رواية صعود إمرأة الفصل الحادي عشر 11 بقلم آيه طه
البارت 11
**فيصل:** إزيك يا مهران؟ عامل إيه؟ سمعت باللي حصل؟
**مهران:** الحمد لله زي الفل. وانت عامل إيه؟ أيوه سمعت، ما أنا اللي اتصلت برئيسك بالنيابة عشان يكلم الظابط يومها، بس إيه الجديد؟ حصل حاجة تانية؟
**فيصل بدهشة:** بجد انت اللي عملت كده؟! وأنا أقول الرئيس عرف منين!! تسلم يا صاحبي، بس أنا محتاج منك خدمة...
**مهران:** إحنا إخوات يا فيصل، أنا مقدرش أنسى وقفتك معايا أيام الكلية. اعتبر اللي عملته ده دين عليا وردته. قولي بقى، عايز إيه؟
**فيصل:** إبراهيم ده قدم بلاغ فيا، بيقول إني مزور ومستغل منصبي. أنا عارف إنها اتهامات باطلة، إنما هو بيحاول يشوف هيوصل لإيه. بس أنا محتاج محامي شاطر يمسك القضية، وكمان قضية نجاة.
**مهران:** إزاي يعني يقدم بلاغ زي ده ضدك إنت؟ هو اتجنن ولا إيه؟ متقلقش، أنا هتصرف. وبالنسبة للمحامي، أنا أعرف واحد شاطر جدًا، هكلمه ونشوف هنعمل إيه.
**فيصل:** تمام، بس يا مهران ماينفعش يبقى في مجال للخطأ، فاهم؟
**مهران:** فاهمك، متقلقش.
بعد ما خلص المكالمة، دخلت عليه نجاة لابسة فستان أسود وحجاب أسود، عشان لسه في الحداد على أمها. كانت مفزوعة وهي بتقول...
**نجاة:** أبيه فيصل، إيه الناس اللي هنا من الصبح دي وبيعملوا إيه؟
فيصل يبص لها منبهر من جمالها، ويفكر إمتى كبرت البنت اللي كانت بتجري في البيت. اتفاجئ إنه مسحور بيها. يفوق على صوتها وهي بتكرر السؤال...
**فيصل:** واه واه مالك قلقانة ليه؟ دول بتوع شركة التأمين، جايين يأمنوا البيت. إنتِ عارفة أنا شغلي مش هنا ومش دايمًا موجود، فبحاول أطمن عليكم.
**نجاة بقلق:** كل ده بسبب أبوي، صح؟ والله قلت لستي إني أمشي له وأخلص بدل ما يعذبني ويعذبكم معايا... هو مش هيسيبني إلا لما يعمل اللي في دماغه.
**فيصل بيلمس كتفها برفق:** متقلقيش من حاجة، ركزي بس في دراستك. متنسيش وعدك لعمتي الله يرحمها.
**نجاة ببكاء:** هي فين عمتك دلوقتي يا أبيه؟ ياريتها كانت معايا، والله وحشتني. وجودها كان بيديني قوة...
**فيصل بحنية:** اهدي يا نجاة وادعيلها. إحنا كلنا معاكي، ومش عايز أشوف دموعك دي تاني. ركزي على مذاكرتك، امتحاناتك قربت... قوليلي عايزة تدخلي إيه؟
**نجاة بحماس:** عايزة أدخل كلية تجارة إدارة أعمال... أو طب نسا وتوليد.
**فيصل باستغراب:** دي حاجة في الغرب وحاجة في الشرق يا بنتي، إيه جاب لجاب؟
**نجاة:** أبوي عنده الأراضي، وأنا عايزة أثبتله إني أقدر أشتغل معاه، وأطور الشغل. ومن ناحية تانية، نفسي أساعد الستات في بلدنا وأوعيهم. بس كله أحلام مش هتحقق...
**فيصل:** انتِ زينة أوي يا نجاة، والحمد لله طلعت مش زيهم. حلمي زي ما هو حلمك، وأنا معاكِ لحد ما يتحقق. مش مهم أبوكي يفكر إيه، المهم انتِ تفضلي قوية.
**نجاة بخجل:** وذنبك إيه تشيل كل ده؟ ده شغل أبوي مش شغلك.
**فيصل بغضب:** واه واه! انتي اتجننتي؟ أنا راجل البيت بعد جدي، وكل حاجة عليا. إيراد الأرض من ورث أمك ليكي، وأنا من هنا ورايح هحولهولك، ومصاريفك كلها عليا، مش عايز أسمع الحكي ده تاني.
**نجاة بخوف طفيف:** حاضر يا أبيه، خلاص.
**فيصل:** مالك بتهتي كده؟ ليه عرقتي؟
**نجاة:** أصل حضرتك أول مرة تتعصب عليا، وأنا مش متعودة على كده...
**فيصل بهدوء:** مش قصدي أتعصب عليكي، بس أنا راجل البيت هنا. مش عايز أسمع حاجة عن مصاريفك تاني، مفهوم؟
**نجاة:** حاضر يا أبيه.
وبعد ما خرجت نجاة من الغرفة، فيصل وقف يفكر فيها. يسرح في ملامحها. يبتسم وهو فاكّرها، إلا إن وعد دخلت عليه بابتسامة:
**وعد:** إيه يا فيصل، سرحان في إيه؟ ولا في مين؟
**فيصل بابتسامة متوترة:** لا مفيش، كنت بفكر في حاجات.
**وعد بنظرة فاحصة:** شكلك بتفكر في نجاة، صح؟ الزمن ده مش بيفوت حاجة على حد