رواية أرض الذئاب الفصل الثاني 2 بقلم دعاء سعيد
#أرض_الذئاب٢
الجزء الثانى
ما أن رأت سلمى الذئب فى يد الشيخ وهو يعوى ويحاول أن يفك وثاقه تجاها....حتى فقدت وعيها من شدة الرعب ...
وعندما أفاقت وجدت نفسها ملقاة ع سرير كبير فى غرفة واسعة بها أثاث عتيق يبدو عليه الفخامة ....نظرت فى أرجاء الغرفة وهى تحاول أن تتعرف ع المكان ولكن بلا جدوى ..فهو غير مألوف بالنسبة لها....
ثم سمعت صوت حانى بجوارها....
(((حمد الله ع سلامتك ..انتى كويسة دلوقتى؟؟!!....)))
فنظرت لتجد فتاة عشرينية ترتدى جلباب وتبتسم لها ...
وفتاة أخرى صغيرة توجهت نحو الباب مسرعة وبدأت تصيح ...
(((الست فاقت ..وبقت كويسة )))
بدأت سلمى بالحديث مع الفتاة الاولى ..((ايه المكان ده ؟؟!! وانا ايه اللى جابني هنا؟؟!!...)))
اجابتها...((( انا عارفة انك تعبانة من اللى شوفتيه تحت ..ارتاحي دلوقتى ..علشان شيخنا عايز يتكلم معاكى بعد العشا....)))....ثم أكملت..(((هجيبلك حاجة تاكليها ..وحاجة تلبسيها وانتى قومى اغسلى وشك علشان تحسى انك بقيتى أحسن...)))
استجابت سلمى لكلام الفتاة ..فهى تعلم جيدا أن الغضب والعند لن يفيدان والافضل هو التحلى بالصبر حتى تفهم مايحدث......
وبالفعل بعد العشاء جاءت الفتاة لاصطحاب سلمى لمجلس الشيخ ...
سارت سلمى فى أرجاء المنزل مع الفتاة وهى تتأمل كل ركن فى طريقها للمجلس ...المنزل ضخم و يتكون من طابقين كبيرين ...وقد انبهرت سلمى بالاثاث العتيق فى كل ركن
ورائحة المنزل العطرة التى تعبئ المكان ...
حتى بلغت باب غرفة كبيرة ..فقالت الفتاة للشاب الذى يبدو عليه انه حارس ع الباب ...
(((بلغ الشيخ إن الست حضرت.... )))
وبالفعل دخل الشاب بضع دقائق ثم خرج ..ليبلغها أن الشيخ فى انتظار الست ..وفتح لها باب الغرفة ..فإذا بها قاعة كبيرة مملوءة بشباب وفتيات يجلسوا فى مقدمة القاعة ..ورجال ونساء فى منتصف القاعة ..ويظهر فى نهايتها الشيخ المسن الذى كان يمسك بالذئب....ما إن انفتح باب القاعة حتى اتجهت الانظار ترقب سلمى وهى تسير ببطء ولا تعلم ماذا تفعل او أين تجلس؟؟!!
وهنا ناداها الشيخ .....
(((تعالى يا بنتى قربى هنا ..تعالى اجلسى هنا ع يمينى ..عايز أشوفك كويس وأنا بكلمك...)))..
وبالفعل اقتربت سلمى وجلست فى المكان الذى أشار له ..وبدأت الحديث وسط صمت ونظرات الجميع ...(((لو سمحت أنا عايزة أعرف انا فين هنا ؟؟))) اجابها ..(((ما أنا قلت لك أرض الذئاب...))) قالت له ..((طيب ..ماشى انا عايزة ارجع بيتى لو سمحت ...))) اجابها ..((ماهنا بيتك يابنتى..))) ردت سلمى باستنكار وغضب..((انت بتقول اى كلام ..بيتى ازاى..!!!)))... وهنا صاح عليها رجل يجلس ع مقربة من الشيخ ..(((انتى ازى بتكلمي شيخنا كده!!! )))
فأشار اليه الشيخ أن يصمت...ثم أكمل حديثه ناظرا لها ..((طيب مش تعرفينا اسمك الاول..!!))) اجابته..(((سلمى..إسمى سلمى ،ممكن أعرف بقى انا هنا ليه؟؟؟..))) فواصل حديثه ..((اسمك جميل اوى يابنتى ..ع اسم بنتى ، الله يرحمها)) تأثرت سلمى بكلام الشيخ ..ثم أكملت ((ربنا يرحمها ويصبركم..بس ممكن حضرتك لو سمحت تقولى انا هنا ليه؟؟؟)))
فأجابها الشيخ ..(((بصى يابنتى مش هطول عليكى ..انتى هنا علشان احنا محتاجينك معانا هنا.... )) تعجبت سلمى من كلامه وقاطعته...((محتاجينى فى ايه..انتم تعرفونى منين اصلا..انا جيت هنا بالغلط اصلا...)) أجابها ..((الغلط بتاعك ده ..هو الصح بتاعنا ..))) ثم أكمل
انا هفهمك احنا كنا محتاجين داكتورة تكون معانا هنا ..لان الطبيب اللى بيعالج شبابنا وبناتنا ..خلاص ع فراش الموت ..ولازم يجى حد مكانه....))) اجابته باستهزاء واضح ..(((يعنى انت عايزنى إعارة فى أرض الذئاب بتاعتكم دى!!! طيب كنت كتبت طلب فى شغلى وكنت هجيلكم....)) فصاح عليها الرجل مرة ثانية ..
فاشار له الشيخ أن يصمت ثانيا ...
أكملت سلمى ..((وبعدين انتم عرفتم منين انى طبيبة ؟؟؟))) اجابها ..((مفيش حاجة بتحصل فى منطقة الصحاري اللى حاولينا ومنعرفهاش ..احنا عرفنا ان فيه رحلة طبيبات جاية ثلاث ليالى ....واحنا محتاجين طبيبة شاطرة ..فوقع الاختيار عليكى ..واتفقنا مع عمار انه هيوصلك هنا ..والباقى علينا ....))) نظرت له بغضب واضح ..((ده خطف مترتب بقى....))) اجابها الشيخ ..((بل ضيافة واجبة ..انتى هتقعدى معانا لحد ماتعلمى بناتنا وشبابنا الطب ..وبعد كده ممكن ترجعى لحياتك لو حبيتى..))) اجابته..((بس تعليم الطب ده محتاج سنين ..انا هقعد هنا سنين ؟؟!!))) اجابها ...((معندناش اكتر من الوقت ..المهم تأدى عملك بإتقان..وانا واثق انك هتعملى كده..))) ثم أكمل حديثه ..فى حاجة تانية ماينفعش تقعدى هنا بلا زوج ..علشان كده فرحك ع سالم حفيدى بعد أسبوعين..مبرووك ياداكتورة.....)))
تجمدت سلمى فى مكانها ولم تعلم بما ترد ..يبدو أن الأمر ليس بالهين..فخطأ واحد صغير أدى بها لهذا المصير ....وبينما هى تفكر وتكاد أن تفقد صوابها... سمعت أصوات عالية بالترحاب بشاب أتى للتو ..كان الشاب قوى البنية ..شعره أسود كثيف ..لونه خمرى ..يرتدى حزام ع وسطه به مسدس ....
اقترب الشاب من الشيخ وقبل يده قائلا ..((انا جيت اهو ..زى ما أمرت ياجدى ))
اجابه الشيخ وهو يشير لسلمى مبتسما..
(( الداكتورة سلمى ..عروستك ..فرحكم بعد أسبوعين بإذن الله ))
فابتسم سالم ونظر لها قائلا....(((كلامك أوامر ياجدى.. ))) استأذنت سلمى فى الانصراف فلم تعد ترغب فى مشاهدة هذا الهراء.....
فابلغها الشيخ أن الفتاة التى كانت بصحبتها ستأتي لتأخذها إلى غرفتها لترتاح اليوم ..فغدا سيكون ملئ بالعمل..
عادت سلمى إلى الغرفة وهى لاتدرك مايحدث حولها ولا تعلم كيف ستتصرف ..فلا يوجد اى وسيلة اتصال بالعالم خارج أرض الذئاب.......
فلم تجد أمامها الا ان تتوضأ وتصلى وتدعو الله أن ينقذها ويكتب لها الخير أينما كانت.....وما ان انتهت من صلاتها ...حتى وجدت أمرأة عجوز شارفت ع ال التسعين عاما تنظر إليها وتقترب منها لتحتضنها وهى تتحدث ..(((أخيرا رجعتى بيتك ياسلمى...........وحشتينى اوىىىى يابنتى.........