رواية وعد ريان الفصل الخامس و الاربعون بقلم اسماء حميدة
بعد أن جمع المتناقران مصلحة واحدة ألا وهي الاشتياق، نعم فكلاهما يحترق شوقاً لمن توجها ملكة على عرش قلبه، ولكن بالحياة نوعان من البشر:
1
* النوع الأول : يعرف ما يريد ولا يشغل باله بكيف سيبدو أمام الجميع، مبدأه الحياة فرص، والحظ لن يطرق بابك مرتين، وأكبر مثال التزامًا بتلك الأقوال هو مصطفى، وقد سلك محمد نهجه دون معرفة مسبقة ولكن سار كلاهما على نفس الدرب.
*النوع الثاني : لا يعرف ماذا يريد، أو ربما يعرف ولكنه يكابر، دائماً كبرياءه هو من يحكم تصرفاته ويوجهها، أو ربما تسرعه وجهله بحقائق الأمور، وإذا تحدثنا عن الكبرياء فبالطبع ريان، أما كبير المتسرعين فهو منصور.
عذرًا قد نسيان نوعاً من البشر، وهذا النوع الأكثر حظاً، لا نقابلهم كثيراً، وهم أمثال صقر يعرفون ماذا يريدون، لكنهم لا يقتنعون بمبدأ الحياة فرص، هم لا يسعون وراء الفرص، بل يصنعون أقدارهم بإيديهم، ويتحكمون بما يحلم به الآخرون، ولا نعني هنا القدريات، فالقدريات بيد الخالق عز وجل.
ريان بعد محاولته لترويض مصطفى وتطويعه ليكن أداته لتطالها يداه، فقد ظنت أنها نأت بحالها من العقاب الذي ستناله على يد ريان.
بعد أن عملت على تخديره مؤقتاً بمعسول الكلمات وهم بالسيارة، لكن أكثر من الكلمات لن تمنح.
فقد أتخذت قراراً بأن يجب عليها كبح جماح غروره وبجاحته منقطعا النظير.
بعد أن أخبر ريان مصطفى عن خطته، اندفع كلاهما صعوداً إلى قاعة ريان، ومنها إلى الشرفة الواصلة بين القاعتين، يسيران على أطراف أصابعهما، يسترقان السمع إلى الغافلتين عن هذين المتلصصين، فقد دلف كلتهما إلى القاعة المجاورة المتربص خلف نافذة شرفتها الخشبية العاشقان.
2
وذلك بعد أن غادرت صابحة لتجلب الطعام، (والرقاق اللي بالسمنة الفلاحي اللي زمانه عفن دهون😂).
جلست وعد على حافة السرير تجذب معصم همس؛ لتجاورها، قائلة:
-اقعدي يا نحنوحة وفهميني، إيه حكايتك مع الواد الطلقة اللي اسمه مصطفى دهون؟!
7
كور ريان قبضته يرفعها أمام وجهه استعداداً لكسر باب الشرفة على رأسها، فالتقط مصطفى قبضته براحته قبل أن تطال الباب، مقتربًا منه، يهمس بأذنه، قائلاً:
-اهدا يا باشا واتكه على الصبر.
ريان وهو على وشك التحول، زافراً بغضب، ولكن أخفض صوته، استماعاً لصوت العقل "مصطفى"، قائلاً بهمس مماثل:
-ما سمعش أم لسان عاوز حشه دي عتخرف تجول إيه؟!
مصطفى محاولاً أن يمتص غضبه، قائلاً:
-هي فعلاً زودتها وتستاهل الرباية، بس اصبر.
ريان:
-مليش خلج آني لسهوكة الحريم دي.
مصطفى:
-حاسس بيك أنا، استنى بس أما نشوف الست اللي كانت واقفة معاهم دي راجعة تاني زي ما قالت وإحنا طالعين ولا لاء، وكمان عشان ننف...
بتر مصطفى عبارته، عندما استمع إلى الأخرى، ترد على استفسار وعد باستفسارٍ آخر تلهيها به عن ذكر مصطفى وحكايتهما معاً.
همس :
-مش لم تحكي لي الأول حكاية الچان ده؟! واو يا وعد عليه كاريزما كده تحسيه "باريش أردوتش" في نفسه.
(حصل على يدي، بس أحمد عز يكسب بردك😜).
5
إذا امتص مصطفى غضب ريان، فمن سيهدأ كلاهما، وما كان من مصطفى إلا أنه استدار ليخرج من الشرفة عائداً إلى قاعة ريان، فقبض ريان على ذراعه، يقول بلكنة مصطفى الاسكندرانية، مقلدًا إيه:
-ما تهدا يا درش واتكه على الصبر.
مصطفى وهو ينفض ذراعه من قبضة يده، قائلاً بغضب وقد تجاوزه إلى داخل القاعة، يغلق بابها الخشبي تاركًا إياه بالخارج:
-لا يا عمهم اصبر أنت، أنا صبري في الملحات.
وخرج مصطفى ينفذ ما اتفقا عليه هو وريان بالأسفل، وكان الاتفاق كالتالي، أن يستدرج مصطفى همس إلى قاعة ريان بأي حجة، على أن يباغت ريان الأخرى من باب الشرفة المشتركة بين القاعتين، وبهذا يستطيع كل واحد منهما بالانفراد بزوجته.
ولكن مصطفى بعد ما قالته همس عن ريان ومديحها له لم ينتظر الفرصة السانحة ولم يبحث عن حجة، فقد غاب عقله، واشتعلت مقلتيه بغضب عارم.
مغلقًا زجاج الشرفة أيضاً يخرج مغادراً تلك القاعة، متوجهاً إلى القاعة الأخرى طارقاً بابها بعنف، انتفض لصوتها الجالستين على التخت، لتهب همس واقفة، بينما تسائلت الأخرى:
-ده مين معدوم الحساسة اللي بيخبط كده؟!
هزت همس كتفيها كإشارة على عدم معرفتها، فقالت وعد بسخرية:
-طب ما تفتحي يا قلب أختك، ولا هتفضلي تهزي في أكتافك؟! وصبوحتي زمانها هي اللي بترزع على الباب بالوكل يا جلب دودتها .
(هزري، هزري، ده أنت هتتنفخي 🤝😂، بس يا رب ريو باشا ما ينخش🥴).
توجهت همس إلى باب القاعة لتفتحه، وما إن فعلت حتى قبض مصطفى على مرفقها جاذبًا إياها إلى الخارج، وهو يقول لوعد من خلف الباب الموارب :
-خمسة وهرجعهالك يا كبيرة.
وعد بلا مبالاة:
-خالصة، خد الباب في إيدك يا أبو نسب.
(واطية، واطية يعني😂).
بينما التي انكمشت على حالها، مسحوبة خلفه لا تفقه شيئاً، همس وهي تحاول تحرير يده التي قبضت على معصمها بقوة مؤلمة :
-براحة يا مصطفى، مالك فيه إيه؟! وساحبين وراك بالشكل ده ليه؟!
لم يجب وإنما قام بفتح باب القاعة المجاورة، ودفعها إلى الداخل بحدة حتى كادت أن تتعثر لولا وجود ذلك التخت الذي تلقى جسدها، لتقع فوقه متسطحة على ظهرها، صادراً عنها آهة متألمة وهي تشهق بخوف وفزع.
2
(متتغشمش على البسكوتة أدرش، على الهادي الله يخربيتك يا ابن نوجة 😂)
وما إن همت لتعتدل من مرقدها، وهي ترفع جزءها العلوي من على السرير، محاولة النهوض سريعاً فجسدها معلق نصفه على حافة التخت المرتفعة وقدماها متدليتان أرضاً.
فوجدته يتقدم من التخت، يرفع إحدى ساقيه يجثو بركبته عليه إلى جانبها.
بينما قدمه الأخرى لازالت أرضا، وقبل أن تتحرك قبض على رسغها بيد واليد الأخرى تضغط على فكها، وعبوس وجهه وعينيه الحانقة تنبأها بهلاك محقق على يديه.
(أحيه!! لا أنا أسيبك تستهدى بالله كدهون ☝️ وأروح أشوف ريو عشان شكلك هتخربها🤔)
أما عند ريان فقد التزم موضعه خلف الباب الخشبي حتى غادر مصطفى بصحبة همس، ومن ثم فتح باب الشرفة الموارب من الأساس، يقتحم عليها الغرفة، وما إن رأته حتى مطت شفتيها وهي تهز رأسها بملل.
(يا رب ربع ثقتك بنفسك أدودي😂)
ريان :
-بت إنتي آني چبت آخري منيكي، منوياش تچيبيها البر عاد ولا إيه؟!
وعد وهي تدعي عدم الفهم، وقد قررت التعامل معه على سجيتها فليقابل ريان زفارة لسانها:
-بوراحة على نفسك ليطقلك عرق، وفهمني إيه اللي حرقك بس عشان مش واخدة بالي؟!
(😱يخربيتك لبيت درش في ساعة واحدة).
ريان وقد جحظت عيناه من وقاحتها، مستغربًا كم الشجاعة التي حطت عليها فجأة، فاقترب وهو يشيح في وجهها قائلاً :
1
-چنيتي إياك؟!
تأففت بملل، قائلة :
-ما تقول اللي عندك وخلصني؟!
ريان :
-إيه المسخرة اللي عملتيها هناك دي؟! واللي عملتيه جبل سابج!! وجفة تتغزلي في اللي اسميه مصطفى ده!! لاه وكمان جدام ماچد!! ودلوك تجولي عليه طلجة!! طلجة لما تاچيكي في نص دماغك تچيب أچلك.
عضت شفاهها، وهي تطرق رأسها، تحاول كبت تلك الضحكة، فالباشا ريان يقف خلف الأبواب يسترق السمع، فإن لم يكن فعلها إذًا كيف علم أنها قالت ذلك ودلوك😂.
تمالكت حالها حتى لا تنفجر ضاحكة، ومن ثم رفعت رأسها إليه متلبسة قناع اللامبالاة والبرود وهي تصرح بما جعله يطرق رأسه أرضًا كطفل مذنب يقف أمام والدته موبختًا إياه على ما بدر منه، قائلة:
-لو عشان قدام ماجد!! متقلقش هبقى أخد بالي المرة الجاية، بس إيه حكاية دلوك دي؟! هو الباشا كان واقف يلمع أوكر هو كمان.
وكأن دلو ماء بارد قد أغدق عليه من عَلِيّ، وهو يحاول إيجاد مخرجاً من هذا الموقف السخيف الذي وُضِع به، فلم يجد بدًا سوى التمويه والمكابرة، قائلاً :
-احفظي أدبك وإنتي بتحدتي إمعاي؟! وإلا قسماً عظمًا لكون جطعلك إلسانك ده يا هديرة إنتي.
(سمعناها جبل سابج أواد عمي أنزل بتقلك بقى 🤩)
5
وعد بمناطحة :
-لو سمحت وطي صوتك عشان كده غلط، لو حد سمعك وسأل نقوله إيه دلوقتي؟! إنك كنت واقف تتصنت عليا أنا وأختي وإحنا بنفضفض مع بعض بكلمتين؟! أظن مش حلو في حقك!!
كور قبضته، وهو يشطات غيظاً منها، وأراد (واخدلي بالك أنت يا عم إبراهيم!! أراد بس 😂) وأراد أن يسدد لها لكمة في مقدمة فكها، ولكن هو الخاسر في تلك الجولة كما قالت.
وما كان منه إلا.........
عودة عند مصطفى وهمس.
بعد أن قبض على فكها، ممسكًا رسغها يمنعها من الحراك، وقد اتسعت حدقتيها في زهول، مما هو مقدم على فعله، رافعة كلا يديها قابضة على يده المطوقة لفكها تحاول تخليص نفسها من يديه ولكنها فشلت، فأزعنت له برهبة.
(مش كنت بهديه🤔 لكن من موقعي هذا أناشد درش أنه ينشف شوية عشان الباشا عمال يعرق وينشف جوه والبت علمت عليه، إياكش حد فيهم ينصفنا وياخد موقف🤝😂)
مصطفى بفحيح:
-إنتي هبت منك على الآخر مش كده؟!
لو كنتي فاكرة عشان بحبك هتركبي وتدلدلي يبقى خيالك واسع، ده أنا أروح فيكي السجن وقتي، سامعة؟!
قال الأخيرة بحدة وصوت مرتفع، وهي تهز رأسها سريعاً في إيجاب وقد أصابتها نوبة من الهلع، مغمغمة بكلمات غير مفهومة بسبب إحكامه الضغط على فكها، فحررها بحدة وهو ينفض يده عنها مؤدياً ذلك إلى ارتداد رأسها إلى الجهة الأخرى.
هي تعلم أن غيرته قاتلة، لكن ما ذنبها إذا كانت هناء أعطت الهاتف لأخيها ليصف إليها الطريق!!
كما أن حديثها معه لم يتعدى واجب العزاء، وقد حاولت إنهاء المكالمة سريعاً؛ حتى لا تثير غضبه أكثر من ذلك.
نعم هددته أثناء تواجدهما في مرحاض الاستراحة بأنها ترغب في الانفصال عنه، ولكنها أبداً لم تكن تعني ذلك.
بل حاولت مرارًا وتكرارًا مراضاته، حتى بعد أن تفنن في إبراز ضعفها أمامه أثناء واقعة الاستراحة تلك، ولكنه أبدًا لم يصفح، فاستغربت وهي تحاول استرجاع ما حدث حتى يتحول بهذا الشكل.
والاها ظهره متخصراً وهو يزفر بحنق، ولا يعلم لِمَ يضعف أمامها بهذا الشكل؟!
(ضعف إيه يا درش ده أنت كده عظمة😂).
اعتدلت في جلستها وقد استحال وجهه إلى الحمرة القانية، وعيناها تغرغرت بالدموع وهي تقول بنبرة أقرب إلى الهمس بسبب تحشرج صوتها :
-ممكن أفهم أنا عملت إيه لده كله؟! كل ده عشان محمد أخو هناء رد عليا؟! وجاملته عادي زيه زي هناء!! مقلتلوش لا كلمة زيادة ولا كلمة أقل!!
استدار ليقابلها بعد أن أشعل كلامها هذا رماد غيرته التي عمل على تهدأتها قليلاً، لتتأجج ثورة غضبه من جديد، وهو يطرق رأسه أرضاً فاركاً جبهته بإحدى يديه قائلاً بنبرة هازئة :
-عندك حق، معرضها أنا؟!
ثم أخفض يداه، موجهاً بصره إليها وقد أحتدت نبرة صوته، مردفاً :
-ولما الهانم بعد سهوكتها مع الباشا في التليفون، وتهديدها ليا، تقوم قاعدة تبحلق في اللي اسمه ريان ده الچان الكاريزما، وأنا واقف كيس جوافة، ولا عملالي أي اعتبار، ده يبقى اسمه إيه؟!
وبعدين الهانم المحترمة بت الناس العليوي المفروض تحفظ كرامة جوزها في حضوره وغيابه.
لكن ما الهانم مرستأة نفسها أنها تطلق عشان ابن الدادة ما يشرفهاش، أصله مش باريش زفت اللي قولتي عليه يا بت الأصول.
همس محملقة به في دهشة(دودي كانت كدهون بردك 😏)، وهي تقول :
-وأنت عرفت إزاي؟! الكلام ده أنا قولته لوعد من شوية ومكنش فيه حد معانا في الأوضة!!
مصطفى بتبجح :
-نسيب بقى قلة أدب سيادتك، ونمسك بقى في عرفت منين؟! ده أنت بجحة بجاحة!!
همس وهي تشعر بالخزي من حالها ملتمسة العذر له فيما قال، ولكن لم تكن نيتها كما وصل له، فاستقامت تقترب منه، حتى أصبحت أمامه مباشرة، ومدت إحدى يديها لتعبث أناملها بأزرار قميصه، قائلة وهي مطرقة الرأس بنبرة خجولة :
-والله يا درش ما كنت ببحلق فيه هو؟!
مصطفى وهو ينفض يدها، قائلاً بحنق :
-أمال كنتي بتبحلقي في أمي؟! أنتي هتستعبطي؟!
عضت على شفاهها بخجل وهي تهز رأسها بنفي معاودة الكرة، متوددة إليه ، وهي ترفع يدها لتحط بكفها على صدره قائلة بغنج :
-لا مش بستعبط، لما شوفت حمقته على وعد وهو غيران عليها، سرحت فيك أنت، وفي غيرتك عليا، ولما قولت عنه كده قدام وعد كان عشان أشتتها عن موضوعنا، عشان ظروف جوازنا وكده مكنتش أقصد المعنى اللي وصلك.
2
نفض يدها عنه للمرة الثانية، قائلاً بغضب:
-والمفروض الأهبل اللي هو أنا، يصدق كلامك طبعاً مش كده؟! ما تقولي كلام يتوزن، عشان كلامك ده مايخشش مخ عيل صغير، مش مخ المعلم مصطفى اللي الدنيا مرمطته وصحنها من شارقها لغربها، مش هتيجي أنتي يا بنت إمبارح تلعبي بيا الكورة، ولو كنت ما اشرفكيش وشايفة نفسك يامة عليا، وعينك بتقارن ما بين الباشا ريان ومصطفى الغلبان، فزي ما قولتي قبل كده كل واحد فينا من سكة، وبردو لو احتجتني يا بت الناس هتلاقيني في ضهرك.
لفظ ما بداخله دفعة واحدة، ثم استدار يواليها ظهره مرة أخرى، متوجهاً ناحية الباب، ولكن ثبتت قدماه بأرضها عندما قالت :
-لازم تصدق يا مصطفى، لأن أنت عندي أحسن من اللي بتقارن نفسك بيه، لسبب بسيط أوي مش عارفة إذا كنت حسيته ولا لاء، بس اللي أنا مش بس حساه لاء ده أنا متأكدة منه إني حبيتك يا درش.
قلبه يتراقص طربًا، وعقله يردد ما قالت وكأنه لحن جميل علق بذهنه يستعيده كلما غابت عنه الكلمات، لف جسده ليقابلها وبرغم تأكده مما قالت فقد استمع إلى تصريحها هذا خافقه قبل أذنيه، ولكنه يخشى أن يكون ما سمعه هذا وهماً هيأه له عقله.
فتتطلع إليها بيأس بعد أن غلبته شكوكه، يلتمس منها أن تأكد له ما سمع، فقط إشارة علامة، واحدة.
وسينسى لها كل ما حدث، فلو ما توهمه تواً قد صدر عنها، فهي بالفعل تعنيه.
وإلا ماذا اضطرها لتقوله؟!
بعدما صرح به منذ قليل بكونه سينفذ رغبتها بالابتعاد؛ حتى لا يكن خسر في حبها قلبه وكرامته كرجل.
وجاءت الإشارة المنتظرة بل وأكثر مما توقع، فما إن التفت إليها محاولاً التماسك حتى اندفعت تلقي بنفسها بين أحضانه، متعلقة بذراعيها تحاوط عنقه، وهي ترفع ساقيها تلفانها حول خصره.
وهو يلتقطها باشتياق ولهفة يحاوط أسفل خصرها😏بذراع، ويده الأخرى ارتفعت ليخلل أصابعه بخصلات شعرها الحريري يقبض عليها بنعومة، جاذباً رأسها للخلف لتتقابل الأعين إحداها تبث الحب الصادق، والأخرى ينبعث منها الفرحة والتفاجئ تلتمس التأكيد.
فلف جسدهما معًا، يستند بها وهو يحملها إلى الباب، قائلاً بنبرة ملتاعة وهو يسند جبينه إلى جبهتها :
-همس!! أنت قولتي إيه دلوقتي؟!
همس مكوبة وجهه بيديها، وهي ترجع رأسها قليلاً إلى الخلف، ناظرة إلى عمق عينيه بثبات، ونظراتها التي تفيض عشقاً تأكد له ما سمع، ولكنها لم تبخل عليه، فقالت برقة وهي تداعب وجنتيه بإبهاميها.
بينما سلط هو نظراته إلى شفتيها دون أن ترمش عيناه، وكأنه يشك بسمعه، فشخص يتأكد بنظره من حديث شفاها ما تهم بقوله:
-قولت بحبك يا درش.
وما إن قالتها والتقطتها أذناه، وقرأتها عيناه وهي تخرج من بين شفتيها، حتى أمال رأسه يلثم ثغرها ملتقطاً شفاها بين خاصته وهو يضغط جسديهما معا إلى الباب، يحاوط خصرها بذراعيه مطبقاً عليها بين أحضانه.
فأحاطت عنقه بذراعها تجذبه إليها، وراحة يدها تلامس وجنته وعنقه برقة.
تلك القبلة لها مذاق خاص مذاق بنكهة الحب.
نعم تذوق شهد شفتيها من قبل ولكن هذه المرة يقبلها دون خوف، سابقاً هو من يرغب، هو من يبادر أما الآن هي تحبه تريده كما يعشقها ويرغب بها وهذا ما كان يسعى إليه.
فيه اتنين ظبطت معاهم أهمن عقبال الباقي