رواية ليست عذراء ولكن الفصل الأول
فردوس: تعرفي لو أبوكي وأخوكي شمه خبر وعرفوا هيحصل فينا اي!
احتمال يقتلو"كي! ، انتي فرحك انهارده يا مجنونه!
ازاي تغلطو غلطه زي دي وهو لسه انهارده! ردي عليا!!
نظرت «أسيل» بأهدبها لوالدتها وعم الصمت القاتل، تدحرج عيونها الزيتونيه علي الارض وتكور يدها بقوة وعجز
كسرت صمت بعد مده بترجي
أسيل : ماما اهدى عشان خاطري، بالله عليكي ما تقللهم حاجه لو سمحتي
فردوس: اقلهم اي فهميني! دي مصيبه.. سمعني مصيبه!، اهم حاجه بس انه فرحك كمان ساعات وتقدره تسيطره علي الوضع ول انه انهارده كان فضحتما هتبقي بجلاجل، منك لله! انتَ يا أسيل
انتِ تعملي كده؟!
جلست علي السرير وهي تنحب وتبكي بخجل، ف لم تتوقع ان تفعل ذلك ما حيت وسيبقي ملازمها هذا العار وهذا الخجل منذ سنوات إلي مدي الحياة
نعم منذ سنوات.
نظرت «اسيل للارض ودموع تملئ وجهها وتحدثت وصوتها يرجف مثل البرد القارص في الشتاء
أسيل : ب..س مش هو يا ماما !
فردوس : نعم نعم !!! ، انتي بتقولي ايه!
أسيل : آسر ملمسنيش يا ماما!.. واحد تاني
فردوس: يا مصيبتي يا مصيبتي أنا... يلهوي عليا وعلي حصرتي يني!
جلست تضرب وجهها بصدمه و« اسيل» ترتجف امامها برعب
فردوس: يا عاري ف بنتي واخلاقها، انتِ أسيل! صحبه العفه والخلق والدين! بنتي أنا! مش مصدقه نفسي
اوعي يا اسيل يكون اللي ف بالي اوعي!
فيها قت"ل دي فهمه قت"ل!
انهارت فوق الفراش عندما أدركت والدتها من هو، ف هو المشتبه به الاكبر وأكثر شخص تكره وتعشقه ف أن واحد
« بن ال مجد»
فردوس: لاء يا اسيل! لاء يا بنتي ابوس أيدك ما يكون هو!
يا رب علي المصيبه السوده اللي وقعت فوق دماغنا!
يا رب هونها علينا من الدما"ر اللي هنشوفه
ربتت علي فخذيها وجلست تولول بجانب ابنتها الغارقه ف البكاء وتدعي عليا بكل قسوه وحرقه! تعلم أن هناك السبب وتعلم بوجود خطب ما، ولكن المصيبه القادمة أكبر وبمراحل
فردوس: امتي؟ امتي وازاي يا مقصوفه الرقبه اتكلمي!
تحدثت بصوت غاضب ملئ بالحسرة
ف مسحت « أسيل» دموعها بكف يدها ولم تتجرأ ع النظر لها وخرج صوتها ضعيف مرتجف
- قبل ما يسافر ب5 سنين، كنا..
طقطقطق
نظره لبعضهم بخضه ووقفوا معاً بعد ان دست « فردوس» التحاليل ف صدرها تخفيها من القادم عليهم وتتمني ان تخفيها للابد وان يكون حلم لا اكثر..
خديجه: اي يا جماعه طولته، يلا ياسولا الميكب ارتست منتظرانا ف الفندق اتاخرنا، انهارده فرحك يا بت! حرفياً م مصدقه نفسيي ! قومي «ميس» تحت و«معاذ» يلا بسرعه كلنا منتظرينك مفيش وقت
معلش يا جنتنا هناخدها منك شويه، بتاكله مكسرات من غيري حبه!..
نظرت « اسيل» لأختها الاكبر وهي تشعر بالامتنان داخلها لدلوفها الان، فلا تقوي علي التحدث، ولا تقوي علي تذكر ما حدث، نظرت لأمها فوجدتها تحرك راسها بالموافقه لرحيلهم
ف هي كانت ترتدي ملابس الخروج
وخرجت معاها بعد دخول « خديجه» لاخذ بعض الجوز وسحبها خلفها وتركوا «فردوس» ف الغرفه غارقه ف صدمتها وهي تدعي الله ان يمر هذا الزفاف والخبر علي خير
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وضع هارون ساعته الفضيه والملفوفه بالجلد وبزلته الفخمه وعطره المفخخ ف أرجاء الغرفه بأكملها وهو ينظم شعره ويصفر بإستمتاع
« والله ول انه عارف انك لاسع من زمان وعشرة سنين كنت قلت انه فرحك انهارده عليها »
اخترق صوت ابن خالته « مروان» الغرفه ف نظر له هارون بعيونه البنيه الداكنه وإبتسامته الواثقه وهو
ما زال أمام المرآه يهندم ملابسه وينطق بصوت بارد كسقيع
هارون: ول انك حبيبي و عشرة سنين كنت خليتك انتَ والباب واحد، مش قلتلك يا حلوف تبقي تخبط قبل ما تدخل؟
ما علينا مستحيل اخلي حاجه تعكر مزاجي وانهارده بذات
اعاد « مروان» حديثه بتريقه داخله واراح ظهره علي الحائط خلفه ونطق بفضول
مروان: م هو ده اللي هبلني، ده فرح صديقة الطفولة والحب الاول مفروض يعني علي الاقل تدايق او تتعصب؟
هارون: تؤ ول هدايق ول هتعصب
انتَ متعرفش انا منتظر اللحظه دي من قد ايه؟! وأخيراً جت
أخيراً جت يا مارو
نظر مروان له ولضحكته السعيدة بصدمه، هل جُن من الصدمه ام يخطط لشئ ف هو صديقه الذي يحفظه ككف يده
مروان: هارون! شكلك كده والله اعلم هتعمل مصيبه
انا عارفك كويس، قولي هتبب ايه مش ناقصين فضايح
انتَ لسه واصل مصر متعملش مشاكل وحياة ابوك يخي
هارون: أنا! أنا! الله يسامحك
انا هروح بس عشان اعمل واجبي وأخد ما هو حقي وملكي وارجع، فيها ايه دي مفهاش حاجه
المهم يلا عشان منتأخرش « آسر» حبيبنا برضه
مفروض نروح علي وصوله عشان نباركله هه يلا
أرتدي نظارته السمراء التي زادته فخامه وهيبه علي بذلته السوداء الرسميه وتحرك خارج البوابه وخلفه «مروان» وبعض الحرس فهو يعلم بأهميه وجودهم اليوم مع استغراب «مروان» الكامل بجانبه
مروان: مش انا قلت شكلك هتعمل مصيبه! استر يا رب!