رواية وعد ريان الفصل الثالث و الثلاثون 33 بقلم اسماء حميدة

 




رواية وعد ريان الفصل الثالث و الثلاثون 33 بقلم اسماء حميدة


اللهم صلي وسلم على نبينا و حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين و كل من له نبي فليصلي عليه.

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

بعد إتصال وعد بهمس وإخبارها بشأن السيارة التي أرسلتها إليها.

ارتدت همس ملابسها المكونة من منطول جينز باللون الغامق( بلو بلاك)، وتيشيرت قطنيًا نسائيًا باللون الأسود، وأطلقت العنان لشعرها.

(ما هي فاكرة درش نايم بقى😂).


و أخذت حقيبتها الصغيرة وبها بعض من الأشياء الضرورية من ملابس وخلافه، وتوجهت تفتح باب الشقة، فلم تشاء ايقاظ نجوى فالوقت لازال باكراً.


و أغلقت الباب خلفها بهدوء لم يخفى على الحارس القابع بمدخل البناية، والتي لم تكن تعلم بوجوده، ولم يلوح بخيالها أن هوسه بها أطاح بعقله، وجعله طوال الليل مرابطاً بالمقهى، وعيناه مثبتة على مدخل البناية، وحتى بعدما عاد من جولته الاستكشافية لمنزل الزوجية الذي ذهب برفقة المعلم سلطان لمعاينته، ظل ما تبقى من الليل بذلك المقهى حتى قام الصبي حوكة بلملمة ما أسدله أمام المقهى من كراسي، ومقاعد، وخلافه، فاضطر مصطفى لقضاء ما تبقى من الليل على درج السلم متأهباً تحسباً لقيامها بتنفيذ ما قالت، عازماً هو على تنفيذ ما يريد، و أمامه حلين لا ثالث لهما، إما اثنائها عن قرارها بالسفر إلى أختها وعد، وإما.....


هبطت همس درجات السلم وعيناها مثبتة عليه بهيئته المهندمة، وذقنه الحليق، فبدى أكثر وسامة.

(بدى، لا حسبي ده مز، مز👌، يعني ما فيش كلام يا رب🙏 البوب حجي ما يقرا البارت ده 😂).


وكلما اقتربت خطواتها منه كلما اهتز ثباتها، وخاصة أن هذا المكان له معهما ذكرى، لم يمضي عليها سوى ساعات قليلة، مما زاد ارتباكها وما إن أصبحت أمامه حتى علت وجهها إبتسامة يشوبها التوتر والقلق قائلة : جود مورنينج، مصطفى.


مصطفى و قد قرر التخلي عن الدور الذي تقمصه بالأمس عندما إدعى غضبه منها، راداً عليها ببسمة و وجهٍ بشوش : صباح الزبادي، يا معذب فؤادي، يا زبادو فراوله أنت.


ناظرته همس باستغراب فقد ظنت أنه سيظل على بروده معها كما حدث بالأمس أثناء تناولهم العشاء، وذلك بعد ما اقتحم الغرفة دون استئذان، وهي تبدل ثيابها.

مصطفى مستكملاً : حديثه على فين يا هموستي؟!

مصطفى : ما أنا قولتلك إمبارح إني مسافرة لوعد.

مصطفى وهو يقترب منها بخطوات متمهلة؛ فزاد توترها.


وهي تتفرس ملامحه في محاولة لاستكشاف نواياه، فهل ما زال غاضباً بشأن ما حدث؟! أو ما سيحدث؟! وهي تعني بشأن سفرها.


سرعان ما تحولت نظراتها المستكشفة إلى أخرى هائمة، فهو حقًا وسيم.


اما هو ظل يقترب بثبات يبتسم لها بثقة، بعد ما لاحظ نظراتها الهائمة إليه، فبدت كالمخدرة.


مد مصطفى يده ملتقطًا كفها بيدٍ واحدة، وهو ينظر إلى عمق عينيها قائلاً بتسبيل : يعني القمر بتاعي عاوز يسافر ويسيبني .


رفع كف يدها يقبل باطنه، وعينيه ما زالت مثبتة على جارتي العسل خاصتها، فلم تستطع الرد، وكأنها فقدت النطق مع انتفاض جسدها برجفة، عندما لامست شفتيه باطن كفها، إنتقل صداها إليه؛ فبثت به ثقة فوق الثقة.


بعد قبلته الخاطفة لكف يدها هبط به أسرٌا إياه بين كفيه يتلمس خطوط باطنه بسبابته، ولا زالت عيناه مسلطة عليها قائلًا بنبرة رجولية دافئة وصوت متحشرج : طب لو قولتلك إني مش عاوزك تسافري، هتسافري بردو و تسبيني؟


لاحظ هو اهتزاز حدقتيها بتفكير، ففك أسر عينيها هابطٌا بنظراته إلى كف يدها، يتابع حركة سبابته على باطن كفها، وهو يبتسم بخبث، هو يستطيع أبقائها بالقوة، ولكنه لا يريدها جواره رغم إرادتها، لا يريدها تابعة له، يريد قرار بقائها نابع من شخصها، لا من سلطته عليها، كما أنه يعلم أن دون القوة لن يستطيع إثنائها عن السفر، ولكنه يريد أن يصل إلى هدف آخر.


همس بتوتر فهي حقاً لا تريد الإبتعاد، ولكن يجب عليها السفر كما طلبت أختها، ليس لكون هذا أمر من وعد واجب النفاذ، ولكنها تحتاج إليها، و تريد أن تعطي عقلها فرصة للتفكير، ولن يحدث هذا ما دامت في قربه، فقلبها بات يسيطر عليها ويشوش تفكيرها.


فتحت فمها لتتحدث قائلة : يا مصطفى افهمني.......


رفع سبابته عن كف يدها واضعاً إياه على شفاهها يمنعها من استكمال الحديث، وهو يهبط بكف يدها يعيده جانبها، ولكنه لا زال يأسره بكفه الآخر، مقتربًا منها أكثر مستغلًا تشتتها وتشوش أفكارها، بما تريد، وما يجب عليها أن تفعل، ساحباً إياها من تلك الأفكار المشتتة متجها بها صوب الهدف.


رفع سبابته عن شفاهها يلتقط كفها الآخر زافرًا أنفاسه الساخنة المعطرة برائحة النعناع، العائدة لتلك الحلوى التي دسها في فمه عند سماعه لصوت فتحها لباب الشقة.

(الواد متعطر وجاهز😂).


فهو يعلم من كاتمة أسرارها (الست الوالدة) أن تلك هي حلواها بنكهتها المفضلة، قائلاً وهو على نفس هدوءه : طب يرضيكي اسيب مراتي حبيبتي، تسافر لوحدها مع راجل غريب؟!


فقالت همس بخدر من قربه : ده السواق، يا مصطفى.


استكمل مصطفى : عارف يا قلب مصطفى إنه السواق، بس راجل.


رجفة أخرى أحس بها مصطفى، بعد تلقيبه لها بقلب مصطفى.

(طب وعهد الله أنا لو مكانها، وقال لي يا قلب مصطفى أنهار، أنهار مين؟! ده أنا يغمن عليا، و ابقوا فكروني أشيل الكومنتين دول، عشان هتنفخ أو أطلق أيهما أقرب 😱).


ها قد بدأ مصطفى يدنو من هدفه :طب افرضي يا عمر مصطفى السواق طلع مش تمام؟! وصدرت منه حاجة كده ولا كده؟! و إنتي معاه في عربية لوحدكم؟! على طريق صحراوي؟! تفتكري ممكن ساعتها يحصل إيه؟! و إنتي وقتها هتتصرفي إزاي؟!


بات هو الآخر يتخيلها في موقف مماثل.

(أيوه يا ديشة بقى، 👍مش واخدة على هدوئك ده😂، متقلقنيش عليك، اهوه هيتحول اهوه 👏).


ومع تخيله هذا احتدم بداخله نيران مدمرة طفت ألسنتها على ملامحه، فبدأت ملامحه بالتحول، ولكنه حافظ على ثباته الظاهري، حتى لا يخيفها.


أما هي فارتجف داخلها لتلك التخيلات، التي رسمها هو، فتصورتها هي حقيقة أمامها، وباتت تتساءل ماذا لو حدث هذا بالفعل؟!

(لاعِيب طب و ربنا لاعِيب👌😂).

👌👌👌👌👌👌👌👌👌👌

وعد ريان بقلم أسماء حميدة.


عودة إلى منصور الذي بقى طوال الليل يفكر في خطة محكمة للهرب، نعم سيضحي بمستقبله المهني، ولكن لن يتزوج من جوال الفحم الذي رآه أمس.

(أقسم بالله هرقعلك صداغك🤛).


سيغادر ولو أدى به الأمر إلى أن يعيش مع مطاريد الجبل، فذاك عنده أهون، من أن يفني زهرة شبابه مع أخت همام تلك المسعدة .


منصور لنفسه : لا يا منص، أنا مش ممكن أسكت على كده، إبن الصرمة لبسني مع غراب البين دي، و في قعدة و احدة خلاني قريت فاتحة، هفضل متكتف كده لغاية ما ألاقي نفسي مخلف منها سبع عيال؟! سبع عيال ده إيه؟! سبع مقاطير شبه خالهم ميمو.


عند تصوره لمستقبله هذا معها، انتفض واقفاً من جلسته على الأريكة الموجودة بالغرفة القبلية، المحددة بها إقامته من قبل الصقر، يمد يده ملتقطاً الحقيبة العائدة إليه، والتي جلبها له عوض من الدار التي كان يمكثها، و الآن فلم تعد إليه تلك الدار.


فتح باب الغرفة بحرص، ينظر يميناً ويساراً، قبل أن تطأ قدماه عتبة الغرفة، يستكشف ما إذا كان أحد بالخارج، زافرًا بارتياح يبتسم قائلاً بهمس مبتهج : yes، فلت منيهم فلت منيهم.


خرج مسرعًا وهو يتلفت في جميع الإتجاهات كاللصوص، وها قد دنى من البوابة القبلية للدار، و هو يحمد الله أنه لا يوجد حارسًا عليها.


مد يده يجذب المقبض الحديدي للبوابة ظناً منه أنها مغلقة، ولكن يا له من حظ، فبالتأكيد اليوم يوم حظه، فقد وجد الباب يفتح دون أدنى معاندة من القدر.

(بلاش، أفتكر إني قولتلك بلاش😂).


منصور : طب وعهد الله، أنا أمي داعية لي في ليلة القدر، وهي كاشفة راسها، لا كاشفة راسها ده إيه؟! دي وهي قالعة بلبوص، طب ما هي متيسرة أهه؟! أمال أنا كنت معقدها ليه؟!

(أحيه، أمك كان ما لها يا منص؟! 🤔حبكت تدعي لك وهي اسم الله على مقامك 😂)


خرج من البوابة ملتفتاً يعطي ظهره إلى الخارج يغلقها خلفه، لإ لا يراه أحد من الداخل، وهو يحاول الفرار.


منصور : باااااس، كده تمام أوي، أخلع أنا بقى، وأبقى قابلني يا أبو الصقورMeet in The hell (نلتقي في الجحيم).


وما إن التف مطلقًا العنان لساقيه، حتى اصطدم بشيء ما، رافعًا رأسه ليرى هذا العائق،.


فوجده همام😁 مشرفاً عليه بقامته الطويلة، كاشر الوجه، بأعين مستفسرة، وإلى جانبه تلك المسعدة التي ألصقها به الصقر عنوة.


منصور بأعين جاحظة متمتماً : فقر من يومك، لف وارجع تاني.


وبالفعل استدار عائداً من حيث اتى، وهو يقول بصوت مرتفع حتى يصل إلى مسامع همام، وهو متوجهاً بنظره إلى الخلف : إيه يا جماعة في حد يسيب البوابة مفتوحة كده، ما فيش إحساس بالمسؤولية، مش خايفين حرامي يخش يخلص علينا جميعاً إن شاء الله، خلينا نخلص.


و هو على تلك الحالة، اصطدم مرة أخرى بشيء ما.

(هو بغباوته بوشه العكر، لا عكر إيه؟! استغفر الله العظيم، إيه يا سمكة؟! 🤔انتي هتكفري قصدي بوشه القمر😂).


الصقر قائلاً بتسلية، وهو يقف شامخًا، يناظره بتشفي، فقد كان يراه من الأعلى من خلف ستار شرفة غرفته التي بالجهة القبلية من المنزل، و تطل على النيل في منظر طبيعي خلاب.


وما إن رآه الصقر، هبط الدرج بخطوات واسعة، فهو يعلم أن إذا رآه منصور، سيعاود أدراجه دون أن تنبث شفاهه بكلمة.


عندما اتجه منصور ببصره أمامه ليرى ما حال دون تقدمه هذه المرة أيضاً، وجد الصقر امامه يقف بشموخه المعتاد، يرفع أحد حاجبيه وهو يناظره بتسلية قائلاً : معرفينش من غيرك كنا هنِعمله إيه يا دَكتور؟! بس تفتكر في حد بالغباء دِه؟!


بدأ منصور بالتعرق لتظهر قطرات الماء الساخنة تنسدل من أعلى رأسه على جبينه قائلاً بتهتهة : ده إنت؟! آه والنبي إنت صح.


الصقر مستكملًا بنبرة تهديدية واضحة : هو فيه حد ممكن خياله المريض، يصور له إنه يعمل حاچة زي إكده؟!


منصور بريبة : حاجة إيه؟! لاء، أوعى تفهمني صح، قصدي غلط، واستكمل قائلًا ببراءة : أنا كنت بقفل البوابة، ثم ازدرد لعابه قائلًا : آه والله.


الصقر و هو ينظر إلى الحقيبة التي بيده : لاه في دي ، صادج من غير يمين، بس ما تجلجش ما حدش يستچري يعملها.


منصور بتساؤل : هي إيه دي؟!


الصقر : إنه يفكر ولو بس تفكير، ثم اشاح بسبابته في الهواء مستقراً بها على يمين جبهة منصور مستكملًا : أو يخطر في باله، إنه يدخل دوار الصجر بدون إذن، أو حتى يخرچ منيه.


منصور وقد علم أنه هالكًا لا محالة، فأراد تغيير الموضوع، وهو يتجنب إصبع يده المثبت على جانب جبهته، يدير رأسه إلى همام ومسعدة قائلاً: ميمو، حبيبي، إنت فين يا أبو نسب؟! اتأخرتوا كده ليه؟! قلقتوني عليكم.


وتوجه بنظره إلى مسعدة قائلاً : ازيك يا مسموستي.


همام باستهجان قائلاً : إيه مسموستك دي عاد؟! هتچلعها وآني واجف؟! اتحشم يا واكل ناسك إنت.


منصور بقوة مزيفة : إيه في إيه؟! ده أنا قاري فاتحة، يعني نص كتاب، بس واضح إنه غير مرحب بيا في العيلة دي يا صقر باشا؟! ، فأنا هضطر آسفًا إني انسحب واعفيكم من الحرج، وممكن تعتبروا الفاتحة دي، وكأنها لم تكن.

(لا حدق ياض🤔😂).


الصقر موجهًا حديثه لهمام : چرى إيه يا همام؟! ما تبجاش دجة جديمة إكده يا راچل، الدَكتور بردك عيتكلم صوح، دِه جاري فاتحة!!.


همام وكأنه على إتفاق مسبق مع الصقر، وكأن الصقر يضرب بالدف، والآخر يواليه بالرق :يا كابير ما چانبك شايف عاد، إحنا مفيش عندينا الكلام الفارغ ده، أما يبجى يعجد عليها، يبجى يتحدت وياها

كيف ما هو عاوز، لكن دلوك الكلام بحساب.


الصقر وهو يحك ذقنه وكأنه يفكر في حل لقضية هامة أو أمر مُلِح : لاه يا ميمو، في دي بالخصوص إنت إمحبكها، والراچل ما غلطش بس تاهت و لجناها.


وجه منصور بصره إلى الصقر مشيرًا إليه قائلًا لهمام : اسمع علك تستفيد.


الصقر : الدكتور ما هيخلصهوش زعلك.


منصور : ده ميمو ده، حبيبي.


الصقر مستكملاً، بينما منصور يهز رأسه بإستحسان، وكأنما يستمع لغنوة بصوت أم كلثوم، حتى قال الصقر : عشان إكده الراچل عيصلح غلطته، وبدل ما تبجى شبكة، تبجى شبكة، وكتب كتاب ✌️.


توقف رأس منصور فجأة، وهو يرتد ببصره إلى الصقر، فكادت رأسه أن تنخلع من موضعها قائلًا بنبرة أقرب للبكاء : غلطتي إيه حضرتك؟! ده أنا ما شفتش منها صُباع، تقول لي غلطة؟!


الصقر قائلاً : آني عامل عليك و عاتل همك.


منصور : لا ما هو واضح.


الصقر مستكملاً : عشان تاخد راحتك في الحديت، وتچلعها كيف ما إنت عاوز.


منصور مقلدًا للهجة الصعيدية : ما عاوزش.


(تچلعها هنا، تعني تدلعها مش زي ما أنتم فاهمين هه؟! عشان بس الإخوة العرب دماغهم ما تروحش لبعيد😂).


الصقر متجاوزًا ما قاله منصور بتجاهل : يبجى على بركة الله نكتبوا الليلة.


منصور : ليلة إيه يا عمدة 😂؟! قصدي يا صقر باشا، انا مش مستعد.

(تاني إنت يا اخ منصور🤭؟! أنا ابتديت أشك فيك جامد 😂والفانز كذلك 😂).


منصور مستدركاً : قصدي مش مؤهل نفسياً.

(إيه ده؟! 🤔انت سمعتني يا منص 😂).

الصقر : كلام إيه ده يا دكتور؟! آني عجولك كتب كتاب، ما جولتش دخلة، وجبل الدخلة ابجى اجعد ويا العروسة، وشوف اللي يناسبك جصدي اللي يناسبها.


بينما تقف مسعدة تتلظى بحرج، بالطبع يصل إليها مغزى الحديث، فهي حكيمة ولديها خلفية عما يتحاوران (بس عاملة من بنها، وتحية لأهل بنها، و آسفين 🙏القافية حكمت).

أنهى الصقر حديثه قائلاً : روح إنت يا دَكتور، غير خلاجاتك دي اللي بايت بيهم من عشية، واحلج دجنك (ذقنك)، عشان تنزل ويا عروستك، وهمام، همام هه😉 عشان تچيبوا الشبكة.


وربت على كتفه قائلًا : إمبارك يا عريس.

🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗

بينما عند سارة ومحمد الذي بقي ليله يتقلب على تخته، وكأنه يفترش بالجمر، و أي نار تعادل نار وعذاب الغيرة ورهاب القلق من فقدان الحبيب.


وبينما هو على تلك الحالة، سمع صوت صراخ مدوي وعويل يأتي من الخارج، فخرج مسرعًا يستقصى الأمر، وكذلك الفتاتان هناء وسارة اللتان خرجتا بدورهما لاستكشاف ما يجري بالخارج، ولم تكن سوى تحية و إلى جانبها على الأرض هاتفها المحمول، تلطم خديها بكلتا راحتها.


توجه محمد مسرعًا إليها، وهي شاخصة بعد أن أطلقت تلك الصرخة المدوية، و تنظر ناحية سارة بحزن وشفقة.


ظل محمد يهزها في محاولة منه لمعرفه ما في الأمر.

(إنت غبي يا بوب، ده الفانز فهموا، وهم چاست متابعين، ما بالك إحنا عِشرة يعني المفروض تكون فهمت دماغي 😂)

قائلًا : إيه يا أمي؟! مالك في إيه؟!


و أيضاً لا إجابة : يا أمي، ردي الله يخليكي، فهميني إيه اللي حصل؟!


تحيه وكأنها فقدت النطق، ولكن نظراتها المصوبة نحو سارة كانت أبلغ من أي حديث.


مال محمد إلى الهاتف الساقط أرضاً، يلتقطه فوجد من كان على الهاتف قد قطع الاتصال، فأخذ يقلب بالهاتف باحثاً عن آخر رقم في سجل المكالمات، ولكن وجده بدون اسم.


فقام سريعا بمحاولة الإتصال به و لكنه وجد الرقم مشغول.


وفي تلك الأثناء رن هاتف سارة الموضوع على المنضدة الموجودة بالصالة، فقد تركته سارة على الشاحن قبل خلودها إلى النوم.


اتجهت سارة بأقدام مثقلة ناحية الهاتف، تلتقطه بإيدي مرتجفة من هيئة زوجة خالها، ونظراتها التي توحي بوقوع خطب ما، ليس بهين، وهذا الخطب بدون شك يطالها.


نظرت سارة إلى رقم المتصل على شاشة هاتفها بأعين قاتمة، وجدت أن المتصل هو علاء ابن عمها، فالتقطت الهاتف تضعه على أذنها، وهي تجيب بصوت مخنوق : السلام عليكم، أيوه يا علاء.


عندما ذكرت إسم هذا السمج من وجهة نظره، تنبهت حواسه متقدمًا منها يلتقط الهاتف من على أذنها، ولكن الآخر قد أطلق السهم مجيباً عليها (ابن الجزمهSon of shoe😂)

بما جعل أوصالها ترتعد، و أطرافها تتراخى، وجسدها يهوي ساقطة أرضاً على ركبتيها، تضع كلتا راحتيها على فمها، تكتم صرخة متالمة لفقدان السند، وما سند الفتاة يا سادة، غير عمودها الداعم الأب، ومن غيره سندًا لها.


أجاب محمد على الهاتف ليخبره من على الطرف الآخر بالخبر المؤلم، فطالما كان زوج عمته أباً ثانيًا له.


كانت عيناه تتابع تغير معالم وجهها إلى أن تهوى جسدها أسفل قدميه،


ترك الهاتف من يديه على المنضدة، يخر جسده إليها، راكعاً لها على ركبتيه، وهي تهز رأسها برفض وعدم تقبل.


فجذبها وهي تستند برأسها إلى صدره بتيه ، وهو يلف ذراعيه حولها يحيطها بإحتواء أب فقدته، و أخ لم يُولد قبل أن يكون حبيب، يواسيها ببعض الكلمات، وجسدها ينتفض بين ذراعيه.


خرجت منها آهة مدوية تنم عن ألم عميق، تتصاعد حممه من أعماق جوفها، ماراً بقلبها، يخرج مع الآهة التي أحرقت صدرها، ليليها نوبات ونوبات من الألم.


محمد بمواساة، وهو لا يقل عنها حزناً : أهدى يا حبيبتي، أهدى، إنتي كده بتعذبيه.


سارة بكلمات غير مترابطة وغير مفهومة : بابا، بابا يا محمد، طب أشوفه، واديني عنده، هم مش فاهمين، هو لما يشوفني هيقوم يروح معايا.


و تحية وهناء تزداد شهقاتهما بالدموع، مع كل كلمه تخرج من فمها حزناً على هذا الرجل الحنون، و ألماً للحالة التي عليها سارة، و استحضرا لموقف مماثل عند وفاة زوج تحية ووالد محمد وهناء، وهو يهددها بين ذراعيه كطفلة صغيرة، وجسديهما يتأرجح معاً، وهو يحاول السيطرة على نوبة الحزن الهستيرية التي إنتبتها يقبل أعلى رأسها بحنو.


والأخرتين لا يكفان عن البكاء والنحيب محمد موجهًا حديثه إليهما : إيه يا جماعة ده؟! قضاء ربنا هنكفر ولا إيه؟! أنا حزين أكتر منكم على عمي، بس اللي أنتوا بتعملوه مش هيرجع اللي راح، وإنتي يا سارة لازم تبقي قوية على الأقل عشان خاطر عمتي، ولا عايزاها هي كمان يجرى لها حاجه بعيد الشر، من حزنها على عمي، وكمان على الحالة اللي إنتي فيها، قومي يا هناء خديها تغسل وشها وتتوضا وتصلي له ركعتين، وإنتي يا أمي غيري هدومك عشان نروح لعمتي المستشفى، ولا هنقعد هنا نحزن، ونسيبها هي هناك لوحدها، ولسه في إجراءات لازم تخلص.


فقد كان وفاة والد سارة إثر حادث انقلاب إحدى سيارات النقل الجماعي، أثناء توجهه في الصباح الباكر إلى عمله، ولم يأتيهم الخبر سوى الآن، فلا بد و أن جثث الضحايا في حالة يرثى لها، لذلك أخذ الأمر بعض الوقت للتعرف على أصحابها، و إبلاغ ذويهم.


سارة بتوسل وبكاء و أعين تفيض بالدموع أنهار :لا يا محمد، خدني معاك عاوزه أشوفه لآخر مرة.


بالطبع لن يجعلها توضع في مشهد كهذا.


محمد بنبرة قاطعة :إنتي مش هتتحركي من هنا، وعمتي كمان مش هتحضر دفن ولا غيره ، أمي هتيجي معايا عشان تاخدها، وهي شوية وجاي لك، ولازم لما تيجي تشوفك قوية، إكبري شوية، وبعدين قصة الإجراءات والدفنة دي بتاعت الرجالة، وطلوع الستات ورا المتوفي حرام.


أراد محمد إثنائها عن رغبتها في المجيء نظراً لبشاعة وهول ما ستلقى، فاستخدم معها الحدة في الحديث، مشيرًا إلى هناء بعينيه لتاخذها للوضوء والصلاة، علا لجؤها الى الله يطفئ نيرانها وحزنها.


وتوجه هو مع أمه التي قامت بوضع عباءة سوداء على جسدها استعداداً للذهاب.

😪😪😪😪😪😪😪😪😪😪


بعدما أجرى ريان إتصالاته مع مكتب تأجير السيارات بالإسكندرية، ليبلغهم برغبته في استئجار سيارة بسائقها، و إعطائهم العنوان ورقم همس الذي تلته عليه وعد، و استكمال إجراءات الدفع الإلكتروني.


هبط إلى الطابق السفلي ومنه إلى الحديقة، بعد إخبار ماجد له بضرورة حضوره للحديث في أمر هام.


وعندما خرج إلى الحديقة وجد ماجد يجلس على أحد المقاعد الخشبية المصنوعة من عيدان البامبو شاردًا وهناك أصوات ، بالجهة القبلية للحديقة.


ريان لماجد مشيراً برأسه إتجاه الصوت : إيه في؟!


ماجد بتوتر : ما خابرش، آني لمحت الصقر من هبابة رايح الناحية اللي إهنكة بس معرفش إيه في؟! ......فوتنا دلوك من صجر وخلينا في اللي كت عاوزك فيه.


جلس ريان في المقعد المقابل لماجد يحادثه بانتباه فيبدو أن هناك أمر هام، فقد بات كلًا منهما يفهم على الآخر دون حديث.


ريان : إيه في يا ماچد؟! مالك إكده مش على بعضك؟!


ماجد : آني كلمت عمي إمبارح.


ريان : وإيه فيها يعني؟!


أراد ماجد إلقاء ما بجوفه دفعة واحدة : عمي جچاي بكرة الفچر.


ريان بأعين جاحظة : كيف ده؟! آني لساتني مكلمه من عشية، وجال إن جدامه وجت عجبال ما ياچي.


ماجد وهو يفرك كفيه بحرج : ما آني جولتله إنك إتچوزت. 










(لبس ريو🤔؟! لبس ريو👍 يلا بالشفا).

👌👌👌👌👌👌👌👌👌👌

عودة عند جوز الزغاليل والسواق اللي ملطوع برة😂


أخذت عينيها تهتز بمحجريهما، وقد تملكها الخوف من تلك التخيلات التي هيأها لها في صورة تتجسد واقع أمام عينيها، في مشهد للفنان القدير حمدي الوزير (بريأكشنه المعروف واللي عاوزه أشوفه في الكومنتات 😂)،


وهي بديل العنصر الأنثوي في ذلك المشهد (عشان مش فاكرة الصراحة الريأكشن كان لمين بالضبط في الحقيقة 😂).


فانقبض قلبها رعبًا وقد أصاب مصطفى هدفه.

(وجون وجون وجون، روعة يا ابني روعة، الله عليك يا حبيب والديك😂).


رفع مصطفى كفيها المحاصران بين راحتيه قائلاً ببراءة : مالك يا قلبي إيديك بتترعش كده ليه؟!


هي بعقل مغيب : أنا خايفة أوي يا مصطفى؟!


جذبها مصطفى من كفيها إليه يفرقهما، وهو يحاوط بهما خصره يضمها إليه، وبعدما استقرت راحتيها على ظهره من الخلف، تستند برأسها على كتفه بتيه، تلتمس الأمان بمحيطه، رافعاً كفيه عن راحتها، يحاوط كتفيها يضمها إليه بحنان، وهو يتأوه بلوعة، وإحدى راحتيه تدعم رأسها من الخلف إليه، وشفاهه بالقرب من أذنها، و أنفاسه الحار،، الساخنة، المعطرة، تداعب جانب عنقها.


قائلاً بنبرة مطمئنة أقرب إلى الهمس : بقى خايفة، وأنا جنبك، ده عمري كله فدا لحظة خوف تحسيها، ساعتها حياتي كلها ما يبقاش ليها قيمة، لو ما كنتش قدامك مش في ضهرك بس.

(خبيث انت يا مصطفى😂)


رفعت رأسها سريعًا إليه قائلة بإقرار : أنا عندي حل يا مصطفى.


اللهفة التي رآها بعينيها لذلك الحل، (وكأنها اكتشفت طريقة عمل الكيكة الإسفنجية عشان ما بعرفش أعملها صعبة مش بتظبط 👌) أعلامته أنه لم يحرز هدفًا فقط، وانما انتهت المباراة لصالحه.


فلما الاستعجال على الإحتفال، فلينل الكأس أولاً.


اعاد رأسها إلى موضعه قائلاً بنبرة متأثرة لقربها منه : قولي يا قلب مصطفى.


رفعت رأسها إليه مرة ثانية قائلة : إنت لازم.....


بعدما رفع بصره إليها، وهي بهذا القرب قائلاً : فعلاً أنا لازم أعمل كده.........

(لا يا ديشة إنت أخلاقك باظت خالص 😂). 

            الفصل الرابع والثلاثون من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1