رواية الثمن هو حياتها الفصل المائتان والثامن عشر 218بقلم مجهول
كلتي هي المصممة
وهكذا، اعتبرت هذه المسألة مقضية.
بعد ذلك وجهت جمانة تركيزها نحو خلود.
لخلود، هل أنت بخير؟".
أخفت خلود معصمها خلف ظهرها بطريقة عفوية وابتسمت. "أنا بخير".
إلا أن جمانة انتبهث لحركة خلود السريعة بعينيها الحاذتين كفيني الصقر. أسرعت إليها وقالت: "دعيني أرى". قالت ذلك بصوت آمر متسلط.
اضطرت خلود للامتثال، فمدت يدها. ملأت الخدوش بشرتها بسبب الأشواك التي اصطدمت بها وهي تركض وتلطخت سترتها البيضاء التي مزقتها الأغصان بلون الدم الأحمر.
فتاة مسكينة ! بشرتها البيضاء الصقيلة مليئة بالخدوش
تجهمت جمانة من شدة الشفقة. لماذا لم تشتكي من شيء يا طفلتي؟ تعالي معي إلى الداخل فوزاً".
عندما ركضوا قبل قليل هروبا من الحريق، حفتها خلود من الفروع والأشواك المتلاحقة وهم يشقون طريقهم بين الورود والأزهار، وهكذا خَرَجَتْ جمانة سالمة تماما.
قلق ساهر أيضًا بعد أن رأى الخدوش على ذراعي خلود. وأثناء توجههم للدخول إلى المنزل، لم يُعر أي من الثلاثة انتباها لوفاء التي تجمدت مكانها.
فشلت خطتها في تلطيخ شمعة خلود ووسمها بأنها جالبة للنحس. شعرت بالمهانة الشديدة جزاء فشل مكيدتها.
رغم أنها وعدث بالبقاء لتناول العشاء، إلا أنها فقدت شهيتها.
لذلك غادرت بعد أن اعتذرت بأنها سوف تزورهم في يوم آخر.
استدعى رمضان الطبيب الذي ضمد جراح خلود بسرعة وأبلغهم أنها ليست عميقة جدا وعلى الأرجح لن تترك أي
ندبات، لكن يجب ألا تلامس جراحها الماء.
شعرت جمانة بموجة عارمة من الامتنان. "هل تتألمين؟ ما
كان عليك أن تفعلي ذلك. في عمري هذا، أنا معتادة على
التعرض للأشواك والأغصان. أما بشرتك، فرقيقة جدا
اذهلت خلود إسماع هذه الكلمات.
كيف لهذه الكلمات اللطيفة أن تخرج من فم السيدة هادي؟ حتى أنها قالت إحدى المزاث إنني خشنة وخلفة . والآن تشعر بالأسى علي؟
شعرت خلود بشعور دافئ ومريح يملأ قلبها. "أنا بخير. كل شيء على ما يرام طالما أنه لا يؤثر على عملي".
الشيء الجيد هو أن إصاباتي في ذراعي وليس في معصمي. الإصابات في ذراعي لن تؤثر على عملي اليومي.
تنهدت جمانة عاجزة عن الجدال معها. "فتاة سخيفة".
أرادت خلود الذهاب إلى العمل، لكن جمانة وقفت بحزم ضد هذه الفكرة. بدلا من ذلك، أجبرت خلود على البقاء لتناول العشاء، ثم جعلت سائقها يوصل خلود إلى قصر الحديقة الأخاذة.
جهزت شركة الرضا نشاطات كثيرة للاحتفال بذكرى
التأسيس؛ لذلك وجد الموظفون أنفسهم غارقين في تنفيذ
المهام.
اخيرا حل يوم عرض الفساتين.
نقطة ارتكاز العرض هي تصاميم شادية الجديدة. بمجرد أن تحظى شادية باعتراف الجميع سوف تترشح مكانتها داخل
الشركة.
تلقت كثير من زوجات الرجال الأثرياء دعوة لحضور العرض جميعهن زبونات فائقات الأهمية لدى شركة الرضا أما بقية النساء فذوات مكانة اجتماعية مرموقة أيضا.
عندما حان الوقت امتلأ المكان.
بالنظر إلى إصدارات شركة الرضا الأخيرة، اعتبرتها أولئك النسوة الثريات الشركة الأولى والأخيرة في عالم الأزياء.
لهذا السبب يعتبر عرض الفساتين هذه الليلة حدثا طال انتظاره
وقفت خلود وسندس وزميلاتهم الأخريات في الزاوية يحدقن في ممشى العرض بانتباه شديد.
مع بدء الموسيقى، بدأت العارضات يخرجن من الكواليس
تباعا.
بدت الفساتين الأولى بسيطة، لكن التصاميم التالية سخرت أعين المحتشدين فور ظهورها.
كانت سلسلة من الفساتين السوداء الفردانة بأزهار الياسمين من الأمام، مبرزة جمال الثقافة الشرقية دون تكلف زائد.
بدأ المتجمهرون أسفل المنصة يتمتمون.
يا له من تصميم جميل!" "أريده لي".
"أحببثة أنا أيضا سوف أتصل بالشركة لحجزه".
تصاميم شركة الرضا لم تفشل في إثارة إعجابي ولا مزة".
تلقت الجماهير فساتين الياسمين الخمسة بالقبول والإعجاب.
بعد العرض، توجهت شادية إلى المنضة قبل الإسدال النهائي للستائر ورقلت في نعيم الهتاف والتصفيق.
استمتعت بثناء المحتشدين عليها وكانت ابتسامتها جميلة
كتصاميمها.
فجأة، ظهرت شخصية من بين الجمهور وثبتث نظرتها الحادة عليها. لدي سؤال، هل الفساتين السوداء التي غرضت الليلة من تصميم السيدة أمل؟".
كانت شادية مفعمة بالثقة. معجبة أخرى؟
أجابت بابتسامة: "هذا صحيح، رجاء اتصلي بفريق العمل إن أردت حجز أحدها.
سوف ثباغ تصاميمي كما يباغ الخبز الطازج
بمجرد سماع إجابة شادية، استهجلث جمانة. "سوف أتصل بفريق العمل، لكن ليس لحجز فستان - بل لمقاضاتك".
في الحال التفث جميع المحتشدين إليها بعد سماع هذا الإعلان.
تحت أضواء المنضة، بدا جسم جمانة اللحيل كأجسام عارضات الأزياء تماما. حافظت على نظرتها الحازمة وصعدت إلى المنضة. ثم خلعت عباءتها مبدية الفستان الأسود الرائع تحتها.
تسفر المحتشدون مكانهم من الصدمة.
كيف للسيدة هادي أن ترتدي الفستان ذاته الذي عرض توا على المنضة؟
إلا أن فستان جمانة مصنوع بحرفية أدق وأجمل بنت أزهاز الياسمين المطرزة عليه حية؛ توشك على التفتح في أية لحظة.
وأيضا ملأت الأرجاء رائحة خفيفة وحلوة، بدت كما لو أنها تنبعث من الفستان.
بالنظر إلى الفستانين جنبا إلى جنب من الواضح أن فستان السيدة هادي هو الأصلي. هل يعني هذا أن الفساتين التي غرضت الليلة مجرد تقليد؟ هذا ليس منطقيا . أليس من المفترض أن تكون فساتين العرض تصاميم جديدة؟ هل يعقل أن يكون الأمر مجرد صدفة؟
فتحت شادية فمها وهي تحدق في فستان جمانة، بدت وكأن صاعقة قد نزلت عليها.
تصميم أمل هذا غرض سابقا وأنتجث منه قطعة واحدة فقط. عندما وضعت شادية يديها على مسودات التصاميم لم تشعر أن عليها أن تقلق بخصوص هذا لأنه بيع الشخص واحد فقط.
والآن بعد أن وضع التصميمان النهائيان جنبا إلى جنب، بدا الفرق بينهما واضحًا كالفرق بين السماء والأرض.
رغم أنه التصميم نفسه، إلا أن المنتجان النهائيان متباينان جدا.
رأت شادية نظرات المحتشدين الفرتابة فشدت قبضتيها ولم تجرؤ على قول شيء.
لا أستطيع الاعتراف، وإلا فإن مسيرتي كمصممة أزياء سوف تنتهي.
بدلا من ذلك ابتسمت التشابه بين التصاميم شائع جدا في عالم الأزياء في النهاية، عنصر زهرة الياسمين وسقته
العامة صدفة".
" تتهمك ؟ هاه".
كان استهجان جمانة كفيلا بتحويل المكان إلى قالب جليد.
القطعة التي أرتديها صففتها أمل خصيصًا لي، ودفعت لها ثمن خبرتها مبلغا سخيا. لقد مزجث تصميمها مع الزهرة المفضلة لدي، زهرة الياسمين بطريقة إبداعية رائعة. علاوة على ذلك، بذلت جهدًا كبيرًا في الإنتاج لتحقيق نتيجة
مثالية كهذه. كمقلدة، لا تكتفين بنسبة التصميم لنفسك. لكنك أيضا تدعين أنني أتهمك ؟".
عاجزة عن نطق كلمة دفاعا عن نفسها، ضفتت شادية و ازداد شحوب وجهها.
تعرفت النساء القريات بين المحتشدين على جمانة فوزا. نظرا لمكانتها وتأثيرها، مالث معظمهن إلى تصديقها.
وبهذا، وجهوا نظرات الاتهام نحو شادية.
استهجنت جمانة "المصممة الحقيقية لهذا الفستان هي خلود حديد، عبقرية التصميم الأسطورية، أمل .