رواية وعد ريان الفصل التاسع و الثلاثون بقلم اسماء حميدة
الصقر في عالم آخر ملئ باللذة، عالم يختلف كلياً عن عالمه الجامد الذي أحاطه بأسوار عالية تَحُول دون وقوعه في العشق، ودُكَّت تلك الأسوار أمام سحر عينيها، معها يختبر مشاعر لم يعرف لها وجود حتى عندما كان عاشق لغيرها.
لم يشتهي يوماً إمرأة كما يشتهيها الآن، كل ذرة به تناجي عنفوانها، تستحلفها أن تزيده عشقاً، ضلوعه القابعة بها تأن لوعة ورغبة، شفاهه تنهل أكسيرها من شهد شفتيها، يده المحاوطة لخصرها بدأت برفع جسدها إليه، واستدار وهي بين ذراعيه يسند جسدها إلى الحائط يمهل رئتيها التي تطالبه بفرصة لتلتقط أنفاسها من ذلك الهجوم الطاغي؛ فابتعد برأسه قليلاً ، ورفعت هي كفيها التي تحاوط عنقه تخلل أصابعها بين خصلات شعره الناعمة، تتأمل قطرات المياه المتساقطة منها وهي تسيل مرورًا برموشه المُكَلِّلة لعينيه الزيتونية ، مكوبة وجهه بكفيها وإبهاميها يداعبان جفنيه تزيل عنهما قطرات الماء حتى تستطيع تأمل نظراته الغائمة برغبته بها وهو يذوب بنظراتها الساحرة الواثقة بتأثير صاحبتها، والغريب أن ثقتها تلك تشعل حواسه، فهمس لها وشفتيه تلامس خاصتها : جلبي اتبدل حاله من أول ما عيني وجعت عليكي يا جلب صجر.
اقتربت أنچيل تلامس جانب شفتيه بخاصتها، وعندما إنخفضت عيناه تتابع فعلتها تلك التي أسرت بجسده شحنات متدافعة تزيد من تدفق الدم إلى شريانه، رفعت تلك الساحرة رأسها تثبت نظراتها إلى غابات عينيه قائلة بإغواء : ليه بتكابر يا صجر، جلبك متبدلش حاله، جلبك ده ملكي آني كانه عارف إني چاية، ليه خايف مني؟! آني بجى ماهكبرش بس ماهجولش غير لما أنت تجولها لول.
الصقر بأنفاس حارة، وصوت رجولي بنبرة متحشرجة : وبعدهالك؟!
أنچيل وهي تقترب بشفاهها من أذنه : وبعدهالك إنت؟! عاوزة أسمعها منيك.
وقبل أن تبتعد لترى تأثير همسها عليه طبعة قبلة رقيقة على خده، فأغمض عينيه بإستمتاع، و أنفاسه تتسارع وأسنانه تضغط على شفاهه السفلية، فأصبح الصقر بين شقي رحى، عقلاً يكابر وقلباً وقع لها.
وقبل أن يجيبها استمعا إلى طرق عالي على باب الغرفة يبدو أن صاحبه قد بلغ به الإنتظار مبلغه، وتعالت الدقات قاطعة سحر اللحظة.
(أحسن عشان بتستفردي بالمز ومش مراعية مشاعرنا 🙈).
الصقر منتبهاً وهو يحط بجسدها لتلامس قدميها الأرض، وقد بدى عليه الإرتباك : مين هيخبط دلوك؟!
أنچيل : تلجاها أنيتا.
صقر : أنيتا ولا غيرها،آني هطلع كيف دلوك؟!
أنچيل : sakr,You'are my husband
(صقر أنت زوجي)
صقر بصوت منخفض : طب أجولها إيه عاد؟!
ثم رفع صوته نسبياً : مش وجت حديت دلوك، اطلعي شوفي مين برة ومشيه لغاية ما اطلع آني من إهنه.
أنچيل بدهشة : I can't understand
you ,What's the matter
(لا أفهمك، ماذا حدث؟)
صقر بنزق : واه يا ولاد، هنجعدوا إهنه نتسمروا ونهملوا الرزع اللي برة ده لحد أمن اللي في الدوار كلاتهم يتلموا!!
ابتعدت أنچيل لتفعل ما يريد تحت إستغرابها، فاستوقفها قائلا بغضب : استني عندك، فين رايحة بخلجاتك دي؟!
أنچيل وقد استدارت عينيها بمحجريهما : رايحة أمشي اللي على الباب كيف ماجولتلي.
نهشت الغيرة قلب الصقر فكيف لأحد غيره يراها وهي على تلك الحالة، فزجرها قائلا : كيف يعني هتطلعي وخلجاتك أملزجة عليكي إكده؟!
أنچيل : حيرتني إمعاك أطلع ولا لاه؟!
الصقر بإقرار، حتى وإن اضطر هو للخروج لفتح الباب : لاه خليكي إنتي إهنه.
خرج الصقر وقد رأى مئزراً معلقًا على المشجب بجوار التخت فإلتقطه سريعاً يناولها إياه، وأغلق عليها باب المرحاض، وخرج ليرى مَن بالباب، وقد كانت أنيتا بالفعل.
وما إن رآته أنيتا بتلك الحالة، حتى قالت له بسخرية : إيه ده يا أبوي؟! خلجاتك مبلولة إكده ليه؟! كانك وجعت في ترعة 😏.
الصقر بإرتباك واضح : لاه، بس،،أصل.
أنيتا وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وترفع إحدي حاجبيها : لاه! وبس! وأصل! ده باينه موضوع واعر جوي؟! أمال أمي فين ماشيفهاش؟!
صقر وكأنه طفل صغير يواجه أمه بعد ارتكابه لفعل شنيع، وهو يتجنب النظر إلى عينيها المتفحصة : چوه في الحمام.
أنيتا : ويترى هي كمان مبلولة إكده؟!
صقر بإيجاز : ماخبرش.
و تجاوزها ليخرج من الغرفة، فإستوقفته قائلة : استنى لمن أشوف فيه حد برة ولا لاه.
نظر إليها بتعجب كيف لفتاة في مثل عمرها التي لم تتعدى الثمانية ربيع تكن بكل هذه الفطنة والدهاء وتساءل هل خمنت ما دار بينه وبين ساحرته بالداخل،.
أما هي فأخرجت رأسها من باب الغرفة تراقب ممر القاعات فلم تجد أحداً بالخارج، فأشارت له بأصابع كفها الصغير وهي مازالت تتطلع بإستكشاف يميناً ويسارًا وقد فتحت الباب على مصرعيه قائلة : اطلع دلوك جبل ما حد ياچي.
تبع الصقر إشارتها وهو يخرج متصنعًا الوقار وداخله يشعر بالإرتباك والحرج، فألقت عليه جملة أخيرة جعلته يجتاز المسافة الفاصلة بين الغرفتين في ثلاث خطوات.
أنيتا : مع السلامة يا أبوي، والمرة الچاية متبجاش تغرج حالك إكده عشان هيبتك ماتضيعيش..
(أوبا، يا نهار أبيض، طب وعهد الله أنا كأسماء اتصدمت 🤝😂)
فتح الصقر باب قاعته يلج إليها مندفعاً إلى الداخل يغلق الباب خلفه بعصبية، وهو يحدث حاله : عنديها حج البت إصغيرة خلتك تجف جدامها وأنت ماعرفتش تُنطج، چرالك إيه يا صجر؟ من ميتى وإنت عتخلي حد يركبك الغلط إكده؟! ومين؟! عيلة إصغيرة كيف أنيتا! الموضوع ده لازمن يبجاله آخر.
(وأنا بقول كده بردو👍، إنت خرجت عن السيطرة يا أبو الصقور وكده على البايظ خالص 😂).
🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗
#روايات_أسماء_حميدة
عند مصطفى وهمس.
وما هي إلا ثواني حتى توقف الأسطى سامي أمام الريست مباشرةً.
ترجل مصطفى من السيارة واستدار يفتح لها الباب، يقبض على معصمها بقوة ساحبًا لجسدها يخرجها من السيارة.
وما إن وصلا إلى الريست الذي يخلو في هذه المنطقة من الرواد، ولا يوجد به سوى عامل واحد فقط، الذي وجده في طريقه فألقى عليه سلاماً عابرًا.
وسأله مصطفى مباشرةً : لو سمحت الحمام فين بسرعة المدام حامل وتعبانة.
أماء له العامل بتفهم وهو يشير ناحية اليسار ولم ينتظر مصطفى استكمال شرحه وتابع سيره وهي مكبلة المعصم خلفه حتى وصل حسب إشارة العامل، ووجد علامة المرحاض الحريمي، ففتح بابه سريعاً يدفعها إلى الداخل.
شهقت همس بخوف من هذا الجانب الذي تراه فيه لأول مرة، فقد رأته يصب كامل غضبه على ذلك الصبي جنش وشاب المقهى الذي تجرأ وغازلها أثناء ذهابه لإحضار الطعام و أصدقائه الذين تصدى لهم جميعاً بمفرده، وذلك الشاب على كورنيش البحر، ولكنها لم تتخيل أن يطالها غضبه بكل حال من الأحوال، فهيئته مخيفة.
استدارت تناظره برعب وأعينه تنضح غضباً وهي تتراجع إلى الخلف بهلع.
وهو يتقدم نحوها بثبات إلى أن أصبح أمامها مباشرةً، وقد آلمه الرعب الذي يراه في عينيها، ولكن بداخله شعورين متناقضين إحداهما هلعاً وخوفًا من فقدانها ممزوجاً بنار غيرته المفرطة، والآخر إحساسًا يراوده كلما رآها إحساساً يجتاحه كلما نظر إليها.
رفع كف يده يتلمس خدها برقة وقد تناسى ما به من غضب أمام هذا السحر الذي يُنحي داخله أي شعور إنساني سوى إحساسه بها.
وهي تهز رأسها يميناً ويساراً تجنباً لمرمى يده، فمد كفه الآخر يثبت رأسها وهو ينظر داخل عمق عينيها، فأخفضت بصرها تتحاشى النظر إليه فأخذ يداعب خديها براحتيه، قائلًا : ارفعي عينك في عيني.
هزت همس رأسها بنفي، فإستكمل قائلًا : همس بُصيلي.
رفعت همس رأسها وقد التمعت عينيها بالدموع وقالت بصوت اختنقت نبراته وهي على وشك البكاء : سيبني يا مصطفى لو سمحت.
مصطفى بنبرة حانية يتخللها اليأس وهو يخفض ذراعيه بتهدل، و يرفع أحد كتفيه بعدم معرفة : مش عارف إزاي أسيبك، ولو عرفت مش هقدر على ده؛ لأني ببساطة مش عاوز.
نظرت همس داخل عينيه، وأقسمت أنها تحتقن كعينيها بالدموع، فقالت بغضب وثورة وهي تشيح بأحد كفيها أمام وجهه : ولما أنت مش قادر، ومش عارف، ومش عاوز، بتعمل معايا كده ليه؟! شوية تبقى أحن حد في الدنيا، وشوية تقلب زي موج البحر، حلو وإنت ساحبني وراك كده؟! وليه؟! أنا غلطت في ايه وأنا بتكلم في التليفون؟! ناس معرفة هما اللي واقفوا جنبنا أول مبقاش لينا حد وعرفت إن عندهم حالة وفاة فإتصلت أجاملهم ، وهناء هي اللي عطت التليفون لأخوها عشان يعرفني العنوان لأن هي متعرفش العنوان بالظبط؟! ده غير كل شوية تحكمات وأوامر، وده يتلبس وده مايتلبسش، أكلم مين وما أكلمش مين، أنا مش متعودة حد يتعامل معايا كده،ومش عارفة أنت عاوز توصل لإيه من اللي بتعمله ده؟! أنت رابكني والوضع كله من الأول غلط، والموضوع ده لازم ينتهي، طلقني يا مصطفى؟!
وأنسابت الدموع على خديها (ومش مراعين إنهم في حمام عمومي 😂) بينما أطرق رأسه يخفي دمعة خانته ودموع الرجل وخاصة رجل كمصطفى تعني الكثير، تعني وقوعه لأسرها وبإرادته ولا يريد الخلاص، تعني حرقة ولوعة وبراكين غيرة تندلع فقط لسماع أسم رجل آخر تنطقه شفتيها، يعلم أنه مندفع بعض الشيء ، ويغار قليلاً، حسناً بل كثيرًا، فلتعاقبه كما تشاء ولكن لا تتركه وهو لن يسمح لها بذلك، وأقسم داخله في تلك اللحظة أنه سيجعلها تطلب وده، وعندها سيتدلل براحة راحته، سترين همس قلبي، رفاهية إبتعادك عني ليست في قاموسي، أتريدين الرحيل، حسناً، راقبي وتعلمي همسي.
رفع مصطفى رأسه إليها يقترب مرة أخرى بعد أن وأدى تلك الدمعة بين ظلال رموشه، الدموع لم تخلق له، وبالنهاية لن يفيده البكاء على كل حال.
مد يده يلتقط كفيها بين راحتيه ينظر إليها بثبات قائلًا : أنا مستحيل أخليكي معايا غصب عنك، هوصلك لأختك زي ما طلبتي مني وبعدها هسيبك وأمشي وتقدري تنسي مصطفى، زي ما هنساكي، بس ليا عندك طلب وقبل الطلب أنا مدينلك بشرح.
ناظرته باستغراب فقد ظنت أنه سيتمسك بها فقالت تحثه على الحديث : شرح إيه؟!
مصطفى وهو يجذب كفيها إليه يحثها على التقدم، وهو يحادثها بلطف وكأنه يحادث طفلة صغيرة : أنا لما بعلق على لبسك مش تحكم مني؛ ده خوف عليكي، لما حسيت بنار جوايا وغيري سامع صوتك وبتكلميه باسمه كانت نار غيرة مش إني بفرض سيطرتي عليكي، لو شايفة أن حبي ليكي بيخنقك، أهون عليا إنك تبعدي عني ولا إني أجبرك على قربي، أنا اشتريت وإنتي اللي بايعة وطلبي الأخير حابب إننا نودع بعض يمكن تكون دي آخر فرصة للوداع.
ناظرته بتيه هي لم تقصد الإبتعاد ، هي فقط أرادت ردعه عن فعلته تلك، تقليل حدة غيرته وتوابعها، لم تقصد النهاية، عندما رأى نظراتها الزائغة اقترب يكمل مشهده بأن جذبها أكثر إليه يلف ذراعيها حول خصره يستند بجبهته إلى جبينها، يتنفس أنفاسها قائلًا بحنان بالغ غير مصطنع : بحبك يا همس حياتي وبغير عليكي وعمري ما حبيت قبلك ولا هحب بعدك، بس لازم أحترم رغبتك حتى لو فيها موتي.
رفعت سبابتها تغلق شفتيه إحتجاجاً على جملته الأخيرة قائلة : بعيد الشر عليك.
أسبل مصطفى أهدابه يخبأ أسفلهما نظرة خبث، فها هي تطأ بقدميها راغبةً محيطه مرة أخرى، لثم بشفتيه سبابتها وقد تاهت هي بسحره وتلك القبلة على طرف أصبعها أصابتها برعشة وصل صدها إلى أطرافها وأحس هو بتلك الرجفة فأحاط خصرها بأحد ذراعيه يقربها إليه أكثر، بينما يده الأخرى أمتدت تمسك بكفها الذي بدأ بالارتخاء بعد قبلته لسبابتها، يقربه مرة أخرى إلى شفتيه يقبل كل إصبع على حدى ولازال مستند إلى جبهتها، وهي، أين هي؟! هي ذائبة مستجيبة لخطته تؤدي دورها الذي رسمه لها ببراعة.
بسط كف يدها يقبل باطنه وهبط به إلى خصره، وأفرج جفنيه وجدها مغمضة العينين تستقبل جنونه بلهفة فاقترب بشفتيه الذي لعقهم بلسانه يرطب جفافهما بسبب هذا الانجذاب المغوي ، ولكنه يريد أن يصل بها إلى الذروة ويتركها هناك أعلى قمة الهيام و الوله.
تحسس بشفتيه الرطبة جانب شفتيها التي انفرجت تلقائياً تنتظر لقاء شفتيه بشوق، فاقترب منهما ولكن بدلاً من أن يقبلهما ناداها بهمس مغوي : همس.
همس من بين الوعي واللاوعي : أمممم
فاستكمل وهو يبتعد عنها وهي مخدرة تمامًا : همس، يله بينا، عشان لو قربت دلوقتي أكتر من كده، مش هقدر أبعد وأنتي مش حابة ده ولا المكان ولا الزمان يسمحلي بده فيلا بينا أحسن،
مش حابب تكرهيني أكتر من كده.
رمشت بأهدابها تستفيق من تلك النشوى بخيبة عن أي كرهٍ يتحدث، فماذا تقول أنها تريد هذا التقارب أكثر منه؟! وهي التي كانت تناشده الإبتعاد منذ قليل.
ابتعد تمامًا عنها وتركها متقدماً، يفتح باب المرحاض يسبقها بخطوات قليلة إلى الخارج وتعلو شفتيه إبتسامة خبيثة منتصرة.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
عاد منصور ومسعدة وقد تغير مزاجه كلياً مقارنةً بوجهه العابس الحانق الذي غادر به منذ ساعات قليلة، وداخله كان يتمنى أن تكون مسعدة بخفة ظلها بجمال تلك التي أطلق عليها ملكة قلبه أو حتى أقل جمالاً لا يهم، فروح مسعدة المرحة استحوذت كلياً على قلبه، ولكن جمال ملك شغل لبه، وأستكانت ملامحها بذكراته فالعين تعشق كل جميل.
وصلت السيارة التي يقودها همام تزامناً مع أخرى يقودها ريان وبجانبه وعد المستشاطة غيرة وغضب تتوعد هذا المغرور بالكثير.
دخلت السيارة الأولى بقيادة همام من بوابة الدوار إلى الحديقة، وتلتها سيارة ريان الذي هدئ سرعة السيارة عند مروره بحارس البوابة، وأخبره أن هناك سيارة بها رجل وامرأة من طرفه وعند قدومهما مع السائق فليسمح لهما بالولوج.
وقبل أن يغلق الحارس البوابة أصدرت سيارة أخرى زامور تنبيه للحارس الذي تقدم من قائد السيارة ، و بالمقعد الخلفي يجلس مصطفى الذي التزم الصمت وتقمص التجاهل منذ خروجهما من الإستراحة على الطريق.
وتلك التي تعنف حالها على طلبها المندفع بالإبتعاد تسترق النظر إليه بين لحظة وأخرى علها تقبض على نظرات عينيه وهي تتابعها كما الحال طوال الرحلة ، يختلق الأحاديث ليطول حوارهما، ويتصنع عدم القصد وهو يتلمس يدها مناولًا إياها بعض من تلك الوجبات السريعة التي أحضرها لهم، بعد ثاني إستراحة على الطريق بل كان يطعمها أحياناً بيديه فقط لتتحسس أنامله شفتيها.
ومنذ صعودهما إلى السيارة بعد الإستراحة الأخيرة وما هو عليه صمت مطبق، تجاهل متناهي.
الأسطى سامي للحارس : السلام عليكم يا ريس.
الحارس : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أؤمر.
سامي الذي زوده مكتب عمله بلوكيشين دوار الصقر، بناء على طلب ريان : ميأمرش عليك ظالم، مش ده بيت سيادة النائب صقر باشا الزيدي.
الحارس : ايوه هو ده بيت الكابير.
سامي : طب ريان باشا موجود؟
الحارس : ايوه، لساته داخل دلوك جدامك، وبلغني لمن تاچوا تدخلوا طوالي.
سامي : تشكر يا ذوق.
تجاوزت السيارة البوابة لتدخل إلى حديقة الدوار تصطف خلف الأخرتين.
بينما ترجل منصور وهمام ومسعدة من السيارة الأولى.
وكذلك فعل ريان ليدور حول السيارة يفتح الباب إلى تلك الجالسة بردائها الجديد الذي ابتاعه لها وتبدو حقاً فاتنة، ومن ثم أنحنى بجذعه يحملها بين ذراعيه كما خرج بها تحت إحتاجها.
و ماجد الذي ترك تلك الغافية تأخذ قدراً من الراحة حتى يصعد لإفاقتها كي تتناول طعامها وتأخذ دواءها، وعندما لمح السيارة التي يقودها ريان، اقترب ليعرف ما إذا كانت رحلة ريان موفقة وأتت ثمرها وتم المراد.
ومنصور يناظرهم جميعاً بحقد، لتكتلهم كأبناء عم عليه كغريب بينهم، وكما قال الشاعر اللي هو أنا ( أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على منص 🤝😂)، ليستأذن منصور همام بأن يتحدث إلى مسعدة بعيداً عن هذا الحشد فأصر همام على مرافقتهما بحجة أنه لم يتم عقد قرانهما بعد، وعندما ابتعدوا عن الحشد تركهما يتجولان أمام عينيه بحديقة الدوار القبلية (ما الصقر فاتحها منتزة العشاق 😂).
ترجلت همس ومصطفى (اللي عامل فيها عم التقيل😂) يتقدمان من ذلك الواقف ويواليهما ظهره حاملاً لامرأة ،لم يتبينا بعد من هي تلك المرأة، وهي وحاملها يحادثان ثالث وجهه إليهما، و بالطبع لم يتعرفان على ماجد، الذي توجه يناظر بعين متفحصة هذين الغريبين، وأثارت نظراته فضول ريان الذي التف بدوره حاملًا لها يستكشف ما خلفه.
وعند استدارته تعرفت همس على تلك المحمولة بين يدي رجل أمام الجميع على الملأ في وضع أزهل همس فما كان منها إلا أن جحظت عينيها وهي تقول باندهاش مشيرة إلى ريان : مين ده يا وعد؟!
رفعت وعد بصرها لتتأكد من الصوت الذي سمعته متناسية وضعها المخزي، تبتسم ببلاهة قائلة بترحيب : هموستي! وحشتيني.
والأخرى تقف مزهولة لا يرف لها جفن ولم تتفوه بكلمة.
وقع بصر وعد على من يجاورها تناظره بإعجاب، فهي قد أعجبت برجولته من قبل ولا نقصد هنا إعجاب الحب، ولكن هناك إعجاب نبع من موقفه من أختها، إعجاب تقدير وإحترام لشخصه، قائلة بما جعل حاملها على وشك إلقائها أرضا : إيه ده؟! إيه ده؟! أنت درش؟!
الذي أماء لها بإيجاب على صدق حدثها تزامناً مع القنبلة التي ألقتها على مسمع الجميع مما زاد الطين بلة : لا يا درش خلاصة، رجووووولة رجووووولة مفيش كلام، لاء ومز كمان مفكش غلطة.
ماجد وهو يمسح على وجهه يزفر بترقب لردة فعل ريان الغير متوقعة، قائلا : يا نهارك أكحل يا هديرة أنتي.
وما كان من ريان أن...............