادى في مشيتها، ومع كل خطوة يشتعل أحدهم خلفها حماساً ونشوة، و سريعاً عاد لذلك الواقف أمام الباب.

صقر لمنصور : أدخل يا دكتور و أشر له بعينيه إلى أحد الأبواب في البهو : استناني هبابة، هطلع...

وبطر جملته فإذا ذكر إسمها أمامه فربما تساءل هذا المنصور، كيف أنيتا؟! وكيف كانت تتحدث الصعيدية بطلاقة، والصقر لا يريد إثارت الجدل حول هذا الأمر في الوقت الراهن، فاستكمل : هطلعها ونزلك، استناني إنت في المُندرة.

سار منصور إلى حيث أشار الصقر يجر قدميه جرًا قائلاً بصوت هامس : اطلع يا أخويا، اطلع، ناس ليها بخت، وناس ليها مسعدة.

(قرار أوي إنت يا منص 😂).

صعد صقر الدرج على عجالة متوجهًا إلى قاعة أنجيل، ومد يده بصعوبة وهو يحمل الصغيرة إلى مقبض الباب يفتحه؛ فهو لا يريد ايقاظها فإذا طرق الباب بقدمه، أو ناداها من خلف الباب، ربما تستفيق أنيتا، وتكدر صفو اللحظة.

أخذ صقر يلوم حاله : إيه فيك إنت؟! ما تثبت! من ميتى وإنت إكده؟!

أخذ الصقر نفساً عميقًا محاولًا تهدئة تلك العواصف التي تغزو خلاياه بقوة، كاسحةً معها كل القيود مدمرة ثباته الانفعالي.

فُتِح الباب وتقدم الصقر إلى الداخل بحذر؛ لا إلا تستيقظ تلك المشاغبة غافلاً عن الأخرى التي خرجت توها من المرحاض الملحق بالقاعة، وقد خلعت عنها مئزرها، تاركة إياه على السرير، ودخلت إلى الحمام ربما لتقضي حاجتها.

(مش عارفة الصراحة، المهم تكون شدت الفيسون😤).

تقدم صقر من التخت واضعًا تلك الغافية بحذر عليه،

بينما تقدمت أنجيل منه بهدوء، واضعةً كفها على كتفه من الخلف،

انتفض الصقر بتفاجئ ظنًا منه أن أحدًا قد هاجم دواره، واقتحم غرفتها، فعندما دخل إلى القاعة ولم يجدها، تساءل أين يمكن أن تكون؟! وبجزء من الثانية كان قد أمسك بتلك اليد وهو لا زال على وضعه، يجذب صاحبها، وهو يستدير استعدادًا لمهاجمته، وتم ذلك في سرعة، فشهقت متالمة من قوة قبضته على رسغها.

أنجيل :What's the matter,baby ?It's me anjel ما الأمر بيبي؟ إنه أنا، انجل.

الصقر بتوبيخ غير منتبهًا لما ترتدي : فيه حد يعمل إكده؟! كان هيبجى زين لو كنت اتغاشمت عليكي دلوك؟!

ادمعت أعينها من ردوده الجافة، وتصرفاته التي لا تجد تفسيرًا لها، فهي أرادت مشاكسته ليس إلا.

رق قلبه لها بعد ما لمح تلك العبرات التي يلوح طيفها بمقلتيها، فأخفضت بصرها، وهمت لتبتعد،

ومع ابتعادها خطوة إلى الخلف، وهي تجذب مرفقها من قبضته المحكمة حوله، جذب انتباهه ما ترتديه، فقد كانت ترتدي قميصًا بيتيًا قطني باللون الأحمر يلتف حول جسدها ملاصقًا له، يرسم منحنياتها بدقه ناحتاً تفاصيل جسدها المشدود ببراعة دون أكمام كاشفاً مقدمة نهدها الغض، يصل طوله إلى ما فوق الركبة ببضعة سنتيمترات، مبيحًا ساقيها وجزء لا بأس به من فخذيها (الراجل محروم بردو و من حق الكبير يتدلع 🦵👀).

يظهر من سيقانها أكثر مما يخفى، فبدت غاية في الجمال و الإغواء. وهي ما زالت مطرقة الرأس تحاول كتم عبراتها، ومنعها من الهبوط، مما أدى إلى احمرار أنفها و وجنتيها، فزادها ذلك جمالاً وفتنة، محاولةٌ جذب مرفقها من بين أصابعه، ولكن بعد رؤيته لها بتلك الهيئة، أبت أنامله فك حصار معصمها، ورفض جسده الانصياع لعقله، ولا لرغبتها بالابتعاد، ولكن على العكس اقترب منها تلك الخطوة التي ابتعدتها هي، وزادها خطوتين، فأصبح مشرفاً عليها بجسده، ملاصقًا لها، هبط بكفها الممسك به إلى جانبها، واليد القابضة أخذت تتحسس مرفقها وظهر يدها برقة.

رفعت رأسها إليه بوجهها المشرق المتورد، وقد خبت عبراتها، و لاح بعينيها شيء آخر.

أما هو رفع كف يده الأخرى يداعب خدها الأيمن بحنان، يميل بشفتيه طابعًا قبلة على جبينها بأنفاس هادرة، وهي مأخوذة برقته وعطره الرجولي الذي تغلغل إلى أعماق روحها، ورطوبه شفتيه على جبينها

ومن ثم ابتعد بوجهه عنها قليلاً، فتاهت هي بزيتونيته التي قتم لونها برغبة ساحرة، ولما أحس هو بهيامها وحالة الخدر التي أصابتها بهذا الاقتراب، ابتسم لها بحنان وقد غزته أحاسيس عدة : النشوة والرغبة و شيء آخر لا يعرفه بعد، يشوب تلك الأحاسيس الثقة بالنفس التي افتقدها؛ بسبب هجر حبيبته الأولى له ، فبرغم وسامته وماله والمنصب الذي ناله مؤخراً، ولكنه كان يفتقد الثقه بالنفس في تعاملاته مع الجنس الآخر.

رفعت انجيل يدها تثقل كف يده الذي يتلمس بشرة خدها بنعومة، تتمسح به بإغواء مقربةً إياه إلى شفتيها طابعةً قبلة رقيقة بباطنه، وقد أثارت فعلتها تلك أحاسيس لم يختبرها هو من قبل، واخذ عقله يتوسله الإبتعاد، ولكن جسده يأبى بعناد، فاقترب برأسه إليها ناهيًا هذا الصراع، وقبل أن تنهي قبلتها المهلكة لكفه، أمال رأسه إليها، وقد حبست أنفاسه بإثارة هابطاً بكفه إلى عنقها يجذبها إليه، مستبدلاً كفه بشفتيه ملتقطاً شفتيها بين خاصته بروية ونعومة و إثارة يتلذذ مذاقهما، و هو ينهل شهدهما ولكن بتمهل مهلك، وكأن أمامه الدهر بأكمله ليتابع ما يفعل، وهو يلف ذراعه الأخرى حول خصرها يقربها إليه باستمتاع.

صدرت عنها آهه تدل على استمتاعها هي الأخرى بقربه، لم تبادر وتركت له زمام الأمور، وبقيت تستقبل ما يفيضه عليها بلهفة مماثلة، وكأنها فتاة عذراء تتلقى توًا قبلتها الأولى من حبيب حلمت به وتمنته، وها هو لقائهما الذي طال انتظاره، ولا تعلم كيف هذا؟! لقد رأته اليوم، فقط اليوم!

تلك الآه التي صدرت عنها أشعرته بإكتماله، فتمادى متلمسًا أسفل ظهرها يضغط عليه بخفة، مقربًا إياها إليه أكثر، فأكثر، وهي مستندة بكفيها على صدره تتحسسه بإغواء، تستشعر نبضات قلبه أسفل باطن كفيها، فتحولت قبلته الناعمة الرقيقة إلى قبلات صغيرة رطبة كرفرفة الفراشات، تلتها قبلة مطولة يتنقل بها ما بين شفاهها العلوية والسفلية بالتناوب، و يديه تعيث فساداً بجسدها، واليد التي تدعم عنقها إليه هبطت إلى نهديها يتلمسهما بإغواء ورغبة جامحة، ولكن برقة و حلاوة.

(يا حلاوة الصقر انحرف يا رجالة 😂كفاية عليكم كده 😏).

ولم يستفيقا من حلاوة ما هما فيه و ما يستشعرانه سوى على صوت أنيتا، وهي تغمغم أثناء نومها ظناً منهما أنها استيقظت من غفوتها، وكان الصقر أول من التف برأسه يناظر الصغيرة، فحمد الله أنها تواليهما ظهرها مبتعدًا على مضض بأنفاس متهدجة، قائلا بتحشرج (خد نفسك الأول ✋) : شوفيها، عجبال ما أشوف آني البلوة اللي تحت دي.

امأت برأسها إليه بإمتثال ولا زالت مأخوذةً بسحره، مخدرةً، تحمد الله أنه تم اختطاف ريان ( واطية، واطية يعني ✌️) وتشكر الظروف التي جعلت موسى يصر على قدومها مع ماجد ظنٌا منه أنه مسافر إلى نيويورك.

استوقفته انجيل قائلة : هتَچيني تاني.

(حد يناولني الشبشب 😂).

الصقر بهيام : لو چيتك تاني ما هجدرش ابعد يا جلبي.

تركها وهو منتشيًا، قلبه وجسده يطالبه بالعودة إليها، واختطافها في جولة أخرى أشد جموحًا، كشاب مراهق خرج في نزهة مع الفتاة التي يحبها متهربان من المدرسة دون مراقبين، وعقله يلومه على ما فعل برغم من أنها أمام الله زوجته ولكن حسب تقاليدهم ما فعله خطأ كبير، ولو كان أحد آخر قام بفعلته لكان الصقر أول من سيدينه.

♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

وعد ريان بقلم أسماء حميدة.

عند ريان ووعد بعد ما أخذت ذلك المسكن اللعين الذي افقدها الوعي، و أثقل رأسها وهوى جسدها على الفراش.

ريان : يا وجعة مربربة، نسيت أجولها على الجرعة بتاعت العلاچ.

اقترب ريان من التخت يستكشف نبضها واضعًا يده يستشعر عرقها النابض بعنقها.

ودون وعي وجد نفسه يتأمل ملامح وجهها الملائكي، وكم بدت جميلة ورقيقة وهادئة على عكس حالها وهي واعية متيقظة، لا يقصد بذلك جمالها، فجمالها لا خلاف عليه.

قام ريان بلف الرباط الداعم على قدمها المصابة.

(مش زي ما أنتم فاكرين خالص الراجل طلع محترم 😂بس مش قوي🤗).

و أراحها في نومتها سانداً رأسها على الوسادة خلفها، وأثناء ذلك بات مقتربًا منها حد اللعنة، وبدأ في تلمس ملامح وجهها برغبة.

(لسه بشكر فيك يا واطي😂)

وهو هائمًا بها، و أنامله تتحسس شفاهها الكرزية، وهو يتنهد بشوق فمالا عليها يريد تذوقها، وعقله يصور له مدى النعيم الذي سيعايشه إذا استبدل أنامله بشفافه يستشعر أنفاسها داخل صدره.

(اظبط ياض 😂).

ولكنه اعتدل في وقفته ساحبًا يديه عنها، لاعنًا ضعفه أمامها مستغربًا حاله، فهو لم يمس إمرأة قط دون رغبتها، ولم يستغل أنثى من قبل.

ولكن هذه الوعد تطيح بعقله، ويطرب قلبه بقربها، يريدها ولكن أبت رجولته في استغلال هذا الوضع.

وقال متمتمًا بحنق : طلعتي لي من فين إنتي؟! وليه إنتي بالخصوص اللي بتعملي فيا إكده!؟! نايمة ولا على بالك!! طب آني هيچيني نوم كيف دلوك؟

ومن ثم وقعت عينيه على تلك الأقراص اللعينة التي جعلت من الوضع خطرًا على كليهما فهي نائمة لا تعي شيئاً، وهو متأثراً مأخوذ بها تثيره هيئتها، وشيطانه يهيئ له أمورًا عدة ضد مبادئه بعيدة كل البعد عن ما تحتمه عليه نخوته، و اصالة جذوره الصعيدية.

مد يده يتناول شريط الأقراص مبتلعًا هو الآخر قرصين منها، واستدار ملتفاً إلى الجهة الأخرى من السرير مضجعًا على جانبه واضعاً وسادة بينهما سانداً رأسه على راحته ووجهه مقابل لها يتأمل ملامحها.

حتى ذهب في ثبات عميق.

🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊🌊

على الجانب الآخر في تلك المنطقة الشعبية بالإسكندرية.

أحدهم اشتعلت به نيران لا يخمدها ماء بحر تلك المدينة العريقة.

وهو من قام بإشعالها عندما أخذ يتلاعب معها رغبة في وصالها و أملًا في تدليلها له.

(والواد قلبه بيوجعه وعايز حد يدلعه😂)

أخذ يقطع الغرفه ذهابًا واياباً يجلس على التخت برهة، لاعنًا نفسه كونه اختلق تلك التمثيلية ولإدعائه الغضب منها، والآن لا يعرف ماذا يفعل؟!

أيهاتفها ثانية أم ينتظر قليلاً علها تقوم هي بالإتصال؟!

وهكذا يقوم زافراً بثورة وكأن الفراش زرع بأكمله أشواكًا ، لا يريحه مجلسه، ولا تطفئ ناره وثورته تلك الجولات المتقطعة التي يأخذها بمحيط الغرفة.

وعلى الجانب الآخر بعد إغلاق وعد الهاتف بوجهها جلست شاردة لا تعرف ماذا ستفعل؟ وماذا سيكون رد فعله عندما يعلم بما أمرت به أختها؟!

مصطفى لنفسه وهو ينتصب مكملاً دورانه بأنحاء الغرفة غاضباً من نفسه ومنها : يعني إيه هفضل قاعد متكتف كده؟! هو اللي هنعمله في الناس هيطلع علينا و لا إيه؟! طب اطلع لها أكلها قلمين؟

-لا، لا، قلمين إيه؟!

-طب اطلع لها أخدها بوستين.

(اتلم يا ديشة😂بقى).

-لا ما بدهاش بقى.

و مد يده ملتقطًا الهاتف ودون تفكير قام بالضغط على رقمها، فاستمع إلى رنين الجرس على الخط الآخر، مما يعني أنها لم تكن تضعه على قائمة الرفض، ومن المفروض أن يصبر هذا روع أغواره، ولكن ما شغله الآن مع من كانت تتحدث بالهاتف؟! سؤال تردد بذهنه.

ما إن وجدت همس شاشة هاتفها تضيء باسمه، حتى التقطته مسرعة تضغط على زر الإجابة.

همس : ألو يا مصطفى؟!

مصطفى متنهدًا بلوعة فبذكرها لإسمه أخمدت تلك النيران التي احرقته لمدة ساعة كاملة من الترقب والانتظار والغيرة، وكأنها قد طيبت جراحه فقط بكلمة منها، فالليث الجريح الذي ظل يقطع الغرفة ذهاباً و إيابًا يسب ويلعن أصبح الآن قطة وديعة.

مصطفى بثبات جاهد لإتقانه : أيوه يا آنسة همس.

بعد وضعه لهذا اللقب الذي يسبق اسمها تبينت أن إتصاله بها لم يكن شوقاً ولا لهفة، بل ربما استكشافاً لسبب اتصالها هي به.

مصطفى مستكملاً : رنيتي عليا من شوية؟

همس بتردد متخبطة : ايوه، آسفة لو كنت أزعجتك.

مصطفى بإدعاء : أصلي كنت نايم، وبعدين إذ فجأةً عطشت فقمت أشرب ، وببص على الساعة افتكرت إني إتأخرت على المحل لقيتك رنة عليا.

(كان فيه حاجة إن شاء الله 😂).

همس بغضب مستتر فقد كان ينام هنيئاً، وهي جافاها النوم حنيناً إليه وتوترًا لما حدث فجأة، فبين ليلة وضحاها أصبح اسمها إلى جانب اسمه في قسيمة واحدة برابط مقدس، لا ترغب بحله، ولا تعرف سبيلًا لإعتياده و الإمتثال له، و أيضاً لا تعلم رد فعل من حولها على ما حدث، فماذا سيحدث ان علمت نجوى والعم زكري؟

إذا كان هذا رد فعل وعد، فماذا سيكون رد فعل الباقيين؟! 











و من جهة أخرى غضبه هو منها، وروحها النازقة لإيلامه، وتلك المشاعر التي استحوذت عليها وتخالجها في كل رمشة عين ولقائهما الأسطوري، ولكن بعد علمها بأنه كان ينام قرير العين، أرادت أن تؤرق مضجعه.

همس بخبث أنثوي جديد عليها : أصل كنت حابة أسألك عن حاجة كده.

مصطفى مسترسلاً وهو يتخذ وضعيته المفضلة، ولكنه يرد بإقتضاب : سامعك، إتفضلي.

همس : هو الطريق من هنا لسوهاج ياخد قد إيه وقت بالعربية؟

مصطفى مسايرًا حتى تحين فرصة لمعرفة بمن كانت تتصل، ولذلك هاتفها كان يعطيه مشغولًا : مش عارف الحقيقة، أصلي ما سافرتش سوهاج قبل كده، بس بالتقريب ممكن من تمن ل عشر ساعات، ليه هو إنتي كلمتي الآنسة وعد؟

همس : أيوه من شوية، وقالت لي إنها هتبعت عربية تاخدني الصبح.

اجابتها أثلجت صدره، إذًا كانت مشغولة مع أختها، ولكن مهلًا، هل ذكرت شيئاً عن سفرها؟! وضجت رأسه بثلاث كلمات : الابتعاد، الرحيل، الفراق.

مصطفى مجيبًا بثورة بعد أن هب معتدلًا في جلسته، فقد كان مضجعاً فوق التخت على بطنه، مستنداً بمرفقيه على الفراش، ويديه أسفل ذقنه كالعادة طبعاً : نعم يا ختي؟ تسفري فين؟!

همس بعد ما توصلت إلى ما تريد وهي تبتسم بخبث : إيه يا مصطفى؟! هو إنت ما سمعتنيش؟ بقولك وعد هتبعت لي عربية الصبح عشان أسافر لها.

مصطفى : ده اللي هو إزاي يعني؟! ومين هيسمح لك بكده؟!

همس بإدعاء عدم الفهم : مش فاهمة؟! يعني إيه مين هيسمح لك كده؟ هو المفروض مين يعترض على إني مسافرة لأختي؟!

مصطفى بغضب : على رأيك؟! طب حضرتك بالنسبة للمقطف اللي إنتي على ذمته إيه ظروفه؟!

همس : مين المقطف ده؟!

مصطفى بتسرع : أنا.

هنا ولم تتمالك همس حالها من الضحك وقد ادمعت عينيها، وهو يستمتع برنين ضحكتها هائمًا، وتناسى ما قالت وعلى وجهه إبتسامة بلهاء.

مصطفى : إنتي إزاي كده؟!

همس بعد أن هدأت نوبة ضحكها : اللي هو إزاي يعني؟!

مصطفى : كل حاجة فيكي ما لهاش زي.

همس : مش فاهمة؟!

مصطفى عائداً لثورته : بت إنتي، ما تاخدنيش في دوكة، ما فيش سفر، و تبع جملته قائلا برقة : مش ممكن أسيبك تبعدي عني، همس إنتي بتاعتي، ومش هسمح لحد يفرقنا.

(سايكو سايكو يعني😂).

همس مبتسمة : طب والحل يا زوجي العزيز؟!

مصطفى بفرحة: قوليها تاني.

همس : هي إيه دي؟!

مصطفى : زوجي العزيز.

همس : إنت صدقت!! دي ظروف اتحطينا فيها، وأكيد يعني القصة دي ليها نهاية.

مصطفى وقد جثمت فوق صدره جبالًا من الهموم والألم، لا زالت تعتبر زواجهما حدث بخطأ يجب تصحيحه، و لكنه يعتبره هبة من الله إليه وحظاً سعيداً قد ابتسم له.

مصطفى : بس أنا الموضوع بالنسبة لي مش زي ما إنتي معتبراه.

همس : أمال إنت بتعتبر اللي إحنا فيه ده إيه؟!

مصطفى ملمحًا لما حدث بينهما : اللي أنا حسيته معك مش مجرد لعبة، ولا جوازة اتدبست فيها، ولا أنا حسيت منك ان إنتي كرهاني أو حابة تخلصي من الورطة دي زي ما بتقولي.

همس وهي تشعر بالخجل، و قد علت خدودها حمرة متوهجة، و أرادت إنهاء الحديث : معلش يا مصطفى، أنا مضطرة أقفل دلوقتي عشان وعد بترن عليا، باي.

و قطعت الإتصال فوراً، وأخذ هو يتنفس بغضب يشوبه القلق والخوف، ولا يعرف ما يخبئه القدر لهما، ولكنه مصرًا على إبقائها إلى جواره، أو بقاءه إلى جوارها فهي زوجته وحسم الأمر.

✋✋✋✋✋✋✋✋✋

هبط الصقر إلى حيث ينتظر ضحيته الآثمة منصور.

يدخل إلى المندرة، فوجده يجلس وهو يهز إحدى ساقيه بتوتر.

صقر بإبتسامة شامتة : إمنور يا دكتور.

منصور متمتماً : الدكتور، وسنين الدكتور.

صقر : بتجول حاچة يا دكتور؟! منصور بإبتسامة سمجة : أبداً، بقول لك البيت منور بأصحابه.

صقر : كان بودي أضيفك بس اديك واعي كل الناس 

            الفصل الثاني والثلاثون من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1