![]() |
رواية شخير مراتي الفصل الاول 1 بقلم سيد داود
_ انتي لازم تتعالجي من الشخير ده .. أنا أول مرة أشوف ست بتشخر وهي نايمة ..
_ انت أول مرة تكلمني بالأسلوب ده يا هاني من يوم ما اتجوزنا .. انت مش طبيعي
_ علشان قرفت يا إيناس .. مش قادر استحمل السيمفونية اللي بتعزفيها كل يوم
(إيناس بتنصدم، مش متخيلة ان هاني بيزعق لها بالشكل ده، أول مرة يكون حاد كده)
_ مش هرد عليك يا هاني، شكلك متضايق من حاجة وبتتكلم وانت مش عارف نفسك بتقول ايه
_أنا مش مجنون يا إيناس .. لأني قلت لك مليون مرة تروحي لدكتور أنف وأذن وحنجرة يشوف لك حل للتشخير الآلي اللي عندك ده
_ من غير تريقة لو سمحت .. لأن التريقة أحيانا بتكون وقاحة
(هاني بيغضب .. بتستفزه كلمة وقاحة، وبيضربها بالقلم على وشها)
إيناس بتتهز وهي واقفة مكانها، وبتصرخ من الضربة، وبتحاول تتماسك، وعيونها بتدمع.
_ هي حصلت انك تضربني بالقلم يا هاني .. ورحمة ماما ما اقعد لك في البيت ولا دقيقة بعد النهاردة
_ في ستين داهية .. ع الأقل هرتاح شوية من فرقة حسب الله اللي بتخبط في البيت طول الليل دي
...........
هاني بياخد شنطة شغله اللي ع الأنتريه، وبيطلع من البيت غضبان .. وبيقفل الباب وراه بمنتهى العنف..
إيناس بدأت تنهار، وتنفجر في البكا..
كبريائها خلاها تمسك نفسها من البكا قدامه، والأثر النفسي للضربة مع قوتها، خلى دموعها تنزل غصب عنها..
دخلت أوضتها مندفعة وبدأت تجمع هدومها، وهي بتعيط..
وتنزل بسرعة تاخد أول تاكسي، وراحت عند أبوها ومرات أبوها، واخواتها من أبوها..
حالتها النفسية سيئة خالص، ومش قادرة تاخد نفسها من البكاء، ومش بترد على أي حد بيكلمها..
(أبوها متضايق إنها سابت بيت جوزها، وراحت له زعلانة)
واخواتها من أبوها عايزين يروحوا يتخانقوا مع هاني لأنه ضربها..
ومرات أبوها متعاطفة معاها، وبتحاول تهديها..
_ ده بيقول لي اني بشخر وانا نايمة يا طنط .. هاني مش طبيعي الايام دي، مش طبيعي خالص
_ أكيد مش طبيعي يا بنتي، اهو انتوا ليكم سنة ونص متجوزين، وعمره ما قال بتشخري، ولا اشتكى من حاجة، ايه الجديد يعني
(الأب متضايق خالص)
_ سواء بتشخر ولا مش بتشخر، لازم ترجع بيت جوزها، لازم تسمع كلامه، وتروح تكشف، ما دام هو عايز كده
_ أكشف ازاي يا بابا؟ وعلى ايه؟ مفيش حاجة تستدعي الكشف أصلا
_ حتى لو مفيش .. لازم تسمعي كلامه
(مرات أبوها بتكلم الأب بمنتهى العنف)
_ انت اتجننت يا مرتضى، عايز بنتك تكشف على الشخير عند الدكتور وهي مش بتشخر ... ايه الاستهبال بتاعك ده
_ مش أحسن ما يطلقها، وتقعد لنا في البيت على طول
_ تتطلق بكرامتها أحسن مليون مرة من إنها تعيش مع حد عايزها تروح لدكتور وتقول له أنا بشخر، وهي مبتشخرش
(إيناس بتحضن مرات أبوها)
_ يا حبيبتي يا طنط، إنت أحسن مرات أب في الدنيا، ربنا يخليكي ليا يارب
_ويخليكي ليا يا بنتي
_انتي أكتر حد فاهمني وحاسس بيا والله، أكتر من بابا نفسه
_ انتي بنتي يا إيناس، زيك زي اخواتك دول بالظبط
(مرتضى بيقوم متنرفذ)
_ أنا هنزل اقعد ع القهوة أحسن ما اتشل
_ أحسن بردو ... قعدتك هنا هتشلنا احنا..
...................
إيناس بدأت تحس بالأمان مع مرات أبوها، واخواتها حواليها، ودخلت أوضتها القديمة، ورجعت تبكي على حالها من تاني.
...............
هاني متلخبط، مش عارف ايه اللي بيحصل في حياته، هل هو بيتضايق من شخيرها فعلا، ولا هو حاسس بمشاعر ناحية الدكتورة غادة اللي اشتغلت تحت إدارته في الشركة..
النهاردة الاجتماع الأسبوعي ليهم، وأكيد هتكون موجودة..
هو سوبر فايزور في شركة (تاب آند سيروب) للأدوية، ومش عارف يتلم على أعصابه من يوم ما اتعينت عندهم الدكتورة غادة..
حتى تعامله مع مراته اتغير، ومش بيقعد معاها كتيرر، وبيتعمد يرجع البيت متأخر..
(الباب بيخبط، وبيدخل شاب بيناديه)
_ جاهزين يا دكتور هاني
_ غادة وصلت؟
_ أفندم؟
_ أقصد الدكتورة غادة وصلت؟
_ اه وصلت يا دكتور
(هاني بيروح يقعد معاهم، ويبدأ الاجتماع)
......................................................
اجتماع استمر تلات ساعات، أرهق الجميع، وكان باين أوي على هاني، أنه مركز مع غادة..
دايما يضرب بيها الأمثلة، دايما يوجه لها الكلام، دايما يقول أنها أفضل حد في الشركة ..
وبعد الاجتماع طلب أنه يعزمها على فنجان قهوة في مكتبه علشان يناقش معاها حاجة تخص ال (area) بتاعتها..
وهو في الأصل عايز يستعرض عليها شطارته، ويحكي لها ازاي بقى أهم سوبر فايزور في مجال الأدوية، لدرجة أنه بيحل محل المدير الإقليمي في غيابه دلوقتي..
(بدأ يحكي لها وهي سرحانة معاه، وفرحانة بكلامه، وبتحاول تستفيد من خبراته.
وهو مستمتع معاها أوي..
لحد ما جاله تليفون من مرتضى والد مراته إيناس..
حس بضيق شديد، مش عايز حاجة تعطله عن غادة، ولكن مضطر يرد ع الفون
_ ألو ..
_ ازيك يا دكتور هاني يا ابني؟
_ أهلا يا عمي .. ازي حضرتك
_ انا كويس .. الحمد لله
_ يارب دايما .. خير يا ترى عايز ايه
_ كنت عايز اقولك ان مراتك في البيت عندي
_ هي راحت لكم ..
_ أيوة يا ابني
_ هي حرة .. انا مغلطتش فيها
_ حقك عليا يا ابني .. انا هروح بيها عند الدكتور يشوف لها حل في الشخير ده
_ ياريت يا عمي والله
_ من غير ما تقول يا ابني .. ما هي لازم تتعالج منه
_ ياريت تعقلها يا عمي
_ من عنيا الاتنين طبعا .. بس ياريت تعدي عليا في القهوة، وتجيب لي معاك ٢٠٠٠ جنيه، مصاريف الكشف والعلاج، ومصاريفها الشخصية
(هاني أتضايق منه، ومن طلبه السخيف ده)
_ بقولك ايه يا عمي
_ قول يا ابني..
_ خلي إيناس ترجع البيت حالا .. وانا هروح بيها عند الدكتور
_ بس هي مش بتشخر يا ابني
(هاني اتعصب اكتر وقفل الفون في وشه)
ورجع يبتسم لغادة، ولا كأن في حاجة حصلت..
..........................
مرتضى رجع البيت متضايق، وقعد يتخانق مع ايناس بنته، ويقول لها إنه مفلس، ومش هيستحمل مصاريفها في البيت، وأنها لازم تتصرف له في فلوس من جوزها، وإلا تروح بيتها..
(إيناس حست بالأسى، ازاي أبوها مش مستحمل وجودها غضبانة في بيته بالشكل ده)
_ انا معايا ألف جنيه يابابا ... خدهم .. وارجوك متطلبش مني تاني..
( الأب بيخطف منها المبلغ، وبينزل بيه جري ع القهوة)
مرات أبوها بتحاول تهديها..
_ معلش يا بنتي استحمليه، من يوم ما اتحال ع المعاش وهو ظروفه صعبة
_ ولا يهمك يا طنط، أنا حظي كده في الحياة ... لا جوزي طايقني، ولا بابا عايزني..
....................................
إيناس بتحس أنها منهارة، وبتفتح شنطتها، وبتشرب حبوب مهدئة علشان تعرف تنام..
_ ايه ده يا إيناس يا بنتي؟
_ دي حبوب مهدئة يا طنط، كتبتها لي الدكتورة علشان اعرف انام ..
(إيناس دخلت تنام، وسابت مرات أبوها قدام التليفزيون)
.............................
الساعة واحدة بعد نص الليل..
البيت كله نايم..
ومرتضى راجع من القهوة، وماسك في أيده سيجارة..
بيفتح الباب، وبيدخل..
بيشغل النور عن يمينه، ورايح ناحية طفاية السجائر..
سمع صوت غريب في البيت
_ اخخخخ .... خااااا ... خيييييي .... خخخاااا
(صوت شخير فظيع)
بدأ يرتبك ... وجسمه يترعش م الخوف..
_ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(أسنانه بتخبط في بعض ... والصوت بيرتفع وينخفض، وبيحاول ينادي على مراته، لكن صوت مش طالع)
_ يا آيات ... الحقيني يا آيات
_ اخخخخ ... خخخاااا ... خوووو .... هممممم
_ آيااات
(الصوت طالع من بطنه)
بيمسك طفاية السجاير، ويدفعها من على الترابيزة وبيوقعها ع الارض، علشان تعمل صوت عالي، والكل يصحى
_ طررررررررررررراخ
(مرتضى اتفزع من صوت الطفاية، ووقع مكانه ع الأرض ... ووشه اتغير للون الاحمر)
إيناس وآيات والاولاد، قاموا جري على مصدر الصوت، وشافوا مرتضى ع الأرض
(كان شكله خايف أوي، مرعوب من الصوت، وبيقول لهم خايف تكون العفاريت اللي في عمارة خاله القديمة تكون جات وراه هنا)
لكن آيات قالت لهم عن المفاجأة .. أن إيناس بدأت تشخر من بعد ما دخلت تنام بعشر دقائق
وان كل الصوت ده كان صوت شخير إيناس
وان هاني جوزها عنده حق..
الكل مستغرب..
إيناس عمرها ما كانت تشخر وهي نايمة، ايه جرى لها؟
مرتضى زعق لها
_ انتي لازم ترجعي بيتك، وتعتذري لجوزك .. وتروحي معاه عند الدكتور .. وتشوفوا ايه سبب الشخير ده
_ أرجع له ازاي يا بابا؟ ده مفكرش ييجي يسأل عني, ولا فكر يكلمني، مستحيل أهين كرامتي، وارجع له بنفسي وانا مكسورة
_ وانا مش ضامن جوزك يعمل ايه؟ ده ممكن يطلقك
_ مش هيطلقني يا بابا .. هاني بيحبني
_ اتنيلي .. بلا بيحبك
(آيات مرات الاب بتبص لها)
_ انا عندي فكرة تخليكي ترجعي لجوزك معززة مكرمة، وتروحي تكشفي كمان
_ هي ايه؟!؟