رواية الثمن هو حياتها الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم مجهول

 




رواية الثمن هو حياتها الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم مجهول


 سأنشئ أستوديو



لم تحمل خُلود أعباء تبرير حياتها، فليست ملزمة تجاه أي أخد بشرح طبيعة

علاقتها .

أغلقت المكالمة في وجهه بعد أن قالت: "هذا صحيح،

لذا لا تتوقع مني أن أصبح صلة الوصل بينكما.

لسنا زوجين حقيقيين

ابتسمت بمرارة لرؤية كلمة "بابا" على شاشة هاتفها.

لقد عاملته كأب، لكنه لم يعاملني كابنة ... لا يتصل إلا عندما يحتاج تدخلًا أو

خدمة . لا يسألني حتى أن كنت بحال جيدة أو لا . يا للسخرية، حسنا ... ربما

سيتوقف عن إزعاجي مستقبلا لذا فالأمر ليس بهذا الشوء.

رغم ازدياد أعمال نائل وانشغاله مؤخرًا، إلا أنه كان يتصل بها ويُراسلها يوميا.

اقتصرت حياة خُلود اليومية على مكتبها والكافتيريا ومنزلها.

عندما حان وقت الغداء، اقترح زملاؤها الذهاب إلى مطعم شواء قريب.

ربما بسبب علاقتها بنائل، أصبح زملاؤها في العقل أكثر كلامًا وأكثر لطافة معها

فجأة.

حتى أن بعضهم سألها عن طبيعة علاقتها بنائل، لكنها التفت دائما حول أسئلتهم

بإجابات غير محددة.

قالت إحدى الزميلات وهي تسحب خُلود : " فلنذهب خلود، هيا! لقد حجزنا لنا

ولك "

لم يُدركوا أن يوسف أيضا في المطعم إلى أن وصلوا.

جلست الزميلات الإناث أمامة وبدأن يتحدثن حديث المعجبات كن منبهرات

بهالته الأنيقة والفثيرة لمشاعر الحنين والخزن في الوقت نفسه.

تساءلت لخلود في نفسها عما إن كان حضورهم إلى المطعم لتناول الغداء أم من

أجله.

ذهبت لاستخدام الحمام قبل أن يدفعوا الفاتورة وعندما خرجت لم تر سوى

یوسف داخل المطعم.

قدم لهما النادل كوبين من العصير بعد إزالة الأطباق وأدوات الطعام.

قدم لها يوسف كوبا قائلًا " فلنشرب هذا قبل العودة".

لم تستطع خُلود رفض عرضه لذا جلست وارتشفت من العصير وقالت:

فلنتقاسم الفاتورة. سأحول المال إليك".

رد يوسف وهو يمد هاتفه: "أكيد. هذا رمز الاستجابة السريعة الخاص بي".

سخنت خُلود هاتفها وكانت على وشك مسح رمز الاستجابة السريعة لتحويل

المال عندما اختطف شخص ما هاتفها من يدها.

صاح نائل بغضب، وكان مرتديًا بدلة: "ما الذي تفعله هنا؟"

أصبحت نظراته باردة وهو ينظر إلى يوسف.

الهالة التي انبعث منة كانت حازمة لدرجة أن أحدا لم يتمكن من النظر إليه.

أوه، لا ... ما الذي يفعله نائل هنا؟ يبدو غاضبًا جدًا، لا بذ أنه أساء الفهم. بهذا في

الاعتبار، قالت خلود: "رجاء لا تفهم الأمر بشكل خاطئ. أنا فقط أتقاسم معه

فاتورة الغداء".

شعر نائل بالغيرة الشديدة عندما نظر إلى الطاولة ورأى كراسي وأطباق وأدوات

طعام لشخصين.

سأل وهو يحاول كبت غضبه قدر الإمكان " هل تناولثما الغداء وحدكما هنا؟"

شرحت خلود بسرعة : "لا" كان الزملاء الآخرون هنا أيضا، لكنهم عادوا قبلنا".

كان علي ألا أتزك النادل ينظف الطاولة ! سيصعب إقناع نائل الآن!

بطبيعة الحال، نائل رئيس يوسف في العمل لكنه ليس خائفًا من فعلة لم

يرتكبها.

سأل يوسف غير مبال: "ما رأيك يا لخلود؟ ألا يبالغ صديقك بعض الشيء؟ ما

المشكلة في تناول زميلين الغداء مغا؟"

أظلمت فلامخ نائل أكثر لسماع هذا: "اخرس، لا تتدخل بيني وبينها!"

أوشك نائل على إخبار يوسف بحقيقة العلاقة بينهما لكن سرعان ما سحبتة

خلود بعيدًا واعتذرت ليوسف: "أنا آسفة حقا، صديقي ذو طباع حادة".

استمروا في الابتعاد حتى وصلوا إلى زقاق هادئ فتوقفت وسألت: "ما الذي

دعاك لكل هذا الغضب قبل قليل؟"

أظهرت ملامحها شيئا من الاستياء وهي تقول ذلك. لماذا يُعاملني وكأنني

ارتكبت شيئا فظيعا؟ أنا لم أخطئ !

لم يُظهر نائل لطافة في رده على سؤالها بعد كل ما حصل: "جئت لأتناول الغداء

معك، لكنني فوجدت بك مع رجل آخر".

صاحت خلود بإحباط : " قلت لك، كان معنا زملاء آخرون لكنهم غادروا للتو! هلا

توقفت عن هذه اللاعقلانية؟"

ماذا دهاه؟ ألم يغد مسموحًا لي بحياة اجتماعية بعد الآن؟ أم أنه يسمح لي

بالتواصل مع النساء حصرا؟

رغم أن نائل لا زال غاضبًا منها، إلا أنه فضل إنهاء الجدال عندما رآها غاضبة.

بالكاد تمكن مؤخزا في إحراز تقدم في علاقته معها، لذا لم يرد إفساد كل شيء

بسبب رجل آخر.

بعد دقيقة ضمت قال نائل كل ما في الأمر أني كنت قلقا عليك. ألم تري كيف

يتجمل ذلك الشخص ؟ إنه ليس رجلا حقا!"

بدأت خلود نتوئز حقا: " ما الذي أثار قلقك ؟ هل تظن أنني سأتركك من أجل أحد 











ما فقط لأنني تناولت الغداء معه؟ هل تراني حقًّا خفيفة العقل لهذه الدرجة؟"

أرادت تحذيزة من التكلم.

بسوء عن يوسف، لكنها كفت لسانها عندما رأت أنه لا

زال غاضبًا. كانت تعلم أن كلامها لن يزيد الطين إلا بلة.

أكيد لم يظن نائل أنها ستتركه لشخص آخر بسبب وجبة طعام. لكنه شعر وكأن

كنزه الثمين قد سلب منه عندما رآها تستمتع بوقتها مع رجل آخر.

قلائل في هذا العالم يستطيعون إغضاب نائل ولخلود هي الوحيدة من بينهم

التي لا يُحب أن يجادلها.

من

عملك في هذا

كنت نائل ثورة غضبه قدر المستطاع وقال: "ما الفائدة .

المكان؟ أرى أن تستقيلي وتتركي الشركة وإن كنت تحبين التصميم كثيرا،

فسأنشئ لك إستوديو خاص بك! ما رأيك في ذلك؟"

الكثير من زملائها في العمل ذكور، لذا لا يمكن التنبؤ متى ستواجه متحرشا

يرغب في استغلالها. من الأفضل أن أوفر لها بيئة معزولة وأقطع علاقتها بجميع

أولئك الرجال الآخرين عدا ذلك، إنها مشغولة دائقا، ولا أصدق أنني بحاجة إلى

فقط لتناول الغداء معها ! وكأننا نعقد اجتماع عمل وليس غداء زوج مع

موعد

زوجته

اكتفت خلود من سلوكه الغير معقول: " أنت تذهب في خيالك بعيدا الآن. أموري

في العمل تسيز على ما يرام، فلماذا علي أن أستقيل من وظيفتي؟"

هل خطر في باله أن لي رأيًا أيضًا؟ لم يحترمني! هل شخصيته الرجولية

المحترمة مجرد كذبة لإخفاء طبيعته القبيحة؟ يُصبح غير معقول عندما لا تسير

الأمور كما يشتهي !

ظن نائل فعلا أن اقتراحه إنشاء إستوديو خاص فكرة رائعة، لذا لم يفهم لماذا

لم تتقبل الفكرة: "كل ما في الأمر أن عملكِ يُصعْبُ علي رؤيتكِ أنتِ إما

مشغولة في العمل، أو تتناولين الطعام مع زملائك أو تعملين لساعات إضافية

متأخرة"

بذا يشعر بالإرهاق من الخروج عن طبيعته والتنازل من أجلها بينما هو نفسه

غارق في العمل.

رغم أن الوضع كان منعشا في البداية، إلا أنه بدأ يستنزف طاقته تدريجيا.

سيكون قضاء وقت مغا أسهل بكثير لو كانت أقل انشغالا.

أحب مجيئ نائل لقضاء وقت معي، ولكن يبدو أنني الوحيدة التي تستمتع

بالأمر الآن . لا أريد أن أتسبب له بمزيد م الثعب والإرهاق.

واضعة ذلك في اعتبارها، تنهدت خُلود قائلة: "أنا آسفة. لم أكن أعلم أن الوضع

الحالي أصبح عبئا كبيرًا عليك وأنّي أنا الطرف الوحيد المستفيد. لست ملزما

بالحضور لرؤيتي عندما أعمل لوقت متأخر.

أدرك قائل أنها أساءت فهمه فتساءل بقلق: "أليس" حلم كل مصمم أن يكون عنده

إستوديو خاص به؟ أحاول فقط مساعدتك في تحقيق هذا الحلم هنا. أين

الخطأ في ذلك؟" 

           الفصل الخامس والاربعون من هنا 

تعليقات



×