رواية الاميره المنفيه الفصل الاول بقلم اسماعيل موسى
كانت جدتى قبل وفاتها بتكلمنى عن أقرباء والدتى الميته وكيف انهم كانو قبل رحيلهم من زمن طويل من أغنى اغنياء ديلا هاوس، المدينه العفنه الملتصقه بالغابه النائيه التى نعيش فيها، وأنهم يملكون قصر كبير على أطراف المدينه منعزل ومهجور لكنى لم افكر يوم فى زيارته، رغم انى كنت صغيره كنت حانقه على أهل والدتى لأنهم لم يفكرو ولا مره السؤال عنى بعد وفاة والدتى، كان فيه عداوه ليهم جوه صدرى وكنت بكرههم، ثم حتى لو حاولت اوصل للقصر مش هقدر، القصر دا محدش بيعرف يوصله كأنه مختفى داخل الغابه
وتوفيت جدتى قبل التحاقى بالجامعه المحليه كابسيل دون، والدى كان عكس جدتى مكنش بيحكى ليه اى شىء عن أهل والدتى وكنت كل ما اجيب سيرتهم قدامه يغير الموضوع وملامحه بتكون منزعجه
بذلت كل جهدى فى الدراسه عشان أحقق حلمى والدتى الالتحاق بالجامعه وتمكنت من اجتياز الاختبار النهائى واصبحت طالبه فى الجامعه.
وكان والدى رغم مرضه بيحاول يشتغل فى اى حاجه كى يوفر لى أموال عشان الدراسه، قبل امتحانات الترم الاول فى جامعتى كابسيل دون، صحيت على خبر عودة عائلة هانس ريفيرا، أقرباء والدتى إلى رحلو من زمن بعيد عن المدينه
وكانت المدينه كلها بتتكلم عن قصر عائلة هانس وازاى بيتم ترميمه والاعمال إلى شغاله فيه
وتوقعت ان عائلة والدتى هتسأل عنى لكن الايام مرت ومحدش منهم ظهر على باب بيتنا ولا كأنهم يعرفونى، وتيقنت ان نسبى لا يشرفهم
فنحن عائله فقيره جدا يعمل والدى فى الحقول المنازل ودا خلانى اكرهم اكتر
وعائلة هانس لا تظهر فى القريه كنت بسمع عنهم زى كل سكان القريه
تدهورت صحة والدى بسرعه كبيره وكان محتاج عمليه باقصى سرعه واضطريت اشتغل فى حانه وبذلت مجهود كبير جدا، اجمع قرش على قرش عشان الحق والدى، ومر شهر وانا بكافح لحد ما صاحب الحانه وافق يسلفنى فلوس اعمل العمليه لوالدى، فاكره اليوم دا كويس رجعت على بيتنا فرحانه وكان فيه شخص غريب ماشى فى الشارع جنب بيتنا خبطت على الباب لكن والدى مفتحش
استخدمت مفتاحى ولما فتحت الباب لقيت والدى مرمى على الأرض ميت
مقدرتش اتمالك نفسى صرخت وفقدت الوعى، تجمع الجيران وفوقونى كنت منهاره جدا ولأننا فى قرية صغيره مراسم الدفن تمت بسرعه حضنت والدى لأخر مره قبل ما ينزل القبر ولاحظت جرح صغير فى رقبته مشوفتوش قبل كده، ، خلصنا الدفن وانا منهاره، حياتى انتهت بموت والدى، الناس كانت بتواسينى وتحاول تخفف عنى ورغم حزنى وانهيارى سمعت جارتنا بتتكلم ان والدى كان بصحه كويسه فى اليوم إلى مات فيه
كنت عارفه ان الموت بيحصل من غير اسباب وان كلام جارتنا من شدة حزنها على والدى
اعتزلت فى بيتنا البسيط رافضه اخرج منه، مش قادره اتعدى الصدمه وخدنى الحنين ودخلت غرفة والدى كان أول مره ادخلها واتفاجأت ان الغرفه مدربكه وكل حاجه واقعه على الأرض وصوره كبيره لوالدتى مكسوره مهشمه زى ما يكون شخص داس عليها برجله
بقايا سيجارة والدى كانت فى المنفضه، قعدت أبكى ووسط دموعى شفت خط دم ماشى فى غرفة والدى من تحت طاولة المكتب لحد خزانة ملابس والدتى
والدى كان محتفظ بكل حاجه تخص والدتى، فتحت دولاب ماما، هدومها كلها كانت متقطعه وملطخه دم
افتكرت الشخص الغريب إلى شوفته جنب البيت واختفى فى الغابه وقعدت افكر ممكن بابا يكون اتقتل؟
ومين عمل كده؟
تحت هدوم والدتى المقطعه لقيت علبه متخبيه، فتحت العلبه
كان جواب بخط والدتى
كارولين حبيبتى عندما تقرأين هذا الخطاب اتوقع ان يكون عمرك تسعة عشر عام
لقد اخفيت عنك الكثير من الأمور من أجل حمايتك لكن لو وصلتى للجواب ده فدا معناه انهم وصلو لوالدك وقتلوه
كنت بقرأ بعيون منفجله، كارولين انتى مش مجرد بنت عاديه
انتى اميره دا قدرك، دماء اجدادى بتسرى فى عروقك ولا يمكن لأى شيء يعملوه يغير كده، انتى اخر وريث لنسل هانس الأكبر